اختار «مهرجان كان السينمائي» لملصق دورته الـ65 صورة بالأبيض والأسود
للأسطورة مارلين مونرو التقطها المصوّر النيويوركي الشهير أوتو ـــ إل
بيتمان خلال احتفال مارلين بعيد ميلادها الأخير قبل أشهر من موتها عام
1962. فسّر رئيس المهرجان العريق، جيل جاكوب، اختيار هذه الصورة، قائلاً:
«من خلال هذا الملصق، نريد الاحتفال بذكرى مزدوجة: 65 سنة على تأسيس «كان»،
و50 سنة على رحيل مارلين». وأضاف: «هذه الصورة التُقطت لمارلين، من دون أن
تنتبه، في لحظة حميمة. لذا تتزاوج فيها الميثولوجيا بالواقع. ورغم مرور 50
سنة على رحيلها، ستبقى أيقونة أبدية ومعاصرة ترمز إلى الجمال والألق ولغزاً
غامضاً اسمه الإغراء».
لم تكن مونرو مجرد ممثلة إغراء حمقاء، لكن هوليوود ألصقت بها رمزية
«الجميلة الحمقاء». وتكرست تلك الصورة أكثر بعد الشهرة التي حققتها بفضل
فيلم «كل شيء عن حواء» (1950). لم ترق تلك الصورة النمطية مارلين، فقررت
الابتعاد عن هوليوود، وسعت للظهور بأدوار مغايرة. لكن رمزية «الجميلة
الحمقاء» سرعان ما عادت لتطاردها مع فيلميها «شيطان منتصف الليل» و«خمس
زيجات قيد التجريب» عام 1952، وتزامنا مع فضيحة كشف صور عارية أنجزتها في
شبابها. لكن هذه الفضيحة لم تؤدّ إلى تدمير حياة مارلين بفعل النزعة
الطهرانية التي كانت طاغية في هوليوود الخمسينيات. بالعكس، زادت تلك الضجة
شعبيتها، خصوصاً أنّها بررت ذلك بقولها: «كنت فقيرة، واضطُررت إلى إنجاز
تلك الصور من أجل دفع إيجار بيتي»! ولم تلبث «لايف» أن خصّصت لها غلافاً
بعنوان «حديث هوليوود»، أضاء على ظاهرة لم يعهدها الوسط في مصنع الأحلام
الأميركي: «تغاضى الجمهور للمرة الأولى عن الجانب الإباحي، وتعاطف مع
مارلين بوصفها امرأة من الشعب البسيط ذاقت الفقر، وشقّت طريقها نحو
النجومية من دون مساعدة أحد».
تلقّفت الاستوديوهات الهوليوودية الظاهرة الوليدة، وقرّرت أن تجعل من
مارلين «أسطورة إغراء» أو
Sex Symbol، وفقاً للمصطلح الذي سيظهر في الستينيات. أصبحت
السيناريوهات تُكتب على مقاس الصورة النمطية التي أرادت هوليوود أن تكرّس
من خلالها شهرة مارلين كحسناء ساحرة وغبية. وكانت بضعة أفلام من هذا النوع،
قُدِّمت دفعة واحدة سنة 1953، كافية لإلصاق تلك الصورة النمطية بمارلين،
بحيث لم يعد بالإمكان التمييز بين أدوارها على الشاشة وما هي عليه في
الحياة الفعلية. حتى إن ذلك أسهم في الأزمة الوجودية التي انتهت بها إلى
موتها اللغز.
ملصق الدورة 65
عام 2012 سيكون عام مارلين مونرو بامتياز. في 5 آب (أغسطس) المقبل،
تستعدّ هوليوود للاحتفاء بالذكرى الخمسين على رحيل أيقونتها الخالدة.
