الفيلم:
The
Pleasure Garden
إخراج:
Alfred Hitchcock
تمثيل:
Virginia Valli, Carmelita Geraghty, Miles Mander, John Stuart
إنتاج:
ألماني/ بريطاني [1925]
تقييم
الناقد: ***
(من خمسة)
لم
تكن المرّة الأولى التي
وقف فيها هيتشكوك خلف الكاميرا. قبله بعامين عمل على فيلم قصير بعنوان «الرقم
13»
1922 كما خلف المخرج هيو كرويز
Hugh Croise
الذي كان حقق معظم فيلم عنوانه «دائما
أخبر زوجتك»Always
Tell Your Wife
لكنه إنسحب من الفيلم
(لسبب غير معروف الآن). المنتج مايكل بلكون هو الذي أراده إخراج هذا الفيلم
الذي تم تصويره في جنوا وسان ريمو وحول بحيرة كومو. تم إهمال الفيلم بعد
تصويره لأنه لم يعجب الموزّع. لكن في العام
1927
عندما حقق «المستأجر»
نجاحاً تجارياً كبيراً، عاد عن قراره.
يوحي
فيلم «حديقة
المتعة»
بفيلم مختلف بسبب ما يقترحه العنوان على المشاهد. لكن الحياة التي ينقلها
هيتشكوك في هذا الفيلم الأول له الذي تم عرضه بعد عامين من انتاجه، خالية
بأسرها من المتعة.
واذ يغوص الفيلم سريعا في
حكايته كاشفا عن أزمات أبطاله العاطفية ومشاكلهم مع علاقاتهم ومحيطهم
الإجتماعي،
يزداد تناقض الفيلم مع عنوانه الى حد ساخر.
على أن هيتشكوك
يصر على ايحاءات العنوان وهو صمم لهذا الفيلم
البطاقات الايضاحية
(تلك التي كانت تحل مكان الحوار وتظهر على الشاشة بين المشاهد لإيضاح
الأحداث) حاوية رمز المتعة المحرمة المجسدة بصورة أفعى.
«حديقة
المتعة»
فيه لمسات من هيتشكوك اللاحق. وعجيب كيف أن الشاب وضع في حساباته منذ ذلك
الحين بضع عناصر تؤسس لأفلامه اللاحقة.
وهو يدور
حول باتسي (فالي) التي تعمل راقصة في مسرح أسمه «حديقة المتعة» تساعد جيل (جيراتي)
على الإلتحاق بالمسرح. تتعرف جيل على هيو (ستيوارت) الذي يخطبها لكنه
يتركها الى بعض الجزر الإستوائية حيث يعمل اما هي فترتبط بأكثر من علاقة
عاطفية. تتزوج باتسي من صديق لهيو أسمه ليفيت (ماندر) لكنها تنفصل عنه حين
يسافر للعمل في الشرق. لاحقا ما تعلم أن زوجها مريض فتندفع لزيارته لتكتشف
أنه أدمن الشرب والنساء وقتل واحدة من مواطنات الجزيرة اللواتي صاحبنه. وهو
سرعان ما يهاجمها بنية القتل لكن الطبيب المحلي في القرية يقضي عليه. تلتقي
باتسي بهيو الذي لم يعد مفتونا بخطيبته ويعودان الى لندن ليبدآ حياتهما
الجديدة معا (ولو أن النهاية مفتوحة هنا).
على السطح تبدو القصة خالصة من التحديات وبسيطة.
لكن معالجتها تنم في ذات الوقت عن ذكاء. فعوض تقديم حكاية واحدة هي نسيج
مما حدث لباتسي، أوجد هيتشكوك معالجة تسرد الأحداث التي تتعرض اليها باتسي
الطيبة والأقل موهبة وجيل القاسية في علاقاتها والتي تتعامل وحياتها الخاصة
على أساس أنها سلسلة من المصالح بغية الوصول الى القمة. النهاية ذاتها لا
تحمل أملا كبيرا فباتسي تجد في هيو الحب الذي تبحث عنه، وهو
الذي لم
يجد في جيل حبا فتركها الى أعماله ما يجعله، على نحو او آخر، مسؤولا عن
استمرارها في علاقاتها الأخرى. واذ يعود هيو وباتسي الى انكلترا فإن
المشاهد لن يعلم، على نحو واثق، ما اذا كانا سيبقيان معا وسيتزوّجان او لا.
سينماتك
في 08 يونيو 2007