حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم (أوسكار) ـ 2010

ليلة للأوسكار لم يسبق أن رأتها هوليوود من قبل

كتب عبد النور خليل

الأوسكار ٢٨ ليلة ٧ مارس شكل جديد.. تطوير يحدث لأول مرة يخرج فيه منظمو ليلة توزيع أهم الجوائز السينمائية في العالم عن المألوف والمتبع في السنوات السابقة.. الحفل يبدأ في الساعة الخامسة علي مسرح كوداك في بيفرلي هيلز أهم ضاحية في عاصمة السينما الأمريكية هوليوود.. ومنذ حفل الغداء الذي أقيم في فندق هيلتون بيفرلي هيلز منذ أسبوعين، ودعت إليه أكاديمية العلوم والفنون السينمائية المنظمة لجوائز الأوسكار، كل الذين رشحوا لنيل هذه الجوائز في جميع فروع الفن السابع، وهو تقليد سنوي متبع، تتاح فيه الفرصة لهؤلاء المرشحين لالتقاط الصور التذكارية والإدلاء بالتصريحات لعشرات المحطات التليفزيونية عن أحاسيسهم ومشاعرهم تجاه ترشيحهم للجوائز. - حفل أوسكار تراه لأول مرة.

الشعار المرفوع هذا العام هو أوسكار لم تره هكذا من قبل وهذا يعني الكثير من التجديدات التي أدخلت علي حفل توزيع جوائز الأوسكار.. الشعار يتصدر أفيش الدعاية لليلة الحفل الأحد ٧ مارس - والذي لا يضم هذا العام التمثال الشهير فقط، بل يقدمه وقد تشارك الجلوس علي كتفيه النجمان المختاران لنيل شرف تقديم الحفل وتوزيع الجوائز ستيف مارتن وأليك بالدوين.

أوجه الاختلاف هذا العام عديدة.. فلأول مرة منذ عام ٣٤٩١ تكسر اللجنة المنظمة قاعدة الأفلام الخمسة المرشحة لجائزة أوسكار أحسن فيلم، فترفع عددها إلي عشرة أفلام بعد أن أضافت إليها خمسة أخري لأفلام مأخوذة عن أعمال أدبية.. ولكي تزداد حدة الصراع علي الجائزة.. وقامت في نفس الوقت بإلغاء التقليد المتبع بعرض عدة مشاهد من كل فيلم مرشح للجائزة اختصاراً للوقت، كما ألغت أيضا تقديم الأغاني المرشحة لجائزة أحسن أغنية، بعد أن كانت تذيعها كاملة، وذلك كان سببا من أسباب الملل خلال مراسم الحفل.. فضلا عن تقليد جديد يدخل لأول مرة هذا العام وهو الإعلان عن جائزة أوسكار خاصة لأفلام التحريك والكرتون باختيار خمسة أفلام منها مثل الأميرة والضفدع وعالي لكي تتنافس علي هذه الجائزة المستحدثة.

حرب ضارية بين كاميرون وبيجلو

الحرب الضارية علي جوائز الأوسكار ٢٨ تدور رحاها الآن بين المخرج جيمس كاميرون والمخرجة كاترين بيجلو، وتتمثل بينها فيلميهما أفاتار وخزان الألم وهي حرب عائلية يمكن أن نسميها نيران صديقة بلغة الحروب، فكاميرون كان إلي وقت قريب زوجا لبيجلو، وانفصلا أخيرا بالطلاق واحتفظا بصداقة لم يؤثر فيها الصراع الحالي علي جوائز الأوسكار.

وفي الوقت الذي تعتبر فيه كاترين بيجلو وجها جديدا وافدا علي جوائز الأوسكار يقف وراء كاميرون فوز ضخم منذ أعوام بإحدي عشرة جائزة أوسكار لفيلمه الشهير تيتانك وهو رقم لم يحققه من قبل غير فيلم سيدتي الجميلة المأخوذ عن مسرحية الكاتب الشهير جورج برنارد شو وكانت بطلته النجمة الكبيرة الراحلة أودري هيبورن، ويومها فاجأ برنارد شو جماهير السينما في العالم برفضه تسلم الجائزة.. وفيلم ثان حقق نفس الرقم في جوائز الأوسكار هو صوت الموسيقي.

