|
انتهت أول أمس جولة التصويت الثانية والأخيرة لاختيار أفضل
الأفلام التي تستحق "جوائز الأوسكار". حيث يتم الإعلان عنها في حفل كبير
مساء الأحد القادم علي مسرح كوداك بولاية لوس أنجلوس الأمريكية. وتأتي
أهمية حفل الأوسكار لهذا العام بعد أن كان مهددا بالإلغاء بسبب اضراب نقابة
كتاب السيناريو الذي استمر ثلاثة شهور وانتهي قبل عشرة أيام بالاتفاق مع
المنتجين بأن يحصل كاتب السيناريو علي 3% من عائد بيع اسطوانات ال دي في دي
للأعمال الفنية والبرامج التليفزيونية.
يقوم أعضاء أكاديمية فنون وعلوم السينما وعددهم 5816 عضوا
بالتصويت عبر الصناديق لاختيار أفضل الأفلام في 24 فرعا. وفي المرحلة
الأولي يتم أخذ أعلي 5 ترشيحات لكل فرع. وفي المرحلة الثانية والأخيرة يتم
الاختيار بين المرشحين الخمسة فقط في كل فرع.
مواد
مسرطنة
الأفلام الخمسة المرشحة لأوسكار أفضل فيلم مأخوذة عن روايات
أدبية. منها "ستسيل الدماء" المرشح لثماني جوائز سيناريو وإخراج بول توماس
أندرسون عن رواية بعنوان "نفط" للأديب الأمريكي لبتون سانكلير. وتحكي عن
قصة صعود وانهيار واحد من أباطرة البترول في ولاية كاليفورنيا في عشرينات
القرن الماضي. ويقوم بالبطولة الممثل الايرلندي "دانييل دي لويس" الذي
نتذكره في مصر بدوره المتميز في "عصابات نيويورك" لمارتن سكورسيزي حيث قام
بدور "بيل الجزار" وهو مرشح لأوسكار أفضل تمثيل رجالي. كما حصل فيلم "لا
مكان للمسنين" علي 8 ترشيحات أيضا. وهو من إخراج الإخوين جويل وإيتان كوين
وتدور الأحداث في قرية أمريكية عام 1980 استولي فيها أحد رجال العصابات علي
حقيبة بها 2 مليون دولار من بعض تجار المخدرات. وحتي يعود المال لأصحابه
تتم تصفية كل رجال القرية تقريبا ومن هنا جاء اسم الفيلم "لا مكان للمسنين"
أي كل شباب القرية يلقون حتفهم ولا يصلون إلي سن العجائز!! الفيلم ملئ
بمشاهد العنف الدموي لكنه تميز علي المستوي الفني خاصة التصوير والمونتاج
والديكور. أما فيلم "مايكل كلايتون" فقد حصل علي 7 ترشيحات منها أفضل ممثل
للنجم جورج كلوني وهو يحكي عن صراع داخلي يعيشه محام لإحدي شركات المواد
الغذائية علم بأن شركته تبيع مواد مسرطنة وفي نفس الوقت مطلوب منه الدفاع
عن سمعة الشركة أمام الخصوم!!
كومبارس
كابوريا
أما فيلم "الغفران" المرشح لأوسكار أفضل فيلم. فهو مأخوذ أيضا
عن رواية للأديبة البريطانية إيان ماكوين وحصل علي 7 جوائز الأسبوع الماضي
من جوائز البافتا البريطانية وهي تعادل جوائز الأوسكار. ويحكي الفيلم عن
ندم فتاة فرقت بين أختها وحبيبها بسبب الغيرة وماتت الأخت والحبيب في الحرب
العالمية الثانية وكتبت الفتاة رواية "التكفير" وتتخيل أن الحبيبين التقيا
في الحرب وعاشا سويا!. وكتب سيناريو هذا الفيلم كريستوفر هامبتون وهو واحد
من أفضل كاتب السيناريو الأمريكيين. أما المرشحون لجائزة أفضل مخرج فهم:
بول توماس اندرسون عن فيلم "ستسيل الدماء" وجويل وايتان كوين عن "لا مكان
للمسنين" وتوني جيلروي عن "مايكل كلايتون" والكندي جيسون ريتمان عن "جونو"
والمخرجة جوليان شنايل عن "جرس الغطس والفراشة".
