يتحمل كثير من المخرجين في السينما ضريبة نجاحهم، فلا مجال للتراجع أو
للخطإ، وعليهم دائما أن ينتبهوا إلى أن الانتظارات كبيرة منهم والعيون
مثبتة عليهم... والمخرج الفلسطيني «هاني أبو أسعد» أحد هؤلاء... مخرج متمكن
من أدواته، ابن «الناصرة» التي غادرها منذ عقود رافضا أن يكون
«إسرائيليا»... قدم عددا من الأفلام المتميزة أهمها «الجنة الآن» الحاصل
على «القولدن قلوب» (أفضل فيلم أجنبي) والمرشح للأوسكار
أذكر عرض «الجنة الآن» في قاعة «الريو» بتونس العاصمة ذات ليلة شتائية
ازدحمت بالسينمائيين... صارت الليلة دافئة بفضل «الجنة الآن» وخرجنا بعد
العرض نسأل عن جديد «هاني أبو أسعد» الذي افتك حقه بالمشاركة في الدورة
السادسة والستين لمهرجان كان السينمائي بفيلمه «عمر» ضمن قسم «نظرة ما»
دخل «هاني أبو أسعد» معركة «كان» وخرج منها منتصرا بتصفيق الحاضرين
لما يزيد عن العشر دقائق، وبسؤال ملح «لم لم تتم برمجة «عمر» في قسم
المسابقة الرسمية فهو قطعا جدير بذلك؟
تفاصيل عرض فيلم «عمر» في مهرجان كان السينمائي نختصرها في الورقة
التالية:
مفاجأة محمد بكري
ازدحمت قاعة «ديبوسي» في قصر المهرجان مساء الاثنين 20 ماي الجاري
بعدد كبير من المهنيين والصحافيين، وكالعادة كان الحضور العربي بارزا،
ولمحنا وجوها سينمائية معروفة جاءت لمشاهدة فيلم «عمر» من بينهم التونسي
«فريد بوغدير» والفلسطيني صديق مهرجان «كان» «إيليا سليمان»
إلا أن المفاجأة التي أسعدتنا كانت حضور الممثل والمخرج الفلسطيني
الكبير «محمد بكري» الذي كان في منتهى الأناقة ببدلة «السموكينغ» رفقة
زوجته «الست ليلى» وابنه الممثل الذي يسير بخطوات ثابتة في اتجاه العالمية
«صالح بكري»...
جاء «محمد بكري» رفقة عائلته خصيصا لمشاهدة فيلم «عمر» في مهرجان كان،
والفيلم هو أول بطولة لابنه «آدم» الذي تخطى امتحانه بنجاح كبير منبئا
بميلاد ممثل سيكون له شأن كبير في السينما العالمية...
الجميل في «آدم» كما في «صالح» و»زياد» أبناء «محمد بكري» نجاحهم في
الخروج من عباءة والدهم... لكل منهم أسلوبه الخاص في التمثيل ولكن يجمع
بينهم الصدق في المهنة والإخلاص لها...
«السيدة ليلى» كانت تشاهد الفيلم بقلب أم فخورة بابنها وخائفة
عليه في الوقت نفسه... و»محمد بكري» شاهد الفيلم بعين السينمائي وبإحساس
الأب أيضا... بعد العرض سارع «صالح» باحتضان شقيقه الصغير، وضمت «الست
ليلى» طفلها وقد اطمأن قلبها على «ولي العهد» وبكى «محمد بكري» في مشهد
مؤثر من الفيلم ثم احتضن ابنه وجمع حوله بقية الأبطال من شباب فلسطين...
فلا خوف على مستقبل السينما والقضية الفلسطينية في حضورهم المتوهج
الحب زمن الاحتلال
لا تحتاج القضية الفلسطينية إلى الشعارات والصراخ والمتواصل ليفهم
الرأي العام العالمي أن المحتل اغتصب الأرض وانتهك جميع المواثيق
الدولية... تكفي قصة بسيطة من الواقع اليومي الفلسطيني في فيلم قوي وشاعري
ليفعل في القضية ما عجز عنها الساسة منذ 1948...
و»هاني أبو أسعد» أحد الذين اكتشفوا هذه الحقيقة مبكرا جدا... يلوذ
باليومي الفلسطيني ليقدم صورة بانورامية عن واقع فلسطيني لا تسير فيه
الحياة بشكل عادي ولكنها مع ذلك عادية...
