مازال
فيلم حين ميسرة المعروض في دور العرض السينمائية يثير الجدل ليس لما يتضمنه
من قضية تخص حياة العشوائيات ولكن لما قدمه المخرج والمؤلف من قضايا شائكة
تتعلق بالعلاقات المحرمة وغير الشرعية, وحال أطفال الشوارع, والأزمة
التي طرحها الفيلم تتعلق بتساؤل مهم... فهل المخرج والمؤلف مهمومان بتلك
القضايا ويرغبان في إلقاء الضوء عليها؟ أم أن هناك شيئا آخر يتعلق بصناعة
فيلم يثير الجدل
فيلم حين
ميسرة يتضمن كل ما يجذب الأنظار علي طريقة وضع تحابيش تتعلق بجميع أشكال
الجنس اغتصاب, شذوذ, إضافة إلي إرهاب وجماعات متطرفة تم تقديمها طبقا
لحالة الأكلاشيه في كل ما سبق من أعمال تناولت هذه الظاهرة, ولا مانع من
مطاردات الشرطة والتي تكررت طوال الفيلم, والمفارقة أنه حتي وسط القبح
يولد الجمال؟! ولكن مبدعي الفيلم لم يروا سوي كل ما هو قبيح.
أتفق مع
كل من ينادون بحرية الفن والإبداع دون قيود, ولكن ماذا نفعل بهذه الحرية؟
فالعمل الفني جزء من صناعته الإبداع, وبعيدا عن المنطق الأخلاقي في تقييم
الفن لماذا مشهد الشذوذ؟! ولماذا التركيز عليه في دعاية الفيلم؟! هل
المسألة تتعلق فقط بجذب الجمهور؟ ولماذا لم يتم تصنيف الفيلم للكبار فقط,
مثلما حدث مع فيلمي عمارة يعقوبيان وسهر الليالي إذ أكد فيلم حين ميسرة أن
الرقابة تكيل بمكيالين؟ وهل هناك مخرجون أو منتجون بعينهم من أصحاب السطوة؟
كل هذه التساؤلات الملغومة فجرها حين ميسرة ولن أذهب إلي آخر المدي مثلما
فعل الإعلامي عمرو أديب في برنامجه القاهرة اليوم عندما هاجم الفيلم وصناعه
بقسوة, وطالب بضرورة إقالة رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية مؤكدا أن
هناك أطفالا يرتادون الفيلم فلماذا يتم تشويه ذائقتهم؟ وبرغم القضايا
العميقة, التي كان يجب أن يثيرها الفيلم الذي جاء أشبه بمظاهرة دون
أساس, إلا أن المناقشات اختذلته في مشهد الشذوذ الذي جمع بين النجمتين
سمية الخشاب وغادة عبدالرازق, والذي أثار الاستنكار ودفع بعض أعضاء مجلس
الشعب لتقديم استجوابات حول الفيلم.
الأهرام
العربي تفتح ملف الشخصيات المثلية في السينما المصرية والتي في معظمها كانت
تأتي من سياق الدراما, وليس بغرض خلق حالة جدل, مثلما فعل المخرج صلاح
أبوسيف علي استحياء في فيلم الطريق المسدود بطولة فاتن حمامة وقامت بدور
المدرسة الشاذة الممثلة ملك الجمل.
فلاش باك
كان مبدعو
السينما المصرية يتعاملون مع الشخصيات الشاذة جنسيا بحرص وحذر شديدين ولا
سيما أن المجتمع المصري دائما ما كان ينكر وجودها لذلك كان يستعيض المبدعون
عن هذه الشخصية بتركيبة الرجل المائع والذي عادة ما يكون صبي للراقصة
يتمايل بجسده ويتحدث بصوت رفيع, قدمها( يونس شلبي وفاروق فلوكس).
إلا أن
فيلم حمام الملاطيلي كان من أول الأفلام التي تناولت شخصية الرجل المثلي
بشكل درامي, من خلال الرسام ـ جسده يوسف شعبان ـ وأورد مبررات للشخصية,
ولكنه عاقبها في النهاية إذ قتل الرسام في نهاية الأحداث. وبرغم نجاح
الفيلم وقتها إلا أنه أثر سلبا علي الفنان يوسف شعبان والذي يقول في هذا
السياق: الشخصية استفزتني في حينها, وكانت مع مخرج كبير هو صلاح أبوسيف,
ولكن للأسف جمهوري رفض أن يراني في تلك التركيبة خصوصا أنني اعتدت تقديم
شخصية الوسيم الدنجوان لفترة, ومن بعده جاء فيلم قطة علي صفيح ساخن لنور
الشريف وإخراج سمير سيف.
