ابتعد كتاب السيناريو في السنوات الماضية عن كتابة الأعمال التاريخية
والدينية بسبب ضعف الإنتاج الذي شهدته الدراما المصرية ناحية هذه الأعمال
مؤكدين أن النظام السابق لم يكن يسعي إلا للأعمال الضعيفة التي لا ترتقي
الذوق العام ومع تغير الظرف التاريخي ورحيل النظام السابق أصبح من المعقول
أن يفكر أصحاب الأقلام في الاتجاه للكتابة التاريخية والدينية لأنها ومن
المفترض أن تتسيد الموقف في الفترة المقبلة فهل من جديد لدي الكتاب في هذه
الناحية أم أن الصورة مازالت قاتمة ناحية هذه الأعمال.
* يري الكاتب أيمن سلامة أن النظرة لمثل هذه الأعمال لن تتغير إلا
إذا تغيرت نظرة الإعلان الذي يتحكم في ويتأكد من تأثيرها علي الجمهور,
وأضاف سلامة كتبت عددا من المسلسلات الدينية والتاريخية مثل ائمة الهدي
ودعاة الحق وابن تيمية ولم تجد حظها من المشاهدة بسبب عرضها في أوقات غير
مناسبة وعدم اهتمام الجهات المعنية وأظنها رؤية ستظل قائمة في المرحلة
المقبلة.
وعن نفسي لن أتجه إلي كتابة هذه الأعمال مرة أخري إلا إذا ضمن
الاهتمام الجيد بها وتوافر كل عناصر نجاحها من إنتاج مناسب لقيمة ما أكتبه
من ممثلين جيدين واهتمام جيد لا يضيع مجهودي علي الأرض لأن هذه الأعمال
تحتاج في الكتابة إلي وقت وجهد كبيرين.
ويقول السيناريست أنور عبدالمغيث: ليس لدي أي تفاؤل بانتاج درامي
ديني أو تاريخي لأسباب ليس لها علاقة بالظرف التاريخي الذي وضعنا فيه ولكن
للمنافسة التي يجب ان نكون علي قدرها من المسئولية, نعلم أن هذا الإنتاج
يحتاج أموالا ضخمة, والمنتج الخاص لا يمكنه الذهاب لهذا النوع من الإنتاج
لأنه يبحث عن المكسب السريع والمضمون وليس أمامنا غير الإنتاج الحكومي ونحن
نعلم أن قطاعات الدولة التي تتولي الإنتاج الدرامي لا تستطيع دفع مرتبات
موظفيها وأن هناك اعمالا لم يأخذ أصحابها مستحقاتهم إلي الآن, وهذا يبعد
فكرة إقدامها علي هذا الإنتاج الضخم وحتي وإن اقتربت, فمن أين تأتي
المنافسة أمام الإعمال التاريخية والدينية التي تنتجها سوريا مثلا وهي دولة
كانت ترعي مثل هذا الإنتاج بشكل كبير حيث كانت تقدم من جيشها المجاميع التي
تحتاجها مثل هذه الأعمال كما كانت تفتح وزارة الثقافة الأبواب كاملة أمام
ما تحتاجه مثل هذه الاعمال من أماكن آثرية يمكن استخدامها ليخرج العمل
بصورة مشرفة وبدون مقابل, وهذا بكل تأكيد غير متوافر لنا, يضاف لذلك
المخرجون الذين يعملون في مجال الدراما التاريخية لا يتوفرون لدينا لأننا
نمتلك مخرجين محدودي المعرفة
بمثل هذه الأعمال وهي تحتاج بكل تأكيد إلي مخرج دارس وأغلب مخرجي سوريا
الذين يعملون في مجال الدراما التاريخية والدينية درسوا في روسيا يأتي علي
رأس كل هذا أن مؤلف الأعمال الدينية يقف علي أبواب الأزهر كمرجعية دينية
والجمعية المصرية للتاريخ للمرجعية التاريخية امام ما يكتب من أعمال بذل
فيها جهد كبير فتضع حدودا لما يكتب بحكم الرقابة الدينية والتاريخية علي
أعماله.
وأكد السيناريست مجدي الإبياري أن النظام القديم لم يكن يقف حائلا
أمام إنتاج الأعمال التاريخية أو الدينية لأن ذلك لم يكن يعنيه كثيرا وإنما
ثقافة الجمهور نفسه التي تتجه دائما الي رؤية الأعمال الكوميدية
والاجتماعية هو السبب الحقيقي لذلك مؤكدا أن هذا الابتعاد كان سببه الطريقة
التي كانت تقدم بها هذه الأعمال من صعوبة في اللغة. وأضاف الابياري مثل
هذه الأعمال لن ينشطها النظام الجديد الذي يظن البعض أنه سوف يدعمها ويغدق
عليها الأموال لإنتاج المزيد منها وإنما سوف تعود لو استطاعت ملامسة
المشاهد وأقرب طريق الي هذا هو أن تتناول هذه الأعمال سيرا لشخصيات قريبة
من الجمهور كما قدمت شخصية إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعرواي في عمل
بلغة دارجة وبسيطة يضاف له أنه تناول شخصية رجل أحبه الناس وكان قريبا جدا
منهم ولهذا وصل العمل إليهم بسهولة وتابعه عدد كبير جدا من المشاهدين وهذا
هو المطلوب برأيي في المرحلة القادمة إذا أردنا المزيد من هذه الأعمال.
أما السيناريست محمد السيد عيد صاحب العديد من الأعمال التاريخية
فيؤكد أنه النظام القديم لم يكن يهتم بالأعمال الدينية والتاريخية وكنا
نشكو الإهمال الشديد التي تلقاه هذه الأعمال الآن توقف الإنتاج في كل
النواحي لنجد رمضان القادم بلا أعمال جديدة وبأننا لانستطيع تقديم أعمال من
خلال المؤسسات التابعة لوزارة الإعلام سوي بعض الأعمال التي تستكمل من
العام الماضي ولاتوجد ميزانية أو خطة إنتاج أعمال جديدة, لقد خرجنا من
الساحة وهذا مؤسف للغاية.
وأكد عيد أن الأعمال التاريخية بعد تحسن الأوضاع سوف تأخذ مكانتها
التي تستحق لأن من العيب أن يخرج إنتاج الأعمال الكبيرة من تحت أيدينا وليس
لأن النظام الجديد يبشر بهذا ولكن لأن هذه الأعمال واجب وطني لابد وأن يسأل
عنه صناع الدراما.
الأهرام المسائي في
11/01/2013
متشددون يوقفـون تصويـــر مسلســل فـي السعوديـــة
كوثر الحكيري
أوردت وكالات الأنباء خبر تسبب متشددين سعوديين في إيقاف تصوير مسلسل
تشارك به ممثلات خليجيات بحجة أن هناك فتوى شرعية تمنع مشاركة النساء في
الأعمال الدرامية.
وقالت صحيفة "تواصل" السعودية الإلكترونية على موقعها إن محافظة
الطائف غرب المملكة أصدرت قراراً يقضي بمنع تصوير مسلسل درامي فيها كان يضم
عدداً من الممثلات الخليجيات، وذلك بعد مطالب تقدم بها متشددون بإيقاف
التصوير، منبهين إلى أن هناك فتاوى شرعية تمنع هذا الأمر.
وكان عدد من الممثلات الخليجيات قد توافدن على المنطقة مطلع الأسبوع
الحالي ونزلن بأحد الفنادق رفقة مخرج سعودي استعداداً لبدء التصوير في
مناطق مختلفة من المحافظة.
وفي أعقاب صدور القرار قامت الممثلات بمغادرة المنطقة، بعد توقف تصوير
المسلسل الدرامي الذي كان من المفترض أن يستغرق شهرين.
وكان مؤلف العمل المسرحي "مريم وتعود الحكاية" المشارك في مهرجان
المسرح العربي في عمّان ياسر الحسن قد أكد مؤخرا عدم وجود قانون في
السعودية يمنع المرأة من التمثيل، وأن العائق الموجود يتمثل في العرف
الاجتماعي.
