إذا كان بمقدور تمثال الأوسكار أن ينطق فما الذي يمكن أن يرويه من
حكايات في هذه
الليلة.
الحكايات بالمئات قوية ومسلية ومثيرة وكاشفة عن كواليس عالم الأضواء.
ولكن التمثال أخرس بنظرته الجامدة وسيفه
ومع ذلك فإنه الأكثر شهرة وأكثر لمعاناً
بالقشرة المذهبة الرفيعة. والأكثر إثارة للحسد والسرور وسط
صناعة الترفيه وبزنس
السينما..
الليلة تعلن جوائز الأوسكار الرابعة والثمانون التي تنظمها الأكاديمية
الأمريكية للعلوم وفنون الصور المتحركة منذ عام "1927" وهو نفس عمر
الأكاديمية..
ورغم كونها الأكثر شهرة والأكثر عالمية فإن
الأوسكار جائزة محلية نظمت من أجل
النهوض بالفيلم الأمريكي وكإطار عام لاحتضان وتشجيع جميع
الفروع الفنية المختلفة
والحرف المرتبطة بالصناعة.
عدد أعضاء الأكاديمية الذين صوتوا لهذه الجوائز يصل
إلي ستة آلاف بهما أكثر أو أقل قليلاً ويضم الممثلين والمخرجين والمنتجين
والمونتيرين وكتاب السيناريو ومؤلفي الموسيقي ومهندسي الصوت
وفناني المؤثرات الخاصة
الخ .. الخ.
الليلة ــ الأحد ــ سوف يشاهد جمهور العالم البث المباشر لحفل توزيع
الجوائز. ولن يتذوق المرشحون النوم الذين لم يفوزوا ولا أولئك الذين
سيعودون إلي
منازلهم حاملين التمثال.. ولأول مرة هذا العالم يتم ترشيح تسعة
أفلام لجائزة أحسن
فيلم وهي: "هوجو" و"الفنان" و"الأحفاد" و"عالي الصوت جدا.. قريب بدرجة لا
تصدق
وفيلم المساعدة" و"منتصف الليل في باريس". و"شجرة الحياة". و"حصان الحرب"
و"موني
بول"
Money ball.
الأفلام التسعة تمثل في مجموعها عرضاً لأرقي ما وصل إليه مستوي
للإبداع البصري والفكري. وأكثر تجليات الخيال الإنساني جمالاً ورونقاً.
هذه
الأفلام نالت بشكل وآخر جوائز عالمية في المهرجانات الدولية الكبري مثل
برلين وكان.
وفينسيا مثلما نالت ترشيحات أو جوائز من
أكاديميات للفنون السينما والتليفزيون مثل
الأكاديمية البريطانية. ومن اتحادات النقاد مثل "الكرة
الذهبية" واتحادات الممثلين
والمخرجين وحتي رابطة مهندسي الصوت والمكساج الأمريكية.
فيلم مثل "الفنان" أثار
ضجة واسعة بعد عرضه في مهرجان "كان" وجعل مخرجه الذي لم يكن
يعرفه كثيرون خارج
بلاده فرنسا حديث الساعة بين النقاد الذين حضروا المهرجان فهو مؤلف ومخرج
"مشيل
هازانفيوس" عمره 44 سنة وقد بدأ يلفت الأنظار بقوة وهو المرشح الأقوي حظاً
لنيل
الجائزة.
الممثلة فيولا دافيس بطلة فيلم "عالي الصوت جداً.. قريب بدرجة لا تصدق"
المرشحة لجائزة الأوسكار كأحسن ممثلة تقول. إنه منذ ترشحها في 16 فبراير
الماضي وهي
غير قادرة علي أن تمارس حياتها علي النحو الذي تحب. ولكن بدءاً من الغد.
27
فبراير ــ سواء فازت بالجائزة أو لم تفز فسوف تستعيد حياتها
الطبيعية. لأنها ممثلة
علي أي حال وبالضرورة لابد أن تلتفت إلي فنها "المرأة الحديدية".