«مهرجان كان» كان أوّل المبادرين إلى تذكر النجمة السينمائيّة الراحلة، من
خلال تخصيص ملصق دورته الخامسة والستين لها بوصفها «أيقونة أبدية». هكذا،
احتلّت صورة مونرو وهي تنفخ شمعةً على قالب حلوى صدر الملصق السنوي
للمهرجان العريق. كما تخصص بيوت الانتاج الكبيرة مشاريع متنوّعة لها. بعد
«أسبوعي مع مارلين»، تستعدّ نعومي واتس للعمل على تجسيد شخصيّة مونرو.
الأخبار اللبنانية في
21/04/2012
أشباح الماضي طاردتها حتى القبر
سناء الخوري
مارلين مونرو اسم اختاره لها بن ليون المنتج في شبكة «فوكس»، عام
1947. كانت نورما جاين في الواحدة والعشرين حين فتح هذا الرجل أبواب الشهرة
أمامها. غيّرت اسمها، صبغت شعرها البنيّ بالأشقر الفاتح، وطلّقت جايمس،
زوجها العائد لتوّه من إحدى الجبهات الأميركية خلف البحار. أخذتها الأضواء،
بعدما صارت عارضة أزياء في وكالة «الدفاتر الزرقاء». وبعد فترة صارت تتقاضى
راتباً يكفيها لدفع إيجار بيتها، لقاء بضعة «بوزات» عارية. تركت نورما جاين
اسمها القديم، وزوجها القديم، وصارت مارلين مونرو، تلك الشقراء التي ما
زالت أيقونةً مطلقة للجمال والفتنة والإغراء، رغم مرور 50 عاماً على رحيلها
في 5 آب (أغسطس) 1962. رمز الغواية في هوليوود الخمسينيات، بقيت في سرّها
نورما جاين، رغم الإبهار المحيط بها، والعدسات المسلّطة على حياتها
الحميمة. شعرها الأشقر لم يكن في الواقع إلّا قناعاً تخفي خلفه ندوب طفولة
معذّبة، حملتها مونرو إلى القبر. أتقنت مارلين أداء دور الشقراء الغبيّة
الهشّة. لكنّها خلف هذه «البرسونا» العامّة، كانت تخفي طفلةً أحبّت أن تجذب
الانتباه إليها.
وهو انتباه لم تحصده في طفولتها بسبب مرض والدتها غلاديس بايكر
العقلي. غلاديس سببت مأساة ابنتها. نورما جاين كان تشكّ طيلة حياتها بهويّة
والدها الحقيقي. خلال طفولتها، تتقلّت من بيت إلى آخر، بسبب جنون والدتها
المتقّطع الذي انتهى بالأم في مستشفى للأمراض العقلية، وبالابنة في دار
للأيتام، ثمّ في رعاية أقارب متعددين. هكذا، عانت نورما جاين، الخوف،
والنبذ، والقلق، وحتى التحرّش الجنسي، وصولاً إلى زواجها المدبّر من جايمس.
رغم كلّ الحزن، عرفت مارلين مونرو كيف تكون مارلين مونرو. ورغم الزيجات
الفاشلة، ووضعها النفسي المأزوم دوماً، أتقنت النجمة الشابة فنون الفرح:
سافرت، عشقت، غنّت، استمتعت بجسدها، ومتّعته حدّ التخمة. أي امرأة في
الخمسينيات كانت تتطلع لتلبس مثل مارلين، وتمشي مثل مارلين، وتكون محبوبة
مثل مارلين. في حياتها العامّة، عوّضت فتاة الاستعراض كلّ الحبّ الذي
ينقصها في عائلتها. كانت طفلة الشهرة المدللة. تغذّت منها، قبل أن تنجح
صناعة النجوم العملاقة بالقضاء عليها. خلال عقد، كانت «حديث هوليوود» من
دون منازع، كما وصفها غلاف مجلة «لايف» عام 1952. حين بدأت علاقتها بجو
ديماجيو مثلاً، تناقلت كلّ الصحافة الأميركية صورةً للاعب كرة المضرب وهو
آتٍ لزيارتها في استوديوهات «فوكس». تزوجا، وسافرا لقضاء شهر العسل في
اليابان، لكنّهما تطلّقا بعد أقلّ من سنة... السبب ربما فورة غضب اجتاحت
ديماجيو خلال تصوير زوجته لمشهد قطار الأنفاق الشهير، وتطاير فستانها في
الهواء. وقد يكون سبب الطلاق السريع أيضاً أنّ جو لم يستطع تحمّل شهوات
زوجته، خصوصاً مع ما تردد عن علاقات كثيرة خارج الزواج جمعتها بالأخوين
كينيدي جون وروبرت، وبالممثل مارلون براندو. لكنّ ديماجيو بقي حريصاً على
تزيين قبرها بالورود حتى آخر يوم في حياته. وكان هو من اتصلت به في مرحلة
صراعها الأخيرة مع أشباح المرض والخوف، قبل أن تختار الارتماء النهائي في
أحضان الكحول والمنوّمات، منهيةً حياتها في آب (أغسطس) من عام 1962 عن 36
ربيعاً.
