بوغت الوطن العربي بخبر وفاة الفنانة الكبيرة وردة، وردة الغناء
العربي، التي غنت فأطربتنا، ومثلت فأسعدتنا، وتحدثت فأبهرتنا، وعندما غاب
صوتها أوحشتنا، وعندما فارقت الحياة أبكتنا. فدائما مايفني الجسد وتبقي
الذكريات، والأعمال، ولا خوف من فراق أناس تركوا لنا جميل الذكريات
والأعمال، فكلاهما يقهر فكرة الرحيل والفراق، وقد تركت لنا الفنانة وردة
إرثاً كبيراً من هذا وتلك، إرثاً سوف تتوارثه الأجيال ليسعد به من يسمعة، و
يتعلم منه من يمارسه. ولدت وردة محمد فتوكي في يوليو عام 1939م (وهناك
رواية أخري تقول انها ولدت عام 1932) في باريس، لأب جزائري وأم لبنانية،
والدها كان من أوائل المهاجرين الي فرنسا، حيث كان يعمل بكازينو "تام تام"
الذي كان ملتقي لتجمع الفنانين العرب من جنوب أفريقيا، وبعد فترة وجيزة
تملك والدها هذا الكازينو. عندما أتمت الطفة وردة عامها الرابع عشر مرضت
والدتها مما اضطرها الي ترك دراستها في المدرسة لتمريض والدتها وإعانة
والدها في إعالة هذه الأسرة الصغيرة فبدأت تغني في الكازينو الذي يمتلكه
والدها أغنيات الفلكلور الجزائري والفرنسي. شهرة وتألق في عام 1958 أغلقت
الشرطة الفرنسية كازينو "تام تام" الذي يمتلكه والدها بعد أن أصبح مقرا
رئيسيا لمقاتلي الجزائر الأحرار، مما ضيق العيش عليهم فانتقلت الأسرة للبحث
عن مصدر رزق جديد في لبنان موطن والدة وردة، وهناك راحت تغني وردة في بعض
الأماكن الأغنيات الوطنية الجزائرية مثل "ياجميلة أنا م الجزائر" كلمات
الشاعر الجزائري صلاح الخارفي، وُعرفت هذه الأغنيات بصوت وردة فقدمتها
وسائل الإعلام بلبنان والتي كانت تقتصر علي الإذاعات فقط، واستطاعت
بقدراتها الصوتية لفت انتباه كبار الملحنين في مصر والوطن العربي، وبذلك
استطاعت وردة تحقيق أولي خطوات النجاح في لبنان. في تلك الفترة نصح أحد
المقربين من والدها أن ينزح بأسرته الي مصر علي أن يتم ترتيب لقاء بين وردة
والملحن الكبير رياض السنباطي، طلبا لدعم موهوبة ابنته. وفي عام 1960م هبطت
أسرة محمد فتوحي الي القاهرة ولم تكن هذه الأسرة تتوقع هذا القدر من الشهرة
التي نالته ابنتهم في مصر خلال زمن قياسي لم يتجاوز الثلاث سنوات، فقد تعهد
بها الملحن الكبير رياض السنباطي ولحن لها أول ثلاثة أغنيات خاصة بها هي
"أنا بندهلك" و"الإخوة الثلاثة" و"دير ياسين". وبعد إذاعتهم طلبها موسيقار
الأجيال محمد عبدالوهاب للاشتراك في الأغنيات الجماعية "الوطن الأكبر"
و"الجيل الصاعد" في نفس العام، وكانت هذه هي المرة الأولي التي يشاهد فيها
الجمهور وردة، تبعها بعد ذلك النجاح الكبير في أغنيتها "لعبة الأيامم" من
ألحان السنباطي، التي كانت من أوائل الأغنيات المصورة للتليفزيزن المصري.
