خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمته وزارة الثقافة مساء يوم الأربعاء
الماضي والذي أعلنت الوزيرة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة،
خلاله، عن الافتتاح الرسمي لمسرح البحرين الوطني، قدمت الوزيرة
المخرج السينمائي محمد راشد بوعلي، الذي كان أحد المتحدثين في
المؤتمر الصحافي، على أنه المدير المستقبلي لمسرح البحرين
الوطني.
بوعلي كشف خلال مشاركته في المؤتمر عن تأسيس صندوق دعم المثقف
البحريني الذي سوف يتكفل بتوفير جميع أشكال الدعم للمثقفين
البحرينيين. وكان بوعلي قد أعلن قبل شهور عن صندوق البحرين
لدعم الأفلام الذي أسسته الوزارة قبل شهور عديدة، وذلك خلال
المؤتمر الصحافي الذي نظمته الوزارة في شهر أغسطس/ آب 2012
بمناسبة افتتاح ليالي السينما الخليجية وهي الفعالية التي
احتفت بالإنتاجات السينمائية الخليجية وأقيمت ضمن فعاليات
المنامة عاصمة الثقافة العربية وتعد ثمرة أول تعاون بين وزارة
الثقافة البحرينية ومهرجان الخليج السينمائي في دبي.
فضاءات «الوسط» تحدثت مع بوعلي عن خطوة الوزارة في تأسيس صندوقي الدعم
وما يمكن أن يقدماه للمثقفين والسينمائيين البحرينيين.
بداية سألت بوعلي إن كان صندوق دعم المثقفين هو ذاته صندوق دعم
الأفلام الذي أعلنت عنه الوزارة مسبقاً فأشار إلى أن صندوق دعم
المثقف البحريني هو أول المشاريع المستقبلية لمسرح البحرين
الوطني، وهو يستمد موازنته من إيرادات المسرح، مؤكداً أنه
«يختلف عن صندوق دعم الأفلام القصيرة الذي أعلنت عنه الوزارة
مسبقاً».
وأضاف «صندوق دعم المثقفين مخصص للمشاريع الثقافية في ستة مجالات هي
المسرح والموسيقى والادب والفنون البصرية والسينما والموسيقى».
وبحسب بوعلي يدشن الصندوق في شهر يناير/ كانون الثاني 2013 وسوف يُفتح
حينها باب استقبال الطلبات من المثقفين البحرينيين لدعم
مشاريعهم الثقافية في المجالات المذكورة، يتضمن الدعم الذي
تقدمه الوزارة تمويل المشاريع وطباعتها والتسويق لها بالإضافة
إلى توفير كل أنواع الدعم اللازمة والتي تدخل ضمن اختصاصات
الوزارة وتلبي حاجة المثقف وطلبه».
وأضاف بوعلي «يشمل الدعم طباعة كتب المثقفين، وتوفير أي مبالغ مالية
لازمة لإنجاز مشاريع المثقفين. كما يتضمن الدعم الترويج
للأعمال المسرحية وتسويقها في الخارج».
وفيما إذا كانت هناك أي اشتراطات ينبغي توافرها في المشروع الثقافي
للحصول على الدعم، قال بوعلي «الدعم موجه لجميع المثقفين
البحرينيين، ولكل المؤسسات الثقافية الأهلية بجميع عناصرها.
وأريد أن أؤكد أنه دعم مخصص للبحرينيين فقط ويمكن لأي مشروع
يقدم ضمن إطار ثقافي أن يحصل عليه».
اما عن آلية فرز الطلبات وتقييمها، فقال «سوف يتم فرز الطلبات بناء
على نوعها وسوف تقوم بذلك لجنة تحكيم وتقييم خاصة، كما سيكون
هناك مجلس خاص بالصندوق سوف يقوم باتخاذ القرار النهائي للدعم،
لكن قراره ذاك سوف يتم بناء على قرار لجنة التحكيم المختصة
التي ستقوم بقراءة الأعمال وتقييمها».
