انطلق "مهرجان دمشق السينمائي" هذا العام بدورته الـ 18 برعاية وزير
الثقافة السوري رياض عصمت وسط موجة من الانتقادات شنّها عدد من السينمائيين
في سوريا. وقد انطلقت صفارة الافتتاح الرسمي في صالة الأوبرا في دار الأسد
للثقافة والفنون. وقد بدأ عدد من الفنانين من سوريا والعالم التوافد إلى
الدار، حيث مشوا على "الريد كاربت" قبل أن يدخلوا قاعة الاحتفال في الصرح
الكبير وسط دمشق. هناك، شاهدوا لوحات سينمائية قدمتها فرقة "إنانا"
السورية. بعدها، قال وزير الثقافة السوري كلمته مرحباً بضيوف سوريا، مؤكداً
أنّ السينما الناجحة تتطلَّب قصصاً جميلة وأبعاداً درامية تأسر الألباب،
وتتطلَّب تصوير شخصيات يتوحَّد معها المشاهد، وتدعمها عناصر المخيّلة
الواسعة، والحرفية العالية. وكان مدير المؤسسة العامة للسينما ومدير
المهرجان، محمد الأحمد، قال في كلمته إنّ وظيفة المهرجان ليست تسويق
الأفلام التي تنتجها الدولة المنظمة، أو تشجيع الإنتاج السينمائي المحلي
فقط. المهرجان ساحة مهمة لإعلاء قيم الخير والحب والجمال، وهو عيد وطني
للمتعة الروحية والتواصل بين البشر.
كما رحّب الأحمد بالسينما التركية التي تحلُّ ضيفة شرف على مهرجان
دمشق هذا العام. وفيما كان الأحمد يتلو ترحيبه بالسينمائيين الأتراك، كانت
الشاشة في خلفية المسرح تعرض اللقطات التي تناقلتها وسائل الإعلام عندما
اقتحم الإسرائيليون سفينة الحرية وقتلوا تسعة متطوعين أتراك من بين الكثير
من المتطوعين الذين استشهدوا وهم يطالبون بفكِّ الحصار الإسرائيلي عن قطاع
غزة.
وبعد ذلك، قام رياض عصمت بتسليم مكرّمي المهرجان دروعاً تذكارية وهم
من سوريا: سلوم حداد، مأمون البني، كاريس بشار، ديانا جبور، سلافة معمار،
وصاحب سينما "الدنيا" في دمشق مأمون سري، بالإضافة إلى الأديبة غادة السمان
التي اعتذرت عن عدم الحضور لأسباب صحية طارئة. ومن مصر كُرِّم الفنانون:
حسن يوسف، وماجدة الصباحي التي قالت "أنا هنا منذ أيام الوحدة بين سوريا
ومصر مع حبي وتقديري للشعبين السوري والمصري. دول همّ ولاد عم"، الأمر الذي
أثار مشاعر كل من كان في قاعة الاحتفال.
كما كرَّم المهرجان المخرج التونسي ناصر الخمير، والمنتج الكويتي محمد
السنعوسي الذي أنتج فيلم "الرسالة" للمخرج الراحل مصطفى العقاد. ومن
إيطاليا، كرَّم المهرجان الممثلة آنا بونايتو، والممثل فابيو تيستي. ومن
روسيا كُرِّم المخرج والمنتج السينمائي فلاديمير مينشوف، الذي يعدُّ أبرز
الأسماء السينمائية التي تشارك في المهرجان. وكان مينشوف حصل على أوسكار
أفضل فيلم أجنبي عن فيلمه "موسكو لا تؤمن بالدموع" الذي أنتج عام 1979
وقامت ببطولته زوجته الفنانة فيرا ألينتوفا. وكذلك، كرَّم المهرجان المخرج
الجورجي أوتار بوسالياني، والممثلة التركية توركان شوراي التي قالت "هذا
التكريم أجمل ما تمَّ تقديمه لي في حياتي".
وتمَّ استعراض لجان تحكيم المهرجان الثلاث وهي لجنة الأفلام الطويلة
يرأسها الروسي فلاديمير مينشوف، وتتضمَّن في عضويتها الباحثة السينمائية
الفرنسية نيكول غويمي، والكاتب الفرنسي جاك فيسي، والممثِّلة الرومانية آنا
ماريا مارينكا والمخرجة الألمانية هيلما ساندرز برامز، والإيطالية آنا
بونايوتو، والمخرجة المصرية ساندرا نشأت، والسينمائي التركي كيريم إيان وهو
المدير الفني لمهرجان اسطنبول السينمائي، بالإضافة إلى الممثلة اللبنانية
ورد الخال والتونسية مفيدة التلاتلي، والسينمائي الجزائري محمد بن قطاف،
والمخرج السوري نجدت أنزور، والكاتب السوري محمود عبد الواحد.
