فجأة، ركزت الكاميرا على عبد اللطيف كشيش الذي ظلّ جالساً في مكانه
وكأنه لم يصدق كلمات ستيفن سبيلبرغ. الذين كانوا حوله سمعوا اسمه، فتخلوا
عن مقاعدهم وراحوا يصفقون.
احتاج كشيش للحظات كي ترتسم ابتسامة خجولة على وجهه. في أول مشاركة له
في مهرجان كانّ (15 - 26 أيار)، ينال هذا المخرج الفرنسي التونسي البالغ من
العمر 53 عاماً، الجائزة السينمائية الأكثر قيمة في العالم "السعفة الذهب".
فيلمه "حياة أديل، الفصلان الأول والثاني"، الخامس له بعد أفلام صنعت شهرته
في العالم، ينقل فصولاً من سيرة شابة اسمها أديل (اديل اكساركوبولس) ويصوّر
بعبقرية قل نظيرها ولادة الرغبة الجنسية والعاطفية لديها. صعق الشريط جميع
أفراد لجنة التحكيم وجننهم، كما صرح رئيسها سبيلبرغ في المؤتمر الصحافي
الذي عُقد فور توزيع الجوائز مساء امس، إذ قال: "انها قصة حبّ عظيمة.
صُعقنا بأداء الممثلتين وبالنحو الذي راقب المخرج شخصياته حتى في أدق
التفاصيل الجسمانية. لو جرى خطأ في الكاستينغ بنسبة 3 في المئة، انا متأكد
بأننا لما شعرنا بما شعرناه".
وأكد مخرج "لائحة شندلر" انه لم يتأثر بالأراء الايجابية جداً حول
الفيلم في الصحافة، معلقاً انه انقطع عن قراءة المواقع الالكترونية كل صباح
على "الأيباد" الخاص به كما يفعل عادة. وجره الصحافيون الى أسئلة محورها
المَشاهد الجنسية المتجسدة بوضوح في الفيلم، فأراد احدهم معرفة اذا كان
عرضه في أميركا ممكناً، فرد عليه سبيلبرغ: "ظروف العرض في أميركا لم تكن
المعيار التي استندنا اليه في خياراتنا". وتجنب كذلك الأسئلة التي حاولت
اقتناص موقف منه في شأن زواج المثليين، ذلك ان الفيلم هو في نهاية المطاف
عن علاقة مثلية بين فتاتين. فمازح سبيلبرغ: "نعم، ولكن في هذا الفيلم، لم
تنتهِ العلاقة بالزواج. السياسة لم تتدخل في خيارنا. احببنا افلاماً اخرى
كثيرة وكان الخيار مؤلماً وصعباً". ثم تدخل المخرج الروماني كريستيان
مونجيو، أحد الأعضاء التسعة في لجنة التحكيم، ليحسم المسألة: "حاولنا ان
نعطي الجائزة للسينما وليس للحكاية. في هذا الفيلم وجدنا الكثير من الصدق،
واحياناً نسينا اننا في فيلم. لفتتنا كثيراً رغبة كشيش في الذهاب الى ما
خلف المفاهيم السينمائية".
ونال الأخوان جويل وايتان كووين الجائزة الكبرى عن فيلمهما "داخل لوين
دايفيس"، 22 عاماً بعد حصولهما على "السعفة الذهب"، ولكن لم يحضرا
لاستلامها. الفيلم عن الحياة البوهيمية لمغنٍ منبوذ (اوسكار ايزاك، الذي
كان احد اقوى المرشحين لجائزة التمثيل) وسط اجواء الفولك في الستينات.
يرتاد صديقنا الحانات في غرينويتش فيلاج، بغية عرض صوته ومواهبه، التي لا
احد سيراها غيره. على مدى ساعتين تقريباً، سنتابع درب الجلجلة التي يرسمها
الأخوان لبطلهما المضاد.
المكسيكي امات اسكالانتيه نال جائزة الاخراج عن فيلمه "هلي". هذه ثالث
مشاركة له في كانّ، آخرها مع "الأوغاد"، علماً انه لم يبلغ الخامسة
والثلاثين بعد. اسكالانتيه يصور بواقعية فجة، التعذيب والعسف وقطع الاوصال
في كارتيلات المخدرات، من خلال شخصية صبية صغيرة وصديقها الشرطي الذي يتورط
في عملية ترهيب فيصبح فريسة العصابات. وبإسلوب نقيض لاسلوب اسكالانتيه، صور
المخرج الياباني هيروكازو كوريه ايدا الحكاية التي نتبعها في "كالأب كالإبن"،
الذي أسند جائزة لجنة التحكيم. استبدال طفلين من طريق الخطأ اثر عملية
الولادة يصوره كوريه ايدا بنمط هادىء جداً ومن دون ايّ هجرة مفتعلة الى
الميلودراما. جيا زانغكيه، آسيوي آخر، من الصين هذه المرة، خطف جائزة
السيناريو عن فيلمه "لمسة خطيئة" الذي يسمح لزانغكيه ان يواصل رصده الدقيق
لتحولات الصين الكبيرة. وهذه النظرة لم تلق دائماً ترحيب السلطات التي لم
تتوان عن قمعها او اقصائها. الشريط من جانر "فيلم الطريق" مع مشاهد حركة
تشارك فيها ملهمة المخرج وزوجته زاو تاو.
وكرمت اللجنة الاداء الممتاز للممثل بروس درن (77 عاماً) في "نيبراسكا"
لألكساندر باين مانحة اياه جائزة التمثيل الذكوري، على الرغم من انها كانت
متوقعة لمايكل دوغلاس عن دوره في "خلف الشمعدان" لستيفن سادربرغ. اما جائزة
افضل تمثيل نسائي فذهبت الى بيرينيس بيجو التي قدمت دوراً مهماً في
"الماضي" لأصغر فرهادي، ولكنه بالتأكيد لم يكن الأفضل في هذه الدورة الـ66.