وعن الشروط الواجب توافرها في المشاريع المتقدمة، أفاد بأنه لا توجد
شروط خاصة «حاليا يجب أن يكون المتقدم بالطلب بحرينياً وان
تتوفر في عمله أو مشروعه الثقافي بعض المتطلبات التي سوف يتم
الإعلان عنها على الموقع الإلكتروني للصندوق وذلك مع الاعلان
عن فتح باب استقبال الطلبات. وعموماً لن يكون هناك اي تعقيد،
الاشتراطات سوف تكون مبنية على المعايير العالمية المتعارف
عليها في تقديم مثل هذه الطلبات».
محمد أشار إلى أن هذا المشروع «طالب به المثقفون منذ عقود طويلة، وهو
بمثابة حلم للمثقف البحرين» مضيفا أن «الوزيرة حققت هذا الحلم
بمجرد أن طرحت عليها الفكرة إذ وافقت على الفور وأبدت
استعداداً كبيراً لتبني الفكرة بل إنها أصدرت قرار تنفيذها دون
تردد وخصوصا لتزامنها مع افتتاح مسرح البحرين الوطني الذي
سيشكل موقعاً يحتضن جميع المثقفين البحرينيين ويبرز انشطتهم
الثقافية. هذا المشروع لن يكون بناء يضم برامج ومشروعات ثقافية
لكنه سيكون موقعاً يعمل على تحقيق التنمية البشرية ويحتضن
ابداعات المثقفين ويبرزها».
وعما يمكن أن يقدمه صندوق دعم الأفلام القصيرة للسينمائيين البحرينيين
قال بوعلي «في السابق لم يكن هناك سوى القليل من الأفلام
السينمائية، بمعنى أنه لم يكن هناك نشاط او حراك سينمائي في
البحرين، لكن في السنوات الأخيرة ازدهر هذا الحراك وأثبت
الشباب البحريني قدرتهم على العمل في مجال السينما وعلى تقديم
مشاريع سينمائية واعدة بل وانجاز ما يمكن ان يمثل البحرين في
الخارج بشكل مشرف».
لذلك، يضيف بوعلي «يأتي صندوق دعم الأفلام لتشجيع هؤلاء الشباب وتقديم
كل أنواع الدعم الممكنة لهم ولتطوير مواهبهم وقدراتهم في هذا
المجال».
بوعلي أكد أن صندوق دعم الأفلام القصيرة لا يمكن اعتباره مشروعا
استثماريا «يمثل المشروع خطوة أولى على طريق التأسيس لصناعة
سينمائية وخصوصا انه لا توجد لدينا صناعة فلا يمكن الحديث عن
اي استثمار في هذا المجال. الصندوق أسس من أجل تقديم الدعم
للمشاريع السينمائية وكذلك هو صندوق الثقافة».
وقال بوعلي «تأسيس هذين الصندوقين هو رسالة للمثقف البحريني وللشباب
مفادها أن الجهود التي بذلتموها أخذت بعين الاعتبار، وإن ما
أخر تأسيس هذين الصندوقين كان انتظار الوقت المناسب فقط، وحتى
تتهيأ الأرضية لوجود مثل هذين المشروعين. الآن حين توفرت كل
تلك الأمور وأصبح الوقت مناسباً تم طرحهما».
وأضاف «صندوق دعم الثقافة يمكن ان يعزز الحراك الثقافي البحريني، كما
انه جاء لتأسيس البنية التحتية للثقافة البحرينية والعمل على
انشاء جيل جديد قادر على العمل على مشاريع ثقافية ذات جودة
وامكانات عالية بحيث يمكن لها أن تشارك في المحافل الدولية،
لقد جاء تأسيس هذين المشروعين في الوقت المناسب وخصوصاً مع
حقيقة بحث الشباب عن مصادر دعم لتمويل مشاريعهم في الفترة
الأخيرة. الصندوقان ينظران للشباب بعين الاعتبار ويعطيان
مشاريعهما الأولوية في الدعم وهو ما تؤكد عليه وزيرة الثقافة
الشيخة مي بنت محمد آل خليفة على الدوام».
الوسط
البحرينة في
03/11/2012 |