دافيس تنافس
النجمة ميريل ستريب أستاذة الأداء وأقوي ممثلة أمريكية علي قيد الحياة. ومن
الصعب
أن نتصور فوز الأولي التي لم يسبق لها الفوز بالتمثال بينما فازت ميريل
بالجائزة
مرتين ودورها في فيلم "المرأة الحديدية" المرشحة عنه للأوسكار
قوي جداً وقد شهد له
النقاد وحظيت بجائزة أحسن ممثلة من هيئات سينمائية أخري عام ..2011 أن تنجح
ممثلة
في تجسيد واحدة من أقوي الشخصيات النسائية في تاريخ بريطانيا السياسي ولا
تفوز
بالأوسكار مسألة ليست واردة إلا إذا... ولو فازت فيولا دافيس
سوف تدخل كتاب تاريخ
السينما كثاني ممثلة سمراء تفوز بالأوسكار.. الأولي كانت هال بيري عام 2001
في فيلم "حلبة
الوحش" Honsteis Ball.
هناك متنافسة ثالثة علي جائزة التمثيل هي مشيل
ويليامز بطلة فيلم "اسبوعي مع مارلين" وهي ممثلة موهوبة فعلاً.
صغيرة سناً. وجذابة
جداً ولعبت دور شخصية واقعية كان لها تأثير في العلاقة المتوترة بين مارلين
مونرو
وبين الممثل الكبير لورانس اوليفيه اثناء تصوير فيلم "الأمير" و"فتاة
الاستعراض"
وتقوم "ويليامز" بدور موظفة لدي السير لورانس تقوم بتسجيل العلاقة
التفاعلية
المأزومة بين الممثلين الكبيرين.
ولكن لم تكن الحملة الدعائية للممثلة بنفس قوة
وشراسة الحملة التي حولتها النجمة ميريل ستريب والممثلة فيولا
دافيس الأمر الذي جعل
حضور النجمة مشيل الإعلامي أقل صخباً وتأثيراً.
العجوز السويدي يفوز
وفي
الأدوار الثانوية يتنبأ المتابعون بفوز الممثل السويدي العجوز ماكس فان
سيدو "82
سنة" ويكون بذلك قد توج مشوار نصف قرن من التمثيل بأول جائزة ينالها من
الأكاديمية
التي لم ترشحه لجوائز "الأوسكار" سوي مرة واحدة.
وفي مسابقة السيناريو من
المحتمل أن يفوز اليوم الممثل الأمريكي وودي الين عن فيلمه
"منتصف الليل في باريس"
وهو أحد أجمل أفلام الفانتازيا التي استحضرت شخصية المدينة ومعالمها ليس
فقط
المعمارية وإنما أساساً روحها الثقافية التنويرية ورموزها من الشخصيات
الأدبية
والفنية وكذلك مفاهيمها العامرة بالمبدعين..
سبق أن رشح وودي الين لجائزة
السيناريو 15 مرة. ولو فاز هذه الليلة سيكون بذلك ضرب رقماً
قياسياً في تاريخ هذه
الجائزة التي لم يفز بها مؤلف آخر ثلاث مرات في قسم جائزة السيناريو.
والكارتون
أيضاً
يتنافس الليلة علي الفوز بجائزة الأوسكار خمسة أفلام رسوماً متحركة
رشحتها
الأكاديمية وهي فيلم "رانجو" و"بوسي في البوت" و"كنج فو باندا" و"شيكو
ورتيا" و"قطة
في باريس" ومن المتوقع وحسب الكثير من المؤ شرات أن يفوز الفيلم الذي حقق
أعلي
الإيرادات.
وهناك أيضاً خمسة أفلام متنافسة علي جائزة أفضل فيلم أجنبي. ومنها
الفيلم الإيراني "انفصال" والفيلم الإسرائيلي "الهامش" والفيلم البولندي
"في
الظلام" وفيلم من كندا بعنوان "السيد لازهار" وفيلم من بلجيكا بعنوان "بولهيد".
