حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ملف خاص عن فيلم جيمس كاميرون الجديد "أفاتار"

فيلم «أفاتار»:

التقدم التكنولوجي في خدمة الرسالة الجادة

محمود الزواوي

فيلم الخيال العلمي أفاتار هو ثامن أفلام المخرج جيمس كاميرون خلال نحو 30 عاما، وهو أول فيلم يخرجه منذ 12 عاما بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلمه السابق تايتانيك (1997)، صاحب الرقم القياسي العالمي في الإيرادات في تاريخ السينما، وهو 845ر1 مليار دولار. وبلغت تكاليف إنتاج فيلم أفاتار 237 مليون دولار، ويحتل هذا الفيلم المركز الرابع في قائمة أكثر الأفلام تكلفة في تاريخ السينما.

قام المخرج والكاتب السينمائي جيمس كاميرون بتأليف قصة فيلم أفاتار قبل 15 عاما، إلا أنه قرر عدم إخراج الفيلم إلى أن يتقدم فن المؤثرات الخاصة إلى مستوى يصبح فيه قادرا على تصوير العالم الخيالي الذي كان يتصوره في الفيلم والكائنات الفضائية المبتكرة التي تظهر فيه. وبعد طول انتظار تحقق التقدم التكنولوجي المطلوب في نظر المخرج جيمس كاميرون الذي بدأ عملية إنتاج الفيلم في العام 2005 وقام بتصوير مشاهده في العام 2007.

تقع أحداث فيلم أفاتار في المستقبل في العام 2154، وتشتمل على رحلة من الولايات المتحدة تضم مجموعة من المحاربين السابقين والعلماء إلى كوكب يطلق عليه اسم باندورا يبعد عدة سنين ضوئية عن كوكب الأرض، حيث أنشأت شركة متعددة الجنسيات مستعمرة لاستخراج معدن تمس إليه الحاجة في كوكب الأرض الذي يتعرض لأزمة في موارد الطاقة بدونه.

يعيش في كوكب باندورا سكان أصليون مسالمون عمالقة يبلغ طول الواحد منهم ثلاثة أمتار، ويتعايشون بانسجام مع الطبيعة ومع الحيوانات الأصلية فيما يواصل الغزاة القادمون من الأرض التعدي عليهم وعلى غاباتهم الغنية بذلك المعدن. ويلجأ هؤلاء الغزاة، الذين لا يستطيعون استنشاق هواء ذلك الكوكب، إلى استخدام كائنات أفاتار، وهي كائنات هجينة شبيهة بسكان ذلك الكوكب، يتم تطويرها في كوكب الأرض، لتؤدي وظائف الغزاة نيابة عنهم.

تشتمل شخصيات القصة الرئيسة على عسكري أميركي سابق مصاب بالشلل يدعى جيك (الممثل الأسترالي سام ويرذنجتون) يرسل إلى الكوكب البعيد، حيث يصبح قادرا على المشي، على رأس فريق الغزاة. ويلتقي جيك خلال توغله في غابات الكوكب بامرأة محلية اسمها نيتيري (الممثلة زو سالدانا) تقوم بإنقاذ حياته من وحش ضار وتعلمه حب الطبيعة ولغتها الأصلية ويقع في حبها ويعجب بطبيعة حياة السكان الأصليين، ويكتشف تدريجيا الفرق بين الحياة الطبيعية للسكان الأصليين وبين الدمار التي يلحقه الغزاة المعتدون الذين يمثلهم في الحياة الطبيعية للكوكب. ويتعين عليه في النهاية أن يختار بين جانب الغزاة المعتدين وبين السكان المسالمين في معركة نهائية حاسمة.

وبين الشخصيات المحورية الأخرى في الفيلم العالمة الأميركية الدكتورة جريس (الممثلة سيجورني ويفر) والقائد العسكري الأميركي المتهور العقيد مايلز (الممثل ستيفين لانج).

يقدم فيلم أفاتار قصة رمزية تنطوي على رسائل عميقة جادة، كما عودنا المخرج جيمس كاميرون في أفلامه الخيالية العلمية السابقة. ومن الإسقاطات الواضحة في الفيلم التشابه بين ما حدث للسكان الأصليين في كوكب باندورا وما حدث للسكان الأصليين - الهنود الحمر في أميركا على أيدي المهاجرين الأوروبيين، أو بين المعركة الحاسمة بين الغزاة الأميركيين وهم يستخدمون المروحات الحربية المتقدمة في قصف السكان الأصليين في كوكب باندورا بالقذائف على غرار ما فعلته القوات الأميركية في فيتنام.

ولعل ما يؤكد إبراز المخرج جيمس كاميرون لهذه المقارنات في سيناريو الفيلم الذي كتبه بنفسه أنه تعمد تقديم الغزاة القادمين من كوكب الأرض كقادمين من الولايات المتحدة وليس مجرد أشخاص قادمين من الكرة الأرضية دون تحديد هويتهم. وكأن لسان حال هذا الفنان الكندي المولد والأميركي بالتجنس يقول إن ما فعلته أميركا لسكانها الأصليين ولدول أخرى مثل فيتنام والعراق قد نقلته الآن إلى كوكب بعيد لا ذنب له بما يتعرض له من دمار.

يشتمل فيلم أفاتار على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في تاريخ السينما، ومع ذلك فهو يقدم قصة ذات أبعاد إنسانية مناهضة للحرب ومناصرة لحماية الطبيعة. ويشكل الفيلم اختراقا تكنولوجيا، حيث يستخدم جيلا جديدا من المؤثرات الخاصة. ويشتمل الفيلم على تفاصيل بصرية غير مسبوقة. فكل ما نراه في كوكب باندورا تقريبا، بمن في ذلك سكانه الأصليون، من صنع المؤثرات الخاصة التي تقدم كل شيء بواقعية مقنعة.

ويشتمل فيلم أفاتار على جميع مقومات العمل السينمائي المتكامل، بما في ذلك قوة الإخراج وأداء الممثلين. ويحول المصور مورو فلوري مشاهد الفيلم إلى عناصر بصرية مبهرة، فيما تنسجم الموسيقى التصويرية للموسيقار جيمس هورنر مع مشاهد الفيلم المثيرة.

استخدم المخرج جيمس كاميرون في فيلم أفاتار أكثر من 2000 من المساعدين والفنيين في مختلف التخصصات، بينهم 11 مساعد مخرج ونحو 1100 من فنيي المؤثرات البصرية، و55 من البدلاء. واشتمل فريق التصوير الإلكتروني في الفيلم على 60 مصورا وفريق المونتاج على 14 مهندسا والقسم الفني على أكثر من 100 شخص.

افتتح فيلم أفاتار في 3452 من دور السينما الأميركية، وتزامن ذلك مع عرض الفيلم في 50 دولة، بينها ثلاث دول عربية هي مصر ولبنان ودولة الإمارات العربية المتحدة. وعرض الفيلم في مهرجان دبي السينمائي.

الرأي الأردنية في

27/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)