بعد عرضه الأول في مهرجان الخليج السينمائي في دبي، أثار
الفيلم البحريني "حنين" موجة من الإستياء الشديد بين أوساط
البحرينيين من حضور المهرجان أولا للمغالطات الكثيرة
التاريخية والفنية والسينمائية التي احتواها، ولتعرضه،
الذي يجزم صناعه بكونه غير مقصودا، لتاريخ البحرين الحديث
بشكل لم يقبله البحرينيون هناك.
حضور المهرجان من نقاد وسينمائيين وإعلاميين وصناع أفلام
خليجيين أو عربا، أثارهم الفيلم بشكل سلبي أيضا. طاله من
الانتقادات ما لم يتوقع صناعه الذين أرادوا من وراء، كما
يكررون، للبحرين وأهلها وللإنتاج السينمائي فيها. "الوسط"
حاورت مخرج الفيلم حسين الحليبي وكاتب قصته ونصه السينمائي
خالد الرويعي لسماع وجهة نظرهما حول الأمر.
ما الحاجة للوثائق ... إنه تاريخ قريب
الأحداث الساخنة والمنعطفات الحادة التي مرت بها البحرين
خلال الفترة (1983-2000) تشكل مسرحاً زمنياً لفيلم "حنين"
والمرحلة التي نقلها ووثقها سينمائيا كل من الرويعي
والحليبي.
في الثمانينات، كان الرويعي طفلا، وفي التسعينات كان شابا
في مقتبل عمره، لا يعقل إذن أن يكون قد اعتمد ذاكرته مصدرا
للكتابة. سألته واثقة جازمة بنفيه لكنه فاجأني بابتسامة
طويلة قال بعدها "هناك جوانب اعتمدت فيها على الذاكرة، لقد
عشنا هذه المرحلة. جميعنا يتذكر بقعة الزيت، وكيف كان
أباؤنا وأمهاتنا يحضرون السمك ونرى الزيت فيه. لم استوعب
الأمور الأكبر لكن بعد ذلك عرفناها وخالطنا من عاصروها،
ولا أعتقد أنه من الصعب جدا أن ننبش فيها، ننبش في أمور
حدثت منذ مائة عام فما بالك بأمر بسيط كهذا"
الرويعي اعتبر استعراض تاريخ حركات وطنية وأمور لها حساسية
خاصة أمرا بسيطا يمكن الاعتماد فيه على الذاكرة، بكل تأكيد
لم يقصد ذلك تماما، سألته "استعنت بأشخاص ومصادر ووثائق
ومراجع، أليس كذلك"؟
قال
"ليس
ذلك ضروريا، لا أعتقد أن الأمر بهذه الصعوبة. ثم إن
الأحداث معروفة، الفيلم يبدأ من العام 1983 وهي فترة شهدت
اعتقالات وكان فيها حركات وطنية، التحرير، الشعبية، بعض
الحركات الدينية الناشئة. كل ذلك معروف للجميع بحكم المناخ
المثقف والمطلع في البحرين. أصدقاؤنا كانوا أعضاء في هذه
الجبهات ولدينا المعلومات الكافية التي تجعلنا قادرين على
أن نتحرك في هذه الأجواء.
كما إننا نستعرض هده الحركات لنعرف المشاهد بأجواء تلك
الفترة فقط، لم ندخل في التفاصيل. هذه أمور معروفة للجميع،
لم أخترع شيئا.
سلوكيات المجتمع هي الأهم
الحليبي كانت له وجهة نظر مختلفة، أكد بأنه "على مؤلف
ومخرج أي فيلم، والمؤلف في الأساس، أن يبحث ويطلع قبل
الكتابة. لا يمكن أن نعتمد على مصادرنا الخاصة فقط،
بالتأكيد يجب إجراء لقاءات مع الأشخاص الذين عاصروا تلك
الفترة، كما إنه من المهم الرجوع لبعض الكتب.
بالنسبة لي تحدثت مع كثير من الأشخاص ممن لهم توجهات
متنوعة الذين عاصروا تلك الفترة ودونت كثير من المعلومات.
تمكنت من أن ألمّ بمجموعة من السلوكيات المجتمعية التي
كانت موجودة وهذا هو الأهم. الأحداث التاريخية معروفة ولكن
الأهم سلوكيات المجتمع البحريني آنذاك.
ثقة لا حدود لها
أعود فأسأل الرويعي "كيف تقيم دقتك في نقل هذا التاريخ
المعاصر؟"، فيجيب"
مائة في المئة، لم أخترع شيئا، الفترة الزمنية لم تشكل مشكلة
بالنسبة لي، استعرضت فترة لا يزال معاصروها موجودين ولو
كان هناك أي خطأ سيناقشوني فيه."
