عرض فى مسابقة «نظرة خاصة»، وهى مسابقة أخرى للأفلام الطويلة فى
مهرجان كان إلى جانب المسابقة الرئيسية، الفيلم الفلسطينى الروائى «عمر»
إخراج هانى أبو أسعد
هذا هو الفيلم السابع للمخرج الفلسطينى الذى ولد فى الناصرة عام ١٩٦١،
أى أنه من الذين نطلق عليهم عرب إسرائيل أو عرب ١٩٤٨، وكأن العرب هم الذين
جاءوا إلى فلسطين عام ١٩٤٨، بينما الصحيح أن اليهود هم الذين جاءوا إلى
فلسطين ذلك العام، وقاموا بإنشاء دولة إسرائيل على أرضها.
أخرج هانى أبوأسعد أربعة أفلام روائية طويلة قبل «عمر»، كان أولها عام
١٩٩٨، وفيلمين تسجيليين عامى ٢٠٠٠ و٢٠٠٢، واختير فيلمه الروائى الطويل
الثانى «زواج رنا» للعرض فى أسبوع النقاد فى مهرجان كان ٢٠٠٢، وحقق فيلمه
الروائى الطويل الثالث «الجنة الآن» نجاحاً دولياً كبيراً عندما اختير
للعرض فى مسابقة مهرجان برلين ٢٠٠٥، وفاز بجائزة الملاك الأزرق لأحسن فيلم
أوروبى، ثم أصبح أول فيلم لمخرج عربى يفوز بجائزة «جولدن جلوب» الأمريكية
لأحسن فيلم أجنبى عام ٢٠٠٦، وأول فيلم لمخرج عربى يرشح لأوسكار أحسن فيلم
أجنبى فى العام نفسه.
يعبر «عمر» عن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وليس من الغريب أن يكون
هذا الصراع موضوع أغلب وأهم أفلام المخرجين الفلسطينيين، فكيف لفنان يمارس
أى فن من الفنون ينتمى إلى الشعب الفلسطينى، ويعبر عن موضوع آخر بعد أن
تعرض هذا الشعب، ولايزال، منذ مائة سنة ويزيد لمحاولات الحركة الصهيونية
السياسية إنكار وجوده ومحو ثقافته، ثم إقامة دولة على جزء من أرضه منذ ٦٥
سنة.
لكن الشعب الفلسطينى قاوم، ولايزال يقاوم، من أجل إقامة دولته
المستقلة على أرضه، والمقاومة ليست فقط بالسلاح، وإنما أيضاً بالسياسة
والشعر والقصة والرواية والمسرحية واللوحة والتمثال والأغنية، وكذلك
بالأفلام، ومنها «عمر»، الذى تدور أحداثه فى الضفة الغربية أو أراضى السلطة
الوطنية الفلسطينية فى الزمن الحاضر، زمن إنتاج الفيلم.
إنها الضفة التى تمثل أقل من ربع أرض فلسطين، والتى احتلتها إسرائيل
عام ١٩٦٧، ولاتزال «محتلة» من منظور كل القوانين والقرارات «الدولية»،
وعليها قامت السلطة الوطنية الفلسطينية التى تعترف بها أغلبية دول العالم،
ومع ذلك لاتزال «محتلة» عملياً. ويوضح فيلم «عمر» لجمهوره الحقيقة التى لا
يدركها أغلب الناس، وهى أن الجدار الفولاذى العازل الذى أقامته إسرائيل لا
يفصل بين إسرائيل وفلسطين، وإنما يفصل بين أبناء الشعب الفلسطينى بإقامته
داخل القرى والمدن الفلسطينية أيضاً.
الجدار المعوق للحب
يبدأ «عمر» (٩٨ دقيقة)، الذى كتبه مخرجه، بالشاب عمر (آدم بكرى) يتسلق
الجدار لكى يلتقى مع صديقى عمره طارق (إياد حورانى) وأمجد (سمير بشارة)،
ومع نادية (ليم لوباني) شقيقة طارق الطالبة التى يتبادل معها الحب. لكنه ما
إن يصبح على قمة الجدار ويستعد للنزول من الناحية الأخرى حتى يطلق عليه
جنود الاحتلال الرصاص رغم أن الناحية الأخرى ليست إسرائيل، وإنما نفس
البلدة التى قسمها الجدار.
يصاب عمر إصابة طفيفة، ويتمكن من اللقاء مع صديقيه ومع حبيبته. وتبدأ
أحداث الفيلم مع مشهد يقوم فيه طارق بتدريب عمر وأمجد على إطلاق النار،
ويقول لهما فى نهاية المشهد «نحن جاهزون يا شباب». وفى مشهد آخر على الطريق
الرئيسى خارج البلدة تقوم دورية من جنود الاحتلال بإذلال عمر عندما يأمرونه
تحت تهديد السلاح بالوقوف على صخرة صغيرة رافعاً يديه من دون أى مبرر سوى
أنه فلسطينى.
وفى الليل يقوم الأصدقاء الثلاثة برصد مجموعة من جنود الاحتلال على
حاجز، ويطلب طارق إطلاق الرصاص، فيتردد عمر ولا يتردد أمجد ويصوب نحو أحد
الجنود ويقتله. ويبدأ الصراع بين أجهزة الأمن الإسرائيلية والشبان الثلاثة
لمعرفة من الذى قتل الجندى، وإلى أى فصيل سياسى ينتمون، والعمليات الأخرى
التى يخططون لها.
