فيلم «المرأة الحديدية» لم يكن مُرشحاً للأوسكار، ولكنه أتاح لبطلته
ميريل ستريب فرصة الحصول علي الأوسكار الثالث في حياتها الفنية التي بدأت
في منتصف السبيعينات واستمرت في صعود ونجاح حتي يومنا هذا، وبعد رحلة تقترب
من الأربعين سنة من العمل السينمائي وقفت "ميريل ستريب" علي مسرح كوداك يوم
الأحد الموافق 26 من فبراير وهي تمسك تمثال الأوسكار وتقول بسعادة ممزوجة
بشجن أنا سعيدة للغاية وإن كنت أعتقد أن الفرصة لن تواتيني مرة اخري لأقف
في نفس المكان!وكانت ميريل ستريب هي أكبر المرشحات سنا هذا العام! وقد نالت
الأوسكار لإبداعها في تجسيد شخصية رئيس وزراء بريطانيا الاسبق مارجريت
تاتشر، التي تعتبر المرأة الوحيدة التي نالت هذا الشرف في المملكة المتحدة،
وهي مازالت علي قيد الحياة حتي هذه اللحظة وأن عمرها يقترب من التسعين!وقد
جسدت ميريل ستريب مراحل حياتها المختلفة منذ ان كانت في منتصف الثلاثينات
وحتي يومنا هذا بعد أن تحولت الي امرأة طاعنة في السن تعاني خرف الشيخوخة!
أما اصغر النجمات المرشحات للأوسكار فكانت الجميلة ميشيل ويليامز التي جسدت
شخصية امرأة أخري شغلت العالم ولاتزال وهي اسطورة السينما مارلين مونرو،
التي جاء موتها المفاجئ في عام 1963 صدمة للعالم كله، ومازالت ظروف وفاتها
مليئة بالألغاز، هل انتحرت ؟أم قُتلت؟ هذا السؤال الذي لايزال يتردد في كل
مرة تأتي سيرتها! أسبوعي مع مارلين ولم تحصل ميشيل ويليامز علي الأوسكار،
ولكن تم اختيارها، لتكون الاكثر أناقة في حفل الأوسكار، بفستانها الأحمر
الذي تناسب مع قصة شعرها القصير، وكانت ميشيل ويليامز مرشحة لأوسكار افضل
ممثلة عن دورها في فيلم "اسبوعي مع مارلين"، والفيلم لايقدم رحلة مارلين مع
الشهرة والمجد، ولكن يستقطع من حياتها اسبوعاً واحداً، هذا الذي سافرت فيه
للمرة الأولي الي لندن لتصوير مشاهد من فيلم"الأمير وفتاة الاستعراض" مع
النجم البريطاني الشهير سير لورانس أوليفيه، وكانت مارلين قد اصطحبت معها
زوجها الكاتب المسرحي والمفكر اليساري أرثر ميلر، وحدثت بينهما أزمة ما،
استدعت سفره وعودته الي أمريكا، تاركا إياها تعاني إحساساً فظيعاً بالوحدة
والاكتئاب، وزاد الأمر سوءاً شعورها بالضآلة أمام عملاق في فن الأداء
المسرحي لورانس اوليفيه الذي كان يعاملها بخشونة، رغم أنه في حقيقة الأمر
كان في غاية الانبهار بعفويتها في الأداء وسحرها الطاغي أمام الكاميرا
وأسلوبها الذي تعلمته من مدرسة إليا كازان، الذي كان يفضل أن يبدو الممثل
علي سجيته وكأنه يعيش الشخصية ولايمثلها، بعكس مدرسة الأداء المسرحي
الكلاسيكي التي كان ينتهجها لورانس اوليفييه، مما خلق حالة من عدم الود
الظاهري بينه وبين مارلين مونرو، التي أسرفت في تعاطي المهدئات كي تقاوم
شعورها بالإحباط خاصة أنها تدرك أنها في عقر دار الممثل الإنجليزي وبعيداً
عن وطنها وحياتها الطبيعية، ولم ينقذها من كل هذا التوتر سوي علاقتها
بمساعد المخرج الشاب "كولين كلارك" الذي كانت مُهمته الأولي أن يتعامل معها
ويكون همزة الوصل بينها وبين فريق العمل، ولأن الشاب كان من عشاقها وأكبر
