حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم (أوسكار) ـ 2010

قضية اغتصاب تنتهي بتدمير المغتصب وحرقه

هل يحصل أفاتار على الأوسكار؟

بقلم: محمد الحمامصي

فيلم كندي خيالي يحقق إيرادات خيالية ويستحق على الأقل جائزة أفضل مخرج أو أفضل تأثيرات بصرية.

إيرادات خيالية حققها الفيلم الكندي "أفاتار"، ربما تتجاوز المليارين خلال الأيام القادمة، هو فيلم ممتع، رؤيته إنسانية أصيلة بامتياز، استطاعت أن تخاطب العقل والوجدان الإنسانيين في مختلف اللغات والثقافات والحضارات، فهو يحكي قصة شعب آمن، شعب حياته جزء لا يتجزأ من نسيج الطبيعة الجميلة في فطرتها الأولى، إن لم يكن هو الطبيعة، يتم التخطيط لاستلاب ثروته التي لا يعرف عنها شيئا، فإما أن يغادر وطنه أو تتم إبادته، تستنسخ أجساد "أفاتار" تسيطر عليها أشخاص داخل كبسولات في السفينة الفضائية، هؤلاء "الافاتار" شبيهون بسكان المكان الأصليين، ويطلقون ليخترقون ويصورون حركة الحياة وتفاصيل المكان.

في رحلة الاستكشاف الأولى يضطر جاك سولي إلى البقاء، وهناك يلتقي بفتاة من أهل هذا الوطن الذي يدعى "باندورا"، وسرعان ما يكتسب ثقتهم بعد أن يثبت لهم أنه واحد منهم، وتتطور الأحداث وتضرب "باندورا" رغم محاولات جاك منع ذلك، لكن جبروت الجنرال ميلز كوارتش وطمعه يفجر الحرب، ويبدأ في تدمير الطبيعة الحية المتمثلة في أهل باندورا وشجرها وجبالها.

إن الأفكار التي اشتغلت عليها قصة الفيلم ليست جديدة على السينما العالمية، فكرة التحول المفاجئ أو حتى التدريجي من الجانب الشرير إلى الجانب الخيّر، دفعا عن حق أصيل لدى الجانب الخيّر، أظنه ليس جديدا، أيضا عملية الاستنساخ عبر الهندسة الوراثية أو ما شابه، وتحكم التقنية التكنولوجية في حركة النسخة من خلال السيطرة على دماغ الأصل، وجدت في أفلام كثيرة وإن لم تكن بالعمق الموجود هنا.

"أفاتار" قضية اغتصاب بالدرجة الأولى، انتهت بتدمير المغتصب وحرقه، وأيا كانت الخسائر لكن الفيلم ينتهي بانتصار أهل الأرض التي أريد اغتصابها.

كل ما سبق لا يعد ـ من وجهة نظري ـ السبب الأصيل وراء هذا الإقبال الأسطوري للجماهير في مختلف أنحاء العالم على الفيلم، وإنما السبب الأصيل هو العطش الذي يجتاح الإنسانية إلى العدالة، إلى الانحياز إلى العدالة، العدالة بدورها التي تنحاز إلى جوهر الخير والحب والجمال.

هذا يكشف ماسأة الإنسان في ظل عالم شهد ويشهد جرائم في حقه وحق الطبيعة والحياة لا تغتفر، جرائم تعمد إلى تدمير الوجود الإنساني الأصيل، ولا يقصد بهذه الجرائم آلات الحرب التي تعمل هنا وهناك، ولكن أيضا التجارب التي تجرى هنا وهناك وتخرب الطبيعة والإنسان، فضلا عن جرائم سرقة ثروات ومصائر الآخرين بالدس والتآمر والاحتيال والقمع والاستبداد.

لقد قتل العلم في الفيلم والمتمثل في الدكتورة غريس اوغستين الباحثة التي تسعى لمعرفة عناصر هذا المكان، قُتل بآلة أهله المدمرة، وحاولت الطبيعة الخيّرة إنقاذه، لكنه أسلم الروح، ولذلك دلالة واضحة أن عقلية آلة الحرب تفرض سيطرتها، وأن سيطرتها لن تجلب إلا الخراب.

