المطربة الجزائرية وردة لم تكن مجرد مطربة عادية، بل أسطورة غنائية
ملأت الدنيا غناء بصوتها العذب الذي ما زال وسيظل عنواناً للحب .. صوتها
الحساس وأداؤها الراقي رافق الجماهير لسنوات طوال، فمنحتهم المحبة
والاحترام وقدمت ما يليق بالأذن العربية طوال مشوارها الفني الذي امتد
لأكثر من نصف قرن من الغناء .. وردة رحلت وكان آخر عمل لها أغنية وطنية
بعنوان “ما زال واقفين”، أنجزتها بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر.
فوجئت الجماهير العربية مساء أمس الأول الخميس بخبر رحيل وردة وأميرة
الغناء العربي، إثر سكتة قلبية عن عمر يناهز الـ 73 سنة بمنزلها بالقاهرة،
وفور انتشار الخبر أمر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بإرسال طائرة
خاصة للقاهرة لنقل جثمان الراحلة ليدفن في مسقط رأسها بالجزائر، حيث ستدفن
- اليوم السبت - في مقابر العالية بالعاصمة الجزائرية.
في الحي اللاتيني
ولدت وردة فتوكي في فرنسا عام 1939 في الحي اللاتيني بباريس من أم
لبنانية من عائلة “يموت” وأب جزائري، والذي كان يملك فندقاً بالحي
اللاتيني، وقد بدت عليها حلاوة الصوت وهى صغيرة، حيث اكتشفها الفنان أحمد
التيجاني، فقدمها في الإذاعة الفرنسية الموجهة للعرب شمال أفريفيا ونجحت،
وقد عاشت وردة في محيط غربي فرنسي لا يعترف باللغة العربية، وعلى الرغم من
هذا كله، كانت تغني الطفلة وردة لكبار الفنانات العربيات، من بينهم أم
كلثوم وأسمهان وفيروز ونور الهدى، من دون فهم معنى الكلمات الصعبة للأغاني،
فكانت تؤديها حسب مشاعر الطفولة، لذا كانت تكتب الأغاني العربية بالأحرف
اللاتينية، ثم تتدرب على قراءتها ودندنتها بعد سماعها مرات عدة، كما كانت
تغني وردة لكبار الفنانين الفرنسيين آنذاك، من بينهم اديت فياف وشارل
ازنافور، كما كانت لها القدرة الكبيرة علي التقليد والحفظ رغم صغر سنها.
وفي إحدى الليالي كانت وردة تغني للسيدة أسمهان، فسمعها ملحن سوري
وأعجب بصوتها وبطريقة أدائها للأغاني الصعبة، فلما انتهت ذهب إلى والدها
ليقنعه بضرورة الاهتمام بها فنياً، وطلب منه الموافقة على التعاون معه ومع
ابنته، فوافق الوالد وقدمها للملحن، فكانت بدايتها الفعلية والفنية. وفي
سنة 1959 سافرت وردة إلى دمشق، وهناك غنت للسوريين في نادي ضباط سوريا،
وبعدها سافرت إلى بيروت، حيث انهالت عليها العقود السينمائية، حيث اتصل بها
المخرج اللامع آنذاك “حلمي رفلة” والفنان عمر الشريف وطلبا منها المشاركة
في فلم سينمائي، فكانت مترددة لأنها تجهل مصر ولم تكن زارتها من قبل، حيث
كانت جديدة في الميدان الفني.