كما قدم
الفنان خالد الصاوي تلك الشخصية إذ جسد دور حاتم رشيد رئيس التحرير والذي
يصطاد الرجال ليلا من الشوارع أو المقاهي, وكثير من الممثلين رفضوا الدور
نظرا للجرأة الشديدة التي كتب بها الحوار والخوف من ردود الأفعال السلبية
من الجمهور, ولكن خالد الصاوي قبل الدور, وقدمه بأسلوب شديد الرقي كما
أن الفيلم كان معروضا تحت لافتة للكبار فقط.
وأيضا
اعتاد المخرج يسري نصر الله إظهار هذا النمط من الشخصيات في أفلامه مثل
سرقات صيفية ومرسيدس وقدمهما يوسف شاهين,والذي عمل علي إيجاد المبررات
لشخصياته تلك في معظم أفلامه بدءا من الناس والنيل, وحدوتة مصرية,
وإسكندرية كمان وكمان, ولكن يبدو أن الجمهور دائما ما كان يتعاطي مع
أفلام يوسف شاهين بشكل مختلف وبعيدا عن النمطية في التقييم إذ كان شاهين
وبعض من تلاميذه دائما ما يقدمون ما هو خارج التوقعات.
إلي أن
جاء وحيد حامد, وكسر تلك الحالة في فيلميه الإرهاب والكباب ـ شخصية مدحت
ـ وديل السمكة, والذي دارت أحداثه حول كشاف النور الذي يدخل إلي كل
البيوت ويقابل أنماطا عديدة منها شخصية المثلي والتي قدمها الفنان رءوف
مصطفي في مشهد طويل يحكي عن اختلافه الجنسي وميوله التي لا ذنب له فيها.
أما علي
الجانب الآخر فسبق وقدمت شخصية الشاذة جنسيا في السينما الفنانة مديحة كامل
ومعها إيمان سركسيان في فيلم الصعود إلي الهاوية, وسناء يونس أمام فيفي
عبده في فيلم المزاج, وسناء دائما ما كان يسيل لعابها علي فيفي, ولكن
دون أن يتم تصوير المشهد الذي هاجمتها فيه داخل الحمام خوفا من رد الفعل من
جانب الجمهور, ولكن حين ميسرة تجاوز هذا الحدود إذ جاء مشهدها مع سمية
الخشاب( في السرير وجسدها ملفوف بالبشكير) ويعلن مؤلف السيناريست ناصر
عبدالرحمن بأن الفيلم يحاول كشف الكثير من الأمور في مجتمع العشوائيات
فلماذا الفزع من الواقع؟
الظاهرة.. وشكلها الفني
لا يستطيع
أحد أن ينكر أن مجتمعاتنا العربية تعاني الكبت بكل أشكاله, إلا أن
الناقدة ماجدة موريس تقول إن الشواذ جنسيا موجودون في مجتمعنا, إلا أننا
لانزال نصر علي عدم الاعتراف بوجودهم,ولكن برغم الضجة التي تثار فور
الإعلان عن فيلم يحتوي علي مشهد شذوذ إلا أنه وللأسف لم تجد فيلما حتي الآن
طرح هذه القضية بجانبها النفسي الذي هو الأهم من الجانب الاجتماعي, فيما
عدا القليل من أفلامنا في حين تتعامل السينما العالمية مع هذه الشخصيات
بجرأة شديدة, وأغلب القضايا المتعلقة بكل المحظورات.
وأضافت أن
المسألة تعود في جانب كبير منها إلي الحرية والوعي اللذين تتعامل بهما
السينما العالمية مع تلك الأنماط بعيدا عن سينمانا التي تلجأ إلي تناول
الظاهرة من الخارج فقط وتميل إلي الإثارة أكثر, ولكنني في الوقت نفسه لا
أمانع في إلقاء الضوء علي هذه النماذج, ولكن الأهم أن يتم تصنيف الأفلام
طبقا للفئات العمرية حتي لا تصطدم الأسر التي تذهب إلي السينما.