أما لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، فيرأسها المخرج السوري ريمون بطرس،
وتضمُّ في عضويتها الباحث والناقد البلجيكي أوليفييه جيكار، والفرنسية أليس
كروبي، والدنماركية بيرنيلي سكايدرغاد والإيطالية مارتسيا تيديشي. أما لجنة
الأفلام العربية، فيرأسها الممثل والمخرج أسعد فضة، وتضمُّ في عضويتها
الممثلة نادين خوري والمخرج المصري منير راضي، والممثل اللبناني إحسان
صادق، والممثلة المغربية نجاة الوافي والليبية زهرة مصباح.
وفي كواليس الافتتاح، انسحب عدد من الفنانين السوريين والعرب من قاعة
الاحتفال الرئيسية لعدم توافر أماكنهم ومنهم الممثل قصي خولي، والممثلة
المصرية غادة عادل، وزوجها المخرج مجدي الهواري، والممثل السوري سليم صبري
وزوجته الممثلة ثناء دبسي، ورنا أبيض، والمصرية نيللي كريم. أما في قاعة
الاحتفال، فقد وقف الفنان أسعد فضة على الدرج. وقد جلست نسرين طافش على
كرسي خارجي قدمها لها أحد المنظمين. كما لوحظ وجود عدد كبير من الأطفال
الذين حضروا الافتتاح الرسمي مع ذويهم، وهذا يعني أنَّ الجو كان عائلياً،
وأنَّ كلَّ طفل حصل على بطاقة للحضور. في حين بقي عشرات الزملاء الصحافيين
في الخارج لأنهم لم عجزوا عن الحصول على بطاقة.
مجلة أنا زهرة في
10/11/2010
كيف أمضيت هذا الصيف..
فيلم الرمزية الروسية في مهرجان دمشق السينمائي
دمشق-سانا: فاجأ المخرج الروسي أليكسي بوبوجريبسكي جمهور دمشق
السينمائي ليلة أمس الأول بفيلمه الكبير كيف أمضيت هذا الصيف حيث شاهد
جمهور الأوبرا السورية على مدى 124 دقيقة رواية سينمائية عالية المستوى من
خلال كاميرا آخاذة أدارها المخرج الروسي في الجانب المقفر من القطب الجنوبي
ساردا قصة رجلين يعملان في مصلحة الأرصاد الجوية الروسية.
وتناول فيلم بوبوجريبسكي المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان حكاية
كل من شخصية سيرجي أداها الممثل سيرجي بوسكيباليس و شخصية بافل أداها
الممثل جريجوري دوبريجين حيث يشعر سيرجي الذي أمضى عدة سنوات في محطة
للأرصاد الجوية بكآبة وحنين لا يوصف للعودة إلى زوجته وأسرته فيما يبدو
زميله بافل الأصغر سناً أنه يستمتع بوقته في هذه المحطة بما أنها تشكل أولى
مغامراته الفعلية بعد إنجاز الدراسة والتخرج.
وتمضي الحكاية حيث على عكس سيرجي يفضل بافل الشاب تمضية أوقات فراغه
في ممارسة ألعاب الفيديو والاستماع للموسيقا إلى أن يقرر سيرجي ذات يوم
الذهاب في رحلة لصيد السمك متيحاً لبافل إدارة المحطة ريثما يعود ليتلقى
الأخير في فترة غياب سيرجي رسالة مفجعة بواسطة اللاسلكي تعلن عن وفاة زوجة
سيرجي وابنه في حادث وأن سفينة تتجه إلى المحطة لاصطحاب سيرجي.
ويدير المخرج هذه الحكاية ضمن بانوراما بصرية عالية المستوى تاركاً
للمشاهد متابعة مفارقات جوهرية بين جيلين من خلال بطلي الفيلم وذلك عبر
تشريح هادئ ومتوازن للشخصية البطريركية يسترد من خلالها كاتب ومخرج هذا
العرض السينمائي سمات كثيرة من السينما السوفييتية من خلال الاعتماد على
تعبيرية اللقطة واتساع الكوادر المأخوذة على مشهد بحري موصول ببادية ثلجية
سديمية أعطت شاعرية بصرية استثنائية مكنت الصورة من تجاوز اللعي البصري
المجاني نحو رمزية ترك لها مدير التصوير بافل كوستوماروف مجازات إضافية في
حشد عشرات اللقطات القريبة والمتوسطة لوجهي بطلي الفيلم.
