اعتبر الناقد الفني المصري طارق الشناوي، رحيل الفنانة وردة الجزائرية
فاجعة اصابت الوطن العربي بأسره، مؤكداً أن رحيلها في هذا التوقيت يمثل
مفارقة قدرية، حيث ان عودتها للفن بعد الاعتزال كان بمناسبة الذكرى العاشرة
للإستقلال تحت الحاح من بومدين، و من المفارقة ان تختم حياتها بعمل تشارك
به في الذكرى الخمسين للإستقلال .
§
في آخر لقاء للفنانة الراحلة
وردة الجزائرية بجريدة ''المصري اليوم''، وصفتك بأنك من أكثر الأصدقاء قربا
لها، اليوم بعد أن رحلت بشكل مفاجئ كيف تعيش هذا الفقدان، وماذا يمكن أن
تقول في هذه المناسبة؟
الحقيقة، كنت جد سعيد بهذا الوصف، لأن وردة لم تكن صديقة لي فحسب، بل
هي الفنانة التي أحتفظ لها بخصوصية مختلفة من كافة الفنانين، سواء
باعتباري ناقد أو متلقي للفن، فهي قامة فنية عالية وقيّمة مضافة للفن
العربي ككل، لذلك كنت عاشقا لصوتها ولتجربتها بجانب قربي وصداقتي لها، لذلك
كنت أول من قام بحملة ضد دعاوى مقاطعتها أثناء فترة ''الأزمة'' المسعورة
التي قام بها البعض لإشعال فتنة بين الجزائر ومصر، والواقع أن الوزير
السابق للإعلام أنس الفقي، قيل إنه قد أصدر قرارا شفهيا للإذاعة المصرية
بعدم بث أغانيها، وعندما سمعت بهذا الأمر أعددت بورتريه بصفحة كاملة في
جريدة ''الدستور'' المعارضة، واجهت فيه هذا القرار الفاقد لأي مبرر، وحدث
أن خرج الوزير من صمته، وأنكر أن يكون قد أصدر أي قرار بشأن بث أغاني وردة
الجزائرية، أو أن تكون أغانيها قد منعت في الإذاعة، وهكذا أجهضنا القرار
قبل تطبيقه، وهو أمر كان له الأثر الكبير في نفس وردة التي لم تعش طول
حياتها في مصر فحسب، بل جعلت مصر تعيش فيها أيضا، فكيف لنا أن نكافئها بهذه
الطريقة. كما أن قرارا مثل ذلك لا يعني معاقبة وردة فحسب، بل هو في الواقع،
وباتخاذ مثل ذلك القرار، كنا سنعاقب أنفسنا، لذلك تحضرني تلك اللحظة التي
عانت فيها كثيرا وردة الإنسانة والفنانة، حين انتفض لها محبوها، حتى تم سحب
القرار المفترض، وعاد صوتها يصدح في عز فترة عرفت الكثير من فقدان العقل
والإتزان.
§
برزت وردة في الساحة الفنية
العربية في زمن عاش فيه من يوصفون بـ ''جيل العمالقة'' ثم استمرت حتى هذه
اللحظة، كيف تقيم هذه التجربة؟
في الواقع إن ميزة وردة أنها كانت تتمتع بالشجاعة والذكاء، هذان
عاملان مهمان لأي تجربة فنية ثرية، بالطبع بجانب الإمكانات الفنية الأخرى
التي لا خلاف عليها، كالصوت والقدرة على انتقاء الأعمال ذات الجودة
العالية، لذلك بقيت وردة شامخة في كل العصور والأزمنة، حفرت اسمها منذ
البدء بذكائها وجرأتها، وهي امرأة لا تعرف التراجع أو الهدوء، تسعى دوما
لتجديد نفسها عبر موهبة يحميها الذكاء المتقد. فمثلا في السنوات الأخيرة
أصيبت بوعكتين صحيتين، أجرت على إثرهما عمليتين جراحيتين في الكبد والقلب،
أعتقد أن كل واحدة من هذه العمليتين كفيلة باعتزال الحياة وليس الفن فحسب،
لكن عزيمة هذه السيدة وإرادتها للحياة، جعلتها تستمر بقوة، فبعد خروجها من
تلك العمليات الجراحية كانت تصور فيديو كليب لأحد أغانيها، بإصرار كبير على
الاستمرار وبشجاعة نادرة، وبذكاء خارق أيضا، لأنها تدرك أن الزمن أضحى
للأغنية المصورة، وهي لا تريد أن تتخلّف عن هذا التطور، وهذا الحضور عبر
الفضائيات، كما أن ألبومها الأخير مثلا أشركت فيه عدد كبير من الملحنين
الجدد (الشباب)، وهو ما يفسر ذكاءها في إدراك مزاج الأجيال الجديدة من
الشباب، لذلك بقيت محافظة على مكانتها بين كل الأجيال المتعاقبة، لم تشعر
بالاغتراب ولم تشعر جمهورها أيضا بأي انفصام، وهذا ما جعلها في الصدارة.
