في مطلع
السبعينيات بدأت أنشر قصصاً قصيرة باسم مستعار
كي لا يعرف أحد انني شقيق أمين صالح. فأمين حينها كان قد نشر
مجموعة
''هنا
الوردة.. هنا نرقص''، وأصبح اسماً مهماً في القصة القصيرة
البحرينية. واستمر نشري
للقصص باسم مستعار لسنتين متتاليتين حتى بدأت القصص
تثير ردود فعل متناقضة في أسرة الأدباء والكتاب، ووصل الأمر إلى تخصيص
قراءة
نقدية
لقصصي في إحدى ندوات الأسرة الداخلية.
كنت
جالساً في الخلف استمع صامتاً إلى ما يدور من
حديث حولي وعيني على أمين صالح الذي كان ضمن الحضور.
كانت تلك الندوة
كشفاً لما كان مستوراً، فلقد عرف أمين بأمري واستغرب أن أكتب باسم مستعار
طوال هذه
المدة، ونصحني أن اكتب باسمي الحقيقي. ولم يدر أن قراراً كهذا
سيدخلني في دوامة أخرى وهي
كيف أكون شقيقاً
لأمين صالــح وألا أكون نسخة
منه. فإعجابي الشديد بأسلوبه وكتاباته جعلني أحزم أمــري بأن ارتـبط به
روحـــيا ولا ارتبط به أدبيـــاً،
والأهـــم من كــل هــــذا ألا أدخــل معه في
أي
شكل من أشكال المنافسة الأدبية. بذلك استطاع أمين صالح أن يدفعني، من
دون أن يدري، إلى اكتشاف عوالم أدبية وفنية جديدة بالنسبة إليّ، فحبه غير
العادي للسينما، منذ طفولته، وكتاباته الرائعة عنها، جعلني اتجه إلى
البحث والكتابة عن موسيقى الأفلام،
وقصصه ونصوصه المبهرة جعلتني أتجه لأدب
الأطفال، وأسلوبه الحداثي
ولغته الشعرية جعلاي
أتجه إلى التراث الصوفي
والديني لخلق لغة مختلفة لا تتطابق مع لغته.
أقول إن كل تلك العوالم الأدبية
والفنية اكتشفتها كي
لا أكون نسخة منه. حياتياً، كان أمين صالح دائماً
بالنسبة إليّ شقيقاً أصغر، على رغم انه يكبرني بأربع سنوات،
وإحدى
مهماتي في الحياة، هي أن أخدمه، بكل حب. فهو يحتاج إلى عناية خاصة
كي يتفرغ للكتابة فقط، ولا يعمل شيئاً آخر، ولا ينشغل بالأمور
العائلية والحياتية. إن أجمل ما حمله لي القدر في حياتي أن يكون أمين
صالح شقيقي وأستاذي والأديب الذي افتخر به، مثلما تفتخر به البحرين.
الوقت
البحرينية
في 13 أبريل 2006