أستفهم منه "هنا تكمن الصعوبة، تكتب تاريخا حيا طريا،
تتناول تاريخ حركات وطنية لا يزال رجالاتها موجودون، ألا
تخشى من اعتراض بعض الجهات على طرحك لتاريخها دون الرجوع
إليها؟" فيرد مدافعا "الحركات الوطنية لم تكن موضوع الفيلم
ولا يمكن لأي أحد أن ينكر الأحداث التي سردتها".
والدي وأعمامي عاشوا تلك الفترة
عدت للحليبي لأسأله إن كان يتفق مع الرويعي في دقة الفيلم
في نقل حقيقة ما جرى في الشارع البحريني في الثمانينات
والتسعينات؟ فكان جوابه "عشت فترة التسعينات ولا أعتقد أن
الفيلم كان مبالغ فيما طرحه. حتى الثمانينات، عاشها والدي
وأعمامي، وأنا كنت موجود وكانت لي ذكريات. لا أظن أننا
بالغنا في الطرح، على العكس طرحنا كان حياديا لم يجرح أي
طائفة ولم يتعرض لأي مذهب. كل ما تعرضنا له سلوكيات أفراد
متطرفين، وهذه السلوكيات موجودة سواء في الثمانينات أو
التسعينات، أو حتى اليوم. كانت الطوائف متحابة ومتداخلة
فيما بينها لكن الآن هناك حواجز كثيرة"
احتكار للتاريخ
دقيقا وجد الرويعي نفسه، الحليبي أكد الأمر، سألت الرويعي
"ألا تعتقد أن كتابة التاريخ القريب والمعاصر مسئولية أكبر
من أن تتعامل معها بهذا التساهل؟" بثقة مدهشة، أجاب "لا،
التاريخ ليس حكراً على أحد، وإذا شعرت أي جهة أنني أشوه
تاريخها فلها الحق في أن تعترض"
سألته "لكنك بسردك الذاتي هذا احتكرت التاريخ، تكتب عن
شخصيات واقعية يعرفها كل البحرينيين دون أن تكلف نفسك عناء
الرجوع لأي مصدر. أنت أمام مسئولية كبرى"
لأنني أتحدث عن واقع، ثم إنني لا أنظر للأمر بهذه الكيفية،
ولو شعر المشاهدين أن بعض شخصيات الفيلم قريبة فهذا ببساطة
لأننا نتحدث عن واقعنا، فحادثة الطائرة مثلا حين يشاهدها
الناس ويشعرون أنها تمت لهم فذلك لأنهم يقومون بعمل مقارنة
بسيطة وسهلة. لم أفعل سوى أنني نقلت الواقع، رسمت خطا
معينا، حددت من خلاله البداية والنهاية وملئت الفراغات،
وهي فراغات كانت موجودة في الأساس. أحداث التسعينات كانت
موجودة، لم أفتعلها، والشخصيات التي طرحتها يمكن أن يرى
فيها المشاهد أشخاص من الواقع. أقصد لأننا جميعا أهل شعرنا
أن الفيلم قريب جدا وحميم وبالتالي مؤثر".
الشملان والجمري ... أين المشكلة
وفيما يتعلق بالشخصيات، أضاف الرويعي "الحدث يصنعه أشخاص،
والأشخاص هؤلاء موجودون شئنا أم أبينا. وهؤلاء لم يكن
موضوعي لكني أضمنهم لهدف ما، كما ضمنت صورة جمال عبدالناصر
وصورة الإمام الحسين. لم أفعل ذلك عبثا. هذه الشخصيات هي
رموز في البحرين، سياسيين كانوا أم من عامة الناس، هم
موجودون. ما أريد قوله هو أن البحرين بلد صغير وجميعنا
يعرف بعضنا الآخر، بالتأكيد مثلا سيأتي من يقول أن أحمد
مبارك هو أحمد الشملان، وأن الشخص المعمم هو عبدالأمير
الجمري. اين المشكلة؟.
أنا مهووس بتاريخ البحرين
سألت الرويعي "أقحمت شخصيات وأحداث كثيرة في فيلم لا
تتجاوز مدته الساعة والنصف، وكأنك تريد أن تختصر عشرين سنة
في فيلم واحد. التي ما الداعي لذلك وكان يمكنك مناقشة
الطائفية من خلال حياة الأسرة وما تمر به من منعطفات مع
عدم الدخول في مساحات معينة ثثير بعض الجهات؟
فأجاب "
كل كاتب يتناول الموضوع بطريقة مختلفة، وأنا مهووس بتاريخ
البحرين الغني لذا أحببت أن أعرضه. بحسب وجهة نظري هذا
الفيلم هو فيلم جيلي أنا، لأنه يناقش العشرين سنة الماضية.