وفي تلك الفترة اتصل بها متعهد الحفلات وليد الحكيم وطلب منها
المشاركة في الحفل السوري الكبير “أضواء دمشق” فوافقت مباشرة وغنت “أنا من
الجزائر .. أنا عربية”، ونالت بهده الأغنية إعجاب الجمهور الحاضر والعرب
لأنه كان منقولاً مباشرة على الإذاعات المختلفة، ونجحت على الرغم من غنائها
إلى جانب الكبار، من بينهم وديع الصافي من لبنان وشادية وعبد المطلب من
مصر، وبعد هذا النجاح قررت وردة التشجع وطرق أبواب مصر، وقابلت حلمي رفلة
الذي عرض عليها البطولة في “ألمظ وعبده الحامولي” في عام 1960، حيث قامت
فيه بدور البطولة أمام المغني عادل مأمون وقدمت في الفيلم أغنيات نالت شهرة
كبيرة مثل “يا نخلتين في العلالي” و”روحي وروحك حبايب”، واشتركت أيضاً في
أوبريت “وطني الأكبر” تلحين محمد عبد الوهاب، مع عدد من نجوم الغناء العربي
مثل عبد الحليم وصباح وشادية، وبعد سنتين من العمر الفني للسيدة وردة
وتحديداً في 1962، حيث استقلت الجزائر من الاحتلال الفرنسي، عادت وردة إلى
بلدها بعد الغربة الطويلة، وفي بلدها تعرفت إلى جمال قصيري وكيل وزارة
الاقتصاد الجزائري فطلب منها الزواج ودام هذا الزواج 10 سنوات، توقفت فيها
عن الغناء تماماً وتفرغت لبيتها وأنجبت ولداً اسمته رياض وبنتاً اسمتها
وداد والاسم العائلي هو “قصيري”. وفي عام 1972 كانت الجزائر تستعد للاحتفال
بالذكرى 10
للاستقلال، فاتصل الرئيس الراحل هواري
بومدين بوردة طالباً منها المشاركة في هذا الاحتفال الكبير لكنها أخبرته
بعدم استطاعتها لرفض زوجها لها الغناء، لكنها قررت العودة إلى الفن والغناء
بقصيدة “عدنا إليك يا جزائرنا الحبيبة” من كلمات صالح خرفي وألحان بليغ
حمدي. وكانت قصيدة رائعة وبدأت انطلاقتها الثانية في عالم الفن، وتم
طلاقها، لتسافر إلى القاهرة في العام نفسه لتقدم أفلاماً ناجحة شدت فيها
بأشهر أغانيها، مثل فيلمي “حكايتي مع الزمان”، و”آه يا ليل يا زمن” مع رشدي
أباظة و”صوت الحب” مع حسن يوسف، وفي القاهرة تلقت عروضاً فنية عدة من
ملحنين كبار، من بينهم الملحن الشاب بليغ حمدي الذي أحبها حباً شديداً،
فكان الزواج وبداية المجد، لتبدأ معه رحلة غنائية شهدت ذروة تألقها، حيث
قدمت أفضل الأغاني الطربية العربية الأصيلة، حتى وضعها البعض في قائمة
الكبار مثل أم كلثوم وفيروز. ثم تعاملت وردة مع ملحنين شباب مثل صلاح
الشرنوبي في ألبوم “بتونس بيك” وألبوم “حرمت احبك” الذي نجح نجاحاً كبيراً
وعادت للواجهة وللمجد بعد غياب طويل.
رائعة “أوقاتي بتحلو”
وكان ميلاد وردة الفني الحقيقي في أغنية “أوقاتي بتحلو” التي أطلقتها
في عام 1979م في حفل فني مباشر من ألحان الراحل سيد مكاوي، ولهذه الأغنية
قصة جميلة، حيث كانت تنوي كوكب الشرق أم كلثوم تقديمها في عام 1975 لكن
الموت فاجأها لتعيش الأغنية سنوات طويلة بين يدي سيد مكاوي حتى جاء دور
وردة في غنائها وقدمتها، وتعد أفضل ما غنت خلال مسيرتها الفنية. فشفافية
الكلام الرقيق وروح أم كلثوم التي يشعر بها المستمع في حنايا هذا العمل
الجميل كان له بالغ الأثر في نجاحها، فالكلمات كانت موغلة في الحب والصدق
والرجاء المبطن.. وتعرفت إلى موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذي اهتم
بصوتها اهتماماً كبيراً، وكان اهتمام عبدالوهاب بصوتها منحها طاقة فنية
هائلة، فحضرت وسط الزخم الهائل من العمالقة في الساحة الفنية آنذاك، إلى
جانب أم كلثوم وحليم وفريد الأطرش، وظلت وردة الجزائرية قريبة جداً من
الملحن محمد عبد الوهاب حتى وفاته، وقد بقيت في سيارتها الخاصة تبكي وتنتحب
أمام بيته لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة، وكما جرى على غيرها من الفنانين
جرى على المطربة وردة، حيث انجرفت فنياً في تيار الأغنية البسيطة بعد رحيل
محمد عبدالوهاب وبليغ حمدي، وكانت آخر أعمالهم الفنية “بودعك”، وكأنها على
إحساس بما تخبأ لها، وقدمت بعد ذلك مع الملحن الشاب في ذلك الوقت صلاح
الشرنوبي العمل الشهير “بتونس بيك” الذي أضاف لصلاح الشرنوبي مساحة
جماهيرية عريضة، وقدم وردة في اللون الطربي الخفيف الذي يجاري الوقت
والعصر، مع الاحتفاظ بآخر مذاق لطعم الفن، بعدها ابتعدت عن الغناء مؤقتاً
وخضعت خلالها لجراحة لزرع كبد جديد في المستشفى الأميركي بباريس، لتعود منذ
عام لتعلن أنها بدأت الاستعداد لألبومها الجديد ولكنها فاجأت جمهورها
بأغنية وطنية بعنوان “ما زال واقفين”، أنجزتها بمناسبة الذكرى الخمسين
لاستقلال الجزائر.
