إخراج:
Christian Nyby
تمثيل:
Kenneth Tobey, Margaret Sheridan, Robert
Cornthwaite, James Young
سيناريو:
Charles Lederer
تصوير:
Russell Harlan
توليف:
Roland Gross
موسيقا:
Dimitri Tiomkin
إنتاج:
Howard Hawks, Edward Lasker
لحساب:
Winchester Pictures/ RKO Radio Pictures (1951)
___________________________________
-2-
أحد العناصر التي يتكوّن منها »الشيء من العالم الآخر«
لكرستيان نيبي هو موضوع منتشر بين عدد من أفلام الخيال العلمي القديمة:
الصراع بين الحاجة لتدمير العدو (في هذا الفيلم هو المخلوق الذي لكي يستمر
في الحياة عليه أن يشرب دم المخلوقات الأخرى والذي تم إكتشافه بعدما هبطت
مركبته في ثلوج القطب) والحاجة لفهمه٠
يتولّى أمر الحاجة الأولى القوّات المسلّحة، سواء أكانت من
الجيش او من البوليس او من المواطنين المسلّحين، ويتولّى أمر الحاجة
الثانية العلماء الذين يريدون الحفاظ على المخلوق حيّاً لدراسته لأنها فرصة
لا يمكن تعويضها٠
هذا الصراع كان سائداً لحين جاء روبرت وايز في العام 1951
وأخرج »اليوم الذي وقفت فيه الأرض« الذي أنفرد حينها بتصوير حاجة المجتمعات
الأرضية للتفاهم مع المخلوق الآتي من الفضاء حيث أن هذا المخلوق ليس كما
نخاله دائماً شريرا ومتوحّشاً ويريد الإستيلاء على نفوسنا او نهش لحومنا
الخ...ستيفن سبيلبرغ عاد بعد ذلك وقدّم »لقاءات قريبة من النوع الثالث«
الذي بدّى فيه طريق السلم على طريق الحرب كأداة تواصل مع الروّاد القادمين
من العالم الآخر. لكن حين أخرج رونالد إميريش »يوم الإستقلال« عاد فبعث
بالمفهوم العسكري كوسيلة وحيدة لقهر المخلوقات الغازية لأنها لا يمكن الا
وأن تكون عدوّة٠
بالنسبة لهذا الفيلم نرى الصراع دائراً بين الوجهتين من
البداية: العلماء والعسكريين. وحين يفتك الوحش بأحد ببشاعة فإنه رئيس فريق
العلماء الذي رغب في دراسة الوحش. المفاد هنا: حارب عوض أن تتعلّم. وهو
نتاج تفكير عسكري يحنو إليه الجمهور السائد لسببين: موافقة تامّة على أن
المجابهة يجب أن تكون عسكرية (وبالتالي معاداة شبه تامّة لما هو معررفة
وعلم او ثقافة) - هذا أوّلاً، وثانياً، لأن المجابهة المسلّحة هي التي
ستحمل للمشاهد الترفيه والإثارة وليس التودد الى الآخر ومعرفته٠
الهيكل الذي بني الفيلم في صرحه هو إقتباس لأفكار متواردة منذ
القرن التاسع عشر وحكايات الغزو الفضائي. وردت مثلاً في رواية هـ. ج. ولز
»حرب العالميَن« سنة 1898 التي نقلتها السينما في النصف الثاني من
الأربعينات (ثم أنجزها ستيفن سبيلبرغ في العام 2005مرة ثانية) وفي 1947
تمّت مشاهدة أول صحن طائر في سماء الولايات الأميركية. وتناقلت الروايات
أنباء تسعة منها فوق الغرب الأميركي (تكساس، أريزونا، وايومينغ، نيو مكسيكو
الخ...) وبل تحطّم »شيء ما« بالقرب من بلدة روزول في ولاية نيو مكسيكو وكل
ذلك دخل سريعاً في مفاهيم الناس: هناك مخلوقات غازية من العالم الآخر لا
نعرفها تماماً ولا ندري إذا ما كانت أقوى منّا او لا- لكن كما قال أحد
الأفلام المعنية:
لا بد أن يكونوا أقوى منا، فقد صنعوا مركبات قادرة على اجتياز
مئات ألوف الأميال ونحن لم نسبر غور الفضاء بعد٠
هذا بالطبع الى جانب أنه في »العقل المشترك للجمهور السائد«
فإن السياسة سريعاً ما ربطت بين مسألة الغزو الفضائي والغزو العقائدي. وفي
حين أن الإدارة العسكرية والسياسية نفت آنذاك وجود »صحون طائرة« و»غزو
فضائي« الا أنها سمحت بشيوع فكرة أن هناك غزواً سياسياً قادماً من الشرق
الأوروبي وعلينا غزوه٠
بذلك ارتبط في مفهوم الناس أن ما يحاربه أبطال »الشيء من
العالم الخارجي«، وغيره من الأفلام الأخرى المنتمية الى سينما الخيال-
العلمي، ليس وحشاً فضائياً فقط بل غزواً فكرياً أيضاً٠
سينماتك
في 8 مارس 2008