أفلام كثيرة شاركت في الدورة الرابعة لـ«مهرجان الخليج السينمائي»، التي أُقيمت في الفترة الممتدة بين الرابع عشر والعشرين من نيسان الجاري في إمارة دبي. أفلام عدّة، اختيرت من دول الخليج العربي، بالإضافة إلى العراق واليمن. هذه الجغرافيا المعتَمَدة في المهرجان، بدت اختزالاً سينمائياً لواقع الحال الإبداعي في تلك المنطقة العربية، التي لم تعرف صناعة سينمائية عريقة، كما هو حال العراق مثلاً. هذه نقطة لن تكون أبداً ضد الدول الخليجية، لأنها (أي النقطة) دعوة صريحة ومفتوحة إلى جعل المنطقة مساحة واسعة للخلق البصري، وإلى جعل الصورة المتحرّكة مرآة الذات والواقع والبيئة، خصوصاً أن البقعة الجغرافية تلك مليئة بالقصص العامّة والحكايات الفردية، ومشحونة بتاريخ هائل من التفاصيل والفضاءات المفتوحة على ألف همّ وسؤال ومعاناة وأمل. هذه نقطة يُفترض بها أن تكون لمصلحة الدول المنتمية إلى «مجلس التعاون الخليجي»، التي (أي الدول) يُواجه بعضها القليل اليوم تحدّيات شعبية متفاوتة الحجم والتأثير والحراك، بالإضافة إلى تحدّيات العصر: السينما بلغت مرتبة رفيعة المستوى من التطوّر التقني، وبات على الدول التي لا تزال منفضّة عن هذا الفن أن تلحق بهذا العصر، لأن البقاء خارجه مُكلِفٌ للغاية. الأفلام الكثيرة التي يُنجزها أبناء هذه المنطقة، المقيمين في بلادهم أو في المنافي والمهاجر الغربيّة، محتاجة إلى غربلة صارمة، لأن غالبيتها واقعةٌ في الاستسهال والتبسيط وانعدام المسؤولية الإبداعية والمخيّلة الخصبة، على الرغم من أهمية المواضيع المختارة، وحساسية بعض المخرجين إزاء معنى الصورة وكيفية ابتكارها الجمالي.

فورة

أفلام كثيرة. مواضيع مستلّة من واقع الحياة اليومية ومرارة العيش وقسوة التفاصيل. هناك حاجة إلى فهم الفورة السينمائية العراقية مثلاً، في مقابل تأخّر دول أخرى، كاليمن وقطر، عن اللحاق بالجيران المنطلقين بسرعة إلى آفاق الابتكارات الإبداعية المختلفة، كدولة الإمارات العربية المتحدّة أيضاً. الفورة السينمائية العراقية ظهرت قبل أعوام قليلة، ونشطت إثر سقوط الطاغية صدام حسين. عاد عراقيون عديدون إلى بلدهم. التقوا الأهل والأصدقاء والمعارف. تجوّلوا في الشوارع التي عرفوها قديماً، وبحثوا عن الجديد والمختلف، لكنهم اصطدموا بجديد مختلف عمّا أدركوه سابقاً. والجديد ليس إيجابياً دائماً. واجهوا تحدّيات شتّى: هناك احتلال أميركي. لكن، في المقابل، هناك انهيار عراقي منتشر في الأوساط كلّها، ومتفشّ في جوانب الحياة كلّها. متشوّقون هم إلى العمل. إلى التعبير. إلى الأرشفة. إلى التصوير. إلى مواجهة الاحتلال والانهيار معاً. هناك من «اتُّهم» بدفاعه عن النظام البائد. هناك من «وُصِف» بأن ميوله قريبة من «الاحتلال». هناك من قارع الطرفين معاً. هناك من انزعج من حسّ مرهف عبّر عنه شاب عراقي في مقتبل العمر بكاميرا هاوية، أنجز بفضلها فيلماً يشبه تقنية «أفلام منزلية». بعض العراقيين يرفض الإيغال في قول الوقائع الحقيقية. أو ربما يخشاها. أو ربما يغار من الآخر. هذا البعض يُشبه مصريين كثيرين اعتادوا إشهار شعار مُملّ وساذج في وجه كل من غرف من الواقع ما أعانه على الإشارة إلى بؤس الحياة وشقاء الموت: «هذه إساءة إلى سمعة البلد».

