تبدأ غداً فعاليات
الدورة الأولى من «أيام سينما الواقع
(DoxBox)»،
الذي يقدّم ثلاثة وعشرين فيلماً
تسجيلياً إبداعياً من البرازيل وتشيلي والدانمرك وفنلندا وهولندا وألمانيا
وفرنسا
وتشيكيا وصربيا وروسيا وبولونيا، إلى العالم العربي، إذ يُشارك
لبنان بفيلمي «دوّار
شاتيلا» و«مجرّد رائحة» لماهر أبي سمرا، وفلسطين بفيلم «السطح» لكمال
الجعفري،
علماً بأن الافتتاح معقود على الفيلم السوري «نور وظلال» لمحمد ملص وعمر
أميرالاي
وأسامة محمد، بينما تشارك سوريا بفيلم عمر أميرالاي «مصائب
قوم» عن الحرب
اللبنانية.
عبر فعالياتها هذه، تقدّم «أيام سينما الواقع» تحيّتين: أولى
لـ«المعهد العربي للفيلم» في عمان، وهو مبادرة مستقلّة لتأسيس
معهد أكاديمي مختصّ
بالفيلم التسجيلي (تُعرض ثلاثة أفلام من إنتاجه، هي: «قمر 14» لساندرا ماضي
من
الأردن و«زهر الليمون» لباميلا غنيمة من لبنان و«عصفور من حجر» لحازم
الحموي من
سوريا)، وثانية لمهرجان «دوك لايبزغ للفيلم التسجيلي وفيلم
التحريك (أنيمايشن)»، إذ
تُعرض بالتعاون معه ثلاثة أفلام حائزة جوائز المهرجان في العام ,2007 منها
«مجرد
رائحة» (عن حرب تموز في لبنان). «دوك لايبزغ» يقدمه منظّمو الفعالية
باعتباره «أحد
أقدم المهرجانات المكرّسة للفيلم التسجيلي في العالم»، إذ
مرّت، عبر تاريخه، أكبر
أسماء السينمائيين التسجيليين، كيوريس إيفنس وماركر وغوسمان وألفاريز
وحامينا
وليتين وفاردا وهونيغمان وكوساكوفسكي ودفورتسيفوي ولازنيتسا وغيرهم. «إنه
مهرجان
للدفاع عن السلم والكرامة الإنسانية، وللاحتفاء بحرية الفكر
والتعبير عبر السينما
النقدية الراقية». كما تشهد التظاهرة لقاءات عدّة: «مدخل إلى الفيلم
التسجيلي»،
و«الفيلم التسجيلي: بين السينما والتوثيق» وثالث مع السينمائية الفنلندية
بيريو
هونكاسالو والمونتير الدانماركي نيلز باخ أندرسن حول «الغرف الثلاث
للسوداوية»،
بالإضافة إلى ندوة «سينما وراء الأبواب الموصدة».
قالت ديانا الجيرودي (مخرجة
أفلام وثائقية وأحد منظّمي المهرجان إلى جانب عروة نيربية وجود كوراني وجود
سعيد)
إن «من بين أهداف التظاهرة صناعة جمهور للأفلام، حيث لا تستوي صناعة
الأفلام من دون
صناعة جمهور، خصوصاً أن هناك قطيعةً في بلدنا تجري مع السينما، ومع الفيلم
التسجيلي. كما نشكو غياب مدارس لتعليم السينما ولورشات عمل». وعلّقت على
اختيار
الوثائقي تحديداً بالقول إنه «وسيلة تعبير شخصية، وهو ممكن
أكثر في بلد نشكو فيه من
غياب التمويل». من جهته، قال عروة نيربية: «نحن بلد بلا ذاكرة ولا أرشيف أو
تسجيلات، وبلا نقد للذات. هذه التظاهرة تعني هذا كلّه: صناعة الذاكرة ونقد
الذات»،
مشيراً إلى وجود سوق دولية واسعة للتسجيلي السوري في حال وجوده «لا لشيء
إلاّ بسبب
فضول لدى العالم لإلقاء نظرة على ما يجري في بلدنا. اللافت
للانتباه أن هناك ولعاً
للجيل الجديد من الشباب، ممثلين ومسرحيين وصحافيين وحتى راقصين، يتمثّل
بالتوجه إلى
الفيلم التسجيلي من دون توفر إمكانيات تذكر، وبالضبط لأن الأمر يمكن أن يتم
من غير
كلفة إنتاجية باهظة».
يحاول منظّمو تظاهرة «سينما الواقع» استعادة فكرة نادي
السينما، بما يعنيه من عروض سينمائية دورية وإقامة ورشات عمل
وتدريب ومركز
للمعلومات لأي مهتم بالسينما، ودعم المخرجين الشباب بمنح إنتاجية لأفلامهم.
إنهم
يسعون أيضاً إلى إنشاء مؤسسة غير ربحية ومستقلة، لذلك فهم يبحثون عن
التمويل غير
المشروط من أكثر من جهة. يُذكر هنا أن الداعمين هم أيضاً
متعددون، كـ«المركز
الثقافي الفرنسي» في دمشق و«مركز غوته» الألماني والمعهد الدانمركي،
بالإضافة إلى
الأمانة العامة لـ«دمشق عاصمة الثقافة العربية».
إلى ذلك، فإن أبرز الأفلام
التي ستعرض في «أيام سينما الواقع» هي: الألماني «دروس في العتمة» لفيرنر
هيرتسوغ
و«سانتياغو» للبرازيلي جواو موريرا ساليس و«سلفادور أليندي»
لباتريسيو غوسمان (إنتاج
فرنسي تشيلي) و«الحلم التشيكي» لفيت كلوساك وفيليب ريموندا و«مدينة
المصوّرين» لسباستيان مورينو ماردونيز.
)دمشق(
السفير اللبنانية في 14
فبراير 2008
|