نور الشريف الفنان العربي المجبول بحب
فلسطين في ذمة الله
كتب هشام ساق الله
رحم الله الفنان القومي العربي نور الشريف هذا الفنان المجبول بحب
فلسطين كان دائما الى جانب فلسطين وقضيتها العادله شارك في كثير من
المواقف الرائعه الى جانب شعبنا ودعم الانتفاضه الاولى بكل قوته
وشارك بجمع التبرعات لها وشارك في كل الحملات التي اقيمت في مصر
لدعم ومساندة شعبنا الفلسطيني
.
رغم ان الرجل مثل افلام كثيره الا انه يعتز كثير بفيلم حنضله ناجي
العلي الفنان الفلسطيني الكبير رسام الكاركاتير حتى ان الجمهور
المصري والعربي اصبحوا ينادونه باسم حنضله كتب يومها مقال عن هذا
الموقع عثرت عليه وانا اقوم بالبحث عن هذا النجم العربي .
شارك في امسيات شعريه بصوته الجميل الرائع وقرا قصائد مسانده
لشعبنا الفلسطيني كان يتحدث عن فلسطين بكل لقاء ثقافي وفني معه كان
يعتز بعلاقاته مع الثوره الفلسطينيه وساند كل المواقف العربيه وزار
دول عربيه كثيره دعما للقضيه الفلسطينيه
.
وأسندت له البطولة في مسرحية “لن تسقط القدس” التي جالت عواصم
عربية، بهدف تسليط الضوء على “المخططات الصهيونية لتدمير الوعي
العربي وإنهاء حلم دولة فلسطين” واثناء احتفالية القدس عاصمة
الثقافه العربيه تم تكريم الفنان المصري الرائع نور الشريف بجائزة
القدس للثقافه والابداع وتم تسليمه الجائزه بالقاهره من امين سر
المكتب التنفيذي للجنه الوطنيه ل القدس عاصمة دائمه للثقافه
العربيه الاخ موسى ابوغربيه
.
وكان قد اعلن عن وفاته نقيب الفاننين المصريين الفنان سامح السريطي
الذي اكد ان الفنان نور الشريف قد توفي بعد صراع مع المرض
الفنان نور الشريف اسمه الحقيقي محمد جابر محمد عبد الله (28 أبريل
1946-11 أغسطس 2015)، ممثل مصري، اشتهر بتقديم العديد من الأعمال
السينمائية والتلفزيونية وكذلك على المسرح، بدأ حياته الفنية عام
1967 عقب تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية وكأن الأول على
دفعته، توفي في يوم الثلاثاء الموافق 11أغسطس 2015 بعد صراع طويل
مع المرض عن عمر يناهز 69 عاما.
ولد في منطقة السيدة زينب لأسرة من الطبقة العاملة في مركز مغاغة
قرية طنبدي بمحافظة المنيا، اسمه الحقيقى الكامل محمد جابر محمد
عبد الله، تزوج من الممثلة بوسي واستمر زواجهما لمدة طويلة حتى تم
الفراق العام 2006 ثم عادا مرة أخرة عام 2015، ولهما أولادهما هم
سارة و مي.
حصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير “امتياز” وكان
الأول على دفعته عام 1967. بدأ التمثيل في المدرسة حيث انضم إلى
فريق التمثيل بها كما كان لاعباً في أشبال كرة القدم بنادى الزمالك
ولكنه لم يكمل مشواره مع كرة القدم بسبب حبه للتمثيل الذي اتجه
إليه عن طريق الفنان سعد أردش الذي رشحه للعمل معه فأسند إليه
دوراً صغيراً في مسرحية “الشوارع الخلفية” ثم اختاره المخرج “كمال
عيد” ليمثل في مسرحية روميو وجولييت. وأثناء بروفات المسرحية تعرف
على عادل امام الذي قدمه بدوره للمخرج حسن الإمام ليظهر في فيلم
قصر الشوق ويحصل عن دوره على شهاده تقدير فكانت أول جائزة يحصل
عليها في حياته الفنية.
قام نور الشريف بعدها بعدة أدوار في السينما المصرية بدأها عام
1966 مع فيلم قصر الشوق ، وفي عام 1999 قدم فيلم العاشقان الذي قام
فيه بتجربة الإخراج لأول مرة، كما تألق أيضا في التليفزيون المصري
من خلال مسلسلاته الأشهر لن أعيش في جلباب أبى والرجل الأخر وعائلة
الحاج متولي وعدة مسلسلات تاريخية أهمها هارون الرشيد وعمر بن عبد
العزيز.