الفيلم البولندي "في الظلام" يتناول موضوع "الهولوكست" الذي صار يمثل
تياراً في السينما الغربية.. وكثيرة جداً الأفلام التي تناولت المعسكرات
النارية
لليهود ويعتبره الصهاينة موضوعاً مقدساً ولذا فقد يكون من المتوقع عدم
تجاهله..
ولكن هناك فيلماً إسرائيلياً بعنوان "فوتنوف"
Footnofe
بمعني "الهامش" وفيلم إيراني
حائز علي جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين كأفضل فيلم وكذلك
حاز أبطاله ليلي
حاتمي وبيمان معادي كأفضل ممثلة وممثل والفيلم للمخرج أصغر فارهادي "من
مواليد 1972"
وهذا هو الفيلم الإيراني الثاني الذي يرشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم
أجنبي
وسوف يكون الفيلم الإيراني الأول الذي يفوز بجائزة الأوسكار
كأفضل
سيناريو.
جائزة أفضل مدير فني
في هذه الجائزة غالباً ما تنحاز الأكاديمية
للأفلام التي تجري حوادثها في فترة تاريخية معينة أو في عالم
خيالي بالكامل
والأفلام المرشحة تمتلك هذه الشروط.
وبالذات فيلم "هوجو" الذي يدور في بدايات
القرن العشرين وفيلم "الفنان" الذي يدور ابان السينما الصامتة في
العشرينيات من نفس
القرن وكذلك "هاري بوتر" يبدع عالماً من الفانتازيا قائم بذاته. وفيلم
"حصان الحرب"
و"منتصف الليل في باريس".
الاحتمال الأكبر أن يفوز بهذه الجائزة فيلم "هوجو"
الذي قام بعمل المدير الفني روجان قدما ابداعها الفني من ثمانية من أفلام
مارتن
سكورسيزي وفازا بالأوسكار عن اثنين منها وهما "الطيار" 2004
وفيلم سويت تود
"2007".
كل هذا القوم من المبدعين الأمريكيين سوف يحتشدون الليلة ومعهم أعضاء
الأكاديمية ومنهم كبار النجوم في هوليود في استعراض مبهر للأزياء
والمجوهرات
الممهورة بأسماء كبار المصممين العالميين. ومن اخراج فني يعكس
امكانيات عصر
التقنيات الرقمية وتفوق لغة الصورة وامكانية آلة التصوير.
لم يحدث في تاريخ
جوائز الأوسكار أن جمع فيلم واحد من الأفلام المرشحة بجائزتي أحسن فيلم
وأحسن تصوير
سوي 27 مرة طوال 83 سنة وحدث ذلك مرتين فقط في الــ 13 سنة الأخيرة ومن
المحتمل أن
يجمع في هذه الليلة فيلم "الفنان" بهاتين الجائزتين. والمصور
في هذه الحالة هو
جولوم شيفمان الذي قدم تجربة سينمائية فريدة بالأبيض والأسود
رغم عصر الألوان
الفاتنة والرائعة التي تعيشه السينما حالياً.
فيلم "شجرة الحياة" للمخرج تيرنس
منالك يضم أيضاً مشاهد إبداعية مفرطة في الجمال بفضل تقدم
عدسات التصوير ومقدرة
مدير التصوير ايمانويل ليوبزكي واختياره للأسلوب الفني والتقني المناسب
لمشاهد
شديدة التميز للكون وعظمة الخلق حتي أن بعض الذين اعجبوا بالفيلم ارجعوا
هذا
الاعجاب لهذه المشاهد تحديداً.