ويذكر أن المخرجة هيفاء المنصور أول امرأة سعودية تخرج فيلما طويلا
والمقيمة في الولايات المتحدة والمتزوجة من أمريكي كانت صرحت خلال الدورة
الأخيرة لمهرجان دبي أنها اضطرت أكثر من مرة للاختباء في شاحنة خلال
التصوير حتى لا يثير ظهورها في البلاتو مشاكل قد تعطل سير الفيلم العادي.
وهو ما يشي بأن معركة السينمائيين مازالت طويلة في بلد تمنع فيه قاعات
السينما ولكن شبابه هو الأول عالميا في تحميل أفلام اليوتيوب...
الصريح التونسية في
11/01/2013
السينارست محمد السيد عيد:
الدرامــا تمـــر بأزمــة حقيقيــة
ناهد خيري
أكد السينارست محمد السيد عيد أن عام2012 بالنسبه له كان عام
الجوائز حيث حصل علي ست جوائز عن أعماله الدرامية التي عرضت في رمضان
الماضي مؤكدا
أن الدراما التاريخية هي هاجسه الدائم لأنه من خلالها يكتب عن رموز تستحق
أن تعرفها الأجيال الجديدة كما عبرفي حواره مه الأهرام المسائي عن حزنه
الشديد علي حال الدراما التليفزيونية مؤكدا أن هذا الموسم لن يشهد أعمالا
درامية بالقدر الكافي وقال الدراما تمر بأزمة حقيقية ستكون شديدة القسوة في
السنوات المقبلة.
·
2012 كان عام الجوائز للسينارست
محمد السيد عيد... فما الذي حصدته وحصلت عليه؟
ـ أغلبها عن مسلسل رجل لهذا الزمان الذي يحكي قصة حياة العالم الدكتور
مصطفي مشرفة حيث حصل العمل علي جائزة من مهرجان الخليج للإذاعة والتليفزيون
دورة البحرين وجائزة المجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر وجائزة من مونديال
الإذاعة والتليفزيون الذي ينظمه اتحاد المنتجين العرب في دورته الأولي
وجائزة من مهرجان الإذاعات العربية بتونس كما حصل مسلسل الإمام الغزالي علي
الجائزة البرونزية وحصل أيضا مسلسلي الإذاعي الإمام محمد عبده علي جائزة
الإذاعة من الأهرام باعتباره أفضل مسلسل إذاعي في رمضان
·
وماذا تعني هذه الجوائز بالنسبة
لك.. ؟
ـ تؤكد أن الأعمال التاريخية والأعمال الجادة دائما ما تجد تقديرها
لدي الجميع وأن لها أرضية كبيرة في كل مكان ولابد من المزيد لمثل هذه
الأعمال فأي عمل تاريخي يقدم نموذجا مشرفا سوف يجد تقديره ومكانته لدي
الجميع.
·
تميل دائما إلي كتابة الأعمال
التاريخية, فهل هناك رسالة بعينها تود توصيلها من خلال كتاباتك.. ؟
ـ اريد من خلال كتاباتي الدرامية لشخصيات تاريخية تقديم القدوة
لأبنائنا من الشباب الذين غابت عنهم القدوة, فما نقدمه من دراما لا يقدم
غير صور مشوهة لرجال يسرقون الأموال ويهربون بها ويفسدون في الأرض ولكني
أقدم الصور البديلة للرجال الذين بنوا مصر وضحوا بالكثير دون أن ينتظروا
ثمنا لهذه التضحية كما أنني لدي مشروع أريد من خلاله تقديم تاريخ مصر
الحديث من خلال الدراما التليفزيونية قدمت منه قاسم أمين وعلي مبارك
والدكتور مصطفي مشرفة ثم رائد الاقتصاد الكبير طلعت حرب وهناك الكثير من
الشخصيات التي مازلت أتمني تقديمها.
·
هل بدأت تصوير طلعت حرب.. ؟
ـ لم نبدأ تصويره ولا أظنه سينفذ في تلك الظروف التي تمر بها مصر,
للآن ـ لم تضع مدينة الإنتاج خطتها الإنتاجية وأظنها ستكتفي فقط بالأعمال
المؤجلة من العام الماضي والتي كانت قد شرعت في تصويرها لتستكملها, للأسف
الدراما تمر بأزمة خطيرة وسوف نشاهد موسما دراميا غريبا لأول مرة في تاريخ
الدراما التليفزيونية, حتي الإنتاج الخاص يقترب بحذر شديد وهذا مقلق
للغاية.
·
ماذا تناولت في سيرة طلعت حرب
الذاتية. ؟
ـ تناولت من خلال سيرة رائد استقلال الاقتصاد طلعت حرب تاريخ مصر
منذ1887 وحتي1941 أي منذ تخرج طلعت حرب من مدرسة الحقوق وحتي وفاته
وقدمت كفاحه في عالم المال والاقتصاد لأقدم صورة من النضال المصري خلال هذه
الفترة التي تزيد عن نصف قرن لأبرز دوره في النهضة الفنية والصناعية
والزراعية وغيرها من المجالات التي شارك فيها من خلال بنك مصر
·
وماذا عن مسلسل ذات الهمة.. ؟
هو مسلسل سيرة شعبية لبطلة تدعي ذات الهمة وكتبت هذا العمل لأغير
الصورة التقليدية المعروفة عن المرأة المسلمة لأبين كيف كانت في المجتمع
الإسلامي ذات دور فاعل توحد العرب وتقود الجيوش وتدافع عن البلاد وتشارك في
الحكم, أقدم صورة مختلفة صاغها الخيال الشعبي للمرأة العربية المسلمة,
فإذا كان البعض في الغرب يهاجم الإسلام دون علم فهذا العمل يقدم صورة
الإسلام غير المعروفة من خلال المرأة ليدافع عن جزء من الحضارة الإسلامية
التي يظلمها الغرب ويسيء إليها.
·
لماذا اتجهت لعمل سيناريو مسلسل
رجل لهذا الزمان في كتاب.. ؟
ـ كتبت من قبل سيناريو مسلسل قاسم أمين في كتاب وكانت النتيجة مذهلة
حيث نفد الكتاب وفوجئت أن بعض الكتاب الجدد يحفظون المسلسل ودرسوه وتعلموا
منه كيف يمكن بناء سيناريو يعتمد علي الحقائق التاريخية من خلال سيرة ذاتية
ولهذا فكرت في تقديم الدكتور مصطفي مشرفة.
·
وهل يعد السيناريو كالرواية في
تناوله الأدبي.. ؟
ـ أقدم السيناريو باعتباره عملا أدبيا وليس باعتباره مجرد عمل كتب
للتلفزيون فالسيناريو في وجهة نظري لا يختلف عن الرواية من ناحية البناء
لأننا نقدم شخصيات تتحرك من خلال أحداث وهناك بناء فني للشخصيات والأحداث
معا كما نقدم بناء لغويا يمكن أن يدرس كأي عمل أدبي.
الأهرام المسائي في
13/01/2013
رفيق سبيعي:
أعمـــال البيئة الشـــامية انحرفت عن الواقـع
بديع منير صنيج
يتابع الفنان «رفيق سبيعي» مشواره مع برنامجه الإذاعي «حكواتي الفن»،
لكن هذه المرة سينقله إلى التلفزيون من إنتاج شركة سورية الدولية ضمن
محاولة لفتح المجال واسعاً أمام توثيق تلفزيوني لذاكرة وطن يرويها فنان
الشعب، وليزيد
قدرته على التواصل مع الجمهور، فهو لا يريد أن يقتصر عمله على الإذاعة، ولا
أن يقف خصما تجاه التلفزيون. يقول: «أحاول أن أساير وسائل الإعلام عموماً،
لكن لدي أفكار أريد أن تصل كما هي، وهناك بعض المسؤولين في الهيئة العامة
للإذاعة والتلفزيون يقفون في وجهي نتيجة عدم وجود خبرة كافية عندهم،
ويعملون كسدّ في طريق النفاذ إلى الناس بما يفيد الوطن, لا أريد أن أتهم
أحداً، لكن في كثير من الأحيان أصبح محبطاً تجاه ذلك».