واعتمد الفيلم الروسي على حوار الصور من خلال دراما حكائية بسيطة
تعلقت بإخفاء الشاب بافل عن صديقه سيرجي موت كامل أفراد أسرته في حادث مؤلم
مما يدفع هذا الأخير لملاحقة بوليسية لصديقه الشاب تنتهي نهاية تراجيدية
عبر رد بافل على أسلوب زميله المتمرس في الأرصاد وصيد سمك السلمون بتلويث
مؤونته من الطعام بأشعة نووية قاتلة يندم عليها بافل بعد فوات الأوان.
واستطاع (كيف أمضيت هذا الصيف) جذب انتباه جمهور دمشق السينمائي عبر
أناقة بصرية لافتة نجحت في ترميز عالم كامل من العلاقات الجديدة في المجتمع
الروسي من خلال علاقة الأجيال ببعضها البعض وما يتبع ذلك من تشويهات عاطفية
داخلية تدخل جميعها في سوء فهم الأبناء لآبائهم سواء عبر العاطفة الأبوية
المموهة جيداً أو حتى عبر نزق الأبناء واستهتارهم بواجباتهم باعتبار العمل
مجرد تسلية وتزجية وقت فيما يحتفظ الجيل القديم بقيمة العمل وتقديسه
واحتمال مصاعب الحياة وشرورها المتعددة.
وقد استوحى المخرج بوبوغريبسكي فيلمه كيف أمضيت هذا الصيف من مذكرات
ن.ف. باينجن الذي رافق المستكشف الروسي جيورجيو ج. سيدوف في محاولته
المنحوسة للوصول إلى القطب الشمالي في عام 1912 حيث كانت هذه المذكرات
بمثابة النافذة لعقل رجل عالق وسط عالم من الجليد لتكتسب هذه الأرض
الجليدية المقفرة ومن خلال براعة بافل كوستوماروف في التصوير حياة خاصة بها
استثمرها المخرج الروسي في صياغة لغته الشخصية في فن العرض السسينمائي.
يذكر أن فيلم كيف أمضيت هذا الصيف من إنتاج رومان بوريسيفتش تصوير
بافل كوستوماروف موسيقى ديمتري كاتانوف إشراف إنتاج ميخائيل كولودياجني
إنتاج الكسندر كوشاييف تصميم الإنتاج جينادي بوبوف والفيلم عرض في مهرجان
برلين السينمائي 2010 وللمخرج بوبو غريبسكي عدة أعمال سينمائية أهمها أشياء
بسيطة إنتاج 2007 والطرقات المؤدية إلى كوكتبيل إنتاج 2003.
وكالة الأنباء
السورية في
10/11/2010
الفيلم البوسني (على الممر) ..
جرأة عالية في تصوير البنية الاجتماعية الجديدة
دمشق-سانا: استطاع الفيلم البوسني على الممر لمخرجته ياسميلا زبانيتش
لفت أنظار جمهور دمشق السينمائي في القاعة الرئيسة بدار الأوبرا السورية
حيث تميز بجرأة عالية في ملامسة وتصوير البنية الاجتماعية الجديدة في
البوسنة ما بعد فترة الحرب العرقية هناك.
ويعالج الفيلم المشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان
دمشق السينمائي حكاية شاب يعمل في المحطة الأرضية لمطار سراييفو الدولي
وتربطه علاقة حب بالفتاة التي تعمل كمضيفة على متن الخطوط الجوية البوسنية
لنشاهد عبر سرد بصري هادئ تطورات هذه العلاقة بعد محاولة الشابين إنجاب طفل
حيث يتكشف إصابة عمار بالعقم ما يدفع هذا الأخير بعد التقائه صدفة بصديق
قديم من أيام الحرب لتغيير نمط حياته المنفتحة.
وتركز مخرجة الفيلم على تورية بصرية تشرح من خلالها طرفي نزاعين
اجتماعيين في مدينة تشهد نكوصاً إلى التطرف فيما تتبلور قصص حب في جنبات
المكان غارفةً من واقع معقد يعيش تمزقا داخليا بين الالتحاق بركب الحداثة
أو الردة الاجتماعية إلى التطرف.
وتمكن على الممر الفيلم المقدم في مهرجان برلين السينمائي 2010 من
تقديم صورة حيوية عن مدينة سراييفو بمحالها وحوانيتها الفخمة عبر مشهدية
بصرية أنيقة قاربت سينما الواقع من غير اللجوء إلى تنحية القالب المعاصر في
السينما الجديدة التي تتكئ على توصيف بصري للأماكن والوجوه من خلال شغل
ممثلين سينمائيين لعبوا أدوارهم بحرفية عالية مجسدين بطاقة فنية لافتة فن
تجسيد الوقع ومقاربته.