أزمة
رقابية
بالتأكيد
عرض أعمال مثل فيلميهي فوضي وحين ميسرة بكل ما يتضمنه من جرأة يحسب للرقابة
علي المصنفات الفنية, ولكن التساؤل الملح أين لافتة للكبار فقط؟ خصوصا أن
هناك أسرا اصطحبت أطفالها إلي دور العرض وبالطبع مع التكلفة المرتفعة لرحلة
الذهاب إلي السينما لم يخرج معظمهم وشاهد أطفال هذه المشاهد بكل ما فيها من
جرأة ومنها كما قلنا مشهد اغتصاب سمية الخشاب وتمزيق ملابسها.
مشهد آخر
لمداعبات وممارسات جنسية بين أطفال مشردين يعيشون في الشوارع, وأعتقد أن
أمر التصنيف الرقابي معمول به في كل دول العالم وطالما طالب به النقاد
والكتاب والمبدعون فلماذا يتم تجاهله؟ خصوصا أن القنوات الفضائية القائمة
علي عرض الأفلام تلجأ هي الأخري لوضع لافتات تحذيرية للأسر فلماذا لا
تفعلها السينما؟ سؤال موجه إلي رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية*
الأهرام العربي في 12
يناير 2008
عمرو
سعد:
السينما تعكس الواقع الاجتماعي الذي نعيشه
أجري
الحوار ـ أحمد سعد الدين
بدأ
مشواره الفني بدور صغير في فيلم الآخر مع يوسف شاهين ثم فيلم المدينة إخراج
يسري نصرالله, بعدها توقع له الجميع أن يكون بطل المستقبل, لكن هذه
التوقعات تأخرت تسع سنوات حتي عاد بفيلم حين ميسرة, إنه النجم الشاب عمرو
سعد الذي التقته الأهرام العربي ففتح لها قلبه وأجاب عن كل أسئلتها..
·
كيف جاء ترشيحك لبطولة فيلم حين ميسرة؟
الفضل في
ذلك يرجع للمخرج خالد يوسف فأثناء تصوير فيلم خيانة مشروعة وقيامي فيه بدور
مهم برغم قلة عدد المشاهد والذي قال لي فيلمي المقبل سوف تلعب بطولته لأنك
وصلت لمرحلة النضج بين الوجوه الجديدة وتستطيع من خلالها تحمل مسئولية
فيلم.
·
هل كان ذلك مفاجأة لك خصوصا أن خالد دائما
يفضل هاني سلامة في معظم أفلامة؟
بصراحة
بعد فيلم خيانة مشروعة توقعت أن تكون البطولة قريبة لكن لم أتوقع السرعة
بهذا الشكل وخالد يوسف من المخرجين الذين يرسمون أبطال أفلامهم علي الورق
ويحاول أن يحدد ملامح البطل حسب السيناريو والأحداث التي يناقشها, لذلك
لم أسأله عن سبب اختياره كل ما في الأمر أنني قلت له هل ستغامر ببطل جديد
في فيلم يتكلف الملايين؟ فقال أنا دائما مغامر ومؤمن بموهبتك فاستعد
للعمل, فما كان مني إلا الانغماس في الشخصية التي كتبها ناصر عبدالرحمن
بحرفية ولا أخفي عليك أنني حضرت كتابة السيناريو والخناقات التي حدثت بين
خالد وناصر حتي يصل السيناريو إلي الشكل النهائي الذي خرج به, لذلك كنت
مستعدا لأداء دور عادل وفي انتظار بدء التصوير.
·
ماذا أضفت لشخصية' عادل حشيشة' وما
النصائح التي أسداها لك خالد يوسف أثناء التصوير؟
قصة
الفيلم كانت في ذهن خالد يوسف منذ سنوات طويلة فقد كان يحلم بعمل يناقش
حياة هؤلاء الذين يعيشون في الأماكن العشوائية وعمل علي الفكرة ناصر
عبدالرحمن, لذلك خرج السيناريو وكأنه متكامل لا يقبل الإضافة فكل ما
أضفته للشخصية هو الإحساس فقط لا غير أما نصائح المخرج فكانت في كلمة واحدة
كن بسيطا في أدائك وحاول أن تتوحد مع الشخصية ومع المكان العشوائي الذي
تعيش فيه.