مشروعات غنائية تتوقف برحيلها
كانت المطربة الراحلة تستعد لعدة مشروعات غنائية منها تقديم دويتو
غنائي مع صابر الرباعي، حيث أكدت قبل رحيلها دخول المشروع حيز التنفيذ
مؤخراً، حيث انتهى الشاعر الغنائي هاني عبدالكريم من كتابة دويتو بعنوان
“الغنا حالي” مع الرباعي الذي قام بتلحين الديو، وتوزيع طارق عاكف وكان
المقرر طرحه كأغنية منفردة “سينجل”، ويظهر الاثنان فيها بشخصيتيهما
الحقيقية، إذ يغنيان كلمات وألحان تصف الأحاسيس تجاه بعضهما كمطربين. فيغني
صابر لقيمة وعظمة وردة كفنانة، وتغني وردة للرباعي كشاب من الجيل الجديد
لكنه ينتمي بحكم موهبته الى زمن الفن الجميل. وكان المفترض ان تقف وردة
خلال أيام أمام كاميرا المخرجة ساندرا نشأت لتصوير كليبها الجديد “أمل”
الذي تعود من خلاله الى عالم الفيديو كليب بعد ابتعاد دام عشر سنوات.
أغان للحب والوطن
أجمل ما غنت وردة للحب، حيث كانت هناك العديد من الأغنيات التي لن
تمحى من الذاكرة، منها: “أوراق الورد” و” لولا الملامة” و”وحشتوني” و”امال
واشتكى” و”في يوم وليلة” و”بودعك” و”الوداع” و”قلبي سعيد” و”بنده عليك”
و”معندكش فكرة” و” بعمري كلو حبيتك” و”اكدب عليك” و”الغربة” و”بتونس بيك”
و”حرمت احبك” “كانك معايا”.. أما أجمل ما غنت للوطن فكانت أغنيات: “الحبيب
عيد الكرامة” و”عيد الكرامة والفدايا عيد” و”هلت على وطني بفجر جديد” و”يا
اغلى اعيادنا” و”يا رمز لجدادنا احكي لاولادنا احكي” و”وسمع الدنيا قريب
وبعيد قصة كفاح أمة وشعب مجيد” و”يا عيد بلادي” و”بلادي حبك في وجداني يا
اغلى انغامي والحاني يا ارض الطفولة والارض والصبا” و”بنتغرب ونرجع للام
الطيبة وفي كل خطوة نسمع اهلا ومرحبا” و”بلدي يا بلدي فداها الف شهيد”، و
“ردد للعالم بكل لسان وحبك يا جزائر على جبيني وسام”.
الغناء هو الحياة
خلال فترة ابتعاد وردة عن الغناء خلال السنوات العشر الأخيرة، طاردتها
شائعات كثيرة حول اعتزالها، ولكن ردت وردة بعنف على مروجي الشائعات، حيث
قالت إنها لن تتوقف عن الغناء ما دامت قادرة على العطاء حتى لو اضطرها
الأمر إلى الغناء من دون مقابل، وأنها ستظل تغني إلى أن تلفظ أنفاسها
الأخيرة، مشددة على أن انتقادات البعض لها لن تؤثر عليها وتجعلها تتوقف عن
مسيرتها الفنية، بالإضافة إلى أن الغناء بالنسبة لها هو الحياة وأن الجمهور
بالنسبة لها هو الهواء الذي تتنفسه وتعيش بفضله.. وقالت أيضاً إن جمهورها
ما زال يستمتع بغنائها وصوتها الذي طالما أسعدت به الملايين في الوطن
العربي، وأنها تكون في قمة سعادتها عندما تشعر بقدرها عند محبيها ومدى تمسك
جمهورها بها وبصوتها.
أعمال درامية وسينمائية
خلال مشوارها الفني قدمت مسلسلين، الأول “أوراق الورد” مع عمر
الحريري، وكان ذلك عام 1977، وبعدها شاركت بمسلسل “أوان الورد” مع حسن حسني
عام 2006، وجسدت فيه شخصية سيدة تملك شركة إنتاج كاسيت تقف بجوار الأصوات
الشابة والموهوبة، بالإضافة إلى أفلام “حكايتي مع الزمان”، و”صوت الحب”،
و”ألمظ وعبده الحامولي”، و”أميرة العرب”، و”اه يا ليل يا زمن”، و”ليه يا
دنيا”.
