حتى الآن لم تقدم الفنانة السورية سُلاف فواخرجي في القاهرة
سوى فيلم واحد هو «حليم» قبل عامين، بينما أوشكت على تصوير فيلمها الثاني
«ليلة البيبي دول»، ورغم ذلك تتمتع سُلاف بشهرة عريضة بين الجمهور المصري
وتهتم الصحف بأخبارها التي تنتشر كل فترة حول عروض تلقتها من نجوم ومنتجين
مصريين.
سُلاف أو «أم حمزة» زارت مصر الأسبوع الماضي لاستكمال نشاطاتها
الفنية، قبل أن تعود إلى دمشق لتصوير مسلسل جديد، فيما تعد للمشروع الأهم
وهو «أسمهان»، «الشرق الأوسط» التقت سُلاف في مقر إقامتها في القاهرة لترد
بصراحة على العديد من الأسئلة سواء تلك التي تخص نشاطها الفني أو علاقاتها
بالفنانين المصريين والسوريين، فإلى نص الحوار....
·
بداية نريد أن نعرف إلى أي مدى وصل فيلم
«ليلة البيبي دول» الذي بدأ تصويره قبل أربعة أشهر؟
- خلال أيام سينتهي تصوير دوري، والفيلم ككل سيكون جاهزاً
لمرحلة المونتاج خلال شهر على أقصى تقدير، ليُعد بعد ذلك للعرض في مهرجان
كان خلال شهر مايو المقبل، على أن يعرض جماهيريا في الصيف المقبل.
·
تقومين بدور زوجة المرشد السياحي محمود عبد
العزيز، حدثينا عن العلاقة معه أمام الكاميرا، وكيف تم التفاهم مع المخرج
عادل أديب، ورؤيتك للعمل ككل؟
- الفيلم مليء بالشخصيات التي تتقابل في ظروف خاصة، وهناك
الكثير من المشاهد التي تدور في الماضي لنعرف منها أسباب ما وصلت إليه
الشخصيات في زمن الفيلم، وبالفعل كل مشاهدي مع الفنان محمود عبد العزيز إما
منفردة أو مع ممثلين آخرين مثل محمود حميدة وجمال سليمان، والفنان محمود
عبد العزيز من الممثلين المخضرمين الذي يحب الممثل الواقف أمامه ويساعده
على التألق، وحدث بيننا تفاهم كبير في كل المشاهد وأتمنى أن يشعر الجمهور
بذلك، أما المخرج عادل أديب والذي عمل منتجاً فنياً في فيلم «حليم» فهو
يتميز بالهدوء الشديد داخل البلاتوه، ويشعر بامكانات الممثلين معه ويتركهم
يتحركون مع الشخصيات بحرية طالما كان ذلك في مصلحة العمل، واعتقد أن هذا
الفيلم سيعجب الجمهور في كل مكان لأنه يتناول قضية تهم الجميع، وبالمناسبة
ليس صحيحاً وجود أي مشاهد ساخنة في العمل، ولا يصح الحكم على فيلم من اسمه.
·
بجانب «ليلة البيبي دول» تصورين حالياً مسلسل
«يوم ممطر آخر» مع المخرجة رشا شربتجي، حدثينا أكثر عن هذه التجربة؟
- المسلسل تأليف يام مشهدي وإخراج رشا شربتجي التي أتعاون معها
للمرة الثانية وبطولة وائل رمضان وعبد الهادي الصباغ وسمر سامي وسلافة
معمار، وأقوم فيه بدور فتاة تدعي «خزامة» وهي شخصية متمردة ومتوترة على طول
الخط، وتدخل في مشكلات مع والدها وزوجها ومن حولها بحثاً عن حياة جديدة
بعدما فشلت في تحقيق كل أحلامها.
·
في الفترة الأخيرة بدأ وجود سُلاف فواخرجي
يتراجع من ناحية الكم في الدراما السورية، رغم عدم انشغالك بأعمال أخرى
خارج دمشق؟
- ليس تراجعاً وإنما رغبة في تحديد الأعمال التي يجب علي
الظهور من خلالها، قبل فترة كنت أشارك في ثلاثة أو أربعة مسلسلات طوال
العام، لكنني أحاول حاليا تقديم مسلسلين فقط، في 2007 مثلا قدمت «رسائل
الحب والحرب»، ثم «عصر الجنون» والأخير لم يعرض بعد، واعتقد أن الفنان لا
يجب أن يستنزف طاقته طوال العام، فلا بد من فترات راحة وتأمل، كما أن
لأسرتي عليّ حقا، لهذا أحرص على إجازة صيفية طويلة اقضيها مع ابني حمزة
وعمره ثماني سنوات، وزوجي وائل رمضان.
·
لكنك أغفلت في كلامك مسلسلا ثالثا هو «اسأل
روحك» والذي دخلت بسببه في خلاف كبير مع نجدت أنزور؟
- نعم هذا
العمل كان حلم أسرتي كاملة، سواء والدتي الكاتبة ابتسام أديب أو زوجي
المخرج وائل رمضان، وأنا كممثلة، واعتقد أنني قدمت أربع حلقات من أفضل ما
قدمت في مشواري كممثلة، فيما أخرج وائل ثماني حلقات قبل أن تبدأ الأزمة
التي نشرتها كل الصحف، لكن الجديد هو تنازلي عن القضايا المرفوعة ضد نجدت
أنزور، وتنازله هو في المقابل، بعد تدخل الوسطاء من المجتمع الفني السوري
حرصاً على سمعة الدراما السورية، وقد استجبت لهذا الطلب بعدما لمست تعاطفا
كبيرا من كل الأسرة الفنية، ويكفي أن هناك أربعة مخرجين اعتذروا عن العمل
قبل أن يقبله محمد شيخ نجيب، وكنت أتمنى أن يكتمل هذا المشروع، ولا أعرف
حتى الآن مبررا منطقياً لما حدث، ولا أستطيع تصور أن يفسد البعض مشروعاً
فنياً اتفقوا عليه معنا وطلبوا منا الإسراع في تنفيذه، لكنني على كل حال لم
أخسر شيئاً، واعتقد أن نجدت أنزور هو «الخاسر الأكبر»، مع احترامي الشديد
لتاريخه، لكن الكل يعلم أن سُلاف فواخرجي لا تفتعل المشاكل، والنجوم
السوريون يعلمون جيداً من الذي يدخل في مشكلات فنية وشخصية كل فترة.
