لقاء مع ماريان خوري
المدير الفني لمهرجان الجونة
ماريان خوري: الدورة السابعة لمهرجان الجونة شابة ومؤثرة
وصديقة للجمهور
حوار – ناهد نصر
·
المدير الفني لمهرجان الجونة: لسنا مشروعًا ترفيهيًا وإنما
نتحمل مسؤولية كبيرة للمساهمة في خلق جيل جديد من السينمائيين
·
المهرجان نجح ويواصل نجاحه في تكوين مجتمع سينمائي يتنامى
بفضل تطوره وتجدده الدائم
·
نجحنا في فترة قصيرة نسبيًا وبإمكانات محدودة مقارنة
بمهرجانات أخرى بالمنطقة في أن نكون واحدًا من أهم وأكثر المهرجانات
تأثيرًا على المستوى الإقليمي
يؤكد مهرجان الجونة السينمائي دائمًا على سعيه المستمر
للمساهمة في بناء وتشكيل جيل جديد من السينمائيين يحمل على عاتقه تطوير
الفن السينمائي بشكل خاص، وبناء مجتمع سينمائي معاصر، ولذا جاء حوارنا
اليوم مع المدير الفني للمهرجان، ماريان خوري من أجل فهم أوضح لهذه الرؤية…
·
رغم التحديات التي واجهت الدورة الماضية، تمسك مهرجان
الجونة بروح الإصرار بطرح مبادرات بارزة خاصة مثل سوق سيني جونة، وبرنامج
الجونة السينمائي للمواهب الناشئة. ما هي الثمار التي أنتجتها هذه الخطوة؟
الدورة الماضية كانت دورة استثنائية، مع ذلك لم يكن من
الممكن التراجع عن إطلاق مبادرات جديدة تترجم رؤيتنا لدور مهرجان الجونة
السينمائي في الصناعة. اتخذنا خطوات أكثر تطورًا تبني على ما تحقق بالفعل
منذ تأسيس منصة سيني جونة التي تزامنت مع انطلاق المهرجان نفسه في 2017،
تأخذه إلى آفاق جديدة. فكان سوق سيني جونة الذي ضم عدداً مهماً من شركات
الإنتاج والموزعين وممثلي الصناعة، وسيني جونة للمواهب الناشئة الذي شارك
فيه 100 من صناع الأفلام الشباب في تخصصات سينمائية متنوعة من مختلف
المحافظات، وكان هناك أيضًا تركيز لكل فعاليات المهرجان سواء الخاصة
بالصناعة أو بعروض الأفلام في مكان واحد، وهو مركز الجونة السينمائي في
البلازا. كل خطوة من هذه الخطوات حققت أهدافها بشكل فعال على الرغم من
الظرف الاستثنائي. أثبت التفاعل الكبير بين صناع الأفلام المشاركين، أهمية
وجود مساحة واحدة تتركز بها جميع أنشطة المهرجان وهي مركز الجونة السينمائي
الذي صُمم بطريقة تضمن التواصل والتفاعل بين جميع ضيوف المهرجان. شملت
المساحة البذرة الأولى لسوق سيني جونة، وكذلك الفعاليات الثقافية لملتقى
سيني جونة من الندوات والحلقات النقاشية، بالإضافة إلى فعاليات عرض
المشاريع، وجانب كبير من عروض الأفلام، واللقاءات الصحفية والإعلامية، بما
يضمن الانغماس الكامل في تجربة المهرجان بمكوناته المختلفة لضيوف المهرجان.
فالتجربة السينمائية هي تجربة تكاملية تبدأ من الفكرة إلى العرض، وما بعد
العرض، وهي تجربة تشمل الصناع والجمهور في مراحل مختلفة. صممت المساحة
برؤية أتاحت الفرصة للتفاعل الإنساني بين كل المعنيين بالتجربة السينمائية
وهو أمر مهم جدًا في صناعة السينما، حيث يلتقي صناع الأفلام ببعضهم البعض
دون ترتيب ويكتشفون اهتمامهم المشتركة بالمشاريع، وهكذا تتطور المشاريع
وتتطور العلاقات. هناك رؤية واضحة واستراتيجية مدروسة للطريقة التي صممت
على أساسها أنشطة المهرجان المختلفة، تتسق مع أهداف المهرجان في الوصول إلى
شرائح الجمهور متنوع الاهتمامات، ولعب دور مؤثر في الصناعة. تصميم المساحة
الجديدة، ساهم في تحقيق هذه الرؤية وانعكاس هذا التكامل على المشاركين،
وهنا يجب الإشارة إلى دور عمرو منسي، المدير التنفيذي والمؤسس المشارك
لمهرجان الجونة السينمائي، وكذلك المهندس سميح ساويرس مؤسس مدينة الجونة
ورئيس مجلس إدارة مهرجان الجونة السينمائي، في إطلاق هذه المساحة، في ظل
التحديات التي واجهتها الدورة الماضية.