ورغم أن الفنان القديم يدرك أن أكثر ما يتأثر بالأحداث الجارية في
سورية هو الفن، إلا أنه متفائل بأن الخير قادم رغم كل ما يحصل، وبأن الأمور
ستعود لتأخذ مجراها الطبيعي، والسلام والأمان سيعمّان، ويدعم تفاؤله
بالتأكيد على أن عجلة الدراما السورية ما زالت دائرة شركاتٍ وممثلين
ومخرجين وفنيين، حيث سيجسد لهذا الموسم شخصية الزعيم في مسلسل «قمر شام»
لمخرجه مروان بركات ويقول عنها: «كما كانت هذه الشخصية طاغية في مسلسل «طاحون
الشر» فإنها في هذا العمل ستحتل أيضاً الحيز الأكبر من الاهتمام».
ويؤكد صاحب شخصية «أبو صياح» أن الدراما السورية لم تعد تؤسس لشخصيات
استثنائية كما في السابق مع بعض الاستثناءات، ومنها شخصية «طوطح» في مسلسل
«طالع الفضة» التي قال عنها: «كنت أكثر جرأة من العديد من زملائي، فقبلت
بأدائها بعد أن أعرضوا عنها. ومع العلم بأنه من الصعب إيجاد الشخصية التي
تطمح لأن تترك أثراً في الناس، فهي لن تستطيع ذلك إلا عبر ارتباطها بالبيئة
التي تعيش فيها، وشخصية «طوطح» تمتلك هذه الميزة، فهي تعبر عن الارتباط
بالوطن، وذاك الارتباط هو ما يحفزه لتقديم الأحسن لفائدة بلده قبل فائدته
الشخصية».
يقول «السبيعي»: «إن أعمال البيئة الشامية انحرفت عن الواقع، لكنها في
طبيعة الحال تُصوِّر مصغر أمة. والحارة تصور البلد بما فيها من نماذج
مختلفة وهو ما أعجب الناس بها, لكن تلك الأعمال في معظمها لا تحاول إلا
استعراض أمور ليس فيها ما يفيد المجتمع، فمثلاً لا يوجد في كل أعمال
البيئة, باستثناء القليل منها, ولد ذاهب إلى المدرسة، وكلها أعمال فيها «بوجقة»،
وتقليد أعمى لشخصيات البيئة الشامية، في حين أنني عندما أديت شخصية «أبو
صياح» قصدت أن أقدم أنموذجاً من الإنسان الذي قلبه على بلده، ويهتم به،
ويحب حارته والناس الذين حوله. لكن المسلسلات الشامية تتحول إلى خناقات و«بوجقة»،
لذلك أرجو من كتاب البيئة الشامية أن يرجعوا إلى الصواب، ويقدموا الصورة
الموضوعية والمفرحة لتلك الشخصيات».
يبدو أن هناك مشروعاً لتشويه مجتمعات بأكملها، والدراما إحدى أدوات
الإعلام التي هيمن عليها المال فبات يفرض أفكاره، لكن السبيعي لا يوافق على
مقولة أن «المال يسيطر»، ويوضح أن «كتاب الدراما باتوا يحذون حذو غيرهم،
ولا يبدعون طروحات اجتماعية جديدة لها قيمة، وللأسف الشديد يتبعون الأسهل
عبر جمع مجموعة أشخاص يختلفون ويتشاجرون وبعدها يتصالحون، بمعنى ليس هناك
بعد اجتماعي أو قيمة حقيقية ولذلك لا بد من العودة إلى الأصول».
أما فيما يتعلق بـ«فن المونولوج» الذي كرسه السبيعي وانتقد من خلاله
كثيراً من أخطاء المجتمع فـ«ليس من الممكن أن يرجع للشاشة إلا باهتمام
المسؤولين عن الإعلام» هكذا يقول صاحب أغنية «شرم برم كعب الفنجان»...
ويضيف:«أذكر أنه كان في كل بلد عربي ناقد شعبي مشهور يتناول أهم القضايا
الاجتماعية ضمن أعمال دمها خفيف يمكنها أن تدخل إلى المجتمع وتجعل المستمع
والمشاهد ينتبه إلى الأخطاء التي يقترفها، أما الآن فقد قل وجود هذا الناقد
إلى الحد الأدنى، وأكاد أكون الوحيد من الذين يقدمون هذا النوع من الأعمال
التي لا يمكن أن تستمر إلا بعد أن تأخذ الضوء الأخضر, وبصراحة قدمت الكثير
من الأعمال وبعد أن أسجلها لا تأخذ الاهتمام الكافي، وأنا أعتب على
القائمين على التلفزيون لأنهم لا يعطونها حقها، فأنا عندما أرى أنه لا تتم
الاستفادة مما أقدم تثبط همتي، وبصراحة لا أعود متحمساً لتقديم شيء جديد».
ويقول بطل فيلم «أحلام المدينة» معاتباً المؤسسة العامة للسينما:
«السينما لا يُقدم لها حيزها المناسب، ولا يسمح لها بالظهور كما يجب،
ولاسيما في القطاع العام... على ما يبدو, إن مؤسسة السينما ما زالت تتعامل
مع الإنتاج كواجب تقديم فيلم أو فيلمين في السنة من دون النظر إلى تطلعات
الفنانين، وللأسف الشديد, إن العمل فيها يصطدم بروتين، وأشياء عجيبة غريبة،
وأنا ما زلت أعد إنتاجها متواضعاً وغير كافٍ وغير مجد».
يتذكر المبدع الكبير أساتذته ورفاق دربه فيقول: «أفتقد اليوم القصاص
والناقد الشعبي «حكمت محسن» وزملاءه الذين تعاونوا معه في تلك الفترة التي
لم يكن فيها إلا الإذاعة، حيث استطاعت فرقته أن تؤثر في الناس، لأنه رصد في
أعماله ما يلاحظه أمامه ويشاهده ويحتك به، حيث نقل الواقع والحقيقة عن طريق
الدراما، ونجح في ذلك، وأمثال أولئك الناس نفتقدهم فليست هناك أعمال تترك
آثاراً كما كانت تلك الأعمال, لكن حتى الآن هناك أدوات قد تستخدم من قبل
الفنان ليقول ما يريده»، لكنه مع ذلك متفائل بالطاقات الفنية الجديدة
ويصفها بالواعدة متمنياً أن تزول كل العوائق
أمام هذه الأجيال لتقدم ما عندها ولاسيما إن حصلت على دعم أكبر.
bsnaij@yahoo.com
مسلسلات البيئة الشامية..
استبدلت كوميديا «صح النوم» بتراجيديا «باب الحارة»!
سامر محمد إسماعيل
تشكل البيئة الشامية منبعاً خاصاً للكتابة الدرامية منذ سبعينيات
القرن الفائت، فالكوميديا التي قدمتها الدراما السورية من خلال إنتاج
«تلفزيون الشرق» في بيروت بنجاح باهر على يد الثنائي «دريد ونهاد» عادت
للظهور في مسلسلات «باب الحارة»
و«أهل الراية» و«ليالي الصالحية» و«زمن البرغوت» وسواها
على شكل تراجيديا نحّت جانباً كل أنواع المفارقات التي كوّنت فكرةً مهمة عن
أساليب العيش والحياة في حارات كانت مفتوحة على بعضها، وليس لها أي أبواب؛
إلى حارات مغلقة لها زعماء ووجهاء «أعضاوات» وشيوخ كار ودين يقررون ويحسمون
الاختلافات في كل صغيرة وكبيرة.