أفاتار والقفز علي كل الأرقام القياسية

وعلي الرغم من أن فيلم جيمس كاميرون أفاتار قد وقفت ترشيحاته عند تسع جوائز أوسكار فقط، بينها بالطبع جائزتا أحسن فيلم وأحسن مخرج، إلا أن الفيلم قد حقق في عروضه حتي الآن مليارين وأربعمائة مليون دولار أمريكي وهو بهذا يحطم كل الأرقام القياسية في الأسابيع التي تلت عرضه.. إلي جانب تلك السمعة الحسنة التي تلقف بها كل نقاد السينما في العالم الفيلم ومخرجه.. وارتفاع تقنيته الفنية التي نفذ بها، واستخدامه التصوير بالأبعاد الثلاثة التي تعطي صورة مجسمة مثيرة لأحداثه.. بل إن كاميرون يقف وراءه تاريخ طويل من التفوق السينمائي بسلسلة أفلام زائرو الفضاء Aliens والمتحول Terminator فضلا عن تحفته الشهيرة تيتانيك.

وأكاد أجزم بأن أفاتار هو فيلم الأوسكار هذه السنة، وقد اختار كاميرون لفيلمه أن يستشرف المستقبل، فأحداث القصة تجري عام ٤٥١٢ حول شركة إدارة تنمية الموارد التي أقامت قاعدة عسكرية علي كوكب باندورا الذي يبعد ٤٠٢ سنوات ضوئية عن الأرض لاستخراج معدن سوف يحل مشكلة الطاقة بعد أن تم استنزاف الشركات لموارد الطاقة الأرضية حتي النهاية.. وكوكب باندورا غني جدا بالحياة النباتية والحيوانية يعيش فيه شعب النافي الذي يتآلف تماما مع الكوكب في حالة انسجام تام، لكن هذا الشعب يصبح مهدداً بالدمار الجسدي والبيئي بسبب أطماع الشركات الأرضية في ثرواته واختصارها لثقافته.. وجنس النافي ليسوا بشرا مائة في المائة.. بل عرق آخر ذو صفات جسدية مختلفة.. فهم أكثر طولا بكثير من البشر ويميل لون بشرتهم للون الأزرق، لكنهم عرق راق ذو حس وإدراك متطور.. إن البشر لا يستطيعون التنفس الطبيعي فوق كوكب باندورا، لذلك قامت شركة تنمية الموارد البشرية بتطوير بعض أجساد النافي من خلال الهندسة الوراثية لكي يحل في هذه الأجساد بشر مجمدون عن طريق برنامج أطلق عليه اسم أفاتار والاسم مأخوذ عن الديانة الهندوسية ويرمز إلي الإحلال الإلهي، حسب معتقداتهم في جسد إنسان أو حيوان.. وانطلاقا من هذا الإيمان بالتحول واحتلال الروح الإلهية للأجساد، نجد جاك سولي سام وورثنجتون ينتقل إلي كوكب باندورا لكي يوكل إليه قيادة الحرب البشرية ضد الكوكب وأهله، لكنه يلتقي بأميرة من الأفاتي هي نايتيري ذو سالدانا ويتحول إلي واحد من هذ الشعب ويقوده في النهاية إلي هزيمة القوي الأرضية الشريرة. أهمية هذا الفيلم في العمق الفلسفي الذي قدمه جيمس كاميرون مستوحيا الأساطير الإغريقية القديمة ومعتقدات الهندوس والهنود الحمر بحيث يحمل يقينا ميتافيزيقيا ويبشر بعالم تتوحد فيه الكائنات الحية بالذات الإلهية.

خزان الألم والواقع المأساوي للحرب

وإذا كان البعض قد رأي في فيلم كاميرون أفاتار Avatar اتهاما صريحاً لما تفعله القوة العسكرية الغاشمة بحروبها ونقلها هذه الحروب إلي كواكب صغيرة مسالمة في الفضاء ككوكب باندورا، فإن فيلم خزان الألم The heas locker الذي تصارع به مخرجته كاترين بيجلو مطلقها كاميرون في معركة الأوسكار يقف علي أرض الواقع أرض الحرب التي تديرها أمريكا في العراق منذ مارس ٣٠٠٢ وهو أحدث ما في جعبة هوليوود من أفلام الحرب في العراق.. والفيلم مرشح أيضاً لتسع جوائز أوسكار وهو نفس العدد الذي رشح له أفاتار.