نجاح هذه الأغنيات القليلة التي قدمتها في عامي 61 و62 كان سببا في ترشيحها
بطلة لفيلمي ألمظ وعبده الحامولي، وأميرة العرب عام 1963 . الأسرة
والاحتجاب النجاح الكبير الذي حققته وردة في زمن قياسي بهليوود الشرق مصر
جعل المغرضين يتربصون بها وتعرضت لحملة إعلامية كان غرضها تشويه ماحققته من
نجاح، ولم تتحمل وردة وأسرتها نفسيا حملت الشائعات التي ربطت بين اسمها
واسم أحد أعضاء مجلس قيادة ثورة يوليو البارزين، فقررت اعتزال الفن والعودة
الي الجزائر، وهناك تزوجت من أحد ضباط الجيش الجزائري وأنجبت منه رياض،
ووداد. وفي عام 1972 طلب رئيس جمهورية الجزائر آنذاك "هواري بومدين" من زوج
وردة الموافقة علي أن تغني وردة في العيد العاشر لإستقلال الجزائر، ولم يكن
أمامه الا الموافقة، وعندها اتصلت وردة بالأب الروحي لها كما كانت تسميه
رياض السنباطي ليلحن لها أغنية في هذه المناسبة، ولكن الوقت كان ضيقا
والسنباطي كان لديه من الأعمال مايمنعه من السفر الي الجزائر لمباشرة
بروفات هذا الحفل، فأوصي لها بالملحن بليغ حمدي، وعلي الفور وافق بليغ
واصطحب الشاعر محمد حمزة ليقدما لوردة أغنية "أدعوك ياأملي"، وبعد نجاح
وردة في هذا الحفل قررت وردة العودة الي الغناء الذي لم يتناسب مع مبادئ
زوجها العسكرية الصارمة، فكان الطلاق هو الحل بعد زواج دام عشر سنوات.
وبذلك كانت لبنان بالنسبة لوردة محطة انطلاق، ومصر محطة الشهرة والتألق،
والجزائر محطة الاحتجاب عن الجمهور. حنين جاءت وردة الي مصر بعد طلاقها في
عام 1972م تحمل الحنين لمصر وأهلها وفنها وشهرتها التي نالتها من هذه
الأرض، وقد كان بليغ حمدي مستعدا لمثل هذا اليوم، فقد لحن أغنية "العيون
السود" من كلمات محمد حمزة لكي تغنيها وردة أثناء فترة احتجابها عن الفن
ولم يعهد بها لمطرب أو مطربة أخري، حتي تحقق له ذلك بعد عودتها للوسط
الفني، وبالفعل أطلت وردة علي جمهورها العربي من خلال حفل أضواء المدينة في
عام 1973م لتغني عملين جديدين من ألحان بليغ حمدي هما "العيون السود"
و"الله يامصر زمان"، وبعد نجاح هذا الحفل بعدة شهور قليلة طلب بليغ حمدي
الزواج من وردة، وكانت هذه الزيجة نقلة محورية في تاريخ وردة الفني، فقد
تزاوجت ألحان بليغ البديعة بحنجرة وردة المتميزة، ليكون الرابح الأكبر من
هذا التزاوج الإنساني الفني هو الجمهور الذي أسعدهما الإنتاج الفني لهذا
الثنائي. وردة والتجارب فنية قدمت الفنانة الكبيرة وردة عدداً من التجارب
الفنية المختلفة في مجالات السينما والفيديو والمسرح. فقد قدمت للسينما عدد
قليل من الأفلام بلغ عددها ستة أفلام كانت كالتالي : في عام 1963 قدمت
فيلمين هما "ألمظ وعبده الحامولي" شاركها البطولة المطرب عادل مأمون، قصة
عبدالحليم جودة السحار، كتب الحوار وكلمات الأغاني صالح جودت، والإخراج
لحلمي رفلة، وقدمت من خلاله أغنيات "يانخلتين في العلالي" ألحان فريد
الأطرش، و"اسأل دموع عينية" ألحان محمد عبدالوهاب. الفيلم الثاني في نفس
العام وهو "أميرة العرب" شاركها البطولة رشدي أباظة وفؤاد المهندس، قصة
وسيناريو وإخراج نيازي مصطفي، حوار بهجت قمر، قدمت فيه عدد من الأغنيات
أبرزها"حلم الليالي" كلمات لحن محمد الموجي، "صبر الجبال" كلمات لحن رياض
السنباطي، وكلاهما من كلمات علي مهدي. في فترة زواجها من الملحن المبدع
بليغ حمدي قدمت للسينما ثلاثة أفلام وضع الموسيقي التصويرية وغالبية ألحان
