لو أنه فقط يتم منع الممثلين من اخراج الافلام دون الحصول على
تشريع اكثر صرامة بخصوص الانغماس الذاتي1 المسرحي.
ان الحكم عن طريق فلمي (انتو ذا وايلد) في البرّ ية و(لاينز
فور لامز) إسود للحملان، وهما المحاولتان الاخراجيتان الاخيرتان لـ (شين
بن) و(روبرت ردفورد) جدير بالسؤال: الا تجسد وظيفة " الممثل- المخرج"
تضارباً متأصلاً في المصالح؟ منتهكو الحرمات- حراس الطرائد والساذجون بخصوص
القوة ومغيرو الشركات كرؤساء (سلطة الخدمات المالية)؟ كلهم يستحضرون نفس
صورة المحتالين الذين يحافظون على نظام العرض الكبير، طائشون يديرون مستشفى
الامراض العقلية – ويتصرفون تماماً كما تظن انهم سيفعلون.
اعتقد انه يجب حظر المهنة، او على الاقل تنظيمها بكفاح شديد،
وقد يكون هذا نتيجة لتحمـُّـل فلم (بن) (انتو ذا وايلد) مؤخراً، ورغم أنه
يغيِّـب نفسه عن الشاشة عندما يقوم بالاخراج الا ان افلام (بن) – المستندة
بشكل مأساوي الى نصوص (بن) – تكرر تماماً العلامة المنمقة بافراط وهي
الصفات الوجدانية التي تدمغ هذا التمثيل، ولها نفس التبجحية المتلوية
والعقلية الحـَـرفية الكئيبة و نفس المقاومة للسخرية من اي نوع ونفس
العواطف المبهمة بشكل رخيص، ومن ثم وبشكل لايمكن غفرانه يضع صوت (إيدي
فيدر) في كل المـَـدرَج الصوتي2 ولمدة (140) دقيقة.
اما (ردفورد) فيدع الماكنة تأخذ الزمام، منتـِــجاً افلاماً
فاقدة للدعابة كما هي افلام (بن) ولكن مع سيطرة واضحة على امور البنية
والتقدم، غير انه على خلاف (بن) سيحتفظ لنفسه بدور في الافلام وكل افلامه
تميل الى توقف عندما يظهر هو على الشاشة.
لم يكن هتشكوك على خطأ، فالممثلون قد لا يكونون كالماشية
تماماً (لا يمكنك ان تستخرج حليباً لائقاً منهم بالنسبة للخطوات الاولى)
الا انهم يشتركون في نزعة بقريّـة نحو التيه في وسط المرعى والبدء بالخوار
لانفسهم بتنافر (يدعونه "الارتجال")، ودور المخرج هو تحريكهم بالسوط
ليدخلوا في الصف والتأكد من انهم لا ينساقون بعيداً ثانية ً، فـإذا طرحت
المخرج وتركت الممثلين يتولون الامر فـإن كارثة ستنتج ولا يستطيع الوسط ان
يتماسك وتسقط السماء ويتحول العالم بأجمعه الى نسخة (بيتر اوتول) الفاجعة
من مسرحية (ماكبث) التي أخرجها بنفسه عام 1980.
ليس كل المخرجين – الممثلين سيتم تثبيط همتهم، فـ (ستيف
بوسيمي) و(جولي ديلبي) و(جورج كلوني) ومما يدعو للذهول (بن أفليك) قد أظهر
كلهم جدارة بالاخراج في عـُـرف (كلنت ايستوود) الواثق وغير المهووس بذاته.