مزاجها المتقلّب، وتأخُّرها عن مواعيدها، وحياتها الغارقة في عالم
الأحلام، ميّزت شخصيّة مونرو المضطربة. تأثير المنوّمات والكحول الواضح على
شخصيّتها، رسّخ صورتها كشقراء غبيّة، استغرب معاصروها أن ترتبط بعلاقة مع
كاتب مسرحي بوزن آرثر ميلر. زواجها من ميلر كان الثالث والأطول، دام بين
1956 و1961. لكنّه كان التجربة الأقسى، كانت لها علاقة مباشرة بتدهور صحة
مارلين النفسية. وبقيت علاقة مونرو/ ميلر احد ألغاز هوليوود الأثيرة...
بعدما طلّقت ميلر، كانت مارلين قد وجدت عشيقاً آخر هو فرويد، صار حبّها
الوحيد في السنة الأخيرة من حياتها. وينقل عى طبيبها النفسي أنّ مارلين
كانت مسيّسة، تحبّ العمّال، وتنادي بالعدالة الاجتماعية. لكنّ الجميع
يتذكّرها وهي تغنّي قبل أيام من وفاتها للرئيس الأميركي جون كينيدي «كل عام
وأنت بخير سيدي الرئيس».
الأخبار اللبنانية في
21/04/2012
شقراء مغفّلة وحيوان جنسي
يزن الأشقر
تبدو حكاية الـ
sex symbol
مارلين مونرو نموذجاً للعلاقة التي تفرضها صناعة السينما الهوليوودية
بين الفن والسلعة الاستهلاكية. نصف قرن مر على وفاة تلك الأيقونة التي شغلت
هوليوود والعالم السينمائي بأدوارها الجذابة وشخصيتها المثيرة، وما زالت
تشكل هوساً تجسّد في أعمال سينمائية وكتب تستعيد سيرتها، وخصوصاً مع ظروف
وفاتها الغامضة.
بدأت مسيرتها كعارضة أزياء، وظهرت على العديد من الأغلفة، إلى أن جذبت
مديراً تنفيذياً في استوديوهات «فوكس القرن العشرين»، وعينت هناك، وغيّرت
اسمها إلى مارلين مونرو. شاركت في دور عاملة هاتف فيThe
Shocking Miss Pilgrim (1947)، ثم في بضعة أفلام أخرى في أدوار بسيطة،
حتى انتهاء عقدها. بعدها، اضطرت إلى التعرّي تحت عدسة مصور فوتوغرافي. عادت
إلى السينما بعد عام، ووقّعت عقداً مع استوديوهات «كولومبيا» لتشارك في
فيلم «سيدات الجوقة» (1948) الذي لم يلق النجاح، وشاركت بعدها في دور بسيط
في فيلم «لوف هابي» (1949)، للإخوة ماركس، أثار إعجاب المنتجين ومكّنها من
الذهاب إلى نيويورك للمشاركة في ترويج الفيلم، لتشارك بعدها بدور صغير في
«غابة الإسفلت» (1950) لتثير الإعجاب ويسند لها دور صغير في «كل شيء عن
حواء» (1950).