وبهذه اللائحة، اتجهت اللجنة الى خيار السينما الطليعية والجريئة الكاسرة
للتقاليد، على الأقل في ما يتعلق بالجائزة الكبرى، مضفية نفحة من الشباب في
واحد من أقدم الصروح السينمائية.
hauvick.habechian@annahar.com.lb
كانّ 66: كلما ضاقت مساحة بولانسكي توسعت رؤياه الفذة حياتياً وسينمائياً
جارموش يقضم الأعناق وكشيش يصفع ورفن يخاف أن نصبح كائنات عمياء
كانّ - ه. ح.
لم يكن ممكناً ان نتخيل خاتمة أكثر رمزية من الآتي لمهرجان كانّ 66
(15 - 26 أيار): كاميرا تعود الى الخلف لتُخرج الحكاية من داخل مسرح باريسي
فتضعنا أمام رؤية شاملة عن واجهة ذلك المسرح. هذه اللقطة من "الفينوس
بالفراء" (مسابقة) لرومان بولانسكي، آخر فيلم من المسابقة عُرض على
الصحافيين صباح السبت. النصّ اقتبسه المخرج الفرنكو بولوني الكبير من
مسرحية لديفيد ايفز، الذي شارك ايضاً في الاقتباس. المسرحية مأخوذة من
رواية "الفينوس بالفراء" لساشر مازوش، الذي اعطى اسمه لصفة مازوشية، التي
تعني التلذذ بتعذيب الذات. مع إشارة ضرورية الى ان فيلم بولانسكي ليس له أي
علاقة بالشريط الذي اقتبسه الايطالي ماسيمو دالامانو من كتاب مازوش وسمّاه
أيضاً "الفينوس بالفراء".
توما (ماتيو امالريك) مخرج مسرحي يستعد لتقديم مسرحية مازوش، وهو لا
يزال في مرحلة اختيار الممثلة التي ستضطلع بالدور الرئيسي. ذات مساء، وهو
يتهيأ للخروج من المسرح بعد يوم عمل مضنٍ لم يعثر فيه على ممثلته، تصل الى
المسرح امرأة اربعينية (ايمانويل سينييه) ترجوه ليمنحها فرصة كي تثبت له
مدى اهتمامها بالدور وبقدرتها على تجسيده. بيد ان توما يريد أن يعيدها من
حيث اتت، وخصوصاً أن حضورها السوقي وطريقة نطقها للكلام لم يعجباه. لن
يتطلب منها إقناعه أكثر من لحظة. تتطور عملية الكاستينغ البسيطة الى مبارزة
بين مخرج وممثلة. ستشهد الأخيرة تحولاً مدهشاً فور ارتدائها ملابس فاندا،
المرأة السادية. فجأة تتحول لامبالاة توما تجاه فاندا الى هوس.
خلال مشاهدتنا الفيلم، ندرك لماذا انجز بولانسكي "الفينوس بالفراء"
الذي اعاده الى العمل باللغة الفرنسية بعدما كان هجر هذه اللغة لسنوات.
فالحقيقة ان هذا الفيلم ينطوي على كل المواضيع التي سبق ان عالجها بطريقة
او بأخرى: علاقة المهيمِن بالمهيمَن عليه، السادية، السلطة النسائية، الخ.
هذا بالاضافة الى حبّ بولانسكي للمسرح. النصّ معبّر عن كثير مما يختزنه
مخرجنا الكبير في داخله، ويمر في بعض المرات عبر حوارات على شكل غمزات،
ليست بالضرورة مقصودة. عندما يفجّر ماتيو غضبه في وجه فاندا ويقول ما معناه
ان العالم الحالي يحول كل شيء الى قضية مفتعلة، لا يمكننا الا ان نحيل
الكلام هذا على حالة بولانسكي نفسه الذي عانى من التضخيم الذي لقيته قضية
تحرشه الجنسي بفتاة قاصر في سبعينات القرن الماضي. شيءٌ آخر: نلاحظ مع هذا
الفيلم، وهو الثالث لمخرج "تشاينا تاون" تجري حوادثه في وحدة زمان ومكان،
كم ان المساحة اصبحت تضيق عنده. اللافت انه كلما ضاقت مساحة التعبير توسعت
رؤياه الحياتية والسينمائية، وتنوعت وصارت أكثر تسامحاً وسخرية. لم يعد
بولانسكي في حاجة الى ارض الله الواسعة ليروي حكاياته، فهو قادر على اتمام
الروائع من داخل سجنه. هذه الفكرة وحدها ثورة على نطاق المخرج الذي بلغ
الثمانين.
¶ ¶ ¶
في المقابل، كان الفيلم الجديد لجيم جارموش، "فقط العشاق تركوا أحياء"
(مسابقة)، مخيِّباً بعض الشيء. فلنقل ان المخرج الأميركي ذا الشعر الأبيض
الناصع، لم يكن على موعد مع درة سينمائية جديدة. ولّى زمن "رجل ميت" او
"غوست دوغ" الى غير رجعة. يقول جارموش في الملف الصحافي انه استوحى الفيلم
من آخر كتاب لمارك توين "الحياة الشخصية لآدم وحواء". انه عن عاشقين تحولا
مصاصي دماء، ولا يزالان بعد مئات السنوات على وجودهما على هذه الارض في
حاجة الى ان يتغذيا بالدمّ للبقاء على قيد الحياة. لكن، في الزمن الذي نحن
فيه، لم يعد ممكناً قضم الأعناق وامتصاص السائل الذي يجري في العروق.
فكرة الفيلم نفسها لا تنجح في فرض نفسها على العقل، ذلك ان عناصر
متخيلة (مصاصا دماء) أدرجت في سياق غير متخيل. هذا خيار طبعاً، لكنه خيار
لا يتوانى عن الوصول الى حده. جارموش يتابع سياسة "اذا كان الجمال هنا،
فصوِّر هناك". بيد ان الجرة لا تسلم في كل مرة. الحكاية غير التقليدية
لمصاصَي دماء يجب عليهما التكيف مع ظروف الحياة العصرية، يضعها جارموش في
سياق اهتماماته الموسيقية والثقافية والشكلية التي صارت شغله الشاغل منذ
سنوات. العالم السفلي يتجسد بحلته الابهى، لكن جارموش لا يعرف ماذا يفعل به.