الإتحاد الإماراتية في
19/05/2012
مطربون وملحنون ومثقفون يودعون وردة الجزائرية «عصفورة
الطرب العربي»
جثمانها اكتسى بعلمي مصر والجزائر.. وطائرة
عسكرية نقلتها لتدفن في مقابر الزعماء
القاهرة: محمود عبد الهادي وإيهاب حسين
«سأظل أغني حتى آخر نفس في حياتي».. هكذا كانت تردد دائما المطربة
الراحلة وردة الجزائرية التي غيبها الموت عن عالمنا مساء أول من أمس عن عمر
يناهز 73 عاما، على أثر أزمة قلبية تعرضت لها في منزلها بحي المنيل على
ضفاف نيل القاهرة.. ورحلت وردة صاحبة «يا نخلتين في العلالي» و«وبتونس بيك»
و«أنا على الربابة بغني» وطوت عصفورة الطرب العربي «حكايتها مع الزمان»،
بينما ظل عطاؤها الفني يحرسها ويظلل عليها حتى وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة،
مودعة حياة عاشتها بالأمل والحب والعطاء، وجمَّلتها بباقة خالدة من أروع
الأغنيات ستظل باقية في تراث الطرب العربي الأصيل.
ويبدو أن وردة كانت تشعر في أيامها الأخيرة بأنها غريبة عن الزمن الذي
نعيشه حاليا، حيث صورت في أواخر حياتها «كليب ديو» غنائي مع المطرب عبادي
الجوهر بعنوان «زمن ما هو زماني» والتي تقول في أحد مقاطعه «على نفسي ترى
عتبي ولومي، ولا بعتب ولا بشكي الثاني.. أنا ايش إلى بقا لي غير يومي،
لقيته في زمن ما هو زماني».
ورحلت وردة بعد شهور قليلة من طرحها لآخر ألبوم غنائي لها بعنوان
«اللي ضاع من عمري» تعاونت فيه مع العديد من الشعراء والملحنين منهم مروان
خوري ومحمد يحيى وخالد عز.
برز حب وردة الشديد للغناء حينما منعها زوجها جمال قصيري أحد رجال
الدولة البارزين في الجزائر من الغناء، فظلت تغني فقط في منزلها ويداعب
ذاكرتها نجاحها الفني وتصفيق الجمهور لها، وعندما فاض بها الكيل أخبرت
زوجها برغبتها في العودة للغناء، حينئذ خيرها بين العودة للغناء أو الطلاق
فاختارت عالم الموسيقى والطرب وعادت له مرة أخرى بعد اعتزالها سنوات قصيرة،
حيث عادت وردة إلى الغناء عام 1972 لتغني في عيد استقلال الجزائر.
وكانت النجمة الراحلة في صغرها تحلم بأن تصبح مطربة كبيرة حيث ولدت
عام 1939 لأب جزائري وأم لبنانية، وبدأت مشوارها الغنائي في فرنسا لتعيد
تقديم أغاني أم كلثوم وأسمهان وعبد الحليم حافظ، وكان يشرف على تعليمها
المغني التونسي الصادق ثريا في نادي والدها في فرنسا.
اسمها الأصلي وردة محمد فتوكي، وجاءت شهرتها الفنية عندما جاءت إلى
مصر بدعوة من المخرج حلمي رفلة، حيث قدمها للجمهور المصري من خلال فيلم
«ألمظ وعبده الحامولي» عام 1960، وطلب رئيس مصر الأسبق جمال عبد الناصر أن
يضاف لها مقطع في أوبريت «وطني الأكبر» مع شادية وصباح وغيرهما من النجوم
ليصبح الأوبريت أول تعبير غنائي يشكل إطارا وجدانيا عربيا فنيا يعبر عن
القومية العربية.
وزاد تألقها الغنائي عقب زواجها من الموسيقار الراحل بليغ حمدي لتبدأ
معه رحلة غنائية وسينمائية، وقدمت معه العديد من روائعها الغنائية منها
«العيون السود» و«حنين» و«خليك هنا» و«وحشتوني» والتي زادت كثيرا من
شعبيتها، وتعاونت وردة مع العديد من الملحنين وكأنهم يستخرجون منها في كل
عمل فني أفضل رحيق، حيث تعاونت مع رياض السنباطي الذي لحن لها أغنيتها
الشهيرة «لعبة الأيام» ولحن لها سيد مكاوي رائعة «أوقاتي بتحلو»، كما قدمت
عددا من الأعمال الناجحة مع الموسيقار صلاح الشرنوبي كان من أشهرها أغنية
«بتونس بيك»، كما قدمت كذلك أفلاما رائعة منها «أميرة العرب»، و«حكايتي مع
الزمان»، و«صوت الحب»، وكان آخر أعمالها السينمائية عام 1994 في فيلم «ليه
يا دنيا»، وآخر عمل فني درامي شاركت فيه كان مسلسل «آن الأوان» عام 2006.