في عام 1952، عادت إحدى صورها العارية إلى الظهور في وسائل الإعلام،
فكادت أن تتسبب بفضيحة، وعالجت مونرو الأمر بمقابلة بيّنت فيها أنها اضطرت
إلى ذلك بسبب حاجتها إلى المال، فتحولت الفضيحة إلى تعاطف عام، ما أعطاها
جرعة إعلامية إيجابية زائدة.
هنا بدأت شخصية مونرو كشقراء مغفلة في البروز سينمائياً، رغم رغبتها
في تأدية أدوار جدية، «لكن لا أحد مهتم» كما ذكرت في إحدى المقابلات. في
عام 1952، ظهرت في أفلام عدة كـ«كلاش باي نايت» لفريتز لانغ، و«لسنا
متزوجين»، و«مونكي بيزنس» من إخراج هاورد هوكس في أول ظهور لها كشقراء. وفي
عام 1953، أدت في «نياغارا» دور امرأة فاتنة تحاول قتل زوجها، وبدأ النقاد
يتنبّهون إلى جاذبيتها الجنسية. وبدأت هنا تأخذ مسارها نحو الـ
sex symbol
في أفلام عدة. في العام نفسه، عاد هاورد هوكس للعمل مع مونرو وأسند
لها دوراً في فيلم «الرجال يفضلون الشقراوات». حصد دورها إعجاباً نقدياً،
وأصبحت تأديتها لفقرة «الألماس هو صديق الفتاة الأفضل» علامة بارزة اقترنت
باسمها. في العام نفسه، شاركت في دور «كيف تتزوجين مليونيراً»، وصولاً إلى
«شهوة السنوات السبع» (1955) من إخراج بيلي وايلدر. إنّه الفيلم ذو اللقطة
الشهيرة، حيث تقف مونرو على فتحة مترو الشارع ليتلاعب الهواء بفستانها.
دخلت تلك الصورة الذاكرة البصرية وحصد الفيلم نجاحاً، وعادت مونرو لتجدد
عقدها مع «فوكس» حسب شروطها بعدما كانت قد غادرت هوليوود.
بعدها، أدت دور «شيري» مغنية حانة ذات موهبة متواضعة في فيلم «موقف
الباص» (1956). هذا الدور كان محورياً ثبّت موهبتها، ليتبعه بعد ذلك
«الأمير وفتاة الاستعراض» (1957) من إخراج الأسطوري لورنس أوليفييه، في أحد
أفضل أدوارها كفتاة استعراض أميركية يقع في حبها تشارلز الذي يؤدي دوره
أوليفييه. عام 1958، عادت مونرو لتعمل مع بيلي وايلدر في الشريط الشهير
«بعضهم يفضلها مثيرة» (1959) ونالت عن دورها جائزة الـ«غولدن غلوب» كأفضل
ممثلة، ولاحقاً «لنمارس الحب» (1960) و«اللاأسوياء» (1961)، من كتابة آرثر
ميلر، الفيلم الشهير وسيئ السمعة الذي كان الأخير لمونرو وكلارك غيبل.
سيرة مونرو الهوليوودية أصبحت علامة بالفعل. تدهورت صحتها قبل فيلمها
الأخير، وعانت من الأرق ولجأت إلى الكحول والحبوب المنومة. وكانت مشاركتها
في «اللاأسوياء» متعبة، فدخلت المستشفى لعشرة أيام، وانفصلت عن ميلر لاحقاً
بعد الانتهاء من الفيلم ووفاة غيبل. استمرت صحتها في التدهور، وأجرت عمليات
جراحية إلى أن وجدت ميتة في شقتها في 5 آب (أغسطس) 1962. رغم ما جسدته من
رمز جنسي هوليوودي مثير، إلا أنّ براءتها ظلّت موجودة. حياتها الحافلة
والصاخبة، رغم قصرها، حامت حولها الصحافة كالذباب. صناعة استهلاكية
بامتياز، طبخت البراءة وتركت لتتعفّن.