معجبيها فقد حاول أن يبذل غاية جهده ليخفف عنها الشعور بالوحدة والاكتئاب،
ومما زاد من ارتباطه بها، إدراكه أنها تختلف كثيرا عن الصورة الذهنية التي
صنعتها وسائل الاعلام عنها بوصفها امرأة جميلة ومثيرة فقط، لقد اقترب منها
الشاب الصغير، وأدرك انها تخفي عن الناس ضعفها وإحساسها الدائم بعدم
الأمان، وشاهدها وهي تبكي منهارة بعد أن قرأت ما كتبه زوجها عنها، ووصفها
بكونها مخلوقاً تافهاً، علي مشارف الجنون، وكانت أزمة مارلين مونرو التي
تخفيها عن الناس شعورها الدائم إنها سوف تصاب بالجنون مثل أمها التي كانت
نزيلة مصحة للأمراض النفسية، وهو ألامر الذي جعل السلطات تنتزع منها طفلتها
"مارلين"، وتعهد برعايتها لإحدي الأسر البديلة، ولهذا كانت مارلين تتمني أن
يكون لها اطفال وفي نفس الوقت كانت تتجنب الإنجاب حتي لاتكرر مأساتها مع
أمها! حكاية فيلم «اسبوعي مع مارلين» تروي من وجهة نظر مساعد المخرج الشاب
"كولين كلارك " الذي لازمها فترة تصويرها لفيلم «الامير وفتاة الاستعراض»
وتحول بعد ذلك الي مخرج للافلام التسجيلية وكاتب في مجال الدراسات
الاجتماعية! وتعتبر ميشيل ويليامز بطلة فيلم "أسبوعي مع مارلين" من أصغر
المُرشحات ً لأوسكار هذا العام "32 سنة"، وسبق لها الترشح للأوسكار مرتين
سابقيتن الأولي عن فيلم "جبل بروكباك" في عام 2006، والثانية عن فيلم "بلو
فالنتين"، أما اصغر المرشحات علي الإطلاق فهي " روني مارا" 27 سنة بطلة
فيلم، الفتاة ذات وشم التنين، وكان سبق لها الترشح لجائزة الجولدن جلوب عن
فيلم شبكة التواصل الاجتماعي في العام الماضي. 17 مرة في دُعابته مع النجوم
المُرشحين للجوائز، قال الممثل الكوميدي بيل كريستل الذي قدم فقرات حفل
الأوسكار للمرة التاسعة، "ان الممثلة العبقرية ميريل ستريب حققت رقماً
قياسياً بترشحها 17 مرة للجائزة، وكانت في كل مرة تبذل جهداً خارقاُ لتُمثل
أنها غير مُهتمة بذهاب الجائزة لمُمثلة أُخري وهو أمر تستحق عليه جائزة
تمثيل اضافية"! ومن تقاليد حفل الأوسكار أن يقوم النجوم الحاصلين علي
اوسكار في العام الماضي بإعلان جوائز العام الحالي، كل في فئته وقد قامت
نتالي بورتمان الحاصلة علي اوسكار افضل ممثلة عن فيلم «البجعة السوداء»
بإعلان جائزة افضل ممثل التي نالها، الفرنسي جان ديجردان، اما كولين فيرث
الذي حصل العام الماضي علي جائزة افضل ممثل عن فيلم «خطاب الملك» فقد اعلن
جائزة افضل ممثلة التي حصت عليها للمرة الثالثة ميريل ستريب، وفي كلمته
القصيرة لتحيتها قال كولين فيرث لقد شاركت ميريل ستريب بطولة فيلمها
الغنائي الإستعراضي "ماما ميا" واستمتعت جدا بالعمل معها، واحب أن أُعلن
أنني كنت الوالد الحقيقي لابنتها في الفيلم، رغم ان "بيرس برونسون " ادعي
أنه والد الطفلة!!وضحكت ميريل ستريب التي كانت تجلس جوار زوجها الفنان
التشكيلي والنحات "دون جامر" وعندما صعدت للمسرح لتسلم جائزتها، كان أمامها
دقيقة واحدة لإلقاء كلمتها وبدأتها بتوجيه الشكر لزوجها، الذي لازمها في
مشوار نجاحها، ودعمها بحياة أسرية هادئة اتاحت لها فرصة العمل والإبداع