كما نجح الفيلم الذي يعرض للمرة الأولى في دور السينما العربية من
تقديم رؤيا شفافة لعلاقة الرجل بالمرأة كعلاقة نفسية معقدة تحكمها ظروف
كثيرة أهمها الانتماء ومشكلة الهوية وعلاقة الفرد مع مدينته ونظرته إلى
نفسه.
واستطاع الفيلم الضيف أن ينتزع إعجاب المتابعين والمهتمين في أروقة
مهرجان دمشق بعيد خروج الحضور من القاعة الرئيسة للعروض في دار الأوبرا
السورية حيث قالت ساندرا العبد الله مخرجة أفلام وثائقية إن الفيلم البوسني
تمتع بجرأة عالية على صعيد الشكل والمضمون عبر معالجة أنثوية هادئة للصور
والكوادر خصوصاً تلك اللقطات المأخوذة من شباك الطائرة لمقاطع عرضية من
الغيوم فوق مدينة سراييفو إضافةً لمشاهد المدينة الذاخرة بحركة الناس
وذهابهم وإيابهم أمام الكاميرا.
من جهته قال خالد مشموشي ناقد سينمائي إن فيلم على الممر تميز بخبرة
ممثليه ومخرجته عبر أداء متوازن أمام الكاميرا السينمائية ولاسيما في لقطات
الوجه القريبة والمعبرة لفحوى الصراع الداخلي الذي تعيشه شخصيات الفيلم
بشكل كتيم ودون اضطرابات على سطح الوجه مما ضاعف في فاعلية الصورة التي
صاغتها كاتبة ومخرجة الفيلم في نفوس متابعي عرضها السينمائي.
يذكر أن المخرجة ياسميلا زبانيتش مواليد سراييفو عام 1974 خريجة قسم
الإخراج المسرحي والسينمائي في أكاديمية الفنون المسرحية حيث عملت قبل أن
تبدأ مهنتها في صناعة الأفلام بمسرح العرائس وكمهرجة في ورشة عمل لي دي
لونغ لتبدأ بعد ذلك زبانيتش صنع الأفلام في عام 1997 عندما أسست جمعية
الفنانين ديبلوكادا التي قامت عن طريقها بإنتاج وإخراج وكتابة سيناريو
العديد من الأفلام التسجيلية وأفلام الفيديو والأفلام القصيرة أبرزها قصص
عن حقوق الإنسان 2008 مفقود وموجود 2005 حذاء مطاطي أحمر 2000 صنع في
سراييفو 1998.
وكالة الأنباء
السورية في
10/11/2010
حياتنا..
معزوفة سينمائية ايطالية تقدم
صورة فوتوغرافية للمجتمع الايطالي
دمشق-سانا : يقدم فيلم حياتنا للمخرج الايطالي دانييل لوتشي الذي عرض
في الصالة الرئيسية لدار الأسد للثقافة والفنون ضمن برنامج المسابقة
الرسمية للأفلام الروائية الطويلة في مهرجان دمشق السينمائي الثامن عشر
صورة فوتوغرافية للمجتمع الإيطالي من خلال مسيرة حياة عامل بناء من روما
وسعيه وراء جني المال كطريقة وحيدة لتخفيف آلامه بعد فترة حداد.
وتبدأ أحداث الفيلم من منزل زوجين صغيرين يعيشان قصة حب ملتهبة هما
كلاوديو الذي يلعب دوره الممثل الإيطالي إيليو جيرمانو وإيلينا الذي تلعب
دورها الممثلة إيزابيلا راجونيسيه غير أن عالم كلاوديو وإيلينا الجميل
ينهار فجأة بعد وفاة إيلينا وهي تلد طفلهما الثالث ثم يلجأ كلاوديو إلى
إتباع بعض الأساليب الملتوية سعيا لتطوير مستوى حياة أسرته بعد فقدانه
لإيلينا التي كانت بوصلته الأخلاقية.
وبينما يقوم كلاوديو بتنفيذ مشروع لمديره بوركاري يعثر على جثة مهاجر
غير نظامي من رومانيا كان يعمل كحارس أمن في أحد مشاريع بوركاري ولكن من
دون تسجيل اسمه في قيود العمال النظاميين ينتهز كلاوديو هذه الفرصة ليساوم
مديره كي يمنحه مشروعا مستقلا لقاء تستره على اكتشاف جثة العامل.
يبحث كلاوديو بعد ذلك عن يد عاملة رخيصة لتنفيذ مشروعه العمراني الخاص
ويقترض بعض المال من صديقه آري الذي جمع ثروته بطرائق غير مشروعة ثم يستأجر
كلاوديو بعض العمال الأجانب غير النظاميين للعمل في مشروعه لكن افتقارهم
للخبرة يؤدي إلى تأخير تسليم البناء الذي تعهد كلاوديو بإنجازه ضمن فترة
زمنية محددة.