الأخبار اللبنانية في
21/04/2012
أندي ورهول: «عذراء» الأزمنة الحديثة
روي ديب
لا يختلف اثنان على أنّ لوحة «مارلين مونرو» لأندي ورهول قد تكون
الأشهر التي أنتجت في الستينيات، وما زالت حتى اليوم مصدر وحي لأعمال لا
تنتهي. في عام 1953، التقط المصور الفوتوغرافي جين كورمان صورة إعلانية
لمارلين مونرو خلال تصويرها فيلم «نياغارا». من المؤكد أنّ كورمان ما كان
يدري أنّ تلك الصورة سوف تصبح «أيقونة البوب آرت».
أندي ورهول، رائد البوب الآرت الأشهر في العالم، أنجز ـــ انطلاقاً من
صورة كورمان ـــ اللوحة الأولى للنجمة فور تلقيه خبر وفاتها عام 1962.
توسّطت مونرو تلك اللوحة المطلية بلون ذهبي، بعدما طبع وجهها بتقنية الشاشة
الحريرية. بالغ في اصفرار شعر النجمة الأشقر، وظلل جفنيها بلون أخضر تدلى
على عينيها، كما زيّنها بأحمر شفاه خرج قليلاً عن شفتيها. أراد لألوانه أن
تنزلق على وجه إحدى أجمل نساء العالم كعلامة على فقدانها، وللمأساة التي
عايشتها في أواخر أيامها. أسلوب في الرسم سيعتمده ورهول ضمن تلك السلسلة،
يستند إلى التقليل من التفاصيل، وتضخيم الخطوط، والمبالغة في التعابير.
كرر ورهول الصورة نفسها في لوحات عدة، وبألون مختلفة، لكن ما يميز
اللوحة الأولى هو توسط وجه مونرو تلك المساحة الذهبية، ما يعيدنا إلى فن
رسم الأيقونات البيزنطية، حيث تطلى خلفية بورتريهات القديسين باللون
الذهبي. وبذلك، وضع ورهول نجمة هوليوود في مقام التبجيل، ليكرسها «عذراء»
العصر الجديد، وهوليوود، والجمال، والجنس. عبر تقديس النجمة، أراد ورهول أن
يستثمر المقام الألوهي عبر نقيضه. الأيقونات تظهر القديسين في أجمل وأبهى
صورة، أما مارلين فنجدها مشوهة، تنقصها الدقة.
رغم التقدير الكبير الذي كان الفنان الأميركي يكنّه لشخص النجمة،
ومسيرتها، وجمالها، إلا أنّ اهتمامه كان منصبّاً على ظاهرة الشهرة التي
تخلقها وسائل الإعلام وتحوّل الشخص إلى سلعة، سرعان ما ترمى للبحث عن ظاهرة
جديدة. وكما تنتج أخطاء طفيفة في بعض السلع بسبب الآلات، كذلك فعل ورهول في
لوحته الثانية «لقطة لمارلين مونرو». عمل مؤلف من لوحتين، يعيدنا أيضاً إلى
تقليد الأيقونات المتقابلة في التقليد البيزنطي. في القسم الأول، يتكرّر
طبع وجه مونرو المأخوذ من اللوحة الأولى بالألوان، مع فروق بسيطة، وأخطاء
في تكرار الطباعة، مظهراً بذلك تشوّه شخصية مارلين الحقيقية بعيداً عن
النجومية. تظهر حية بالألوان، وبقدسية وجهها الذي تشوبه الأخطاء. وفي الجزء
المقابل من اللوحة، تظهر عديمة اللون، مفتقدةً تفاصيل وجهها مع تكرار
الصورة انعكاساً لقصة حياتها المأسوية. ذلك التلاشي والموت الذي لطالما شغل
ورهول في أعماله، حكى عنه مرةً في عبارة «15 دقيقة من الشهرة» وصف فيها
المدة القصوى التي يحتلها الفرد في عالم الشهرة، قبل أن يتلاشى كل شيء.
