نحاور مخرج تجربة سينمائية متميزة:
كريم الشناوى: (ضى).. رحلة داخل مصر عبرنا فيها عن التنوع
والحلم
كتب هبة محمد على
فى الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائى، كان
الجمهور على موعد مع فيلم (ضى) الذى افتتح المهرجان، من تأليف الروائى
والسيناريست «هيثم دبور» وإخراج «كريم الشناوى» حيث يتناول رحلة مراهق نوبى
يعانى من مرض الألبينو (عدو الشمس) يقوم برحلة ساحرة من جنوب مصر إلى
شمالها مع عائلته المفككة ومدرسة الموسيقى الخاصة به، ساعيا إلى تحقيق حلمه
فى الغناء، حيث تم قبوله فى اختبارات الأداء فى إحد برامج اكتشاف المواهب،
وخلال رحلته يلتقى بالعديد من الشخصيات التى لعب أدوارها عدد من ضيوف الشرف
الذين شكل ظهورهم على الشاشة مفاجأة للجمهور، منهم «أحمد حلمى، ومحمد
ممدوح، وأمينة خليل، وصبرى فواز.. وغيرهم»
.
وقد اكتملت المفاجأة بظهور الكينج «محمد منير» فى نهاية
الفيلم محققا حلم «ضى» ومحققا أحلام عدد هائل من محبيه الذين رحبوا بعودته
إلى السينما من جديد، وفى حوارنا مع مخرج الفيلم «كريم الشناوى» سألناه عن
رحلة البطل داخل أحداث الفيلم والتى استغرقت 48 ساعة، وسألناه أيضا عن رحلة
صناع الفيلم التى تجاوزت الثلاث سنوات من أجل أن يخرج للنور ويراه الجمهور
بعد معوقات عديدة.. وإلى نص الحوار.
بداية
حدثنا عن شعورك بعد عرض الفيلم فى مهرجان البحر الأحمر؟ وهل أقلقك اختيار
الفيلم ليعرض بعد حفل الافتتاح، حيث يخشى صناع الأفلام مغادرة الجمهور بعد
انتهاء الحفل؟
-
كنت فخورا جدا بعرض الفيلم لأول مرة فى هذا المهرجان المهم. استقبال
الجمهور بمختلف جنسياته وثقافاته كان رائعا. تحمست بشدة بعدما شعرت
بتفاعلهم وإحساسهم بالمواقف، وهذه هى متعة السينما بالنسبة لى، أما عن عرض
الفيلم عقب حفل الافتتاح، ففى رأيى أن اختيار فيلم مصرى للافتتاح شىء مهم،
ويهمنى المشاهد الذى جلس حتى نهاية الفيلم، وشاهدت اهتمام عدد من النجوم
وبقاءهم حتى نهاية الفيلم وتأثرهم الشديد به.
ما
الذى حمسك لقصة (ضى)؟
-
أبحث دائما فى أفلامى عن شخصيات حقيقية وأصحاب رحلة من الحياة، حتى عند
تناولى لشخصيات تعانى من التهميش، أقدمها من منظور إنسانى يجعل المشاهد
يتفاعل معها ويتعاطف معها، وهو ما وجدته متجسدا فى فيلم (ضى).
تم تصوير الفيلم فى أكثر من 50 موقعا للتصوير فى مختلف
محافظات مصر، ما سبب ذلك؟
-
لأنى تعمدت الابتعاد عن الألوان النمطية وتقديم المواقع بشكل طبيعى ومختلف،
وعلى سبيل المثال، تعمدت وأنا أصور مشاهد النوبة، أن ابتعد عن الأماكن
المشهورة فيها، مثل غرب سهيل مثلا، وقررت التصوير فى أماكن غير مألوفة، مثل
جزيرة هيسا، وكانت تجربة صعبة جدا، ومرهقة.
لماذا تأخر تصوير الفيلم لمدة ثلاث سنوات؟
-
كان من المفترض أن نبدأ التصوير قبل ثلاث سنوات، لكنه توقف قبل أسبوعين فقط
من البداية بسبب ارتفاع الميزانية. ومع عودة المشروع، قمنا بتطوير
الشخصيات، واستغرقت رحلة البحث عن (ضى) عاما كاملًا.
وكيف
وجدتموه؟
-
عن طريق إعلان قمنا به عن حاجتنا لشخص بمواصفات معينة، وتقدم إلينا المئات،
لكن الشروط كلها انطبقت على «بدر محمد» الشاب السكندرى الذى قام ببطولة
الفيلم.
اشترك
فى بطولة هذا الفيلم الممثلة السعودية «أسيل عمران» والممثلة السودانية
«إسلام مبارك» كيف استطعت إحداث التناغم بينهما؟
-
وجود ثلاثة أبطال من خلفيات مختلفة كان تحديا كبيرا، لكنى أصررت عليهم،
وأصبحوا جزءا أساسيًا من المشروع.
الفيلم يضم عددا كبيرًا من ضيوف الشرف وصل عددهم إلى 11
ضيفا، مثل «أحمد حلمى، ومحمد ممدوح وأمينة خليل» لماذا اخترت هذا النهج؟
-
تعمدت أن يكون الفيلم مفاجئا فى كل خطوة، ووجود نجوم كبار مثل «محمد منير
وأحمد حلمى وأمينة خليل» كان دعما كبيرا للفيلم، هؤلاء النجوم شاركوا بدون
مقابل، وأرادوا الوقوف بجانب أبطال الفيلم الجدد.
كيف
أقنعت الكينج «محمد منير» بالمشاركة؟
-
أقنعناه بعد جلسات متعددة، وصدق الحكاية بنفسه، كنا ندرك أنه بدون «محمد
منير» لن يكتمل الفيلم، خاصة أنه يتناول جزءا من رحلته الموسيقية، والحقيقة
أنا فخور بأننى صورت مشهدين لـ«محمد منير»، وقدمنا أغنية (علمونى عنيكى)
بتوزيع جديد لـ«فتحى سلامة».
ما
سبب اختيارك للممثلة السعودية «أسيل عمران» لدور فتاة صعيدية؟
-
راهنت عليها لأنها ممثلة موهوبة، وأحببت العمل على بنائها كشخصية. أداؤها
هو ما سيحكم عليها. «أسيل» ستكون معى أيضا فى مسلسل (لام شمسية) فى رمضان
2025.
ما
الذى تسعى إليه من خلال فيلم (ضى)؟
-
أحلم بأن يشاهد الفيلم عائلات متعددة، لأنه رحلة داخل مصر تبرز أماكن
ولهجات ونماذج حياتية مختلفة، فالفيلم يعبر عن التنوع والحلم، ويقدم شخصيات
ذات تناقضات طبيعية تجعل المشاهد يعيش التجربة بكل تفاصيلها.
ومتى سيتم عرضه تجاريا؟
-
الفيلم أمامه جولة فى عدة مهرجانات عالمية مهمة، ومن بعدها سيتم عرضه
تجاريا فى دور العرض، وقد يستغرق الأمر بضعة أشهر. |