وبمناسبة الملابس فإن كثيرين يعتقدون أن فيلم
"هوجو" للمخرج مارتن سكورسيز جدير بهذه الجائزة وأن مصممة الأزياء
"ساندي بويل"
قدمت في هذا الفيلم عملاً مدهشاً ومبتكراً والفيلم نفسه قد ينتزع أيضاً
جائزة أحسن
إدارة فنية "Art diyection)
لكن هذه الجائزة تولي طوال تاريخها أهمية كبيرة لعنصر
الأناقة و"الشياكة" المظهرية وبالتالي يتوقع أن يكون الانحياز
لفيلم "الفنان"
المبهر الذي تقع أحداثه إبان العشرينيات حتي لو كان الفيلم بالأبيض
والأسود.
ويعتبر عنصر المكياج من العناصر الخلاقة في مجال الفيلم والجائزة
عمرها 30
عاماً فقط وطوال هذه السنوات كانت تذهب تلقائياً للفيلم الفائز بجائزة أفضل
فيلم. والأرجح أن يحصل عليها فيلم "المرأة الحديدية" التي تظهر فيه الممثلة
مريل
ستريب في مرحلة عمرية أكبر من عمرها الحقيقي بعشرين سنة. والمكياج في هذه
الحالة
يعتبر عنصراً فاصلاً. وبالذات مكياج الشخصية المحورية وهي سيدة
عجوز والفيلم سبق له
الفوز بجائزة الأكاديمية البريطانية للسينما والتليفزيون
"BAFTA)
وهناك فيلمان
آخران مرشحان لنفس الجائزة وهما "هاري بوتر" و"البرت نوبس" ولكن الأرجح فوز
"المرأة
الحديدية".
بالنسبة لجائزة الموسيقي فإن الاحتمال أن يفوز "الفنان" لأن الموسيقي
تعد الشيء الوحيد المسموع في فيلم صامت. والطريف أن جائزة الأغنية التي
كتبت خصيصاً
للفيلم تعد من أسهل الجوائز بالنسبة للأعضاء حيث التصويت لا يستدعي الذهاب
لمشاهدة
الفيلم وفي هذا القسم يوجد ترشيحان واحدة لأغنية "ريل في ريو"
"Real in Rio)
وأغنية
"رجل أم عروسة مابيت".
ومن العناصر التي أفردت لها جائزة أيضاً ولكن بعد فترة من
تأسيس جوائز الأكاديمية جائزة المكساج "خلط الصورة" وهي جائزة لا يعرف
كثيرون من
أعضاء الأكاديمية كيفية التصويت عليها ومن ثم فإن الاختيار الأسهل أن يفوز
الفيلم
الفائز "بأحسن فيلم" بجائزة أحسن مكساج باعتبار أنه العمل
الأكثر قبولاً بالنسبة
للجمهور.. ومن الأفلام المرشحة لهذه الجائزة فيلم "هوجو" وفيلم "Money ball)
و"حصان
الحرب" وطوال 18 سنة هي عمر الجائزة التي قررتها نقابة العاملين في هذا
العنصر وهم
ما يطلق عليهم "Sound Hixers)
يتوقع أن يفوز بها فيلم "هوجو" يعتبر عنصر المؤثرات
الخاصة أكثر العناصر الإبداعية التي تأثرت كثيراً بانتاج
الكمبيوتر ومقدرة
التكنولوجيا علي تجسيد عوالم من الفانتازيا.
المساء المصرية في
26/02/2012
اليوم جوائز
أوسكار(84)
يقدمها: سعيد عبد الغني
في حفل من الحفلات التاريخية التي تحدث كل عام في مدينة الملائكة لوس
أنجلوس
يتم اليوم توزيع جوائز مهرجان الأوسكار84 ويجلس نجوم السينما
العالميين.. والذين تم ترشيحهم للفوز بجائزة الحلم الساحر الذهبي..
ونبضات قلب كل منهم تدق
كأجراس الأبطال يكاد يسمعها كل حضور الحفل تملأ جنبات المسرح الكبير في
انتظار
إعلان الجوائز.