بينما انسحب الكثير من جيلها من المشهد الفني، كالفنانة نجاة الصغيرة التي
اعتزلت الفن منذ عشر سنوات تقريبا أو شادية التي انسحب قبل أكثر من عقدين
من الزمن وهن من جل وردة اللائي بدأن معها، لذلك كنت أقول دوما إن سر وردة
في قدرتها على التجدد مع الزمن، معتمدة على عاملي الذكاء والشجاعة، فضلا عن
مواهبها الفنية الأخرى، خاصة قدرتها على انتقاء الكلمات ذات الجودة، فهي
سيدة تعرف جيدا كيف تحتفي بالكلمة، وكيف تنتقيها من بستان عامر دون أن تقع
في فخ الاسم، ففي بداية حياتها مثلا، تعاملت مع شاعر لم يكن مشهورا اسمه
علي مهدي الذي كتب لها: لعبة الأيام، وصبر الجمال، وأحبك فوق ما تتصور...
الخ، الأمر الذي يفسر ما أقول .
§
إذا ما عدنا وتحدثنا عن بصمة
''وردة'' في الأغنية العربية، كيف يمكن إيجازها؟
من الصعب اختزال ''بصمة'' وردة في عامل أو عاملين، بالنسبة لي من حمل
الشعر والموسيقى المصرية حقيقة هو صوت ''وردة''، الذي عجن موسيقى محمد عبد
الوهاب، وسيد مكاوي، ورياض السنباطي، وبليغ حمدي، وأخرجها بتلك الصورة التي
حملت للعالم العربي صوتنا وأحلامنا.
لا تنس أن العنوان القومي لحرب أكتوبر 1973 التي تعد أهم حرب خاضها
العرب والمصريون ضد إسرائيل، كان على صوت وردة وأغنيتها ''على الربابة''
التي يعتبرها المصريون صوت النصر والعزة، لذلك بالنسبة لي وردة مرتبطة بكل
تلك القيم والتواريخ، فضلا عن البصمات الفنية التي أحدثتها في الأغنية
العربية عامة، سواء من حيث صوتها الأسطوري أو تنويعها في التلحين، من رياض
السنباطي في ''لعبة الأيام''، إلى محمد عبد الوهاب في ''اسأل دموع عينيا''
إلى بليغ حمدي، إلى آخر العمالقة، فمن الصعوبة بمكان حصر ذلك في عبارات
بسيطة. لكن المؤكد أن كل واحد من هؤلاء وضع بصمته في مشوارها، وعندما تتعدد
وتتنوع المشارب الفنية تمثل قيمة مضافة للتجربة.
§
بقت وردة متعددة المشارب
والانتماءات بالرغم من إصرارها على مسمى ''وردة الجزائرية''، فهي من أب
جزائري وأم لبنانية، ولدت في باريس وعاشت معظم حياتها في مصر، كيف ترى هذا
التعدد؟
هذا جزء من واقع وردة، إنها متعددة الأبعاد والانتماءات العابرة
للحواجز، ورغم أننا ندعيها بوردة الجزائرية، فلم نشعر في مصر للحظة أنها
غير مصرية أو أن لها أي امتداد آخر، (سوى في تلك اللحظة المشؤومة التي
تحدثت عنها والتي لم تكن بريئة)، لذلك من حق المصريين أن يدعوا أنها مصرية
القلب والدم، فهي دوما كانت تردد إنها ''مصرية الهوى''، ومن حق الجزائريين
أيضا ذلك، وكذلك اللبنانيين وحتى الفرنسيين. ولاحظ معي أن أصحاب الموهبة
الفائقة والعالية وحدهم من تتنازع الناس من أجل نسبهم لنفسها! وأعتقد أن
هذه لم تكن معضلة بالنسبة لوردة، ولم تقع يوما في شراك الترقيم الحسابي
للانتماء، لذلك بدت هذه الميزة إثراء للتجربة الفنية لوردة وليس العكس.