الأغنيات فيهم بليغ حمدي، وهذه الأفلام كانت "صوت الحب" وشاركها البطولة
الفنان حسن يوسف وعماد حمدي، من اخراج حلمي رفلة، قدمت من خلاله أغنيات
"العيون السود"، "رحالة"، "أشتروني"، "مستحيل" الكلمات لمأمون الشناوي
ومحمد حمزة. فيلم "حكايتي مع الزمان" وشاركها البطولة للمرة الثانية الفنان
رشدي أباظة، تأليف محمد مصطفي سامي، واخراج حسن الإمام، غنت من خلاله
"وحشتوني"، "بكرة ياحبيبي"، "لولا الملامة" ألحان محمد عبدالوهاب، "حكايتي
مع الزمان" الكلمات لمحمد حمزة. فيلم "آه ياليل يازمن" شاركها البطولة
للمرة الثالثة الفنان رشدي أباظة، عن قصة الكاتب الكبير احسان عبدالقدوس،
سيناريو وحوار محمد عثمان، اخراج علي رضا، كلمات الأغاني كتبها عبدالوهاب
محمد، محمد حمزة، سيد مرسي، وعبدالرحيم منصور، وأبرزها كان أغنيات "حنين"
و"مسا النور والهنا". قدمت الفنانة الكبيرة وردة آخر أفلامها في عام 1994
بعنوان "ليه يادنيا" شاركها البطولة الفنان محمود ياسين، وصلاح السعدني،
قصة وسيناريو وحوار واخراج هاني لاشين، وقدمت من خلاله ست أغنيات أبرزها
نسمة وشط، خريطة مصر، منة يامنة، الطريق، الألحان وضعها محمد سلطان، وصلاح
الشرنوبي. كذلك قدمت الفنانة الكبيرة وردة للشاشة الصغيرة مسلسلين فقط
الأول هو "أوراق الورد"عام 1979، شاركها البطولة الفنان عمر الحريري، قدمت
من خلاله العديد من الأغنيات الناجحة نذكر منها "عندي بغبغان"، "كل سنة
وانتي طيبة يامامتي"، "ايه ذنب الورد"، "بوسة ع الخد ده"، كتب كلمات أغنيات
المسلسل عبدالوهاب محمد، ووضع ألحانها بليغ حمدي. المسلسل الثاني والآخير
قدمته في رمضان لعام 2006 هو "آن الأوان" تأليف يوسف معاطي، واخراج أحمد
صقر، شاركها البطولة فيه الفنان حسن حسني، والمطرب خالد سليم، وضع ألحان
الأغنيات الأخوان صلاح وفاروق الشرنوبي، وهذا المسلسل لم يلقي النجاح الذي
ناله المسلسل الأول. لم تترك الفنانة وردة مجال المسرح دون أن يكون لها
تجربة فيه، حيث قدمت عمل واحد فقط في منتصف السبعينيات هو أوبريت "تمر حنة"
شاركها البطوله فيه الفنان عزت العلايلي، ووداد حمدي، انتاج واخلااج جلال
الشرقاوي، قدمت من خلال هذا العمل مجموعة من الأغنيات المتميزة سواء للكورس
أو الممثلين أو الفنانة وردة جميعه من كلمات عبدالرحيم منصور، وألحان بليغ
حمدي. والجدير بالذكر أن الفنانة وردة كانت تغني يوميا غناءً حي علي خشبة
المسرح بمصاحبة فرقة موسيقية كبيرة. مما لاشك فيه أن الأعمال التمثيلية
بشتي تصنيفاتها أضافت لتاريخ الفنانة الكبيرة وردة، كذلك أضافت وردة
المطربة الي تاريخ السينما والفيديو والمسرح، وقد اتسم الآداء التمثيلي
للفنانة وردة بالهدوء والتلقائية معتمدة في ذلك علي الموهبة فقط. ثلاث
مراحل محورية في تاريخها الفني شهد مشوار وردة الفني ثلاث مراحل محورية في
تاريخها الفني استطاعت من خلالهم الاستمرار بنجاح بين ثلاثة أجيال مختلفة،
وكانت هذه المراحل كالتالي: المرحلة الأولي هي "مرحلة السنباطي وعبدالوهاب"
التي بدأت من 1960 حيث لحن لها رياض السنباطي ومحمد عبدالوهاب مجموعة من
الأغنيات التي اتسمت بالتطربيب، حيث اعتمدت علي الجمل اللحنية الطويلة
نسبيا، معتمدين علي آلات الفرقة الموسيقة الشرقية، والإيقاعات المصرية
البطيئة مثل الوحدة الكبيرة، واتاحة مساحة لوردة لغناء المواويل داخل