هي لحظات رائعة يعيشها نجوم السينما في انتظار صعود مقدمي
المهرجان.. من نجوم ونجمات السينما العالمية يحملون ظرفا بداخله حلم
النجوم..
الذين من بينهم من تم ترشيحهم للجوائز.. وعندما يفتح هذا الظرف تتعلق كل
الأنظار
والآمال بما يحتويه من كلمات تعلن عن اسم الفائز بجائزة
الأوسكار هذا العام ومع
إعلان اسم الفائز يحدث جنون.. جوائز الأوسكار برد الفعل المخزون في أعماق
كل فنان
لينطلق في عالم النجاح والفوز مصدرا بتعبيرات لايمكن التحكم فيها.. فهي
لحظة
مجنونة غاية في الجمال والتلقائية.
تصدر من كل فائز يعبر بها أحيانا بالصراخ
وأحيانا بالبكاء وأحيانا بالصمت الرهيب.. أو بدموع الفرحة الساخنة..
ويسرع إلي
خشبة المسرح ليتسلم تمثال الحلم الذهبي.. تمثال الأوسكار الذي مازالت
تحيط به
أسرار وجوده منذ عام1927 وماهي حكايته التي سنذكرها اليوم مع
رحلتنا مع
حكايات.. وغرائب.. هذا الأوسكار.. في مهرجانه الذي يقدمه اليوم!!
*
المرشحون لجوائز الأوسكار والتي أعلنتها إدارة المهرجان وصل عددهم إلي مائة
مرشح
لجوائزالأوسكار في جميع أفرع صناعة الفيلم.. أفضل فيلم عشرة أفلام ـ أفضل
ممثل
وممثله خمسة أفلام لكل منهما. ويستمر عدد الخمسات في باقي
الترشيحات ـ أفضل ممثل
مساعد وممثله ـ أفضل مخرج ـ أفضل سيناريو غير مقتبس وأفضل سيناريو مقتبس.
وأفضل
ملابس.. أفضل فيلم أجنبي ـ أفضل فيلم رسوم متحركة وأفضل إخراج فني ـ
وأفضل تصوير
سينمائي ـ أفضل ماكياج ـ أفضل أغنية ـ أفضل صوت ـ أفضل مؤثرات مرئية..
وطبعا
هناك من بين هذه الترشيحات نجوم حصلوا علي جوائز الجولدن جلوب... وكل
آمالهم أن
تفتح هذه الجوائز الباب لجائزة الأوسكار منهم.. جورج كلوني.. أفضل ممثل
عن فيلم
الأحفاد وأمامه منافسون مثل جان ديوجارن عن فيلم الفنان وبراد
بيت عن فيلم كرة
المال ماري جولدمان ـ الجاسوس ـ وديميان بشير عن فيلم حياة سعيدة.
ومنهم من
الممثلات المرشحات للفوز بالأوسكارـ ميريل ستريب.. عن المرأة
الحديدية.. ميشيل
وليامز عن أسبوع مع مارلين.. وأفضل مخرج يقترب من الأوسكار
المخرج مارتن ساركوزي
عن فيلم هوجو وأودي آلان عن فيلم منتصف الليل في باريس.
إلي جانب ترشيحات أخري
ستكون مفاجأة الأوسكار هذه الليلة لباقي فروع صناعة الأفلام التي نشرناها
في
الاسبوع قبل الماضي... وسنتابعها ونتابع جوائز المفاجآت
المنتظرة من مهرجان
الأوسكار الذي يعتز برأيه الخاص في أعطاء جوائز الأوسكار الخاص به!!
* قصة
تمثال الأوسكار وبدايته... ولدت فكرة تمثال الأوسكار علي مائدة صغيرة في
مقهي
براون ردبي بهوليوود.. كان يجلس المنتج لويس يماير.. والنجم دوجلاس
فيرابانكسي
الأب وعدد4 أشخاص من أعضاء الأكاديمية.. وطلب ماير أن تكون
للمهرجان جائزة..
