حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ملف خاص عن فيلم جيمس كاميرون الجديد "أفاتار"

النقاد ضد «آفاتار» ولكلوني أصوات النساء

لندن - «الحياة»

إذا كانت الحياة قد فرقت بين الزوجين السابقين كاترين بيغلو وجيمس كاميرون، ها هي جوائز الأوسكار، في إعلان أسماء المرشحين للفوز فيها خلال اليومين المقبلين، تجمع بينهما، ولو في مواجهة تنافسية حاز كل منهما فيها تسع نقاط. وكاميرون وبيغلو، هما الاسمان الواردان أكثر من أية أسماء أخرى من بين المرشحين رسمياً للفوز: 9 مرات للزوج السابق، وتسع مرات لزوجته السابقة. قسمة عادلة، وإن كان من المنطقي الافتراض منذ الآن، أن الغلبة ستكون لكاميرون، من دون أن يعني هذا أن فيلم بيغلو، عن الحرب العراقية «ذا هارت لوكر» سيخرج من المولد بلا حمص، والحقيقة أن هذا الفيلم الأخير إن حقق فوزاً أو فوزين أو أكثر، قد يرد للأكاديمية اعتبارها في مناخ بدأت تعلو فيه أصوات النقاد منددة بالفرص المعطاة لفيلم جيمس كاميرون «آفاتار» بترشيحه لكل هذه الجوائز، والتي بات من المرجح أنه سيفوز بمعظمها، مع أنه في رأي هؤلاء النقاد نجاح تقني استعراضي، لا يعني فن السينما الحقيقي «السينما المرتبطة بالحياة». بالنسبة الى هؤلاء النقاد، من الواضح أن الذين رشحوا «آفاتار» إنما انبهروا باستعراضيته وألعابه البصرية، فأعادوا الأوسكار الى الغوص في ذلك الانبهار بعدما كانت أثبتت خلال السنوات الماضية أنها جوائز تلتفت الى القيمة الفنية والفكرية (لا التقنية فقط). باختصار، إذاً، لم يرض كثر عن هذه الفرص لـ «آفاتار»... ولكن هل يبالي أحد حقاً برأي النقاد؟ إذا كان ثمة من يبالي، ويريد نوعاً من التوازن، قد يكون هناك عدل ما، حين توزع الجوائز حقاً. عدل يتمثل في الالتفات (بعد التخلص من «ظاهرة» «آفاتار» وحتمية مكافأة هذا العمل الكبير الذي بات واحدة من أكبر آلات حصد الفلوس في تاريخ السينما)، نحو جوائز أخرى أكثر إنسانية: مثلاً جائزة أفضل ممثل لمورغان فريمان أو جيف بردجز، أو جائزة أفضل ممثلة لساندرا بولوك أو هيلين ميرين (عن «الجانب الأعمى» و«المحطة الأخيرة» تباعاً)، وما إلى ذلك. لو حصل هذا من الواضح أن أصوات النقد ستخفت بعض الشيء، وسيعتبر فوز «آفاتار» (بأوسكار أو بتسعة) مجرد مكافأة لقدرة فيلم خارق على إعادة جمهور عريض الى الصالات...

مهما يكن من أمر، إذا كانت الترشيحات التي أعلنت قبل ثلاثة أيام، قد أثبتت شيئاً، فإنها أثبتت مرة أخرى، أن جوائز «الغولدن غلوب» التي تسبق إعلان الأوسكار بأيام، ليست في حقيقتها سوى ردهة انتظار للأوسكارات، وتهيئة نفسية للصدمات الأوسكارية، السلبية أو الإيجابية التي «تفاجئ» الجميع، حتى وإن كان الجميع يعرفون سلفاً ان كل شيء محسوب بدقة وأن لا مفاجآت حقيقية هناك. طبعاً، لا يمكننا هنا المجازفة بإيراد أسماء مسبقة لرابحين، على رغم وضوح كل شيء. ولكن يمكننا أن نقول منذ الآن إن الأكثر احتمالاً، وكالعادة، هو أن تأتي نسبة مرتفعة من الجوائز، مطابقة لما منح في مسابقات الـ «غولدن غلوب». وهذه قاعدة باتت راسخة. أما الاختلاف الرئيس فيكاد ينحصر في الأفلام الأجنبية، حيث كانت الأفلام المرشحة في الـ «غولدن غلوب» غيرها في الأوسكار، باستثناء فيلمين هما «الرباط الأبيض» للنمسوي مايكل هاينكي، و«نبي» للفرنسي جاك أوديار. في الـ «غولدون غلوب» أعطيت الجائزة الى فيلم هاينكي. فهل يقود التوازن أهل الأوسكار الى إعطائها الى «نبي»؟ أم إن الفوز سيكون من نصيب الفيلم «العربي» الإسرائيلي «عجمي» الذي كان لفت الأنظار حقاً في دورة «كان» الأخيرة؟

وعلى سبيل الختام هنا نذكر بعض الترشيحات الرئيسة للأوسكارات وفي مقدمها «آفاتار» الذي رشح لجوائز تقنية عدة، وكذلك لـ «أفضل فيلم» و«أفضل مخرج» (علماً بأن تجديداً طرأ هذا العام بترشيح عشرة أفلام لا خمسة لجائزة أحسن فيلم)، الى جانب أفلام مثل «الجانب الأعمى» و«ذي هارت لوكر» و«أوغاد سيِّئو السمعة» لكوينتن تارانتينو الذي رشح أيضاً لأفضل سيناريو، وأفضل ممثل مساند (كريستوف والتز الرائع، في منافسة مع مات ديمون والمخضرم كريستوفر بلامر ووودي هارلسون...). أما في جائزة أفضل ممثلة فتتنافس ساندرا بولوك (المرجحة) مع هيلين ميرين وكاري ماليغان وميريل ستريب (في «جوليا وجوليا»)، فيما ينافس جيف بريدجز (المرجح) الى جانب مورغان فريمان، كلاً من كولن فيرت وجورج كلوني، الذي سيحظى بالتأكيد بكل الأصوات النسائية، بما في ذلك بعض الناقدات طبعاً، من دون أن يعني هذا أن هذه الأصوات ستكفيه.

الحياة اللندنية في

05/02/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)