انطلق مهرجان مسقط هذا العام فى 21 يناير-كانون الثانى ويستمر
فعالياته وبرامج البهجة والابداع حتى 15 فبراير-شباط.
وبدأ مهرجان مسقط 2008 بخضم من الفعاليات تجسد التواصل الحضارى
والثقافى بين الشعوب والأمم وتمزج بين الثقافة والفن والرياضة والتسلية
والمرح والبهجة لكافة الأذواق والأسر. وكذلك التميز والمغايرة والتحدى يشكل
ثلاثية الابداع التى تعتمدها بلدية مسقط. فإذا كان مهرجان مسقط واحداً من
الانجازات الهامة المتحققة التى تثير الفخر والاعتزاز فإن التحدى يزداد مع
كل دورة من دوراته.
يهدف المهرجان الانفتاح على العالم الخارجى حيث سيرحب بالزوار
من شتى أنحاء العالم. وقد قامت دائرة السياحة بإجراء الترتيبات اللازمة
لتعريف الزوار بالأماكن السياحية فى عمان كجزء من أنشطة المهرجان.
لا تكتمل حياة مهرجان مسقط والنجاح الذى تحقق له اقليمياً
وعربياً ودولياً إلا بالعودة بالذاكرة إلى ما وراء الخطوة فى الانطلاقة
المختبرية للمهرجان إذا جازت العبارة فى فعالية أسبوع التضامن مع المعوقين
"مدينة بلا حواجز" حيث ولادة فكرة مهرجان مسقط الحقيقية.
فمع أسبوع التضامن مع المعوقين "مدينة بلا حواجز" الذى نظم فى
الفترة من 5 إلى 15 مارس-آذار 1996 كانت بداية تنظيم المهرجان كتظاهرة
حضارية تشتمل فى مناشطها وفعالياتها المتنوعة بالاضافة الى المضامين
الانسانية التى انطلقت من أجلها الفعالية أصلاً فعاليات ثقافية وحضارية الى
جانب توفير أجواء المرح والتسلية للجمهور والزوار، حيث جاءت الفكرة من لدن
بلدية مسقط بإقامة مهرجان للتضامن مع المعوقين وفرت فى سبيل اقامته وإنجاحه
التجهيزات الضخمة وحشدت الاستعدادات والطاقات الكبيرة إضافة الى حضور مكثف
من المشاركين من مختلف المؤسسات الحكومية والتطوعية ومؤسسات القطاع الخاص.
وبإمكان الزوار من شتى أنحاء العالم الاستمتاع بجمال الطبيعة
الأخاذ ونقاء البيئة العمانية ليعودوا الى بلادهم بذكريات لا تنسى عن عمان.
لذا قررت اللجنة المنظمة تضمين أكبر عدد ممكن من الفعاليات فى مهرجان مسقط
لهذا العام والتى سيتم توزيعها على حديقة القرم الطبيعية، حديقة النسيم،
ميدان المهرجان والشاطىء، بالاضافة الى مراكز ومجمعات التسوق وأماكن أخرى
عديدة.
فى الوقت الذى تتطلع فيه السلطنة الى العمل بمبدأ التنمية
السياحية واستغلال الامكانيات السياحية التى تتميز بها الأرض العمانية
وتوظيفها كرافد مساعد فى حركة الانماء الاقتصادى للبلاد وتنويع مصادره.
تبرز محافظة مسقط التى تتميز بمساحة كبيرة والتى تطل فى جزء واسع منها هذه
المساحة على شريط ساحلى طويل يحوى شواطىء رملية جميلة ناعمة وربوات وهضبات
صخرية تشرف على مياة البحر الزرقاء وتمتد بعضها فى عمقه مغسولة بمياهها،
كما يحوى هذا الشريط الساحلى الطويل منطقة خلجان ذات أحواض مياة هادئة
تتشكل من عناق الصخور الجبلية مع مياة البحر، كأرض ثرية للتوظيف والاستغلال
السياحى تكاد تنفرد بمقوماتها الطبيعية والسياحية الخاصة عن باقى ولايات
ومناطق السلطنة.
ولدى سؤال رئيس بلدية مسقط المهندس عبد الله عباس بن أحمد عن
آفاق الاستثمار السياحى فى العاصمة العمانية، أجاب بأنه: "... مهم من ناحية
الاستفادة من هذه المقومات وإتاحة المجال بتعرف السائح عليها والاعتياد من
ثم على المكان بما يملكه من مقومات ثرية وتحافظ على الحيز الطبيعى فيها
وتسهيل إمكانية المتعة الترفيهية والاستجمام فى أحضانه للسياح
والمرتادين..".
إن من يجتمع إلى رئيس بلدية مسقط المهندس عبد الله بن عباس بن
أحمد يكتشف بوضوح مدى ارتباطه الوثيق بعاصمته وحرصه على الحفاظ على تراثها
ومعالم النهضة فيها، فهو يعتقد جازماً بديناميكية حديثة وقدرتها على
التفاعل ومواكبة العصر الحديث حيث يقول:
".. إن مسقط فى حركة ذاتية من التطور عبر مختلف العصور. وهذا
هو واقع مسقط اليوم تنمية شاملة وخدمات متعددة فى كافة المجالات. وكان لا
بد من وجود أجهزة ومؤسسات حكومية تقوم على أساس من التأهيل العلمى والفنى
والتخطيط السليم والمتابعة الدقيقة تعنى بتنفيذ البرامج والخطط التنموية.
