إنه الرجل الذي لا يعرف معنى لاسمه... ديب... أفضل تعريف لواحد
من اهم الممثلين الاميركين الموجودين على الساحة هذه الايام... على الرغم
من ترجيح بعض المصادر ان لاسم الرجل صبغة فرنسية .. وهذا لا ينفي التنوع
الذي يأتي منه جوني ديب فهو الماني، ايرلندي باسم يؤكد انه فرنسي الهوى ..
ولد جوني ديب في التاسع من يونيو 1963 لام تعمل كنادلة واب يعمل كمهندس
مدني ويعتقد ان تاريخ عائلته يعود الى عام 1700 ميلادية حينما انتقلت احدى
العائلات الفرنسية الى فيرجينيا الامريكية لتستقر هناك وترجمة اسمه .. ديب
بالالمانية تعني (الاحمق) ويبدو ان معرفة اصدقائه للحقيقة الاخيرة جعلت
منهم يستعينون بهذا الوصف ليكون اسمًا ملاصقًا لجوني بين القريبين منه.
خلال سنوات حياته الاولى انتقلت العائلة كثيرًا حيث عاش جوني
في اكثر من عشرين مكانًا وحينما بلغ الخامسة عشرة حدث ما هو اسوء من هذا
التشتت حينما قرر والداه الطلاق الامر الذي ادى بالابن للعيش حياة العنف
وهو مراهق بسبب قلة الامان العائلي وكثرة مشاكل والديه.. والندب والاثار
المتروكة على جسده حتى اليوم لدليل على مدى الصعوبات التي لاقاها في خلال
هذا الواقع.
يقول جوني ديب في لقاء اجري معه عام 1993 "اعتقد ان جسدي هو
خير سجل لما شهدته خلال حياتي، اعتقد انني قد عشت نفس الطريقة التي يعتمدها
البحار لوضع تأريخ لحياته حيث ان لكل رسم على جسده معنى، هناك وقت حينما
تقرر ان تحول جسدك الى سجل لاعمالك سواء علمتها انت بنفسك بالسكين ام اخترت
شخص اخر ليعملها لك هذه الرسوم".
كانت ابرز هدية تلقاها جوني ديب خلال هذه الفترة العصيبة هو
غيتار من والدته حينما كان في حدود الثانية عشرة، حيث انضم ديب الى العديد
من الفرق الغنائية المغمورة وقرر ترك دراسته بعد عام من طلاق والديه لينغمس
كليًا في موسيقى الروك عازفًا ومؤديًا...
يقول ديب انه حاول بعد اسبوعين من تركه الدراسة العودة اليها
لكن مدير المدرسة طلب منه ان يواصل مشواره من اجل ان يحقق حلمه كمغني وعازف
روك وهو يتذكر حتى اليوم هذه الملاحظة التي يصفها بانها "اجمل نصيحة
تلقيتها في حياتي".
ابرز فريق غنائي انضم اليه ديب كان فريق (ذ كيدز او الاطفال)
في لوس انجلوس وسرعان ما غير الشباب اسم فريقهم سعياً للحصول على عقد مع
احدى شركات انتاج الاغاني المروموقة .. اسم الفريق اصبح (سكس غان ميثود).
كان ديب هو الذي تسبب في افتراق اعضاء الفريق قبيل ان يصلوا
الى الحلم ويوقعوا اولى عقودهم الغنائية الاحترافية وذلك حينما قرر الزواج
وهو الامر الذي ابعده عن المشهد الغنائي وابعد فريقه ايضاً عن حلمه فاصبحت
مشاركاته معدودة .
ديب اختار الزواج بفنانة المكياج (لوري ان اليسون) وتزوجا في
الرابع والعشرين من ديسمبر 1983 وهو يبلغ من العمر عشرين عاماً وكانت
اليسون شقيقة عازف (البيس) في فريقه .. كانت تلك المرحلة ايذان لديب
بالانغماس في العديد من الاعمال الغريبة والمتفرقة وكانت زوجته هي من قدمته
الى عالم التمثيل حينما عرفته الى الممثل (نيكولاس كيج) الذي حاول اقناع
ديب بضرورة قيامه بالتمثيل .. لكن علاقتهما لم تدم طويلاً فبعد عامين من
زواجهما افترق ديب وزوجته.
اول دور فعلي لجوني ديب كممثل كان في مسلسل بعنوان (21 جامب
ستريت) على قناة فوكس التلفزيونية في عام 1987 .. وجد ديب في الدور انقاذ
له من عالم البطالة كما عمل في المسلسل مع الممثل فريريدك فوريست الذي يعده
ديب احد ملهميه في عالم التمثيل فكان عبر فوزه بدور في هذا المسلسل كمن
اصطاد عصفورين بحجر واحد بحسب المثل الدارج.