وإكدت أنها تدين له بالفضل لما وصلت اليه، وكانت ميريل ستريب قد تزوجت من
دون جامر في عام 1978، وانجبت منه أربعة أبناء، والمعروف عنها احترامها
الشديد لحياتها الخاصة ورفض الخوض في تفاصيلها مع وسائل الاعلام، ولايعرف
الكثيرون أن ميريل ستريب كانت قد ارتبطت بقصة حب وهي في بداية حياتها
الفنية، مع الممثل والمصور السينمائي "جون كازال" واستمرت العلاقة سبعة
سنوات، وانتهت بوفاة "كازال "بعد اصابته بسرطان العظام، وكانت ميريل ستريب
ترفض التخلي عنه في محنته، وكانت علاقتهما قد بدأت بعد ان اشتركا في فيلم
"صائد الغزلان"، جون كازال شارك في بطولة الجزء الأول والثاني من فيلم الأب
الروحي للمخرج فرانسيس فورد كوبولا، وكان ينتظره مستقبلاً كبيرا كممثل
ومصور سينمائي، وبعد وفاته عاشت ميريل ستريب في حالة عزله حتي تعرفت علي
زوجها الحالي، الذي تحمل انشغال قلبها بحب رجل غادر الدنيا، وأسرف في عطفه
وحنانه معها، حتي أنجبت منه طفلهما الأول الذي تزامن مولده مع حصولها علي
أول اوسكار عن فيلم كرامر ضد كرامر، بعدها اقسمت ميريل ستريب أن تهب قلبها
لزوجها واطفالها وعملها فقط! فحققت هذا القدر من النجاح، وأصبحت من
العلامات المضيئة في تاريخ السينما الأمريكية.
جريدة القاهرة في
06/03/2012
صراع علي «فنان» الأوسكار بين أمريكا وفرنسا
بقلم : أسامة عبد الفتاح
ما إن حقق فيلم "الفنان" للمخرج ميشيل هازانافيسيوس نجاحه الكبير
بالفوز بخمس جوائز أوسكار في 26 فبراير الماضي، من بينها أحسن فيلم، متوجا
اكتساحه موسم الجوائز الأمريكية، وكذلك جوائز "سيزار" الفرنسية و"بافتا"
البريطانية، حتي شهدت الأوساط الإعلامية والفنية - في كل من فرنسا
والولايات المتحدة - جدلا واسعا حول هوية الفيلم، وما إذا كان فرنسيا أم
أمريكيا، حيث نسبه كل جانب إلي نفسه، وعدّد أسبابه ومبرراته.. الجانب
الأمريكي اعتمد علي أن الفيلم تم تصويره في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية،
وبطاقم عمل أمريكي، وأنه يتحدث عن هوليوود العشرينات من القرن الماضي، وأن
شركة أمريكية هي التي اشترت حقوق توزيعه وعرضه، وأنه لو كان أجنبيا لخاض
مسابقة الأوسكار في فئة الأفلام الأجنبية.. ولعل ذلك ما دفع الموقع
الإلكتروني الرسمي للفيلم في الولايات المتحدة إلي وصفه بأنه أول فيلم
أمريكي للمخرج والسيناريست الفرنسي المعروف ميشيل هازانافيسيوس، علما بأن
الأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم السينما، التي تمنح جوائز الأوسكار،
تعاملت مع الفيلم علي أنه فرنسي، وكذلك كبريات الصحف والقنوات التليفزيونية
الأمريكية. أما الجانب الفرنسي، فلم يقبل أي تشكيك في هوية الفيلم، معتمدا
علي أن شئون كتابته وإخراجه وإنتاجه والتمثيل فيه قام عليها فرنسيون، إلي
درجة أن كبار السياسيين استغلوا انتصار الفيلم لتحقيق مكاسب انتخابية قبل
انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها الربيع المقبل.. فقد قال الرئيس الفرنسي
نيكولا ساركوزي في تصريحات إذاعية: "هذا نجاح هائل للسينما الفرنسية..