ورغم فشل كلاوديو في تسليم البناء إلا أنه يصمم على تكريس حياته لجمع
المال انتقاما من الحياة فينجح في التغلب على مصاعبه المالية بمساعدة
أقاربه وأقارب زوجته ويبدأ ببناء حياة جديدة على أنقاض حياته السابقة.
ويعبر فيلم حياتنا عن الإحساس بفقدان الهوية حيث يصور الإنسان أثناء
فقدان اتصاله بالواقع ليحل المال محل العلاقة والأيديولوجية الإنسانية وذلك
من خلال التركيز على المواقف الإنسانية وإبراز مشاعر الشخصيات تجاه هذه
المواقف.
وتسير أحداث الفيلم بشكل يقترب من التوثيق من خلال قصص متداخلة
لشخصيات العمل تظهر براعة المخرج في توظيف الممثلين الثانويين لتقديم
معزوفته السينمائية في بناء درامي إنساني.
وكان من الواضح تركيز المخرج في هذا الفيلم على صناعة دراما تعكس لمحة
من تطور الحياة الاجتماعية في إيطاليا خلال السنوات الأخيرة وخاصة في المدن
الكبرى مثل روما وتأثير ذلك على البلدات الصغيرة التي تقع في ضواحيها.
ولجأ المخرج لوتشي إلى التقاط التفاصيل الصغيرة في المشهد السينمائي
والتركيز عليها ليجعلها مرآة للمشاعر والأحاسيس المفعمة التي أغنت الفيلم
ورفعت من واقعية الصورة السينمائية.
يذكر أن دانييل لوتشي كاتب سيناريو ومخرج وممثل ولد في روما بدأ مهنته
بالعمل كمساعد للمخرج ناني موريتي حمل أول فيلم من إخراج لوشيتي عنوان
داموني اكوندا ونال عنه جائزة ديفيد دي دوناتيلو كأفضل أول فيلم بالإضافة
إلى عرضه في مهرجان كان السينمائي 1988 وفي عام 1991 سجل فيلمه إل
بورتابوزي نجاحا عالميا وقد حصد الفيلم أربعا من جوائز ديفيد دي دوناتيلو.
أما فيلم "حياتنا" الذي صدر عام 2010 فقد كان بين الأفلام المنافسة
على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي لهذا العام.
وكالة الأنباء
السورية في
10/11/2010
تظاهرة إمير كوستاريتسا ضمن مهرجان دمشق
السينمائي...
سينما الفرادة والتنوع
دمشق-سانا : بعد أن حل المخرج العالمي الصربي إمير كوستاريتسا ضيفاً
مكرماً على مهرجان دمشق السينمائي الماضي، تقوم إدارة المهرجان بتخصيص
تظاهرة لأفلامه في الدورة الحالية، بحيث تشمل هذه التظاهرة كافة أفلام
كوستاريتسا التي أنجزها عبر تجربة سينمائية تمتد لثلاثين عاماً وهي تسعة
أفلام بدءاً بـ "هل أحد منكم يذكر دوللي بيل" 1981 وانتهاءً بـ "مارادونا
2008 ومروراً بـ "عندما يذهب أبي في مهمة عمل 1985 و"زمن الغجر" 1988 و"حلم
أريزونا" 1993 و"تحت الأرض" 1995 و"قط أبيض قط أسود" 1998 و"الحياة معجزة"
عام 2003 و" عدني بهذا" 2007.
وتعتبر هذه التظاهرة التي يقيمها مهرجان دمشق السينمائي من أهم
التظاهرات لأنها تعرض لأول مرة عدداً من الشرائط السينمائية غير المتوفرة
بالترجمة العربية لكوستوريتسا وتعرف الجمهور على تجربة سينمائية عالمية
استثنائية استطاعت أن تحقق حضورا فذاً في المحافل العالمية ولم تستطع
إغراءات هوليوود والسينما الأمريكية أن تذوبها في إطارها، حيث ان تجربة
كوستاريتسا المتفردة جعلت منه ظاهرة سينمائية ملفتة للنظر عبر العالم حيث
لم يسبق أن أنتج فيلماً واحداً إلا وحقق أهم جوائز مهرجانات العالم مع
العلم أنه المخرج العالمي الوحيد الذي نال السعفة الذهبية في مهرجان كان
السينمائي مرتين عن "حينما يذهب والدي للعمل" و"تحت الأرض" وجائزة أفضل
مخرج عن فيلمه "زمان الغجر" كما حاز على جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين
السينمائي عن فيلمه "حلم أريزونا" وحصل على الأسد الفضي كأفضل مخرج من
مهرجان فينيسيا السينمائي عن فيلم "قط أسود قط أبيض".