خزان الألم أبطاله إحدي الفرق الخاصة التي تقوم بتفكيك القنابل التي ألقتها الطائرات الأمريكية ولم تنفجر والعبوات الناسفة المحلية الصنع التي كبدت الأمريكيين خسائر كبيرة في الأرواح وتركت أجساد الآلاف منهم مصابة بالعاهات.. يتابع الفيلم بالتحديد ثلاثة من أعضاء هذه الفرق وهم يتحركون بحذر شديد يفككون القنابل ويطاردون زارعي القنابل الناسفة، وجسدت المخرجة بيجلو المشهد العراقي عام ٤٠٠٢، أي بعد مرور عام واحد علي الحرب.. والفيلم يتميز بحيادية عالية في البناء الدرامي، وإن كانت مخرجته بالطبع قد مجدت الحرب، لكنها تميزت في تحقيق التوازن السياسي والفني بين الاحتلال والمقاومة، وإن ركزت علي المدنيين من ضحايا المقاومة متجاهلة جرائم المحتلين التي طالت مئات الآلاف من المدنيين، الفيلم تتوفر له جودة تقنية عالية في التصوير والمونتاج والمؤثرات الصوتية والنص القريب من الواقع وقد كتبه الصحفي مارك بوال الذي رافق الدبابات الأمريكية الزاحفة لاحتلال العراق.. وأخيرا، فإن المخرجة كاترين بيجلو تنافس طليقها كاميرون بقوة علي جائزة أوسكار أحسن إخراج، خاصة بعد أن فازت بهذه الجائزة في جوائز البافتا البريطانية عن الفيلم منذ أيام.. ولو فازت بهذه الجائزة لتفوقت علي من سبقنها من النساء اللواتي رشحن للجائزة وبينهن أنجليكا هدسون ابنة المخرج الكبير جون هستون.

لمن يذهب الأوسكار بلا مفاجآت؟!

وفيما هذا الصراع الحاد بين كل من جيمس كاميرون بفيلمه أفاتار ومطلقته التي تحتفظ بصداقته كاترين بيجلو وفيلمها خزان الألم تكاد ملامح أي صراعات أخري تكون بعيدة.. فقائمة أحسن فيلم - وهي أفلام لأول مرة هذا العام أبرزها فيلم عاليا في السما الذي قام ببطولته النجم المعروف جورج كلوني ورشح فيه أيضا لجائزة أوسكار أحسن ممثل بين ستة ترشيحات يحظي بها الفيلم وفيلم كوانتين ترانتينو الأوغاد بأربعة ترشيحات وفيلم ثمين وأفلام جولي وجوليا والجانب المظلم واقتراح هايج أوفر والمحطة الأخيرة وانفيكتور الذي يقدم فيه مورجان فيرسمان شخصية أشهر سجين سياسي في العالم وهو نيلسون مانديلا وقد رشحه الدور لجائزة أوسكار أحسن ممثل إلي جانب كولين فيرث عن فيلم رجل أعزب وتوم ماجوير عن فيلم الإخوة وجين بريدج عن دوره في فيلم قلب مجنون.

ونصل إلي جائزة أحسن ممثلة.. تقف علي القمة ساندرا بولوك بدورين لا دور واحد في فيلمها اقتراح والجانب المظلم تنافسها بقوة المخضرمة الشهيرة ميريل ستريب، التي رشحت لجائزة أوسكار أحسن ممثلة ٦١ مرة وفازت بالجائزة مرتين وتنافس هذه المرة بدورها في فيلم جولي وجوليا والممثلة الإنجليزية هيلن ميرين بدورها في فيلم المحطة الأخيرة وقد سبق لها الفوز منذ عامين بجائزة أوسكار أحسن ممثلة عن فيلمها الملكة.. ورشحت أيضا وافدتين جديدتين هما كاري بونجان عن فيلم ستعلم وجاموري سيدبيهي عن فيلم ثمين.

فيلليني وفيلم تسعة

فيلم المخرج الإيطالي الكبير فيدريكو فيليني ٥,٨ الذي قدمه للسينما الإيطالية عام ٣٦٩١ وقام ببطولته النجم الإيطالي الكبير مارشيللو ماستروياني، يدخل معارك الأوسكار هذا العام بنسخة أمريكية عنوانها تسعة أخرجها روب مارشال، وأعطي بطولتها للممثل الكبير أيضا دانييل داي لويس وأحاطه بعدد كبير من نجمات الشاشة علي رأسهم صوفيا لورين ونيكول كيدمان والإسبانية بنيلوبي كروز ينافس علي أوسكار أحسن ممثل وواحدة من نجماته الإسبانية بنيلوبي كروز تنافس علي أوسكار أحسن ممثلة مساعدة.

صباح الخير المصرية في

02/03/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)