في ظل الكم الهائل من المسلسلات التي تعرض حالياً والتي تتباين بين
الحصري وغير الحصري، والتاريخي والسير الذاتية والكوميدي والاجتماعي وغيره،
هل يستطيع المشاهد خلال الشهر الكريم أن يتلقى كل هذه الأعمال؟ وكيف يشاهد
هذا الكم من المسلسلات؟ وكيف يفاضل بينها؟
للإجابة على هذه الأسئلة أجرينا هذا التحقيق:
يحدثنا جميل علي حسن سوري الجنسية (بائع في محل هواتف) عن رأيه في
الكم الكبير من المسلسلات الرمضانية قائلاً “اعتقد ان هذا الكم من
المسلسلات شيء جيد ما دام يعكس الواقع المعاش ويحتوي على قصص واقعية إلا
أنه أضاع علي الكثير من المشاهدات لأنني لا أملك الوقت الكافي لمشاهدة هذا
الكم وأخطط وأتابع المسلسلات التي فاتتني بعد شهر رمضان، وأحرص حالياً على
مشاهدة المسلسلات السورية وهذا ما يسمح به وقتي”.
تشاركه الرأي ميرالديل ميرندا (عاملة في مطعم) التي تشاهد مسلسل “باب
الحارة” لأنه يكشف حياة الحارات القديمة والتي تعتبر مشاهدات جديدة بالنسبة
اليها وهي تحب هذا النمط من المسلسلات الذي يعكس البيئة العربية القديمة
ويعكس السلوك القائم في تلك الفترة والتي تعتبر تاريخا جميلاً بالنسبة
اليها.
يوسف علي عبدالله (طالب في مدرسة النووي للتعليم الثانوي في المنطقة
الغربية) يرى ان مسلسلاً واحداً يكفي للمشاهدة خلال شهر رمضان، ويقول “أحب
متابعة المسلسلات الخفيفة والتي تعكس الواقع بشكل فكاهي ولذا اتابع “شعبية
الكرتون” فأحس بقربه مني ولأن شهر رمضان يتخلله الكثير من العبادات التي لا
يمكنها ان تتوافق وقتياً وهذا الكم من المسلسلات فأنا اوازن بين الامرين
وأمارس عباداتي بالاضافة الى متابعة شعبية الكرتون واللقاء مع الأهل
والاصدقاء”.
سالي ابراهيم فلسطينية (19 عاماً) تقول انها تتابع المسلسلات بحسب
الممثلين فالأولوية لمن يؤدي دور البطولة، وترى ان المسلسل يتضح ان كان
يستحق المتابعة او لا منذ اول 3 أو 4 حلقات، وتضيف “شاهدت مسلسل باب الحارة
لأنني تابعت الأجزاء الاولى منه ولن استطيع تركه، واتابع كذلك مسلسل هدوء
نسبي لإرتباطها بقضية معينة عشتها، واتابع كذلك مسلسل “رجال الحسم”
و”ماتخافوش” لإرتباطهما بالقضية الفلسطينية”.
لا وقت لدي لأي مشاهدات ولو كان لدي الوقت لتابعت المسلسلات الدينية،
هذا ما يقوله نبيل عبد السعيد (مسؤول قسم الأدوات المنزلية في هايبر ماركت)
ويضيف “ان طبيعة عملي منذ الصباح وحتى المساء لا تسمح لي بمشاهدة المسلسلات
أبدا، كما أحبذ استغلال ما تبقى لي من الوقت في أشياء نافعة وليس في
المشاهدة، لكن لو تيسر لي وقت اكثر لتابعت مسلسلات دينية لأنها ما يتوافق
والشهر الكريم”.
باسمة ياغي (موظفة) تقول “لم اشاهد اي مسلسل في هذا الشهر لإنني اعرف
انه سيعاد عرضه بعد شهر رمضان، فلماذا اضغط وقتي أو أضيعه واجلس للمشاهدة
والوقت لدي اصلاً مفقود في العمل والبيت ولو توفر لي الوقت الكافي سأمارس
عبادتي وهذا أفضل لي”. وقت عرض المسلسل وطبيعته يحددان المشاهدة، هذا رأي
محمد السيد (موظف في شركة الجرافات البحرية) الذي يضيف “أشاهد فقط مسلسل
“راجل وست ستات” لأنه جيد كما أن توقيت عرضه ملائم.