أنا لا أتحدث عن الأجيال الأخرى، أتكلم عن جيلي الذي عاصر
حرب الكويت، وجزء من الحرب العراقية الإيرانية، الغزو
الأميركي للعراق، الحصار الأميركي على العراق وكل الحركات
التي تشكلت في البحرين، كما عاصرت العريضة الشعبية وكثير
من الأمور. ما المانع من أن أتحدث عن مرحلتي كفنان وكاتب.
واقعنا غني ولدينا شخصيات مؤثرة، لماذا لا نتناولها، حتى
بشكل مباشر حين يستلزم الموضوع.
هل تعتقدين أنه لأتحدث عن جلسة توقيع العريضة الشعبية
مثلا، أن أحضر أشخاصا يرتدون بدلات أميركية، لن يكون ذلك
ممكنا. لن يصدقني المشاهد مثلاً إذا جعلت الموقعين على
العريضة الشعبية جميعهم من "الملالي" أو "السلفيين"
. أهم ما في الأمر أن هدفنا لم يكن تقديم الأشخاص، بل أن
نقول أن هؤلاء الأشخاص صاغوا شيء مهم في هذا البلد.
الحشو ... أسلوب سينمائي
الحليبي أشار إلى أن الحشو "هو نوع من أنواع السينما
والدراما، وهو قريب ليس من الوثائقي ولكن يمزج بين
الاثنين، أنا أؤرخ فترة زمنية بشكل درامي. هذا أسلوب
الفيلم.
أي تشابه مع الواقع غير مقصود
لكن المرور السريع بالأحداث والشخصيات والرموز الوطنية،
أضعفها وأفرغها من مضمونها وهمشها؟ لماذا هذا التساهل؟
الرويعي أفاد بأن ذلك يعود لكون "الشخصيات ليست مهمة في
سياق الفيلم، ثم إنني كنت أتابع تقاطعات العائلة مع هده
الأحداث، أنا أقوم بعمل موازنة في التوقيت. الشخصيات كانت
تؤرخ للمرحلة فقط وخطها مختلف. أنا مهموم بالعائلة،
وبالسياق التاريخي.
الحليبي قال " لم نحاول أن نتطرق لشخصيات بمسماها، أحداث
الفيلم مستوحاة من الواقع لكن مصاغة دراميا. وأي تشابه مع
أي شخصية واقعية صدفة، ومع دلك فنحن لم نسئ لأي شخصية، ثم
إنه لو كانت الشخصيات هامشية لما ضمناها في الفيلم".
التسعينات... حركة وطنية أم أحداث عنف
عدت للحليبي لأسأله إن كان يرى أن طرح الفيلم لأحداث
التسعينات طرح سطحي، وأنه صور ما حدث على أنه عمليات تخريب
وربما لقاءات سرية تتم في المجالس وحسب؟
أختلف معك تماما، من يركز في الفيلم ويحاول تحليل ما
ترجمته الصورة سينظر للموضوع بشكل مختلف. لم نحاول التطرق
للتسعينات من جانب الأعمال التي جرت، تطرقنا للمطالبات
لكنها لم تكن الحدث الوحيد. الموضوع الأهم الذي نتحدث عنه
هو العائلة التي تتفكك بسبب الطائفية، ليس بسبب أحداث
التسعينات، بالعكس هناك مشهد يوضح أن أحداث التسعينات جمعت
في فترة من الفترات الشخص اليساري والسني والشيعي، وكان
هناك مشهد توقيع العريضة الدي يوضح وجود عدة توجهات والذي
تم الإشارة إليها في عدة مشاهد، حتى مشاهد الكتابة على
الجدران لتوضيح المطالب. أردنا أن نوضح أن هناك وحدة وطنية
وكان هناك من يؤسس لها. نحن نحترم كل الرموز الوطنية التي
ناضلت في الخمسينات والستينات والسبعينات والتسعينات. نقدر
لها نضالاتها التي لولاها لما كنا اليوم قادرين على طرح
الفيلم بهذه الجرأة. لم نسيء لأي جهة، طرحنا الموضوع بشكل
محايد، وكان الهمّ الأساسي نبذ الطائفية.