وفي ترشيحات أفضل تمثيل نسائي يبرز هذا العام اسم النجمة كيت
بلانشيت المرشحة مرتين واحدة كأفضل ممثلة عن دورها في فيلم "اليزابيث العصر
الذهبي" والثانية كأفضل ممثلة دور ثاني عن فيلم "لست هناك" عن حياة المغني
الاسطورة بوب ديلان. والغريب أن كيت بلانشيت قامت بدور المطرب وهو شاب
وحصلت بهذا الدور علي جائزة أفضل ممثلة في مهرجان فينسيا العام الماضي!! بل
الأغرب أنها عملت ككومبارس في الفيلم المصري "كابوريا" مع أحمد زكي أيام
أقامتها في مصر!!
وينافس بلانشيت أربع ممثلات من أربع دول : ماريون كوتيار عن
فرنسا عن دورها في فيلم "الأم" عن السيرة الذاتية للمطربة الفرنسية الشهرية
أديث بياف "أم كلثوم فرنسا". والبريطانية جولي كريستي عن فيلم "بعيدا عنها"
والأمريكية لورالين عن فيلم "المتوحشون" والكندية الين بيج عن دورها في
فيلم "جونو".
منافسة
حامية
وإلي جانب دانييل دي لويس وجورج كلوني يتنافس معهما ثلاثة
ممثلين علي أوسكار أحسن تمثيل دور أول وهم جوني ديب عن دوره في فيلم "سويني
تود" الذي يحكي عن حلاق بريطاني يدخل السجن ظلما في القرن التاسع عشر ويخرج
لينتقم من القاضي الذي حكم عليه بالسجن. وتوم لي جونز بطل فيلم "في وادي
إيلاه" الذي ينتقد الحرب الأمريكية في العراق ويجسد دور أب يتم استدعاؤه
بدعوي أن ابنه هرب من الخدمة في الجيش الأمريكي أثناء الحرب العراقية. ولكن
المفاجأة عندما يذهب الأب للبحث عنه يكتفش أن زملاؤه قتلوه!!. كما رشح
الممثل فيجو موارتينيوس لأوسكار أفضل ممثل عن دوره في فيلم "وعود شرقية".
وفي ترشيحات أوسكار أفضل دور ثاني رجال يتميز اسم الممثل
خافيير بارديم عن دوره في فيلم "اغتيال جيسي جيمس علي يد الجبان روبرت
فورد!" إلي جانب هال هولبروك عن "رحلة في البرية" وفيليب سيمور عن "حرب
شارلي ويلسون" وتوم ويلكنسون عن فيلم "مايكل كلايستون".
أما ترشيحات أوسكار أفضل ممثلة مساعدة فينافس كيت بلانشيت
الممثلة روبي دي في فيلم "عصابات أمريكا" للمخرج ريدلي سكوت والممثلة
الصغيرة سواريس رونان في دور الفتاة في "الغفران" وايمي ريان في "اختفاء"
وتيلدا سونيتون في "مايكل كلايستون".
السياسة
أيضا
وكما أن الأدب حاضر في أوسكار هذا العام. فإن السياسة لم تغب
كما ذكرنا في فيلم "في وادي إيلاه" وأيضا في فيلم الرسوم المتحركة "برسيبوليس"
الذي أخرجته الإيرانية ساترابي التي تعيش في فرنسا وتحكي في فيلمها عن
حياتها الشخصية بعد أن تركت بلادها وقدمت في فيلمها انتقادات كثيرة لنظام
حكم الشاه الراحل وإلي الثورة الإسلامية الإيرانية.
بقي القول إن إسرائيل تنافس هذا العام علي أوسكار أحسن فيلم
أجنبي بفيلم "بيوفورت" للمخرج جوزيف سيدار. إلي جانب أربعة أفلام من بولندا
وروسيا وكازاخستان والنمسا. وتذيع قناة دبي الفضائية "one"
حفل الأوسكار علي الهواء مباشرة بعد منتصف ليل الأحد القادم.
الجمهورية المصرية في 21
فبراير 2008
|
