ليالى القاهرة السينمائى.. أجواء فنية تعيد الروح للفن
السابع
انتعاشة للسينما المصرية واحتفاء بنجوم أثرت الشاشة
العالمية
كتبت- دينا دياب: تصوير- رشدى أحمد:
أجواء سينمائية خاصة تعيشها مدينة القاهرة بعروض الدورة
الـ42 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، التى تقام فعالياتها بدار الأوبرا
المصرية وسينما الزمالك واديون وغيرها من قاعات العرض السينمائية.. وترصد
«نجوم وفنون» أبرز فعاليات المهرجان، الذى لاقى لأول مرة فى تاريخه إقبالًا
جماهيريًا وفنيًا غير مسبوق على كافة الفعاليات، بداية من الندوات التى
تقام فى مسارح الأوبرا المختلفة، التى تحظى باهتمام الفنانين بجانب
الجمهور، بالإضافة إلى حضور الأفلام التى تلافت إدارة المهرجان أزمة الزحمة
بعمل 3 عروض للأفلام التى تحظى بإقبال جماهيرى مثل حظر تجوال وعاش يا كابتن
وارض الرحل، كذلك الفعاليات المقامة على هامش المهرجان مثل مئوية فلينى
وأيام ملتقى القاهرة السينمائى، كل ذلك وسط إجراءات احترازية مشدده للتصدى
لجائحة فيروس كورونا.
مئوية فلينى.. احتفالية تليق بمخرج الروائع
من ضمن الفعاليات التى حظت بنجاح كبير هو افتتاح معرض
فلينى، للصور الفوتوغرافية بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد المخرج الإيطالى،
وتم تنظيم المعرض بالتعاون مع المركز الثقافى الإيطالى بالقاهرة، وعرض
عددًا من الصور لأفلام فلينى وهى تصنع.
كما حاز الفيلم الوثائقى «فيلينى للأرواح» لأول مرة فى
منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذى شهد إقبال جماهيرى كبير للتعريف
بالمخرج الأبرز فى إيطاليا، كما عرض المهرجان 4 نسخ مستعادة من أفلام
فيلينى بما فى ذلك 8 1⁄2 « (1963)، «ليالى كابيريا» (1957)، «جولييت من
الأرواح» (1965)، «لا دولتشى فيتا»
(1960).
يذكر أن المخرج يسرى نصرالله، أصر على تقديم فقرة ضمن
فعاليات افتتاح الدورة الـ42 للمهرجان، بعنوان «مئوية فيليني»، التى تتحدث
عن الأعمال الفنية للمخرج الإيطالى فيديريكو فليني.
المسابقة الدولية.. المنافسة مصرية بين «عاش ياكابتن» و«حظر
تجوال»
تحظى المسابقة الرسمية بأهمية خاصة ضمن فعاليات المهرجان
هذا العام، التى يشارك فيها 15 فيلمًا للعرض الأول فى شمال أفريقيا والشرق
الأوسط، حازت الأفلام على إعجاب الجمهور، وعرض أغلبها 3 مرات، ولكن تظل
المنافسة شرسة بين فيلمى «حظر تجوال» وفيلم «عاش ياكابتن»، ما ميز أفلام
المسابقة هو إقامة سجادة حمراء لأغلب الأفلام واهتم الفنانون بحضورها
للتعرف على ثقافات جديدة وكذلك إعطاء المهرجان روحًا فنية وإعلامية متميزة،
حيث شهد عرض فيلم «عاش ياكابتن» حضور جماهيريًا وفنيًا كبيرًا فى عرضيه فى
دار المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية وكذلك فى سينما اوديون، وحضر العرض
أبطال الفيلم الحقيقيين، بعد أن قدمتهم مخرجة الفيلم مى زايد، التى تمنت
أيضاً وجود كابتن رمضان مدرب البطلات.
وأقيمت ندوة ظهر الاثنين الماضى حكت فيها المخرجة مى زايد
فكرة تقديم الفيلم قالت فيها إنها تعتبر الفيلم بشكل عام توثيقًا لمشوار
المرأة المصرية من خلال بطولات مختلفة وشخصيات قوية مختلفة.