ومن هذه الأجهزة الخدمية التى تعمل على إقامة المشاريع الحيوية وتقديم
الخدمات العامة لسكان المدينة وزائريها بلدية مسقط التى مرت بمراحل عديدة
من التطوير حتى بلغت إلى ما فيه من شأن كبلدية تتمتع بالكفاءة والخبرة..".
ليس من المبالغة القول ان مسقط مدينة أخاذة، إنها مدينة ذات
طابع خاص سرعان ما يكتشفه زائرها فى دروبها ووجوهها التاريخية والتراثية
والمعاصرة. وبينما تمثل مسقط المدينة والمحافظة جزءاً من تاريخ عمان وصفحة
مشرقة فى التواصل مع شعوب العالم، فإنها تمثل أيضاً وجهاً مشرقاً لمسيرة
النهضة العمانية الحديثة فى جهودها المتواصلة كمرآة للسلطنة كدولة عصرية
تستعيد عظمة الماضى وتنطلق الى المستقبل الواعد بكل ما يحمله من تقدم
ورخاء.
ولذا فإنه ليس مصادفة ان يلتقى الجميع على ما تتميز به مسقط من
طابع خاص وشخصية فريدة تشكلها الدقة والتفاصيل المرسومة بعناية والمزج
العميق بين الأصالة والمعاصرة والقدرة على التطور المتواصل فى نطاق الطابع
المميز لهذه المدينة العريقة. وفى هذا الاطار فإن مهرجان مسقط السنوى يزداد
تألقاً وتنوعاً واتسعاً، وقد جاء مهرجان مسقط 2008 ليؤكد ذلك ليس فقط فى
الطابع الحضارى للمهرجان والذى تجسده الجوانب التراثية والفولكلورية الى
جانب قرية المعلومات والفقرات العلمية والثقافية ولكن ايضاً فى تنوع
الفعاليات وتجاوبها مع اهتمامات كل أفراد الأسرة دون صخب أو بهرجة مبالغ
فيها.
وتجدر الاشارة الى أن المشاركة الخليجية والعربية والدولية فى
فعاليات المهرجان تزداد باستمرار. كما تقدم الفنادق وشرطة عمان السلطانية
والطيران العمانى ومختلف الهيئات والمؤسسات المشاركة فى المهرجان العديد من
التسهيلات للزائرين والسياح.
يعتقد رئيس بلدية مسقط ان المهرجان هو منبر حيوى تلتقى فيه
الأذواق وتتناغم لما يحتوى عليه من شرائح حيوية تغذى الاحساس وتنعش الذهن
وتغذية المعرفة فيها نكهة الترفية والمتعة والاطمئنان حيث يرى أن:
"... مسقط تتمتع بطابع خاص ومميز لما تزخر به من مقومات طبيعية
تاريخية وتراثية وعمرانية وسياحية وخدمية، ولما تشهده من تطور متواصل على
نحو جعل منها ليس كواجهة مدنية عصرية فقط وإنما أيضا كمنطلق حضارى وسياحى
تتبدى فى حلة زاهية الألوان حازجة بين عبق الأصالة وتألق المعاصرة مع
الاحتفاظ بالهوية العمانية..
وهذا يلقى بمسؤولية ضخمة على عاتق بلديتها التى أثبتت أنها
جديرة بحمل شرف أمانة أن تظل مسقط منفردة بين نظيراتها العربية والعالمية
بلمسة جمال عمانية عطرة عامرة عبر العصور".. حسب رؤيا رئيس بلديتها.
مهرجان مسقط بكل ما يحتويه من زخم ثقافى وتنوع فى الفعاليات
والمواقع يعتبر فرصة حقيقية لتأكيد حضور الحضارة العمانية العريقة وتواجدها
الفاعل بين حضارات العالم الأخرى، كما يعد استراتيجية طموحة لتحقيق عدد من
الأهداف النبيلة التى تتمثل فى ايجاد تقليد حضارى وثقافى يعكس صورة قوية
الملامح والسمات للمقومات الاجتماعية والثقافية والتاريخية للسلطنة، كما
أحدث فعالية حضارية وتظاهرة ثقافية ترتبط بمدينة مسقط ذات التاريخ العريق،
وكذلك أنعش الحركة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياحية كما خلق
أيضاً متنفساً ترفيهياً وأحيا التراث العمانى وقدمه فى قالب عصرى وثوب جديد
وعرف به الآخرين.
ومما تجدر الإشارة إليه أن جهود بلدية مسقط فى رعاية المهرجان
وإنجاحه تتكامل بالتعاون الوطيد والتوافق المنتظم مع أجهزة الدولة الأخرى
كشرطة عمان السلطانية والوزارات المختلفة كالتجارة والصناعة والسياحة
والتعليم والثقافة. ويتجلى هذا التعاون أيضاً عبر التنسيق النشيط
والديناميكى مع وزارة الاعلام الموقرة عبر مكتب الأستاذ على محمد زعبنوت
مدير عام الاعلام فى الوزارة ورئيس اللجنة الاعلامية لمهرجان مسقط 2008
وفريق من الشباب المساعد له.
العرب أنلاين في 27
يناير 2008
|