تعرف سلطات الاحتلال من قاموا بالعملية، ويعرف الشباب الثلاثة بالطبع
أن هناك من أبلغ عنهم من الفلسطينيين المتعاونين مع الاحتلال، ويتوصل طارق
إلى الجاسوس ويعذبه ويقتله. وتتم مطاردة عمر والقبض عليه وتعذيبه داخل
السجن. وهنا تبدأ دراما قوية كتبها وأخرجها هانى أبوأسعد ببراعة واقتدار عن
علاقة القط والفأر بين عمر ورامى (وليد زعيتر)، ضابط المخابرات الإسرائيلى
الذى يتولى القضية، ويريد أن يعرف بالضبط من يكون قاتل الجندى.
الاحتلال المدمر للقيم
يدبر رامى للإيحاء بأن عمر أصبح متعاوناً، فيتعرض للتعذيب على أيدى
الفلسطينيين كما حدث له على أيدى الإسرائيليين، وفى الوقت نفسه يكون قد نجح
فى تحويل أمجد إلى متعاون حتى يصل إلى طارق، ويقوم أمجد بإبلاغ عمر بأن
هناك علاقة بينه وبين نادية، وأنها حامل منه. ومرة أخرى يلتقى الثلاثة،
وعندما يعرف طارق أن أخته حامل من أمجد يشتبك معه، فيطلق عليه أمجد الرصاص
ويقتله. وحباً فى نادية يقوم عمر بمنح أمجد المال الذى ادخره من عمله كفران
فى مخبز ليتزوجها تجنباً للفضيحة.
وبقدر ما يدين الفيلم الجدار الذى يعوق الحب، بقدر ما يدين الاحتلال،
ليس فقط لأنه عدوان وقهر باستخدام القوة المسلحة، وإنما أيضاً لأنه يؤدى
إلى تدمير القيم الإنسانية، وتحويل الحياة إلى جحيم من الشكوك المتبادلة
بين الطرفين المتصارعين، وكذلك بين أفراد الشعب الذى يعانى من الاحتلال
ويقاومه.
ثلاث نهايات
ورغم القوة الدرامية فى التعبير عن العلاقة بين عمر ورامى، ونجاح آدم
بكرى فى أداء شخصية عمر المركبة، وتمكنه من الصمود أمام ممثل متميز على
أعلى المستويات العالمية وهو وليد زعيتر، ورغم أن الفيلم يبدو، فى بعض
الأحيان، أقرب إلى الميلودراما الصارخة، إلا أن المشكلة الحقيقية وجود ثلاث
نهايات فى ربع الساعة الأخيرة من عرضه أو نحوها، وهى مشكلة درامية وسياسية
فى آن واحد.
النهاية الأولى جنازة طارق التى يشترك فيها عمر وأمجد، وتعنى استمرار
الكفاح طالما أن هناك شهداء، ولو كان القاتل الفلسطينى أمجد، فالقاتل
الحقيقى هو الإسرائيلى رامى، وما كان أمجد سوى أداته فى قتل طارق. لكن
الفيلم ينتقل بعد عامين لنرى سلطات المقاومة تفتح التحقيق من جديد لتعرف من
قتل طارق. وكما بدأ الفيلم وعمر يتسلق الجدار، نراه مرة أخرى يتسلقه لكنه
لا يستطيع الوصول إلى قمته، ويظل معلقاً بين السماء والأرض. وإذا كانت
النهاية الأولى نمطية، فإن هذه النهاية الثانية نموذجية على شتى المستويات.
إنها نهاية بلغة السينما تغلق الدائرة لصراع يبدو من دون نهاية، وآن له أن
ينتهى، لكنها نهاية مفتوحة على الاحتمالين.
أما النهاية الثالثة، أو نهاية الفيلم الحقيقية، التى اختارها كاتبه
ومخرجه، فهى اكتشاف عمر أن نادية لم تكن حاملاً، وأنها كانت حيلة من تدبير
رامى عندما تمكن من السيطرة على أمجد، وأراد الوصول إلى طارق. وعندما يعود
رامى ويسأل عمر من قتل الجندى، يقول له سوف أخبرك مقابل أن تمنحنى مسدساً.
وبالفعل يمنحه رامى المسدس، وهنا يطلق عمر عليه الرصاص ويقتله. وهذه نهاية
تعنى أن العنف مستمر طالما ظل الاحتلال قائماً.
samirmfarid@hotmail.com
المصري اليوم في
23/05/2013
هاني أبو أسعد يجدّد نبوءة محمود درويش
في أن "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"
"كان"
- من عرفان شيد
إذا كانت الديمقراطية تعني حق الجميع في الوجود وشغل المساحة والموقع
الذي يريدون وتقديم ما يحلو لهم، فإنها، أي الديمقراطية، تعني أن تمتلك،
أنت أيضاً، الحق في اعتبار ما يقدّمه البعض تفاهة مُطلقة، وذلك هو الاحساس
الذي انتابني وانتاب الكثير من النقاد الذين غادروا قاعة صالة لوميير، وقد
انطبعت على وجوههم( وجوهنا) ابتسامة محتارة حول قرارنا بالاستيقاظ صباحاً
في السادسة والنصف والهروع إلى القاعة والوقوف في الطابور لمشاهدة فيلم
تافه، بكل المعاني، يروي قصة شاب عصابي امريكي، قتل والده وهرب إلى تايلاند
وفتح برفقة شقيقيه العصابي والمهووس جنسياً أكثر منه، نادياً للكيك بوكس.