لم تسلم كنجمة خلال مشوارها من مطاردة الشائعات وكان أبرزها شائعة
علاقتها بالمشير الراحل عبد الحكيم عامر وزير الدفاع في عهد الرئيس الأسبق
جمال عبد الناصر، حيث بدأت خيوط تفاصيل تلك الشائعة تعرف طريقها إلى أذان
الجمهور والإعلام بعدما التقى عامر وقتها وردة في طريق عودته إلى دمشق بعد
رحلة إلى مصيف بلودان، حيث كانت المطربة في طريقها إلى دمشق ولكن سيارتها
تعطلت فأمر المشير بتوصيلها إلى المكان الذي تقصده، ولم تكن وردة معروفة في
مصر حينئذ وألحت أن تنقل للمشير رغبتها في مقابلته لتقدم له الشكر، وحضرت
بالفعل إلى استراحة المشير عبد الحكيم عامر في منطقة أبو رمانة بدمشق، وأدت
تلك الشائعة إلى إصدار قرار من جمال عبد الناصر بمغادرتها لمصر، لكن النجمة
نفت قبل رحليها تلك العلاقة تماما، وهو ما أكده الموسيقار حلمي بكر
لـ«الشرق الأوسط» حيث قال إن كل الشائعات التي ترددت حول أنه كانت هناك
علاقة بينها وبين عامر غير صحيحة على الإطلاق، والأمر يقتصر فقط على أن أخو
المشير كان يسكن معها في نفس العقار، فروج بعض رجال الإعلام لهذه الشائعة
المغرضة.
كما طاردت وردة شائعة أخرى كبيرة هي أن النجمة سميرة سعيد كانت السبب
في طلاقها من زوجها الثاني بليغ حمدي بعد 7 سنوات من الزواج، وهو ما نفته
أيضا في أواخر حياتها حيث كشفت عن أن غيرة الملحن المصري سبب طلاقها حيث
كان يغضب عندما كانت تغني من ألحان فنان غيره وأبرزهم سيد مكاوي، وقالت إن
طلاقها لم يكن بسبب سميرة، ولكنه القدر، فهو كان زوجا فاشلا، ولكنه كان
فنانا عظيما.
وكما كانت الراحلة أيقونة في الغناء العربي واهتزت على صوتها مشاعر
الكثيرين من معجبيها، جاء خبر وفاتها بمثابة الصدمة على الفنانين المصريين
والجزائريين والعرب، وذلك على المستوى الشعبي والسياسي أيضا.
وغادر جثمان المطربة الراحلة بعد ظهر أمس مطار القاهرة الدولي إلى
الجزائر وذلك، على متن طائرة حربية خاصة أرسلها الرئيس الجزائري عبد العزيز
بوتفليقة. وسادت حالة من الحزن العميق داخل المطار بين محبيها الجزائريين
والمصريين، وتعالت الصيحات المودعة لها والهتافات من محبيها الذين جاءوا
لوداعها بمطار القاهرة الدولي، بينما انهمرت الدموع من عيون الكثيرين. وتم
إنزال جثمان وردة ملفوفا بعلمي مصر والجزائر من السيارة التي نقتله ليتم
شحنه على الطائرة الجزائرية الخاصة والتي أقلعت به لدفنه في الجزائر، ورافق
الجثمان أثناء السفر من القاهرة إلى الجزائر نذير العرباوي سفير الجزائر
بالقاهرة وبصحبته شخصان من طاقم السفارة.
صاحب الجثمان مجموعة من الفنانين والإعلاميين المصريين ورجال السياسة،
من بينهم الإعلامي وجدي الحكيم الذي تجمعه علاقة صداقة قوية بالفنانة
الراحلة، وقال إنها كانت ترغب دائما في أن تموت في مصر وعبرت له عن رغبتها
تلك في عدة لقاءات جمعتهما معا، وجاء أيضا لتوديعها النجم هاني شاكر الذي
بكى كثيرا لوفاة المطربة خصوصا أنه كانت تجمعهما علاقة طيبة وكان جارها في
عمارة المنيل التي رحلت بها، موضحا أنها كانت فنانة عظيمة ومن يتعامل معها
يجدها «طفلة» وتتعامل بحب وتلقائية مع الجميع، ورحيلها خسارة كبيرة للوسط
الفني في الوطن العربي.
كما كان في وداع وردة بالمطار الفنان هاني مهنى، وممدوح الليثي،
ولبلبة، وصلاح الشرنوبي الذي لم يستطع الكلام بسبب حزنه الشديد على وفاة
المطربة، كما حضر المنتج محسن جابر، الذي كشف عن نيته إقامة عزاء خاص لوردة
في مصر بمسجد الحامدية الشاذلية بمنطقة المهندسين، لأن الفنانة ستدفن في
الجزائر، وجاء أيضا النجم محمود ياسين، وسامح الصريطي والعديد من نجوم
الوسط الفني الذين جاءوا في مسيرة فنية حاشدة انطلقت من مسجد صلاح الدين
بمنطقة المنيل إلى منزل الراحلة وردة الجزائرية عقب صلاة الجمعة للصلاة على
جثمانها.