والغريب أن تواريخ الاستقلال الجزائري كان لها ''مفارقات قدرية ''مع وردة،
فبعد توقف دام تقريبا عقد من الزمن، عادت وردة للغناء بتدخل من الرئيس
هواري بومدين، في الذكرى العاشرة للاستقلال عام .1972 واليوم، وبعد مرور
أربعين عاماً بالتمام والكمال ترحل وردة بعد أن ختمت حياتها الفنية بآخر
أغنية سجلتها بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال.
§
باعتبارك مقرباً من وردة، ما هي
آخر المشاريع التي كانت تفكر فيها وردة ولم تكتمل؟
كان مشروع المشاركة في احتفالية خمسينية الاستقلال، الذي شغل بالها
منذ فترة، وكذلك كانت تبحث عن دور جديد في مسلسل أو فيلم، لأنها لم تكن
راضية عن آخر مسلسل شاركت فيه ولم يكتب له النجاح بشكل كافي، نظرا لأسباب
تتعلق بالسيناريو والأمور الفنية الأخرى.
§
وردة الممثلة كيف تراها، سيما
وأنها شاركت في عدد كبير من الأفلام والمسلسلات وكذلك المسرحيات منذ وقت
مبكر؟
لنكن صرحاء، موهبة وردة الحقيقية هي الغناء، لكن معظم المطربين شاركوا
في التمثيل، فعل ذلك فريد الأطرش، وعبدالحليم حافظ، وشادية... وغيرهم،
وأعتقد أن السينما خلقت حالة درامية في تجربة وردة الفنية، استفادت منها
كثيرا.. ويمكن ضرب أمثلة بـ ''حكايتي مع الزمان''، و''المستحيل''...الخ.
الجزائر نيوز في
18/05/2012
المطربة سلوى: قامة فنية رحلت
حوار: حسن. ب
عبرت لنا المطربة سلوى عن عميق حزنها وهي تتلقى خبر وفاة سيدة الطرب
العربي وردة الجزائرية، وأكدت لنا بأن الفقيدة تركت زخما فنيا كبيرا على
مدار حقبة طويلة من الزمن سخرت لخدمة فنها ويكفي أنها خلّدت اسمها في تاريخ
الفن العربي.
§
الأكيد أنك تلقيت خبر رحيل
المطربة وردة مثل بقية الجزائريين، كيف استقبلت وفاتها؟
لا أبالغ إن قلت إن وفاة المطربة الكبيرة وردة الجزائرية نزلت عليّ
كالصاعقة، وتأثري كان كبيرا، لأننا ببساطة فقدنا قامة فنية لا تعوض، لقد
انتابني الحزن والأسى، كيف لا وأنا واحدة من الفنانين الذين عايشوا جيلها.
لقد كانت وردة بمثابة المصباح الذي ينير لنا الدنيا والتحاقها بالرفيق
الأعلى شكل لنا صدمة كبيرة، فأنا شخصيا شعرت بأنني فقدت عضوا مني، وبالتالي
فأنا حزينة لفقدان سيدة الطرب وهي خسارة للفن الجزائري والعربي يصعب
تعويضها.
وإذ أنا أقدم التعازي لعائلتها والجزائر والأمة العربية لا أجد
الكلمات لوصف هذا المعلم الفني الذي قدم عطاءات كبيرة على مدار رحلته
الفنية.
§
هل التقيت بالمطربة وردة خلال
مشوارك الفني؟
لا أخفي عليكم أن علاقتي بالسيدة وردة كانت كبيرة، حيث التقيت بها في
عدة مناسبات مثل الحفلات، وكانت دائما تبدو متواضعة جدا في معاملاتها.
وسوف لن يكفي الوصف الذي نقوله في حق هذا الهرم الفني، لكن ما أود
الإشارة إليه هي أنني كنت أحبها وأنشرح لسماع أغانيها والدليل أنني أحتفظ
بكل أغانيها في منزلي.