وقالت: «أعتبر الفيلم انتصارًا للمرأة، وتقديرًا لدورها،
ولكـن لم يكن هـذا المحرك الرئيسى، بـل بالنسبة لى يمكن القول إن بطلات
الفيلم مثل
«زبيبة،
ونهلة، وعصمت» وكل البنات فى الفيلم ملهمات كأشخاص قبـل أن يكونوا سيدات
حتى كابتن رمضان الـذى ظـل 20 سـنة مدربًا للبنات ملهـمًا لنـا، الحكايـة
فى مجملها كانت مبهرة، كل الناس ممكـن أن تتفاعل معها، وأنا أحـب مشـاهدة
أفـلام بها شخصيات نسائية قوية، وأعمل أفـلامًا عـن سيدات قويات وزبيبة
والبنات مبهرات فى حلمهـن الذى يكسر كل التوقعات، ويثابـرن حتى تحقيقه،
وتأثيـره ليـس على السيدات فقط بل المرأة والرجل أيضاً.
كما عرض فيلم «دروس فى اللغة الألمانية» إخراج بافل جي.
فيسناكوف من بلغاريا وألمانيا، بحضور عدد من صناعة ونال الفيلم إعجاب
الجمهور لتناوله قضية إنسانية، حيث تدور أحداث الفيلم حول نيكولا الذى يعمل
سائقًا فى بلغاريا، لكنه يقرر الانتقال إلى ألمانيا ليبدأ بداية جديدة
يتخلص فيها من ماضيه السيئ. قبل السفر يجد نفسه يعيد النظر فى ماضيه ليسأل
أن كان يستطيع أن يطوى صفحة الماضى ويبدأ من جديد.
الفيلم يقدم للمشاهدين شخصية نقيض البطل بشكل لافت، إذ تجمع
شخصية نيكولا الكثير من المتناقضات، بين الحب والعنف، والرغبة فى البقاء مع
أحبائه والحاجة إلى الرحيل. دراما تحمل الكثير من الجوانب الإنسانية
والمأساوية كذلك، وبطل يصعب توقع خطواته القادمة، فبينما يبدو على حافة
الانهيار نجده يجاهد ليقطع أشواطًا إضافية ولا يخسر أحبائه، لنستمر فى
التساؤل: متى سيتوقف عن المحاولة؟
كما نال الفيلم الفرنسى الفيلم الفرنسى «جاجارين» للمخرجين
فانى لياتارد وجيريمى ترويله فى عرضه الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا
إقبالًا جماهيريًا، تدور أحداث الفيلم حول المراهق «يوري» الذى يقاتل
وحيدًا من أجل إنقاذ المدينة السكنية التى يقطنها فى باريس، التى تحمل اسمه
واسم رائد الفضاء الروسى «يورى جاجارين»، وذلك بعد أن بدأت السلطات
الفرنسية فى إزالتها، والفيلم رومانسى وحاز على إعجاب الجمهور بشكل كبير.
الفيلم يطرح قضايا المراهقة المفضلة لدى كثير من
السينمائيين حول العالم حاليًا ويمزج بمهارة بين الواقع والخيال والحلم
والحقيقة رغم أنه يتناول موضوعًا واقعيًا جدًا وآنيًا جدًا، وهو قرار
الحكومة الفرنسية بإزالة مشروع «جاجارين» السكنى الذى كان قد افتتح عام
1963- فى حضور رائد الفضاء الروسى- فى ظل تولى الحزب الشيوعى الفرنسى
الحكم، لتتجاوز الإزالة فكرة هدم بعض البيوت وتكون رمزًا لزوال عصر بأكمله
بكل ما ينتمى إليه.
نجاح كبير لفعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما.. وعرض
المسلسلات وندوة الاتجار بالبشر اختتمت أول أمس فعاليات أيام القاهرة
لصناعة السينما، التى حظت بنجاح كبير فى دورتها الثالثة التى استمرت فى
الفترة من 4 وحتى 7 ديسمبر، حيث شهد فعاليات جديده لأول مرة فى دورات
المهرجان.
للمرة الأولى يعرض ضمن الفعاليات مسلسلات درامية، حيث شهدت
العرض الأول لمسلسلى «أنصاف مجانين» و«وادى الجن» من إنتاجات
Viu
الأصلية.
وشهد العرض حضورًا فنيًا كثيفًا، من بينهم هانى رمزى، ومحمد
الشرنوبى وزوجته، وهنا شيحة، أحمد حاتم، ومريم الخشت، وتارا عماد، وبشرى،
وبسنت شوقى، والسيناريست تامر حبيب.