الأغنية سواءً الملحنة أو المرتجلة لاستعراض الإمانات الصوتية. وقد قدم لها
السنباطي وعبدالوهاب العديد من الألحان خلال مشوارها الفني علي نفس غرار
المرحلة التطريبية نذكر منها قصائد "لا تقل لي ضاع حبي"، "لا تودعني حبيبي"
للسنباطي. "أسأل دموع عينية "، "في يوم وليلة"، "بعمري كله حبيتك"، "مصر
الحبيبة"، "أنده عليك"، "خد عنية" لمحمد عبدالوهاب. المرحلة الثانية يمكن
أن نطلق عليها "المرحلة البليغية" فقد تحول غناء وردة في هذه المرحلة علي
الغناء التعبيري الذي يعتمد في المقام الأول علي الإحساس بالكلمة، ولذلك
نجد أن سمات أغنيات هذه المرحلة تمثلت في الجمل اللحنية القصيرة نسبيا إذا
ماقارناها بالمرحلة السابقة عليها، وظهور إيقاعات شعبية مثل الصعيدي،
والفلاحي، والملفوف، وأخري غربية مثل الفوكس تروت، والفالس، والرومبا
وغيرهم، الي جانب الإيقاعات الشرقية التقليدية، كذلك اتسمت مرحلة
السبعينيات وما بعدها بإستخدام بعض آلات الباند الموسيقي الغربي
كالجيتارات، والدرامز، والأورج، الي جانب بعض آلات النفخ النحاسي والخشبي،
والبيانو وغيرها من آلات الأوركسترا في أغنيات وردة. المرحلة الثالثة هي
المرحلة "الشرنوبية" والتي بدأتها وردة مع مطلع تسعينيات القرن الماضي، فقد
أستطاعت أن تطل علي جمهورها بشكل ومضمون موسيقي ومظهري يتلائم كل منهما مع
الآخر، وذلك بدءً من ألبوم "بتونس بيك" مرورا بألبوم "حرمت أحبك"، ثم "جرب
نار الغيرة" وغيرهم من الألحان التي جمعت بينهما. وفي هذه المرحلة ابتعدت
الفنانة وردة عن آداء المواويل والإرتجالات الغنائية، والجمل اللحنية
الطويلة، والإيقاعات الراقصة مثل المقسوم بسرعاته المختلفة، والإيقاعات
الغربية الحديثة. من خلال هذه المراحل استطاعت الفنانة وردة أن تنافس ثلاثة
أجيال للغناء هم جيل العمالقة في بداية مشوارها الذي كان يتصدره أم كلثوم،
شادية، نجاة، صباح، فايزة أحمد، عبدالحليم، فريد الأطرش وغيرهم. ثم جيل
الوسط الذي تصدره الي جانب بعض الأسماء السابقة عفاف راضي، ميادة الحناوي،
هاني شاكر، علي الحجار وغيرهم. ثم جيل عمرو دياب، سميرة سعيد، لطيفة، مدحت
صالح وغيرهم. والجدير بالذكر أن ألبومها الأخير "اللي ضاع من عمري" الذي
صدر في نهاية 2011 كان ُينبئ ببداية مرحلة رابعة، فقد تعاونت فيه مع مجموعة
من شباب الملحنين والموزعين وكتاب الكلمة مثل وليد سعد، محمد يحي، خالد عز،
مروان خوري، فقد كانت وردة متجددة، تعرف ماتريد تقديمه في كل مرحلة عمرية
وهذا سر نجاحها.
جريدة القاهرة في
22/05/2012
مشاكل المغرب والجزائر "وهمية" حسب الفقيدة وردة
فنانون مغاربة يتذكرون مناقبها ومستشار الملك حضر جنازتها
الرباط - حسن الأشرف
قرَّبت وفاة المطربة الجزائرية الكبيرة وردة بين شعبي المغرب
والجزائر، وبين سياسيي وفناني البلدين الجارين، من خلال زيارة وفد سياسي من
أعلى مستوى قبل أيام قليلة إلى الجزائر متمثلا في فؤاد عالي الهمة مستشار
وصديق الملك محمد السادس لتقديم التعازي الرسمية.
واتصل فنانون مغاربة بنظرائهم الجزائريين للتعبير عن مشاعرهم الحزينة
إزاء فقدان أحد أهرامات الطرب العربي، مسجلين مناقب المطربة وردة وطبيعة
علاقتها الشخصية المتميزة مع المغرب، حيث كانت تحب الإقامة فيه وتنظيم
حفلاتها الغنائية في مسارحه، فضلا عن صلاتها الوطيدة بالقصر الملكي في
الرباط أيام الملك الراحل الحسن الثاني خصوصا.
