كأن السماء قد غابت عنها النجوم فجأة.. كأن الشمس أسدلت ستار غروبها
الحزين.. وكأن القدر كان حاملاً وداعاً للوردة الجميلة، التى ظلت ملكة
متوجة على عرش بستانها.. هكذا صمت الجميع، واستقبل خبر وفاة وردة الغناء
العربي، التى قدر لها أن تفرح بآخر نجاحتها، من خلال ألبومها الأخير "اللى
ضاع من عمرى"، الذى صدر في أكتوبر الماضي، بعد أن غابت عن الوسط الفنى لمدة
10 سنوات، وكأنها كانت تخطط لترك آخر رسالة لمحبيها من جميع أنحاء العالم،
تؤكد فيها أنها كانت وستظل الأميرة المتوجة على عرش الغناء العربي.
وردة اختفت سنوات عن محبيها، ليس فقط بسبب الظروف الصحية التى مرت
بها، لكن تخوفاً من العودة إلى جمهورها بعمل دون المستوى فتخسر القاعدة
العريضة التى أسستها على عقود طويلة، تربت فيها أجيال كثيرة على أغانيها من
الصغار والكبار.
اختارت وردة أغنية "اللى ضاع من عمرى"، لتتصدر ألبومها الأخير، في
رسالة أخيرة منها، أرادت من خلالها تلخيص تجربتها في الحياة، لتستقطب وردة
بهذه الأغنية قاعدة أوسع من محبيها.
تيمة الشجن التى سيطرت على ألبوم وردة الأخير، لم تأتى من فراغ، بل
جاءت بعد فترة كبيرة من الحزن، خصوصا بعد فترة المرض التى أصابتها وجعلتها
وحيدة في الدنيا، لم يفكر في السؤال عنها إلا صديقتها الفنانة نبيلة عبيد،
التى كانت تداوم بالسؤال عليها طوال الوقت، وذلك في الوقت الذى كان هناك
الكثيرون الذين جمعتهم صداقة كبيرة بالراحلة.
الصراحة التى صاحبت وردة قد لا يتمتع بها غيرها من الفنانين، ففي آخر
حوارتها مع اذاعة "نجوم إف إم"، أعلنت عن ندمها الشديد من الغناء إلى
الرئيس السابق مبارك، رغم أنها كانت المطربة الأساسية في معظم احتفالات
أكتوبر، ليس فقط لمجرد أنه رفض منح نجلها الجنسية المصرية، لكن لاقتناعها
بأن الفنان لابد أن يغنى للشعب وليس للرئيس، لدرجة أنها قالت: "دى غلطة
عمرى، انى غنيت لمبارك، لأن الفنان لابد أن يغنى للشعب وليس للرئيس".
وعلى مدار مشوارها الفنى، اختارت وردة أن تصنع لنفسها طرازاً خاصاً،
فرغم أن لهجتها الفرنسية، التى كانت تتحدثها وكان من الممكن أن تصنع لذاتها
نجومية كبيرة في أوروبا تساهم في انتشارها على مستوى العالم بشكل سريع، إلا
أنها اختارت أن تكون بصمتها منذ البداية منطلقة من الشرق، حيث تقديمها
لفيلم "ألمظ وعبده الحامولى"، الذى كشف عن صعود مطربة تنبأ لها الجميع
بمستقبل مبهج، حتى أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر طلب بعدها أن يضاف لها
مقطع غنائي في أوبريت "وطني الأكبر".
توالت نجاحات وردة بعد ذلك، وأصبحت نجوميتها تتصاعد يوما تلو الآخر،
وبدت تمثل قطاعا عريضا من الشباب، من خلال أغانيها التى رصدت فيها حالات
مختلفة من العواطف والمشاعر، حتى أن أجيالا عديدة ظلت تحفظ هذه الأغانى،
ومنها أكدب عليك، حكايتى مع الزمان، لولا الملامة، مالى، حرمت أحبك، نار
الغيرة.. وغيرها.