في «عمر» قصة تدور تفاصيلها في إحدى البلدات الفلسطينية يقسمها الجدار
إلى نصفين... لا يهم اسم البلدة حتى وإن كنا ندرك أن المخرج صور الفيلم بين
«الناصرة» مسقط رأسه و»نابلس»... هي قصة تحدث في فلسطين بطلها «عمر» (آدم
بكري) ينتمي إلى جيل من الفلسطينيين لا يؤمن بالرموز السياسية، فلا نرى في
الفيلم صورا لعباس ولا حتى لياسر عرفات... نلمح فقط صورا عابرة معلقة على
الجدار لممثلين من سينما الأبيض والأسود المصرية...
يتسلق «عمر» الجدار العازل يوميا للقاء صديقي
الطفولة «طارق» و»أمجد» وحبية القلب «نادية» (منع هاني أبو أسعد من التصوير
في الجدار العازل فبنا جدارا مشابها له)
في واقع فلسطيني يدمر فيه المحتل الأحلام البسيطة للشباب والمراهقين،
لا خيار سوى المقاومة... يتفق أصدقاء الطفولة على اصطياد أحد الجنود، وتتم
العملية بتخطيط من «طارق»، وسرقة السيارة التي أقلتهم من «عمر» وجاء الدور
على «الأمجد» للتنفيذ... يتردد «الأمجد» ثم يصطاد جنديا أعزل ويفر الثلاثة
قبل أن يلاحقهم الإسرائيليون ويتم القبض على «عمر» الذي يتعرض إلى التعذيب
في السجن الإسرائيلي قبل أن يعقد معه أحد الضباط «رامي» صفقة يتم بمقتضاها
تسريحه مقابل العمل لصالح الإسرائيليين وتمكينهم من إلقاء القبض على «طارق»
باعتباره قاتل الجندي الإسرائيلي
يغادر «عمر» السجن بوعد كاذب بالتعاون مع الإسرائيلي، ويواجه نيران
الشك من صديق الطفولة «طارق» ومن حبيبة القلب «نادية» التي يقرر الارتباط
بها ويفاتح شقيقها «طارق» في الموضوع... يعلق «طارق» موافقته على ضرورة
الكشف عن الخائن من بينهم، وعملية الكشف ستتم من خلال كمين يلقى فيه القبض
مرة أخرى على «عمر» الذي دخل نفقا مظلما يطارده فيه الإسرائيليون من جهة،
وتهمته كجاسوس في عيون أصدقاء الطفولة وحبيبة من جهة أخرى... يزرع فيه
«رامي» الضابط الشك في حبيبة القلب، ويغادر السجن مرة أخرى بعد أن وضع
الإسرائيليون جهازا في ساقه يكشف عن مكانه أنى ذهب... يتوجه «عمر» مباشرة
إلى حبيبة القلب وقد نخر الشك حبه الكبير، يسألها عن سر علاقتها ب»الأمجد»
الذي عبر بدوره عن رغبته في الارتباط بها... تتركه وتمضي خائفة على نفسها
من سمعته كجاسوس للإسرائيليين... يواجه صديق الطفولة «الأمجد» فيعترف بأنه
على علاقة بنادية وأنها حامل منه وأن الإسرائيليون جندوه لخدمته بعدما
قايضوه بكشف الفضيحة... في النهاية يجتمع الأصدقاء الثلاثة لا للتنكيت هذه
المرة وإنما للتصادم وقد تصدعت الصداقة واهتزت الثقة فيما بينهم... وفي
اللحظة التي تنقض فيها قبضة «طارق» على «الأمجد» بعد اكتشافه بحمل شقيقته
تأتي طلقة نارية إسرائيلية لتصيب «طارق» في مقتل خوفا عليها من الفضيحة،
يذهب «عمر» لخطبة حبيبة القلب «نادية» لصديق «الماضي» «الأمجد» ويرفض أن
يتسلم رسالتها، ويساعده على الزواج بما جمع من مال لزواج كان يفترض أن يكون
هو طرفه...