رحم الله الفنان القومي العربي نور الشريف وتعازينا لكل المثقفين
العرب فقد كان هذا الرجل احدهم يحمل ثقافه عاليه جدا دعم وساند
ابناء شعبنا في فلسطين التاريخيه واعتبر العلاقه معهم علاقه مع شعب
تحت الاحتلال رغم اتهامه من قبل البعض بانه يقوم بالتطبيع مع
الكيان الصهيوني وشرح هذا الدعم واماط كثير من عدم المعرفه عند
الكثير من العرب والمسلمين عن ابناء شعبنا في فلسطين التاريخيه عام
1948
.
انا شخصيا كنت ولازلت وساظل معجب بمواقف هذا الرجل القوميه
والعربيه المسانده لشعبنا واترحم على هذا الرجل الرائع راجيا الله
ان يتغمده بواسع رحمته وان يجعل فترة المه ومعاناته في ميزان
حسناته وانا لله وانا اليه راجعون
.
واقوم بنشر المقال الذي كتبه الفنان العربي نور الشريف عن فلمه
الرائع عن حياة الشهيد ناجي العلي حنضله
####
ناجي العلي… فيلم للوطن والحرية
بقلم الفنان نور الشريف
هل لانه ناجي العلي ام لانني نور الشريف… أكتب هذه السطور؟ لا أدري
وان كنت اعتقد انه لا فرق…!!
لا استطيع ان انسى هذا العام… عام (1990) حين خضت تجربة تصوير
فيلمي (ناجي العلي) مع المخرج الراحل عاطف الطيب… كنا, كل فريق
الفيلم, مشتعلين بالحماس وكل منا بدا كما لو كان يشكل نقطة تحول
مهمة في مسيرته الفنية, وكنت راضيا عن نفسي بنسبة كبيرة, لان العمل
يحتل المقام الاول في حياتي وحبي له يصل الى حد الجنون, ورغبتي في
التجديد ملحة دائما وكذلك الجدية في اختيار الموضوعات وهي النواحي
التي توافق مرحلة ما بعد الانتشار في حياة الفنان لتحقيق درجة من
النجاح, بحيث يصبح مطلوبا في السوق الفني, اي انه لا يقبل الاعمال
الجماهيرية فقط, لانها تقوده الى نهاية مؤسفة, فالفنان الذي يصل
الى مرحلة الانتشار في السوق يجب ان يعتمد درجة من التوازن حتى لا
يفقد الايمان الشعبي به, ويقوم هذا التوازن على طرح الافلام
الشعبية, في الوقت الذي يستغل فيه كفاءته لتقديم اعمال فنية لا
يستطيع تقديمها الجيل الجديد… ومن هنا انطلقت الى (ناجي العلي)…
و(ناجي العلي) لم يكن مجرد فيلم جاد في مسيرتي كان دليلي الذي
قادني الى مرحلة النضوج في زمن التردي السائد في معظم النتاج الفني
سواء على المستوى السينمائي أو المسرحي او الموسيقى او حتى
التلفزيوني, كان هو البديل المطلوب للافلام المبتذلة او افلام
المقاولات التي تتعمد الابتعاد عن صلب الهموم الكبرى والموضوعات
الجوهرية, وتعمل على طمس المشكلات الانسانية والقومية والوطنية من
خلال طرحها لموضوعات سطحية تخاطب الغرائز وليس العقول والقلوب.
فــ (ناجي العلي) فيلم الوطن والحرية, الوطن فلسطين وهي القضية
القومية الاهم ومحور الصراع العربي الصهيوني, والحرية هي المشكلة
المركزية في وضعنا العربي, ومن خلال هذا الفيلم سعينا لطرح رؤية
فنية سينمائية شكلا وموضوعاً تحاكي الفكرة جمالا وجدية.
وبالطبع كانت هناك أسباب أخرى غير رغبتي الملحة في التجديد لخوض
تجربة (ناجي العلي) اهمها ان صورة القضية الفلسطينية غير واضحة
تماما لان اختلاف وسائل الاعلام شوه هذه الصورة, وحدث تصيد لاخطاء
بعض الشخصيات الفلسطينية, لذا فإن حماسي انصب على مواطن فلسطيني من
داخل الارض المحتلة لم يتغير ورغم تنقله من قطر الى قطر الا ان
فلسطين ظلت تسكن داخله… هذا المواطن البسيط عاش حياة صعبة رفض
خلالها التضحية بفنه وقضيته.