تتميز أفلام كوستاريتسا عامة بهوية بصرية وصوتية واحدة بحيث يستطيع
إيصال حسه الفني ورؤيته الاستثنائية لكل تفاصيل الحياة من خلال الفيلم
لكونه مخرجاً وكاتبا وموسيقيا يقدم عمله متكاملاً على جميع الصعد، ويكون
بيئاته الفنية انطلاقاً من تجربته الحياتية في ريف يوغسلافيا، حيث يركز
دائماً على الحياة الريفية والانبهار الريفي بالمدنية، وسحرية الرؤءية
الطفولية لكل ما هو مذهل، بالإضافة إلى الرسالة السياسية التي يكررها في كل
أفلامه من خلال رفضه لتجزئة وطنه يوغسلافيا ووقوفه ضد التفرقة الطائفية
والإثنية وإصراره على الحفاظ على اليسار بصيغته النظيفة وهذا ما أبرزه في
فيلمي تحت الأرض والحياة معجزة.
تبدأ الصور عند كوستاريتسا بشكل دائم منطلقة من شبه فراغ لتكون كل
ديكورات وراكورات الفيلم معتمدة على صناعة أبطاله حيث يركز دائماً على
الإبداع الذاتي لدى الأبطال في خلق المكان والآلة والديكور وهذا ما يظهر
جلياً في فيلم عدني بهذا وقط أبيض قط أسود وعندما يذهب أبي في مهمة عمل حيث
يصور الإبداع الريفي في تكوين البيئة وشدة انتماء كل تفاصيل الحياة إلى
البيئة، وتتجلى هذه الحالة أيضاً في الأفلام المدنية مثل تحت الأرض.
يركز كوستاريتسا على الحيوانات وخاصة الطيور كأبطال أساسيين في أفلامه
ويوظفها بأساليب تبدو أحياناً سحرية في الفيلم فمن الغوريلا في تحت الأرض
إلى البقرة في عدني بهذا إلى الإوز في قط أبيض قط اسود.
يعتبر كوستاريتسا من عباقرة الكوميديا بلونيها الأبيض والأسود فالجو
العام الكوميدي يسيطر حتى على أكبر المآسي التي يستعرضها محققا جاذبية
مذهلة للصورة معتمداً أيضاً على الموسيقا المحلية والغجرية التي يستخدمها
دائماً والتي أسس لأجلها فرقة "أوركسترا عدم التدخين" التي تجوب العالم
حالياً بموسيقاها.
جذب كوستاريتسا إلى أفلامه أسماء سينمائية عالمية كبيرة حيث لعب النجم
العالمي جوني ديب بطولة فيلم "حلم أريزونا" وسيلعب حالياً بطولة فيلم جديد
له كما يستعد كوستاريتسا لتصوير فيلمه الجديد "ماء دافئ" الذي يتناول
معاناة الشعب الفلسطيني منطلقاً من دعمه لهذه القضية ووقوفه إلى جانب حقوق
العرب.
خلال زيارته العام الماضي لدمشق قال.. هذه المدينة الوحيدة التي أجد
فيها نفسي مرتاحاً حيث بإمكاني التجوال بحرية صحيح أنني لم أكن مخدوعاً
بالألاعيب السياسية التي تروى عن المنطقة قبل مجيئي، ولكنني أيضاً لم أتوقع
هذا التطور الحضاري لسورية وأهلها.
وكالة الأنباء
السورية في
09/11/2010
عرض «عقارب الساعة».. وآل خليفة يرأس الوفد
مشاركة قطرية في مهرجان دمشق السينمائي
دمشق - العرب
انطلقت في دار الأسد للثقافة والفنون فعاليات مهرجان دمشق السينمائي
الدولي الثامن عشر، بمشاركة 222 فيلماً وحضور أكثر من 160 سينمائياً عربياً
وعالمياً من 46 دولة عربية وأجنبية.
قدمت حفل الافتتاح فرقة «إنانا» للرقص المسرحي بعرض مسرحي مازجت من
خلاله بـ (كوكتيل) سينمائي -كما سمت العرض- وحسب تصريحات مدير الفرقة جهاد
مفلح أعادت فيه إلى الذاكرة صورة أشهر الأفلام العالمية، فاستعرضت من وقائع
هذه الأفلام: (صعود المطر، بيت الخناجر الطائرة، الرقص مع الذئاب، صلاح
الدين، وصولاً إلى فيلم تايتنك، بخاتمة جديدة ومبتكرة، تشير بشكل واضح إلى
الهجوم الذي تعرض له أسطول الحرية الذي كان متوجهاً إلى غزة عبر مجموعة من
اللوحات الغنائية الراقصة).