وكان مستشار الملك فؤاد عالي الهمة قد مثّل العاهل المغربي في مراسيم
تشييع جنازة المطربة الجزائرية وردة، حيث توجه رفقة وفد رافقه إلى قصر
الثقافة بالجزائر العاصمة للترحم على روح الفقيدة٬ قبل أن يدبج بضعة عبارات
في دفتر التعازي، ويقدم تعازي الملك شخصيا إلى الوزير الأول الجزائري أحمد
أويحيى٬ ثم سلم رسالة تعزية من الملك إلى ابن الراحلة وردة التي وافتها
المنية الخميس الماضي بالقاهرة عن سن 72 عاما.
وردة جزائرية مغربية
وقال الملحن المغربي المشهور مولاي أحمد العلوي، رئيس النقابة
المغربية للمهن الموسيقية، في تصريحات لـ"العربية نت" إنه تعرف على المطربة
الجزائرية وردة عن قُرب، وكانت دائما تتحدث عن افتعال المشاكل السياسية
التي أدت إلى وجود الحدود والحواجز بين المغرب والجزائر.
وأوضح هذا الملحن المغربي بأن "وردة كانت تعتقد أن هذه المشاكل بين
البلدين الجارين هي بمثابة سور وهمي لا يمنع من مرور الفن المغربي إلى
الجزائري والفن الجزائري إلى المغرب، بدليل مجيئها المتكرر إلى المغرب
وحملها للعلم المغربي والتقائها بفنانين من البلاد".
وكشف العلوي بأن المطربة وردة كانت دائما تحمل في داخلها همَّ المشاكل
المُفتعلة بين المغرب والجزائر، وكانت تؤكد دائما بأنه لا توجد حدود بين
الشعبين المغربي والجزائري، مستدلا بتكريمها من طرف للملك محمد السادس قبل
سنوات قليلة بمنحها مفتاح العاصمة الرباط كهدية رمزية ذات دلالات عميقة.
وأردف الفنان المغربي بأن المطربة وردة كانت تحتل مكانة طيبة واحتراما
كبيرا من لدن الشعب المغربي ليس فقط كفنانة عربية، ولكن كفنانة جزائرية
ومغاربية، باعتبار أن المغاربة بدورهم كانوا يعتبرون الراحلة وردة مطربة
تكاد تكون مغربية بفضل اعتزازها الشديد بانتمائها للجزائر وللمغرب العربي.
وأشار الملحن العلوي إلى أن وردة كانت تربط علاقات فنية وطيدة مع
فناني مغاربة كبار، من قبيل محمد فويتح وعمر الطنطاوي وغيرهما، كما أنها
زارت كثيرا مدن المغرب واطلعت عن كثب على طباع المغاربة وأحبتهم بصدق
وأحبوها بوفاء.
ومن جهتها، أكدت المطربة المغربية لطيفة رأفت ـ التي كانت تربط علاقة
صداقة حميمة مع الراحلة وردة ـ بأن هذه الأخيرة كانت تتشبث بانتمائها
الحقيقي إلى كل من الجزائر والمغرب العربي، بالرغم من إقامتها الطويلة في
باريس والقاهرة.
وسجلت رأفت بأنها التقت بالمطربة الجزائرية وردة في مهرجان موازين قبل
سنوات قليلة عندما تم توشيحها بوسام ملكي رفيع المستوى سلمه إياها أحد
مستشاري الملك، وأفصحت لها حينها عن تقديرها للمغرب، مشيرة إلى أنها اتصلت
أخيرا هاتفيا بوزيرة الثقافة الجزائرية لتبلغها تعازيها في فقدان وردة،
فردت عليها المسؤولة الحكومية الجزائرية بأن "وردة ابنة المغرب أيضا، وليس
فقط الجزائر".
العربية نت في
23/05/2012
محسن جابر يقيم عزاءً خاصاً لـ"وردة" بمسجد الحامدية
الشاذلية
كتبت هنا موسى
قرر المنتج محسن جابر رئيس مجموعة شركات مزيكا وشركة عالم الفن،
بالتعاون مع اتحاد النقابات الفنية الثلاث، المهن الموسيقية والمهن
التمثيلية والمهن المسرحية، وسفارة جمهورية الجزائر الشقيقة إقامة عزاء خاص
بالقاهرة للمطربة الكبيرة الراحلة "وردة" التى أثرت الحياة الفنية بتاريخها
الفنى والغنائى الكبير، وتركت خلفها رصيداً ضخماً من الأغانى الجميلة
المتميزة، ويقام العزاء السبت القادم بمسجد "الحامدية الشاذلية" بالمهندسين
بحضور ابنها "رياض" وابنتها "وداد".