نكتشف فيما بعد أن أمّه، عرّابة وزعيمة
ذلك هو فيلم " الرب لوحده هو من يغفر" للمخرج الدانماركي نيكولاس
ويندينغ ريفن، ويروي عن عرّابة عصابة مخدّرات أمريكية، كانت السبب في
عصابية ولديها اللذين هربا من الولايات المتحدة بعد أن أقدم الصغير، جوليان
( ويؤديه بسطحي مطلقة رايان غوسلينغ) على قتل والده. وإذا ما خلعنا عن
الفيلم هذا المعطى النفسي، فإن كل ما فيه مصطنع، غث سطحي ومقلّد، تقوده
رغبة مخرج دانماركي أن ينافس مخرجي أفلام المافيا والإجرام المشرقيين، دون
أن يتمكّن من الاقناع.
وقد يتساءل القارئ: "إذا كان الأمر كذلك، فلماذا توجع دماغي بالحديث
عنه؟!"
هو مُحقٌ في ذلك مئة في المئة، لكن كان عليّ إعلامه بهذا الغث الذي
ضمّه المدير الفني للمهرجان في مسابقته الرسمية.
شريط مفيد
زميلة ناقدة تركية، قالت لي، ونحن خارجان من القاعة: " بعد هذا
الهراء، سأذهب لأنجز أمراً ضرورياْ ومفيداً، أنا ذاهبة لمحاورة المخرج
الفلسطيني هاني أبو أسعد عن فيلمه "عمر".
وهو بالفعل شريط مفيد، ما قدّمه هاني أبو أسعد ضمن برنامج " نظرة ما"
في هذه الدورة من المهرجان.
ويروي شريط "عمر" قصة يومية تحدث في فلسطين كل يوم، ويضع هاني أبو
أسعد مشاهده ، عبر هذا العمل، أمام الثلاثي الرهيب الذي يواجه الفلسطيني
الذي يعيش في داخل إسرائيل أو في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية: "
السجن"، "الاستشهاد" أو "الخيانة"، ولا يرى خياراً آخر، ما يعني غياب أي
أفق لحلٍ ما للقضية، على المستقبل المنظور، على الأقل.
ففيما بدا المخرج في شريطه الأول " زواج رنا" أكثر تفاؤلية عبر قدرة
الشابة رنا على التعامل مع مستقبلها كإمرأة، وسخريتها من الأشياء التي كانت
تقرب من لعب الصِبية، وعرض التواجه ما بين الفلسطيني والاحتلال عبر يوميات
حياتية، عاد في "الخروج من الجنة" ليلج إلى داخل الفلسطيني وأعباء تاريخه
على كاهل حاضره، عبر الرغبة الجامحة لشاب مُقدم على عملية انتحارية لـ" غسل
عار" يلاحقه بسبب اتهام والده بالخيانة، ولاستعادة نقاء اسم ذلك الأب الذي
يعتقد هو، أو يؤمن، ببراءته ممّا يُتّهم به.
خبز .. وحب
مفردتان أساسيتان ليوميات الشاب عمر ( ويؤديه ببراعة وحيوية آدم بكري)
الذي يُغامر بحياته كل يوم بتسلق جدار الفصل العنصري بين الضّفة ومناطق الـ
48 للوصول إلى حبيبته نادية، شقيقة، صديق العمر، طارق ( يؤديه إياد هاروني)
وليلتقي الإثنان بالصديق الآخر أمجد (يؤديه سامر بشارات) وليخططوا معاْ
عملية فدائية تنتهي بقتل جندي إسرائيلي. يُعتقل إثرها عمر ويخضع إلى تعذيب
قاسٍ وتتمكن الشرطة الإسرائيلية من استدراجه منتزعة منه نصف اعتراف يُصبح
كسيف دامقليس المُسلّط على رأسه ويُدخله في دوّامة تُشوّب نقائه الوطني
وتُدخله دائرة الشكوك، التي لا خلاص منها إلاّ بقرار لا يقدم على مثيله
إلاّ من كان نقياً في داخله مئة في المئة.
وباستفادته من القدرة الأدائية والحيوية والجهد العضلي الكبير الذي
يبذله آدم بكري ( إبن النجم الفلسطيني الكبير محمد بكري) فقد بنى هاني أبو
أسعد شخصية عمر على معطيين أساسيين، هما الخبز والحب، فالشاب يعمل خبازاً،
أي هو من يمنح الغذاء للناس، وهو غارق في حب حبيبته نادية، ويراها مبتغى
آماله، وليس بإمكان شخصية مثل هذه إلاّ أن تكون إيجابية وباعثة على الأمل،
برغم المأساة، وهي، أي شخصية عمر، ترسم المعطى الرابع إلى جانب ثالوث
الاستشهاد، السجن أو الخيانة، الذي وضعنا هاني أبو آسعد إزاءه في مفتتح
الفيلم، أي معطى الأمل الذي لن يموت ابداً، بعيداً عن أية شعارية وحماس،
فمن يصنع الخبز ويحب، مؤمن تماماً بما قاله الكبير محمود درويش " على هذه
الأرض ما يستحق الحياة..."
غاتسبي العظيم..
رهان الامساك بروح النص الروائي
فيصل عبد الله
-إنطلقت
العروض الشعبية لشريط "غاتسبي العظيم" في الصالات السينمائية الأوربية وبعض
الدول العربية. وقبلها أفتتح به، ليلة الخامس عشرة من الشهر الجاري، مهرجان
"كان" السينمائي الدولي دورته السادسة والستين، وبطريقة ترتقي الى سمعة هذه
التظاهرة العريقة وبهرجتها الباذخة. وبدت، ربما، أقرب الى محاكاة رمزية
لليال عارمة أقتبس عوالمها الإسترالي باز لورمان عن رواية الأميركي ف. سكوت
فيتزجيرالد الكلاسيكية، المقاربة في بعض فصولها الى حياة كاتبها الشخصية،
في شريطه المصور بالأبعاده الثلاثية.