فأمسك مهندس المناظر سيد ربك جبيونز بقلم وأخذ يشخبط علي ورق فوق الترابيزة
وظهر
شكل تمثال جميل كان هو في النهاية تمثال أوسكار.. ولم يكن أسمه
أوسكار.... وكان
مصنوع من الخشب وبفم متحرك ثم تطور بعد ذلك وصنع من البرونز
المطلي بالذهب عيار24
وقاعدته كانت من الرخام الأسود ثم تغيرت في عام1945 إلي المعدن!!
أما اسم
الأوسكار فقد كان له3 قصص.. وقبل اسم الأوسكار كان يحمل اسم أكاديمية
الفيلم.. وأولي القصص الثلاثة.. كان من مارجريت هيرك وهي
شخصية ثقافية صرخت
عندما شاهدت التمثال إنه يشبه عمي أوسكار وتأكدت المصادر أن فعلا لها عم
يشبه
التمثال أوسكار.. والثانية الممثلة الشهيرة بيتي ديفيز عندما رأت التمثال
قالت
أنه يشبه زوجي أوسكار ويذكرني به.. والقصة الثالثة كانت من
الممثل الكوميدي سيدني
سكولسكي أكد بأن الاسم مأخوذ من أسم الشخصية الساخرة التي كان يقدمها في
أفلامه..
والغريب أن مهرجان الأوسكار لم يعلن عن حقيقة الاسم حتي الآن وترك المجهول
يتردد
علي ألسنة نجوم العالم كدعاية كبيرة لسحر هذا التمثال الذهبي الساحر.
*
غرائب الأوسكار وجائزته.. أن أول الفائزين بهذه الجائزة.. ممثل ألماني
اسمه
إميل يانتجز عام1927 عن فيلمي طريق الجسد كأفضل ممثل.. وفيلم الرغبة
الأخيرة
الفيلمان معا... وفي نفس العام فازت بأحسن ممثلة جانيت
جانيور عن دورها في ثلاثة
أفلام عرضت معا هي السماء السابعة وشروق الشمسـ وملاك الشارع وقد فاز شارلي
شابلن
بجائزة الأوسكار الأولي عام1928 في الكتابة والانتاج والتمثيل
والإخراج.. بعدها
إتهم بأنه شيوعي.. وأبعد عن أمريكا... وسافر إلي بريطانيا
بلده.. وفي
عام1955 عاد إلي هوليوود ليتسلم جائزة الأوسكار الخاصة وهي جائزة الشرف
من مجلس
إدارة الأكاديمية عن مشواره الفني.. وحصلت علي نفس الجائزة الشرفية كل من
جريتا
جاربو ـ شيري تمبل.. جودي جارلند.. ميكي روثي.. كلود
جرمان من
عام1955.
* ومازالت حكاية تمثال الأوسكار تتوالي.. ففي عام2000 وقبل
أيام من انعقاد حفل الأوسكار رقم72 تم سرقة الصندوق الذي كان
بداخله55 تمثالا
للأوسكار.. وهو في طريقه إلي لوس أنجلوس مقر إقامة المهرجان.. وبعد ضجة
كبيرة.. وبحث مستمر.. ثم العثور قبل حفل المهرجان بيومين.. علي
التماثيل في
صندوق قمامة وعثر علي53 تمثالا فقط.. واختفي من مجموع تماثيل الأوسكار
تمثالان
ومنذ هذا الحادث تتم احاطة انتقال تماثيل الأوسكار بحراسة شديدة وهي في
طريقها من
مكان تصنعيها إلي تسليمها لإدارة المهرجان في الوقت المحدد.