ولا يمكن لأحد أن يسقط عن ذاكرته أشهر ما تغنت به وردة لوطنها الثانى
مصر، وهى أغنية "على الربابة"، أما عن الجانب العاطفي في حياة وردة، فقد
كان الحب الأعظم لها هو زوجها الموسيقار الراحل بليغ حمدى، فرغم أن زواجهما
لم يستمر لوقت طويل إلا أنهما ظلا أصدقاء واستطاعا أن يقدموا معا ثنائيا
رائعا بالوسط الفنى.
ولم يكن بليغ حمدى فقط، هو من كون مع وردة دويتو فنى، لكن استطاعت
أميرة الغناء أن تقدم عددا من الأعمال الناجحة مع الموسيقار صلاح الشرنوبي،
كان من أشهرها أغنية "بتونس بيك".
ومن أكثر الأغانى، التى أثارت غيرة وردة الفنية طوال حياتها، أغنية
"أى دمعة حزن لا"، خصوصا بعد أن استمعت إليها من زوجها بليغ حمدى، فقد كانت
تتمنى وتحلم بتقديمها بدلاً من عبد الحليم حافظ.
وردة كانت تنوى بعد تقديم ألبومها الأخير أن تعود بأكثر من مشروع فنى
جديد، منها دويتوهات غنائية مع كل من حسين الجسمى ومحمد عبده، إضافة إلى
مشروع مسلسل تليفزيونى مأخوذ عن إحدى روايات الكاتبة أجاثا كريستى.
ورغم رحيلها ستظل وردة أميرة على مملكة الغناء العربي، التى تربت
أجيال كثيرة على صوتها، وكانوا ينزلون الأسواق ويبحثون عن شريط الكاسيت،
بمجرد صدور الألبوم، حتى أن مبيعاتها كانت دائماً تتصدر القائمة، وصولاً
إلى أجيال الإنترنت، الذين يذهبون إلى المواقع الغنائية لتحميل والاستماع
إلى أغانيها.
مسيرة للفنانين من منزل وردة لمطار القاهرة.. والمهن الموسيقية تنظم حفل
تأبين
سارة نعمة الله
يشارك عدد كبير من فنانى مصر، ظهر اليوم الجمعة في مسيرة خاصة على
الأقدام للفنانة الراحلة وردة، والتى تنطلق من منزلها بشارع عبد العزيز آل
سعود بمنطقة المنيل وصولاً إلى جامع صلاح الدين، والذى ستقام به صلاة
الجنازة، وتستمر مسيرة الفنانين في توديع جثمان الراحلة حتى وصول جثمانها
إلى مطار القاهرة متجهاً إلى بلدها الجزائر والتى ستدفن بها.
وعلى الجانب الآخر، قررت نقابة المهن الموسيقية إقامة حفل تأبين
للراحلة، تقديراً لمشوارها الفنى، من المقرر أن يشارك به الإذاعى الكبير
وجدى الحكيم، محسن جابر، عمار الرشيعي، رضا رجب ولكن لم يتم الاستقرار على
موعده أو مكانه حتى هذه اللحظة حسبما أكد طارق مرتضي المستشار الإعلامى
للنقابة.
بوابة الأهرام في
18/05/2012
نجل المطربة الراحلة وردة:
دفن والدتي غدًا بمقبرة "العالية" بالعاصمة الجزائرية
أ ش أ : أعلن رياض نجل المطربة وردة الجزائرية أن جثمان والدته -التى
توفيت مساء أمس الخميس، إثر أزمة قلبية باغتتها في منزلها بالقاهرة- سيدفن
غدا الجمعة، بمقبرة العالية بالعاصمة الجزائرية.
وقال رياض فى تصريح لوسائل الأعلام الجزائرية إن والدته كانت تتمتع
بصحة جيدة ولم تشتك من أي وعكة صحية حتى رحيلها.
وكانت وسائل الإعلام قد ذكرت أن الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة،
أمر بأرسال طائرة خاصة إلى القاهرة لنقل جثمان الفنانة الكبيرة وردة.
