خلال خمسة أيام (من 2 إلى6 يونيو)، مدة الدورة
الرابعة لـ "مهرجان الفيلم العربيّ" في "روتردام"، توزّعت البرامج بين
صالتيّن، واحدةٌ صغيرةٌ في "متحف العالم" للندوات، وعرض الأفلام التسجيليّة
والقصيرة، وأُخرى في إحدى قاعات صالة "سينيراما" وسط المدينة. ولهذا، كان
من المُستحيل بأن يستوعب المهرجان عدداً أكبر من تلك المُقترحة في
المسابقة، والبرامج المُصاحبة.
ثمانية أفلامٍ في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة:
·
سهر الليالي (هاني خليفة)، أحلى
الأوقات (هالة خليل) - مصر.
·
خيط الروح (حكيم بلعباس)، ألف
شهر(فوزي بن سعيدي) - المغرب.
·
طيّارة من ورق (رندة شهال) -
لبنان.
·
الشمس المُغتالة (عبد الكريم
بهلول)- الجزائر.
·
رقصة الريح (الطيب الوحيشي) -
تونس.
·
مايطلبه المستمعون (عبد اللطيف
عبد الحميد) - سورية (يُقال بأنه سحب فيلمه من المسابقة).
والأفلام الروائية القصيرة:
·
رماد (خليل جريج، وجوانا حاجي
توما)، الضوء(بيّير سلّوم) - لبنان.
·
الوقت (أسامة العبد) - مصر.
·
أنا والآخر (هيفاء المنصور) -
السعودية.
·
طوّي عشبة (وليد الشحّي) -
الإمارات العربية المتحدة.
·
صائد الأضواء (محمد توفيق) -
العراق.
·
أبيض(أنطوانيت عازرية) - سورية.
·
يوم (روش عبد الفتاح) -
سورية/هولندا.
ولم يكن عدد الأفلام المُقترحة في مسابقة الأفلام
التسجيليّة، الطويلة والقصيرة أحسن حالاً من عددها في مسابقة الأفلام
الروائية، الطويلة والقصيرة:
·
16ساعة في بغداد (طارق هاشم)،
خليل شوقي، الرجل الذي لايملّ (قتيّبة الجنابي)، الحرب(محمد الدرّاجي)،
رحلة إلى العراق (كمال الجعفري) - العراق.
·
بيروت-بغداد (بسام فياض) -
لبنان.
·
دردشة نسائية (هالة جلال)،
بيروت : أول مرة (أحمد رشوان)، بقايا زمن: شارع محمد علي (نبيهة لطفي)،
بُثيّنة (جمال قاسم) - مصر.
·
الروح والقلب (ملكة مهداوي)-
تونس.
·
حصار (ليانة بدر) - فلسطين.
·
وردّ وشوك(غسان شميط)، متاهة
(فجر يعقوب) - سورية.
إذاً، كانت حصة كلّ بلد عربيٍّ في المُسابقة،
بجميع أقسامها:
مصر(7 أفلام) -سورية (4 أفلام، وفيلماً لمخرجٍ سوريّ كرديّ تخير المنظمون
بأن يمثل هولندة)- العراق (5 أفلام)، لبنان (4 أفلام)، وفيلماً واحداً
لكلٍّ من فلسطين، الجزائر، السعودية، الإمارات العربية المتحدّة.
هي جميعها بمثابة خلاصة الإنتاج السينمائيّ
العربيّ للعام الماضي، وقد أشرتُ إلى الجنسيات الأصلية للمخرجين، بغضّ
النظر عن المصادر الحقيقيّة للتمويل، وهو إختيارٌ إعتمدته المهرجانات
العربية منذ زمنٍ، بسبب ندرة الإنتاجات الوطنية الخالصة لكلّ بلدٍ عربيّ
على حدّة.
إختيار - طوعيّ أو متعمّد - لايعكس حقيقة الأزمة
المُرعبة التي يعيشها المشهد السينمائي، والسمعيّ/البصريّ العربيّ، ويتلخص
بالنقاط التالية، وفيها يختلط الإيجابيّ، بالسلبيّ:
*إستقرار الكثير من المخرجين العرب، أو من أصولٍ
عربية في بلاد المهجر، وإنجازهم لأفلامٍ من إنتاج الدول التي يعيشون فيها :
فرنسا، بلجيكا، سويسرا، هولندة، إنكلترة، ألمانيا، الدانمارك، السويد،
كندا، الولايات المتحدة، أوستراليا،...