وحرص المنتج محسن جابر على الذهاب إلى منزل الفنانة الراحلة فور علمه
بخبر وفاتها، وذلك ليلقى نظرة الوداع على الفنانة التى شاركته مشواراً فنيا
كبيرا فى العديد من الألبومات الغنائية والنجاحات الفنية، والتى امتدت
حوالى أكثر من 25 عاماً، ونظراً لقيام الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة
بإرسال طائرة حربية خاصة لنقل جثمان المطربة "وردة" إلى الجزائر ودفنها
بمقبرة "العالية"، أشهر مقابر الجزائر العاصمة، حيث تدفن بها جثامين أشهر
الشخصيات من مختلف المجالات، فلم يتمكن عدد كبير من الفنانين والشخصيات
العامة من تقديم واجب العزاء فى الفنانة الراحلة، ولذلك قرر المنتج محسن
جابر إقامة العزاء فى مسجد الحامدية الشاذلية، حتى يتسنى للجميع المشاركة
فى واجب العزاء.
وفد من المهن السينمائية يقدم العزاء فى "وردة" السبت بالحامدية
كتب العباس السكرى
يتوجه وفد من نقابة المهن السينمائية السبت المقبل للحامدية الشاذلية،
وذلك لتقديم واجب العزاء فى المطربة الجزائرية الراحلة وردة.
يضم الوفد مسعد فودة نقيب السينمائيين، والمخرج عمر عبد العزيز وكيل
النقابة، وعمرو عابدين الأمين العام، ويوسف شلال وفوزى العوامرى أعضاء مجلس
الإدارة.
كانت نقابة السينمائيين نعت الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية عقب
رحيلها الجمعة الماضية، واعتبرها مجلس النقابة من أهم المطربات التى أثرت
مكتبة السينما بأعمالها السينمائية المميزة.
اليوم السابع المصرية في
23/05/2012
تأجيل عزاء وردة إلى السبت..
والنقابات الفنية تكرمها فى حفل تأبين
أحمد الريدي
الراحلة ستبقى فى قلوبنا، فرغم أنها دفنت هناك فى الجزائر، حيث موطنها
الرئيسى فإن ذكراها ستظل ساكنة فى قلوب الوطن العربى بأكمله، خصوصا مصر،
حيث تم تأجيل العزاء المقرر إقامته للراحلة وردة الجزائرية إلى بعد غد
(السبت)، وذلك بمسجد الحامدية الشاذلية بعد أن كان مقررا إقامته غدا
(الجمعة)، وذلك حسب ما أكده نقيب الموسيقيين إيمان البحر درويش فى تصريحات
لـ«التحرير»، حيث أكد الأخير أنه تم الاتفاق على أن يكون العزاء مساء السبت
بالحامدية الشاذلية بمنطقة المهندسين، وسيوجد بالعزاء كثير من رموز الغناء،
وكذلك ممثلون عن النقابات الفنية، وكذلك عديد ممن قاموا بالعمل مع وردة،
كما أكد أن النقابات الفنية الثلاث «الموسيقيين، والمهن التمثيلية،
والسينمائيين» ستقوم بعمل حفل تأبين للراحلة، لكنه لن يكون فى الفترة
الحالية، وذلك لأن هذه الفترة يكسوها الحزن على الراحلة، لكنه أكد أن الحفل
لا بد أن يكون على قدر الفنانة وردة الراحلة، لأنها علَم من أعلام الفن،
وذلك حسب ما استقروا عليه فى اجتماعهم الأخير لاتحاد النقابات الفنية. ومن
جهة أخرى سيقوم صابر الرباعى بإهداء وردة أغنية «الغنا حالى»، وذلك فى ذكرى
الأربعين الخاص بها، بعد أن كانت الأغنية مقررا أن تكون «دويتو» يجمع
بينهما، وكانت وردة قد توفيت الأسبوع الماضى إثر أزمة قلبية مفاجئة، وتم
دفن جثمانها بمقبرة «العالية» بالجزائر.
التحرير المصرية في
24/05/2012 |