الفيلم لا يحلق، ولا أجنحة له. فقط الحوارات هي التي تثير متعة معينة في
لحظات قليلة. التصوير الليلي لطنجة، محطة بارزة في الفيلم، يجيد فيها
جارموش، كما لم يفعل أيُّ مخرج مغربي من قبله، استغلال الضوء المميز لمدينة
التسكعات والفسق المخبأ والأبواب داخل الأبواب.
¶ ¶ ¶
"حياة
اديل" لعبد اللطيف كشيش نزل كزلزال على رؤوس الصحافيين (باستثناء بعض العرب
الذين قرروا ان يكرهوه قبل مشاهدته). كشيش (53 عاماً)، هذا المخرج التونسي
الفرنسي، الذي سبق ان نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان البندقية عن
فيلمه "كُسكسي بالسمك" (2007)، استوحى فيلمه الخامس من قصة متسلسلة لجولي
مارو. انتهت عمليات وضع اللمسات الأخيرة على الشريط قبل ساعات قليلة من
عرضه في كانّ (حيث يشارك فيه للمرة الاولى)، فاضطر المهرجان إلى ان يعرضه
من دون جنريكَي الافتتاح والختام.
الحكاية بسيطة ومعقدة، حكاية مكبوتة الاحاسيس وتفيض بها في آن واحد:
اديل (اديل اكسارشوبولس) مراهقة في الخامسة عشرة، تبحث عن هويتها الجنسية
وتكتشف رغباتها. نراها في المدرسة مع رفيقاتها ثم مع عائلتها. الفيلم يتابع
يومياتها، ويلتصق فيها بمجموعة لقطات "كلوز اب" على وجهها، ويمشي خلفها
"على الدعسة". بعد علاقة جنسية اولى مع شاب من عمرها، تكتشف انها تميل الى
الفتيات، هذا كله في اطار بحثها عن وعيها الحسيّ واكتمال انوثتها. تلتقي من
طريق المصادفة بفتاة، ذات شعر أزرق (ليا سايدو)، وتتعزز المعرفة بينهما
عندما تلتقيها ثانية في حانة للسحاقيات، والنتيجة: علاقة غرامية يصوّرها
كشيش بتفاصيلها الدرامية والنفسية والشهوانية والجسدية، ليبلغ في بعض
اللقطات جماليات المنحوتات واللوحات التشكيلية، ولاسيما تلك التي تجمع اديل
وايما في فراش الحبّ واكتشاف الذات والآخر
اديل وايما، كلٌّ منهما تأتي من خلفية مختلفة عن خلفية الأخرى. اديل
تطمح إلى ان تكون مدرّسة، والداها لا يتقبلان فكرة ان تحب فتاة، في حين ان
ايما رسامة ومثقفة، ومن عائلة منفتحة. اللقاء بينهما صدمة على أكثر من
صعيد. يعرف كشيش كيف يؤطر هذه الدراما الانسانية التي تجرف كل الأفكار
المسبقة، كما انه يحسن التقاط النشوة الجنسية والاكتفاء العاطفي على
الاجساد والشفاه.
¶ ¶ ¶
نيكولاس ويندينغ رفن الذي أخذت سينماه منعطفاً جديداً مع "درايف"
(2011)، جاءنا هذه السنة بـ"وحده الله يغفر" (مسابقة)، الذي أثار ردود فعل
متناقضة جداً. فتباينت الآراء بين رافض كلّي لنمط هذا السينمائي الدانماركي
الشاب، ومعجب به. نحن من جانبنا، فضلنا البقاء في المعسكر الأخير، أولاً
لبراعة اخراجه الراديكالي الملهم، ثانياً للنحو الذي يقدم به العنف بدون أي
خطاب اخلاقي. أثناء العرض، بعض النساء اللواتي لم يستطعن تحمل كل هذه
السادية المنبعثة من الشاشة، غادرن الصالة. نعلم جيداً ان ثمة خيطا رفيعا
بين اظهار تأثير العنف في النفس البشرية والاضطرابات المجتمعية التي يتسبب
بها، وبين عرض العنف بنحو سينمائي جذاب يلهي العين ويسحرها. رفن يلعب على
هذا الخيط الرفيع، مورطاً في خطابه السينمائي احتكاكه الحسيّ بالليل
التايلاندي (مكان تصوير الفيلم) وأشياء اخرى ليس أقلها شأناً الميتولوجيا
الاغريقية.
نحن أمام لحظة سينمائية مدهشة ومؤلمة، تسعى الى القول ان العنف يجرّ
العنف والانتقام يجرّ الانتقام، ولا نهاية. يجدر ربما بالعالم ان يتوقف عن
هذا في لحظة ما، خشية ان يجعل منطقُ العين بالعين البشرَ كائنات عمياء.
المشكلة لهواة السينما الهادفة (الشيء الايجابي لنا) كامنة في ان رفن لا
يقول هذا الشيء. بل يخدعك بفيلم مسلٍّ ينام على قدر هائل من الوحشية
والبهيمية. يبدأ "وحده الله يغفر" كفيلم عصابات ثم ينتهي بسيرة من سير
الانتقام، وبينهما يعرّج على افلام الفنون القتالية، دائماً مع تلك
الاطلالة المرعبة والعجيبة لهذا الممثل التايلاندي (فيتايا بانسرينغارم)
الذي اكتشفه رفن في تايلاند، حيث صوّر الفيلم.