إن أعمالاً مثل «صح النوم» و«حمام الهنا» لم تسع لتقديم واقع افتراضي
لمشاهدي القنوات الفضائية، فهذه القنوات لم تكن على مساحة بث القمر الصناعي
العربي الذي بدأ بثه في مطلع تسعينيات القرن الفائت، أي بعد ذلك بكثير، بل
يمكننا عدها وثائق بصرية عن الحياة المدينية الناشئة في دمشق إبان
الاستقلال وسنوات طويلة من شغل الفنانين السوريين الرواد على مسارح دمشق،
حيث كان افتتاح التلفزيون السوري في الثالث والعشرين من تموز 1960 الفرصة
الحقيقية لانطلاقة تلفزيون وطني بعيد كل البعد عن إملاءات المال الذي يدفع
الآن ضريبته المشاهد السوري والعربي على حدٍ سواء، مثلما تدفع مدينة بعراقة
دمشق ثمنه من خلال تقديمها بالصيغة المغلقة على نفسها في مسلسلات تموّلها
شبكة الـ
MBC
السعودية وفق أجندة صارمة تتدخل بقصد أو من دونه في الخيارات
الإبداعية للعمل الفني، فالأجندة هنا لا تعني تعليمات تحددها المحطة
المنتجة لهذا المسلسل أو ذاك، بل في فهم القائمين على أعمال ما يسمى
«البيئة الشامية» لعقل الرقيب في المحطة المذكورة، وضرورة مغازلته عقائدياً
وثقافياً واجتماعياً!.
من هنا جاءت أهمية المقارنة بين أعمال قدمها الرواد عبر كوميديا
الموقف، مبتعدين كل الابتعاد عن بكائيات المأثرة الدرامية، وبين أعمال مثل
«باب الحارة» وسواها من أعمال ميلودرامية حوّلت أهالي «حارة كل مين إيدو
إلو» في «صح النوم» إلى ما يشبه «الشعب الصغير» الذي افتتن بباب حارته، أي
حدودها «المناطقية» بين الحارات الأخرى، بينما لا يمكن أن نرى ذلك في «حمام
الهنا» المفتوح على السياح والزبائن، ما يجعلني أتساءل عن هذا النكوص الحاد
في العمل الدرامي السوري؟ هذه الدعوة إلى التقوقع في زواريب ضيقة، نحو ما
يشبه «غيتوهات» بينما يعرف الجميع أن دمشق مدينة مفتوحة على خيارات العيش
الأهلي، العيش المشترك خارج أي تصنيفات، وهي ليست على هذه الدرجة من الولاء
للحارة بقدر ما كانت ولا تزال مدينة تستوعب كل جديد، ثم تصهره في فرنها
الحضاري الخاص، فالذاهب اليوم إلى حارت دمشق القديمة من القيميرية إلى باب
توما، وصولاً إلى مركز العاصمة، سيلاحظ كيف بقيت الحارة الشامية عنواناً
للتنوع المديني من خلال انتشار محلات السهر وصالات الفن التشكيلي بين بيوت
السكن، من دون أن تغير هذه الحارة أو تلك من ملامحها الشرقية الأصيلة.
وفي النظر إلى أمثلة ملموسة عن ردة اجتماعية في المسلسلات الجديدة
يكفي أن ننظر إلى واقع المرأة في مسلسل «صح النوم» حتى نعرف حجم التقهقر في
الحريات الاجتماعية التي وصلت إليها المرأة السورية في مسلسلات الحارة
وأبوابها المغلقة، فمن شخصية «فطوم حيص بيص» التي أدتها الفنانة القديرة
«نجاح حفيظ» إلى شخصية «أم عصام» حيث لن تكون المقارنة بين الأنموذجين
السابقين في مصلحة «أم عصام» المرأة «الحرملك» التي تقيم الاستقبالات
النسائية والواقعة مباشرةً تحت حكم ذكوري مطلق من زوجها وأخيها وحتى من
أبنائها، فيما تتمتع «فطوم» باستقلالية تامة عن أي تحكم ذكوري، بل على
العكس تماماً، فهي صاحبة «أوتيل» يعمل عندها الرجال ويخطبون ودّها، أي
مستقلة اقتصادياً، وخياراتها في الحب والزواج من نزيل فندقها الصحفي الكاتب
«حسني البورظان» لا يتدخل فيها أحد، بل حتى خالها «أبو رياح» كان يأخذ
برأيها ويستمع إليه، وهي قادرة على التأثير في رجل الشرطة «بدري بك أبو
كلبشة»، فيما ترزح «أم عصام» تحت وصاية كل الرجال، فهي امرأة لإنجاب
الأولاد وطبخ المحاشي والأباوات.
على مستوى آخر استبدلت المسلسلات الجديدة للبيئة الشخصية الطريفة
بالشخصية المأسوية كثيرة الهموم، ليختفي ظرفاء حارة «كل من إيدو إلو» إلى
الأبد، فمن «أبو فهمي» «فهد كعيكاتي» وأم كامل «أنور البابا» وياسينو«ياسين
بقوش» و«أبو عنتر» إلى شخصيات تغلي بالشر والتجهم والخبث والولاء الأبوي و«البوجقة»،
ومن مقالب «غوار الطوشة» البريئة للفوز بفطوم إلى دسائس «أبو النار وصطيف»
والغدر القبلي بالخنجر عند مفارق الحارة ليلاً.
فعلاً, لماذا اختصرت المسلسلات البيئية الشخصية الدمشقية بكل هذا
التصنيف المدرسي بين شخصيات شريرة جداً وأخرى خيرة جداً؟ لماذا هذه الكتابة
التي لم تأخذ بالحسبان أن الشوام حاضرو النكتة سريعو البديهة؟ فمع قرون من
الحركة التجارية التي شهدتها أسواق الشام المركزية على طريق الحرير القديم؛
غيّب الكتّاب الجدد ظرفاء الشام وتجارهم. لماذا يطمس كتّاب هذه المسلسلات
شخصيات الأدب الشعبي، الأدب الذي كتبه مخايلو الظل والكراكوزاتية وأصحاب
صناديق الفرجة وكان في مقدمة الآداب غير الرسمية التي وقفت بالدعابة
الطريفة واللاذعة في وجه جور السلاطين وظلمهم و سوء حال الناس وضيقهم؟
لماذا اختفت كل تلك المظاهر المرحة من دراما البيئة لتحل مكانها
البغضاء والمآسي والفضائح والمبالغات التراجيدية المصحوبة بموسيقا جنائزية
وسوداوية؟
أين اختفت زنزانة غوار ودياب مشهور المليئة بالغناء والتي يدخلانها
متى شاءا ويخرجان منها متى شاءا أيضاً، لماذا استُبدِل «كاراكون أبو كلبشة»
صاحب الأنف الذي لا يخطئ بسجن «أبو جودت» المتآمر والخسيس عميل المستعمر
وأجيره؟ كل ذلك الشطط في كتابة «شام شريف» جديدة لا يمكن تجاهله، ولا غض
الطرف عنه رغم نجاح هذه الأعمال وتحقيقها أعلى نسب المشاهدة، لا يمكن إلا
أن أقول: إننا خسرنا الكثير من ساعات نضحك فيها مقابل ساعات ممسوكة الإيقاع
ومليئة بمشاهد العنف تحت ذريعة التغني بالتراث وبأهل المروءة والكرامة..!
samerismael@yahoo.com
تشرين السورية في
13/01/2013
السلطان سليمان وحريمه يلتقون الجمهور المغربي بالمباشر
نجوم المسلسل التاريخي في جولة مغربية بمبلغ 5 ملايين درهم
وداد طه | المغربية
تستعد أسرة المسلسل التاريخي التركي "حريم السلطان"، الذي حقق نسبة
مشاهدة عالية في المغرب، لتحل ضيفة على مدينة سطات، في فبراير المقبل وذلك
في إطار اتفاقية من المنتظر أن تجمع بين ممثلين عن أسرة المسلسل والفنان
المغربي سعيد قيلش، صاحب نادي سياحي بالمدينة المذكورة.