الفيلم المقصود بكونه أقرب إلى تقنية «أفلام منزلية»، اختير لافتتاح الدورة الرابعة هذه: «طفل العراق» لعلاء محسن، البالغ من العمر واحداً وعشرين عاماً. لا يُمكن القول إنه فيلم سينمائي متكامل. لعلّ المخرج الشاب لم يشأ فيلماً سينمائياً بحتاً. عودته إلى العراق بعد ستة عشر عاماً أمضاها وبعض أفراد عائلته في الدانمارك، جعلته يلتقط نبض الرحلة واللقاءات، بدلاً من أن يغوص في آلية العمل السينمائي. أراد عودة عاطفية، لأن العودة هذه انطلقت من العاطفي البحت والجميل، على الرغم من المأساة الفردية البحتة اللاحقة (وفاة والدته أثناء تصوير الفيلم) والمآزق الجماعية (أحوال العيش اليومي في عراق اليوم، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وحياتياً وإنسانياً وأخلاقياً). بدا «طفل العراق» شهادة شخصية لـ«مبتدئ» في عالم الاشتغال البصري (قيل إنه أنجز فيلمين سابقين، أحدهما عن دانماركي أشهر إسلامه). شهادة حيّة قالت وجعاً، وأرشفت لحظة، كما فعل عراقيون كثيرون وجدوا في نهاية حكم البعث الصدّامي فرصة لإطلاق «ورشة عمل سينمائي ضخم»، لا بُدّ أن يؤثّر إيجاباً على مستوى تحريك المشهد السينمائي العراقي، مع أن نتائجه، المتمثّلة بإنجاز مئات الأفلام، قد تؤثّر سلباً، لأن الغالبية الساحقة من هذه الأفلام محتاجة إلى إعادة نظر واشتغال. «طفل العراق» رحلة في الجغرافيا العراقية اليوم. في الروح الإنسانية المقيمة عند الحدود الفاصلة بين الغربة الذاتية/ الداخلية والانتماء المنقوص. في ثنايا الآلام والأسئلة المتعلّقة بالانتماء والهجرة والعلاقات. تحرير العمل من قواعد الاشتغال السينمائي مفيدٌ له. ذلك أن الحكاية أهمّ، والتقاط النبض الحياتي أجمل.