* ومن مفاجآت
مهرجان الأوسكار أيضا التي يثبت بها أنه صاحب الرأي الأول في منح جوائزه
للنجوم
والنجمات.. أمثلة عديدة منها علي سبيل المثال.. أنه في
دورته رقم70 منح فيلم
تيتانيك11 جائزة لكل عناصر الفيلم من الإخراج.. حتي الملابس.. ولم
يحصل أي من
نجوم الفيلم علي أي جائزة وأبطاله.. كانت الممثلة كيت وينسلت والنجم
الشاب
ليوناردو دي كابريو.. والذي استبعده المهرجان هذا العام من
ترشيحه لجائزة أفضل
ممثل.. واستبعد فيلمه جي أدجار أيضا...
* إلي جانب حفل الافتتاح.. هناك
مهرجان الأزياء وهو يحدث في معظم المهرجانات.. لايقف الأمر عند رؤية
الأفلام
والحصول علي جوائز.. فهو مهرجان مباريات خفية بين بيوت الأزياء تدور حول
أزياء
النجمات وهن يسرن علي البساط الأحمر.. وهو أكبر عرض للأزياء
تستفيد منه كل بيوت
الأزياء التي تقوم بمنح هذه الأزياء للنجمات... غير المجوهرات..
والمقتنيات
النفيسة التي تستخدمها النجمات لتكملة الصورة.. وكثيرا مايرافق النجمات
عدد من
البودي جاردات.. ليس لحراسة النجمات.. ولكن لحراسة هذه
المجوهرات والمقتنيات
حتي تعود مرة أخري إلي محلات أصحابها!!
وأخيرا.. فإن حكايات مهرجان الأوسكار
وغرائبه.. بها دروس.. ورسائل سينمائية يتحدي بها الأوسكار مهرجانات
العالم..
ونحن نراقب.. ونسجل كل هذه الرحلة لمهرجان الأوسكار في دورته رقم84 هذا
العام.
الأهرام المسائي في
26/02/2012
الأوسكار والتوتة!
طارق الشناوي
قبل ساعات قليلة من توزيع جوائز الأوسكار الذهبية، أى بعد ساعات قليلة من
الآن، تجرى مراسم توزيع جائزة «راسبرى»، «التوتة الذهبية»، وهى تُمنح
للفنان الأسوأ، وسبق أن حصل عليها نجوم بحجم كيفن كوستنر، وسيلفستر
ستالونى، وجيم كارى، ومادونا، وساندرا بولوك، وغيرهم. وعلى عكس الأوسكار لا
يحضر النجوم لتسلم جوائز التوتة، ولكن الحفل تتناقله الجرائد ووكالات
الأنباء، ويتم إعلان الأسماء وترديدها عبر القنوات الإخبارية والفضائية،
ولا يصرح النجوم بتشكيكهم فى هذه الجوائز ولا يتهمون القائمين عليها
بالتواطؤ ضدهم. وشروط الحصول عليها هى أن يكون النجم له مشوار عريض وفى نفس
الوقت يخون الجمهور بعمل فنى متواضع لا يرقى إلى ما هو منتظَر منه. هل
نستطيع فى مصر أن نمنح جوائز مماثلة؟ حدث قبل 20 عاما أن أقيمت مسابقة
الأسوأ لأول مرة على هامش مهرجان الإسكندرية السينمائى، كانت صاحبة
الاقتراح الإعلامية هالة سرحان، وأعلنت الجوائز فى أعقاب حريق غضب عارم
نقلته قنوات التليفزيون فى بداية عصر الفضائيات، ولم تكن نيران الغضب بسبب
جوائز الأسوأ، ولكنها اشتعلت بسبب اختيار جوائز الأحسن، حيث كان صلاح أبو
سيف رئيسا للجنة التحكيم، ومعه فى عضوية اللجنة على بدرخان وداوود عبد
السيد، وأعلنا احتجاجهما ضد الجوائز التى تم تزويرها. كانت جائزة الأسوأ
تخشى الاقتراب من كبار النجوم، وهكذا كان يحصل عليها أسماء مثل سمير غانم
ودلال عبد العزيز ويونس شلبى وأحمد بدير وغيرهم. استمرت الجائزة ربما سبع
سنوات متتالية وكانت الصحف المصرية والعربية تمنح مساحات من الاهتمام لهذه
الجوائز. ارتبطت أيضا الجائزة بما كان يعرف فى مهرجان الإسكندرية بقسم
«بانوراما السينما المصرية»، الذى توقف بعد أن تناقصت الأفلام التى يحصل
عليها المهرجان سنويا، بل باتت المشكلة السنوية المزمنة فى السنوات الأخيرة
فى اختيار اسم الفيلم الذى يمثل السينما المصرية فى المسابقة الرسمية. لم
تعد الإسكندرية صالحة لهذه الجائزة، ولكن من الممكن أن تقام المسابقة فى
نهاية كل عام من خلال جمعية جديدة، خصوصا أننا نشاهد عشرات من الجمعيات
تمنح جوائز الأفضل رغم أن الحاجة أصبحت ملحّة أكثر لمنح جوائز الأسوأ!