النهار اللبنانية في
27/05/2013
السينما اليابانية تذهب إلى القضايا الاجتماعية على يد
هيروكازو
عبدالستار ناجي
تذهب السينما اليابانية في هذه المرحلة من تاريخها الى السينما ذات
البعد الاجتماعي حتى رغم حضور بقية النتاجات الا ان السينما الاجتماعية
والاسرية على وجه الخصوص تحقق حضورها الخصب من خلال التجربة الجديدة
المتمثلة بفيلم «الابناء على خطى الآباء»، مشيرين الى ان السينما اليابانية
تتمتع برصيد ضخم من الاسماء والمبدعين الكبار الذين ساهموا عبر اجيال طويلة
الى ترسيخ حضور السينما اليابانية على المستوى العالمي. ولسنا هنا بمعرض
استعراض لوائح الاسماء ولكن تبقى هناك مجموعة من البصمات مثل اكيرا
كيروساوا وياسجيرو اوزو وشوهي ابمامورا وناجيزا اوشيما وتطول القائمة حتى
نصل الى اسم المخرج كوري ايدا هيرو كازو الذي قدم في المسابقة الرسمية
لمهرجان «كان» السينمائي الدولي تحفة سينمائية عالية الجودة . حتى مع طغيان
الجوانب الدارمية الا ان تلك الجوانب تجعلنا نحلق في فضاء التحليل
الاجتماعي لدراسة ملابسات هكذا حدث يجعلنا في حالة من الدهشة
.
ينطلق الفيلم من سؤال محوري «ماذا اذا اكتشفنا بان ابناءنا تم
استبدالهم عن الولادة وان الطفل الذي ربيناه هو ليس ابننا انما هو ابن اسرة
اخرى قامت بدورها بتربية طفلنا؟».
ولكن قبل الفيلم ما احوجنا التي الاقتراب من المخرج هيروكازو وهو من
مواليد طوكيو في 6 يونيو 1962 وقدم للسينما الكثير من الاعمال الهامة لعل
ابرزها «أنا اتمنى» 2011 و«لايزال يمشي» 2008 و«لا احد يعرف» 2004 وغيرها
من الاعمال السينمائية .
حيث نتابع حكاية اسرة ميسورة الحال يصلها اتصال هاتفي من المستشفى
الذي انجبت به الزوجة طفلها تدعوهم الزوج والزوجة الى ضرورة زيارة
المستشفى. حيث يتم اخبارهم ان احدى الممرضات اعترفت انها قامت باستبدال
طفلهم مع طفل عائلة متوسطة الحال. لتبدأ بعدها الدراما الحقيقية في مواجهة
هذا الخبر الصاعقة عبر حكاية تتداخل احداثها وتفاصيلها من وجهه نظر
العائلتين
.
كيف سيتم تقبل هكذا امر من قبل الوالدين في كل من الاسرتين، ثم كيف
سيتم ايصال المعلومة الى اطفالهم او ابناء الاسرتين بالذات الطفل الذي
سينتقل من هذه الاسرة الى الاسرة الاخرى.
رحلة من الالم النفسي المشترك سواء من قبل الاهل او الابناء فكيف لطفل
ان ينسلخ عن اسرته وكيف لاب او ام ان تتصور اقتلاع ابن من حضنها.. رحلة
فيلم يعتمد العمق الاجتماعي والاشتغال على الشخصيات واداء عال من جميع نجوم
الفيلم وبالذات الاطفال الذين يجعلون الشابة تنتقل من قمة الفرح الى قمة
الحزن ومن لحظات الانتظار الى اخرى مقرونة بالانكسار وكأننا جزء من تلك
الورطة التي ذهب اليها الفيلم، واعتقد شخصيا بان فكرة هذا العمل حينما
تلتقطها الصحافة العالمية فانها سوف تتحول الى كمية من المسلسلات والافلام
ومن بينها اعمال بالعربية خصوصا ونحن امام فكرة ذهبية يمكن من خلالها
الذهاب الى الكثير من المواجهات السياسية والاجتماعية. فيلم ثري اجتماعيا
يجعلنا نشعر باهمية الاسرة والاطفال، وهكذا هي السينما الاجتماعية العالية
الجودة حتى لو كانت من اليابان
.
سيكون هذا الفيلم احد الرهانات الاساسية في الحفل الختامي مساء اليوم .
anaji_kuwait@hotmail.com
السعفة الذهبية بين فرنسا والولايات المتحدة
تبدو المنافسة قوية للغاية بين السينما الفرنسية والسينما الاميركة في
الحفل الختامي لمهرجان كان السينمائي الدولي الذي ستعلن نتائجه في السابعة
والربع من مساء اليوم الاحد بتوقيت باريس وذلك لتمثيل كل من فرنسا واميركا
بخمسة وأربعة افلام على التوالي . وقد استطاع المخرج الفرنسي ذو الاصول
التونسية عبداللطيف كشيش ان يحقق حضورا رفيع المستوى مع العرض الاول لفيلمه
«حياة عادلة» او حياة اديل مشيرين الى ان السينما العربية تغيب بالكامل عن
المسابقة الرسمية للمهرجان .
ويأتي حضور المخرج عبداللطيف كشيش من خلال فيلمه الجديد «حياة عادلة»
عن حكاية علاقة مثلية لفتاتين في المراحل الدراسية الثانوية في العاصمة
الفرنسية وقد حصد الفيلم اعلى نسبة ترشيحات متجاوزا الفيلم الاميركي «داخل
ليوين دايفز» للاخوين كوين بالاضافة الى فيلم المخرج الايراني أصغر فردهادي
«الماضي» وتشكل هذه الافلام طليعة الافلام التي تتنافس هذا العام على
السعفة الذهبية . بينما يحل في المرتبة الثانية من حيث الاهمية فيلمان هما
الايطالي «الجمال العظيم» لباولو سورفينو والفيلم الاميركي «نبراسكا» اخراج
اليكسندر باين
.
وفي مجال التمثيل النسائي تبدو الفرنسية الحاصلة على الاوسكار ماريون
كوتيار هي الاقرب الى الجائزة عن دور المهاجرة البولندية في فيلم
«المهاجرة» اخراج جيمس غري ومعها في ذات الاطار نجمتا فيلم «حياة اديل».