وبدأت المطربة وردة الغناء عام 1951، وتعاونت مع كبار الشعراء
والملحنين، مثل عبدالوهاب والسنباطي وبليغ حمدي والموجي وعمار الشريعي
وحلمي بكر وعبدالوهاب محمد ومحمد حمزة وصلاح الشرنوبي ووليد سعد.
وقدمت وردة للسينما أكثر من عمل في مقدمتها "ألمظ وعبدالحامولي"
و"أميرة العرب" و"آه يا ليل يا زمن" و"حكايتي مع الزمان" و"قصة حب"، فيما
قدمت للتليفزيون عملين هما "أوراق الورد " و"آن الأوان.".
وكان آخر أعمال المطربة الراحلة تصوير أغنية جديدة فى شهر أبريل
الماضى احتفالا بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر بعنوان "مازال واقفين".
وكانت وردة قد صرحت عقب انتهائها من تصوير الأغنية بالجزائر، أنها
ستظل تغني إلى أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، مشددة على أن انتقادات بعض الأشخاص
لها لن تؤثر عليها وتجعلها تتوقف عن مسيرتها الفنية إضافة إلى أن الغناء
بالنسبة لها هو الحياة وأن الجمهور بالنسبة لها هو الهواء الذي تتنفسه
وتعيش بفضله.
بوابة الأهرام في
18/05/2012
إحياء حفل عيد استقلال الجزائر الـ50.. آخر أمنيات وردة قبل
رحيلها
سيد محمود سلام
تعيش الأوساط الجزائرية اليوم حالة حداد على رحيل المطربة الكبيرة
وردة الجزائرية التي غيبها الموت بالقاهرة إثر أزمة قلبية مفاجئة.
ولم يكن الجزائريون مرتبطين كثيرا بوردة بها طيلة مشوارها الفنى، إلا
أن هذا الارتباط بات وثيقا فى سنواتها الأخيرة، عندما استقرت هناك وبدأت
تتنقل ما بين القاهرة وبيروت والجزائر.
كانت وردة قد غنت للجزائر "وطني الحبيب" رغم أنها لم تولد فيه حيث
ولدت بباريس عندما كانت تعيش أسرتها هناك، وظل الجزائريون ينتظرون قدوم شهر
يوليو ليحتفلوا معها بعيد الاستقلال الخمسين للجزائر، بعد أن وعدتهم بأن
تكون إطلالتها الأخيرة من خلاله بعد أن تحسنت حالتها الصحية.
وكانت وردة قد سجلت أغنيتها الأخيرة "مازالنا واقفين" والتي عبرت فيها
عن تفاؤل كبير بغد أفضل للأجيال الجديدة فى الجزائر، وصورت الأغنية
بالفيديو كليب لتذاع مع احتفالات الجزائر المقبلة. وكانت وردة قد شعرت
بالأسى لما تردد عن مطالبة البعض لها بالاعتزال لما رأوه من عدم نجاح
لألبومها الأخير "اللى ضاع من عمرى "، وقالت إنها ستظل تغنى حتى آخر يوم فى
مشوارها.
وفى ألبومها الأخير شدت بأغنية "أمل" كلمات وألحان مروان خورى، وعبرت
فيها عن حالتها النفسية التي تمر بها.
بوابة الأهرام في
18/05/2012
رحيل أميرة الطرب العربي.. وردة الجزائرية
توفيت أمس الخميس، أميرة الطرب العربي، الفنانة وردة الجزائرية، إثر
سكتة قلبية مفاجئة ألمت بها أثناء نومها في منزلها بالقاهرة، عن عمر ناهز
72 سنة.
وأكد التلفزيون الرسمي الجزائري خبر وفاة الفقيدة، وقال إن الرئيس
الجزائري بوتفليقة أمر بدفن جثمانها في الجزائر.