أعجبت للغاية بفيلم (الفنان) بالطبع"، ووصف أداء جان دوجاردان، بطل الفيلم
الفائز بأوسكار أفضل ممثل، بأنه مبهر أما منافسه الاشتراكي فرانسوا هولوند،
فقال علي موقعه الإلكتروني: "برافو لفريق عمل الفيلم بالكامل، وبرافو
للسينما الفرنسية". تعليق طريف وكان لمجلة "لونوفال أوبسرفاتور" الفرنسية
العريقة تعليق طريف علي الحدث، حيث قالت إن الفيلم فاز بخمس جوائز أوسكار
لأن الأمريكيين اعتبروه أمريكيا، ولم يفطنوا إلي أنه فرنسي.. وأضافت أنه لم
يدرج ضمن فئة الأفلام الأجنبية الناطقة بغير الإنجليزية لأنه صامت! وإلي
جانب جائزتي أوسكار أفضل فيلم وممثل، حصد "الفنان" جوائز الإخراج وتصميم
الأزياء والموسيقي التصويرية.. وساد شعور وطني بالفخر فرنسا كلها بعد هذه
الانتصارات، وعمت البلاد الاحتفالات، وأعادت محطات التليفزيون مرارا
وتكرارا الكلمة التي ألقاها الممثل الفرنسي دوجاردان لدي تسلمه الجائزة،
وكتبت صحيفة "لوموند" العريقة في صفحتها الأولي، أسفل صورة دوجاردان وهو
يرفع تمثال الأوسكار في انتشاء: "نصر فرنسي في هوليوود". وقال الممثل
الفرنسي لاذاعة (آر.تي.إل): "أحسست كمن يأخذ حماما ساخنا ولا يريد أن يخرج
منه. الضغط يتلاشي ويحل محله شعور ممتع للغاية". وفي الأسبوع الماضي نشرت
مجلة "باري ماتش" الشهيرة لقاء مطولا مع الممثلة ألكسندرا لامي، زوجة
دوجاردان - التي تنتظر عرض ثلاثة أفلام تشارك فيها - قالت فيه إن سلوك
الفرنسيين اختلف منذ ترشيح زوجها لنيل الأوسكار. وأوضحت: "كانوا يشجعون
جان.. كانوا يريدونه أن يفوز من أجلهم، من أجل فرنسا. نتصور وكأننا عدنا
إلي عام 1998 خلال مباريات كأس العالم لكرة القدم حين فازت فرنسا بالكأس".
وتحول دوجاردان، الذي فاز أيضا بجائزة أحسن ممثل عن نفس الدور بمهرجان
"كان" في مايو الماضي، إلي بطل قومي في بلاده، باعتباره أول فرنسي علي
الإطلاق يفوز بأوسكار أفضل ممثل، ورفعه الجمهور والنقاد إلي مصاف النجوم
الفرنسيين الكبار من أمثال موريس شوفالييه وإيف مونتان، رغم أنه أبدي عشقه
لكل ما هو أمريكي، وقلد بول نيومان وروبرت دي نيرو ورقص علي الطريقة
الأمريكية خلال استضافته في "توك شو" المذيع الأمريكي الشهير جاي لينو..
