صورة
للمخرج لويس لي برينس
حركة سير فوق جسر ليدز.
هذا فيلم يُعتبر (وفيلم آخر عن عائلة في
حديقة) أول فيلمين سينمائيين في التاريخ.
كل منهما في حدود خمس ثواني.
وهما ليس من إخراج او صنع الأخوين لوميير.
هذا يقلب كل ما حفظناه من «تاريخ السينما». الفيلم الأول في التاريخ ليس «لومييرياً».
بل لسينمائي أسمه لويس أوغستين لابرينس وأنجزهما سنة
1888،
أي قبل ثلاثة عشر سنة من عرض الأخوين لوميير لفيلمهما «خروج العمّال من مصنع لوميير»
في
22 مارس
1895 ـ
العرض الذي اعتبر أن ولادة السينما تمّت به.
لو قُدّر للويس أوغستين لابرينس البقاء حياً،
ولو لبضع سنوات أخرى، لكان استطاع أن يفوز بقصب السبق كصاحب أول عرض
سينمائي
لكن الذي حدث هو أن لا برينس الذي وُلد سنة
1842
كان قد استقل القطار قبيل إنجاز اختراعه للكاميرا قاصداً باريس.... ووصل
القطار لكن برينس لم يكن عليه، ولم يُعثر له على أثر في أي من المحطّات
التي توقّف القطار فيها ولا -
بعد بحث لا أدري مدى فاعليّته - على طول سكة الحديد في فرنسا. الى ذلك، لم
يظهر لا برينس لاحقاً على الإطلاق. آخر مرّة شوهد
فيها كانت حين أستقل القطار.
إختفى.
هل مات نتيجة حادثة «طبيعية»؟ هل قرر الإختفاء؟ هل قُتل وهل القاتل كان
يسعى لسرقة إنجازاته؟ كلها اسئلة لا تزال،
بعد كل هذه السنوات تبحث عن جواب.
والده كان عسكرياً
في الجيش الفرنسي وحين كان لويس شاباً
كان يعطي دروساً في التصوير الفوتوغرافي قبل أن يتخرّج من لايبزغ ألمانيا.
درس الفن والرسم وانتقل بعد ذلك الى مدينة ليدز البريطانية حيث تزوّج من
ليزي وايتلي إبنة رئيس مؤسسة وايتلي ثم اشترك في الحرب التي خاضتها فرنسا
ضد بروسيا.
خلال زيارته لواشنطن تعرّف على مجموعة فناني
كانت لديهم أفكاراً حول شاشة عرض كبيرة ومصباح سحري إذ يدور تتلاحق صوره
على الشاشة. عاد لويس الى أوروبا حيث عمل على إنجاز آلة لعرض الصور سنة
1886
سجّلها في نيويورك لكن على نحو مشروط إذ أن إنجازاً
مشابهاً كان تم في نيويورك وحصل على الإمتياز الأول. في سنة
1887
طوّر من آلته بحيث احتوت على ستة عشر عدسة غير مسبوقة. لكنه في العام التالي عاد فركّز على الآلة ذي
العدسة الواحدة وأنجز تطويراً لها في لييدز مكّنته من البدء بتصوير أفلام
تستخدم ما بين 12
و 20
صورة في الثانية. المعضلة التي واجهتها هي في آلة العرض التي لم تكن تتعامل
مع «النيغاتيف» الورقي الذي كان يستخدم لفيلم بنفس الحساسية ما أدّى الى
عروض فقيرة تقنياً.
العام
1988
كان أكثر أعوام حياته تحدّياً، لكنه في مطلع سنة
1889
استطاع تجاوز المعضلات التقنية بإختراعه آلة عرض تستقبل الفيلم وتعكسه من
دون مشاكل تذكر. بهذا الإنجاز كان أكمل قبضته على ناحيتي
التصوير والعرض واستعد الى لحاق زوجته الى نيويورك حيث كانت بدأت تشغيل
إبتكارات زوجها بحماس.
ثم حدث الإختفاء.
في آب (أغسطس) توجّه لويس أوغستين لا برينس الى فرنسا مع
أصدقاء بريطانيين أودعهم بضيافة أخيه.
في السادس عشر من أيلول/ سبتمبر سنة
1890،
أستقل القطار من محطة ديجون الى باريس.... وأختفى.
في العام
2003
(تصوّر) تم العثور، في أرشيف البوليس، على صورة فوتوغرافية لرجل غريق يشبه
المخترع الأول لفن العرض السينمائي.
هل كان هو فعلاً؟
سينماتك
في 01 يونيو 2007