§
ماذا كان يجلبك في فنها
وأغانيها؟
بصراحة كل أغانيها محبوبة، وأنا عايشت جل مراحلها الفنية، ويكفي فقط
في هذا المجال الإشارة إلى عديد الملحنين والفنانين الكبار الذين تعاملوا
مع صوت وردة في الوطن العربي.
اليوم ونحن نودع وردة ما عسانا إلا أن نطلب من العلي القدير أن يرحمها
ويسكنها فسيح جنانه ويلهم ذويها الصبر والسلوان.
الجزائر نيوز في
18/05/2012
المطربة نادية بن يوسف: ستبقى رمزا كبيرا في الفن العربي
حوار: حسن. ب
ببالغ الأسى والحزن عبرت نادية بن يوسف عن شعورها بعد المصاب الجلل
الذي أصاب العائلة الفنية الجزائرية والعربية برحيل المطربة وردة، حيث
حدثتنا والتأثير يملأ قلبها لأنها لم تكن تنتظر هذه الفاجعة.
§
فقدت الجزائر أحد أعمدة الأغنية
العربية بوفاة المطربة وردة، كيف استقبلتي خبر رحيلها؟
بصراحة أنا عاجزة عن الكلام، لأننا ضيعنا فنانة كبيرة تركت بصماتها
على ركح الساحة الفنية الجزائرية والعربية، وبرحيلها تكون الأمة العربية قد
فقدت أحد أعمدة فنها النقي.
لقد بلغني خبر رحيلها ولحظة سماعه كنت في ارتباطات عمل، وعلى الفور
طلبت التأكيد لأنني لم أصدق الخبر، لكن عندما كلمت عائلتي أصبت بصدمة
كبيرة.
§
إنطلاقا من كون رحلتك الفنية
الطويلة تزامنت مع المشوار الفني للمطربة الراحلة وردة، ما هي الذكريات
التي تحتفظين بها عن هذا الوجه الفني؟
أنا أعرفها عن قرب، وحضرت إلى بيت أخيها بالعاصمة في إحدى المرات
بمناسبة عيد ميلاد أحد أبنائها، كما أنها شجعتني في بداية رحلتي الفنية
عندما كنت في حصة ألحان وشباب، وتنبأت لي بمستقبل كبير في الميدان الفني.
§
إلى جانب خصال الراحلة، ماذا كان
يجلبك فيها بالتحديد؟
أنا أرى بأن وردة الجزائرية كانت تتميز بخصال عديدة منها حضورها الفني
الكبير، أداؤها، تواضعها، قلبها الطيب، وهي الصفات التي تجعلني اليوم أعتز
بمعرفتي لها واحتكاكي بفنها، فأنا لم أر أي فنان متواضع مثل الراحلة.
لقد ودعت وطنها وشعبها في مرحلة ما تزال فيها قادرة على العطاء الفني،
ويكفيها شرفا أنها لم ترفض يوما نداء وطنها الجزائر وكانت دائما في الموعد.
وردة ستظل رمزا كبيرا في تاريخ الفن العربي الأصيل.
الجزائر نيوز في
18/05/2012
قالوا عن رحيل أميرة الطرب
بلعلة منال/ أمال. ع/ حسنة. ز
الفنان محمد محبوب:
نزل عليّ نبأ وفاة وردة الجزائرية كالصاعقة، لأنّ وردة لم تكن مجرّد
فنانة بل كانت هرما من أهرام الجزائر، وصراحة لم نخسرها كجزائريين بل
خسرناها كعرب، وصدمنا بوفاتها لأنّه في الحقيقة ماتت وهي واقفة وتغنيّ
للجزائر الحبيبة، فوداعا لفقيدتنا وردة التّي عودتنا دائما على استنشاق عطر
طربها الأصيل لزمن الفن الجميل.
المجاهدة زهرة سليمي (صديقة المرحومة):
حين سماعي نبأ وفاة صديقتي وردة أصبت بصدمة، ولم أستطع تقبّل الأمر،
لأنّها كانت بمثابة أختي وفرد من العائلة حين كنا معا في باريس، وصداقتي مع
وردة كانت على الحلوة والمرّة، ومؤخّرا كنت سأعطيها بعضا من قصائدي
الثورّية كي تغنّيها في خمسينية الإستقلال، لكّن القدر سبقني في ذلك.