·
كيف تم البناء على هذه التجربة في الدورة الحالية؟
هذا العام هناك اهتمام أكبر بمركز الجونة السينمائي من حيث
اتساع المساحة، وتنوع الخدمات. بنينا على الدروس المستفادة من الدورة
الماضية فطورنا التصميم، لتتسع المساحة للمتطلبات المختلفة لجمهور متنوع،
مع الوضع في الاعتبار الأعداد الأكبر من الضيوف في الدورة الحالية. وعلى
صعيد منصة سيني جونة، جرت هذا العام خطوات جديدة في الشكل والمضمون، نابعة
من وجود إرادة حقيقية لمؤسسي المهرجان في أن يلعب مهرجان الجونة دورًا
فعالاً ومتناميًا في دعم صناعة السينما.
تم هذا العام تحديث العلامة التجارية لاثنين من برامج منصة
سيني جونة الرئيسية بحيث تعبر عن تطور أنشطة البرامج وأهدافها. سيني جونة
لدعم إنتاج الأفلام، المعروف سابقًا باسم منطلق الجونة السينمائي صار أكثر
تركيزًا على التزام المهرجان بكون البرنامج محطة رئيسية لتقديم الدعم
المالي والفني لمشروعات الأفلام العربية في مرحلتي التطوير وما بعد
الإنتاج. أما ملتقى سيني جونة لصناع الأفلام، المعروف سابقًا باسم جسر
الجونة السينمائي، فسوف يواصل نشاطه في إدارة مناقشات عميقة حول صناعة
السينما، وعقد الدورات التدريبية، وورش العمل لمحترفي السينما. بالإضافة
إلى أنشطة جديدة، أهمها مناقشات مائدة مستديرة تضم كبار المسؤولين وصناع
السياسات، بهدف بحث التحديات الملحة في صناعة السينما والخروج بحلول لها.
كما سيقوم الملتقى بتنظيم عدد من الندوات القصيرة المتتالية تحت عنوان "في
دائرة الضوء"، بهدف التعمق في مناقشة الموضوعات والقضايا من وجهات نظر
مختلفة. كما سيتوسع المنتدى في عقد التجمعات المخصصة لصناع الأفلام، مما
يمنحهم مساحة كافية لمناقشة الفرص والحلول الإبداعية. هناك أيضًا توسع في
أنشطة البرامج الأخرى التي تضمها سيني جونة بما في ذلك سوق سيني جونة وسيني
جونة للمواهب الناشئة الذي يمثل هذا العام مظلة لجميع مبادرات المهرجان
التي تدعم المواهب الشابة والناشئة. وسيدعو البرنامج في نسخته الثانية، 200
من صناع الأفلام الشباب وطلاب السينما لحضور مهرجان الجونة، والاندماج في
دوائر صناعة السينما الإقليمية. بالإضافة إلى ذلك، سيطلق سيني جونة للمواهب
الناشئة برنامجاً جديداً بعنوان سيني جونة للنجوم الصاعدة، والمصمم لصناع
الأفلام الناشئين من العرب وشمال إفريقيا الذين أظهروا بالفعل إمكانات
كبيرة في حياتهم المهنية. كما سيواصل البرنامج تواصله مع التلاميذ في مدارس
الجونة وتقديم مبادرات جديدة للممثلين والمصورين والنقاد السينمائيين
الشباب والناشئين.
إضافة إلى ذلك، يقدم مهرجان الجونة السينمائي هذا العام،
قسمًا جديدًا باسم سيني جونة للأفلام القصيرة، سيخصص لدعم هذه الأفلام.
وسيصاحب إطلاق هذا القسم مسابقة ذات جوائز مالية بدعم من أو ويست. وسيواصل
المهرجان أيضًا برنامج العروض السينمائية خارج الجونة من خلال سينما زاوية
في القاهرة.