وفي اتصال هاتفي عبر المطرب مدحت صالح لـ«الشرق الأوسط» عن حزنه
الشديد لفقدان النجمة العربية التي أحيا معها ثاني حفل غنائي له في بداية
مشواره الفني، وكانت تشجعه دائما في بدايته على الغناء ويعتبرها بمثابة
«والدته» ولمس فيها التواضع الشديد رغم أنها كانت قيمة فنية كبيرة، وأشار
مدحت إلى أن تاريخها الفني باق وهو ما سيجعلها موجودة مع جمهورها دائما.
بينما قال النجم محمد فؤاد لـ«الشرق الأوسط» إنه تخيل في البداية أن
خبر رحيل وردة مجرد شائعة ولم يصدق نفسه إلا بعدما تداولت الصحف والمواقع
الإلكترونية الخبر الذي جاء صادما له، بينما عبر أيمن بهجت قمر عن حزنه
الشديد على فقدان المطربة الراحلة التي لن تتكرر في الوطن العربي فهي صاحبة
صوت مميز أجمع كل الناس على جماله، سواء المثقف أو الجاهل والكبير والصغير،
وأشارت المطربة سميرة سعيد إلى أنها كانت تستمع دائما إلى أغاني وردة في
خلوتها، وعبرت عن حزنها لفراقها وكذلك المطربة السورية أصالة نصري التي بكت
فور سماعها الخبر وتأثرت بشدة لرحيل نجمة الغناء العربي صاحبة الرحيق الخاص
وردة الجزائرية.
الشرق الأوسط في
19/05/2012
نجوم لبنان يودّعون وردة .. كلمات من القلب يغلّفها الحزن
غابت الشمس يوم الخميس الماضي، لم يدرك احد ما ستحمله ظلمة تلك
الليلة، صادم كان الخبر، لقد توفيت وردة ! الخبر لا يصدّق، ومن يصدّق خبر
الوفاة في هذه الايام، وكل يوم "يموّتون" نجومنا الكبار والصغار على
"فايسبوك" و"تويتر"! لكن هذه المرة، وللأسف، الخبر كان صحيحا. تعب قلب وردة
فقرر ان يرتاح للأبد، وأخذ منا فنانة عشقت الحياة وأهدتها صوتها وبسمتها
واحساسها. الفراق طبعا صعب، ولكن موت المبدع مختلف، فالمبدع لا يغيب فعلا،
بل يبقى بيننا حاضرا ابدا.
نجوم لبنان كالجميع صدموا برحيل الفنانة التي غنوا معها فأطربتهم
ونقلتهم بصوتها واحساسها الى عالم النغم الجميل. وردة التي حملت لبنان في
قلبها، كيف لا وهي ابنة امها البيروتية وعشق لبنان جرى في عروقها تماما
كعشقها لبلديها الجزائر ومصر.
على طريقتهم ودع نجوم لبنان وردة بكلمات قليلة قالوها لـ"النشرة"،
كلمات تغصّ بالحزن وتنبع من قلوب ستفتقد دون شك وردة الجزائر ولبنان ومصر،
وردة العرب جميعا.
الشحرورة صباح للنشرة: "وردة خسارة كبيرة لا تعوّض"
أعربت الشحرورة صباح عن حزنها الشديد على وفاة الفنانة وردة الجزائرية
التي كانت مطربة كبيرة وخسارتها لا تعوّض، صباح قالت لـ"النشرة" "وردة
مطربة كبيرة خسرها العالم، وما بقا تتعوّض. كان في بيناتنا صداقة ومحبّة،
وكانت تحبّ لبنان كتير، وكلما حضرت الى لبنان كانت تزورني ونلتقي سويا."
وأضافت الشحرورة: "وردة حضرت الى بعلبك واطربت الجميع ونجّمت. وردة
خسارة كبيرة، ولا يأتي مثلها الا كل 100 عام، الله يرحمها".
الدكتور وديع الصافي للنشرة: "وردة كانت مثل اخت روحية لي .. خسرناها"
في اتصال مع "النشرة" اعرب الدكتور وديع الصافي عن حزنه الشديد على
وفاة الفنانة وردة الجزائرية واصفا الخبر بالصدمة.
وقال الفنان الكبير "وردة كانت مثل اخت روحية لي، تمتلك الذوق
والأخلاق والشخصية الطيبة جدا والتواضع الكبير"، وأضاف "كان لديها مبادئ
عالية، لقد خسرناها وخسرنا شخصيتها الجميلة".
وكشف لنا الدكتور الصافي ان وردة هنأته مرارا على أدائه لاغنيتها
"بدوب بالهوى" (على رمش عيونها)، وكانت معجبة جدا بصوته وتعتبره صديقا،
اضافة الى محبتها الكبيرة للبنان الذي كانت تعدّه بلدها الثاني وخاصة ان
امها لبنانية.