وان ظلت المنافسة في التمثيل الرجالي تشهد تنافسا كبيرا بين اسماء عدة في
مقدمتها الاميركي المخضرم «بروس ديرن» عن فيلم «نبراسكا» مجسدا دور رجل
متقاعد يعتقد انه ربح مليون دولار من خلال مشاركته في احدى الصحف ولكنه
حينما يكتشف لعبة الصحيفة يكون قد كسب اعادة لحمة أسرته حوله وايضا النجم
الاميركي مايكل دوغلاس الذي تقمص شخصية المطرب الاميركي «لابراشي» الشاذ
جنسيا منوهين الى ان مايكل دوغلاس ومنذ عامين من اصابتة بمرض السرطان . وفي
مجال التمثيل الرجالي هناك ايضا الاميركي اوسكار اسحق عن تجسيده لحياة
المطرب الشعبي الاميركي ليوين ديفز من اخراج الاخوين كوين . ويظل أقوى
المرشحين لجائزة الدورة السادسة والستين المخرج الاميركي البولندي الاصل
رومان بولانسكي الذي عرض له في المسابقة الرسمية فيلم «فينوس». هذا ويتنافس
هذا العام 21 فيلما على جائزة السعفة الذهبية ويترأس لجنة التحكيم الدولية
المخرج الاميركي ستيفن سبيلبرغ . وسيشارك في الحفل الختامي عدد بارز اهم
نجوم السينما العالمية الذين بدوا بالتوافد على مدينة كان التي تشهدا
ازدحاما مع ظروف مناخية متقلبة وغير مستقرة بين الريح الشديدة والبرد ليلا
مع شيء من الحرارة ليلا .
رومان بولانسكي يؤكد أنه صانع سينما مقتدر!
اقترن اسم المخرج البولندي الاصل الاميركي والفرنسي الجنسية رومان
بولانسكي بالمقدرة على اثارة الجدل سواء من خلال اعماله السينمائية او
تصرفاته بالذات اثر تورطه بحادث اغتيال فتاة قاصر في شقة النجم الاميركي
جاك نيكلسون واضطراره الى الهجرة الى فرنسا حيث راح يكمل تصوير افلامه وفى
رصيه كم من التحف السينمائية المهمة رسخت حضوره وبصمته كواحد من المبدعين
الكبار والصناع المهرة في عالم الفن السابع .
رومان بولانسكي من مواليد 18 اغسطس في باريس عام 1933 انتقل بعدها مع
اسرته الى بولندا ومنها الى الولايات المتحدة ومن اهم اعماله «سكين في
الماء» 1962 و«طفل روز ماري» 1968 و«الحي الصيني» 1974 و«تيس» 1979ومن
اعماله ايضا «عازف بيانو» 2002 الذي فاز عنه بجائزة السعفة الذهبية .
واليوم حينما يعود الى السينما بعد عامين من الاضطرار الى البقاء في سويسرا
اثر القبض عليه من اجل تنفيذ احكام ضده يعود ليقدم فيلم «فينوس بالفراء»
بصحبة زوجته الممثلة الفرنسية الجميلة ايمانويل سينية وماثيو المارليك
.
الفيلم يبدأ مع تحرك الكاميرا بين الاشجار وهي تتجه الى احدى الصالات
المسرحية حيث نتابع «توماس» وهو يجمع اوراقه استعدادا للخروج من المسرح بعد
انهاء البروفات ليصل في ذات اللحظة فتاة مرشحة لاحدى الادوار في المسرحية
تدعى «فيندا ».
من خلال طريقة حديثها يقرر «توماس» معد المسرحية ان ينهي الحوار لانه
على موعد مع خطيبته، الا ان خلف تلك الحوارات البلهاء والملابس الفوضية
نكتشف ذهنية وعقلية وحضور ثقافي وانساني عال المستوى حينما تقوم «فيندا»
يتقديم الشخصية الرئيسة واجراء بروفة كاملة نظرا لحفظها النص عن ظهر قلب
وتبدأ في ابداء الملاحظات الجوهرية حول الشخصية والاضاءة وحركة الممثل
وغيرها من الملاحظات التي يقتنع بها المعد وهو ايضا مخرج المسرحية التي يتم
التحضير لتقديمها حتى انها في نهاية البروفة تفلح في اقناع المعد بان يقدم
الشخصية النسائية نظرا لفهمه المتفرد للشخصية التي اعتذر عنها الكثير من
الممثلات لعدم فهمهن لطبيعة الدور والعمل بشكل عام الذي يأتي عامرا
بالسخرية والكوميديا والمفارقة العالية بين الشخصيات الرئيسة وايضا شخصيات
العمل بكل عام
.
سيناريو قام بكتابته رومان بولانسكي واخرجه من اجل زوجته ايمانويل
سينيه وهي اجمل هدية يقدمها هذا المعلم والمبدع والحرفي المقتدر لزوجته
وللسينما جمهورا ونقاد . فرجة سينمائية ثرية باستدعاء عوالم المسرح اولا ثم
اللغة السينمائية العميقة والتي تحمل الاحتفاء بالعمل الابداعي والاحترافي .
لدور «فيندا» تتألق ايمانويل سينيه التي عرفناها في الكثير من الاعمال
السينمائية الفرنسية ومعها في العمل النجم السينمائي والمسرحى ماثيو
المارليك والذى عرض له هذا العام ايضا فيلم «جيمي» «بي».
فى الفيلم تنساب وبعذوبة عالية الموسيقى التصويرية التي صاغها
الموسيقار الفرنسي اليكسندر ديسبليه.
وحتى لا نطيل.. فان حضور رومان بولانسكي في مهرجان «كان» هو بمثابة
الاضافة الكبيرة لرصيد المهرجان والسينما .. ولهذا فانه سيكون مرشحا اساسيا
لاحدى جوائز عرس «كان» السينمائي الدولي.
هنير سليم : أفلامي تحمل القضية الكردية إلى العالم
اكد المخرج الكردي العراقي هنير سليم ان اعماله السينمائية تظل مهمومة
ومشغولة بايصال القضية الكردية الى العالم عبر عدد من القضايا والمحور
السياسية والاجتماعية .