·
التوسع في الأنشطة والبرامج التي تتواصل مع شرائح أوسع من
الجمهور سواء جمهور الأفلام أو صناع الأفلام يبدو أنه قائم على رؤية مدروسة
من قبل المهرجان. ما هي هذه الرؤية؟
أي
مهرجان في العالم يجب أن تكون لديه استراتيجيته الخاصة بمن هو جمهوره
المستهدف. وهناك تفكير ومناقشات تمت منذ العام الماضي حول هذه النقطة، وصار
هناك في المهرجان قسم خاص معني بدراسة الشرائح المختلفة للجمهور وطرق
التواصل معها. مهرجان الجونة منذ تأسيسه يتميز ببرنامج جاد جدًا سواء في
عروض الأفلام أو في اختيار ودعم مشاريع الأفلام. هذا الأساس القوي، يضمن
التفكير في آليات جديدة لتوسيع الجمهور المستهدف وخاصة من الشباب. وكان
التحدي هو كيف يمكن لمدينة مغلقة مثل الجونة بمقوماتها الساحرة أن تكون
أيضًا نقطة جذب ثقافي وفني لقاعدة متنامية من الجمهور. بالتأكيد كان هناك
ضرورة للبدء من جمهور مدينة الجونة نفسها التي تضم شرائح متنوعة من السكان.
هناك مثلًا كبار السن من الأشخاص الذين قرروا نقل حياتهم إلى الجونة، وهناك
أصحاب المشاريع وعائلاتهم، وهناك أيضًا المدارس المتنوعة ومن بينها مدارس
التجديف والتمريض والفندقة، وطلاب هذه المدارس من فئات عمرية مختلفة. صارت
لدينا برامج مدروسة وموجهة للوصول إلى كل شريحة من سكان مدينة الجونة، ومن
بينها برنامج تعليمي خاص بطلاب المدارس. على جانب آخر تم التوسع في أنشطة
منصة سيني جونة بما فيها من برامج جديدة وأخرى قائمة بالفعل صارت تستهدف
شرائح أوسع من الجمهور ليس فقط من أصحاب المشاريع ولكن أيضًا من الشباب
وطلاب السينما من المواهب الناشئة من كل أنحاء مصر الذين تتم دعوتهم
لمعايشة تجربة المهرجان الكاملة بكل تفاصيلها. هناك أيضًا عناية بالجمهور
عشاق الأفلام سواء في مهرجان الجونة أو في القاهرة من خلال مواصلة برنامج
عروض الأفلام الذي انطلق العام الماضي بالتعاون مع سينما زاوية في القاهرة.
ورأينا كيف أحدثت فكرة التمدد خارج مدينة الجونة، تأثيرًا مهمًا ليس فقط من
خلال عروض الأفلام، ولكن أيضًا من خلال اجتذاب شركاء جدد. على سبيل المثال
تم تصميم مبادرة منصة سيني جونة × مدينة
O West
بالقاهرة مايو/أيار الماضي لدعم وتمكين صانعي الأفلام المصريين والعرب.
هذا التعاون نتج عنه في الدورة الحالية إطلاق برنامج سيني جونة للأفلام
القصيرة بدعم من
O West.
لا شيء يحدث بالصدفة عندما تكون الأهداف واضحة ومدروسة يكون
العمل على تحقيقها فعالًا ومؤثرًا. هدفنا في مهرجان الجونة إحداث تأثير في
صناعة السينما وهو يشمل الجمهور والصناع وبالتالي فإن كل البرامج والأنشطة
والخطط تخدم هذا الهدف. هناك أمر مهم جدًا في آليات تفاعل المهرجان مع
الجمهور، وهو أن تكون تجربة المهرجان صديقة للجمهور بمختلف شرائحه، بمعنى
أن لا يشعر الجمهور بالاغتراب وصعوبة الوصول والتواصل الذي هو جوهر مفهوم
المهرجان السينمائي. وهذا هو الملمح الأساسي في تصميم برامج المهرجان
المختلفة ليس فقط من حيث المحتوى، ولكن أيضًا من حيث التصميم المادي
للمساحات وابتكار حلول إبداعية لتسهيل ودعم فرص التواصل. يمكنني القول إن
الدورة السابعة لمهرجان الجونة دورة شابة ومؤثرة وصديقة للجمهور.
