صدر حديثا ضمن السلسلة المعرفية لمهرجان أفلام
السعودية بالتعاون مع دار رشم للنشر والتوزيع، كتاب
جديد للروائي أمين صالح بعنوان" تساي مينغ ليانغ..عودة
الى جوهر السينما" إعداد وترجمة، يستعرض فيه أعمال
وفكر المخرج التايواني تساي مينغ ليانغ، ورؤيته
البصرية الفريدة والاستثنائية.
ويقع الكتاب في 398 صفحة من الحجم الوسط وينقسم الى
فصول عن أفلامه، والحوارات، ومواضيع مترجمة عن أفكاره
ومفاهيمه.
أمين صالح عرف المخرج تساي مينغ في مقدمة الكتاب
بعنوان" القابع في مجرته" قائلا:
استطاع المخرج التايواني تساي مينغ ليانغ، خلال العقود
الثلاثة الماضية، ان يكرس نفسه كواحد من اكثر المبدعين
أهمية في السينما العالمية المعاصرة، ومن أبرز مخرجي
السينما التايوانية واكثرهم شهرة، وان ينتقل الى مصاف
كبار السينمائيين ليمارس تأثيره القوي على جيل جديد من
مخرجي القرن الواحد والعشرين.
انه يحتل موقعا خاصا ومميزا ضمن الكوكبة المتألقة،
المتفتحة، من المخرجين التايوانيين الناجحين عالميا.
أسلوبه الخاص والاستثنائي يقوم على التعارض المدهش
الذي يولده وجود شخصيات وحيدة، يائسة، بطيئة الحركة في
مدن فسيحة وصاخبة ومهتاجة.
غالبا ما ينظر إليه بوصفه شاعر العزلة. أفلامه تعكس
واحدة من اكثر حساسيات السينما تميزا وخصوصية. وهي
متماسكة ومتساوقة، ومصقولة على نحو متزايد، أفلامه
ليست متباينة في الأسلوب او المحتوى، إنما تحكمها وحدة
معينة. إن أفضل طريقة لتعريف أعمال تساي مينغ ليانغ،
التي يصعب تصنيفها، هي بوصفها واقعية شعرية مقدمة في
شكل بصري صرف.
يقول الناقد جاريد رابفوغل:
" يحتل تساي مينغ ليانغ موقعا خاصا ومميزا ضمن الكوكبة
المتألقة، المتفتحة، من المخرجين التايوانيين الناجحين
عالميا. بينما ملحمة الحياة الحميمة والرحبة،
والمتعددة التوالد في تايوان الحديثة، جعلت من يانغ
نجم الصالات الفنية. وبينما أفلام هو شاو شين التأملية
والتاريخية في المقام الأول قد اكسبته موضعا دافئا
وآمنا في قلب كل ناقد جاد تقريبا، فإن تساي مينغ يبدو
مستغرقا على نحو مكتف وقانع بما لديه، في مجرته
الصغيرة المحدودة، لكن المميزة جدا، في الطرف الهادئ
الوحيد والبعيد من السماء"
اما الباحثة الألمانية نادين ماي فتقول:" بأفلامه
الرائعة استطاع تساي مينغ ليانغ ان يرسخ مكانته في
الوعي العام.أسلوبه الخاص والاستثنائي. لتعارض المدهش
الذي يولده وجود شخصيات وحيدة يائسة بطيئة الحركة.
تساي فنان متعدد الأوجه، هو كاتب، هو مخرج مسرحي
وسينمائي، ممثل، حقق العديد من الأفلام القصيرة
والاعمال الدرامية التلفزيونية، كما أخرج للمسرح عددا
من الاعمال الى جانب اهتمامه بالفن التركيبي.
"حس الانتماء"
يقول المخرج تساي مينغ ليانغ في حوار أجراه سكوت تبياس
ونشر عام 2002 وردا على سؤال حول وصفه سيناريوهاته
بانها تصف الحدث لكنها لا تحتوي على حوار".
"أحتاج الى عام او عامين لكتابة وتنمية السيناريو.
خلال ذلك الوقت، أكون قد اتفقت مع الممثلين واشركتهم
في العملية، ودائما ادمج طاقاتهم في الشخصيات.
الممثلون يدخلون في شخصياتهم قبل بدء التصوير بفترة
طويلة، خلال مرحلة تنمية وتطوير السيناريو اعطي
الممثلين نسخا من السيناريو واسألهم. لو ان شيئا من
هذا حدث، فكيف تتفاعلون مع الحالة بناء على تجاربكم
الحياتية.
في افلامي، احب ان استخدم الممثلين انفسهم المرة تلو
الأخرى، لذلك انا اعرفهم جيدا، واستطيع ان ادمج ذواتهم
الفذة داخل عملية صنع الفيلم. مع ذلك كمخرج، لدي سيطرة
صارمة على الطريقة التي بها يعبرون عن ذواتهم، لا اريد
منهم ان يتجاوزا ما احتاجه منهم، لكنني أيضا لا اريدهم
ان يقصروا، لذلك أقوم بتعديل اداءاتهم ضمن مدى معين من
التعبير. |