أسدل الستار أخيراً على فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان مدينة
أغادير السينمائي السنوي حول «السينما والهجرة» بحفل تكريمي لاسمين لهما
حضور وازن في أوساط السينمائيين المغاربة المهتمين بقضايا الهجرة، وهما
الفنانة الحاملة للجنسية الفرنسية سعاد حميدو، والمخرج محمد إسماعيل.
ووقع اختيار منظمي مهرجان أغادير على سعاد حميدو لعدة اعتبارات
من ضمنها أن والدها حميدو بن مسعود يعد واحدا من الوجوه السينمائية
المغربية المعروفة على صعيد أوروبا، حيث أدى عدة أدوار في أفلام مغربية
وفرنسية وأميركية، كما أن سعاد ولجت عالم التمثيل السينمائي وهي في السابعة
من عمرها، واستطاعت أن تثير اهتمام بعض أشهر السينمائيين الفرنسيين أمثال
كلود لولوش وجيرار لوزيي. وإلى جانب ذلك، فسعاد حميدو المتحدرة من أوساط
الهجرة المغربية في فرنسا تمارس المسرح، كما أدت مجموعة من الأدوار في عدد
من الأفلام من توقيع مخرجين مغاربة، واستطاعت بواسطتها أن تجلب اهتمام
المتتبعين لقضايا الفن السابع بالمغرب.
وقال إدريس مبارك رئيس «جمعية المبادرة الثقافية» المنظمة
للمهرجان في تصريح لـ «البيان» إن مبادرة تكريم المخرج السينمائي محمد
إسماعيل، تأتي لأنه واحد من السينمائيين المغاربة الذين أولوا عناية خاصة
لقضايا الهجرة في أعمالهم السينمائية خلال الأعوام الأخيرة، حيث تناول هذه
الظاهرة من زوايا عدة تنم عن حس فني متميز».
واستشهد في هذا الإطار بالفيلم السينمائي الطويل «وبعد» الذي
تناول فيه ظاهرة الهجرة السرية نحو أوروبا، إضافة إلى فيلم «وداعا أمهات»
الذي يحكي عن الهجرة السرية لليهود المغاربة نحو فلسطين خلال حقبة الستينات
من القرن الماضي، والذي كان آخر شريط طويل تم عرضه في دورة هذه السنة.
وكما جرت العادة خلال الدورات السابقة لمهرجان أغادير، فقد تم
التركيز خلال الأيام الأربعة لهذا الملتقى الفني على التعريف بقضايا الهجرة
من منظور سينمائيين مغاربة وأجانب.
إلا أن الجديد بالنسبة لدورة 2008 هو إعطاء عناية خاصة للفيلم
القصير، مع التركيز على التعريف بجيل جديد من المخرجين المتحدرين من أصول
مغربية والذين ينتسبون لما يعرف في أوساط الباحثين والمهتمين بشؤون الهجرة
ب«الجيل الثالث» من أبناء المهاجرين المغاربة في الديار الأوروبية.
ومن ضمن هذه الأفلام القصيرة التي عرضت في هذه الدورة هناك
«أنشودة عرائس البحر» لنوفل براوي، و«القميص الأزرق» لحفيظ بولحيان،
و«الكسوة الحمراء» لمريم شتوان، و«تسامح» لعبد الله نهران، و«طاكسيفون»
لهدى بن يامينة، و«تذكرة سفر للجنة» للمهدي السالمي، و« خماري، حريتي»
لمراد بوسيف.
أما الأفلام الطويلة التي استمتع بها جمهور أغادير في هذه
الدورة فبعضها من توقيع مخرجين مغاربة والبعض الآخر من إخراج سينمائيين من
الجزائر وفرنسا وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة.
ومن ضمن هذه الأفلام شريط «فين ماشي يا موشي» للمخرج المغربي
حسن بن جلون الذي يحكي كذلك عن الهجرة السرية لليهود المغاربة نحو فلسطين
المحتلة، وفيلم «الشاب» للمخرج الجزائري رشيد بوشارب، والفيلم الأميركي
الإيطالي «كود مورنين بابيلونيا» وهو من إخراج مشترك لبأولو وفيتوريو
تافياني.
وبالموازاة مع الأفلام التي عرضت خلال أيام المهرجان والتي
أنتجت في غالبيتها خلال عامي 2006 و2007، عقدت ندوات وموائد مستديرة خصصت
لمناقشة ظاهرة الهجرة من خلال علاقتها بالفن السابع والتنمية وحقوق
الإنسان، والتي شارك فيها أساتذة باحثون متخصصون من المغرب وفرنسا، إلى
جانب فعاليات مختلفة تنتسب إلى عالم الفن السابع.
البيان الإماراتية في 31
يناير 2008
|