التشكيلة النهائية لأفلام الدورة الستين لمهرجان برلين السينمائي الدولي لم
تُعلن رسمياً بعد، لكن القسم الغالب من الأفلام المشتركة في مسابقة هذه
الدورة (وفي التظاهرات المهمّة الأخرى) أعلن عنه . وحسب المصدر الصحافي فإن
عدد الأفلام التي اختيرت للعرض الرسمي حتى الآن 26 فيلماً، خمسة منها خارج
المسابقة، بينما سيتّسع قسم “بانوراما” لنحو خمسين فيلماً آخر، وسيستوعب
قسم فورام نحو سبعين فيلماً بين قصير وطويل، لجانب أقسام أخرى تتوزّع في
أطر مختلفة من بينها نظرة على تاريخ المهرجان ومراحله تعبّر عنها بضعة
أفلام منتقاة، كما بانوراما أخرى يقيمها قسم “فورام” بمناسبة دورته
الأربعين . و”فورام” قسم منفصل ذاتياً عن المهرجان برئيسه ولجانه لكنه منتم
الى المظلّة الكبيرة التي تحوي المهرجان ككل . وتنحصر معظم أفلامه في
الاحتفاء بالأعمال الجديدة وذات النفحة التجريبية أو الغرائبية وهو عادة ما
يجذب جمهوراً غالباً من الشباب الذي يفضّل مبدأ الإقبال على أفلام يحققها
أبناء جيله على تلك التي يصنعها مخرجون من أجيال أخرى .
خطّة “برلين” المقبلة توفير أكثر من محور للاهتمام، فإلى جانب أنه المناسبة
الستّون التي هي فرصة لاستعادة التاريخ وتتويج الحاضر، هناك الأعمال التي
اختيرت من دول مختلفة لتعكس ما عُرف به المهرجان طويلاً كنقطة التقاء بين
جهات العالم الأربع . هذا الدور كان أكثر بروزاً حين كانت برلين نفسها تقع
بين جهتين واحدة شرقية والأخرى غربية، حيث كان سعي المهرجان واضحاً لإتاحة
أفضل ما لدى الجزء الشرقي من أوروبا من إنتاجات على جمهور الجزء الغربي .
وبعد سنوات من وحدة الوطن والمدينة ذاتها، فإن السعي للبقاء كنقطة لقاء بات
أكثر صعوبة من ذي قبل، فالمهرجانان الكبيران المنافسان، “فينيسيا” و”كان”،
يستطيعان الادّعاء بأنهما ملتقى الأفلام من أركان الأرض كافة .
هذه الحقيقة تدفع المهرجان الألماني للبحث حثيثاً عن أفلام جديدة تعبّر عن
رؤى عالمية لجانب أنها أفلام عالمية في الأساس . وبعض هذه الأفلام لم تستطع
اللحاق ب”فينيسيا” ولا يزال مهرجان “كان” بعيداً عنها، ما يجعل برلين محطة
رحبة لها .
فيلم الافتتاح سيكون صينياً بعنوان “منفصلان معا”، وهو دراما عاطفية للمخرج
كوانان وانج الذي سبق له أن قدّم فيلمه السابق “زواج تويا” في إطار مسابقة
المهرجان نفسه سنة ،2007 وفيلم الختام سيكون بدوره من الشرق الآسيوي، وهو
ياباني عنوانه “عن أخيها” للمخرج يوجي يامادا . وهناك فيلم ياباني آخر
بعنوان “يرقانة الفراشة” لكوجي واكاماتسو حول جندي ياباني عاد فاقداً
أطرافه من الحرب العالمية الثانية وكيف سيُستقبل من قِبل مواطني قريته .
من الصين فيلم زانج ييمو الجديد “امرأة، مسدّس ودكّان نودل” المأخوذ عن
فيلم الأخوين كووَن “دم بسيط” .
من ألمانيا هناك فيلم عنوانه “شهادة” حول أزمة فردية ذات محيط اجتماعي
شامل، المخرج أفغاني الأصل اسمه برهان قرباني ووُلد في برلين ويطرح عمله
الأوّل هذا على نفس خطوات المخرج فاتح أكين الذي أطلقه مهرجان برلين قبل
بضع سنوات والذي جاء من أبوين تركيين مهاجرين الى ألمانيا .
أوروبياً أيضاً، فإن أحد الاشتراكات المؤكدة فيلم “ماموث” مع إخراج مزدوج
بين بنوا ديلابين وجوستاف كرفرن يجمع دولاً ثلاثاً في انتاجه هي المانيا
والسويد والدنمارك، وهو من بطولة إزابيل أدجياني وجيرار ديبارديو . وثمّة
إنتاج مشترك بين فرنسا والأرجنتين بعنوان “أحجبة” مخرجة جديدة أيضاً اسمها
ناتاليا سميرنوف .
بالانتقال الى روسيا فإن واحداً من الأفلام الخمسة التي ستعرض في الأقسام
المتعددة ووحيدها في المسابقة هو “كيف أنجزت هذا الصيف” حول رجلين يعملان
في نقطة منعزلة من القطب الشمالي وكيف ترتفع العدائية بينهما في تلك
المنطقة التي لا يستطيع أي منهما توقع تأييد من أي طرف خارجي .
وهو من إخراج إليكساي بوبوجربسكي الذي كان فيلمه السابق “طرق الى كوكتبل”
دار في أجواء منعزلة أيضاً .
لا يخلو المهرجان من أفلام أكثر شهرة وذلك الى جانب اسم زانج ييمو المعروف
جدّاً على مستوى المهرجانات الدولية . ولعله من بين المسائل الدقيقة الوقوف
على ردّ فعل المشاركين حيال فيلم رومان بولانسكي الأخير “الكاتب الشبح”،
الذي أنجزه وهو قيد الإقامة الجبرية في سويسرا . إنه فيلم فرنسي التمويل
ناطق بالإنجليزية حول رئيس وزراء بريطاني سابق يكتشف أن أحداً استولى على
وثائق ومدوّنات شخصية تهدد سمعته . البطولة بين بيرس بروسنان وايوان مكروجر
.
فيلم كبير آخر آت من الولايات المتحدة هذه المرّة هو “جزيرة محجوبة” لمارتن
سكورسيزي الذي يتحدّث عن شرطيين فدراليين يدخلان سجناً خاصّاً بالخطرين
نفسياً ليجدا نفسيهما أمام خطر البقاء داخله بعدما كشفا الستار عن حالات
غير قانونية تدور فيه . البطولة هنا لليوناردو ديكابريو ومارك روفالو مع بن
كينجسلي .
merci4404@earthlink.net
http://shadowsandphantoms.blogspot.com
الخليج الإماراتية في
24/01/2010 |