وأشار هنير سليم الذي عرض فيلمه الجديد «بلادى الحلوة المفلفلة» في
تظاهرة «نظرة ما» وهي التظاهرة الثانية من حيث الاهمية الى ان قضايا عدة
حملها الفيلم اولها العدالة للمراة في هذه المرحلة من تاريخ الشعب التركي
الذي استطاع ان يحصل على حريته واستقلاليته بعد معاناة طويلة من دكتاتورية
صدام حسين وحزب البعث وممارساتهما العدوانية ضد الاكراد والشعب العراقي
بشكل عام
.
وتجري احداث الفيلم من خلال رصد حكاية معلمة كردية شابة يتم نقلها الى
احدى القرى البعيدة حيث يحاول اخوتها منعها من السفر بشكل منفرد ولكن
والدها يبارك خطوتها. ولكنها تواجه رفض اولياء امور الاطفال في تلك القرية
الذين يرفضون ان تدرس ابناءهم امرأة . والمعروف ان هنير سليم يمتلك رصيدا
عامرا بالبصمات السينمائية ومنها «خلف احلامنا» 1999 و«فودكا ليمون» 2003
و«الكيلو متر صفر» 2004 وغيرها في كل مرة الحاضر الاساس هو القضية الكردية
والانسان الكردي والمرأة على وجه الخصوص .
وعن مشروعه الجديد يقول هنير سليم : فرغت من كتابة سيناريو جديد ساشرع
بتصويره هذا الشتاء وتجري احداثه مع احتلال دولة الكويت ومن قبل صدام حسين
وتداعيات ذلك الاحتلال الاثم على المنطقة بكاملها ومن بينها المتغيرات التي
طرأت على الشعب الكردي ومناطقه حيث الحرية والمزيد من الاستقلالية وقد نصور
بعض المشاهد في دولة الكويت . وفى ختام تصريحه الخاص قال هنير سليم : تشهد
صناعة السينما الكردية مساحات ايجابية من التحرك في ظل الاهتمام الرسمي
الذي باتت تحظى به صناعة السينما في كردستان العراق شأنها شأن بقية الفنون
الابداعية مثل المسرح والاغنية وبقية الفنون .
أفلام - خارج المسابقة- هل كانت منطقة أمان؟!
يحرص عدد من كبريات شركات الانتاج والتوزيع العالمية وايضا المخرجين
الكبار على ارسال اعمالهم الى العرض في مهرجان «كان» السينمائي خارج
المسابقة الرسمية ولعلهم قلة في العالم الذين يعرفون الاسباب الموضوعية
التي تجعل الكثير من الاستديوهات تصر ان تكون افلامها خارج اطار المسابقة
الرسمية لمهرجان «كان» السينمائي، رغم الاغراءات التي يمثلها الحضور داخل
المسابقة.
وفي هذا الاطار قيل الكثير ولكن اهم الحيثيات التي تدفع كبريات
الاستديوهات والشركات لان تدفع بافلامها خارج المسابقة او عروض منتصف
الليل، هو الابتعاد عن ردودافعال نقاد السينما، بالذات الصحف الاميركية
والبريطانية الكبرى، فان ردود افعال سلبية قادرة على تدمير اكبرالمشاريع
كما حصل مع فيلم «دافنش كود» الذي عرض في حفل افتتاح مهرجان كان السينمائي،
حتى ورغم انه خارج المسابقة الا انه استقبل بشكل سلبي، جعل صحف العالم تخرج
في صباح اليوم التالي، محملة بمقالات نقدية سلبية ضد الفيلم من اكثر من 7
آلاف صحافي وناقد في انحاء المعمورة، لهذا باتت تلك الاستديوهات وشركات
التوزيع تتحفظ على دخول المسابقة والحرص على ان تذهب افلامه الخارج
المسابقة او العروض الخاصة، لتخفيف الضغط، خصوصا في ظل ازدحام مواعيد
النقاد وانشغالهم بعروض المسابقة ونظرة ما، واسبوعي المخرجين، واسبوع
النقاد، ما يجعل الاحتفاليات خارج المسابقة خارج الاهتمام من حيث الاولويات
اللهم الا بهرجة البساط الاحمر.ولكن هل تبقى افلام خارج المسابقة دائما
منطقة امان ؟
وقبل الاجابة على هكذا سؤال محوري وقلق نشير الى هذا العام اختارت
اللجنة المنظمة وعرض في حفل الافتتاح فيلم «جاتسباي العظيم» اخراج
الاسترالي باز لورمان الذي عرض له في الافتتاح ايضا في عام 2011 فيلم «مولانيروح»
وهو يعود بصحبة مجموعة من النجوم يتقدمهم ليوناردو ديكابريو والبريطاني
كاري مولغان والعمل مقتبس من رواية بنفس الاسم «اف. سكوت فيتزجيرالد» وكان
النجم روبرت ردفورد قد قدم هذه الرواية منذ اكثر من ثلاثة عقود. ويتوقع ان
يحدث عرض الفيلم موجة مقارنات بالذات فيما يخص اداء النجمين ردفورد
وديكابريو.
بينما اختارت اللجنة المنظمة لمهرجان كان السينمائي متمثلة في المدير
الفني تيري فيريمو عرض فيلم «زولو» في حفل الختام مساء اليوم الاحد من
توزيع جيروم سالي.
والعمل يعتمد على نص روائي بنفس الاسم من توقيع كارلي فيري، والبطولة
للنجم الاسمر فورست وايتكر ومعهالنجم البريطاني اورلندو بلوم وثانيا فان
غرين، حيث ترصد حكاية «علي» الذي نجا من مجزرة هو ووالدته من قبل حزب سياسي
متطرف كان في حالة حرب مع الحزب الوطني بقيادة نيلسون مانديلا، رحلة في
الندوب النفسية التي تفتح ملفات الماضي بالتعاون مع ضابط شاب والرواية تمثل
حالة من الثراء الفكري في تحليل الظروف السياسية والاجتماعية التي عاشتها
جنوب افريقيا في مرحلة مهمة من تاريخها. وخارج المسابقة هذا العام في كان
ايضا فيلم «كل شيء فقد» اخراج جي. سي. شاندور، عن رحلة بحرية يقوم بها
احدهم من اجل البقاء والبطولة مفردة للنجم القدير روبرت ردفورد الذي يعيش
مرحلة عالية من التألقهذا العام.