تعاملت مع (ناجي العلي) على مستويين: القضية الفلسطينية, والارض,
وهي دائما الرمز للفنان الملتزم… الفنان الذي لا يبحث عن تبرير
لانهياره او ضعفه أو ابتعاده عن قضية, بل يصر على موقفه دون الخضوع
للتيارات الحزبية. ان حماسي لناجي العلي كان ينبع من التعلق
بالقضية الفلسطينية بعيداً عن التحيز والضغوطات, انه يحمل وجهة نظر
المواطن العربي الفلسطيني.
دفعني نحو ناجي العلي ايضا… اعتقاد انه النموذج الرائع لغياب
الحرية, لانه لا يمسك مدفعاً ولم يؤلف حزباً بل قلما وريشة وحبرا
واوراقا فقط لا غير, انه فرد يقف في الساحة وحده, بل انه ضعيف
البنية, ولو كانت هناك مساحة من الحرية لاصبح (ناجي) هو المرشد في
رحلة الصواب لانه يعكس نبض المواطن الفقير, مواطن المخيمات, لكن ما
حدث هو العكس, فغياب الحرية والديمقراطية قتله, هناك التباس يحدث
عند الناس دوما ومحوره ان الحرية تعني اطلاق الرأي فقط لان الآخر
سيستمع اليه ولا يفهمه, لكن الحرية ان تقول رأيك ولا يقتلك الطرف
الآخر.
وعلى هذا المستوى نجد ان ناجي العلي هو الضمير القوي للعديد من
القوميين العرب, لقد اختار طرح الرأي الجزئي والصريح دون تردد ولا
خوف, لان الصراحة صعبة حتى في الحوار حيث لكل طرف تبعيته, فكيف
الحال اذا كان هذا الشخص فناناً يطرح كل اخطاء الأنظمة.
ظللت عامين أو اكثر اتابع الموضوع واجمع المعلومات واقابل اصدقاء
ناجي من الكويت ولندن والدول العربية وسجلت لهم كماً من الحوارات
لا يمكن وصفه وهذا المشوار من البحث والتقصي كان لابد منه, لان
الشخصية حين تكون قريبة منك وفي عصرك من الصعب أن تصل الى الحقيقة
كاملة.
والحمد لله قدمت ناجي في فيلم, هو في الحقيقة فيلم عن الوطن
والحرية, وأنا مرتاح الضمير, فالنقطة الأساسية فيه كانت عن القضية
الفلسطينية من خلال مأساة فنان مبدع وملتزم. ورغم فرحتنا الغامرة
أنا وصديقي الكاتب وليد الحسيني شريكي في انتاج الفيلم وصديقي
المخرج الراحل المبدع عاطف الطيب وكل أسرة الفيلم الرائعة بعرض
الفيلم جماهيرياً, إلا أن فرحتنا كادت تختنق على يد الهجوم العنيف
الذي قادته إحدى الصحف المصرية ضد الفيلم وضد شخصية ناجي العلي
رسام الكاريكاتير الفلسطيني الذي عاش عمره كله محارباً ومعتركاً
بريشته ضد الإحتلال والإستسلام والتفكك العربي, صورنا الهجوم, نحن
فريق الفيلم, كما لو كنا مجموعة من الخونة صنعوا فيلماً خصيصاً ضد
مصر, حتى أنهم كتبوا وقالوا نور الشريف يقوم ببطولة فيلم الرجل
الذي (شتم) مصر في رسوماته, والحقيقة أن هذا الاتهام باطل, فـ
(ناجي العلي) كان يعشق مصر لأبعد الحدود وهذا ما توضحه رسوماته,
ولكنه هاجم السادات عند زيارته للقدس, وهاجم اتفاقية كامب ديفيد,
ناجي العلي لم (يشتم) مصر ولكنه عبر عن رأيه في رفضه لـ (كامب
ديفيد) , وهذا كان موقف كل العرب آنذاك ومعظم المثقفين المصريين.
سار الهجوم على الفيلم وفق سيناريو محبوك وربما أفلح في التأثير
على بعض البسطاء الذين لا يعرفون ناجي العلي ولم يدم هذا طويلاً
فالغشاوة سرعان ما تزول, ويكفيني الاستقبال الحار الذي استقبلت به
في بعض الجامعات المصرية والجهات الأخرى حيث تم عرض الفيلم, وعقدت
ندوات مفتوحة شارك فيها الآلاف ممن لم يتأثروا بهذا الهجوم.
كل هذا شد من أزري وساند موقفي في الصمود وعدم الاستسلام واصراري
على أن (ناجي العلي) من أهم أفلامي وسأظل أفخر به دائماً, بل وسأظل
أحلم بمواصلة مشواري على نفس الدرب وتقديم شخصيات أخرى تشبه ناجي
العلي, وتاريخنا العربي زاخر بها, ولن يرتاح بالي إلا إذا فعلته. |