واصل هوس ورهول بلوحات مونرو، فأعاد طبعها مراراً ضمن لوحات متعددة،
مستعملاً ألواناً مختلفة، وأضاف إلى السلسلة لوحات لشخصيات أخرى كجاكلين
كنيدي، والممثلة ليز تايلور... إلى أن أصبحت لوحة مونرو التي أنتجت من
زاوية النقد «لصناعة الشهرة» واستغلال الميديا لها، من أشهر لوحات القرن
العشرين. تعدّت إطار اللوحة لنجدها على الثياب، والجزادين، والمفروشات،
وخصصت لها برامج على الكمبيوتر، حيث بإمكان أي فرد تحميل صورته، وتحويلها
إلى لوحة مونروية/ ورهولية. وقد تكون من أبرز الأحداث التي واكبت شهرة تلك
اللوحة، المداخلة الفنية التي أجراها رسام الغرافيتي البريطاني الشهير
بانكسي. في 2008، قدّمت غاليري في لندن معرض «ورهول ضد بانكسي». هناك،
عُرضت لوحة مونرو/ ورهول مقابل ست لوحات أنجزها بانكسي استبدل فيها وجه
مونرو، بوجه عارضة الأزياء كايت موس. وما كان من فنان الغرافيتي إلا أن حضر
خفيةً في منتصف ليل افتتاح المعرض، ورسم على أرض مدخل المعرض غرافيتي
مونرو/ ورهول الأصلي، ليزيد لوحة إلى سلسلة الأعمال التي نتجت من الصورة
الأصلية لامرأة لن تمحى صورتها من التاريخ.
الأخبار اللبنانية في
21/04/2012
شباب أميركا يغزون الكروازيت
يزن
الأشقر
تخوض السينما الأميركية المنافسة في المسابقة الرسمية من مهرجان «كان» هذا
العام. وكانت الدورة السابقة قد شهدت تتويج فيلم الأميركي تيرنس مالك «شجرة
الحياة» بالسعفة الذهبية. في تاريخ المهرجان، تنافست الولايات المتحدة في
المسابقة الرسمية لتنال الجائزة 18 مرة، بينما اشتهر المهرجان بمغازلته بعض
المخرجين الأميركيين. هكذا، يفتتح فعالياته بشريط ويس أندرسون (1969)
«مملكة طلوع القمر» الذي يشارك أيضاً في المسابقة الرسمية.
في فيلمه الجديد منذ «السيد فوكس العظيم» (2009)، يتعاون أندرسون مع رومان
كوبولا في كتابة سيناريو الشريط الذي تدور أحداثه على جزيرة في ساحل نيو
إنغلاند في الستينيات. يقع صبي وفتاة يافعان في الحب، ويختفيان معاً،
لتنقلب القرية بحثاً عنهما. يتعاون أندرسون هنا مع أحد وجوهه المفضلة: إنّه
بيل موراي الذي يعمل معه للمرة السادسة، بالإضافة إلى بروس ويليس، وإدوارد
نورتون، وتيلدا سوينتون.... أسلوب أندرسون المعتاد في تقديم أعمال درامية
ذات كوميديا جافة مبطنة وألوان مبهرة لم يتغيّر. رئيس مهرجان «كان» جيل
جاكوب وصف أندرسون بأحد سينمائيي أميركا البارزين، وقد بدا سعيداً
بالاحتفاء الذي ستحظى به «السينما الأميركية اليافعة على الكروازيت».