·
لكن فكرة الفيلم جريئة.. ألم تتخوف من ذلك؟
السينما
دائما تعكس الواقع الذي نعيش فيه فلو نظرت لأفلام الأربعينيات والخمسينيات
سوف تجد أنها تناقش واقع تلك الأيام, وفي الستينيات مثلا كانت معظم
الأفلام تحمل أو تغذي الحس الوطني من خلال شخصية الضابط مثل عمر الشريف
ورشدي أباظه لكن في حين ميسرة نحن نتناول ضابطا مختلفا لأنه في مجال عمله
يتصرف بعنف لتعامله مع مجرمين وإرهابيين, ويريد أن يؤدي وظيفته وفي أي
منطقة تجد أن له مرشدين تمر العلاقة بينهم بفترات شدة وفترات قرب وهذا ما
فعلناه إننا أظهرنا تصرفات الضابط مع مرشد في حي عشوائي وليس كملاك لذلك لم
يتسرب الخوف إلي قلبي.
·
لكن شخصية عادل كانت غريبة الأطوار ومرت
بمراحل مختلفة بين الشهامة والجبن والقسوة والحنين كيف تعاملت معها؟
أتفق معك
في أن عادل إنسان مختلف ومتغير فقد دافع عن فتاة لا يعرفها ودخل بسببها
السجن وبعد خروجه اعتدي عليها وعندما حملت منه لم يعترف بابنه ولا حتي بها
فكيف يكون هذا الشخص هو نفسه؟ لكن الإجابة سهلة جدا وهي أنه بشر يصيب
ويخطيء وطوال الفيلم سوف تتفق معه وتختلف في الوقت نفسه وهذا سر نجاح
الشخصية لأن البطل الأسطوري يكمن جماله في أنه يخطيء ثم يعود لصوابه لأنه
ليس ملاكا فمثلا برغم جحوده وقسوة قلبه لكنه عندما يجد نفسه وحيدا منكسرا
أو يقع في مأزق يجري للبحث عن ابنه وأمه هنا تظهر الإنسانية بداخله وهذه
طبيعة البشر الذين يعيشون علي الأرض.
·
ما أصعب لحظة واجهتها أثناء التصوير وظل
الإحساس بداخلك حتي بعد انتهاء المشهد؟
في
الحقيقة أن جميع المشاهد كانت صعبة للغاية وتعاملت معها بتركيز شديد لأني
أعرف أن أي خطأ في الفيلم ككل سوف يكتب باسمي نظرا لعدم وجود رصيد كاف عند
الجمهور لكن هناك موقفين لم أنسهما الأول هو مشهد عادل عندما قيد يدي أمه
حتي يأخذ منها الغوايش وهي تقاومه ثم استسلمت وقالت خذهم كي تسدد ديونك هذا
المشهد صعب جدا لأن الإحساس فيه عال ويتحول في لحظات من القسوة مع أمه ثم
عندما تحدثت معه برفق وحنان الأم لا تتصور كم كانت حالتي حتي إنني بكيت بعد
انتهاء المشهد وجلست في ركن بعيد بمفردي كي أخرج من إحساسي, لكن لم
أتمالك نفسي, أما الموقف الثاني فكان أثناء تفجير الديكور الذي بناه حامد
حمدان فقد جاء المخرج بأناس من العشوائيات كي يعيشوا في الحي العشوائي الذي
بنيناه حتي يشعرون بإحساس المكان وعندما تم تفجير الحي شعرت بأن أهلي
بداخله فانخرط الجميع في حالة بكاء هستيري.
·
هل توقعت أن يحصد الفيلم كل هذا النجاح برغم
انتمائه للواقعية العشوائية؟
كان لدي
إحساس داخلي بأن الفيلم سوف ينجح لكن لم أتوقع أن يصل إلي هذه المرحلة من
النجاح والمنافسة علي الإيرادات خصوصا في ظل الأفكار الجريئة التي تتناولها
السينما الآن والتي أصبح المشاهد مستعدا لتقبل فيلم بهذه النوعية برغم
الضجة التي أثيرت حوله.
·
ماذا يمثل لك حين ميسرة وأين تضعه في تاريخك؟
لقد بدأت
مشواري الفني في فيلم' المدينة' إخراج يسري نصرالله ثم دور صغير في'
الآخر' مع يوسف شاهين وبعدها توقفت مدة طويلة ليس بإرادتي وإنما لعدم
وجود أدوار تناسبني عملت فيها بشهادتي كمهندس ديكور ثم عدت بعدها بفيلم
خيانة مشروعة وبعدها البطولة في حين ميسرة الذي أعتبره نقطة الانطلاق في
تاريخي الفني.