تمضي على القصة سنتان، عاد فيهما «عمر» إلى حياته الطبيعية، قبل أن
يستقبل زائرا غير مرغوب فيه هو الضابط الإسرائيلي «رامي» الذي يريد منه
المساعدة للوصول إلى الرئيس الجديد للكتيبة التي كان يقودها «طارق»...
وبدوره بدأ الرئيس الجديد للكتيبة يسأل عن ظروف موت «طارق» وعن هوية
«الخائن» في المجموعة القديمة، ومدى تورط «الأمجد» في الأمر... يقرر «عمر»
الذهاب لملاقاة «الأمجد» وتحذيره، ولكنه يجد صعوبة في تسلق الجدار... لعل
الزمن أكل حيويته وطاقة الحب التي كانت تساعده في تسلق الجدار يوميا للقاء
حبيبة القلب... أو لعله كان أضعف من أن يعرف حقيقة أن «نادية» لم تكن
حاملا، وأن «الأمجد» هو الجاسوس وهو أيضا ضحية محتل غادر قرر تفكيك صداقة
الطفولة وتدميرها...
حب «عمر» ل»نادية» يجعل خسارته فادحة... وفقدانه لصديقيه يفاقم من
وطأة هذه الخسارة... لا بد إذن من انتصار ما بتصفية الإسرائيلي محرك
الخيانة لا تصفية العميل... وتخرج الطلقة من مسدس «عمر» لينتهي الفيلم في
لحظة جد مؤثرة...
«الحب زمن الاحتلال» هذا هو باختصر فيلم «عمر»... حب رومانسي وصداقة
طفولة يقويها الاحتلال ثم يفتتها دون رحمة...
قصة إنسانية بسيطة
بعيدا عن نشرات الأخبار وخطابات الساسة، يصور «هاني أبو أسعد» الواقع
الفلسطيني التي تختلط فيه مشاعر الحب بالخيانة والثقة بالشك... بلا صراخ،
وبلا شعارات «جوفاء» بل من خلال قصة إنسانية بسيطة وعميقة تستند إلى خطين
رئيسيين: الصداقة والحب، يصور «هاني أبو أسعد» فداحة المحتل الإسرائيلي
الذي يدمر أنقى المشاعر وأطهرها، وكأنه لا حق للفلسطيني في المشاعر
الإنسانية البسيطة كما لا حق له في الحياة على أرضه
بالكثير من العمق، والحيوية، والاختصار يجسد «آدم بكري» دور «عمر»...
وفي حيوته، ولحظات عشقه وشكه واهتزاز ثقة المحيطين به، نجح «آدم بكري» في
إرباك المشاهد... لا يمكن للمشاهد أن يلتزم بالحياد وهو يتابع «عمر» في
مساره اليومي مدفوعا بمشاعر إنسانية متناقضة... بدوره كان «وليد زعيتر»
(الضابط الإسرائيلي رامي) شديد العمق في آدائه، وتميز بقية الممثلين
بقدرتهم على الإقناع بآدائهم العالي...
تقنيا، كان الفيلم شبيها بقصته... بسيطا... تتابع الكاميرا حركة
الممثلين ومشاعرهم، بطيئة حينا، سريعة حينا آخر في لقطات متنوعة لا تفوت
«حشرة» كانت ترافق «عمر» في وحدته في السجن، تدافع مثله عن حقها في البقاء،
والخروج من العتمة إلى النور... وفي النهاية كنا أمام فيلم مؤثر، شاعري،
شديد العمق... ولأنه فيلم جيد افتك حضوره ومشاركته في مهرجان كان
السينمائي، وبعد «عمر» لا يحق لأي مخرج آخر الادعاء بأن الانحياز للقضية
الفلسطينية عامل معرقل للمشاركة في مهرجان... يكفي أن ينجز مخرج ما فيلما
جيدا ليفتك مشاركته في كان وفي غيره كما فعل «هاني أبو أسعد»
الصريح التونسية في
22/05/2013
دوغلاس يتحرر
كوثر الحكيري
كان عاديا جدا أن تسلط أضواء مهرجان كان السينمائي ليلة الثلاثاء 21
ماي الجاري على فيلم «حياتي مع ليبريس» لأسباب كثيرة أهمها أن الفيلم من
إخراج الأمريكي «ستيفن سودربيرج» الذي افتك السعفة الذهبية سنة 1989 بأول
أفلامه «جنس، أكاذيب وفيديو»، ومنذ ذلك الوقت و»سوديربيرج» حاضر في أهم
التظاهرات السينمائية العالمية، وأفلامه تثير الجدل على الرغم من إعلانه
أكثر من مرة أنه يطمح إلى اعتزال الإخراج في الفترة القادمة والتفرغ لهواية
الرسم وهو ما أكده خلال الندوة الصحفية التي انتظمت صباح يوم أمس للحديث عن
الفيلم موضحا أنه لا يقصد الاعتزال النهائي وإنما يريد فترة توقف عن النشاط
السينمائي يتفرغ خلالها للرسم...