الفنانة بريزة:
وفاة وردة كانت بمثابة الفاجعة علينا، فوردتنا لم تكن مجرّد فنانة، بل
كانت الإنسانة الحنونة والعطوفة، ورحيلها خسارة كبرى منيت بها الساحة
الجزائرية خصوصا والعربيّة عموما، ولكن وردة ما زالت حاضرة، لأنّ صوتها لا
يزال دوما يداعب أسماعنا، ولن يكون لوردة الجزائر خليفة.
الشاعر توفيق ومان:
تفاجأت برحيل الفنانة وردة، لأنّي حقيقة أعتبرها قلعة من قلاع الفن
العربيّ الأصيل، وكانت فعلا أميرة متربّعة على عرش الطرب الأصيل، الذي
حافظت عليه منذ زمن طويل، وفقدان وردة نكبة للفن العربيّ وهذه النكبة
جذورها الجزائر، ونحن كجزائريين تمنّينا أن تكون حاضرة معنا في خمسينية
الإستقلال، إلاّ أنّ قضاء الله وقدره كان أقوى.
الممثلة نوال زعتر
لقد تلقينا نبأ وفاة أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية، ببالغ الحزن
والأسى، هي سيدة كبيرة مثلت الجزائر في المحافل الدولية، خصوصا في الوطن
العربي، أغانيها ستبقى للأبد راسخة في ذاكرتنا. للأسف، لم ألتقي بها شخصيا،
بسبب عدم وجود فضاء يجمع الفنانين بالجزائر، حيث أن المكان الوحيد الذي
يلتقي فيه الفنانون هو بلاتوهات التصوير، وردة الجزائرية هي بكل بساطة
فقيدة الأغنية العربية.
الممثلة مليكة بلباي
لم أكن أعرف بوفاتها، لقد أبلغتموني بذلك الآن، أنا مندهشة كثيرا من
هذا الخبر، خصوصا وأنني منذ عشرة أيام فقط، كنت ببجاية، وقد تم إعلامي ببدء
تصوير كليب لوردة الجزائرية، وقد قبلت بكل سرور الظهور في أحد كليباتها، لا
أعلم إن كان تصوير الكليب قد انتهى أم لا، ولكن ما أستطيع قوله، هو أن
الأغنية رائعة. هي فنانة مثلت الجزائر أحسن تمثيل بالخارج، أحبت بلدها، هي
قامة الأغنية الجزائرية التي لا يستطيع أحد أن يخلفها.
الفنان بن زينة:
رحلت وردة ورحل معها الزمن الجميل، الذي أذاقنا أروع وأجمل غناء الطرب
الأصيل، وأنا كنت واحدا من بين المولوعين بغنائها، وتمنّيت أن أقابلها
والحمد لله أنّي قابلتها وكان لي الشرف الكبير حين غنّيت على شرفها في إحدى
السهرات.
الفنان نور الدّين سعودي:
فاجعة كبيرة تلقتها الأسرة الفنيّة والجزائريّة عموما بفقدان الأميرة
والمناضلة وردة، فأنا لا أظنّ بأنّنا سننسى أسطورة الفن الأصيل والنبيل،
التي أمتعت الملايين بفنّها حتّى آخر أيامها وأنا بدوري أنعي وردة
المحبّين.
الفنان كادير الجابوني:
تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة الفنانة القديرة الراحلة وردة
الجزائريّة، التّي اعتبرناها دوما قامة من القامات الباسقة في الفن
الجزائريّ والعربيّ الأصيل ومدرسة إنتهل منها فنانون كثيرون، حيث كانت دوما
تشرّف الجزائر أحسن تشريف في المحافل الدوليّة والمهرجانات الثقافيّة.
الفنان حمدي بناني
الجزائر فقدت كثيرا برحيل الفنانة وردة الجزائرية، لقد فقدت فنانة تحب
فعلا الجزائر، وأنا شخصيا مازلت أعيش تحت وقع الصدمة من رحيلها المفاجئ،
وسأكون من بين الحاضرين اليوم، في عزائها، كبقية محبيها من الفنانين
والفنانات، ولن أنسى أبدا اللحظة التي التقيت بها شخصيا في 1976 عندما
مثّلت الجزائر في حفل كبير بالمغرب، ومثّلت وردة مصر مع الأوركسترا
المصرية، حيث قالت لي إن العرس اليوم جزائري وغنيت لها أغنية احرق غزاليب
التي غنتها بعد عشر سنوات بالجزائر.