وفي ذات الاطار، تم اختيار فيلم «روابط الدم» لجو يلموكانيه، حيث
حكاية شقيقين على جانب القانون، حيث المواجهة خلال ايام الجريمة المنظمة في
بروكلين خلال السبعينيات من القرن الماضي في البطولة حشد من النجومومنهم
ميلاكينس وزدي سالاوانا وماريون كوتيارد وكليفاوين وليلى نايلور وجيمس كان.
ضمن عروض منتصف الليل في كان هذا العام يأتي فيلم «نيران موسمية» من اخراج
اميت كومار، وبطولة نوازالدين صديقي وجانيت جادكار، وفيلم «المحقق الاعمى»اخراج
جوني تو، حول عالم المحققين والجرائم.
وضمن العروض الخاصة هناك افلام «محمد علي كلاي المقاتل الاعظم» اخراج
ستيفن فريز و«نهاية اسبوع البطولة» لرومان بولاسكي و«اوقف القلب»
لروبرتومزفاني.
النهار الكويتية في
27/05/2013
يروي الفيلم قصة علاقة حب بين زميلتين في مرحلة الثانوية
بباريس
"حياة
أديل" يحصد جائزة السعفة الذهبية بمهرجان "كان"
كان (جنوب فرنسا) - سعد المسعودي
فاز فيلم "حياة أديل" للمخرج الفرنسي التونسي عبد اللطيف كشيش بجائزة
"السعفة الذهبية" لمهرجان كان السينمائي في ختام دورته السادسة والستين.
وشكر كشيش في كلمته المهرجان وأهدى الجائزة إلى الشباب في العالم،
ولتونس، وللربيع العربي، وللشباب الباحثين عن الحرية.
ويروي فيلم "حياة أديل" قصة علاقة حب بين زميلتين في مرحلة الثانوية
بباريس، حيث يتناول قصص المراهقة في المدارس الفرنسية ويتناول بإنسانية قصة
حب بين امرأتين بجمالية ورقة غير مسبوقين، لموضوع شائك كهذا.
أما جائزة أفضل ممثل، فكانت من نصيب الممثل الأميركي بروس ديرن عن
فيلم "نبراسكا" للمخرج اليكسندر باين، وقد أدى دور رجل متقاعد يفقد فرصة
الفوز بجائزة اليانصيب، لكنه يتمكن من لقاء عائلته الضائعة.
وذهبت جائزة أفضل ممثلة للفرنسية بيرينيس بيجو عن فيلم "الماضي"
للمخرج الإيراني أصغر فرهادي.
أما جائزة الإخراج ففاز بها هذا العام المخرج المكسيكي آمات
أيسكالينتي عن فيلمه هالي، فيما ذهبت الجائزة الكبرى للأخوين كوين عن
فيلمهما الرائع داخل لوين دايفز، والفيلم يتحدث عن حياة المطرب الأميركي
الشعبي لوين ديفز.
وقالت بيرينيس بيجو الفائزة بالسعفة الذهبية لأفضل تمثيل نسائي "أود
أن أشكر المخرج أصغر فرهادي، أصغر أنا أحبك، شكرا لمنحك إياي هذه الثقة،
وبفضل موهبتك أنا هنا أحقق حلما قديما لنيل هذه الجائزة".
النقاد اعتبروا أن الغياب هو القاعدة والمشاركة هي
الاستثناء
سوء مستوى السينما المصرية يبعدها عن مهرجان "كان"
القاهر - أحمد الريدي
بعد أن جاءت الدورة السادسة والستين من مهرجان "كان"، الذي أقيم بعيدا
في أرجاء المدينة الفرنسية، خالية من أي مشاركة للأعمال المصرية، على عكس
العام الماضي الذي شهد مشاركة فيلم "بعد الموقعة" للمخرج يسري نصر الله في
المسابقة الرسمية للمهرجان، يطرح تساؤل نفسه وبقوة حول الأسباب الحقيقية
للغياب المصري، وهل كانت المشاركات السابقة على مدار العامين الماضيين بسبب
احتفاء إدارة المهرجان بثورات الربيع العربي، وهو ما جعلها تختار أعمالاً
لتلك الدول المشاركة في الربيع من أجل الحضور إلى المهرجان.
غياب معتاد
الناقدة الفنية ماجدة خير الله أكدت في تصريحاتها لـ"العربية.نت" أن
السينما المصرية على مدار الخمسين عاما الماضية لم يكن لها أي تواجد حقيقي
ذي قيمة في المهرجان الفرنسي الأشهر.
واعتبرت أن المخرج الراحل يوسف شاهين كان صاحب الفعالية حينما شارك
بفيلمه "المصير" في عام 1997 في المسابقة الرسمية للمهرجان، بينما جاءت
جميع المشاركات الأخرى خارج المسابقات الخاصة بالمهرجان، مشيرة إلى أن أي
شخص يستطيع استئجار قاعة في المدينة الفرنسية ويعرض خلالها فيلمه.
وأكدت خير الله أن العام الماضي شهد مشاركة لفيلم "بعد الموقعة" في
المسابقة الرسمية بسبب احتفاء المهرجان بالدول التابعة للربيع العربي،
مؤكدة أنه لابد أن يكون هناك تأثير للمشاركة، ولكن فيلم المخرج يسري نصر
الله لم يفعل شيئاً داخل المهرجان أو خارجه.
أما الناقدة ماجدة موريس فأكدت لـ "العربية.نت" أن غياب الأفلام
المصرية هو القاعدة بينما تعد المشاركة هي الاستثناء، مستحضرة في ذاكرتها
ما قيل عن مشاركة "بعد الموقعة" في العام الماضي لكونه عودة للأفلام
المصرية بعد غياب 15 عاماً.