-منذ صدورها في منتصف عشرينات القرن الماضي،لم ينقطع النقاش حول القيمة
الأدبية لهذا العمل الروائي القصير على جانبي الأطلسي. ولم تنقطع، أيضاً،
الإقتباسات السينمائية وتقديمها الى الشاشة الفضية وبأكثر من قراءة.كان من
بينها عمل جاك كلايتون في العام (1974)،كتب السيناريو فرانسيس كوبولا ومن
بطولة روبرت ريدفورد ومايا فارو، وفيلم الأميركي روبرت ماركوفيتز
التلفزيوني في العام (2000). ووصلت عدوى إقتباساتها الى السينما العربية،
حين قدمها المخرج محمد خان في شريطه "الرغبة"، نهاية سبعينات القرن الفائت،
ومن بطولة نور الشريف ومديحة كامل.
-ومع ذلك، ظل سؤال الإمساك بروح هذا النص الميلودرامي وتقديمه
سينمائياً هو الرهان؟ فضلاً عن راهنية عوالمها في محاكاة حاضرنا ذو الملامح
الأميركية هو ما يدور النقاش حوله اليوم؟. في قراءته، ساعد في كتابة
السيناريو بمعية غريغ بيري، أختصر لورمان دراما شريطه بفرجة سينمائية
خالصة، وعززها بما تجود به المؤثرات البصرية من قوة إبهار. وأسند
للنجم/الممثل ليوناردو دي كابريو مهمة تجسيد شخصية غي غاتسبي النافذة
والمحاطة بالألغاز، وللممثلة الإنكليزية كيري موليغان دور عشيقته ديزي،
فيما يؤدي قريبها نيك، الممثل توبي ماغواير، دور الراوي.
-ولكي لا يشطح كثيراً في خيالاته، فقد طعم لورمان شريطه ببعض فقرات
الرواية المهمة والأثيرة على لسان نيك وهو يسطرها على الآلة الكاتبة. إذ
يخضع الأخير، بفعل أزمتي كآبته وإدمانه على تناول المشروبات الكحولية، الى
جلسات مع معالج نفساني يقترح عليه كتابة سيرة جاره غاتسبي وما عرف عن
حفلاته الباذخة. "في سني عمري الأكثر طواعية منحني أبي نصحاً"، كما صاغها
الكاتب الراحل نجيب المانع في ترجمته البارعة للعمل، يبدأ نيك بإسترجاع
عوالم غاتسبي الخرافية. وفيها، أيضاً، يستعيد أيامه،كمضارب في سوق السندات
المالية خلال سنوات ما عرف بـ"حظر بيع الكحول"، حيث أستأجر منـزلاً صغيراً
بالقرب من قصر غاتسبي المنيف، حيث تدور حول حفلاته الأسبوعية وعمله وثروته
وتاريخه الأحاديث والنميمة والشكوك.
-فهو الجاسوس الألماني، وخريج جامعة أكسفورد البريطانية العريقة،
والمتوج بنياشين إنتصارات الحرب العالمية الأولى، والقاتل بدم بارد،
والمخترع لشخصيته والمتماهي معها حد الإنغمار، والمرتبط بعصابات التهريب،
وصاحب الثروة الطائلة، والماضي المبهم، والشبح في آن. ومع ذلك، يواظب حشد
من أصحاب الأعمال والمصرفيين والقضاة ورجال الشرطة والموسيقيين والمشاهير،
ومن الجنسين، حضور حفلاته من دون غضاضة. مشاركة،كما يقول الشريط، وقبله
الرواية، غايتها العيش في "فانتازيا" وعود "الحلم الأميركي" المفتوحة
الآفاق.
-يَطلع نيك على هذا العالم تدريجياً، إذ ما ان تصل إليه دعوة لحضور
حفلة جاره نهاية الأسبوع، حتى يتكشف له عالم براق ويحيله الى متفرج وراوٍ
أمين. من هو "غاتسبي"؟ ومن يقدمني له؟ كان سؤال نيك وشاغله وهو يطأ عالماً
من دون ان تشفع له الدعوة الخاصة أو الإجابة على أسئلته. ما يحصده نيك في
تلك اللليلة هو عدم المبالاة والتحفظ والعزلة، الى حين يظهر "غاتسبي"،
ببدلته الزهرية الأنيقة وعلى بنصره خاتمه المميز. ظهور محاط بالألغاز وعلى
وقع إطلاق الألعاب النارية وصخب الموسيقى وزجاجات الكحول المسفوحة.
-كان ما يدور في ذهن غاتسبي واضح، وينحصر بتكليف نيك على أمل ترتيب
لقاء سري يجمعه مع قريبته ديزي الساكنة قبالة قصره المطل على خليج "لونغ
آيلاند" الخلاب. مقابل وعد بتقديمه لاحقاً الى رجل الأعمال وولفشايم (النجم
الهندي ذائع الصيت أميتاب باشاشان) والتربح منه. وبالفعل يجدد نيك علاقته
بديزي وزوجها الثري توم بوكانين (جول أدغرتن)، إلا انه يكتشف علاقة الأخير
العاطفية بصديقة العائلة ميرتل وويلسون (أيلا فيشر). يكتشف، أيضاً، تفاهة
ديزي عند الحديث عن حياتها الأسرية وما تقوله عن طفلتها؛ "أتمنى ان تكون
حمقاء....ذلك هو أفضل ما يمكن للفتاة ان تكونه في هذا العالم، جميلة وحمقاء
قليلاً".