وأكد مصدر مطلع لـ"المغربية" أن القيمة المالية للاتفاقية بلغت 5
ملايين درهم، إلى جانب تكفل الجهة المستضيفة بتذاكر الطائرة والإيواء، وأن
أسرة المسلسل، الذي يعرض جزؤه الثاني على شاشة قناة "ميدي 1 تي في" حاليا،
ستحل يمدينة سطات لتقوم بعدها بجولة في العديد من المدن المغربية، بهدف
الترويج للمغرب كوجهة سياحية، على أن يحتكر الطرف المستضيف جميع العروض
المنتظر أن تقدم من طرف المستشهرين المغاربة.
وأضاف المصدر نفسه أن اللمسات الأخيرة توضع على بنود الاتفاقية،
المنتظر أن توقع الأسبوع المقبل في مدينة إسطنبول، بحضور نجوم وأبطال هذا
العمل التاريخي.
الجدير بالذكر أن "حريم السلطان"، الذي يحكي قصة حياة السلطان
العثماني سليمان القانوني (ولد سنة 1494، وحكم من سنة 1520 حتى وفاته في
1566)، حقق، في جزئه الثاني، الذي انطلق عرضه على شاشة "ميدي1 تي في" في
شتنبر الماضي، أكثر من 50 في المائة من نسبة المشاهدة، بالنسبة للفئة
العمرية 12 عاما فما فوق، وفق دراسة أنجزتها شركة أبحاث التسويق "Créargie"، محققا نسبة ارتفاع وصلت إلى 46 في المائة، عن نسبة مشاهدة الجزء
الأول.
واعتبرت قناة "ميدي1 تي في"، في بلاغ، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن
4 ملايين مشاهد، الذين تابعوا "حريم السلطان"، تعكس اهتمام الجمهور المغربي
بالدراما التاريخية، في إشارة إلى أنها المرة الأولى التي تحصل فيها سلسلة
تاريخية على هذا الاهتمام الجماهيري الكبير.
وأضاف البلاغ أن نسبة المشاهدة العالية هذه دليل على الحبكة الدرامية
العالية، التي يتمتع بها هذا العمل، والأحداث التاريخية التي تروى لأول مرة
عن السلطان سليمان، خاصة حياة القصور في تلك الفترة، وما شابها من صراعات
ومكائد نسائية، فضلا عن القوة العثمانية وفتوحاتها الإسلامية، وذكاء القائد
الملهم.
الصحراء المغربية في
14/01/2013
لا يريد الإشتراك في عمل يشوِّه به ما يحفظه النَّاس له
حمودي الحارثي: نجاح المسلسلات التركيَّة سببه الممثلون
العرب
عبدالجبار العتابي
عاد الفنان حمودي الحارثي إلى بلده العراق وفي جعبته الكثير من
الأفكار والنشاطات يكشف عنها في الحوار التالي.
بغداد: عاد
الفنان العراقي حمودي الحارثي إلى بغداد لقضاء ثلاثة أشهر قبل المغادرة إلى
مقرِّ إقامته مع عائلته منذ سنوات في هولندا، مؤكدًا حنينه واشتياقه إلى
بغداد التي يقضي وقتًا طويلاً في السير في شوارعها ومحلاتها القديمة.
وأكد الحارثي أن من أعطى للمسلسلات التركية هذه المشاهدة الكبيرة بين
الجمهور العربي هم الممثلون العرب أنفسهم الذين أدوا الـدوار المدبلجة بصدق
الإحساس خصوصًا وأن اللهجتين السورية واللبنانية محببتان وجميلتان، مشيرًا
إلى أن عودته إلى بغداد ستكون هذه المرة من أجل إعادة كتابة مسلسلات درامية
وأعمال مسرحية فضلاً عن ترتيب الوثائق لديه لأنه يفكر حاليًا في كتابة
مذكراته.
·
مرة أخرى تعود إلى بغداد تاركًا
هولندا وراءك، لماذا؟
جئت إلى الحبيب العراق لأرى الوجوه الحلوة والثقافية والفنية والنيرة،
ويسعدني جدًا أن أعود إلى العراق وأن التقي بالناس وبالمثقفين، يدفعني
الشوق والحنين إلى كل الأماكن والذكريات.
·
ما جديدك الفني؟
طول المدة التي انقطعت فيها عن العراق تفرَّغت للكتابة والمتابعة
الثقافية والفنية وبدأت بمشروعين، فأنجزت 30 حلقة تليفزيونية تقريبًا،
والآن أنا في طريقي إلى إنجاز 30 حلقة أخرى لمسلسل ثانٍ، كما أعدت كتابة
مسرحيتي التي تحمل عنوان "بابا زنكو" التي تدور أحداثها في منطقة "باب
السيف" بالكرخ، وتتحدث عن هذه المنطقة البديعة التي تشغلها الآن بناية
التقاعد العامة بعد ان هدموا المنطقة، وجرت فيها أحداث مهمة جدًا، وهذه
المسرحية كتبتها قبل وفاة المرحوم سليم البصري لكي يمثل فيها. وخلقت
شخصيتين من مسلسل "تحت موس الحلاق" هما ابن عبوسي الذي تزوج ابنة حجي راضي
على عكس ما ظهر في مسلسل مشوه حيث ظهر أن إبن عبوسي تزوج من بنت أبو ضوية،
وهذا خطأ لأن عبوسي نفسه متزوج من ضوية فكيف يحدث، وكان عليهم أن لا
يتطرقوا إلى شخصيات حجي راضي وعبوسي وأبو ضوية، لأنها شخصيات خلقها سليم
البصري.
·
هل لديك ما يشغلك عن الحنين
والذكريات في بغداد؟
عدت الآن وعندي موضوع ثانٍ وهو مكتبتي ووثائقي وأوراقي، كما عندي
ثلاثة أعمال أريد إعادة كتابتها، سبق لي أن قدمتها في الستينيات
والسبعينيات في المسرح المدرسي، وقدمتها في ثانوية الكاظمية سنة 1960 –
1961 وهي "الشعب لا يموت" عن الجزائر، و"السيدة والكلب" التي هي "الكونتة
والكلب" التي مثلها المخرج العملاق صلاح القصب ومنير الشرجي وشخصيات أخرى
من الكاظمية، وعندي مسرحية للاطفال كتبها الفنان الراحل نزار سليم شقيق
الراحل جواد سليم، سأعيد كتابتها أيضًا، كما انني خلال هذين الشهرين أريد
التفرغ لأرشيفي كي أنظمه فأنا أعمل على كتابة مذكراتي، وهي محاولات
للإستقرار في بغداد.
·
لماذا لم نشاهدك في عمل درامي
عراقي خلال السنوات الأخيرة؟
بصراحة عرضت عليَّ بعض الأعمال ولكننها لم تعجبني، فأنا لا أريد تشويه
الصورة التي كوَّنها عني الجمهور، إلَّا إذا وجدت نصًا مميزًا فحتى لو كان
دورًا ثانويًا فسأمثله، أريد دورًا يضيف لي أو أطرح شخصيتي الجديدة وأنا في
هذا العمر، يجب أن تكون الشخصيات التي أمثلها محدودة ومركزة ومعروفة
وتتماشى مع عمري وحياتي، أنا لا تهمني المادة بقدر ما يهمني الموضوع ،
والأهم أن تقدم لي السيناريو.
·
هل لديك شروط معيَّنة في قبول
المشاركة في عمل؟
أن يكون العمل معقولاً ويتقبَّله الجمهور، لا أريد أن يكون ساذجًا او
سطحيًا، فالقضية ليست قضية إضحاك الجمهور بقدر ما يمكن طرح أشياء مهمة
جدًا، الجمهور الآن بحاجة إلى كوميديا حقيقية ساخرة أو سوداء، يعني كوميديا
الموقف التي فيها موضوع وفكر، وأعتقد أن طاقات الممثلين الرائعة موجودة
ولدينا مجموعة شباب رائعين مثلما لدينا مخرجون على مستوى بديع مثل حسن حسني.