·
ذكرت قبل قليل أنك ستقدمين مسلسلين كل عام،
والآن التصوير جار في «يوم ممطر آخر» فماذا عن المسلسل الثاني، هل سيكون
«أسمهان»؟
- بالفعل، قطعنا شوطاً كبيراً في الإعداد للتصوير، وتم اختيار
المخرج الكبير شوقي الماجري للمهمة، وجار حالياً تحديد باقي فريق العمل،
وهو من تأليف قمر الدين علوش، وممدوح الأطرش، ثم أضاف نبيل المالح رؤية
سينمائية، بينما يراجع بسيوني عثمان المشاهد التي تجري في مصر، والعمل
سيصور بين دمشق والقاهرة وسيقوم بدور المطرب فريد الأطرش ممثل مصري لكن
التفاصيل تعلن لاحقا.
·
لكن معظم مسلسلات المشاهير هوجمت من النقاد
بسبب المقارنة بين الممثل والفنان الراحل؟
- كل عمل فني مستقل بذاته، ولا يعني هذا ألا نقدم نفس النوع
مرة أخرى، بالعكس أنا اعشق مسلسلات السير الذاتية، كما أن لأسمهان ميزة لا
تتوافر في غيرها من الفنانين، فالجمهور كان يراها تمثل بالطريقة الكلاسيكية
الهادئة على الشاشة، لكن الكثيرين لا يعرفون أنها كانت امرأة من نار، تعيش
تقلبات وتناقضات لا حد لها، وهو أمر يغري أي ممثلة، لهذا وافقت على المهمة
فور ترشيحي لها، علماً بأنني لم أسع وراء الدور، وإنما كنت أريد تجسيد
شخصية «روزا اليوسف» وأتمنى أن تُتاح لي الفرصة بعد «أسمهان».
·
كل فترة تتردد أخبار عن ترشيحك لأفلام
كوميدية مصرية، وفي النهاية مرّ عامان قبل أن تعملي في مصر من جديد؟
- بالفعل أتلق عروضاً متتالية، وهذا أمر أفخر به، وهو أن أكون
محط أنظار المنتجين والمخرجين في مصر، لكنني منذ البداية لا أريد أن أكون
عارضة اظهر على الشاشة لمساندة النجم الكوميدي وحسب، أنا مطلوبة بشدة في
الدراما السورية، لهذا أريد الوجود في مصر بأعمال مميزة، وهي «أنانية»
الفنان التي تجعله يستفيد من تجارب من سبقوه وينتظر الفرص المناسبة لتحقيق
أعمال تعيش في الذاكرة.
·
تقولين أن مسلسل «أسمهان» سيصور بين مصر
وسورية لأن الفنانة الراحلة عاشت هنا وهناك، وفيلم «ليلة البيبي دول» مليء
بالنجوم المصريين والعرب، ومع ذلك تخرج كل فترة تصريحات تعكر صفو التعاون
الفني المشترك، وآخرها تصريحات الفنان عباس النوري؟
- لم أستمع لتصريحات عباس النوري منه شخصياً، بالتالي لا
يمكنني الحكم عليها، فقد تكون تعرضت للتحريف أو التهويل، كما أن النوري ليس
هو فقط الذي هاجم الدراما المصرية، فهناك فنانون مصريون هاجموا النجوم
السوريين، وفي رأيي أن كل تلك الحملات فردية، ولا تؤثر أبداً على التعاون
الفني المشترك، والدليل هو زيادة الاستعانة بفنانين عرب في مصر، وللعلم
ظروف الانتاج هي التي فرضت ذلك، فالأعمال الفنية في ازدياد، والفضائيات
تطلب الجديد، ونجوم السينما في مصر غير متفرغين للتلفزيون، وغيرها من
الأسباب التي أدت للانفتاح الذي من المفترض أن نرحب به، فالوحدة الفنية
العربية كانت حلماً وعندما تتحقق يخرج من يهاجمها لسبب أو لآخر.
·
لكن النيران طالتك بنشر خبر عن اقامتك
الدائمة في مصر، وهاجمتك الصحافة السورية فسارعت بنفي الخبر على الرغم من
أن لك بالفعل شقة في القاهرة؟
- لأن الخبر أظهر الأمر وكأنني هاجرت وتركت دمشق ولن أعمل فيها
من جديد، وهو أمر يضرني كفنانة لي نشاط، والمنتجون هناك فكروا أنني تركت كل
شيء، في الحقيقة الفنان يجب أن يوجد في المدينة التي يعمل بها، فقد أرتبط
بأعمال في القاهرة تتطلب وجودي عدة شهور متتالية، والعكس في سورية، لكن
إطلاق أحكام مطلقة أدى لانتقادات حادة لي، واعتقد أنه لو نشر خبر عن إقامة
يسرا الدائمة في دمشق أو بيروت ستتعرض لنفس ردة الفعل لذا كان لا بد من
التوضيح.
الشرق الأوسط في 11
يناير 2008
|