ويواصل "كان هناك تركيز في الفيلم على خطاب العريضة
الشعبية الذي ضمن حرفيا وبرر كثير من الأحداث. وفي عرضنا
لأحداث التسعينات لم نجرم الشباب وهم أبناء الوطن، فقط
قلنا أن هناك تراكمات أدت إلى ذلك، لكن في نفس الوقت وصفنا
ما حدث بأنه بحث عن السلم وعمل نضالي بعيد عن العنف".
تنويع الألوان يعكس الزمن
سألت خالد عن المسار الزمني المرتبك في الفيلم وهو ما أربك
المتفرج، فأجاب "أرى الأمر عكس ذلك، في كل مرحلة هناك ما
يشير إلى الزمن، الإنترنت، توقيع العريضة، سقوط الطائرة،
غزو الكويت".
أما حسين فأكد أنه "الزمن كان واضحا حتى من خلال الصورة،
التي كانت تميل إلى اللون البني في المشاهد التي تصور فترة
الثمانينات، وكذلك الموسيقى كانت مختلفة. في التسعينات
عادت الألوان طبيعية والموسيقى أصبحت "لايت" وكذلك
الماكياج."
كذلك أشار الحليبي إلى أن هناك "انتقال في نفسيات الشخصيات
يوحي بالزمن، ففي فترة كان هناك تشنج وإحباط، في العام
2000 بدأت الأمور تتحسن. "
لست خياطا محترفا
سألنا الرويعي إن كان يظن أن طرحه الذاتي جعله يفرغ قضية
الطائفية من مضمونها ليتحدث عن عوارضها فقط دون مناقشتها
بعمق.
"لكنني لست باحث اجتماعي وأنا لا أعالج القضية، ثم إنه لا
توجد حتميات في الفن. كان من الممكن أن أقوم بالكتابة عن
بعض الشخصيات مثل عبدالرحمن الباكر أو أحمد الشملان، لكن
لم أرد هذه التركيبة وفضلت اللجوء للواقع كما هو، أنا لست
خياطا محترفا. المهم في هذا الموضوع أن أقترب من الناس
ليصبح الموضوع مؤثر.
سألنا الحليبي حول اختصار الفيلم للطائفية في "الزواج"
فقال "لم اختصرها في الزواج، البيت يمثل الوطن الذي يجمع
السنة والشيعة، الصراع الرئيسي لم يكن بين شخصيتي
الأخوين، الصراع كان أكبر من ذلك ولذا قمنا بنقل وقائع
حقيقية بشكل صريح وواضح كحادث تكسير الترب ومسألة توزيع
بعض الكتب والتسجيلات التي تتعرض لطائفة معينة.
خطابي ليس سياسيا
سألنا خالد "لماذا توجب أن تناقش قضية بهذه الحساسية وفي
هذا الوقت الذي يمر فيه الشارع بمرحلة احتقان طائفي وتشنج
بين الطائفتين، وبهذا الشكل المباشر. هل هي جرأة في الطرح
أم تهور؟
"
سميه ما تشائين، لكن أنا لا أعتقد أن هناك وقت مناسب ووقت
غير مناسب، من الذي يقدر ذلك، كل وقت مناسب، وفي النهاية
خطابي ليس سياسي. أنا أقدم فن والفنان لا يحكمه زمن معين.
أحدهم سألني إن كان الفيلم واقعي فقلت له البحرين أفضل
بكثير من الفلم وقد تشعر أن هناك مبالغة لكن نحن لا نبالغ،
فقط لدينا مجسات لكن لأن الناس تخاف أن تواجه الأمر نتهم
بالمبالغة. كل ما يحدث هو أنك تستلم الأمر بشكل مكثف وجريء
خلال ساعتين.
حادثة الطائرة ... لم تستثمر
حادثة الطائرة المنكوبة حدث مهم جداً جمع قلوب البحرينيين،
شيعة وسنة، لكن لم يتم استثماره بشكل صحيح لخدمة موضوع
الفيلم؟
بالنسبة للرويعي فإن "الحادثة وقعت في وقت كان فيه جفاء
كبير بين البحرينيين، وكانت نتائجها أن جمعتهم من جديد،
كانت البحرين كلها مآتم عزاء وكان الناس ينتقلون من مآتم
لآخر. جاءت الحادثة في وقت كان الاحتقان السياسي لا يزال
فيه قائما. أما عدم قدرتنا على استثمار الحدث كما يبنغي
فيعود لعدم تمكننا من الحصول على مادة توثيقية كافية وعلى
مشاهد مثلا لمآتم العزاء مثلا، أو حتى ارشيف من الشركة
نفسها.
أما الحلييبي فيرى أن الحدث استثمر بشكل جيد في الفيلم
"كان الأمر واضحا فالعائلة التي كانت تعيش مشاكل كثيرة،
عادت لتحل مشاكلها بعد الحادثة وهذا يرمز لما حدث في
المجتمع.