·
كيف تنعكس هذه الرؤية في تصميم برنامج أفلام مهرجان الجونة؟
المفهوم الأساسي للمهرجان يترجم في جميع الأنشطة بما فيها
برنامج عروض الأفلام. على سبيل المثال 50% من الأفلام المختارة في برنامج
العروض لهذا العام لصانعات أفلام، وهناك نسبة كبيرة من الأفلام الروائية
والتسجيلية الطويلة المختارة وعددها حتى الآن أكثر من 70 فيلمًا منها –
فيلمًا هي العمل الأول لمخرجيها. وجود أعمال أولى يمنح المهرجان طزاجة ودم
جديد وعين جديدة وطاقة جديدة. أيضًا مهرجان الجونة، مهرجان دولي، لكن لديه
اهتمام خاص بالسينما العربية، هذا الاهتمام انعكس في وجود مجموعة كبيرة من
الأفلام التسجيلية والروائية الطويلة المميزة لصناع أفلام عرب. وهناك حتى
الآن نحو 4 أفلام وثائقية طويلة، و4 روائية طويلة لصناع أفلام عرب في
المسابقتين، بالإضافة إلى أفلام روائية ووثائقية طويلة وقصيرة لصناع أفلام
مصريين. على جانب آخر يتضمن برنامج العروض، أفلامًا حصلت على جوائز في
مهرجانات دولية مرموقة من بينها فيلم "المادة" للمخرجة كورالي فارجا الفائز
بجائزة السيناريو في مهرجان كان، وفيلم "الاحتضار" للمخرج ماتياس غلاسنر
الفائز بجائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو في مهرجان برلين السينمائي،
والفيلم الليتواني "سام" للمخرجة سالي بلوايته الفائز بأربع جوائز في
مهرجان لوكارنو من بينها جائزة الفهد الذهبي لأفضل فيلم في المسابقة
الدولية، وفيلم "غريب" للمخرج شونفان يانغ الفائز بالجائزة الكبرى في
مسابقة بروكسيما في مهرجان كارلوفي فاري.
هناك أيضًا حرص على أن تكون اختيارات الأفلام في مسابقة
الأفلام القصيرة منوعة من حيث طرق السرد والمضمون. الفيلم القصير برأيي هو
فرصة عظيمة واستثنائية لصناع الأفلام للتجريب وهو ما يجب أن ينعكس في ما
نقدمه في المهرجان من أفلام، حيث طزاجة التجربة ومضمونها له الأولوية في
الاختيار.
تحقيق التوزان في برنامج عروض الأفلام واتساقه مع رؤية
المهرجان العامة، يعتمد على فريق المهرجان من المبرمجين المتخصصين ذوي
الخبرة في مناطق مختلفة من العالم: أندرو محسن رئيس البرمجة، والمبرمجين
نيكول جيميه، وتيريزا كافينا، ورامان شاولا، وموفق الشوربجي. نحن نعمل وفق
نظام برمجة محكم يبدأ أعماله من بداية العام بمتابعة المهرجانات الدولية
الكبرى، وكذلك متابعة تطور مشاريع الأفلام من اكتشافات المهرجان، ومن خلال
آلية اجتماعات دورية ومناقشات مطولة يتكون بالتدريج برنامج الأفلام. هذا
بالإضافة إلى أن مهرجان الجونة صار يحظى أيضًا بسمعة جيدة تجذب كبرى شركات
التوزيع حول العالم.