وقال الإعلامي المصري، وجدي الحكيم، إنه تم التنسيق مع السفير
الجزائري في القاهرة وابنها رياض في الجزائر، على أن تبدأ مراسم الجنازة
بعد صلاة الجمعة من مسجد صلاح الدين في حي المنيل بالقاهرة، حيث تؤدى
الصلاة عليها، ثم يتوجه الجثمان إلى مطار القاهرة في طريقه إلى الجزائر
لتدفن هناك.
وقد سادت حالة من الحزن العميق إثر إعلان وفاتها بين محبيها، سواء
الجزائريين أو العرب، وظل خبر وفاتها مثار جدل منذ أيام، حيث تداولت مواقع
التواصل الاجتماعي خبر وفاتها، غير أن مصادر من عائلتها بالجزائر نفت الأمر
ووصفته بـ"الشائعة".
وكان آخر عمل بارز لدى جمهور وردة بالجزائر تأديتها أغنية "مازال
واقفين"، وهي أغنية دعائية تم بثها على نطاق واسع قبيل الانتخابات
البرلمانية.
وقبل ذلك، أعلن نجل الفقيدة وردة أنها تستعد لتسجيل "فيديو كليب" جديد
في الجزائر، سيكون مفاجأة لجمهورها في جميع أنحاء الوطن العرب بكل
المقاييس.
شائعات الاعتزال.. والإصرار على الغناء حتى النفس الأخير
وحسب بعض المصادر، فقد تأثرت الفقيدة وردة بالانتقادات التي وجهها لها
بعض الفنانين العرب مؤخرًا، وردًّا على ذلك صرّحت وردة الجزائرية بتحدٍّ
كبير بأنها "لن تتوقف عن الغناء ما دامت قادرة على العطاء حتى لو اضطرها
الأمر إلى الغناء دون مقابل".
وأضافت في تصريحات غاضبة أنها "ستظل تغنّي إلى أن تلفظ أنفاسها
الأخيرة"، مشددة على أن "انتقادات البعض لها لن تؤثر عليها وتجعلها تتوقف
عن مسيرتها الفنية، بالإضافة إلى أن الغناء بالنسبة لها هو الحياة، وأن
الجمهور بالنسبة لها هو الهواء الذي تتنفسه وتعيش بفضله"، على حد قولها.
وأوضحت أن "جمهورها مازال يستمتع بغنائها وصوتها الذي طالما أسعدت به
الملايين في الوطن العربي، وأنها تكون في قمة سعادتها عندما تشعر بقدرها
عند محبيها ومدى تمسّك جمهورها بها وبصوتها".
يذكر أن الفقيدة وردة الجزائرية لاحقتها في المدة الأخيرة عدة شائعات
مرتبطة بالاعتزال، وعلاقة ذلك بارتدائها الحجاب، فأوضحت أنها أحياناً ترتدي
"كاب" أو "إيشارب" عند خروجها، وهذا ليس بشكل دائم بل في أوقات نادرة جداً
كنوع من التغيير، لافتة إلى أنه لا يوجد ارتباط بين ارتداء الحجاب
والاعتزال، فهناك الكثير من الفنانات يرتدين الحجاب ويستأنفن مشوارهن الفني
من دون الشعور بأي إعاقة، وهناك الكثير من الفنانات أيضاً اعتزلن الفن من
دون أن يلتزمن بارتداء الحجاب.
من فرنسا إلى مصر
وردة مطربة جزائرية وُلدت في فرنسا 22 يوليو 1940، لأب جزائري وأم
لبنانية من عائلة بيروتية، ولها طفلان هما رياض ووداد.
وغنّت في بداياتها في فرنسا ، كانت تقدم الأغاني للفنانين المعروفين
في ذلك الوقت مثل أم كلثوم وأسمهان وعبدالحليم حافظ، ثم عادت مع والدتها
إلى لبنان وهناك قدمت مجموعة من الأغاني الخاصة بها، وكان يُشرف على
تعليمها في فرنسا المغني الراحل التونسي الصادق ثريا.
