|
أكد المخرج المصري عادل أديب لـ«الشرق الأوسط» صحة ما تردد عن
قيامه بالتعاون مع شركة جود نيوز، التي تمتلكها عائلة الكاتب الراحل عبد
الحي أديب، بأنه ومنذ أكثر من اربع سنوات يفكر في إنتاج عمل عن شخصية أسامة
بن لادن.
واضاف «قمنا ومنذ البداية بمحاولة إسناد الدور للفنان الراحل
أحمد زكي، ولكن لظروف معينة تم تأخير إنتاج الفيلم، ومنذ فترة قررنا طرح
الفيلم على عدة شخصيات فنية عالمية لأداء الدور ومنها روبرت دنيرو وجون
مالكوفيتش ومورجين فري مان، وأنه تم الحديث معهم من قبل الشركة حول إمكانية
المشاركة في فيلم عربي، وقد أبدوا موافقتهم لكن بشرط قراءة نص الفيلم
أولا».
وتابع عادل أديب بأن الشركة المنتجة للفيلم ما زالت تدرس وتجمع
المعلومات حول شخصية أسامة بن لادن لتقديمها في فيلم عالمي في الفترة
القادمة وقال: لدينا مصادرنا الكثيرة لجمع المعلومات للفيلم وكشف عادل أديب
بأنه كان في فترة سابقة قد اتفق مع الفنان الراحل أحمد زكي لأداء شخصية
أسامة بن لادن لكن وفاته أثرت في العمل، مفيدا أنهم قرروا إسناد دور أيمن
الظواهري للفنان محمود عبد العزيز.
وقال: بعد بحث طويل قررنا اختيار النجم غسان مسعود لدور زعيم
القاعدة أسامة بن لادن لقرب ملامحه منه، ولكونه ممثلاً عبقرياً بكل
المعايير، مضيفا، لم يتم حتى الآن التحدث معه بشأن هذا الموضوع لكننا
سنحاول إقناعه بأداء الدور.
وقال عادل أديب في رده حول ما إذا كان الفيلم سيجسد أسامة
ارهابيا على الطريقة الغربية: لن نقدمه لا على الطريقة الأميركية ولا على
الطريقة الأصولية. وقال بأنهم ليسوا ساسة ولن يتم تسييس الفيلم لتستفيد منه
أي جهة، فالفيلم هو انساني بحت وليس أكثر.
وأشار إلى أن من واجب الفن الصحيح تقديم دراما مقاربة للواقع،
ولا تجامل أحداً، مفيدا أنهم سيقدمون شيئا مختلفا في فيلم بن لادن وقد يصيب
الفيلم وقد يخطئ. وأضاف بأن شركة جود نيوز ليست ممولة من أي جهة حتى تنفذ
أعمالا تشبع رغبات البعض أو جهة ما، وقال بأن نظرة الفيلم لن تكون مع أسامة
بن لادن ولن تكون ضده أيضا. مؤكدا أنهم لا يخافون من أي حملة أصولية ضد
الشركة المنتجة لأنهم لن يقدموا إلا الحقيقة فقط في هذا المسلسل، «والساكت
عن الحق شيطان أخرس». وعن فيلمه الذي يقوم بتصويره حاليا «ليلة البيبي دول»
قال المخرج عادل أديب: العمل عن نص للكاتب الراحل عبد الحي أديب وهو آخر نص
كتبه، وهو محاولة للحديث عن واقع معاش له علاقة بفهم الآخر بطريقة صحيحة
وخاصة فهم الشرق للغرب وفهم الغرب للشرق، وفيلم «ليلة البيبي دول» يقول يجب
أن نعيش بسلام وهدوء، وهناك مساحة كبيرة على هذه الأر ض لنعيش فيها بهدوء
من غير صراعات، وهذا يتم بشكل صحيح إذا استخدمنا العقل ولغة المنطق،
والفيلم هو وصية من والدي عبد الحي أديب أوصاني بإخراجها قبل وفاته، لأنه
رسالة لكل الأجيال، فهو يتحدث عن محنة الأفراد ومحنة الدول والمصاعب التي
تعترضنا جميعا، والعمل فيه شخصيات كثيرة وفيه تفاصيل منوعة وخطوط كثيرة
ويتحدث عن قضايا ساخنة جدا جدا. وبين أديب أن فيلم «ليلة البيبي دول» يصور
حاليا في سورية مرحلة أخرى من الفيلم بعد تصوير مرحلة السياح الأجانب في
مصر وأثرهم في نشر بعض مبادئ الرأسمالية «السيئة» هناك بين الفقراء
وحمايتهم والخوف عليهم من الارهابيين، كما يعرض الفيلم نماذج عربية كثيرة
لها مواقف مختلفة من أميركا، ويصور نماذج تحب أميركا لمصالحها الشخصية.