التقنيات الرقمية التي صنعت الفيلم بمشاركتها في بلورة رؤيته، وإضافة أبعاد أساسية على فكرته من خلال التأثيرات البصرية، والتي ينتظر في ضوء عبقرية ما قدمته، أن تستولي مستقبلا على صناعة السينما لتصبح رقم واحد، أهم ما يميز هذه التقنيات أنها خدمت إنسانية الفكرة من خلال الأسطورية التي جمعت بين الكائن الحي والطبيعة بكل مفرداتها الحية الخلابة، كما أنها أطفأت وحشية العنف التي يرفض المتفرج مشاهدتها، وأبقت على الحق في الدفاع عن الأرض والوطن والأهل، عن الحب والجمال.

جهد جبار بذله المخرج وكاتب ومنتج ومونتير الفيلم "جيمس كاميرون"، لكن هل يستحق الفيلم الحصول على الأوسكار كأفضل فيلم؟ بالطبع لم أر الأفلام المنافسة، ولكن على الأقل يستحق الفيلم أن يحصل على جائزة أفضل مخرج سينمائي أو أفضل تأثيرات بصرية، أو أفضل استخدام للتقنيات الرقمية الحديثة.

ميدل إيست أنلاين في

06/03/2010

 

ثقافات / سينما

ممثلون حازوا على الأوسكار لتأديتهم دور المدمن

إعداد عبدالاله مجيد 

هذه الليلة ستعلن اكاديمية الفنون والعلوم السينمائية الاميركية أسماء الأفلام والممثلين والمخرجين الفائزة بجوائز الأوسكار 2010. ومن بين الترشيحات اسم الممثل الأمريكي جيف بريجز لدوره مغن مدمن على الكحول في فيلم "قلب مجنون". وبما أن الأكاديمية يرتبط اسمها بجائزة الاوسكار تعشق السكارى والمدمنين فيبدو ان جيف بريجز مرشح للانضمام الى هذا الرهط وبالتالي الفوز بالأوسكار. أدناه بعض من مدمني هولييود الذين ترشحوا للأوسكار؛ بعضهم دخل الأوسكار في تاريخهم، والآخر بقيوا مجرد مرشحين.

مدمنو الأوسكار

"أُصبتَ بالعوق الكامل يا رجل. لا تتمادى الى حد العوق الكامل ابدا". بهذه الكلمات انهال كيرك لازاروس نجم "اوبر ميثود" معنفا الطامح في النجومية تاغ سبيدمان. الفيلم هو "رعد استوائي"، وابطاله الحقيقيون روبرت داوني الابن وبن ستيلر، واثارت مفردة العوق الكثير من الاعتراضات التي ابداها اناس حساسون، ذوو مقاصد طيبة. ولكن للقضية وجاهتها رغم ذلك. فالقيام بدور معوق عقليا و/أو جسديا يكون طُعما من المحتم ان يستدرج اليه جائزة، ولكن القيام بمثل هذا الدور الى حد الشبه الكبير بالواقع ليس من شأنه إلا ان يُشعر الجمهور بعدم الارتياح. ومن حقائق الدنيا التي تثير الأسى ان غالبية الأشخاص المصابين بمثل هذه العاهات اياً تكن خصالهم ومواهبهم المتميزة، ليسوا بلطف ريموند بابيت الذي يقوم بدوره داستن هوفمان في فيلم "رجل المطر" أو سام داوسن الذي يقوم بدوره شون بين في فيلم "أنا سام".

تصح حكمة مماثلة حين يتعلق الأمر بتمثيل السكارى و/أو المدمنين على المخدرات. ومن المرجح تماما ان يفوز جيف بريجز باوسكار احسن ممثل هذا العام لتمثيله دور المغني الأميركي السكير باد بليك في فيلم "القلب المجنون". ويصف الناقد غلين كيني أداء بريجز بالبسالة والجرأة. فالسكير الذي يقوم بريجز بدوره يتقيأ احشاءه أكثر من مرة. ولكن رغم هذا المجهود الشجاع فان تمثيله دور السكير لا يُشعر المتفرج بأنه في غرفة واحدة مع عربيد بائس مقرف يعط برائحة الكحول، إلا إذا كان الفيلم يُعرَض في دار سينما تقدم البيرة خلال العرض. ويرى الناقد كيني ضرورة ان يكون هناك شيء ما يعجب الجمهور، بقايا انسانية مهشمة يتشبث بها ويعلق عليها أمله الأخير. والممثل الذي يستطيع الوصول الى التوازن بين هذا وذاك تكون لديه فرصة طيبة للترشح إن لم يكن الفوز فعلا بالاوسكار. صحيح ان ذلك ليس بالأمر المؤكد كما هو دور المعوق بنسبة 75 في المئة. فان مارتن كيتون في فيلم "نظيف وصاح" وميكي رورك في فيلم "بارفلاي" يقومان بدور سكير لا يكسب ود الاوسكار. ولكن البحث في هذا الموضوع قد يكون مسليا أكثر شريطة ان يكون الباحث بمستوى المهمة. النماذج التالية تقدم مرشحين للاوسكار قاموا بدور السكير في اعمال لن تُنسى.

