السعودية والسينما... علاقة متقطعة ينتج عنها مهرجان دولي
ومعمل خاص لدعم المشروعات السينمائية
دخلت السينما إلى السعودية في ثلاثينات القرن العشرين
وتوقفت في الثمانينات وعادت منذ 2006
عبدالله الهاجري
أعلن وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان
عن نية وزارته إطلاق مهرجان سينمائي دولي أُختير له مسمى "مهرجان البحر
الأحمر السينمائي الدولي"، والذي ستقام نسخته الأولى في عام 2020، في مدينة
جدة "غرب السعودية" التي تطل على البحر الأحمر.
وسيركز مهرجان البحر الأحمر السينمائي على استضافة المواهب
السعودية الصاعدة، والأعمال العربية الجديدة، إضافة إلى الأنماط السينمائية
الجديدة في السينما العالمية.
وكان مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في
السعودية، وافق في ديسمبر (كانون الثاني 2017) على إصدار تراخيص للراغبين
في فتح دور للعرض السينمائي بالسعودية، وقد افتتحت في 18 أبريل (نيسان)
2018، أول سينما في العاصمة الرياض، ثم في 28 يناير (كانون الثاني) 2019،
افتتحت أول سينما في جدة.
ويتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي، والذي تم الإعلان عنه
ضمن إستراتيجية جديدة لوزارة الثقافة، هدفاً رئيسياً في رعاية الحركة
السينمائية المحلية الصاعدة، وإعادة تأسيسها بعد عقود من التوقف، عبر رفع
الإنتاج السنوي من الأفلام السعودية وحفز سوق التوزيع والعروض المحلية.
ويهدف المهرجان إلى توفير قاعدة صلبة وحيوية للصناعة السينمائية تعزز من
حيوية المجتمع ومن تنوّع الاقتصاد وفق أهداف رؤية المملكة العربية السعودية
2030.
وكانت فترة الثلاثينيات الميلادية شهدت دخول دور العرض
السينمائية إلى السعودية بسبب الموظفين الغربيين في شركة كاليفورنيا
العربية للزيت القياسي، التي تحول اسمها إلى شركة أرامكو في مجمعاتهم
السكنية الخاصة بهم شرق السعودية، لتتواصل انتشار دور العرض في العديد من
المدن السعودية في الستينيات والسبعينيات الميلادية، ولم يقتصر عرضها على
دور السينما "البسيطة" حينها، بل عرضت في الأندية الرياضية، ووسط أحياء
المدن، لتغلق الحكومة السعودية وبعد حادثة احتلال الحرم بداية الثمانينيات
الميلادية، جميع دور السينما في المدن، لمحاولة احتواء الغضب الإسلامي بعد
تلك الحادثة، واستمر المنع حتى بداية عام 2006م، حين قامت بعض الأندية
الأدبية على استحياء بعرض بعض الأفلام التسجيلية والوثائقية، وكأنها
محاولات لجس نبض المجتمع، لينطلق بعد ذلك تصوير فيلم مناحي من بطولة الممثل
السعودي فايز المالكي، ليتم عرضه في العديد من المدن السعودية.
ويلتحق بالمهرجان "معمل البحر الأحمر للأفلام"، وهو حاضنة
لمشروعات الأفلام المحلية، ويعمل طيلة العام وفق برامج إقامة وإعاشة
للمخرجين والمنتجين، على تأهيل مشروعاتهم السينمائية الحديثة من خلال
رعايتها في كل مراحل التطوير والتمويل والإنتاج والتوزيع وفق أرفع المعايير
العالمية المعتمدة.
وشهد عام 1950 إنتاج أول فيلم سعودي وحمل عنوان "الذباب"،
ومن بطولة حسن الغانم الذي يعتبر أول ممثل سينمائي سعودي، وفي منتصف
الستينيات الميلادية قام التلفزيون السعودي بإنتاج أفلام تلفزيونية، وتعتبر
البداية الحقيقية للإنتاج السينمائي السعودي عام 1966، إذ أنتج فيلم "تأنيب
الضمير" إخراج المخرج السعودي سعد الفريح، وبطولة الممثل السعودي حسن
دردير، وفي عام 1975 قام المخرج السعودي عبدالله المحيسن بإخراج فيلم عن
"تطوير مدينة الرياض"، وشارك به في مهرجان الأفلام التسجيلية في القاهرة
عام 1976 قبل أن يقدم من جديد عام 1977 فيلما سينمائيا بعنوان "اغتيال
مدينة" في عرض درامي حول الحرب الأهلية اللبنانية.
وخلال فترة منع عرض الأفلام في السعودية، كانت مملكة
البحرين، الدولة الخليجية المجاورة خير شاهد على تعطش المجتمع السعودي
للسينما، حيث كان العديد من السعوديين يقصدها عبر جسر الملك فهد الذي يربط
المملكتين لمتابعة الجديد في عالم السينما.
ويعتبر مهرجان البحر الأحمر السينمائي مبادرة غير ربحية
تصدر عن مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وهي مؤسسة حديثة تم تسجيلها
وفق الأنظمة السعودية، كإحدى الجهات الفاعلة التي تعنى بدعم قطاع الأفلام
المحلية عبر إثراء المحتوى الفيلمي المحلي، وتوسيع الصناعة نحو آفاق دولية،
ويرأس وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان مجلس أمناء المؤسسة،
فيما يشغل المخرج والمنتج محمود صباغ منصب رئيسها التنفيذي.
وقدر مهتمون بأن العمل في القطاع السينمائي سيحدث أثراً
اقتصادياً يؤدي إلى زيادة حجم السوق الإعلامية، وتحفيز النمو والتنوّع
الاقتصادي من خلال المساهمة بنحو أكثر من 24 مليار دولار إلى إجمالي الناتج
المحلي، واستحداث أكثر من 30 ألف وظيفة دائمة، إضافة إلى أكثر من 130 ألف
وظيفة مؤقتة بحلول عام 2030.
صحافي سعودي @AbdullahHajri |