حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ملف خاص عن فيلم جيمس كاميرون الجديد "أفاتار"

سبق عصره بفيلم "أفاتار" وحقق أعلى الإيرادات في العالم

جيمس كاميرون . . الحلم بداية الإبداع

إعداد: عبير حسين

أبهر المخرج جيمس كاميرون العالم بفيلمه الأخير “أفاتار” الذي حلم به منذ الطفولة، وبدأ الإعداد له منذ منتصف التسعينات بعد تحقيقه نجاح اسطورى في فيلم “تيتانيك” عام ،1997 ليثبت أن الحلم هو الممر الحقيقي للإبداع .

تأجل مشروع كاميرون أكثر من اثني عشر عاماً، بانتظار التكنولوجيا التي ستتيح له تصوير الفيلم، وعندما تحقق ذلك منتصف 2006 بدأ العمل الشاق لتنفيذ حلمه الذي دشن عصراً جديداً للسينما الرقمية ونقلة نوعية جديدة في عالم المؤثرات البصرية .

حطمت إيرادات الفيلم كل التوقعات وبلغت عائدات بيع التذاكر بدور السينما حول العالم مليار دولار خلال 17 يوماً فقط فيما وصل بعد 4 أسابيع من عرضه إلى 1،34 مليار دولاراً كما حصد أربع ترشيحات للجولدن جلوب من بينها أفضل مخرج وأفضل فيلم، وبانتظار موسم الترشيحات للأوسكار الذي لن يغيب عن الفيلم بكل تأكيد، كما تزامن وقت عرضه مع حصول كاميرون على نجمة على ممر المشاهير في هوليوود، وحضر مراسم تكريمه صديقه الحميم وحاكم ولاية كاليفورنيا أرنولد شوازينجر .

بدأت حكاية جيمس كاميرون مع “أفاتار” منذ عام 1994 حين كتب مسودة سيناريو من 114 صفحة وضع فيها تصوراً أولياً عن أحداث حقيقية تجري في كوكب بعيد، مستلهماً ذلك من القصص المصورة التي كان مفتوناً بها في طفولته، وقد قام حينها بالبحث عن إمكانية تجسيد هذا العالم سينمائيا بالصورة الواقعية التي يطمح لها، إلا أنها كانت ستتكلف حوالي نصف مليار دولار، لذلك أجل حلمه الكبير وبدأ في تصوير فيلم “تيتانيك” الذي حقق نجاحاً هائلاً حاصداً أعلى إيرادات بتاريخ السينما العالمية 8 .1مليار دولار، إضافة إلى 11 جائزة أوسكار .

وبقيت فكرة الفيلم تراود كاميرون، الذي ظل يبحث عن أفضل التقنيات التي يمكن أن تحول الحلم إلى واقع، بتكلفة إنتاجية معقولة، حتى جاء العام 2006 الذي بدأ فيه بإكمال السيناريو بمساعدة الخبير اللغوي “بول فورمر” الذي قام بالتعاون معه بابتكار لغة شعب “النافي” وهم سكان الكوكب الذي سيغزوه البشر، وتكونت اللغة من ألف مفردة جديدة تماماً ولا تتشابه مع أي لغة بشرية معروفة فقد جاءت من لغات بعض الحضارات الآسيوية والهندية القديمة التي اندثرت ولم يعد أحد يتحدث بها .

ويكمن إبداع كاميرون في إخراج هذا العمل بأنها المرة الأولى التي يتم فيها استخدام كاميرا جديدة صممت خصيصاً للفيلم والتي تسمح بدمج الممثلين مع الشخصيات الرسومية بكادر واحد وبوقت واحد أثناء تصوير المشهد، فيما يقوم هو بمراقبة كل ذلك عبر جهاز المونيتور كما لو كان مشهداً حقيقياً يتفاعل فيه الممثلون الحقيقيون مع الشخصيات المختلفة، على عكس كل الأفلام الرقمية التي صورت سابقاً، حيث يتم أولاً تصوير أداء الممثلين، ثم يدمج لاحقاً بالبيئة الرقمية التي تجرى بها الأحداث، بينما قام كاميرون بدمج العالم المتخيل بالحقيقي في آن واحد .