-وعلى خلفية صورة مزوقة لعشرينات القرن الفائت، يبني لورمان سرديته
السينمائية وعلى مدى 144 دقيقة. إذ يختلط عالم الثراء والمال والسلطة
والكذب والنفاق والملل والخيانات والتفاهات وموسيقى الجاز وحفلات الرقص
الماجنة ولقطات تاريخية قديمة ملونة لمدينة نيويورك، ومنطقة هامتون حيث
تدور أحداث الرواية/ الفيلم في آن، وخليج "آشي" ومشاهد لشوراع إفتراضية
يجول فيها غاتسبي بسيارته الرياضية.
-ما شيده غاتسبي من عالم "خيالي"، وجعل حياته تتمركز حوله هو ما يمر
أمامنا على الشاشة. ولكن التحقق من فكرة "الحب" الخالدة كان ما ينقصه. إذ
جعلها حلمه وتعوذيته اليومية، والمعادل لقوانين الطبيعة وأحكام القدر.
أوكما يقوله نيك حين يستعيد شريط تلك الأحدث "عاش طويلاً مع حلم وحيد. ما
يجعله موضع إحترام. وفي الوقت نفسه كان واهماً وغير حكيم". ورغم ان رواية
غاتسبي لا تدور حول فكرة الحب لوحدها، إلا ان فصولها الأخرى تدور حول
ممكنات إطلاق عنان الخيال الى أوسع مدياتها. فما شيده غاتسبي من عالم "فنتازي"،
هو في نهاية الشريط مقتله بطريقة تافهة.
-ولعل مقطع لقاء غاتسبي مع محبوبته ديزي، في بيت قريبها، كانت غايته
سماع جملة واحدة فقط "أنا أحبك". إلا ان ديزي كانت، هي الأخرى، ساهمة في
عالمها فتسأله "هل كل هذا من صنيعة خيالك". سؤال كبير موجه الى غاتسبي،
لكنه، في الوقت ذاته، موجه لنا كمشاهدين ونحن نتابع فصولاً من "فانتازيا"
من أبتلى بحلم الوعود الوردية. هدوء غاتسبي يدفع بديزي الى القول "تبدو
هادئاً مثل صور أشخاص الإعلانات"، لكنها تنسى واقعها وهي المتورطة في شباك
حلم الثراء والقبول بشروط اللعبة الى نهاية الشوط.
-"عصر الجاز" و "صخب العشرينات"، مصطلحات أشتقها فيتزجيرالد
نفسه، و "منع بيع المشروبات الكحولية"، والتي كان معادلها البصري الإسراف
في تعاطيها حد الإنهيار، وتضييع فرص الإستفادة من أداء الممثلين وسط صخب
وبهرجة الحفلات هي خلاصات معالجة لورمان السينمائية لهذا العمل الروائي
المهم. بعد مقتله على يد صاحب ورشة تصليح سيارات ومحطة بترول، وقرار ديزي
السفر مع أبنتها وزوجها، وخلو بيت غاتسبي من زواره المعتادين، تتوقف
الكاميرا عند صرخة نيك "إنهم شلة فاسدة. ولكنك كنت الأفضل منهم " لتكون
خاتمة الشريط والرواية. هل كان صاحب "مولان روج" و "روميو وجولييت" و "إستراليا"
أميناً بنقل عوالم رواية فيتزجيرالد، خصوصاً النثرية منها، الى السينما؟
سؤال تبدو الإجابة عليه بالنفي!!!.
المدى العراقية في
23/05/2013
يوم لم يهزم نيكسون بطل الملاكمة بالضربة القاضية
كان (جنوب فرنسا) – إبراهيم العريس
جرت العادة في مهرجان كان السينمائي، أن يأتي واحد من كبار مبدعي هذا
الفن بفيلم صغير حققه على «هامش» مساره المهني، ليعرضه بكل تواضع في تظاهرة
ثانوية، راغباً في أن يكون أشبه بوصية له. يحدث هذا كثيراً، لكننا هنا
نكتفي بحالتين: يوم عرض فرانسيس فورد كوبولا تحفته الصغيرة «تيترو» قبل
أعوام، ثم حين عرض برناردو برتولوتشي «أنا وأنت» في العام الماضي.
وفي دورة هذه السنة، كان دور المخرج الإنكليزي ستيفن فريرز الذي لا
يقل مكانة عن زميليه الأميركي والإيطالي، ليعرض فيلمه «الصغير» الجديد
«أعظم معارك محمد علي»... لكن الفارق يكمن في أن حميمية الفيلمين السابقين
تخلي المكان هنا لعمل تاريخي – سياسي. وكان يمكن أن نقول «عملاً رياضياً»
أيضاً لولا أن المعركة المقصودة في العنوان هي معركة ملك الملاكمة في القرن
العشرين محمد علي (كاسيوس) كلاي ضد إدارة نيكسون التي بذلت كل جهدها بداية
سنوات السبعين من القرن الماضي لسجنه وإلغاء ألقاب بطولته العالمية لمجرد
أنه رفض أن يحارب في صفوف الجيش الأميركي في فييتنام، مستنداً يومها إلى
«أسباب دينية» إثر اعتناقه الإسلام منضماً إلى جماعة «أمة الإسلام» بزعامة
أليجا محمد.
