برحيل
السينمائي كمال عطية مخرج فيلم (قنديل أم هاشم) تفقد الحركة الفنية المصرية
واحدا من متعددي المواهب. فإلى جانب اخراجه 24 فيلما كتب كثيرا من الاغنيات
لمطربين منهم المصري محمد رشدي واللبنانية صباح.ومن أغنيات عطية الذي رحل
الثلاثاء الماضي في صمت عن 89 عاما (الغاوي ينقط بطاقيته) التي لحنها
الموسيقي المصري محمد الموجي وغنتها صباح.ورغم اعتزاله الحياة الفنية
تقريبا في السنوات الاخيرة فقد أصدر ثلاثة كتب هي (السيرة أطول من العمر)
عام 2001 وهو سيرة سينمائية له والثالث صدر عام 2006 بعنوان (قصاقيص
الذكريات) عن النوادر والخلفيات التي أحاطت باخراج أفلامه.
أما
الكتاب الثالث فعنوانه (مذكرات أغنية) عام 2004 ويؤرخ فيه لاغنيات كتبها في
أفلامه أو أفلام أخرجها غيره حيث كتب أولى أغنياته لفيلم (دايما في قلبي)
الذي أخرجه عام 1946 صلاح أبو سيف وكان عطية مساعدا له. ولحن الاغنية محمود
الشريف وأدتها عقيلة راتب ويقول مطلعها.. "دايما في قلبي وعلي بالي-مهما
الزمن غير حالي".
كما يسجل
الكتاب أحداثا قال عطية انه كان شاهدا عليها اذ يروي قصة اجتماع لمجلس
ادارة نقابة الموسيقيين في الاربعينيات حين كانت أم كلثوم رئيسته ومحمود
الشريف عضوا فيه حيث قدم الشريف اقتراحا سخرت منه أم كلثوم ولم يتحمل
الشريف سخريتها وطالبها بالاعتذار فازدادت سخريتها فما كان منه الا أنه
صفعها على وجهها ورفض الشريف الاعتذار لام كلثوم فاعتذر المجلس لها نيابة
عنه.
ويضيف أن
أم كلثوم أصرت على فصله من المجلس واحتج الشريف بأن المجلس ليس من حقه فصل
عضو منتخب وأن قرار الفصل من حق الجمعية العمومية ولكن أم كلثوم حالت دون
نشر الخبر في الصحف.
ويبدي
عطية دهشته من قدرة أم كلثوم على منع نشرة الخبر ودهشته الاكبر من زواج أم
كلثوم من الشريف فيما بعد قائلا ان أم كلثوم منعت نشر خبر الزواج أيضا
باتفاق مع الشريف الذي سأله عطية عن حقيقة هذا الزواج فقال الشريف "أنا
باسمع الخبر من بعض الناس.. ولما أسمعه من بق (فم) أم كلثوم حبقى أقول لك."
ويروي
عطية أنه كتب أغنية لهند رستم لتؤديها في فيلمه (عشاق الليل) واعترضت عليها
الرقابة لان فيها اسقاطات جنسية فغير عطية كلمات الاغنية التي احتفظت
باللحن نفسه ويقول مطلعها "عايزين ومش عايزين-عايزين ونتمنع- وانتو كمان
عارفين-وسايبينا نتدلع-واحنا صحيح عايزين".
ولد كمال
عطية حنا عطية في السابع من فبراير شباط عام 1919 وحصل على دبلوم في زخرفة
المباني من معهد ليوناردو دافنشي بالقاهرة عام 1939 وفي مطلع أربعينيات
القرن العشرين عمل بالصحافة وكتب الاغاني والقصة القصيرة.ثم التحق باستوديو
مصر عام 1946 حيث عمل مساعدا مع المخرج المصري صلاح أبو سيف (1915 - 1996)
في أفلام (دايما في قلبي) و(المنتقم) و(مغامرات عنتر وعبلة) كما كتب كلمات
الاغنيات التي أدتها الفنانة الراحلة عقيلة راتب في الفيلم الاول.وبدأت
رحلته مع الاخراج عام 1950 بفيلم (حبايبي كتير) أما اخر أفلامه فهو (ليس
لعصابتنا فرع اخر) عام 1990.
أخرج عطية
تسعة أفلام تسجيلية وقصيرة منها (فجر جديد) عام 1965 أما أبرز أفلامه
الروائية الطويلة فهي (عشاق الليل) و(رسالة الى الله) و(سوق السلاح)
و(الشوارع الخلفية) و(عبيد الجسد) و(طريق الشيطان) و(قنديل أم هاشم) عن
الرواية الاكثر شهرة للاديب المصري يحيى حقي.
وحصلت بعض
أفلامه على جوائز كما كرمه المهرجان القومي السادس للسينما المصرية عام
2000 وصدر عنه في تلك المناسبة كتاب (كمال عطية.. التعدد الابداعي وعشق
السينما) للناقد المصري ناجي فوزي.
موقع "إيلاف" في 18
يناير 2008
|