وتشارك دولة قطر لأول مرة في المهرجان بوفد كبير يرأسه الأمين العام
لوزارة الثقافة والفنون والتراث مبارك بن ناصر آل خليفة وبالفيلم الروائي
«عقارب الساعة» وهو من تأليف وإخراج خليفة المريخي، وبطولة علي حسن،
والشاعر علي محمود ميرزا.
وحول المشاركة القطرية في المهرجان أشار الأمين العام إلى أن الحضور
القطري في المهرجان ما هو إلا استمرار لتوطيد العلاقات السورية والقطرية
على مختلف الأصعدة، فضلاً عن أن المشاركة القطرية ستكون من خلال الفيلم
الروائي «عقارب الساعة» الذي يعكس اهتمام وزارة الثقافة ودعمها لهذا الفن،
وهو تجربة جديرة بالمشاهدة، لكونه أول فيلم روائي بعد سلسلة من الأفلام
الوثائقية والتسجيلية، ونحن بهذا الفيلم نبدأ من حيث انتهى الآخرون.
وعن حفل الافتتاح، أشار الأمين العام إلى التنظيم والأناقة التي تميز
بها، والحضور الكثيف الذي يضم نخبة النخبة من الكتاب والفنانين
والسينمائيين على وجه الخصوص، والمهرجان يعكس الوجه الحضاري والثقافي الذي
تتمتع به سوريا، لافتاً إلى أن تكريم الفنانين ما هو إلا تكريم للفن بشكل
عام ولضيوف المهرجان بشكل خاص.
وكان مدير المهرجان محمد الأحمد قد ألقى كلمة أشار فيها إلى أنه مع كل
دورة جديدة يُطرح السؤال القديم الجديد: ما أهمية حدث كهذا؟ ويجيب: يُخطئ
من يظن أن وظيفته فقط تسويق الإنتاج السينمائي وتشجيعه، وإنما مهمته إعلان
قيم الحق والخير والجمال، وتقديم المتعة الروحية والتواصل بين البشر، ثم
أعلن وزير الثقافة السوري رياض عصمت عن افتتاح المهرجان، والذي ابتدأ
بتكريم العديد من النجوم من مختلف أنحاء الوطن العربي (سلاف معمار، كاريس
بشار، المخرج مأمون البني، القعقاع بن عمرو التميمي (سلوم حداد) وغيرهم..
ومن ثم تمّ إعلان أسماء لجان التحكيم، وهي للأفلام القصيرة، ويرأسها المخرج
السوري ريمون بطرس، في حين يرأس لجنة تحكيم جائزة الأفلام العربية الفنان
السوري أسعد فضة، ويُشارك فيها أيضاً الفنانة نادين، وإحسان صادق من لبنان،
والمخرج منير راضي من مصر، ويرأس لجنة الأفلام الروائية الطويلة المخرج
الروسي (فلادميير ميشوف) الذي كان له نصيب من التكريم أيضاً، وهو صاحب فيلم
«موسكو لا تعرف الدموع». ولوحظ في أعضاء هذه اللجنة غلبة العنصر النسائي،
وهن سبع نساء مقابل ثلاثة رجال.
وجاء التكريم لافتاً هذه السنة، ولاسيَّما للمجيء بفنانين من عزلتهم،
أو بآخرين قد غابوا في النسيان، ففي تكريم المبدعين العرب حضر الفنان حسن
يوسف، والفنانة ماجدة الصباحي صاحبة فيلم «جميلة بوحيرد» والكاتبة غادة
السمان. ثم عرض الفيلم التركي «العسل» الحاصل على جائزة الدب الذهبي في
مهرجان برلين السينمائي 2010.
ويتضمن المهرجان الذي يستمر حتى الثالث عشر من الشهر الجاري 14 تظاهرة
سينمائية أبرزها تظاهرة السينما التركية باعتبارها ضيفة شرف المهرجان.
العرب القطرية في
10/11/2010
قطر تشارك في مهرجان دمشق السينمائي الدولي
دمشق - الراية :
انطلقت في دار الأسد للثقافة والفنون فعاليات مهرجان دمشق السينمائي
الدولي الثامن عشر، بمشاركة 222 فيلماً وحضور أكثر من 160 سينمائياً عربياً
وعالمياً من 46 دولة عربية وأجنبية.