راي ميلاند بدور دون بيرنام في فيلم "ذي لوست ويك ايند" (عطلة نهاية الاسبوع الضائعة)، اخراج بيلي وايلدر عام 1945، فاز باوسكار أفضل ممثل

كان السينمائي بيل وايلدر ذو اللسان السليط، لا يخفي احتقاره للمدمنين فسمى بيتر لور حثالة (في كتاب المقابلات التي اجراها كاميرون كرو مع وايلدر) وقال لتوني كيرتس في ساعة حزنه ان موت ابنه بسبب المخدرات كان نتيجة مباشرة لمثال كيرتس البغيض الذي كان يسيء معاملة ابنه، وهكذا. لذا يكون من المنطقي ان يأتي تصويره مدمنا يتماثل الى الشفاء لكنه يسقط من عربة على نحو مشهدي للغاية تصويرا رصينا قاسيا بعيدا عن العاطفة. وبالتالي وقعت على عاتق راي ميلاند مهمة ان يثير تعاطفنا مع السكير المنكود في معاناته خلال عطلة نهاية الاسبوع التي ترد في عنوان الفيلم. وتقدِّم عجرفة ميلاند التي تكاد تكون غريزية عنده، صورة زائفة بعض الشيء: في البداية يشعر الجمهور بخفة ان دون ينال جزاء ما اقترفه بحق نفسه. ولكن معاناته ممضة ويأسه مرير حتى ان المشاهد يدرك بعد ندم ان مصائب دون لا يتمناها احد حتى لعدوه.

ما زال أداء ميلاند يدخل في عداد الأدوار الكلاسيكية الرائعة على النقيض من المؤثرات الخاصة بالوطواط الذي يتراءى له اثناء علاجه من الادمان. كما أدخل الفيلم استعارات وتوريات في لغة السينمائيين. وعندما تسلم ميلاند تمثال الاوسكار عن عمله قال عريف الحفل بوب هوب: "فوجئتُ بتقديم التمثال اليه، كنتُ أحسب انهم سيخفونه في الثريا"، في اشارة الى بحث السكير عن قنينة الكحول في أغرب الأمكنة الممكنة.

كتب الناقد السينمائي المعروف والمدمن المنحوس جيمس ايجي عبارة اشتهر بها عندما سطرها في خربشات غير مفهومة ليقول، هذا ما تفعله الخمرة بالرأس.

جيمس ستيوارت بدور ايلوود بي. داود في فيلم "هارفي" (عام 1950، اخراج هنري كوستر)، رشح لاوكسار افضل ممثل.

هنا ندخل عالم السكير المحبوب، وان كان يختلف اختلافا طفيفا عن السكير اللطيف (والكفء على نحو مدهش) مجسَّدا بشخصية السيد باول في فيلم "الرجل النحيف". حتى اسم الشخصية التي يمثلها جيمس ستيوارت وهو ايلوود بي. داود، اسم محبب، لا سيما لدى الاستماع الى صوته ينساب من مخارج الناطق به، ويكون موسيقيا أكثر إذا كان الناطق تناول كأسا أو اثنين. ويظهر داو في الفيلم وقد تناول بضعة كؤوس على الدوام، وكلما زادت الكؤوس بدا رفيقه الخيالي، وهو ارنب طوله ستة اقدام اسمه هارفي، حقيقيا أكثر. وبحسب داو فان هارفي مخلوق اسطوري. أما لماذا يعود الى الظهور في اوهايو بعد الحرب فهذا لغز لا يمكن فك طلاسمه. ولكن هارفي أخاف عمة ايلوود الصاعدة اجتماعيا والتي تعيش معه حتى باتت تظن انه حقيقي فينتهي بها المآل في مستشفى الأمراض العقلية الذي حاولت إدخال ايلوود اليه. وهذه مفارقة طريفة أبدع الفيلم في عرضها سينمائيا.