·
هل تفضِّل ما يقدم لك كوميديًا
أو تراجيديًا؟
ليقدَّم لي أي عمل سواء كان كوميديًا أو تراجيديًا، المهم أن يضيف لي
ولا يشوِّه الصورة التي لي عند الناس، فالعمل الناضج هو الذي يجعلني
متحمسًا لأدائه، وللعلم لا يوجد عمل ليس فيه كوميديا، والدليل أمامك
بالمسلسلات التركية التي غزت الشاشات العربية وفيها شخصيات كوميدية فضلاً
عن الصدق.
·
كمخرج لماذا لم تحاول إخراج عمل
درامي؟
عرضوا عليَّ إخراج عملين، ولكنني بعد قراءة النص اعتذرت لأنه لم
يعجبني، لم يأتني نص جيد كمخرج أو كممثل لذلك اعتذرت.
·
على ذكر المسلسلات التركية،
لماذا الناس مشدودة إليها، وهل هنالك أسرار معينة؟
السبب الوحيد في يكمن في دبلجتها إلى العربية المحملة بصدق إحساس
الممثلين العرب، وهي أكثر ما حببها إلى المواطن العراقي، لقد شاهدت حلقتين
أو ثلاثاً من مسلسل "فاطمة" باللغة التركية، لكن الممثلين لم يشدوني إليهم،
ولم أشعر بتلك الحرارة التي أحسستها مع الممثلين العرب في أداء أدوارها وقد
استطاعوا بصدق إحساسهم أن يعكسوا الواقع التركي بأسلوب سوري لبناني ممتع
وجميل جدًا، على عكس المصريين الذين سبق لهم أن دبلجوا وفشلوا. درست في مصر
سبع سنوات ورأيت كيف فشل المصريون في الدبلجة والترجمة، صحيح أن اللهجة
المصرية معروفة جدًا ولكن فيها لدغات لا تفهم، فيما اللهجتان اللبنانية
والسورية أنضج في الكلمات والجمل والتعابير، كما أن المكياج في الأعمال
التركية طبيعي جدًا، فتجده مقنعًا جدًا، وهي أقرب إلينا من المسلسلات
المكسيكية المدبلجة وأفضل، لذلك أتمنى على كل ممثل ومخرج وسيناريست وكاتب
في العراق أن يستفيد من التجربة التركية، من العشق الممنوع والأوراق
المتساقطة ونور وفاطمة وحريم السلطان، فهي مسلسلات تستوقف المشاهد لأن فيها
ما يريده، مع التأكيد أنه لولا الدبلجة وقدرة الممثلين العرب على أداء
الأدوار بصدق لما كان لهذه المسلسلات أي تأثير.
إيلاف في
17/01/2013
المسلسلات المدبلجة..
قصّة صناعة من الألف إلى الياء
صهيب عنجريني
من «نور» و«سنوات الضياع» مروراً بـ«وادي الذئاب» و«العشق الممنوع»
وليس انتهاء بـ«حريم السلطان».. عاصفةٌ من المسلسلات المدبلجة غزت الفضاء
العربي، ولا يبدو أن ثمة نهاية لها تلوح في الأفق. فالعاصفةُ التي تسللت
بهدوءٍ ونعومة، عرفت كيف تكتسي لبوساً ربيعياً لا تنفعُ معه نواقيسُ الخطر.
يجدُ المتلقي العربي نفسه وعلى امتداد أحد عشر شهراً، إذا ما استثنينا شهر
رمضان موسم الدراما العربيّة، نكون على موعد دائمٍ مع حكاياتٍ لـ«أبطال»
و«نجومٍ» متقنة مرةً، وباهتة مرات ومرات.. لكنّها رائجة وجذابة دائماً،
ومقدّمة بلهجاتٍ مأنوسة، وعلى رأسها اللهجة الشاميَّة، مستفيدةً من
انتشارها بفعل نجاحٍ سبق أن حققته الدراما السورية. ورغم أن الدراما
التركية هي الأكثر انتشاراً على خارطة الأعمال المدبلجة، إلا أنها ليست
الوحيدة في هذا المضمار، إذ تطول القائمة لتشمل الإيرانية، الإنكليزية،
الإيطالية، الإسبانية، الهندية، المكسيكيَّة، وحتى الصينية في بعض الأحيان.
ورشة في الإعداد
ثمة طريقان تسلكهما الشركات السورية في دبلجة الدراما الأجنبية،
أولهما يقوم على شراء المسلسل من الشركة المنتجة، ومن ثمَّ بيعه إلى إحدى
القنوات ليُعرضَ بعد إنجاز عمليات الدبلجة. وثانيهما ـ بات الأكثر انتشاراً
ـ عبر القيام بوظيفة «المدبلِج المنفِّذ»، إذ تشتري المحطة التلفزيونية
المسلسل، وتَعهد بعملية دبلجته إلى واحدةٍ من تلك الشركات مقابل أجرٍ
محدَّد. تُمثِّل الترجمة أولى الخطوات في عملية الدبلجة، فيُكلَّف مترجمٌ
أو أكثر، حسب طول العمل والفترة المتاحة قبل بثه على الهواء، بترجمة
الحلقات، إمَّا اعتماداً على النص الأصلي للمسلسل «السّكريبت»، أو عبر
مشاهدة الحلقات. وفي الحالتين فإنَّ المترجم المحترف عادةً لا يحتاج لأكثر
من ساعتي عملٍ لترجمة الساعة الدرامية الواحدة. وتوضح نور التي تعمل في هذا
المجال أنَّ الاعتماد على مشاهدة الحلقة يساعد المترجم في الوصول إلى سرعة
إنجازٍ أكبر، وعمل أدقَّ، خصوصاً وأنَّ ممثلي العمل بلغته الأم قد يغيرون
أحياناً صياغات بعض الجمل أثناء التصوير. ويتراوح الأجر الذي يتقاضاه
المترجم بين ثلاثة وأربعة آلاف ليرة سورية (أقلّ من خمسين دولاراً) مقابل
كلّ ساعة دراميّة. وتلعب اللغة الأصلية للمسلسل دوراً في تحديد السعر، فأجر
الترجمة عن التركيّة مثلاً أعلى من أجر الترجمة عن الإنكليزيّة. بعد
المترجم يأتي دور المُعِدّ، ومهمّته إعادة صياغة الحوارات وفق عددٍ من
المعايير، يشرحها لنا المعدّ أحمد. مثلاً، يجب أن يناسب طول وقصر الجملة مع
زمن حركة شفاه الممثل، فالسرعة التي تُنطَق بها اللغة الإيطاليَّةُ تختلفُ
مثلاً عن تلكَ التي تُنطَق بها الفارسيّة، وتختلفُ الاثنتان عن سرعة نطق
العربيَّة. كما يتولّى المعدّ مواءمة الجملة بالعربيّة مع حركة شفاه الممثل
من فتحٍ وضمّ وحروف شفوية وخلافها، فعلى سبيل المثال جملة: «Günaydın
غونايدن» التركية لا يمكن تركها في النّص المُعَدِّ «صَباح الخير» بل يتم
تعديلها لتصبح «شو أخبارك» مثلاً. ثالثاً، توافق الحوارات مع ثقافة الشارع
العربي، وخصوصاً في ما يتعلق بالأمثال الشعبية، والأقوال المأثورة،
والنّكات، وقد يضطرّ المُعِدّ في بعض الأحيان إلى تعديل خطّ دراميّ بأكمله،
ومن ذلك مثلاً الالتفاف على علاقةٍ مثليّة ربطت اثنتين من شخصيات المسلسل
الأميركي «داينستي» الذي نفّذت عمليات دبلجته شركة «سامة»، وعرضته شاشة
روتانا «كلاسيك». كما أنّ هناك العديد من المشاهد التي يتمّ حذفها من
النسخة العربيّة، وخصوصاً المشاهد الحميمة.
