حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ملف خاص عن فيلم جيمس كاميرون الجديد "أفاتار"

أفاتار ..انتصار الصورة على القصة

محمد طه/ بي بي سي، لندن

عندما قالت سيجورني ويفر التي لعبت دور عالمة بيولوجيا في فيلم (أفاتار) إن كل صورة في الفيلم استغرق العمل فيها 47 ساعة فذلك يعتبر أكبر مؤشر لما يحويه الفيلم من جهد كبير أدى إلى هذا الكم الذي يحويه الفيلم من إبهار بصري.

فكل ثانية من أي لقطة فيديو تتكون عادة من 24 صورة متحركة. هذا يعني أن كل ثانية في الفيلم استغرقت ألف ساعة عمل موزعة بالقطع على فريق العمل. وعلى مدى ساعتين ونصف قدم المخرج جيمس كاميرون فيلما من الخيال العلمي يحوي قدرا قد يكون غير مسبوق من الإبهار البصري.

كوكب باندورا

وتدور أحداث الفيلم حول إرسال أحد أفراد مشاة البحرية مصاب بالشلل(جاك) إلى كوكب باندورا في مهمة فريدة من نوعها وهي محاولة استكشاف الأسرار البيولوجية والكيميائية لهذا الكوكب ومن يعيشون فيه للاستفادة منها على الأرض وتوفير مصدر لا ينضب من الطاقة.

الخطة الرئيسية لتحقيق ذلك هي نقل عقول بعض البشر إلى أجسام تشبه الأجسام الفضائية والعيش بينهم ومن ثم محاولة معرفة أسرارهم. أبرز من وافقوا على خوض هذه التجربة هو جاك.

لكن جاك يصاب بشعور من التمزق بين اتباع أوامر قادته وحماية من ينتمون إلى كوكب باندورا بعد أن علم نية قادته الرامية لتدمير المكان الذي يعيشون فيه للحصول على ما يعتقدون أنه معدن ثمين، بل إن جاك شعر أنه ينتمي إلى هذا العالم أكثر من أي شئ آخر.

جانب الإبهار الأساسي هو في تخيل كوكب باندورا ومخلوقاته وتقديم ذلك في صور ثلاثية الأبعاد غاية في الإتقان. كما يكمن الإتقان أيضا في رسوم الجرافيكس في تخيل كل مخلوق من مخلوقات هذا الكوكب سواء تلك المخلوقات الأساسية التي تشبه إلى حد ما الإنسان أو المخلوقات الأخرى التي تشبه الديناصورات. كل كائن من هذه الكائنات له طبيعته الخاصة وشكله الخاص وحركاته الخاصة سواء في أجواء أو أنهار أو على أرض هذا الكوكب.

إسقاطات

الفيلم يحوي كثيرا من الإسقاطات على سعي الإنسان إلى تدمير البيئة من أجل تحقيق أهدافه الاقتصادية وفشل كل دعاة حماية حقوق البيئة الذين يرغبون في التصدي لذلك أمام سطوة الأطماع الاقتصادية واتضح ذلك في حديث أحد أصدقاء جاك له عندما قال له في الفيلم (إن كنت تحلم بأن يتحقق السلام ، فعليك أن تستيقظ من حلمك) لكن جاك كان مؤمنا برغبته في العمل على انتصار الخير وكان يقول..كل إنسان يولد مرتين، عندما يولد من بطن أمه ثم عندما يحقق هدفه في النهاية.

سيناريو مكرر

المكرر في قصة الفيلم هو تلك الحبكة التي تشهد عراكا بين الشر و الخير ومن ثم انتصار الخير في النهاية حيث انتهي الفيلم بانتصار الضعفاء (سكان كوكب باندورا) على الأقوياء الغزاة وتركهم لكوكبهم دون تحقيق أي فائدة بمساعدة (جاك) الذي لعبه الممثل سام ورثينجتون.

وفي سبيل هذه النهاية دار سيناريو المعركة بين سكان كوكب باندورا بقيادة جاك الذي انضم إليهم رغم أنه مجرد شخص (مخلق مخبريا) وبين البشر. ووسط جو من الإبهار غير العادي والصور الثرية والمؤثرات الأخاذة فاز سكان باندورا في المعركة وشهدت نهاية المعركة مواجهة بين جاك وقائده الحقيقي من البشر لم تخل من سيناريوهات مكررة لتتمكن بطلة الفيلم الذي لعبته الممثلة (زوي سالندا) من قتل القائد.

الإبداع الكبير في الإبهار البصري الذي يحويه الفيلم ظل المخرج جيمس كاميرون يحلم به منذ كان مراهقا واستمر في العمل لنحو خمسة عشر عاما مع فريق عمل مكون من نحو ثلاثمئة شخص في تخصصات مختلفة حتى يخرج الفيلم بهذه الصورة بميزانية فاقت ثلاثمئة مليون دولار. لكن حصيلة عائدات الفيلم التي بلغت نحو مليار دولار بعد ثلاثة اسابيع فقط من عرضه تجعله مرشحا ليكون واحدا من أكثر الأفلام في تاريخ السينما العالمية تحقيقا للأرباح.

موقع الـ BBC في

10/01/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)