بالإضافة إلى ذلك، يتنافس المخرج الأميركي الشاب جيف نيكولز (1978) بشريطه
الجديد «طين». إنّه أحد الوجوه الصاعدة بقوة في الفنّ السابع الأميركي،
توصف أعماله بأنّها تقع عند الخط الفاصل بين السينما المستقلة والإنتاج
الهوليوودي. فيلماه السابقان «قصص البندقية» (2007)، وTake Shelter (2011)
حظيا باستحسان نقدي، ونالا الجوائز لدى عرضهما. يشارك نيكولز إذًا بشريطه
الدرامي الذي كتبه أيضاً وأدى بطولته كل من ريز ويذرسبون وماثيو ماكونوهي.
مراهقان يلتقيان فاراً من العدالة ويتفقان على مساعدته في الهرب من جزيرة
في الميسيسيبي. على قائمة المسابقة الرسمية أيضاً «موزّع الجرائد» The Paperboy
للمخرج والمنتج والممثل لي دانيالز (1959)، في الفيلم المقتبس عن رواية
الأميركي بيت ديكستر بالعنوان نفسه. تدور الحبكة حول صحافي وشقيقه يحققان
في جريمة قتل في محاولة لتبرئة المتهم الذي ينتظر حكم الإعدام. الشريط من
بطولة ماثيو ماكونوهي ونيكول كيدمان وجون كوزاك.
بالإضافة إلى ذلك، تدخل أميركا المسابقة الرسمية عبر إنتاج أفلام لمخرجين
غير أميركيين، مثل البرازيلي والتر ساليس الذي يقتبس رواية «على الطريق»
لكاتب جيل «البيت» جاك كيرواك، والأوستراليين جون هيلكوت
(Lawless)، وأندرو دومينيك (قتلهم بلطف). سنة مهمة للسينما
الأميركية على الكروازيت بوجود ستة أفلام، لكن ذلك لا يعني ضمان السعفة
الذهبية، وخصوصاً مع تقلبات «كان» المعروفة وعودة الكبار على قائمة
المنافسة.
الأخبار اللبنانية في
21/04/2012
أكبر حشد من نجوم السينما العالمية يشاركون في الدورة 65
مصر تعود للمسابقة الرسمية لمهرجان «كان» بعد 15 عاماً من
الغياب
عبدالستار ناجي
تعود مصر الى المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» السينمائي الدولي في
دورته الـ 65 التي ستنطلق في الفترة من 16 الى 27 مايو المقبل من خلال
الفيلم الروائي الجديد «بعد الموقعة» للمخرج يسرى نصرالله والذي يسير على
نهج استاذه الراحل يوسف شاهين الذي تعود اليه آخر مشاركة رسمية في المسابقة
الرسمية للمهرجان السينمائي الدولي من خلال فيلم «المصير» الذي عرض في
الدورة الخمسين وفاز بالجائزة الخاصة لتلك الدورة . وعلمت «النهار» ان
الدورة المقبلة للمهرجان ستكون عامرة بحضور اكبر حشد من نجوم السينما
العالمية تتقدمهم نيكول كيدمان وبروس ويلز، وأودري توتو، وكاترين دينوف،
وغيرهم. ولكن الحدث الاهم بالنسبة للقارئ العربي هو تلك العودة المظفرة
للسينما العربية والمصرية على وجه الخصوص من خلال احدث نتاجات المخرج
المتميز يسري نصرالله. وكانت العاصمة الفرنسية قد شهدت يوم الخميس الماضي
عقد الموتمر الصحافي المرتقب والذى عقده رئيس المهرجان جيل جاكوب ومديره
الفني تييري فريمو، حيث تم الاعلان عن قائمة الأفلام الرسمية المشاركة في
المسابقة وعددها «21» فيلماً، منها ثلاثة أفلام فرنسية للسينمائي المخضرم
الآن رينية كما تكفل الدورة الجديدة عودة جديدة لعدد مهم من كبار الصناع
منهم المخرج الإيراني عباس كياروستامي الذي يشارك هذا العام بفيلم «كأحد
احبه»، الذي صوّره في اليابان، وكان كياروستامي قد فاز بالسعفة الذهبية من
ذي قبل عن فيلمه «طعم الكرز». كما يعود المخرج البرازيلي والتر ساليس
بفيلمه «على الطريق»، والبريطاني كين لوتش بـ «حصة الملائكة» وهذا المخرج
الكبير كان قد فاز ايضا بسعفة «كان» عن تحفته «الريح التي تهز حقل الشعير».