وطور كاميرون كذلك تقنية تصوير خاصة تسمح بالتقاط التعابير الدقيقة لمخلوقات الكوكب الجديد وبشكل غير مسبوق بتاريخ السينما، ولكي يحصل على أداء جيد من الممثلين أثناء تأدية أدوارهم إلى جانب الشخصيات المتخيلة اصطحبهم إلى أحد غابات هاواي حيث قضوا أسبوعا هناك لمحاكاة شكل الكوكب الجديد .

ورغم استخدام كاميرون لنظام التصوير الثلاثي الأبعاد من قبل عام 2003 في الفيلم الوثائقي “Ghost of the A byss” إلا إن التجربة في “أفاتار” أكثر تعقيداً خاصة مع التنفيذ بالغ الدقة لمشاهد المعارك والحروب المتنوعة التي دارت أحداثها بالفضاء بين السماء والأرض، أو على سطح الكوكب، واحتاج تنفيذ هذه المعارك جهداً متواصلاً لمدة شهرين كاملين بدون إجازات وبمعدل 16 ساعة يومياً .

يروي “أفاتار” قصة مستقبلية تجري أحداثها عام ،2154 على كوكب “باندورا” الذي يبعد كثيراً عن كوكب الأرض ويعيش فيه “النافيين” المتصالحين مع الطبيعة ويعيشون في أمان حتى يتعرضوا للغزو من البشر، عندما ترغب شركة ضخمة تابعة للجيش في إجراء بعض الاستكشافات على هذا الكوكب لتحقيق أرباح مادية كبيرة . لذا يتم إنشاء برنامج “الأفتار” الذي يهدف إلى خلق كائن مهجن من جينات آدمية و”نافية” ليساعدهم على إتمام المشروع، ويفاجأ الفريق الذي أوكلت إليه المهمة عند وصوله إلى الكوكب بعالم بغاية الروعة مليء بالكائنات الحيوية المتنوعة والغابات المضيئة بالأشجار، التي يصل طولها إلى طول بعض ناطحات السحاب، ومخلوقات لم يتوقعوا أنها كانت موجودة، ليكتشف طيبة ووداعة الشعب النافي فيتضامنوا معه ضد مؤسستهم، بمشاهد عالية الحرفية، خصوصاً في المزج بين التفاعلات الخاصة بالممثلين الحقيقين والرسوم .

وإذا كان كاميرون قد احتاج 12 عاماً ليطل علينا بتحفة “أفاتار” فإن النجاح الكبير الذي حققه ربما يغريه لئلا يبتعد مجدداً، فقد قال في حفل تكريمه عند حصوله على نجمة المشاهير “لا أتوقع أن أتغيب كثيراً بعد ذلك عن السينما، ربما خمس سنوات مقبلة فقط، لأن جزء مهم مني يعتمد على تغذية الخيال والابتكار عن طريق الاستكشاف والبحث في البحار والفضاء والعلوم، ولابد أن أعود بشيء جديد وهو أمر شاق يحتاج إلى تفكير جاد بعد أفاتار” .

اعتبر النقاد فيلم “أفاتار” بداية عصر جديد للسينما، وحاملها نحو المستقبل، وهي أوصاف تتوج رحلة جيمس كاميرون مع السينما التي بدأها عام 1978 صانعاً منذ ذلك الحين أفلاما مميزة شكلت نقطة تحول في سينما المؤثرات البصرية والإنتاج الضخم، لعل من أهمها سلسلته الشهيرة (“تيرمينيتور” حتى الجزء الثالث فقط) والجزء الأول من سلسلة غرباء، ثم فيلم الروائع “تيتانيك” الفائز عنه بأوسكار أفضل مخرج إضافة إلى 10 جوائز مختلفة، ولا يزال الرقم القياسي في إيرادات السينما العالمية مسجلاً باسمه 8 .1 مليار دولار .

كاميرون  كندي أمريكي  تخصص في دراسة الفيزياء بجامعة كاليفورنيا، لكن الشاشة الكبيرة كانت دوماً طموحه، ظهر لأول مرة كمخرج لفيلم “السمكة الضارية” عام 1981 . وفي 1984 كتب وأخرج فيلم “المنهى” وهو فيلم اكشن وإثارة من بطولة أرنولد شوازينجر ومايكل بين، وقد حقق نجاحاً كبيراً، اخرج بعدها مجموعة أعمال ناجحة من نوع الخيال العلمي مثل الغرباء ،1986 و”أكاذيب حقيقية” ،1994 و”تيتانيك” ،1997 وغيرها .

الخليج الإماراتية في

20/01/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)