هذا هو إذاً الإطار التاريخي لتلك المعركة التي حقق عنها فريزر فيلمه
الجديد... ومن هنا، حتى إذا كانت هناك في الفيلم مشاهد ملاكمة، فإنما أتت
هامشية مأخوذة من الأرشيف، ما يجعل جزءاً أساسياً من الفيلم وثائقياً، فيما
الجزء الآخر، والأطول، روائياً.
هذا الجزء الروائي مشغول إلى حد ما داخل القاعات المغلقة للمحكمة
الدستورية الأميركية العليا التي يتعين عليها بعد الحكم على كلاي بالسجن
خمس سنوات وتجريده من اللقب وبغرامة مالية، أن تؤكد الحكم أو تنقضه. ونعرف
أن هذه المحكمة الدستورية العليا كانت في ذلك الحين تحت هيمنة قضاة يمينيين
جمهوريين، ما سهّل على الرئيس نيكسون أن يتدخل لتأكيد الحكم، من ناحية لمنع
حالة كلاي من أن تصبح سابقة قضائية تسهّل تمنع الشباب عن الذهاب إلى الحرب،
ومن ناحية أخرى لمعاقبة كلاي نفسه على مواقفه «الاستفزازية العنيفة».
غير ان الأمور لم تجر في النهاية كما كان البيت الأبيض يشتهي. لكن ذلك
في الحقيقة، وعلى عكس ما يقول عنوان الفيلم، لم يكن بفضل نضال كلاي نفسه،
بل إن الملاكم البطل غائب تماماً عن الجزء الوثائقي وعن الصراع «الدرامي»
الذي يشغل هذا الجزء! الصراع هنا أميركي- أميركي خالص. بل حتى أبيض- أبيض
خالص، بعدما انسحب العضو الأسود الوحيد من هيئة القضاة معلناً أنه أصلاً ضد
كلاي!
بنى فريرز فيلمه، إذاً، على فكرة السجال القانوني وعلى الوعي الأخلاقي
الذي يستيقظ بالتدريج لدى القضاة، إذ يساعد المعترضين على الحكم محامون
شبان يكتشف أحدهم سابقة تتعلق باعتبار شهود يهوه ذوي حق في التمنع عن خوض
الحرب لأسباب دينية، فتنوجد الذريعة: لماذا لا يعطى هذا الحق أيضاً لجماعة
«أمة الإسلام» وتنتصر عدالة البشر على عدالة السلطة ولا يحتاج كلاي إلى خوض
الصراع؟
هكذا يأتي هذا الفيلم بعد أكثر من أربعين عاماً ليعيدنا إلى القضية
التي كانت تبدو في زمنها شائكة وضخمة، ويحاول أن يجتذب المتفرجين باسم صاحب
العلاقة، بطل الملاكمة، ليقدم عملاً آخر من أفلام المحاكم التي لها دائماً
جاذبيتها.
لكن الفيلم ينبني هنا على ترابط بين العام والخاص لا يبدو مقنعاً، وإن
كان الجيد في الأمر أنه يعيد التذكير بدور المحاكم الدستورية العليا في
سياسة باتت تحاول القفز على ذلك المستوى القضائي المدهش والمطمئن، حيثما
تكون هناك دولة وحكم قانون وسلطة ديموقراطية تعتبر نفسها خاضعة لحكمه...
وليس هذا بقليل في أيامنا هذه بالتأكيد.
الحياة اللندنية في
23/05/2013
المخرج التشادي صالح هارون في «كان»:
سلطات بروكسل احتجزت بطل فيلمي بسبب مظهره
أحمد الجزار
قال المخرج التشادي محمد صالح هارون، إن سيلمان ديمي، بطل فيلمه
الجديد Grigris
عاش مغامرة صعبة، أثناء حضوره إلى «كان»، حيث كان يحمل تأشيرة عادية،
مشيرًا إلأى أن شرطة بروكسل أوقفته على الحدود مبررة ذلك بـ«مظهره
الغريب»، لافتًا إلى أنه تم احتجاز «سليمان» لمدة 5 ساعات، قبل أن يتدخل
المهرجان وآخرين للسماح له بالخروج، واصفًا منع أشخاص عاديين من المجئ إلى
أوروبا بأنه «شئ معيب».
وأضاف «هارون» خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته له إدارة الدورة 66
لمهرجان «كان»، للحديث عن فيلمه الذي عرض صباح الأربعاء، ضمن أفلام
المسابقة الرسمية، أن «سليمان» قدم الدور الرئيسي في الفيلم وكان سيد
إيقاعاته، مشيرًا إلى أن الأخير« عمل على الفيلم فترة طويلة».
وأشار إلى أنه طلب من «سليمان» التعبير عن مشاعر معينة من خلال الرقص،
مشددصا على أنه كان يتسجيب بشكل جيد لأنه ليس كثير الكلام بطبعه، وكان يعبر
عن الأشياء من خلال الرقص.
تدور أحداث الفيلم حول شاب تضعه ساقة المشلولة أمام حاجز كبير لتحقيق
حلمه بأن يكون راقصًا، لكنه استطاع بقوته أن يحقق حلمه قبل أن يعلم بمرض
عمه الخطير فيقرر العمل مع مهربي الوقود من أجل انقاذ حياته.