كما يشارك المخرج النمساوي مايكل هانيكة مع «حب» والذي تعود العمل في فرنسا
وتقديم اعماله في كان على وجه الخصوص. وتشهد دورة هذا العام عودة للسينما
الأميركية، مع الأعمال التي
سيتوقف عندها نقاد المهرجان كشريط - همينغواي وغلهورن- لفيليب كوفمان، الذي
يأتي في إطار التكريم المخصص للسينمائي الأميركي. هذا بالإضافة إلى فيلم
التحريك «مدغشقر» بجزئه الثالث، من إخراج ايريك دارنيل وتوم ماكغراث. وكنا
اشرنا في بداية الموضوع عن عودة السينما العربية حيث الحدث الأبرز عربيا
مشاركة السينمائي المصري يسري نصر الله في المسابقة الرسميّة من خلال فيلمه
الجديد «بعد الموقعة» بعد غياب 15 عاماً. إذ سجلت آخر مشاركة مصرية عام
1997 مع «المصير» للمخرج الراحل يوسف شاهين.
وقع اختيار لجنة تحكيم المهرجان على الفيلم، بعد أن كان اسمه «ريم
ومحمود وفاطمة». وتدور القصة حول حياة ناشطة سياسية تشارك في تظاهرات
الثورة في ساحة الميدان، وتواجه بعدها صعوبات ومشاكل عدة. يتناول الفيلم
بكل بساطة مصر بعد الثورة. يشارك في بطولته منة شلبي وباسم سمرة وناهد
السباعي.. وقد تم لاحقا تغيير الاسم. ولا تقتصر المشاركة العربية على حضور
يسري نصرالله بل هنالك اكثر من حضور هذا العام. أما المشاركة العربيّة
الأخرى، فتأتي ضمن تظاهرة «نظرة ما»، وهي المسابقة الثانية من حيث الأهمية
في مهرجان كان، مع المغربي نبيل عيوش وفيلمه «خيول الجنة». وتتمحور أحداثه
حول الإرهاب في بلدان المغرب العربي، ويتخذ من تفجير مقهى «أركانا» وسط
الحي السياحي في مراكش، نموذجاً تدور الأحداث فيه.
وفي التظاهرة ذاتها، يشارك الفلسطيني إيليا سليمان في إنتاج جماعي،
يحمل عنوان - سبعة أيام في هافانا- ، عملت على إخراجه كوكبة من
السينمائيين، منهم لوران كانيه، وبنيتشيو ديل تورو، وبابلو ترابيرو، وخوليو
ميديم، وخوان كارلوس تابيو، وغاسباو.
كما تشارك الأردن وفلسطين وسورية والجزائر بمسابقة الأفلام القصيرة.
أما فيلم الافتتاح فسيكون للمخرج الأميركي لويس أندرسون «ممكلة القمر
الطالع». والختام للفرنسي كلود ميلر الذي توفى منذ ايام قليلة بعد ان انتهى
من العمليات النهائية لفيلمه الجديد الذي يتناول حياة «الأخت تيريزا»
الناشطة في العمل الخيري. هذا وستقوم «النهار» كعادتها بتغطية فعاليات هذا
الحدث السينمائي الاهم عالميا من خلال صفحة يومية ترصد جميع فعاليات مهرجان
«كان» السينمائي الدولي .
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
22/04/2012 |