الفنان
أسعد فضة رمز فني وتحديداً مسرحي عربي بكل معنى الكلمة لا يقتصر على موطنه
سوريا وحسب وهي التي اختارته بداية ليكون في عدة مناصب فعمل مثلاً مستشاراً
ومعاوناً لوزير الثقافة السوري، علاوة على أنه واحد من أفضل الممثلين العرب
وصاحب إسهامات عديدة منها تأسيس الاتحاد العام للفنانين العرب، واختير
نائباً للرئيس إلى جانب تولي منصب نقيب الفنانين السوريين لثماني سنوات.
وفضة من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة وله العديد من
الأعمال الفنية في المسرح والسينما وقدم العديد من الأعمال التلفزيونية
المهمة والجاذبة للمشاهدين في آن واحد. وحصد عدة جوائز تقديرية من مهرجاني
دمشق السينمائي والقاهرة للإذاعة والتلفزيون، كما تم تكريمه في 2006 بتسمية
صالة المسرح القومي في اللاذقية باسم مسرح الفنان أسعد فضة. الإمارات
وتحديداً إمارة الشارقة توجت ذلك كله باختيار فضة من بين مؤسسي الهيئة
العربية للمسرح وعلى هامش أحد اللقاءات الإدارية للهيئة في الشارقة مؤخراً
التقيناه ودار حوار عن الدراما السورية وأهم خصائصها، وأسباب توجهها إلى
التاريخي منها.
·
بداية سألناه: ما سر غيابك عن مهرجان دبي
السينمائي الرابع فيما كنت حاضراً في المهرجانات الأخرى؟
لم يكن
لي فيلم مشارك.
·
معنى ذلك أن حضورك لمثل هذه المهرجانات يكون
عند وجود عمل مشارك فقط؟
ليس
بالضرورة، فمهرجان دبي السينمائي محفل عربي مهم جداً، وكل فنان يحرص على أن
يشارك فيه ليطل على الأفلام الرائعة التي يوفرها المهرجان لمتابعيه سواء
الفنانين أو الجمهور العادي.
·
شاركت كرئيس شرف لمهرجان القاهرة للإعلام
العربي 2007 فكيف كانت المشاركة وما التجربة التي استفدتها؟
هذا شرف
كبير لي، الاسم نفسه يترجم القيمة وما أحس به، وكانت الدورة الأخيرة من
المهرجان متميزة، سواء على مستوى المشاركات أو الدعم المادي والمعنوي
وزيادة أرقام الجوائز وعددها وهذا شيء ارتد إيجابياً على الفنانين
المشاركين، مصر منارة المعرفة، و احتضانها لهذا المهرجان خلق نوعا من
التكامل والتنافس الشريف بين الدراما العربية.
·
كان ملحوظاً تقدم الدراما السورية بقوة أمام
الأعمال المصرية؟
أنا من
أصحاب الرأي الذي يقول إننا في سوريا وزملاءنا في مصر نكمل بعضنا البعض
وكذلك إخواننا العرب الآخرون فكلنا وحدة متكاملة تكمل بعضها البعض. قد يكون
هناك تقدم أكثر من بلد آخر في المجال الفني ولكن النتيجة أننا نتكامل
وتنعكس النتائج إيجابياً على الفنانين.
·
وما السبب برأيك وراء هذا الإقبال السوري على
المشاركة في الدراما المصرية؟
هذا شيء
طبيعي ومنذ أمد بعيد، وإذا عدنا للوراء في الستينات والسبعينات سنجد أن ما
لا يقل عن 60% من الأفلام المصرية صورت في سوريا ولبنان.
·
لكن حدث انقطاع كبير على الأقل خلال
الثمانينات والتسعينات؟
أبدا لم
يحدث انقطاع، وإنما لم يكن التعاون بهذا الكم في تلك الفترة ووسائل الإعلام
لم تكن توضحه ولكنه كان موجوداً.
·
هل معنى ذلك أن ننتظرك في عمل مصري قريب؟
ممكن
طبعاً، وشاركت مع زملائي المصريين في مسلسل “الطارق” وعرض على عدد من
الفضائيات وكان معنا فنانون آخرون من سوريا وهو شيء طبيعي، وبالنسبة لي لا
يقتصر الدور الذي يمكن أن أؤديه على دور تاريخي يتطلب اتقانا للغة العربية
الفصحى، اللهجة ليست حاجزاً إطلاقاً لأي فنان.
·
هل يمكن الحديث عن خصائص للدراما السورية
تميزها عن الدراما العربية وبالتحديد المصرية؟
ما يميز
الدراما السورية هو السعي الجمالي على مستوى الصورة بسبب التصوير في
الأماكن الحقيقية، وبسبب صراع السينمائيين العاملين في التلفزيون من أجل
الرقي بما يمكن تسميته اللغة السينمائية التلفزيونية، وكذلك يُميز الدراما
السورية عموماً جدية الموضوعات، فلا يزال الفنان السوري رغم كل شيء متمسكاً
بأهمية تزاوج المتعة والمعرفة في العمل الفني.
·
وماذا عن أسباب تميز الإنتاج التلفزيوني
السوري؟
الكم
الإنتاجي التلفزيوني ارتفع نسبياً فعلاً في السنوات الأخيرة، الآن نحن على
أعتاب تكوين صناعة تلفزيونية سورية حقيقية، بدأت تفرض نفسها كإحدى الصناعات
التي تمول التلفزيون المحلي والتلفزيونات العربية ببضاعة يحتاجها الجميع
ولا يستطيعون الاستغناء عنها.
·
كيف يحقق المسرح دوره الريادي في المجتمع؟
مقومات
أية حركة مسرحية تعتمد على المبدعين في المسرح لتقديم كل ما يخدم المجتمع
وبشكل مستمر، ولولا تجربتي الطويلة في المسرح ما سمحت لنفسي بالحديث عنه
لأني أؤمن بأن المسرح ممارسة وليس تنظيرا وهذا ينطبق على السينما
والتلفزيون.
·
من خلال اختيارك بين مؤسسي الهيئة العربية
للمسرح، ماذا يعني لك المسرح العربي؟
الظاهرة
الثقافية لأي مجتمع تنطوي تحت المهرجانات المسرحية خاصة على صعيد تنشيط
وتفعيل الحركة المسرحية العربية وليس على مستوى البلد كما يحدث مع الدراما
التلفزيونية وهنا يجب ألا نخدع أنفسنا بمجرد أن نتعامل مع المسرح ونقول
اننا في حالة جيدة وهذا ما نجده في المسرح العربي الذي يعمل ضد نفسه، لكن
الاستمرار هو الذي يساعد على إعطاء الشخصية المسرحية حقها.
·
وما أهمية التجريب في المسرح العربي برأيك؟
التجريب
ضرورة ملحة بالنسبة للعمل الفني ودونه سنصل إلى حالة من الركود والجمود حتى
المسرح البسيط برأيي لابد أن يخضع لشروط التجريب وإلا يكرر نفسه فالجمود
يعني الموت.
الخليج الإماراتية في 20
يناير 2008
|