والسبب الثاني في تسليط الأضواء الكانية على فيلم «حياتي مع ليبريس»
والأهم هو وجود اسمين مهمين في المشهد التمثيلي الأمريكي في بطولة مشتركة
للفيلم بين «مات دامون» والممثل الاستثناء «مايكل دوغلاس» الحاصل على
أوسكار أفضل ممثل عن دوره في فيلم «وول ستريت»، وفي رصيده عدد كبير من
الأفلام المتميزة..
ينتمي «مايكل دوغلاس» إلى جيل لا يتكرر من الممثلين الذين سخروا
حياتهم للسينما وقدموا ما يعرف اليوم بكلاسيكيات السينما العالمية،
ومازالوا على الرغم من وصول الكثيرين منهم عتبات العقد السابع من أعمارهم
يثبتون أنهم بموهبتهم ومعرفتهم وتواضعهم أيضا بئر عميقة لن تنضب أبدا...
جاء «مايكل دوغلاس» للمشاركة في المسابقة الرسمية للدورة السادسة
والستين لمهرجان كان السينمائي بفيلم «حياتي مع ليبريس» رفقة النجم
الأمريكي «مات ديمون» من إخراج «ستيفن سودربيرغ» في أول ظهور سينمائي له
بعد قصة مرضه وصراعه مع مرض السرطان الذي أثر كثيرا في زوجته الجميلة
«كاترين زيتا جوننز» مما دفعها إلى عيادة طبيب نفساني...
لقاء في الذاكرة مع «ليبريس»
«ليبريس» هو عازف بيانو أمريكي عرف بعروض «الشو» في السبعينات وبداية
الثمانينات وتوفي سنة 1987 بعد إصابته بمرض السيدا...
تحدث «مايكل دوغلاس» عن لقاء جمعه ب»ليبريس» وهو في الثانية عشرة من
عمره رفقة والده الممثل «مايكل كيرك دوغلاس» وقال إنه يذكر جيدا المجوهرات
التي كان «ليبريس» يحرص على ارتدائها، وكانت مثار سؤال الجمهور والصحافة،
فكيف كان قادرا على العزف بتلك الطريقة المذهلة ويداه مثقلتان بالخواتم
الأساور كبيرة الحجم، وكان «ليبريس» يعلق ساخرا «هذه الجواهر تجعلني أعزف
بطريقة أجمل»...
التحرر من القيود الأخلاقية
يأتي فيلم «حياتي مع ليبريس» قبل ليلة من احتفاء الفرنسي باعتماد
قانون السماح لزواج المثليين على الرغم من عدم تحمس الرئيس الفرنسي «فرنسوا
هولند» والشق المحافظ الفرنسي لهذا القانون...
قصة الفيلم حقيقية اعتمد فيها السيناريو على ذاكرة الطرف الثاني في
القصة وهو «سكوت ثورسون» الذي مازال إلى اليوم على قيد الحياة وجسد دوره
«مات ديمون»...
أما «مايكل دوغلاس» فظهر بشخصية «ليبريس» الغريبة... فنان وعازف بيانو
نجم، شاذ جنسيا، ويعاني من مشكل الهوس بالسجن، ولكنه نجح في إخفاء حقيقة
شذوذه بكتاب مفبرك يروي فيه علاقاته النسائية، ويروج لمحبيه فكرة أنه بصدد
البحث عن امرأة حياته، وحتى يجدها هو مرتبط بفنه فقط...
يأتي اللقاء الأول بين «ليبريس» و»ثورسون» سنة 1977 عبر صديق مشترك في
حفل مذهل ل»ليبريس» الذي أعجب ب»ثيرسون» كشاب ودعاه لزيارته في منزله...