وقد برزت الفنانة وردة الجزائرية بسفرها إلى مصر، حيث احتكت بكبار
الفنانين والملحنين، وكان ميلادها الفني الحقيقي في أغنية "أوقاتي بتحلو"
التي أطلقتها في عام 1979، في حفل فني مباشر من ألحان سيد مكاوي، وكانت
السيدة أم كلثوم تنوي تقديم هذه الأغنية في عام 1975 لكنها ماتت قبل ذلك،
لتبقى الأغنية سنوات طويلة لدى سيد مكاوي حتى غنتها وردة.
كما تعاونت وردة الجزائرية مع الملحن محمد عبدالوهاب، وقدمت مع الملحن
صلاح الشرنوبي العمل الشهير "بتونّس بيك".
اعتزلت الغناء.. وعادت إليه بطلب من الرئيس بومدين
اعتزلت وردة الغناء سنوات بعد زواجها، حتى طلبها الرئيس الجزائري
هواري بومدين كي تغني في عيد الاستقلال العاشر لبلدها عام 1972، بعدها عادت
للغناء، فانفصل عنها زوجها جمال قصيري، وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري.
وعادت وردة لاحقًا إلى القاهرة، وانطلقت مسيرتها من جديد، وتزوّجت
الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي، لتبدأ معه رحلة غنائية استمرت رغم
طلاقها منه سنة 1979.
وشاركت وردة الجزائرية في العديد من الأفلام، منها "ألمظ وعبده
الحامولي" مع عادل مأمون، ومع رشدي أباظة "أميرة العرب"، و"حكايتي مع
الزمان"، وكذلك مع حسن يوسف في فيلم "صوت الحب"، وكان أول أفلامها
السينمائية بعد عودتها من الجزائر.
وتحظى الفقيدة وردة، التي خضعت مؤخرًا لجراحة لزرع كبد جديد في
المستشفى الأمريكي بباريس، بتقدير واحترام كبيرين على المستوى الشعبي
والرسميفي الجزائر، حتى غدت أيقونة الاحتفالات الوطنية في الجزائر.
حزن
وعلى جانب آخر، توالت ردود الفعل الحزينة في الأوساط الفنية عقب وفاة
الفنانة وردة، حيث قال الشاعر الغنائي أيمن بهجت قمر على حسابه على
"فيسبوك": "البقاء لله.. وفاة الفنانة الكبيرة وردة أغنية جميلة لم تصمد
أمام هذا الكم من النشاز، الفاتحة".
أما الفنانة السورية أصالة فقالت على صفحتها الرسمية على "فيسبوك":
"إنا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، توفيت إلى رحمة الله الفنانة
الكبيرة وردة الجزائرية، نسألكم الدعاء".
ومن جانبه قال الفنان كمال عطية: "وخرجت وردة من لعبة الأيام.. الله
يرحمها".
فيما وضعت صورتها الفنانة السورية ليلى الأطرش وكتبت: "توفيت العملاقة
وردة الجزائرية مساء اليوم في منزلها في القاهرة.. الله يرحمها".
تردي وضع وردة النفسي
وعلى جانب آخر، أصيب الملحن المصري حلمي بكر فور علمه بخبر وفاة
الفنانة وردة الجزائرية بحالة من الانهيار، مؤكدا أنه في حاله صدمة، فلقد
كانت وردة بصحة جيدة ولم تشتكِ من أي شيء، وكان على تواصل دائم معها خاصة
في الفترة الأخيرة التي شعر فيها بأن حالتها النفسية أصبحت متردية، وذلك
بسبب مطالبة زملائها لها بالاعتزال، خاصة بعد آخر "ديو" قدمته مع الفنان
عبادي الجوهر "زمن ما هو زماني"، والذي تعرضت بعده لموجة نقد حادة.
وأكد الملحن المصري أن وردة شعرت بتخلي زملائها عنها بتوجيه
الانتقادات الجارحة لها، وأنها أصبحت لا تجيد الغناء، وأن صوتها أصبح
"نشاز"، وهو الأمر الذي جعلها لا تكفّ عن البكاء في أيامها الأخيرة.