وكان ذلك نفس سلوك المخرج هازانافيسيوس، الفرنسي من أصل ليتواني، الذي أهدي
أوسكار أفضل مخرج للمخرج الأمريكي الكبير الراحل بيلي وايلدر ثلاث مرات،
ولم يهده لسواه، كما أنه كان أصلا قد صنع فيلمه حبا في هوليوود العشرينات
والسينما الأمريكية الكلاسيكية. اتهام قاس وفي إطار الصراع، وجهت الممثلة
الأمريكية القديمة، كيم نوفاك، اتهاما قاسيا لفيلم "الفنان" وصناعه، حيث
قالت إنهم "اغتصبوا" فيلم ألفريد هيتشكوك الشهير "دوار" (1958)، الذي شاركت
في بطولته.. وأوضحت أن لودوفيتش بورس، مؤلف موسيقي "الفنان"، والحائز عنه
علي جائزة الأوسكار، سرق لحنا رئيسيا قدمه نظيره المعروف برنارد هرمان في
فيلم "دوار"، مشيرة إلي أن صناع "الفنان" سعوا للحصول علي مجد لا يستحقونه
علي أكتاف هيتشكوك وهرمان، وقالت بالحرف الواحد: "عار عليهم"! وردا عليها،
أصدر هازانافيسيوس بيانا قال فيه: "صنعنا فيلمنا كرسالة حب إلي السينما،
واعتبرناه نتاجا لاحترامنا وإعجابنا بالأفلام علي مر التاريخ. كانت أعمال
هيتشكوك، ولانج، وفورد، ولوبيتش، ومورنو، ووايلدر، مصدر إلهامنا. شخصيا،
أحب برنارد هرمان وموسيقاه التي استخدمت في العديد من الأفلام، وسعيد
للغاية بأنها موجودة في فيلمي. أحترم كيم نوفاك بشدة وأشعر بالأسف لأنها لا
توافقني الرأي".. كما قال لقناة "سي. إن. إن" الأمريكية: "استخدمت موسيقي
من فيلم آخر، لكن ذلك ليس ضد القانون. لقد طلبنا ذلك، وحصلنا علي الإذن،
ودفعنا المقابل المادي. هناك أفلام كثيرة مليئة بموسيقي أفلام أخري، ولا
أري في ذلك أي مشكلة". "الفنان"، الذي أعتبره شخصيا - وبلا جدال - فرنسيا
لأن الأفلام الآن تنسب لمخرجيها، فيلم مستقل، ويعد إنتاجا صغيرا بمعايير
السينما العالمية، حيث تكلف 15 مليون دولار فقط، ورغم ذلك حقق إيرادات
عالمية بلغت 77 مليون دولار حتي 29 فبراير الماضي.. وكان قد حصل، قبيل حفل
الأوسكار، علي أربع من جوائز الروح المستقلة الأمريكية التي تكرم الأفلام
المستقلة التي تقل ميزانيتها عن 20 مليون دولار. الحنين إلي الماضي لم
يبالغ هازانافيسيوس في وصف فيلمه، فهو بالفعل تحية إلي فن السينما الساحر،
خاصة في بداياته.. صنع صامتا بالأبيض والأسود، ليفجر مشاعر الحنين العاطفية
إلي الماضي الكلاسيكي الجميل، واعتمد علي الموسيقي والاستعراضات الراقصة
ليحقق متعة نادرة لمشاهديه، وليصبح أول فيلم صامت يحصل علي أوسكار أفضل
فيلم منذ عام 1927 . وهذا العام تحديدا هو الذي يعود إليه المخرج - وهو
أيضا كاتب السيناريو - ليحكي قصة نجم سينمائي للأفلام الصامتة في هوليوود
يصبح في نظر المنتجين السينمائيين بلا قيمة مع بداية ظهور الفيلم الناطق،
ومع تدهور أحواله يضطر لبيع كل ما يملك ليستطيع أن يعيش، ثم يصيبه الإحباط
الكامل فيحرق بيته، ويصبح علي وشك الموت. ويجد البطل الخلاص في الحب، حيث
يبتسم الحظ لفتاة بدأت "كومبارس" معه في أحد أفلامه، وتتحول إلي نجمة شهيرة
مع ظهور السينما الناطقة، لكنها لا تنسي مشاعر الحب والإعجاب التي تكنها
له، فتمد له يد الوفاء والإخلاص وتعيده إلي فنه الذي أحبه، السينما، عن
طريق إقناعه بأن يقدما سويا أفلاما راقصة.. عمل بسيط وشديد العمق والعذوبة
في نفس الوقت، استطاع أن يتفوق علي أفلام هوليوود التي تكلفت مئات الملايين
من الدولارات، ليثبت مجددا أن الفن العظيم يصنع بالأفكار الكبيرة والمشاعر
الصادقة، وليس بالمال الوفير. ومن المقرر طرح الفيلم علي اسطوانات "دي. في.
دي" في 24 أبريل المقبل.
جريدة القاهرة في
06/03/2012 |