ويتحدث عادل أديب عن شخصية الفيلم الرئيسية «عوضين» والتي
يجسدها نور الشريف، والتي يعتقد أنه ارهابي ويريد قتل السياح في مصر،
ويكتشف أنه شخص عادي بل هو من أبطال حرب اكتوبر وتم اعتقاله فيما بعد
لأسباب سياسية، وعند خروجه من السجن عمل مراسلا لقناة فضائية فشارك في
تغطية حروب في أفغانستان والصومال، ويتم ابتعاثه الى العراق لتغطية الحرب
هناك، وخلال تغطيته للحرب الدائرة هناك يشاهد مدى الانتهاكات التي تجري
للشعب العراقي على أيدي المحتل الأميركي، وفي احدى رحلات تغطيته الاخبارية
يتم قتل المصور المرافق له بطريقة بشعة على أيدي المحتل فيضطر هو ليصور
مشهد القتل فيتم اعتقاله وإدخاله سجن أبو غريب.
ويتابع عادل أديب «وهناك في سجن أبو غريب يتم حرمانه من رجولته
والاعتداء عليه، وعند خروجه يبدأ في البحث عن طريقة ليحصل بها على ثأره من
المحتل الذي أضر به وبمن معه وبكل العرب، وهنا تبدأ وسائل الإعلام
الأميركيه بتكبير حجمه وتصويره على أنه ارهابي خطير بينما هو ضحية للاحتلال
وللظلم». ويضيف: تم في سورية تصوير مشاهد عن الحرب الحاصلة في العراق في
مناطق ذات بيئة قريبة من البيئة العراقية. هذا وكان فيلم «ليلة البيبي دول»
الذي يجري تصويره في سورية حاليا قد تعرض لعدة توقفات نتيجة سوء الأحوال
الجوية في مصر وسورية أو بسبب مرض عدد من نجومه كان آخرهم الفنان نور
الشريف في دمشق بعد اصابته بنوبة برد شديدة بعد أن صور مشاهد من دوره في
الفيلم في الصحراء السورية وفي أجواء سادها هطولات ثلجية غزيرة واصراره على
التصوير في هذه الأجواء الباردة جدا، حيث وصلت درجات الحرارة في أماكن
التصوير الى ما دون العشر درجات مئوية تحت الصفر. هذا ويشارك في فيلم «ليلة
البيبي دول» كل من نور الشريف ومحمود حميدة ومحمود عبد العزيز ومحمود
الجندي وجمال سليمان وسلاف فواخرجي ونيكول سابا واخرون.
وقال عادل أديب في رده على من يهاجمون المصريين من الفنانين
السوريين «نحن في مصر منذ القدم نستقطب كل العرب ولا ننظر نظرة متحيزة أو
عنصرية ضد أحد. وبين أنه منذ سنوات يعمل مع فنانين سوريين وهو معجب بأداء
الفنان السوري لأنه يعتبره من أكثر الفنانين العرب ابداعا في ادائهم
الفني».