«مولود
في مكان ما» يمثل الجزائر في «كان»
أحمد الجزار
عرض، الأربعاء، ضمن جدول العروض الخاصه الفيلم الجزائري "مولود في
مكان ما " للمخرج محمد حميدي
قال محمد حميدي، مخرج الفيلم الجزائري «مولود في مكان ما»، الذي يمثل
الجزائر في الدورة 66 لمهرجان «كان» السينمائي، إن العمل يتعرض لأزمة
الهجرة وخلفياتها من خلال شخصية «فريد» الذي يضطر إلى العودة لبلده الجزائر
التي لا يعرفها لإنقاذ والده، مشيرًا إلى أن هذا الفيلم تجربة شخصية له،
بدأ العمل بها عام 2004، وقد أدى الأدوار الرئيسية في الفيلم كل من جمال
بوز، وتوفيق جلال.
وأضاف «حميدي» خلال المؤتمر الصحفي الذي عرض لمناقشة فيلمه: «يستعرض
الفيلم ملاحظات (فريد) بشأن جذوره وعقدة الذنب تجاه عائلته الجزائرية، من
خلال أسئلة طرحتها على نفسي من قبل، حيث يتناول الفيلم البحث عن الهوية،
ومسألة الهجرة».
وتابع: «حاولت أن أفسر لماذا يجازف رجال ونساء من أجل مغادرة بلادهم،
وتوصلت إلى أن السبب ليس الاستفادة
من الضمانات ومن الإجازات المدفوعة الأجر، إنما من أجل تأمين مستقبل أفضل
لأبنائهم».
واختتم: «أخرجت فيلمًا اجتماعيًا وسياسيًا، كنت دائما ملتزمًا، وأحاول
معالجة المواضيع بشكل لا نزاعي، وقد أضفى الممثل جمال دبوز على الشخصية
فكاهة وحذاقة أردت إضافتهما إلى الفيلم».
الأربعاء 22 مايو 201310:20
«سبيلبرج»
يرفض تحمل «كان» لتكاليف إقامته:
المهرجان ليست لديه إمكانيات لذلك
رويترز/
أ.ش.أ : رفض المخرج والمنتج الأمريكي، ستيفن سبيلبرج، رئيس لجنة تحكيم
الدورة 66 لمهرجان «كان» السينمائي الدولي، أن تقوم اللجنة المنظمة
للمهرجان بدفع تكلفة إقامته في فرنسا، مبررًا ذلك بأن «مهرجان (كان) ليست
لديه إمكانيات».
وقام «سبيلبرج» بدفع تكلفة الفيلا التي قام بتأجيرها لتكون مقر إقامته
وزملائه، إضافة إلى دفعه لتكاليف حجز جناح في فندق «ماجستيك» ليستخدمه
كمكتب متابعة له، ليكون قريبًا من اليخت الذي يمتلكه الراسي أمام الفندق،
والذي يبلغ طوله 85 مترًا ويصل ثمنه إلى أكثر من مليون يورو.
المصري اليوم في
22/05/2013
قط الأخوين كوين يثير الجدل فى كان..
والمخرج: إنه بطل الفيلم
إعداد ــ رشا عبدالحميد
مرة أخرى يعود الاخوان ايثان وجويل كوين الى مهرجان كان السينمائى،
حيث يشارك فيلمهما «داخل ليوين دافيس» فى المسابقة الرسمية، حيث كان اخر
اشتراك لهما فى المهرجان عام 2007 بفيلم «لا بلد للعجائز» الذى رشح للسعفة
الذهبية.
الفيلم الجديد واللذان قاما بتأليفه واخراجه كعادتهما تدور قصته فى
عام 1961، حول حياة مغنى شاب يدعى ليوين دافيس يفضل الموسيقى الشعبية،ويلعب
دوره الممثل اوسكار ايزاك، ولكن يجد نفسه فى مفترق الطرق، فاثناء الشتاء
القاسى فى نيويورك، يسعى جاهدا إلى كسب قوت عيشه كموسيقى ويواجه عوائق تبدو
مستعصية ــ بعضها هو السبب فيها، ويحلم هذا الشاب أن يصبح له تسجيلات
وحفلات كاملة العدد ولكن هذا الحلم يبدو مستحيلا. واصبح لا يعيش إلاّ بفضل
المساعدة التى يحصل عليها من أصدقائه أو من الغرباء، تؤدى به مغامراته إلى
تقديم اختبار استماع أمام احد عملاقة الموسيقى.
وفى المؤتمر الصحفى الذى اقيم عقب عرض الفيلم وحضره الاخوان كوين
وابطال الفيلم وهم الممثل أوسكار إيزاك، الممثلة كارى موليجان، المغنى
والممثل جاستن تمبرلاك صرح المخرج جويل كوين عن القط الذى يظهر فى الفيلم
بعد أن اثار ذلك تساؤلات الصحفيين الحاضرين ساخرا «ليس للفيلم قصة ولا حبكة
حقيقة ولذلك أضفنا القط، نعم، الفيلم يدور حول القط!»
وتحدث أوسكار إيزاك عن دوره فى الفيلم قائلا «لسوء الحظ، لم تكن
الشخصية فى المكان والوقت المناسب، وسلوكها هادماً، وتبحث عن الأصالة
ولكنها لم تكن محترفةً، ولديها هذا الصراع الداخلى حيث كانت منقسمة بين
النجاح والفشل».
واشار إيثان كوين الى اهمية الاختيار الجيد لفريق العمل قائلا «إن
اختيار فريق العمل هو امر فى غاية الاهمية، فحينما نكتب قصة عن شخصية معينة
توجد فى كل مشهد، فعلى هذا الممثل أن يكون قادراً على أن يتصرف مثل
الموسيقى وأن يصمد طيلة الأغنية ، وقد بذلنا جهدا حتى نجحنا فى العثور على
أوسكار».