الموسيقار الياس الرحباني للنشرة: وردة كانت مطربة كبيرة
الانسان يعيش دائما مع اناس يشعر باهميتهم ولكنه لا يدرك قيمتها
الفعلية الا حين يفقدهم، وهكذا كانت وردة الجزائرية، رحلت اليوم كطير يسقط
من بين سرب طيور في السماء"، بهذه الكلمات وصف الفنان الياس الرحباني شعوره
بعدما سمع خبر وفاة الفنانة وردة الجزائرية.
الموسيقار الياس الرحباني قال "وردة لم تملك الصوت الجميل فقط، بل
كانت مطربة تميّزت باحساسها العال جدا، وابدعت مع بليغ حمدي الذي كان بحق
ملحنا عظيما".
الرحباني اضاف "نحن نفقد كبارنا، ونجد صعوبة كبيرة بأن يأتي أشخاص
جدد، ليس مثلهم، بل اشخاص قادرون على ملء الفراغ الذي يتركونه بعدهم. وردة
كانت كبيرة ورحلت، الله يرحمها".
الياس الرحباني استذكر في هذه المناسبة الفن في لبنان وقال : في مثل
هذه اللحظات الحزينة اتذكر لبنان الذي اعتب عليه كثيرا، لان لبنان هو البلد
الوحيد الذي لا تتذكر فيه الاذاعات الا الفنان الذي يدفع لها، فلا تسمع
أغنيات كبار فنانية وهذا مممنوع قانونا وانا ساتحرك كي نمنع ما يحصل. الاذاعات
جمعت الملايين، والقانون يجب أن ينفّذ".
وختم قائلا "مش رح نرضى انو يموتونا هيك".
نوال الزغبي صدمت بوفاة وردة .. والدمعة لم تفارق عينها
علمت "النشرة" ان الفنانة نوال الزغبي صدمت لدى سماعها بخبر وفاة
الفنانة وردة الجزائرية ليلة أمس، فلم تفارقها الدمعة منذ تلك اللحظة وهي
تعيش حزنا شديدا على الفنانة الكبيرة الراحلة.
نوال كانت تعتبر وردة من اعمدة الفن في العالم العربي وهي متأثرة جدا
بها وبأغنياتها، لا سيما وأن وردة اعربت مرارا عن حبها واعجابها بالنجمة
نوال الزغبي، وقد طلبت خصيصا ان تشارك نوال معها في حلقة برنامج "تاراتاتا"
حيث قالت لها وردة في الحلقة حينها "انت افضل من غنى لي"، كما أكدت في نشرة
الأخبار الفنية على شاشة "الجديد" انه من بين النجمات تحب الفنانة نوال
الزغبي.
ويذكر انه وعند اصدار نوال لألبوم "يا ما قالوا" قال الجميع حينها
انها تغني الطرب الشعبي القريب جدا من اغنيات الفنانة وردة الجزائرية،
وافتخرت نوال حينها بهذا الامر، فيما اعربت وردة لها عن اعجابها بصوتها
وبأغنياتها في الالبوم وبما قدمته.
هيفا وهبي تعزّي عبر "النشرة" الشعب الجزائري والعربي بوفاة وردة
اعربت الفنانة هيفا وهبي في اتصال مع "النشرة"
عن حزنها الشديد لوفاة الفنانة وردة الجزائرية، وقالت انها صدمت وشعرت
بانزعاج كبير عند سماعها بالخبر ليلة أمس.
هيفا اكدت ان الفنانة الراحلة شكلت تاريخا متميزا في الفن العربي وهي
خسارة كبيرة لا يمكن ان تعوّض.
وختمت هيفا كلامها قائلة: "زعلنا على وردة ما الو حدود، الله يصبّر
اهلها واولادها واتقدم منهم بأحرّ التعازي، وكذلك أعزّي الشعبين الجزائري
والمصري والشعب العربي كله برحيل هذه الفنانة العظيمة".
فارس كرم: وردة خسارة كبيرة للفن العربي
عبر الفنان اللبناني فارس كرم عن حزنه واسفه الشديد لرحيل الفنانة
وردة الجزائرية، وقال في اتصال مع موقع "النشرة": "الفن العربي خسر بوفاة
الكبيرة وردة عاموداً من أعمدة الطرب الاصيل، كانت قيمة فنية مميزة لا
تعوّض وأغنياتها دخلت التاريخ الفني العربي من الباب العريض".
ووجه فارس كرم التعزية لأهل الفقيدة وللشعب العربي عامة والجزائري
خاصة.