ابتزاز عاطفي لغرض تجاري
من الأمور الأخرى التي أثيرت ضد الفيلم المبالغة استغلاله
ظاهرة يعاني منها المجتمع البحريني لأغراض تجارية، عبر
المبالغة في استدرار العواطف والعزف على كل الأوتار
الدينية والسياسية والمذهبية لخدمة أغراض مادية.
الرويعي والحليبي رفضا الاتهام ونفيا تضمين عناصر الإثارة
تلك من أجل نجاح الفيلم أو تحقيق سرعة الوصول، إذ أوضح
الأول مستنكرا "لا نملك شركة إنتاج، وحين فكرنا في الفيلم
لم نكن نفكر بأننا ندخل مشروع تجاري سيعود علينا بمدخول
كبير".
الحليبي أيده قائلا "لم أخاطب العاطفة فقط، خاطبت العقل
والعاطفة، قد يشعر المتفرج بعد المشاهدة الأولى إني أتلاعب
بعواطفه، لكن لو يركز في الفيلم سيفكر في كثير من الأمور
التي لا يمكن تفسيرها إلا خلال العقل وليس العاطفة.
لهجة أهل الشيعة
... عدم دقة أم تنميط مقصود
قدمت الفنانة القديرة مريم زيمان قدمت في الفيلم شخصية
المرأة الشيعية التي تتزوج سنيا وهي التي تؤمن بالبحرين
وطنا واحدا وبالبحرينيين جميعا اخوة واحبة.
أداء زيمان كان مفتعلا، قد يعود جزء كبير من ذلك للهجة
الشيعية التي استخدمتها من غير تمكن ما أدى لأن يكون
أداءها مفتعلا. لماذا توجب أن تؤدي زيمان الدور مع عدم
تمكنها من اللهجة. لمادا يساء لتاريخ فنانة لها تاريخها
الحافل، وفي الوقت ذاته للهجة ومن يستخدمها؟
يدافع الرويعي قائلا "مريم بذلت جهد كبير، ربما لم يقتنع
البعض بأدائها لأنهم يعرفونها ويعلمون أن هذه ليست لهجتها
الأصلية. جائز أن تكون الممثلة أخفقت في هذا الجانب لكن
ذلك لا يشكل مشكلة كبيرة"
أما الحليبي فيقول "مريم مثلت دور الأم الشيعية المعتدلة
المسالمة ككل أمهاتنا، سواء كن شيعة أم سنة.
بالنسبة للهجة لم أشعر أنها جاءت مضحكة
في أي مشهد. قد تكون مريم أخفقت وأنا لا أرى ذلك، لكنها لم
تظهر بشكل يسئ لأي طائفة أو أي لهجة."
لكن السينما أكثر حساسية للتفاصيل عدا عن دورها التوثيقي
والجانب التنميطي الدي يمكن لها ان تمارسه بوعي أو دون
وعي. ألا تتفق معي في أن الشخصية يجب أن تكون متكاملة وانه
يجب عليك تحري الدقة؟
•
أتفق معك، لكني في النهاية أركز على
الشخصية التي قدمتها، ثم إننا بحثنا عن فلم نجد ممثلة
محترفة تجيد الشخصية، ثم إن اللهجة لم تكن تهمني، الأداء
فقط هو ما ركزت عليه.
ويواصل "الحدث طغى على كل شئ، لأنه كان مؤثر جدا وعموما
لنترك الحكم للجمهور. لكن أكرر لا توجد إساءة لأي طائفة.
بالعكس حاولنا أن نكون محايدين، وأن نظهر السلوكيات
المتطرفة للبعض، وفي المقابل أظهرنا الشخصيات المعتدلة
المحبة التي تقدم الكثير من أجل الوحدة الوطنية.
نصفع الجمهور لكن لا نؤذيه
سألت خالد عن توقعاته لقبول الشارع لفيلمه المطروح بشكل
صادم
، فقال "أشعر أنه سيتم تقبل الفيلم بصدر
رحب. فربما أصفعك لكني لا أنوى إيذائك فقط أريد أن أنبهك.
أتمنى أن يكون للفيلم قبول جيد لكن حتى لو لم يحدث دلك
فالمشكلة ستكون حينها في الناس وليس في الفيلم.
أما الحليبي فيتصور بأن"أي إنسان عاقل ولديه حكمة وغير
طائفي سوف يتقبل الفيلم وأتوقع أن كثير من البحرينيين غير
طائفيين.
البحرينيين يتميزون بالطيبة والحب والتسامح".
|