إنها فنانة وطنية بامتياز، لم تقل أبدا لا للجزائر، وغنت للجزائر دون
مقابل .
الممثل مراد خان
هي فنانتي المفضلة، أتذكر عندما كنت صغيرا مع والدي كنا نستمتع
بأغانيها كثيرا في التلفزة الجزائرية، وكنا ننتظرها بفارغ الصبر، هي فنانة
لديها مسار كبير، وسيدة كبيرة بكل معنى الكلمة.
الجزائر نيوز في
18/05/2012
وردة الجزائر تـغـيـب
يوسف بعلوج
هي وردة... واحدة ووحيدة، لم يورق طرب الجزائر قبلها، وسيكون من الصعب
أن تعاند الأجيال اللاحقة، شذى أغانيها التي ستخلد في ريبرتوار الفنينْ
الجزائري والعربي.
فتوكي هو اسم عائلتها، أما الاسم الفني فاختارت أن يكون من اسم بلدها
الجزائر، الكل يعرفها باسم ''وردة الجزائرية''، وبلقب ''أميرة الطرب
العربي''.
ولدت وردة بفرنسا لأب جزائري وأم لبنانية عام ,1939 لم تنتظر الصغيرة
الكثير من الوقت لتعلن عن نفسها كمشروع مطربة، فقد بدأت في سن صغيرة الغناء
لعمالقة الطرب أمثال عبد الحليم حافظ، أم كلثوم واسمهان. وقد أشرف على
تدريبها حينها المطرب التونسي الصادق ثريا. بعدها عادت مع أمها ''السيدة
يموت'' إلى لبنان التي قدمت بها أغاني خاصة من ألحان ثريا، وكانت وردة تحمل
هموم الوطن المحتل معها، فغنت ''أنا من الجزائر أنا عربية''، وكانت من
الأوائل الذين عرفوا بنضالات المرأة الجزائرية في الثورة بأغنية عن جميلة
بوحيرد اسمها ''كلنا جميلة''، الأغاني التي كانت تبثها الإذاعة السورية في
الخمسينيات أيام الوحدة بين مصر وسوريا. حينها تعرةف الرئيس المصري آنذاك
جمال عبد الناصر على خامة صوتية نادرة، فوجه تعليمات للموسيقي محمد عبد
الوهاب، ليضيف لها مقطعا في الأوبريت التي كان يشتغل عليها
تحت عنوان ''الوطن الأكبر'' الذي غنت فيه لثورة الجزائر قائلة: ''وطني يا
ثورة على استعمارهم... إملا جزايرك نار دمرهم... لو نستشهد كلنا فيك... صخر
جبالنا راح يحاربهم''، لتوقع ميلادا فنيا باهرا في القاهرة عام .1958 ومع
استقلال الجزائر عام 1962 هدأ الهاجس الوطني الذي حملته وردة على عاتقها،
وطرقت أبواب الطرب العاطفي والسينما، حيث اختارها المخرج والمنتج المصري
حلمي رفلة لبطولة فيلم ''ألمظ وعبده الحامولي''.
اضطرت وردة لاعتزال الغناء والإقامة بالجزائر، بعد زواجها من وكيل
وزارة الاقتصاد الجزائري آنذاك كمال قصيري، قبل أن تنفصل عنه بعودتها إلى
الغناء في عشرية الاستقلال عام ,1972 بطلب من الرئيس الراحل هواري بومدين،
لتصبح طوال السنوات اللاحقة أيقونة الحفلات المرتبطة بأحداث وطنية بأغاني
مثل ''بلادي أحبك'' و''عيد الكرامة''، خاصة عيد الاستقلال وذكرى اندلاع
الثورة الجزائرية في الفاتح من نوفمبر. ومع تولي الرئيس أنور السادات
الحكم، تمكنت وردة الجزائرية من العودة إلى مصر، بعد الحساسيات التي تسببت
فيها شائعات اتهمت وردة بتسريبها، عن علاقتها بالمشير عبد الحكيم عامر،
الأمر الذي تسبب في منعها من دخول مصر في عهد عبد الناصر، وهذا عام 1979
الذي شهد عودة أميرة الطرب العربي إلى الساحة من الباب الواسع، بأدائها
لأغنية ''أوقاتي بتحلو'' التي لحنها سيد مكاوي عام ,1975 وكانت ستغنيها أم
كلثوم قبل وفاتها، كما شهد نفس العام زواجها من الملحن بليغ حمدي، حيث شكلا
مع بعضهما البعض ثنائيا فنيا أسطوريا قدم العديد من الأغاني الخالدة، مثل
''وحشتوني'' و''لو سألوك''، واستمر هذا التعاون الفني حتى بعد انفصالهما.