·
بعد البطولة لو عرض عليك دور ثان في فيلم من
إخراج خالد يوسف هل ستقبل؟
أولا أنا
أرفض كلمة بطولة مطلقة لأن العمل الفني كيان متكامل لا يستطيع أن يقوم به
شخص واحد لكن كل فنان في دوره بطل وأي عمل يعرض علي أنظر أولا لتأثير الدور
علي الأحداث وليس لحجمه, أما بالنسبة لخالد فهناك استثناء لأنه أول شخص
يحرص علي مصلحتي ولا أستطيع أن أناقشه في شيء*
الأهرام العربي في 12
يناير 2008
رغم طول
فترة العطاء:
نجوم تألقت
في أدوار مختلفة
كثيرا
مايظلم العديد من الفنانين أصحاب الموهبة نظرا لتصنيف المنتجين,
والمخرجين الذين يحصرونهم في أدوار معينة ولا يستطيع الفنانون التصرف حيال
ذلك والقليل منهم الذين يستطيعون التمرد ومن الذين نجحوا في ذلك النجوم
هالة فاخر, عمرو عبدالجليل, هالة صدقي في فيلمي هي فوضي وحين ميسرة.
رغم أن
الفنانة هالة فاخر لها باع طويل في العمل السنيمائي إلا أنها هذا العام
أطلت علي جمهورها بثوب جديد في كل شيء حيث قدمت أدوارا مختلفة في الفترة
الماضية, إذ غيرت جلدها مع المخرج يوسف شاهين في فيلم هي فوضي حين قدمت
دور أم منة شلبي السيدة التي تنتمي للطبقة المتوسطة والتي تتمتع بشهامة
أبناء البلد وتقاتل في سبيل الحفاظ علي ابنتها حتي إن المشهد الذي جمعها
ببطل الفيلم خالد صالح عندما ضربته علي السلم اختير ليكون أحد المشاهد
الرئيسية في أفيش الفيلم, ولم تشأ هالة أن تترك عام2007 يمر دون أن تضع
بصمة أخري تعلق في ذهن المشاهدين, وذلك حين قدمت دور الأم التي تسكن في
العشوائيات ولديها ثلاثة أبناء واحد مسافر لاتعرف عنه شيئا, والثاني
منفلت ولا يعمل ويدخل السجن والابنة الوحيدة تقتل علي يد زوجها ووصلت هالة
إلي مرحلة النضج في الأداء واستولت علي قلوب المشاهدين وتقول عن ذلك الفضل
في كل ما وصلت إليه يرجع إلي المخرج خالد يوسف الذي استطاع أن يخرج مني كل
ما عندي بسلاسة فهو تليمذ يوسف شاهين النجيب.
أما النجم
الآخر الذي لمع أيضا هذا العام فهو عمرو عبد الجليل رغم بدايته القوية في
مطلع التسعينيات من خلال فيلم إسكندرية كمان وكمان إخراج يوسف شاهين إلا
أنه لم يقدم بعد ذلك ما كان يتوقعه الجمهور, وظل في مرحلة صعود وهبوط حتي
جاء فيلم حين ميسرة والذي غير تماما جلد عمرو عبدالجليل وقدم أفضل
أدواره, إذ طور من أدائه وظهر بثوب كوميدي جديد عليه وعلي المشاهدين
الذين كانوا يضحكون لمجرد ظهوره علي الشاشة أثناء أحداث الفيلم, وفي
تواضع علق عمرو عبدالجليل: أشكر المؤلف ناصر عبدالرحمن والمخرج خالد يوسف
اللذين استطاعا أن يصلا بكل أبطال العمل إلي درجة كبيرة من الإبداع
الفني.
أما
النجمة هالة صدقي فقد قدمت هذا العام دورا جديدا تماما عليها في فيلم هي
فوضي ليوسف شاهين وخالد يوسف, حيث رآها الجمهور لأول مرة في دور ناظرة
المدرسة وفي نفس الوقت أم لشاب يعمل وكيل نيابة, ولم تخف من عامل الزمن
كل ما كان يعنيها أن تقدم الشخصية ببراعة فقط ورغم النجاح الذي حققته فأنها
قالت بنبرة حزينة' أسعدني جدا رد فعل الجمهور, ولكنني حزنت عندما وجدت
أن خالد يوسف حذف في المونتاج الكثير من مشاهدي المهمة.
الأهرام العربي في 12
يناير 2008
|