واضاف بأنه لو لم يكن مقتنعا بقدرات الفنانين السوريين لما
استعان بالفنان جمال سليمان والفنانة سلاف فواخرجي في فيلم «حليم»، كما
استعان بهما أيضا حاليا في فيلم «ليلة البيبي دول». وقال «من الغباء وجود
من يدعي في سورية بأن المصريين يتآمرون على السوريين أو كما يقول البعض في
مصر بأن السوريين يقللون من فرص فناني مصر من العمل في دراما بلدهم مصر».
وحول الهدف من مشاركة عدد من الفنانين العرب في فيلم «ليلة البيبي دول» قال
عادل أديب «الكل يرغب في وجود عمل عربي مشترك والفن ليس له وطن واحد بل هو
مرتبط بالانسان ونحن لا نعمل إلا مع فنانين مبدعين وقد شارك معنا فنانون
مبدعون من سورية ومصر ولبنان وتونس ولهذا فنحن نستعين بهم والعمل يتحدث عن
موضوع عربي ولهذا فنحن بحاجة لتشكيلة عربية منوعة». وعن رأيه في عمل الفنان
السوري في مصر قال عادل أديب «هم مبدعون» وقال «ان أول من أسس المسرح في
مصر هم السوريون وأول من أنشأ المطابع والصحف هم من سورية ولبنان».
وتابع «الفنان السوري جيد ولا ينقصه سوى التسويق الجيد وهي
المشكلة الوحيدة التي تعاني منها الدراما السورية»، مضيفا «لكثرة الأعمال
المصرية المطروحة ولوجود أعمال ذات طابع عربي أو اقليمي فإنه يتم الاستفادة
في بعض الأعمال من الفنانين السوريين وفي تقديري هي خطوة جيدة ونحن سعيدون
بها». وعن رأيه في واقع الدراما المصرية قال أديب «هي متذبذبة ما بين
الجيدة والسيئة، وهناك أعمال وأجيال جديدة لها هاجس فني، وفي نظره الخبرة
مع الأجيال الجديدة سيسهمان في عودة دراما مصرية جيدة». وعن مشاريعه
الجديدة قال «الشركة لديها ما يزيد على الاثنين والأربعين مشروعا سينمائيا
منها فيلم سيشارك فيه كل من النجمين عمر الشريف وعادل امام ويحمل اسم «حسن
ومرقص» وهو فيلم يتحدث عن قسيس وشيخ وهو للكاتب يوسف معاطي، وهو فيلم
كوميدي له رسالة نقدية وسياسية واجتماعية مهمة، والفيلم يرد على تساؤلات
كثيرة يطرحها المسلمون والمسيحيون على حد سواء في المنطقه، ونحن نتعهد بأن
يكون عملا مهما سيحوز على اعجاب الناس ومن أهم ما حققناه فيه هو مشاركة
النجم العالمي عمر الشريف معنا في هذا الفيلم الذي يضم نجم العرب الأول
عادل امام». وأكد عادل أديب بأن البدء في تصوير الفيلم سوف يكون قبل نهاية
فبراير الحالي.
من جهة أخرى نفى عادل ما تردد عن تأجيل تصوير فيلم «محمد علي باشا» للعام
المقبل وقال بأن ما كتب هو هراء صحافة وأكد استعداد الشركة المنتجة للفيلم
«جود نيوز» حاليا للبدء قريبا في تصوير فيلم «محمد علي باشا» عن نص
للدكتورة لميس جابر ومن اخراج حاتم علي وبطولة الفنان يحيى الفخراني. وقال
بأنه يتم الاستعداد أيضا للدخول في فيلم لم يقرر اسمه بعد مع المخرج مروان
حامد مخرج فيلم «يعقوبيان» والذي سيشارك فيه كل من احمد السقا والنجم محمود
عبد العزيز.
الشرق الأوسط في 8
فبراير 2008
|
