إخراج:
Christian Nyby
تمثيل:
Kenneth Tobey, Margaret Sheridan, Robert
Cornthwaite, James Young
سيناريو:
Charles Lederer
تصوير:
Russell Harlan
توليف:
Roland Gross
موسيقا:
Dimitri Tiomkin
إنتاج:
Howard Hawks, Edward Lasker
لحساب:
Winchester Pictures/ RKO Radio Pictures (1951)
___________________________________
حين قام المخرج جون كاربنتر سنة 1982 بإعادة إخراج هذا الفيلم،
تردد القول أن صاحب "هالووين" إنما سيعيد صنع فيلم هوارد هوكس "الشيء".
الحقيقة هي أن "الشيء" او "الشيء من العالم الآخر" لم يكن
-رسمياً- من إخراج هوارد هوكس، بل من إخراج كرستيان نيبي الذي كان عمل لبضع
سنوات كمونتير على أفلام هوكس. هذا لا يعني أن المخرج الأميركي الجدير لم
يكن له تأثير: لقد ساعد في صياغة السيناريو، أبتكر الشخصيّات، وجلس يرقب
من بعيد كمنتج وينصح من وراء الستائر مخرجه في الوسيلة الأفضل لإنجاز فيلم
خيالي- علمي يتحدّث في أكثر من موضوع دون أن يفقد وجهته الأساسية.
بكلمة واحدة هو فيلم لهوارد هوكس كما هو فيلم لكرستيان نيبي،
لكن هوارد هوكس هو نجم بين المخرجين الأميركيين لذلك تردد أسمه حين عزم
كاربنتر تحقيق فيلمه في ذلك العام.
الفيلم عن فريق علمي موجود في القطب الشمالي عاكفاً على بعض
الدراسات الجيولوجية. في أحد الأيام يسقط كوكب صناعي ومنه يخرج وحش من
المرّيخ لا يستطيع الحياة الا بقتل البشر وأقرب البشر طبعاً هم أعضاء
البعثة الذي عليهم التكاتف لمواجهة شخص هو أقوى منهم. حسب تعبير أحدهم فإن
هذا المخلوق "ليس لديه لذّة، لا ألم، لا عاطفة، لا قلب. إنه الأقوى بكل
وجه".
المواضيع التي يُثيرها الفيلم ذي الحبكة الجيّدة والسياق
المتوتّر الذي شاهدته لأول مرّة في بيروت بعد عدة سنوات من إطلاقه، تتوزّع
على عدّة نواحي في مقدّمتها الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والإتحاد
السوڤييتي٠ شهر العسل الذي أنجب تعاونهما على دحر النازية إنتهى. الآن هذا
هو حكم ستالين في الشرق والنظام الرأسمالي في الغرب و.... السينما بينهما!
ليس أي سينما، بل سينما الخيال العلمي على نحو رئيسي.
لماذا؟
عبر الخيال العلمي تستطيع أن تضمّن الفيلم ما تريد تضمينه. لا
تنس أنه النوع الذي تستطيع أن تتحدّث فيه عن الآخر وتهاجمه كيفما شئت لأنه
من الخيال. لا يعبّر عن عنصر بشري، ولا هو أسود او صيني او عربي او
باكستاني او أميركي (الا فيما ندر ضمن هذا النوع). أيضاً هو عن تلك السماء
الشاسعة . السماء التي هي نافذة على ذلك المجهول. أنظر فوقك... الا ترتعد
حين التفكير بأن الغائب قد يأتي من فوق وليس بينك وبينه حجاب؟
ربما ليس اليوم، لكن في الخمسينات كان ذلك معقولاً. سياسة
التخويف نجحت في جعل الناس تتصوّر أن القنبلة النووية (التي لا يمكن لها
الا أن تأتي من فوق) ستشق هذا الفضاء وتسقط على الأرض وتقضي.
لكن هذه النافذة على المجهول ليست محصورة فقط بالصواريخ
العابرة للقارات. هذا الفضاء هو صالح أيضاً لبث مفاهيم. مفاهيم تقوّض
الحريّة والديمقراطية والرأسمالية.
ثم حتى ولو أخذت الخيال- العلمي كما هو فإنه إطار ونوع بالغ
الإثارة ينضوي على حرب بين البشر، وأنت كمشاهد منهم وإن كنت بعيداً، وبين
مخلوقات متوحّشة. قد يكون من بين البشر من هو شرير، لكن الوحش هو أكثر من
شرير. إنه من سيلتهم البشرية إذا لم تتم مواجهته.
البقية
تأتي
سينماتك
في 25 فبراير 2008