قدمت حفل الافتتاح فرقة إنانا للرقص المسرحي بعرض مسرحي مازجت من
خلاله بـ (كوكتيل) سينمائي -كما سمت العرض- وحسب تصريحات مدير الفرقة جهاد
مفلح أعادت فيه إلى الذاكرة صورة أشهر الأفلام العالمية، فاستعرضت من وقائع
هذه الأفلام: (صعود المطر، بيت الخناجر الطائرة، الرقص مع الذئاب، صلاح
الدين،وصولاً إلى فيلم تايتنك، بخاتمة جديدة ومبتكرة، تشير بشكل واضح إلى
الهجوم الذي تعرض له أسطول الحرية الذي كان متوجهاً إلى غزة عبر مجموعة من
اللوحات الغنائية الراقصة.
وتشارك دولة قطر لأول مرة في المهرجان بوفد كبير يرأسه الأمين العام
للتراث والثقافة والفنون الشيخ مبارك بن ناصر آل خليفة وبالفيلم الروائي
(عقارب الساعة) وهو من تأليف وإخراج خليفة المريخي، وبطولة علي حسن،
والشاعر علي محمود ميرزا، وحول المشاركة القطرية في المهرجان أشار الأمين
العام إلى أن الحضور القطري في المهرجان ما هو إلا استمرار لتوطيد العلاقات
السورية والقطرية على مختلف الصعد، فضلاً عن أن المشاركة القطرية ستكون من
خلال الفيلم الروائي (عقارب الساعة) ورغم أنه محاولة خجولة إلا أنه يعكس
اهتمام وزارة الثقافة ودعمها لهذا الفن، وهو تجربة جديرة بالمشاهدة، كونه
أول فيلم روائي بعد سلسلة من الأفلام الوثائقية والتسجيلية، ونحن بهذا
الفيلم نبدأ من حيث انتهى الآخرون. وعن حفل الافتتاح، أشار الأمين العام
إلى الأناقة التي تميز بها، والحضور الكثيف الذي يضم نخبة النخبة من الكتاب
والفنانين، والسينمائيين على وجه الخصوص، والمهرجان يعكس الوجه الحضاري
والثقافي الذي تتمتع به سورية، لافتاً إلى أن تكريم الفنانين ما هو إلا
تكريم للفن بشكل عام ولضيوف المهرجان بشكل خاص .
وكان مدير المهرجان محمد الأحمد قد ألقى كلمة أشار فيها أنه مع كل
دورة جديدة يُطرح السؤال القديم الجديد، ما أهمية حدث كهذا؟ ويجيب: يُخطئ
من يظن أن وظيفته فقط تسويق الإنتاج السينمائي وتشجيعه، وإنما مهمته إعلان
قيم الحق والخير والجمال، وتقديم المتعة الروحية، والتواصل بين البشر، ثم
أعلن وزير الثقافة السوري رياض عصمت عن افتتاح المهرجان، والذي ابتدأ
بتكريم العديد من النجوم من مختلف أتحاء الوطن العربي،( سلاف معمار، كاريس
بشار، المخرج مأمون البني، القعقاع بن عمرو التميمي (سلوم حداد)، وغيرهم...
ومن ثم تمّ إعلان أسماء لجان التحكيم، وهي للأفلام القصيرة، ويرأسها المخرج
السوري ريمون بطرس، في حين يرأس لجنة تحكيم جائزة الأفلام العربية الفنان
السوري أسعد فضة، ويُشارك فيها أيضاً الفنانة نادين، وإحسان صادق من لبنان،
والمخرج منير راضي من مصر، ويرأس لجنة الأفلام الروائية الطويلة المخرج
الروسي) فلادميير ميشوف)،الذي كان له نصيب من التكريم أيضاً، وهو صاحب فيلم
(موسكو لا تعرف الدموع) .
ولوحظ في أعضاء هذه اللجنة غلبة العنصر النسائي، وهن سبع نساء مقابل
ثلاثة رجال .
وجاء التكريم لافتاً هذه السنة، ولاسيما لجهة المجيء بفنانين من
عزلتهم، أو بآخرين قد غابوا في النسيان، ففي تكريم المبدعين العرب حضر
الفنان حسن يوسف، والفنانة ماجدة الصباحي صاحبة فيلم (جميلة بوحيرد)
والكاتبة غادة السمان.
ثم عرض الفيلم التركي " العسل" الحاصل على جائزة الدب الذهبي في
مهرجان برلين السينمائي 2010.
ويتضمن المهرجان الذي يستمر حتى الثالث عشر من الشهر الجاري 14 تظاهرة
سينمائية أبرزها تظاهرة السينما التركية باعتبارها ضيفة شرف المهرجان.
الراية القطرية في
10/11/2010 |