الشاعر الياس ناصر للنشرة: وردة الجزائرية خسارة كبيرة لكل العالم
العربي
في اتصال خاص بموقع "النشرة" مع الشاعر اللبناني الياس ناصر عبر فيه
عن حزنه الشديد لرحيل الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية، قائلاً: "وردة كانت
علماً من اعلام الاغنية العربية، بمعزل عن صوتها الرائع كان احساسها مفعم
بالتجربة والثقافة وبحضارة الاباء".
واضاف ناصر: "تركت للمكتبة الموسيقية اجمل روائع الغناء العربي
الممزوج بسهولة الاداء الاجنبي فهي كانت تتقن الغناء بالفرنسية بكل حرفية".
وختم ناصر بالقول: "وردة الجزائرية خسارة كبيرة لكل العالم العربي".
جان ماري رياشي للنشرة:"إلتقيت بوردة وشعرت بمدى ثقافتها العميقة"
عبّر الموزع الموسيقي جان ماري رياشي عن حزنه على رحيل الفنانة
الكبيرة وردة، لموقعنا "النشرة فن" فقال أن وردة كانت تشعرنا بجمال بلدنا
لبنان بسبب كثرة كلامها عنه .
وأضاف ان أغانيها شكلّت نقلة نوعية من كوكب الشرق"أم كلثوم" إلى الطرب
الحديث.
وعلى الصعيد الشخصي حين دخل بيتها شعر بمدى أصالة هذا البيت،وذكر أن
الراحلة قامت بطبخ "الحمام المحشي" له بيديها.
وقال :"كنت مبلّش جديد بمجال التوزيع وعاملتني بكبر "، معبرًا عن مدى
إعجابه بثقافتها الكبيرة ".
وفي سياقٍ آخر صرح رياشي أنه كان بصدد التعامل مع الراحلة وردة وكانا
يحضران لمشروع في الفترة التي أصدرت فيها أغاني جديدة ولكن تعثر الأمر بسبب
شركة الإنتاج.
كما كان للنشرة حديث مع عدد من النجوم العرب الذين نعوا وردة ايضا
بكلمات صادقة من القلب:
سميرة سعيد للنشرة: أنا ووردة كنا صديقتين منذ صغرنا
صرحت الفنانة المغربية المصرية سميرة سعيد لموقعنا "النشرة فن" أنها
حزينة لأننا فقدنا صوتا عظيما وفنانة عظيمة أثرت الفن العربي بأغنياتها
العظيمة، وكانت تشكل مع الموسيقار بليغ حمدي ثنائيا جميلا جدًا.
وأضافت أنها ووردة كانتا صديقتين منذ الصغر، وفراقها حدّ من
"المتولّفين بها " أي من أحبائها، "وجود الفنانة وردة كان مونّسنا في
الحقيقة، حتى لو ما كانتش بتغني كتير".
وذكرت سعيد أن وردة استمرّت بالغناء حتى آخر وقت والمرض لم يكسرها
أبدًا، واصفةً إياها بأنها فنانة تعرف قيمة نفسها وقيمة فنها وحب الناس لها.
فلة الجزائرية تصلي لروح وردة وتؤكد أنها فنانة لن تتكرر
نعت الفنانة الجزائرية فلة جمهور الفنانة الكبيرة وردة وعائلتها على
اثر وفاتها. وقالت فلة في تصريح خاص للنشرة الفنية أنها لم تصدق الخبر حين
أذاعه التلفزيون الحكومي الجزائري حتى اتصلت بشقيقتها "عايدة" المقيمة في
القاهرة التي أكدت لها الخبر.
وأضافت فلة أنها علمت من شقيقتها أن وردة تم تغسيلها وفقا للطريقة
الإسلامية في بيتها الواقع بحي المنيل في القاهرة، وأنها صلت لها طوال
الليلة الماضية بدون توقف.
واعتبرت فلة أن وردة مدرسة لن تتكرر، وأنها من بين الفنانين الذين
تأثرت بهم في بداياتها الفنية بدليل حرصها على أداء أغانيها في معظم
حفلاتها.
الفنانة العراقية شذى حسون لـ"النشرة": "وردة كانت آخر عنقود الفن
الاصيل"
في اتصال مع الفنانة شذى حسون، اعربت شذى عن حزنها الشديد لوفاة
الفنانة وردة الجزائرية امس في القاهرة.
شذى قالت للنشرة: "صدمت عندما سمعت الخبر وشعرت بحزن شديد، الحزن سيطر
على الجميع من مصر الى لبنان الى الجزائر الى كل البلدان العربية، وحتى من
لا دخل له بالمجال الفني شعر بالحزن بسبب خسارة هذه الفنانة الكبيرة."
شذى ختمت كلامها بالقول : "وردة كانت آخر عنقود الفن الاصيل، يا رب
يكون مثواها الجنّة".
الإلكترونية الفنية في
19/05/2012 |