غزارة

لم يكن العراق وحده غزيراً في إنجاز الأفلام. هناك دولة الإمارات العربية المتحدّة. الفرق بينهما، في الدورة الرابعة لـ«مهرجان الخليج السينمائي»، كامنٌ في مشاركة أربعة أفلام روائية طويلة أنجزها عراقيون عرب وأكراد (من أصل ستة أفلام مختارة لـ«المسابقة الخليجية الخاصّة بالأفلام الروائية الطويلة»، إلى جانب الفيلمين السعودي «المؤسّسة» لفهمي فاروق فرحات والقطري «عقارب الساعة» لخليفة المريخي)، وفي مشاركة أحد عشر فيلماً وثائقياً عراقياً أو عن العراق، في مقابل خمسة أفلام وثائقية إماراتية. أما بالنسبة إلى الأفلام الروائية القصيرة، ففي مقابل سبعة أفلام عراقية، هناك ستة عشر فيلماً إماراتياً (ناهيك عن أفلام الطلبة). لعبة الأرقام جميلة أحياناً. إنها وسيلة لفهم مسار الاشتغال، على مستوى الكمّية. هذه الأخيرة لا تعني، دائماً، جودة ومتانة وبراعة وقدرة على إيفاء العمل شروطه المطلوبة كلّها. الغزارة الإنتاجية العراقية، المرتبطة بمرحلتي حكم صدام حسين وما بعده، مفيدة. إنها تُذكّر بالغزارة التي لا تنتهي للأفلام المتعلّقة باليهود والمحرقة وآلام الناجين منها والذاكرة الجماعية والتجارب الفردية. اليهود أدركوا أن إغراق أوروبا والغرب (والعالم كلّه أيضاً) بأفلام (ومؤلّفات وأعمال أدبية وفنية ومسرحية وتاريخية متفرّقة أخرى) متعلّقة بتاريخهم القريب والبعيد مسألة حيوية، تعني أنهم لا يتخلّون عن هذا التاريخ وتفاصيله وحكاياته. هناك مبالغة أو تصنّع؟ ربما. هناك تزوير في الحقائق التاريخية؟ على المؤرّخين أن يؤكّدوا هذا أو ينفوه. لكن الكثرة مهمّة. فالمواضيع لا تنتهي، كما الحكايات. العراقيون، في هذا المجال، محقّون (الفلسطينيون أيضاً، الذين أكثروا في إنتاج الأفلام المتنوّعة، التي تلتقط حكاياتهم وتؤرشفها بصرياً). على العراقيين (وغيرهم) إنجاز أفلام كثيرة تستنبط موادها الدرامية (الروائية والوثائقية) من التاريخ والواقع والحكايات الفردية. عليهم أن يعيدوا رسم ملامح الماضي وأشيائه. الأرشفة البصرية، الروائية والوثائقية، ضرورية وملحّة. الغربلة النقدية مُهمِّة أناس يُفترض بهم مواكبة الحراك الإبداعي وقراءته، وإن بشيء من القسوة المنتبهة إلى الجماليات الفنية والدرامية والإبداعية، التي يجب تحصينها والتنبيه إليها دائماً. العراق مقيمٌ في لحـظة تحوّل، إن لم يكن في مخاض عسير. المرحلة الصدّامية دمّرته. الاحتلال الأميركي أيضاً. السينما جزءٌ من آلية نفض الغبار عن الوقائع والحقائق. جزءٌ من السرد البصري لهذه الوقائع والحقائق. جزءٌ من المصالحة مع الذات والآخر. بهذا المعنى فقط يُمكن القول إن الغزارة البصرية العراقية مقبولة. أما الغربلة النقدية، فمطلوبة بشدّة لمواكبة الإنتاج، ومناقشة عملية صناعة الأفلام برمّتها، منذ البداية. ذلك أن أفلاماً عراقية مُشاركة في الدورة الرابعة هذه محتاجة إلى إعادة اشتغال متكامل، بعيداً عن أهمية النصّ/ الموضوع/ الحكاية.

يختلف الأمر مع النتاج الفيلمي الإماراتي. العراق محتاج إلى أرشفة تاريخه وواقعه، في هذه اللحظة تحديداً. الإمارات محتاجة إلى إطلاق ورشة عمل ضخمة لتدريب المهتمّين، الجدّيين على الأقل، على كيفية تأسيس صناعة سينمائية خاصّة بها. في الشكل، يبدو البلدان متشابهين على مستوى أهمية الكَمّ. في المضمون، الاختلاف في التوجّه والأهداف واضحٌ. كثرة الأفلام الإماراتية تؤدّي إلى تراكم. الغربلة تجعل التراكم أسلم وأجمل وأفضل. صناعة أفلام إماراتية تعني أن هناك حراكاً آنياً في اتجاه التأسيس. في العراق، الأمر مختلف. هذا بلد عريقٌ في صناعته السينمائية القديمة. في صالاته وثقافته وحضوره. المرحلة الصدّامية خرّبته. المرحلة الأميركية حرّرته وجعلته، في الوقت نفسه، يعاني آلام الاحتلال ومخاض الولادة الحرّة. الأفلام تلعب دوراً فاعلاً في هذا المجال، وإن بدت غالبيتها الساحقة أقلّ إبداعاً وأهمية جمالية ودرامية. هناك أمثلة إيجابية، وإن كانت قليلة: عراقياً وكردياً، يُمكن التوقّف عند الفيلمين الروائين الطويلين «أزهار كركوك» لفاريبورز كمكاري (إيراني من أصول كردية) و«حيّ الفزّاعات» لحسن علي محمود (عراقي). يُمكن التوقّف أيضاً عند الفيلم الروائي القصير «أرض الأبطال» لساهم عمر خليفة. في النتاج الوثائقي، هناك «وداعاً بابل» للعراقي عامر علوان (أدّى المخرج نفسه أحد الأدوار الرئيسة في الفيلم الروائي الطويل «المغنّي» للعراقي قاسم حول). إماراتياً، هناك «سبيل» لخالد المحمود و«خيارات» لأحمد النقبي و«قفاز» لصالح كرامة، من بين عدد وافر من الإنتاج.