الأزمة تكمن في شركات الإنتاج
وأوضحت ماجدة موريس أن الإنتاج السينمائي في مصر هو مشكلة المشاكل،
لأن المنتجين أصبحوا يراهنون على الأفلام التجارية، مع اختفاء تام للأفكار
الطموحة وغير التقليدية، وعدم تواجد للمخرجين الموهوبين الذين إن وجدوا لن
يأخذوا فرصتهم، وشددت على أن السينما المصرية تعيش وضعاً بائساً لن ينصلح
إلا حينما تنصلح مصر.
ماجدة خير الله لامت الحال التي وصلت إليها السينما بسبب شركات
الإنتاج، معتبرة أن حقبة الخمسينيات شهدت تقارباً بين ما تقدمه السينما
المصرية ونظيرتها الأميركية، أما الوضع الحالي فرأت فيه ابتعادا تاما
للسينما المصرية، كما اعتبرت أن استسلام المخرجين سبب رئيسي، كما أن البعض
تحول لآلة لجمع الأموال فقط.
العربية نت في
27/05/2013
رغم فوزه بـ"السعفة الذهبية".. فيلم "حياة أديل" خارج
اهتمامات تونس
وزارة الثقافة التونسية تكتفي ببيان هزيل..
وصحفي: الفيلم لا يعبر عن الواقع العربي الإسلامي
كتب : رويترز
لم يكن لتتويج فيلم "حياة أديل" للمخرج الفرنسي التونسي الأصل
عبداللطيف كشيش، بجائزة مهرجان "كان" السينمائي الكبرى، أي وقع كبير في
تونس التي يقودها إسلاميون ربما بسبب بعد قصة الفيلم عن مشاكل التونسيين
المثقلين بهموم أخرى.
وفي تونس، التي تحكمها حركة النهضة الإسلامية المعتدلة منذ أكتوبر
2011، غاب الاحتفال بهذا الفيلم وجاءت ردة الفعل باهتة رغم أن عبداللطيف
كشيش أول مخرج تونسي يحصل على جائزة "السعفة الذهبية" في مهرجان كان العريق.
واكتفت وزارة الثقافة في تونس ببيان مقتضب تهنئ فيه المخرج بفوزه في
مهرجان كان، وعبر وزير الثقافة عن أمله في أن يفتح تتويج هذا الفيلم الذي
شهد مشاركة تقنيين تونسيين آفاقا جديدة أمام السينمائيين التونسيين.
واختير الفيلم، الذي يدور حول قصة حب جارف بين امرأتين مثليتين، من
بين 20 فيلما زاخرة بالمشاهد الجنسية والعنيفة والمأساوية تنافست على
السعفة الذهبية إحدى أرفع الجوائز السينمائية بعد الأوسكار.
ورشح بعض النقاد الفيلم للفوز بالجائزة في الدورة السادسة والستين
لمهرجان كان ولكنهم تشككوا فيما إذا كانت مشاهده الجنسية المثلية الصريحة
ستثني لجنة التحكيم التي يقودها المخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرج عن اختياره،
وقال الصحفي جمال بوريقة في تصريح لراديو كلمة إن الفيلم يتضمن استفزازا
وهو لا يعبر عن الواقع العربي الإسلامي، وأضاف أنه يرى فيه جانبا سياسيا
بالنظر لما تثيره مسألة زواج المثليين من جدل محتدم في فرنسا.
"نيوز
بوكس" تعرض حصريا تفاصيل ختام الدورة الـ66 لمهرجان كان الليلة
البرنامج أعلن فوز الفيلم الفلسطيني "عمر"..
وحصول فيلم عبداللطيف كشيش على "السعفة الذهبية"
كتب : خالد جمال
تعرض قناة الأفلام 2، اليوم، في تمام الساعة التاسعة مساءً، العرض
الأول لبرنامج "نيوز بوكس"، حيث يقدم حصريا تغطية خاصة لفعاليات ختام
الدورة الـ66 لمهرجان "كان" والتي تضم العديد من المفاجآت لجمهور المهرجان
والنقاد والسينمائيين أنفسهم.
كما يستعرض البرنامج الساعات الأخيرة في المهرجان والتي ضمت حالة
الاستعداد لمجموعة كبيرة من نجومات العالم واللاتي تواجدن على السجادة
الحمراء بعدد كبير من الأزياء من مختلف المصممين، واستعراض تفاصيل احتفالية amfar
والتي تقام سنويا في المهرجان تحت شعار "سينما ضد الإيذر"، كما يعرض
البرنامج أيضا مجموعة من الحفلات الترفيهية التي أقيمت على هامش المهرجان
وغيرها من الطرائف والغرائب التي تواجدت على شاطئ الكروازيت، وسر تواجد
PSY
في إحدى هذه الحفلات.
وأعلن البرنامج عن فوز الفيلم الفلسطيني "عمر" للمخرج هاني أبوأسعد في
احتفالية نظرة ما، وحصول فيلم التونسي عبداللطيف كشيش على جائزة لجنة تحكيم
الفيبريسي وأيضا السعفة الذهبية.
وأشار البرنامج لتفاصيل احتفال المهرجان بأفلام ماريون كوتيلارد والتي
تشارك هذا العام بفيلمين
في المهرجان، بالإضافة إلى تطرقه لجرأة فكرة فيلم مايكل دوجلاس ومات دايمون،
وأخيرا عرض لأهم تفاصيل فيلم الختام
Zulu
والذي يقوم ببطولته أورلاندو بلوم وفوريست ويتكر، بالإضافة إلى عرض
تفاصيل حفل الختام والفائزين في هذه الدورة من المهرجان وغيرها من التفاصيل
واللقاءات مع النجوم،
"News Box"
برنامج إخباري مدته 25 دقيقة من إخراج وإعداد شريف هشام والتعليق
الصوتي لرانيا الفار.
الوطن المصرية في
27/05/2013 |