عدنان محمود (مهندس في شركة للاستشارات الهندسية” يرى ان هناك كثافة
وزيادة غير طبيعية في كم المسلسلات المعروضة في شهر رمضان وان الكثير من
المسلسلات لا تحظى بالمشاهدة واغلب الناس تنتظر مشاهدتها وقت الإعادة.
ويضيف “هناك نوعية جيدة من المسلسلات لكنها للأسف تضيع وسط الكم ولا
يقوى المشاهد على التمييز، وبالنسبة لي فأنا اشاهد مسلسلات “باب الحارة”
و”بيت جدي” و”هدوء نسبي” واحب المسلسلات ذات الطابع التاريخي”.
سهام النمر ربة بيت (55 عاماً) تقول ان ارتباطات العائلة في رمضان
بالولائم والزيارات قد لا يتيح لي متابعة المسلسل الذي أحبه بشكل دقيق
ومتسلسل ما يجعلني مقلة في متابعة المسلسلات، وتضيف سهام “أشاهد المسلسلات
التي تكون عبارة عن حلقات منفصلة مثل مسلسل “راجل وست ستات” أو البرامج
والمسابقات التي لا ترتبط بالمتابعة اليومية”.
الكاتب الإماراتي سلطان النيادي قال: مسلسلات رمضان قد خالفت توقعي،
حيث ان الدعاية التي رصدت لها كانت أقوى بكثير من الأعمال ذاتها ويضيف
“تصورت ان اجد اعمالاً وانتاجاً افضل مما عرض ولكنني بالتالي لا اريد ان
أظلم احداً لأن الاعمال لم تصل الى الذروة ولن تكتمل حلقاتها الى الآن
ولذلك فأنا انتظر الحكم عليها حالما تنتهي، وبالنسبة للأعمال المحلية فهناك
ثلاثة أعمال فقط وهي “دروب المطايا” و”حنا ورنة” و”عجيب غريب” و”دروب
المطايا” من تأليفي وسعيت فيه ان امثل البيئة بشكلها الواقعي في إمارة أبو
ظبي في حقبة الثلاثينات وان يصل العمل للمشاهد بشكل جميل، واعتقد ان
الأعمال الإماراتية لا يمكنها ان تصل إلى المستوى الجيد الا بوجود نصوص
جيدة ونحن الآن بحاجة الى نصوص وهذا ما ينقصنا حالياً، كنا سابقا نفتقد
الدعم المادي وقد جاء الدعم واضحاً من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل
مكتوم والآن نفتقد النصوص” وحول كثافة المسلسلات ولصالح من هذه الكثافة قال
النيادي “هذه المسلسلات لصالح الممثل تضاف الى رصيده الفني ولمشاهديه لكنني
أرى أن هذه الكثافة يجب ان يكون عليها رقابة، وهذه الرقابة يجب ان تأتي من
القنوات ذاتها بحيث تتم المفاضلة بين الأعمال عن طريق تقويمها وليس من خلال
البطل”.
أما الكاتب والمخرج الإماراتي أحمد عرشي فيقول رغم كثرة المسلسلات
المعروضة هذا العام إلا انني اجد ان هناك تحسناً في مستوى الاعمال
المعروضة، واعتقد ان مسلسلات كوميديا الموقف أو “الست كوم” أمثال “راجل وست
ستات” ستضيف نمطاً جديدا للمسلسلات العربية بشكل عام، كذلك فإن الدراما
الإماراتية التاريخية تنطلق هذا العام من خلال مسلسل “دروب المطايا” الذي
يحكي فترة تاريخية وتم الإنتاج بشكل جيد وكتبت القصة من قبل سلطان النيادي
بحبكة جميلة تصل بعمق الى المشاهدين، وبالنسبة لكثافة المسلسلات في شهر
رمضان فلا اعتبرها في خدمة العمل الفني والفن ابداً، واعتبرها شيئاً مخيفاً
ويشكل خطراً واضحاً ليس في مصلحة لا المشاهد ولا الفن وانما يخدم المنتجين.
الخليح
الإماراتية في
04/09/2009 |