ومن مهمّات المعدّ أيضاً، تغيير أسماء بعض الشخصيات... وهذا يتمُّ غالباً
مع المسلسلات التركية والإيرانية، فيما تُترك الأسماء في المسلسلات
الإنكليزية والإسبانية كما هي خاصةً إذا كانت الدبلجة تتم باللغة العربية
الفصحى. وعلى سبيل المثال فقد تمّ تغيير اسم بطل سلسلة وادي الذئاب الشهيرة
من «بولات ألمدار» إلى مراد علمدار. كما تمَّ تغيير اسم بطلة مسلسل «ندى
العمر» من «إده» إلى ندى، وقد يطالُ التغيير أحياناً اسم المسلسل ذاته،
فـ«ندى العمر» هو في الأصل التركي «درب التبان».
يستغرق المعدّ المحترف عادةً أربعة وعشرين ساعةً من العمل لإنجاز ساعةٍ
دراميَّة واحدة، إذ يضطرُّ في بعض الأحيان إلى مشاهدة المشهد الواحد عدة
مرات، ويتراوح أجره بين أربعة وخمسة آلاف ليرة سورية، وقد يبلغ في أفضل
الأحوال ستة آلاف ليرة سورية (حوالي ستين دولاراً) وهو أجرٌ متدنٍّ قياساً
إلى أجر المترجم وفق ما يؤكد أحمد، خصوصاً وأنّ الإعداد المتقن يتطلّب
وقتاً.
«طبقيّة» في كواليس التسجيل
خلافاً لما يظنّه المتلقّي فإنّ تسجيل أصوات الممثلين لا يتمّ بصورة
جماعيّة. فالممثل قد لا يلتقي حتى شركاءه في المشاهد ذاتها. يحضر الممثل
إلى الأستوديو وفقَ موعدٍ يتفق عليه مع مساعد المشرف، الذي يتولى عادةً
مهمة تفريغ الحوارات وإعداد جداول بعدد مشاهد كلّ شخصيّة على حدة، وتنسيق
مواعيد التسجيل. ويكون مساعد المشرف عادةً موظَّفاً وفق راتب ثابت يتراوح
بين عشرة آلاف وخمسة عشر ألف ليرة سورية مقابل ثماني ساعات دوام يومياً،
ويوم عطلة وحيد أسبوعياً، وقد يعملُ في مسلسلين أو أكثر في الوقت ذاته.
داخل غرفة التسجيل الصغيرة والمعزولة صوتيَّاً توضع شاشة عرضٍ يتابع
الممثل/ المدبلِج عبرها مشاهد الشخصية التي يقوم بتسجيل صوتها في النسخة
العربية، وبطريقة إلقاء تراعي بالدرجة الأولى مزامنة الصوت مع الصورة. ينجز
الممثل ما يتراوح بين 15 و25 مشهداً في الساعة الواحدة وتبعاً لطول وقصر
المشاهد وطبيعة المسلسل. ويتراوح أجره عن المشهد الواحد بين مئتي وثلاثمئة
ليرة سورية، وكما في التمثيل فإن للممثلين العاملين في الدبلجة طبقاتهم
وتصنيفاتهم أيضاً، وبينهم نجومٌ وممثلون مساعدون وكومبارس. ومنهم من تفرَّغ
بشكل كامل للدبلجة، إما لأنّه اعتزل التمثيل لسبب ما ـ الممثلة روعة السعدي
مثلاً ـ أو لأنَّه لا يجد موطئ قدمٍ له في الدراما السورية. ومنهم من
استمرَّ في المكانين (مكسيم خليل مثلاً). كما أنَّ بعضهم استمدّ شهرةً من
العمل في الدبلجة، رغم مشاركته في عدد كبير من المسلسلات السورية، ومن
هؤلاء الممثل شادي مقرش الذي استمدّ شهرته من تأدية صوت مراد علمدار والذي
قال عن تلك التجربة: «لا أنكر على الإطلاق أنه ساهم بتداول اسمي كثيراً،
لكنّه لم يقدم لي شيئاً جديداً على المستوى الفني أو المادي، كما أنني لم
أحظ بامتيازات أكثر من المعتاد».
المرحلة النهائيّة
بعد تسجيل الأصوات يدخل العمل المدبلجُ مرحلة العمليات الفنية (مكساج،
مونتاج..) حيث تُعزلُ أصواتُ ممثلي النسخة الأم، ويتم تركيب أصوات ممثلي
النسخة العربية ودمجها مع المؤثرات الصّوتية بنسبٍ تريح السامع ولا تطغى
على بعضها. يقوم بهذه المهمة مهندس الصوت، وبإدارة المشرف الذي يقوم
بوظيفةٍ مشابهةٍ لتلك التي يقوم بها المخرجُ الإذاعي. يتراوح الراتب الشهري
لمهندس الصوت بين ثلاثين وأربعين ألف ليرة سورية، ويزيدُ راتب المشرف
بحوالي عشرة آلاف ليرة سورية، ويخضع ذلك لجملة معايير منها الخبرة والشهرة،
والشركة المتعاقدة. في معظم الأحيان لا يرتبط العاملون في مضمار الدبلجة
بعقودٍ مع الشركات ويعتمد الأمر على «الثقة المتبادلة وحسن النوايا»، وهذا
يعني بطبيعة الحال عدم تسديد معظم الشركات أي ضرائب أو رسوم.
قبل وبعد الأزمة
قبل الأزمة السورية كان عدد شركات الدبلجة في تزايدٍ مستمر، ومن أشهر
الشركات العاملة في هذا القطاع، شركة «سامة»، «تنوير»، «فردوس»، «آي بي سي».
لكنَّ الحال تبدَّل مع المستجدات، وخصوصاً في الأشهر الأخيرة، فتوقفت بعض
الشركات عن العمل، فيما استمر البعض الآخر، وخصوصاً الشركات الكبيرة منها،
والمرتبطة بعقود طويلة الأمد مع عدد من الفضائيات. وافتتحت بعض هذه الشركات
استوديوهاتٍ في دول ٍ مجاورة، فعلى سبيل المثال انخفض عدد الأعمال التي
تنفذها شركة «سامة» في استوديوهاتها في دمشق، وبدأت تنفيذ بعض الأعمال في
لبنان.
«حريم السلطان»
بين أثواب الحريم البرّاقة، وحكايات العشق الممنوع، نجحت المسلسلات
المدبلجة من التركيّة إلى اللهجة الشاميّة، بسلب اهتمام المشاهد العربي. من
البديهي القول إنّها تحوّلت إلى ظاهرة جماهيريّة، استثمرتها الشاشات
إعلانياً، ووجدت فيها شركات الإنتاج صناعة مربحة بكلفة أقلّ. يخشى صنّاع
الدراما العرب أن تسحب الأعمال المدبلجة البساط من تحت أقدامهم، ويرى بعضهم
أنّ المستوى التقني العالي للدراما التركيّة، قد يكون محرّضاً على تطوير
الإنتاج العربي. تعرض الشاشات اللبنانيّة والعربيّة حالياً مجموعة من
الأعمال الدراميّة التركيّة، خمسة منها تحظى بجماهيريّة كبيرة. تمتاز تلك
الأعمال عموماً بمقارباتها السطحية ـ كأغلب الأعمال التلفزيونيّة المصنوعة
للترفيه ـ لكنّها تتناول مواضيع تهمّ المتلقّي العربي، مثل الاغتصاب،
والثأر، وحكايات عن سلاطين كأنّهم خرجوا بـ«ألف ليلة وليلة»، إضافةً إلى
قصص حبّ ورديّة. هنا جولة على أعمال تكرّس لها الشاشات العربيّة 6 ساعات من
البثّ اليومي الثمين.
عالم من الإبهار المطلق، يجده المتابع لمسلسل «حريم السلطان». قد يكون
من الظلم القول، إنّ العمل فجّر طاقات التلصص الكامنة عند الجماهير
العربيّة وحدها. إذ أنّ مسلسل «القرن العظيم» يعرض بنسخ مدبلجة في
أفغانستان، وإيران، واليونان، وروسيا، وأكثر من عشر دول أخرى. وذلك ليس
غريباً، لأنّ العمل الشهير هو أضخم إنتاج تلفزيوني تركي، وقد سبب جدلاً
سياسياً حاداً، بعدما هاجمه رجب طيّب أردوغان، متهماً صانعيه بتشويه تاريخ
السلطنة العثمانيّة. يتناول العمل عهد سليمان القانوني، أو ما عرف بالعصر
الذهبي للسلطنة، لكنّ الحيّز التاريخي والسياسي فيه، لا يعدو كونه خلفيّة
لرواية أخرى، عن مكائد الحريم. ويبدو أنّ المشاهدين لا يتعاطون مع الصراع
بين خرّم (السلطانة هيام)، وغريمتها ناهد دوران، كقضيّة من عصر غابر.