غير ان معظم الممثلين المخرجين ليس لديهم عمل كونهم خلف آلة
التصوير، اذ أخرج (مات ديلون) فلمه (سيتي اوف غوستس) مدينة الاشباح كما قد
فعل (نيكولاس كيج) (فلم ساني) الولد الصغير و(سكوت كان) (فلم ذا دوغ
بروبلم) مشكلة الكلب و(ايميليو ايستيفز) (فلم ذا وور آت هوم بوبي) الحرب في
البيت يا بوبي و(اليسون ايستوود) (فلم ريلز اند تايز) ، انها قائمة توحي
(وديلون متوقـَّـع فيها) بأن محاباة هوليوود للاقارب قد تكون مصدراً لهذا
البلاء المتنامي، ونتضرع الى والديّ ماليبو لمعاقبة اطفالهما بشكل أشد
لسعاً مما يعلنونه على الاطلاق وبعمر الخمس سنوات بلقمة من مـُـنتـَـج
(فروت لوبس – حلقات الفاكهة3) نصف الممضوغة.
ربما بامكاننا ان نغربل الى حد ما الممثلين – المخرجين و
(الممثلين – الكتـّـاب – المخرجين) عديمي الموهبة باقتراح نظام ترخيص كما
هو في اختبار السياقة، فتحصل اولاً على رخصة مؤقتة واذا أثبتّ ان بامكانك
ان تكون موضع ثقة لعمل فلم لائق واحد بها، حينها تحصل على الرخصة الكاملة،
لكن اذا أفسدت الامر فليس هناك عمل آخر، لا توجد فرصاً ثانية، وتخرج من
صناعة الافلام الى الابد وتعود الى استلام الاوامر ككل الماشية الاخرى
المسكينة.
1 الانغماس الذاتي: اطلاق المرء العنان لاهوائه ورغباته
وشهواته. قاموس المورد.
2 المـَـدرَج الصوتي: ذلك الجزء من الفلم السينمائي الحامل
للتسجيل الصوتي. قاموس المورد.
3 حلقات الفاكهة: نوع من المعجنات الصغيرة كالحلقات والمنكهة
بنكهات الفاكهة والملونة، يضاف اليها الحليب لتؤكل ويفضلها الاطفال.
المترجمة
شون بن
يرأس لجنة تحكيم مهرجان كان للسينما
المدى/ وكالات: اختارت الهيئة المنظمة لمهرجان كان الدولي
للسينما الممثل والمخرج الأميركي شون بين لرئاسة لجنة تحكيم الدورة الواحدة
والستين للمهرجان التي ستقام بين 14 و25 مايو/أيار المقبل.
وأعلن المنظمون خبر اختيار شون بين في بيان أصدروه الخميس.
واعتبر المفوض العام للمهرجان تييري فريمو أن هذا الاختيار "كان بديهيا"،
موضحا أنه "يجسد السينما الأميركية المستقلة".
ونقل البيان عن شون بين قوله إنه يتوق إلى رئاسة لجنة تحكيم
هذه السنة لأن "مهرجان كان يشكل منذ مدة طويلة المركز العالمي لاكتشاف
الموجات الجديدة من المخرجين".
وبدأ شون حياته الفنية على مسارح برودواي وفي السينما في سن
الحادية والعشرين، واشتهر في بداياته بسبب زواجه المضطرب مع المغنية مادونا
في منتصف الثمانينيات.
وانطلقت شهرته في التمثيل فعليا عبر فيلم "كولورز" عام 1988
الذي لعب فيه دور مجند في الشرطة، وفي العام 1991 انتقل للمرة الأولى وراء
الكاميرا لإخراج فيلم "ذي إنديان رانر"، وهو مستوحى من حرب فيتنام قبل أن
يعيد الكرة سنة 1995 في فيلم "كروسينغ غارد" وسنة 2001 بفيلم "ذي بليدج".
وفي العام 2004 فاز بجائزة أوسكار أفضل ممثل بفضل تجسيده
تجسيدا مؤثرا شخصية والد يريد الانتقام في فيلم "ميستيك ريفر" الذي أخرجه
كلينت إيستوود.
وعرف عن شون بين في نشاطه الاجتماعي والسياسي زيارته العراق
التي أثارت جدلا لإدانته السياسة الأميركية في هذا البلد، وكذا سلسلة من
المقالات كتبها عن إيران لحساب صحيفة أميركية
المدى العراقية في 7
يناير 2008
|