·
يتميز مهرجان الجونة منذ دورته الأولى ببرامج موازية تتسم
بالطزاجة والرصانة كالحفل الموسيقي والمعرض الفني. ما هي أبرز علامات
البرامج الموازية للدورة السابعة للمهرجان؟
هذا العام لدينا معرض فني مميز جدًا نبعت فكرته خلال الدورة
الماضية من خلال فتاة شابة اسمها مارينا إبراهيم كانت من بين المشاركين في
برنامج سيني جونة للمواهب الناشئة. حدثتنا عن مجهود بحثي متميز لوالدها
الصحفي والباحث إبراهيم مسيحة في عمل دراسة عن مجموعة من المدن المصرية
التي تم تصوير أهم الأفلام السينمائية المصرية والعالمية بها. وكانت هذه
الفكرة نواة لمعرض سيتم إطلاقه في الدورة السابعة للمهرجان بعنوان "سبع مدن
مصرية تحتضن السينما"، وأوكلت مهمة تنسيق المعرض لمهندسة الديكور شيرين
فرغل خريجة المعهد العالي للسينما. سيضم المعرض أبرز العلامات التي تجمع
بين هذه المدن والأفلام التي صورت فيها. اخترنا سبع مدن تماشيًا مع كون
الدورة الحالية هي السابعة لمهرجان الجونة. فكرة المعرض لا تدور حول الحنين
للماضي وإنما هدفه فتح نقاش حول مستقبل التصوير السينمائي في مصر، وستكون
هناك مجموعة من الفعاليات النقاشية الموازية للمعرض لمناقشة الكثير من
القضايا المتعلقة بهذا الموضوع من زوايا مختلفة. وبرأيي أنه سيكون نواة
لمشروع أكبر عن السينما المصرية التي أنتجت أكثر من 6000 فيلم.
·
انضممتِ لفريق عمل الجونة في منصب المدير الفني في الدورة
الماضية، بعد مرور سبع سنوات من تأسيسه. إلى أي مدى ترين أن آليات العمل
داخل المهرجان تسمح بالاندماج ودعم المبادرات الجديدة؟
انضممت لفريق عمل المهرجان بعد أكثر من 45 عامًا من الخبرة
في السينما والأفلام، من الإنتاج إلى الإخراج إلى تأسيس الكثير من
المبادرات والمغامرات السينمائية . وأستطيع القول إنني استفدت كثيرًا من
آليات العمل المؤسسية في المهرجان التي تتسم بالانفتاح على الأفكار
والمبادرات الجديدة والسعي لإيجاد آليات لتنفيذها على الأرض. التكامل بين
نزوعي الدائم للمغامرة وأسلوب العمل المؤسسي القادر على تحويل المبادرات
إلى واقع مدروس وملموس، يقف وراء كل الخطوات الناجحة التي أطلقها المهرجان
في الدورة السابقة والتي تزداد توسعًا خلال الدورة الحالية. انفتاح ومنهجية
عمل المدير التنفيذي للمهرجان عمرو منسي ساهمت في بناء ثقة متبادلة أدت إلى
هذا التكامل بيننا في كيف تتحول الأفكار إلى مشاريع حقيقية قابلة للتنفيذ
بشكل مدروس وناجح يجذب المزيد من الشركاء لمسيرة التطوير في إطار رؤية
جوهرية ومتجددة لدور المهرجان.
·
كيف ترين مستقبل مهرجان الجونة؟
مهرجان الجونة برأيي لديه منذ تأسيسه كل المقومات والقوة
الكامنة التي تسمح له بالتطور والتجدد والتأثير المستمر. المهرجان
السينمائي ليس فقط مشاريع أو أفلام أو سجادة حمراء بل هو تجربة كاملة
ومتكاملة تشمل كل ذلك وأكثر. هناك جمهور الأفلام وجمهور الصناعة، وجمهور
السجادة الحمراء، مجتمع متكامل متنوع الاهتمامات والأدوار، وهو ما يحتاج
إلى آلية عمل تتسم بالمرونة والجدية والانفتاح، وهي سمات متوافرة لدى فريق
مهرجان الجونة بداية من المؤسسين وفريق الإدارة الذين يساهمون في خلق
البيئة الصحية البناءة، التي تتوافق مع طموحات مهرجان بحجم مهرجان الجونة.
رأيي أن المهرجان نجح ويواصل نجاحه في تكوين مجتمع سينمائي يتنامى بفضل
تطوره وتجدده الدائم، كما نجح في فترة قصيرة نسبيًا وبإمكانات محدودة
بالمقارنة بمهرجانات أخرى بالمنطقة في أن يكون واحدًا من أهم وأكثر
المهرجانات تأثيرًا على المستوى الإقليمي. وسوف يواصل اكتساب المزيد من
القوة والتأثير في ظل التزامه باستراتيجية واضحة تخدم أهدافه الجوهرية في
دعم صناعة السينما في مصر والمنطقة. مهرجان الجونة ليس مشروعًا ترفيهيًا
وإنما مسؤولية كبيرة للمساهمة في خلق جيل جديد من السينمائيين. |