الغيرة، والطمع، والنميمة، والخيانة، والعطش إلى النفوذ، كلّها مواضيع تجد
صدىً لها في أيّ عصر، وبين أيّ جمهور. يلخّص العمل العالم كصراع بين
امرأتين على قلب رجل سلطان، في سياق ذكوري، تتفق عليه البشريّة جمعاء
للأسف، رغم كلّ الإدعاءات بالعكس. وتلك المقاربة لمكانة المرأة، ليست حكراً
على المجتمع العربي أو التركي، وإن كان تتجلّى فيهما بشكل أوضح. كما يسلّط
العمل الضوء على أسلوب حياة امبراطوري، شبيه بالقصص الخرافيّة، فيه الملابس
المبهرة، وعربات الخيل.. كأنّ كلّ ذلك يجعل من «حريم السلطان» محطّة
مثاليّة للانفصال عن الواقع، ومحطّة للهرب. في هذا السياق، قد يكون
المهتمون بتنفيد السياق السياسي الحقيقي للأحداث قلّة، بين المتابعين للعمل
عن كثب. على الرغم من ذلك، فإنّ أفلاماً وثائقيّة تاريخيّة صارت تلجأ إلى
مشاهد منه، لتفصيل أسلوب الحياة داخل الحرملك العثماني.
«فاطمة»
أثار مسلسل «ما ذنب فاطمة غول؟» (2010) ضجة كبيرة داخل تركيا وسرعان
ما انتقل صداها إلى العالم العربي، حيث يلقى نسبة مشاهدة عالية. هو المسلسل
التركي الأول الذي يتناول موضوع الاغتصاب بجرأة، ويحمل توقيع المخرجة هلال
سيرال، وقد تمّ اقتباسه عن قصّة حقيقية وقعت في تركيا العام 1975، وبطلتها
شابة فقيرة، اغتصبها ثلاثة شبان أثرياء وتركوها في العراء. إلاّ أنها قاومت
وحاربت محاولات تكميمها وسلب حقها، وقررت فضحهم أمام أسرتها، وأسرهم، وأمام
المجتمع، متحديّة القوانين في بلدها. جسّدت دور فاطمة الممثلة التركية
بيرين سات هذا المشهد وتقمّصته بحرفية، تحت إشراف أطباء نفسيين وأخصائيين
قاموا بدراسة مشهد الاغتصاب العنيف. قامت بيرين بإعادة المشهد أكثر من سبع
مرات، ولمدة سبع ساعات متواصلة. وينتقد المسلسل القانون التركي في معاقبته
مرتكب جريمة الاغتصاب، وتمكين منفذيها من الإفلات من العقوبة، كما ينتقد
المجتمع الرافض تقبّل الضحيّة. من جهته أعلن البرلمان التركي حربه على
مسلسل «فاطمة»، رغم أنه يعالج قضية إنسانيّة، لا تنحصر تبعاتها على تركيا
فقط، بل تطال العالم بأسره. وقالت مخرجة المسلسل في أحد اللقاءات الصحافيّة
«أبرزنا مساوئ القانون التركي في ما يخص قضية الاغتصاب، إذ يسمح المشرع
للمغتصب بالإفلات من العقاب بمجرد الزواج من ضحيته». وفي مقابل الأصوات
المعترضة، وجد العمل دعماً من الجمعيات النسائية في تركيا وألمانيا التي
اعتبرته يعطي المغتصبة الأمل ليُسمع صوتها وتأخذ حقها من المذنبين. أمّا في
العالم العربي، فقد طغت شهرة الممثلين البطلين على مضمون المسلسل، وأسست
معجبات عديدات بالممثل أنجين أكيوريك (كريم) صفحات على فايسبوك. تحوّل
«فاطمة» إلى مسبب سجالات حادّة عربياً، بين معارضين ومنتقدين، خصوصاً أنّ
معظم القوانين العربيّة، تتنكّر لحقّ ضحيّة الاغتصاب، ولا تنصفها.
«أسميتها فريحة»
«أسميتها فريحة»، أو «فريحة» مسلسل جديد انضم إلى لائحة المسلسلات
التركيّة ذات الجماهيريّة الواسعة على الشاشات اللبنانيّة والعربية. ويسلّط
المسلسل الضوء على أحلام الفقراء وطموحاتهم عندما تدير الحياة ظهرها لهم.
وهذا ما حصل مع فريحة (هازل كايا) وهي من أسرة فقيرة، استطاعت بفضل منحة
دراسية دخول جامعة من أرقى الجامعات، لتختلط بنخبة المجتمع ويقع في حبها
الشاب الغني أمير (شاتاي أولسوي). تتظاهر أمامه وأمام بقية زملائها بالغنى
وتعيش الكذبة، وتدخل في صراع مع أمها نتيجة إصرارها على المضي قدماً في ما
نسجته لنفسها من أوهام. يسلّط العمل الضوء على طبقتين مختلفتين في تركيا،
في مقاربة ورديّة للصراع الطبقي. المضحك أنّ البطلة هازل كايا، اعتذرت عن
أداء دور فريحة في الموسم الثالث، والبحث جارٍ عن بديلة لها.
«عشق وجزاء»
يقدّم مسلسل «عشق وجزاء» أو «حب وعقاب»، حكاية جديدة من قصص «ألف ليلة
وليلة» المجتمع التركي. في هذا المسلسل الذي أخرجه قدرت صابنجي، يكتشف
المشاهد العربي وجهاً مختلفاً للشعب التركي عمّا عرفه في أعمال سابقة، وهو
محافظ وملتزم بالتقاليد والعادات الإسلامية. العمل من بطولة الممثلة نورجول
يشيلجاي بدور ياسمين والممثل مراد يلديريم بدور صواش الذي فضل الابتعاد عن
عائلته المتمسكة بالعادات والتقاليد، لكن في النهاية، يُفرض عليه أن يصبح «الآغا»
لعشيرته. الحبكة الأصليّة للعمل تدور حول الثأر بين عشيرتين في تركيا
وتحديداً في مدينة فان. ويظهر المسلسل رفض عشائر هذه المدينة لفكرة إنجاب
طفل دون زواج، ويتحول «الحب» إلى «جزاء». أما الغريب فهو نهاية هذا المسلسل
السعيدة مع زواج بشكل لا يتناسب مع سياق المسلسل العام.
«على مرّ الزمان»
أحدث الأعمال التركيّة المدبلجة، ملحمة عائليّة، تدور رحاها على فترة
زمنيّة طويلة تبدأ في الستينيات، وتنتهي في يومنا الحالي خلال الموسم
الثالث. بدأ عرض المسلسل في تركيا في العام 2010، وهو من إخراج زينب جوناي.
تتناول الحبكة عذابات وأفراح عائلة القبطان علي أوكارسو (أركان بتككيا)
الذي يهجر زوجته جميلة (عائشة بينغول)، ليعيش مع عشيقــته الأجنــبيّة.
يلاحق العمل معاناة جميلة في تربية أولادها الأربعة، ولكلّ واحد منهم قصّته
في الحبّ والسياسة. تسيطر أجواء من البكاء على العمل، وتنحصر في حكاية تلك
العائلة كلّ مصائب الكون، اغتصاب وعنف زوجي، فقر، سجن سياسي.. لكنّه قد
يكون العمل الأكثر اكتمالاً لناحية النصّ والشخصيات بين كلّ الأعمال
التركيّة المدبلجة حتى الآن.
السفير اللبنانية في
17/01/2013 |