سكير ستيوارت دمث، خفيف الظل، طيب القلب، ينضح بحكمة السكارى، من قبيل قوله "طيلة سنوات كنتُ حكيما لكني أُوصي باللطف ويمكنكم اقتباسي في ذلك". ومن بين جميع السكارى المرشحين للاوسكار يبدو السيد داو السكير الذي سيتضح كونه مملا في المواقف الحياتية الحقيقية. فما المثير في وجود أرنب عملاق في مغارة هذا السكير؟

همفري بوغارت بدور تشارلي اولنت في فيلم "الملكة الأفريقية" (1951، من اخراج جون هوستن)/ فائز باوسكار افضل ممثل

تروي بطلة الفيلم كاثرين هبرن في مذكراتها ان الموقع الرئيسي لتصوير مشاهد الفيلم في افريقيا تسبب في مرض الجميع من ممثلين وطاقم المصورين وغيرهم مرضا شديدا إلا بوغارت والمخرج هوستن، اللذين كانا مخمورين باستمرار بحيث ما كان التهاب أو جرثومة انتهازية لتتمكن من النفاذ الى جسميهما. وعلى غرار ريك بلين في فيلم "كازابلانكا" فان الشخصية التي يقوم بوغارت بدورها في الملكة الأفريقية يمكن ان تعكس بمصداقية مهنته سكيرا وفي الوقت نفسه قبطان مركب يهب لنجدة مبشرة متزمتة (هبرن) بعد ان يحرق الالمان قريتها في شرق افريقيا مع بدء استعار الحرب العالمية الأولى. وهكذا يمضيان الى حتفهمها المحتوم على يد الالمان، كما يظنان، في زورق يمنح الفيلم اسمه. القبطان يحتسي الخمر وهي تستهجن عادته فيختصمان ويقعان في غرام احدهما الآخر، وتتضرع الى الله ان ينقذهما. وإذا كان بوغارت مخمورا بحق طيلة تصوير الفيلم فانه كان مدمنا وظيفيا خارقا. ان دون السكير البائس الضعيف يقف على طرفي نقيض مع ظاهر ادواره الأخرى التي كان معروفا باتقانها.

فرانك سيناترا، "الرجل ذو الذراع ذهبية" (1955، من اخراج اوتو بريمنغر)، مرشح لاوسكار افضل ممثل

صنع بريمنغر الذي مر وقت كان لا يبارح فيه الستوديو، سمعته كسينمائي بخرق قواعد الانتاج الطهرانية عند كل منعطف تقريبا. وبعد ان فضح شرطة هوليود المحافظة بدفع ممثليه الى قول مفردات مثل "عذراء" في فيلم "القمر ازرق" الذي اخرجه عام 1953، تناول رواية نلسن الغرين العنيفة التي تدور احداثها في شيكاغو حول مدمن ميئوس تقريبا من علاجه لتكون مادة عمله الاستفزازي التالي. ولسوء الحظ ان ميزانية الفيلم التي جُمعت من مستثمرين افراد، لم تحقق قيمة كبيرة على مستوى الانتاج. فعمد بريمنغر بدلا من التصوير في مواقع الأحداث، الى استخدام بدائل رخيصة. ولكن ايمان ممثليه أنقذ الوضع. وتولت عينا سيناترا الحزينة ونحافته الاسطورية تجسيد شخصية السكير فرانكي ماشين الذي نهش الادمان جسده الذاوي. ويظهر دارين ماكغافن رفيقه القبيح في لعبة البوكر، قمامة متنقلة، وتقوم كيم نوفاك بدور الفتاة الطيبة ذات المشاعر المتعاطفة بحرارة في حين يمثل ارنولد ستانغ الانحطاط بأبشع صوره. انها خلطة عظيمة ولكن سيناترا الأبرع بينهم بتقديم أداء ينكر فيه ذاته ولكي يقوم بذلك كان عليه ان يغرق في بحر من كره الذات. (أُعطي سيناترا هذا الدور بعد فترة قصيرة على ظهوره في فيلم "من هنا حتى الأبد"). وكان سيناترا سيجد صعوبة متزايدة في العودة الى ذلك الدرك في ادوار اخرى بعد صعود نجمه الجديد باستمرار.