نموذج

أتوقّف قليلاً عند «أرض الأبطال». مخرجه عراقيّ كردستاني، بلغ من العمر واحداً وثلاثين عاماً. صوّر داخل جغرافيا بديعة وهادئة، وسط الجبال والصخور. في قرية صغيرة، دارت الأحداث الدرامية أثناء الحرب العراقية الإيرانية، الحاضرة في المشهد من خلال شاشة التلفزيون، التي تبثّ صُوَر صدام حسين وأخبار الانتصار العراقي الدائم على الأعداء الإيرانيين. لا تتوانى إدارة المحطّة عن قطع برنامج الرسوم المتحرّكة للأطفال لبثّ خبر سياسي عسكري مُكرّر. لكن الحكاية في مكان آخر: من جهة أولى، هناك ديلير وشقيقته زيني، اللذان ينتظران بفارغ الصبر موعد بثّ الرسوم المتحرّكة. من جهة ثانية، هناك ابن خالتهما مالو، المتنمّر والعنيف بالتعامل معهما. الصراع بين الطرفين اتّخذ الأشكال كلّها التي يُمكن أن تقع بين أولاد صغار في الأمكنة والأزمنة كلّها، وإن بلغ عنفها مرتبة لا تُحتمل، أحياناً. بدا تعاون المخرج خليفة مع تقنيين أجانب تمريناً فعلياً على كيفية الاشتغال السينمائي، لأن «أرض الأبطال» امتلك حرفية واضحة في استخدام التقنيات المطلوبة، كتابة وإدارة تمثيلية وتصويراً ومونتاجاً وموسيقى. هذا سؤال آخر: الاستفادة من الاختبار الغربي، ومدى تطويعه لمصلحة الهمّ المحليّ.

يُفترض بالقراءة النقدية أن تكون أقسى وأعمق من آلية اختيار الأفلام، التي تعتَمدها إدارة «مهرجان الخليج السينمائي». لهذه الإدارة حسابات وأهداف، تُختصر بالقول إن كل دورة من دورات المهرجان حيّز للتواصل المباشر مع أكبر عدد ممكن من النتاجات الحديثة. هذا حقّ لمخرجين خليجيين يريدون أرضاً منفتحة لتقديم أعمالهم ومناقشتها. غير أن غالبية أفلام الدورة الرابعة هذه بدت مترهّلة أو منقوصة أو مرتبكة. بدت الجوانب التقنية لبعضها أفضل، بسبب التعاون مع تقنيين وفنيين أجانب. بدت مواضيعها مهمّة للغاية ومثيرة لنقاشات عديدة، لكن الكتابة والمعالجة محتاجتان إلى خبرة أكبر وأعمق. الأكراد بدوا أقدر على تطويع المواضيع في قوالب قريبة من الاشتغال السينمائي. في المقابل، أثبت المخرجون الكويتيون الثلاثة، جاسم النوفلي ومشعل الحليل اللذين تعاونا معاً على تحقيق «بقايا بشر»، وفواز المتروك مخرج «فلترقد بسلام»، أن السؤال الأخلاقي المرتبط بالعلاقة الكويتية بالآخر/ العدو (الأميركي في الفيلم الأول، والعراقي في الفيلم الثاني) بات ملحّاً. بات ضرورياً. بات محتاجاً إلى خطوة أولى على درب البحث الجدّي فيه وفي أجوبته. الشـكل وأسلوب المعالجة كادا يقضيان على المادة المختارة في «بقايا بشر». آلية الاشتغال الفني والتقني في «فلترقد بسلام» ساهمت في إعلاء شأنه الإبداعي المختلف عن الفيلم الأول. العلاقة بالآخر/ العدو (الأميركي هنا) أساس الفيلم الوثائقي لعامر علوان «بقايا بابل» أيضاً. في حين أن الغضب الكردي جامحٌ وعنيفٌ ضد الطاغية صدام حسين في «الأنفال ـ شظايا الحياة والموت» للكردي السوري مانو خليل.