وعن مفهوم وفكرة النجاح والفشل تحدث جاستن تمبرلاك قائلا» نصادف
الكثير من الأشخاص الموهوبين ولكن لا أحد يستمع إليهم، فالحظ والصدفة يمكن
أن يصنعا المسيرة الفنية لشخص ما،ولكن اهم شىء هو عدم حصر انفسنا فيما
يمنعنا من التعبير عن انفسنا».
اما الممثلة كارى موليجان فكشفت عن تجربتها كممثلة ومغنية قائلة «كنت
اشعر بالقلق والتوتر من الغناء، فالتقينا وعملنا معا وتدربنا على الموسيقى
وسمعناها وقمنا بعدة اختيارات، وكل ما استطيع قوله إن جويل وإيثان يمتلكان
فنا يجعلك تشعر بالارتياح».
حيوانات شهيرة على شاشة مهرجان «كان»
الشروق: يقام حاليا فى قصر المهرجانات وعلى هامش مهرجان كان السينمائى
فى دورته السادسة والستين، معرض للرسومات المتحركة للحيوانات الشهيرة مثل
الفأر والقطة والتى استعان بها فى بعض الأفلام السينمائية لكبار المخرجين
السينمائيين من أمثال «شارلى ــ شابلن» و«فللينى» و«سبيلبرج» و«تاراتينو»
والتى يقام عليها مزاد فى نهاية المعرض فى 26 مايو الجارى ويخصص دخله
لرسامى الرسوم المتحركة من أجل السلام.
ويضم المعرض حوالى مائة رسم من الرسوم التى ظهرت فى الصحف للفنان «ديلم»
من الجزائر و«فيليس» من تونس و«جيلوك» من بلجيكا و«مارجان» من إيران وبعض
الصور تشير إلى أن الإبداع السينمائى مهدد فى بعض الدول مثل الجزائر وإيران
والصين ومن بين الرسومات رسم «القطة» للرسام البلجيكى جولوك، والإيطالى
ألساندرو ــ جاتو والتى تلقى الضوء على الفن السابع
الشروق المصرية في
22/05/2013
مخرج فيلم
the Great Beauty:
الفقر لا يسرد ولكنه يعاش
كان - علا الشافعى
قال المخرج باوبلو سورينتينو إن فيلمه
The Great Beauty
يعتبر شهادة عن عالم روما التى زارها منذ وقت طويل، حيث كان
يعمل هناك ثم رحل عنها، وتسنى له أن يجمع طُرفاً عديدة عن البورجوازية
والسهرات الرومانية، مضيفا فى المؤتمر الصحفى الذى عقد عقب عرض الفيلم فى
فعاليات مهرجان كان أن الفقر بالنسبة له لا يُسرد ولكنه يُعاش، ولهذا السبب
فإن الفيلم لا يصوّر الفقر المادى، ولكنه يُبرِز الفراغ، وحاول أن أنظر إلى
ما يكمن وراء افتقار بلدان.
أما طونى سيرفيلو، بطل الفيلم فقال حول المقارنة بين الفيلم وفيلم La Dolce Vita
لفريديركو فيلينى: "أظن بأن فيلينى كان ينظر إلى روما متكئاً ومستريحاً فوق
السلم، بالمقابل، لكن باولو ينظر إليها وهو ينزل درجات السلم، وأظن أنه
استمد إلهامه الشكلى من هذا المعلم السابق، وكان فيلينى يتغذى من الحماس
التى توّلد فى أعقاب الحرب العالمية الثانية، وهذا الفيلم يعالج الفرص
الضائعة".
وأضاف طونى سيرفيلو بشأن صداقته مع باولو سارانتينو وعمله معه كثيرا:
"بالنسبة إلى السيناريوهات الأربعة التى قدّمها لى باولو سارانتينو هى 4
هدايا رائعة، وأظن أن أصولنا التى ترجع نابولى زاد من قوة صداقتنا، فأهالى
نابولى لديهم تلك القدرة على التفكير فى نسبية الأمور".
عرض فيلم "جحا" لعمر الشريف فى كلاسيكيات "كان" اليوم
كان – علا الشافعى
عرض اليوم فى إطار فعاليات مهرجان كان السينمائى الدولى فيلم "جحا" أو GOHA، حيث عرض الفيلم فى إطار كلاسيكيات المهرجان.
والفيلم للمخرج الكبير جاك باراتيى هو مخرج نادر فى عصره، واختارته
إدارة المهرجان لتكريمه، حيث عرضت نسخة مرممة من أول فيلم له "جحا" والذى
نكتشف فيه النجم عمر الشريف فى بداياته فى دور فتى ساذج يلتقى بعالم محترم
من الجوار ويجيب كلوديا كاردينال، وتم إنتاج الفيلم عام 1957.
والفيلم هو الثانى لكلوديا كاردينال التى تمثل فيه دور خادمة تاج
العلوم، وأول فيلم يشارك فيه عمر الشريف الذى يظهر باسم عمر الشريف، حيث
قال المخرج إن فكرة مشاركة النجم المصرى جاءت بعد رؤيته لصورته فى مجلة وهو
فى الـ22 من العمر.
حاز الفيلم على جائزة الفيلم الدولى فى نهاية مهرجان كان، وجرى إنجاز
نسخة مرممة انطلاقا من النسخة السلبية الأصلية من المحفوظات الفرنسية
للفيلم CNC،
بالتعاون مع ديان باراتيى، ابنة المخرج، كما جرى ترميم رقمى للصوت.
اليوم السابع المصرية في
22/05/2013 |