في الموسم نفسه انضم ديب الى صديقه سال يانكو ليقدم مسلسل موجه
للمراهقين بعنوان (بلو فش) حول ديب الى نجم للمراهقين خلال النصف الاخير من
عقد الثمانينات.
كان مشوار ديب في عالم الافلام يتقدم حيث قدم ديب عام 1984
فيلم بعنوان (كابوس على شارع ايلم) (ا نايتمير اون ايلم ستريت) حيث يقوم
بدور الصديق الشجاع الذي يساعد ضحايا فريدي صاحب الكابوس وبعد ذلك شارك في
فيلم (بلاتون) لاوليفر ستون والذي يعتبره ديب البداية الحقيقية لمشواره
الشخصي في السينما.
قرر ديب مع حلول التسعينات مغادرة صورته التي انطبعت في اذهان
الناس باعتباره نجمًا للمراهقين ليشارك في فيلم (ادوارد سيسورهاند) لتيم
بارتون ليشكل مع الاخير ثنائيًا قدّما معًا عدة افلام ناجحة منها فيلم (اد
وود) في عام 1994 و (سليبي هولو) عام 1999 و (شارلي اند ذ شوكولاه فاكتوري)
عام 2005 و (كروبس برايد) عام 2005 ايضًا وفيلمه الاخير (سويني تود) الذي
يعرض في السينما هذا الايام ومن انتاج عام 2007.
كان ديب على موعد مع الشهرة العالمية الحقيقية عام 2003 حينما
قرر الاشتراك في فيلم والد ديزني الذي يحمل عنوان (بايرتس اوف ذ كاربيان: ذ
كيرس اوف ذ بلاك بيرل) او (قراصنة الكاريبي: لعنة اللؤلؤة السوداء) حيث قدم
في الفيلم شخصية القبطان (جاك سبارو) بطريقة كوميدية غير مسبوقة جعلت من
ديب بطلاً شعبيًا... وتصاعدت هذه النجومية مع توالي اصدار اجزاء اخرى من
الفيلم حيث اعتبر دوره واداؤه لجاك سبارو واحدًا من "اهم الادوار في العصور
السينمائية الحديثة" واعتبر ديب شخصيًا ايضاًً احد اسباب نجاح الفيلم بهذه
الطريقة... ونيله لهذه الجماهيرية الكبيرة كانت تحصيل حاصل حينما قدم دور
القبطان المترنح القريب من شخصيته .. حتى ان مخرج الفيلم (غوري فيربنيسكي)
قال في تصريح له ان شخصية القبطان سبارو قريبة جداً من شخصية ديب الحقيقية
بينما يؤكد ديب انه استمد الشخصية من عازف فريق الرولينغ ستونز الغنائي
الشهير (كيث ريتشاردز) – (جوني ديب من المعجبين بفريق رولينغ ستونز).
ويؤكد ديب انه لم يتوقع ان ينال هذا الفيلم هذه الشهرة
الواسعة وهو امر اهله للترشح لجائزة اوسكار تلاه ترشيح اخر في عام 2004 عن
دوره في فيلم (فايندينغ نيفرلاند) (العثور على نيفرلاند) .. هذه النجاح
الفني لازمه نجاح على مستوى شباك التذاكر حينما قدم (تشارلي ومصنع
الشوكلاته) او (تشارلي اند ذي شوكولاه فاكتوري) الذي حقق نجاح تجاري كبير.
عاد ديب في 2006 لشخصية (جاك سبارو) في فيلم (قراصنة
الكاريبي.. صدر الرجل الميت) (ذ بايرتس اوف ذ كاربيان: ديد مانس تشيست)
والذي حقق 13.5 مليون دولار في اول ثلاث ايام من عرضه في الولايات المتحدة
الامريكية وهو رقم قياسي يحقق لاول مرة تلاه رقم قياسي اخر لعائدات اول
اسبوع من تاريخ عرض الفيلم.
تلا الجزء الثاني من الفيلم، جزءًا ثالثًا بعنوان (ذ بايرتس
اوف ذ كاربيان: ات ورلدس اند) او (قراصنة الكاريبي.. على حدود نهاية
العالم) والذي صدر في 24 أيار/مايو 2007 .. ديب اكد بعد عرض الجزء الاخير
من الفيلم انه يرغب في اصدار اجزاء اخرى منه لان شخصية (سبارو) باتت جزء
منه خصوصًا حينما قدمها في لعبة لاقت جماهيرية ايضاً..
موقع "إيلاف" في 13
فبراير 2008
|