هذا كلّه محتاجٌ إلى قراءة هادئة. الكثرة مفيدة، لأنها الطريق الأصحّ إلى النوعية، بعد غربلة نقدية سوية. الحراك الخليجي عامة مهمّ، لكن الإبداع قليلٌ للغاية. فالإبداع محتاجٌ إلى مساحة واسعة من الحرية، والمجتمعات الخليجية لا تزال صارمة ومحافظة إلى حدّ كبير. كلامٌ كهذا قيل مراراً. تكراره مفيدٌ، أحياناً. البحث عن آليات جدّية لخلق هذه المساحة وحمايتها مستمرٌ في تفعيل الجهد والمثابرة. الحماسة موجودة، لكن القلق كامنٌ في جنوح هذه الحماسة إلى التصنّع والابتعاد عن أبسط مفردات العمل البصري. الرغبة في خلق حراك سينمائي خليجي واضحة. لكن بلورة المشهد لا تزال في بداياتها.

السفير اللبنانية في

21/04/2011

"مهرجان الخليج السينمائي" يدعم إنتاج 5 أفلام سنويا

دبي – محمد جبار الربيعي  

في يومه الأخير أعلنت إدارة مهرجان الخليج السينمائي في مؤتمرها الصحفي الذي حضره رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة ومدير المهرجان مسعود أمرالله آل علي عن إبرام شراكة مع برنامج "إنجاز"من سوق دبي السينمائي، ليقدم من خلالها للسينمائيين من منطقة الخليج منحاً مالية لدعم إنتاج خمسة أفلام قصيرة سنوياً.

وتمثل هذه المبادرة تشجيعا ودعما كبيرين للمبدعين السينمائيين في منطقة الخليج واليمن فهي توفر لهم تمويلاً يصل إلى 50 ألف دولار أمريكي لكل مشروع، تكملة لما يوفره برنامج "إنجاز" حاليا من منح مالية سنوية تصل قيمتها إلى 100 ألف دولار لكل مشروع لدعم إنجاز الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية خلال مرحلة ما بعد الإنتاج.

بهذه المناسبة قالت شيفاني بانديا المدير التنفيذي لمهرجان دبي السينمائي ومهرجان الخليج السينمائي: "استجابة لاحتياجات القطاع السينمائي، وسع برنامج "إنجاز" نطاق دعمه ليشمل إنتاج الأفلام القصيرة. ونحن على ثقة من أن هذا التوسع للبرنامج سيسهم في استقطاب المزيد من المشاريع ويقدم أعمالا سينمائية عالية الجودة يمكن لها أن تحقق النجاح الذي تسعى إليه في المنطقة وحول العالم".

من جهته قال مسعود أمرالله آل علي: "غالبا ما تتم عملية بحث السينمائيين الخليجيين عن تمويل سينمائي، بشكل غير رسمي ومرتجل، ومن هنا تكمن أهمية التمويل الذي يقدمه برنامج (إنجاز) فهو يمثل خطوة مهمة للوصول إلى منصة مركزية ومخصصة لدعم السينمائيين".

وأوضح إنه يمكن تقديم الطلبات للحصول على الدعم الإنتاجي من الشراكة بين برنامج (إنجاز) ومهرجان الخليج السينمائي عبر دورتين. حيث يغلق باب تقديم الطلبات للدورة الأولى في 1 يونيو 2011، في حين أن آخر موعد لتقديم الطلبات للدورة الثانية هو 1 أكتوبر 2011. مؤكداً على إنه لكي يكون الفيلم مؤهلا للحصول على الدعم، يجب أن يكون عملا سينمائيا قصيرا لا تزيد مدته عن 40 دقيقة، وأن يكون مخرجه خليجيا أو من أصول خليجية، ويشمل ذلك أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، البحرين، الكويت، سلطنة عمان، قطر، المملكة العربية السعودية، العراق، واليمن، ويجب أن يتناول الفيلم القصير موضوعا تدور حبكته حول العالم العربي، أو التاريخ أو الثقافة العربية. ويجب أن ترفق كافة طلبات الاشتراك بنسخ نهائية من سيناريو الفيلم، وملخص مختصر عن الفيلم، وتفاصيل حول طريقة معالجة الفيلم، والسير الذاتية للمشاركين في المشروع.