هذا وقد اكتفى الكثيرون من جمهورها ومحبيها بتغيير صورتهم الشخصية إلى
صورة الفنانة وردة، لينهال أسفل الصورة كمّ من التعليقات التي تعزي في رحيل
هذه النجمة الاستثنائية.
عــ48ــرب
في
18/05/2012
رحيل وردة الجزائرية..
كبيرة من الزمن الغنائي الجميل
رحلت مساء يوم أمس في الجزائر، المطربة القديرة وردة محمد فتوكي
الشهيرة بـ «وردة الجزائرية» عن ثمانين عاماً.
والمطربة الكبيرة الراحلة ولدت في فرنسا من أب جزائري وأم لبنانية
(بيروتية) من آل يموت، وأشرف على تعليمها الغناء الفنان التونسي الراحل
الصادق ثريا قبل أن تحترف الغناء في الملهى الليلي «تام تام» الذي كان
يملكه والدها في فرنسا حيث كانت تردد أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب قبل أن
يصبح لها أغنيات خاصة بها، ومن أشهرها في ذاك الوقت أغنية بعنوان «على مفرق
درب الحبايب».
في العام 1960، استدعاها المنتج والمخرج السينمائي حلمي رفله إلى
القاهرة وأسند إليها بطولة أول فيلم سينمائي لها أمام المطرب عادل المأمون
«ألمظ وعبده الحامولي» الذي اعتبر فاتحة لإقامة طويلة في مصر وفيه قدّمت
مجموعة من ألحان أشهر ملحني مصر في ذاك الزمان.
وفي العام 1963، استدعتها عائلتها إلى الجزائر حيث تزوجت من وكيل
وزارة الاقتصاد الجزائرية جمال قصيري وأنجبت منه وحيدها «رياض» ووحيدتها
«وداد».. وبهذا الزواج، ابتعدت وردة عن الغناء، إلى أن استدعاها الرئيس
الجزائري الأسبق هواري بومدين لتحيي حفل عيد استقلال الجزائر (1972)، لتقرر
بعد ذلك العودة إلى الغناء ولتواجه برفض الزوج، فكان الانفصال، والعودة إلى
القاهرة لتنطلق مسيرتها من جديد، وبألحان رائعة صاغها زوجها الثاني الملحن
الشهير بليغ حمدي، وليبدءا معاً رحلة تعاون غنائية ثرية بأجمل الألحان
والأغنيات استمرت حتى العام 1979، وهو عام انفصالهما.
وفي السنوات الأخيرة من حياتها، انتكست صحتها، وخضعت لجراحة زراعة
الكبد في المستشفى الأميركي في باريس وذلك قبل عودتها النهائية إلى وطنها
الأم الجزائر حيث استقرت من دون أن تمارس العمل الفني إلا في مناسبات معينة
وآخرها كان إحياء حفل كبير ضمن فعاليات مهرجانات بعلبك في لبنان.
وقبل وفاة وردة بأيام قليلة، كانت بعض الأقاويل الصحافية قد ترددت حول
معاناتها من صعوبات صحية جمة وخطيرة، إلا أن نجلها رياض سارع إلى التصريح
بأن صحة والدته بخير وأنها تستعد لتصوير كليب لأغنية جديدة في الجزائر،
وسوف يشكل مفاجأة بكل المقاييس لجمهورها العربي، وأن وردة في بيتها في
القاهرة وتتابع كل ما يجري في الجزائر باهتمام كبير وسعيدة به، وأنها سعيدة
أيضاً بالنجاح الذي عرفته طلّتها الأخيرة، خاصة عند الشباب الذي لا يزال
يتمتّع بجمال صوتها ويطالبها بالجديد.. ليمر يومان، ولتتناقل وكالات
الأنباء بعد ذلك خبر وفاتها في منزلها بالقاهرة، رحمها الله.
اللواء اللبنانية
في
18/05/2012 |