هذا، وكانت وردة من أوائل الفنانات الطربيات اللواتي غنين أغاني الطرب
الطويلة، مثل ''أكذب عليك''، و ''في يوم وليلة''، وانتقلن إلى الأغاني
القصيرة والخفيفة، التي حققت فيها وردة نجاحا باهرا بأغاني مثل ''حرمت
أحبك'' و ''بتونس بيك''، ''نار الغيرة'' و''مواسم''، لتقدم في بداية
الألفية أغنية ''أنا ليا مين غيرك'' التي اكتسحت سوق الكاسيت، وشكلت آخر
تعاون بينها وبين شركة عالم الفن للانتاج، التي قدمت لها معظم أعمالها
الفنية، وكان صاحب الشركة محسن جابر وقتها يظهر للإعلام حرصه على بقائها
ضمن كوكبة فناني شركته، باعتبارها عمودا من أعمدتها، وفنانة يكنّ لها
الكثير من الاحترام، لكنها فضّلت الانسحاب الأمر الذي أثار لغطا كبيرا
حينها، على اعتبار أن التأويلات أخذت منحى آخر، مفاده استعداد الشركة
للتخلي عن فنانيها الكبار، الأمر الذي ساهم في وقت لاحق في حالة من البلبلة
وسط المنتمين إلى شركة ''عالم الفن''، انتهت بانسحاب معظم نجومها، بداية
بعمرو دياب، وصولا إلى نوال الزغبي، أنغام، لطيفة، صابر الرباعي، راغب
علامة، وغيرهم، وانضمامهم شبه الجماعي إلى شركة روتانا.
وعادت نجمة الطرب، والتمثيل إلى الوقوف أمام الكاميرا في عمل تلفزيوني
آخر بعد ''أوراق الورد''، الذي جمعها مع عملاق المسرح الراحل عمر الحريري،
حيث قدمت فيما يشبه السيرة الذاتية مسلسل ''أوان الورد'' الذي بث حصريا عبر
تلفزيون المستقبل اللبناني المملوك لعائلة الحريري في رمضان ,2006 المسلسل
الذي جسدت فيه وردة أحلامها التي لم تتمكن من تحقيقها في الجزائر، بافتتاح
مدرسة لمساعدة المواهب الغنائية، وقد نال ''آن الأوان'' الكثير من النقد
السلبي، بسبب ما اعتبره النقاد ضعفا فنيا، وسوء أداء لوردة التي تأثرت
بعملية أجرتها على مستوى الكبد، وقد رافق المسلسل أغاني من ألحان صلاح
الشرنوبي، طرحت في ألبوم من انتاج شركة شرنوبيات المملوكة له، ولم ينجح
الألبوم في تحقيق مبيعات جيدة، والسبب الرئيسي لهذا هو عدم خبرة الشرنوبي
في مجال الانتاج والتوزيع.
وبعد سعي حثيث، تمكنت شركة روتانا فيما بدا صفقة تاريخية، من التعاقد
معها على إنتاج ألبوم غنائي عام ,2009 وقد تأخر طرح هذا الألبوم بسبب أحداث
الكرة الشهيرة بين الجزائر ومصر، ليوزع في الأسواق بداية من شهر سبتمبر
2011 تحت عنوان ''اللي ضاع من عمري''، وقد قامت وردة بتصوير الأغنية التي
حملت اسم الألبوم، على طريقة الفيديو كليب مع المخرجة السينمائية ساندرا
نشأت.