جاك ليمون ولي ريميك، "ايام النبيذ والورود" (1962، من اخراج بليك ادواردز/رشح لاوسكار افضل ممثل وممثلة)

من أشد السمات تأثيرا في هذا الفيلم الذي ما زال يحتفظ بقوته، روعة تمثيل البطل والبطلة على الضد من النمط السائد. نعم قامت لي ريميك بدور الفتاة الشريرة مرتين أو اكثر في مرحلة مبكرة من حياتها الفنية (انظر تحولها في فيلم "تشريح الجريمة" من اخراج بريمنغر على سبيل المثال). ولكن هذه الأدوار كانت بحد ذاتها شكلا من اشكال التمثيل ضد التوظيف المبتذل لجمالها. ولكن جمالها يُستخدم في هذا الفيلم لايصال رسالة مؤداها انه حتى هذا النوع من الجمال الاميركي الخالص ليس بمنأى عن آفة الخمر المدمرة. اما جاك ليمون فان سجيته الطيبة تضاعف من هول انهياره متعدد الأبعاد والمرات. وأخيرا فان التناغم بين الاثنين يتكفل بايصال ما تريد ان تقوله المأساة النهائية لقصة هذين السكيرين: بقدر ما يتوق الجمهور الى رؤيتهما معا وبقدر ما يتحرق احدهما شوقا للآخر فان ادمانهما حكم بأن تكون علاقتهما رابطة مسمومة لا تقوم لها قائمة. انها قصة فيها عبرة بلا أدنى ريب وما كانت لتُروى بالقوة والفاعلية نفسها مع اي ممثلين آخرين غير ليمون وريميك.

اليزابيث تايلور، "من يخاف فرجينيا وولف؟" (1966، من اخراج مايك نيكولس/فازت باوسكار افضل ممثلة)

باديء ذي بدء كان هذا هو الفيلم الذي اعلنت فيه اليزابيث تايلور انها ما زالت قادرة على تمثيل أدوار كبيرة. حققت تايلور حققت النجومية طفلة وعرفناها حسناء في سن المراهقة (قدمت أكثر من اداء ذي مصداقية في حياتها المبكرة، كما في "مكان في الشمس" مثلا)، لكنها كانت وقتذاك تتعرض الى كثير من الذم في عالم النميمة لا بسبب زواجها من الفنان الويلزي الكبير ريتشارد برتون فحسب بل ولكونها، على ما يبدو، أقل موهبة منه ايضا.

....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... .......

....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... ....... .......

نيكولاس كيج، "مغادرة لاس فيغاس" (1995، من اخراج مايك فيغيس)/ فائز باوسكار افضل ممثل

هذا فيلم غريب من نواحي متعددة. فهو بوصفه عملا فنيا يروُّج الكثير من الأساطير المؤذية، منها الاسطورة المتعلقة بجوهر قلوب العاهرات في لاس فيغاس، ومنها اسطورة النبل المتأصل و/أو نزاهة الفناء الذاتي. كما انه يعني على أقل تقدير ان من يحتسي الخمر حتى الموت لا ينتهي به المآل متعفنا في السماء. ولعل السبب ان ذلك كان سيجهض مقولة "الخاسر الجميل" التي يريد ايصالها. فقد اتضح ان قصة الرجل الذي يقرر ان يذهب الى لاس فيغاس وينتحر انتحارا بطيئا بالكحول، والعاهر الجميلة التي تقع في حبه، ليست قصة انتحار خيالية فحسب بل رسالة منتحر ايضا. فان كاتب الرواية التي أُعد الفيلم على اساسها انتحر برصاصة بندقية قبل اسبوعين من انتاج الفيلم. وبالتالي، كلما عرف المرء أكثر وزاد تفكيره في فيلم "مغادرة لاس فيغاس"، بدا الأمر كله أفظع واشد هولا. ولكن هذا الفيلم يتباهي بواحد من افضل ادوار كيج واعقدها مصدِّقا الاعتداد الغريب بشخصية تلغي ذاتها، كما يؤديها كيج ليسوُّقها بأكثر من قيمتها. انه يصنع وليمة وجودية باذخة من سقطات بن المزرية. ويخلق مغفلا مقدسا من شخص مثير للشفقة تماما.

إيلاف في

07/03/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)