وحاز العرض إعجاب الجمهور الذى ظل يسقف لفترة طويلة بعد عرض
كل مسلسل، كما أشاد الجمهور بقوة الأعمال وتصويرها، مشيرين إلى أنها ترتقى
لمنافسة الأعمال التى تنتجها منصات أجنبية.
مسلسل «أنصاف مجانين» مقتبس عن رواية تحمل الاسم نفسه
للكاتبة السعودية د. شيماء شريف، التى تروى حكاية أنس الذى يخضع لعملية
زراعة قلب ويبدأ بعد العملية بسماع صوت المتبرّع الذى يحثه على حل لغز فشل
فى حله أثناء حياته، لينطلق فى رحلة للبحث عن الحلقة المفقودة.
المسلسل من إخراج عمر رشدى، وبطولة الفنانين المصريين أحمد
خالد صالح وأسماء جلال.
أما مسلسل «وادى الجن» فهو من إخراج حسام الجوهرى، وبطولة
خالد كمال، فراس سعيد، يوسف عثمان، ليلى أحمد زاهر، حسن مالك، سينثيا
خليفة، هنا داوود، محسن منصور، رؤى شنوحة، عبدالرحمن اليماني.
بالإضافة إلى ظهور خاص للنجمة بشرى والنجمة ريهام سعيد.
ويصوّر هذا المسلسل الخيالى حكاية أربعة طلاب جامعيين يستكشفون كهوف منطقة
وادى الجن الغامضة، ويجدون أنفسهم عالقين فى عالم سفلى خفى تسيطر عليه قوى
سحرية شريرة.
كما أقيمت جلسة نقاشية تحت عنوان «هل تسهم السينما فى
التوعية بمخاطر الاتجار بالبشر؟»، وأدارت الجلسة مريم فرج مديرة المسئولية
المجتمعية فى
MBC،
وشارك فى الحوار السفيرة نائلة جبر رئيسة اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة
غير الشرعية والاتجار بالبشر، ولوران دى بوك رئيس بعثة منظمة الهجرة
الدولية فى مصر، وكريستينا ألبرتين الممثل الإقليمى لمكتب الأمم المتحدة
المعنى بالمخدرات والجريمة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى
النجمين آسر ياسين ونيللى كريم، وأقيمت الحلقة برعاية اللجنة التنسيقية
لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر.
وقالت نيللى كريم إنها حاولت منذ فترة صناعة فيلم عن
الحالات المأساوية التى كانت تراها وتعانى من الاضطهاد، وقامت ببحث كثير
ومكثف، ولكنها وجدت أن الأمر صعب ولا يستطيع شخص واحد التكفل به وإنما
يحتاج إلى المؤسسات الإنسانية التى تقدم الدعم الدائم لهذه الحالات وتتكفل
بهذا الأمر، مشيرة إلى أن هذه المؤسسات عندما يتصل بها أى شخص تتحرك فورًا
لتقديم الدعم، مسترشدة بحادثة كانت منذ فترة عن طفلة تعذب من قبل زوجة
والدها.
وقال آسر ياسين إن من واجب كل فنان وبالأخص من تم تقليده
بمنصب سفير نوايا حسنة، أن يكون فعالًا ويقدم الدعم الدائم ويعمل بجانب
المؤسسات الإنسانية، وألا يكون المنصب بالنسبة له شكل أو صفة.
كذلك أقيمت ندوة بعنوان «خانة النوع: أن تكونى امرأة فى
المجال الإبداعي»، شارك فيها كل من عماد كريم المتخصص فى الابتكار والتوعية
فى هيئة الأمم المتحدة للمرأة والمنتجة المنفذة هند رضوان ومدربة التمثيل
مروة جبريل والممثلة جميلة عوض والمطربة دينا الوديدى، بالإضافة إلى علياء
زكى مديرة أيام القاهرة لصناعة السينما.
أشارت جميلة إلى أن رغم ميول عبدالناصر الصعيدية إلا أن أول
سيدة تتولى منصب وزيرة كانت فى عهده.
وأوضحت جميلة أنه برغم بداية الانفتاح فى عهد الرئيس الراحل
جمال عبدالناصر، كانت البطولة النسائية فى الأفلام تقتصر على الأدوار
الرومانسية فقط، وظل الأمر حتى وقت قريب إلى أن بدأنا نشاهد أعمال تتحدث عن
قضايا المرأة. |