*إعتماد معظم السينمائيّين من المغرب العربيّ،
ولبنان على الإنتاجٍ المُشترك مع المؤسّسات الأوروربية، ورغبة الكثير من
السينمائيّين من دولٍ عربية أخرى الحصول على تلك الإمكانيات.
*تراجع كميّ ونوعيّ في إنتاج الأفلام الروائية في
مصر، أهمية أفلام الطلبة والتخرج للمعهد العالي للسينما، وتزايد عدد
الإنتاجات المُستقلة، وإهتمام قطاع التلفزيون في القنوات المتخصّصة بإنتاج
أفلام روائية قصيرة وتسجيلية ملفتة للإنتباه.
*إستمرارية حالة الإستقرار التي يعيشها الإنتاج
الوطني الرسميّ في سورية، كمّاً ونوعاً، وظهور بدايات إنتاجاتٍ مُستقلة،
وغياب إنتاج التلفزيون السوريّ للأفلام القصيرة، والتسجيلية.
*تزايد عدد الأفلام المُستقلة للسينمائيّين
العراقيين الذين يعيشون في بلاد المهجر(تبلور مايُمكن تسميّته بسينما
عراقية مُهاجرة).
*إنتعاش، وزخم إنتاج الأفلام الروائية القصيرة،
والتسجيلية، في لبنان، أكانت من إنتاجاتٍ مُستقلة، أو أفلام الطلبة،
ومشاريع التخرج لمدارس ومعاهد السينما.
*ظهور أفلامٍ روائية قصيرة، وتسجيلية قصيرة
وطويلة من "الإمارات العربية المتحدة": أفلام طلابيّة، مؤسّساتية،
وإنتاجاتٍ مستقلة، وبروزها في المشهد السمعيّ/ البصريّ العربي، وإنتظار
الكثير من بعض مخرجيها الواعدين، ويعود الفضل في تسليط الأضواء عليها إلى
جهود المخرج الإماراتي "مسعود أمر الله آل علي"، مدير "مسابقة أفلام من
الإمارات" في "أبو ظبي"، وهو الذي قدم بدوره أول مخرجةٍ سينمائية سعودية مع
إنتاجاتها المُستقلة.
*ظهور المجموعات السينمائية، والتعاونيات
المُستقلة في مصر، لبنان، الإمارات العربية المتحدة.
*التزايد الملحوظ في إستخدام الكاميرات الرقمية
الصغيرة لإنجاز أفلامٍ روائية قصيرة وتسجيلية،.. وحتى روائية طويلة.
*الغياب الملحوظ للقنوات التلفزيونة العربية عن
المساهمة بالإنتاج السينمائيّ، مع إستثناءاتٍ قليلة من: القناة الثانية/
المغرب، قناة النيل/ مصر، تلفزيون المستقبل/ لبنان.
*إستمرار حالة الإنتاجات المُتواضعة لأفلامٍ
تسجيليّة (قريبة كثيراً من التحقيقات التلفزيونية) من بعض القنوات العربية
(السودان مثلاً).
*غياب بعض الدول العربية عن إنتاج الأُفلام
الروائية القصيرة، أو الطويلة:
الأردن، السودان، سلطنة عمان، اليمن، الكويت،
الجماهيرية الليبية، موريتانيّا (عبدالرحمن سيساكو، ومحمد هوندو يعملان في
إطار السينما الفرنسية، والأفريقية).
*ظهور أفلام إسرائيليّة (وليست من إنتاجٍ مُشترك
بين إسرائيل وفلسطين، كما يكتب بعض الصحفيّين) لمخرجين فلسطينيّين يعيشون
في الأراضي التي إحتلتها إسرائيل عام 1948، وإعتبار ذلك أمراً واقعاً،
ويجب التعايش معه (توفيق أبو وائل، وعلي نصّار).
الأزمةالتي سوف يُثيرها إشتراك الفيلم
الإسرائيليّ "عطش" لمخرجه "توفيق أبو وائل" في مسابقة الأفلام الروائية
الطويلة للدورة السابعة لـ"بينالي السينما العربية"، والتي سوف تنعقد
فعالياتها في "باريس" خلال الفترة (من 26 يونيو وحتى 4 يوليو).
هل يمكن أن نعتبر الفيلم "فلسطينياً" حتى ولو كان من إنتاج "إسرائيل"؟