ومن المفارقات العالمية المرتبطة بجائزة الأسوأ أن ساندرا بولوك حصلت قبل
ثلاثة أعوام على جائزة «التوتة»، أسوأ ممثلة عن دورها فى فيلم «كل شىء عن
ستيف»، وبعدها بساعات جاءت لها جائزة الأوسكار أحسن ممثلة عن دورها فى فيلم
«الجانب المظلم»!
جائزة الأوسكار تمنحها الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون، بينما
«التوتة» تمنحها رابطة الصحافة الأمريكية، ويتقبل الفنانون الجائزة بروح
ساخرة، وبعضهم يعترف أنه كان بالفعل يستحقها عن جدارة.
ويبقى الحديث الأهم: هل لدينا بالفعل نجوم يعترفون بسقطاتهم الفنية؟
الحقيقة هى أننى لم أصادف إلا عددا محدودا جدا ممن لديهم القدرة على أن
ينظروا إلى أعمالهم الفنية برؤية محايدة. أتذكر قبل 30 عاما فى أحد
المهرجانات أنه عُرض فيلم «العربجى» تأليف وحيد حامد، وأعقب العرض مؤتمر
صحفى، وقرأ وحيد ملامح الغضب على الوجوه، وقبل أن يبدأ الحوار قال: «أنا
عاتب على إدارة المهرجان؛ كيف تسمح بأن يتسلل إلى جداولها هذا الفيلم؟»،
وأضاف وحيد: «الفيلم ملىء بالأخطاء الفادحة، وأولها السيناريو». أتذكر أن
آخر مسلسل تليفزيونى لعب بطولته محمود مرسى هو «بنات أفكارى»، كان الدور لا
يليق من الناحية العمرية بالفنان الكبير، وسألته لماذا وافق على الدور،
فأجابنى: «حاولت الاعتذار والتدخل لتغيير بعض جمل الحوار ولم يستجب لى
أحد»، وأضاف: كانت لدى التزامات مادية ولم أتمكن من الانسحاب. فريد شوقى
كان يتورط أحيانا فى بطولة أفلام متواضعة ثم يعلن ندمه ويغفر له الجمهور
والنقاد هذا الخطأ، ثم يكررها ويسامحه الناس، حتى إننى قلت إن فريد شوقى
بينه وبين الجمهور شيك على بياض من السماح. المخرج سعيد مرزوق قال لى إنه
يعتبر أن فيلمه «الدكتورة منال ترقص» هو أسوأ فيلم فى تاريخ السينما
المصرية، ولكنه اضطُرّ إلى إخراجه لحاجته إلى المال لعلاج أمه!
هل نستطيع أن نقيم فى مصر مسابقة للأسوأ؟ وإذا أقمناها هل لدينا ما يكفى من
حبات التوت المعطوب لتوزيعها على الفائزين؟!
التحرير المصرية في
26/02/2012 |