لاقت وردة الكثير من الانتقادات من طرف المطربين، بعد طرح ألبومها
الأخير، والذي وصل إلى درجة مطالبتها بالاعتزال، الأمر الذي أثر على نفسية
وردة، التي ظهرت في مرات بايشارب على رأسها، وساهم في ترويج إشاعة تحجبها
واعتزالها، قبل أن تخرج للإعلام وتعلن بقاءها في ميدان الغناء إلى آخر
عمرها، ليكون الديو المصور الذي جمعها مع عبادي الجوهر تحت عنوان ''زمن
ماهو زماني''، والإعلان الذي صورته لفائدة إحدى شركات المحمول تحت عنوان
''مازالنا واقفين'' آخر ما استمتع به جمهور هذه الفنانة الاستثنائية.
الجزائر نيوز في
18/05/2012
الفنانون العرب ينعون وردة الجزائرية
صارة ضويفي/ الوكالات.
نزل خبر وفاة الفنانة وردة الجزائرية، على مشاهير الفن العربي، وكذا
جمهورها في جميع أنحاء الوطن العربي عامة والجزائر خاصة كالصاعقة على
مسامعهم، في حين أن الجمهور كان ولا يزال يتونّس بصوتها، كما أن خبر
وفاتها، انتشر بسرعة البرق في مواقع التواصل الاجتماعي، كالفايسبوك
والتويتر، وقد اعتبروا وفاتها خسارة لأحد أعمدة الطرب العربي.
الشاعر الغنائي أيمن بهجت قمر: قال الشاعر الغنائي، على حسابه على
''الفيسبوك'': ''البقاء لله، وفاة الفنانة الكبيرة وردة، أغنية جميلة لم
تصمد أمام هذا الكم من النشاز.. الفاتحة''.
الفنانة السورية أصالة نصري: قالت الفنانة على صفحتها الرسمية على
''الفيسبوك'' في تعليقها على وفاة وردة: ''إنا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ
رَاجِعُونَ''، ''توفيت إلى رحمة الله الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية،
نسألكم الدعاء''.
الفنانة السورية ليلى الأطرش: وقد وضعت صورة المرحومة وردة الجزائرية،
وكتبت: ''توفيت العملاقة وردة الجزائرية مساء أول أمس، في منزلها في
القاهرة.. الله يرحمها''.
الملحن المصري حلمي بكر: ''إنني في حالة صدمة، فلقد كانت وردة بصحة
جيدة ولم تشتكِ من أي شيء، وكنت على تواصل دائم معها خاصة في الفترة
الأخيرة التي شعرت فيها بأن حالتها النفسية أصبحت متردية، وذلك بسبب مطالبة
زملائها لها بالاعتزال، خاصة بعد آخر ''ديو'' قدمته مع الفنان عبادي
الجوهر، ''زمن ما هو زماني''، والذي تعرضت بعده لموجة نقد حادة.
وردة الجزائرية، لم تكن مجرد فنانة تعاونت معها في الكثير من الأغنيات
على مدار مشوارهما الفني، بل كانت أكثر من رفيقة درب وصديقة عمر، عشت معها
همومها على الحلوة والمرة، وسمعت الكثير من شكواها التي كانت تؤلمها في
سنوات عمرها الأخيرة''
الفنانة شذى حسون:''إنا للهِ وإنا إليه راجعون.. الله يرحمك يا أيتها
الفنانة العظيمة.. كنت وستظلين أسطورة من أساطير الفن العربي.. الله يرحمك
وردة''.
الفنانة إليسا:''الله يرحمك يا وردة يا أسطورة الطرب العربي''.
الفنانة هيفاء وهبي: ''رحيل وردة خسارة للعالم.. كنت أسطورة''
الناقدة ماجدة خيرالله: ''وردة، آخر شيء جميل في حياتنا الفنية، فهي
ضلع أساسي في الغناء المصري، وإن وجودها في زمن العمالقة زادها قوة
واستطاعت أن تتنافس مع قامات كبيرة سواء عبد الحليم حافظ أو فريد الأطرش''.
إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا المصرية:''وفاة وردة، خسارة فادحة
فهي قيمة فنية عربية.. وردة لم تكن وردة الجزائرية، كانت مصرية من الطراز
الأول، ربما تكون رحلت عن عالمنا لكن أعمالها ستظل خالدة إلى الأبد''
الجزائر نيوز في
18/05/2012 |