وفي جوابه عن أسئلة الحاضرين في المؤتمر الصحفي قال رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة عن مدى تقييمه للنتائج:"لاننكر أنه توجد فجوة بين المستوى الفني للفيلم الخليجي عنه في الدول المتطورة في عالم السينما لكننا نسعى إلى تقليص هذه الفجوة قدر المستطاع ونحن نشعر أن هناك تطور واضح خلال الأربع سنوات التي هي عمر هذا المهرجان لكن يكفينا أننا نسير على الطريق الصحيح والدليل هذا التطور في الأفلام عنه في الدورة الأولى"، فيما قال مستشار المهرجان الناقد صلاح سرميني: "إننا قبل عشرة سنوات كنا نواجه بالاستغراب عند تحدثنا عن السينما الخليجية الآن نستطيع أن نتحدث عنها بكل فخر وتفاؤل وبالطبع هذا جاء نتيجة العمل المتواصل والجاد للارتقاء بهذه السينما.

في نهاية المؤتمر الصحفي استعرض مدير المهرجان معلومات عن المهرجان وحجم الحضور فيه موضحا أن مجموع المشاهدين للعروض في المهرجان بلغ 5000 متفرج وشهد 27 عرضا امتلاء الصالة "مقارنة بدورة المهرجان السابقة التي شهدت امتلاء الصالة لـ17 عرضا فيما أجرى المخرج "جيرارد كوران" 50 تصويرا في عمله الطويل "سينمائك لشخصيات اختارها".

الشبيبة العمانية في

21/04/2011

العراق والامارات يهيميان على جوائز مهرجان الخليج السينمائي

شريط – دبي 

اختتمت يوم الخميس الماضي فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الخليج السينمائي، وقام سعادة محمد المرّ، نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)، بتوزيع جوائز المهرجان ضمن المسابقة الخليجية، ومسابقة الطلبة، والمسابقة الدولية للأفلام القصيرة.

وقدم المهرجان خلال الحفل الختامي، الذي أقيم في فندق "إنتركونتيننتال" في "دبي فيستفال سيتي"، جوائز "تكريم إنجازات الفنانين" لدورة هذا العام إلى كل من الممثلة الإماراتية مريم سلطان، والمخرج السعودي محمد فوزي قزاز، والمخرج والمنتج الكويتي محمد السنعوسي، وذلك تقديراً لمساهماتهم القيمة التي أثرت قطاع السينما العربية، إضافة إلى تكريم الممثل الكويتي الكبير محمد المنيع، بجائزة تقدير خاصة.

كما جرى تكريم المخرج الإيراني الكبير عباس كياروستامي، الذي تولى إدارة أول دورة تدريبية اختصاصية من نوعها في دبي والتي شارك فيها 45 سينمائياً؛ والمخرج الفرنسي التجريبي جيرار كوران، الذي عرضت مجموعة من أبرز أفلامه ضمن برنامج "تحت الضوء".

وإلى جانب تكريم السينمائيين الفائزين بمختلف فئات المسابقة الرسمية لمهرجان الخليج السينمائي، شهد حفل الختام تقديم جائزتين خاصتين من "أكاديمية نيويورك للأفلام- أبوظبي" لسينمائيين اثنين من الطلبة المتمّزين الذين شاركوا في المهرجان. وتنطوي الجائزة على منحة تعليمية تتيح للفائزين حضور دورة تدريبية في مجال التمثيل أو الإخراج على مدى أربعة أسابيع في الأكاديمية.

الفائزون بجوائز مهرجان الخليج السينمائي 2011:

الفائز بجائزة "أكاديمية نيويورك للأفلام أبوظبي":

سرمد الزبيدي – عُمان

حمد صغران – الإمارات

المسابقة الدولية للأفلام القصيرة:

شهادة تقدير خاصة: سباق باريسي للمخرجين أليكس دجوا، ألكسندر ولفروم، جيوفري ليرس، لويك برامول، مهدي علوي- فرنسا

الجائزة الثالثة: ولا شيء غير ذلك... للمخرجة رقية توكلي- إيران

الجائزة الثانية: قانون الأشياء للمخرجين هوزيه إسبتان أليندا وسيزار إستبان أليندا – إسبانيا

الجائزة الأولى: سبب الحرب للمخرج يرغوس زواس – اليونان

المسابقة الخليجية للطلبة- الأفلام القصيرة:

شهادة تقدير خاصة: دمي بلية للمخرج فيصل آل ثاني – قطر

الجائزة الثالثة: آخر ديسمبر للمخرج حمد الحمادي – الإمارات

الجائزة الثانية: حادث للمخرج سرمد الزبيدي – عُمان

جائزة لجنة التحكيم الخاصة: قبل الغروب للمخرج عيسى الصبحي – عُمان

الجائزة الأولى: نورة للمخرج عبدالرحمن السلمان – الكويت

المسابقة الخليجية للطلبة- الأفلام الوثائقية

الجائزة الثالثة: شعوب وقبائل للمخرجة ميسون العلي – الإمارات

الجائزة الثانية: غني أغنيتك للمخرج عمر فلاح – العراق

الجائزة الأولى: فحم ورماد للمخرج حسين محسن – العراق

المسابقة الخليجية للأفلام القصيرة:

شهادة تقدير خاصة: بهارات للمخرج عامر الرواس – عُمان

شهادة تقدير خاصة: موت بطيء للمخرج جمال سالم – الإمارات

شهادة تقدير خاصة: هيا عبدالسلام لدورها في "ماي الجنة" – الكويت

شهادة تقدير خاصة: علي محمد جاسم لمونتاج فيلم "نصف مضاء" – العراق

شهادة تقدير خاصة: وليد الشحي لتصوير فيلم "ريح" – الإمارات

جائزة أفضل سيناريو: سبيل للكاتب محمد حسن أحمد – الإمارات

الجائزة الثالثة: سلاح الأجيال للمخرج محمد جاسم – البحرين

الجائزة الثانية: فريم للمخرج لؤي فاضل – العراق

جائزة لجنة التحكيم الخاصة: ألوان للمخرج عقيل أحمد – العراق

الجائزة الأولى: سبيل للمخرج خالد المحمود – الإمارات

المسابقة الخليجية للأفلام الوثائقية:

الجائزة الثالثة: وداعاً بابل للمخرج عامر علوان – العراق

الجائزة الثانية: كولا للمخرج يحيى حسن العلاق – العراق

جائزة لجنة التحكيم الخاصة: الأنفال – شظايا من الحياة والموت للمخرج مانو خليل - العراق، سويسرا

الجائزة الأولى: حمامه للمخرجة نجوم الغانم – الإمارات

المسابقة الخليجية للأفلام الروائية الطويلة:

الجائزة الثانية: حي الفزاعات للمخرج حسن علي محمود – العراق

الجائزة الأولى: الرحيل من بغداد للمخرج قتيبة الجنابي - العراق، المملكة المتحدة، الإمارات

وعرض المهرجان على مدى فترة إقامته 153 فيلماً من 31 دولة، وكانت جميع عروضها مفتوحة مجاناً أمام الجمهور. وشهدت هذه العروض حضوراً قوياً من قبل عشاق السينما. وكان من بين الأفلام التي عرضت، 114 فيلماً من الخليج، بينها 45 فيلماً من دولة الإمارات وحدها. كما شهد الحدث حضوراً قوياً للإبداعات السينمائية من منطقة الخليج والعراق. وإلى جانب الدورة الاختصاصية للمخرج الإيراني عباس كياروستامي، نظم مهرجان الخليج السينمائي 2011 ورش عمل مجانية للطلبة تحت إشراف نخبة من خبراء القطاع السينمائي و"أكاديمية نيويورك للأفلام أبوظبي"، حيث تضمّنت الورش جلسات تدريبية قدّمها كلّ من المخرجة ناديا فارس والمصور السينمائي سافاس ألاتيس.

وتم تكريم لجنتي التحكيم الدوليتين خلال حفل ختام المهرجان، حيث ضمت لجنة تحكيم "المسابقة الخليجية" المخرج المصري المخضرم مجدي أحمد علي، والشاعر والكاتب الإماراتي أحمد راشد ثاني، والمخرج العراقي قيس الزبيدي. أما لجنة تحكيم المسابقة الدولية للأفلام القصيرة فتضمنت كلاً من مونتسيرات غيويو فالس، المدير التنفيذي لمهرجان هويسكا السينمائي الإسباني، مع كل من المخرج البحريني بسام الذوادي، والناقد السينمائي اللبناني هوفيك حبشيان.

شريط في

22/04/2011