هناك يتعرف الشاب الذي نشأ في عائلة غير عائلته بعد ارتباط والده برجل آخر،
عالم «ليبريس» بالغ الثراء والبذخ، وتغريه خاصة الكلاب والقطط التي يجمعها
حوله خاصة أنه يعشق الحيوانات ويحلم بأن يكون «فيتيرينار»...
يجد «ليبريس» في «ثيرسون» ما يغريه بعلاقة جنسية لم تكن عابرة... كانت
علاقة لليلة فتحت شهيته، فقررا الإقامة معا تحت سقف واحد...
خلال خمس سنوات من عمر هذه العلاقة يكبر الحب بين الرجلين وتتأجج نار
الغيرة، وتكثر الشائعات حول العلاقة بين الرجلين يخفيانها بمحاولة تبني «ليبريس»
ل»ثيرسون» تحت غطاء أنه وجد معه الأمان ويريد أن يضمن له مستقبله، ويرافقه
في رحلاته وحفلاته كسائق ومساعد له... لكن هذه العلاقة الساخنة تبرد شيئا
فشيئا... ف»ليبريس» المهووس بالسجن يروق له الذهاب إلى فضاءات «الفيديو
سيكس» ومشاهدة أفلام «البرنو» التي يراها «ثيرسون» مقززة، ومسيئة لسمعته...
ومع ظهور راقص في حياة «ليبريس» يجد «ثيرسون» نفسه خارج عالم الرجل
الذي أحبه فيثور غاضبا، ويدمن على المخدرات، وفي النهاية يلتجئ إلى القضاء
لاسترداد حقوقه من الرجل الذي كان يقول عنه إنه وجد منه الرعاية التي لم
يجدها في أقرب الناس إليه، ولكنه يختار التفاوض خارج المؤسسة القضائية
بنصيحة من محاميه وتتخذ حياته بعد ذلك منعرجا عاديا...
ينتهي الفيلم باتصال هاتفي من «ليبريس» وهو على فراش المرض وقد نخره
«فيروس السيدا» نادما على هوسه الجنسي الذي أوصله إلى هذه النقطة وعلى
تفريطه في الرجل الذي أحبه وأخلص له... ليموت «ليبريس» مخلفا روايات
متضاربة حول أسباب الوفاة ولتأتي رواية «سكوت ثيرسون» داعمة لفكرة إصابته
بالسرطان...
يعود المخرج «ستيفن سودربيرغ» إلى العوالم السبعينية والثمانينية
بالكثر من الذكاء والقدرة على بسط مناخات المرحلة بملابس ناسها المميزة،
وبحركتها الفنية التي لا تهدأ...
ونجح خاصة «مايكل دوغلاس» في تجسيد شخصية «ليبريس» المثيرة، بموهبته
الاستثنائية التي لم ينهكها المرض، وبقدرته على التحرر من القيود الأخلاقية
التي تفرضها صورته كنجم... لم يتحرج من أي مشهد، فصوره «سودربيرغ» في لحظات
حميمية مع «مات ديمون» بلا تحفظ... شاهدناه يقبل صديقه، ويداعبه،
وشاهدناهما معا في الفراش وغيرها من التفاصيل التي كان النجوم يضعون أمامها
خطا أحمر...
في تجسيده لشخصية الشاذ الجنسي تخلص «مايكل دوغلاس» من الكليشيهات
التي تتعلق عادة بحركة اليد والجسم الأنثوية... كان مختصرا في آدائه،
معتمدا على نبرة صوته الأنثوية، وعلى شخصيته المرحة، وطريقة لباسه، وحرصه
على نضارة وجهه وشباب ملامحه... ليثبت «مايكل دوغلاس» مرة أخرى أنه ممثل
كبير يرشحه كثير من النقاد لجائزة أفضل ممثل في الدورة السادسة والستين
لمهرجان كان السينمائي
الصريح التونسية في
23/05/2013
إشادة بالفيلم الفلسطينى «عمر»..
ومخرجه: فخور بعرض فيلمى فى كان
رشا عبدالحميد:
يشارك المخرج الفلسطينى هانى ابوأسعد لأول مرة فى مهرجان كان هذا
العام بفيلمه «عمر» فى قسم نظرة ما، ويعد فيلم عمر هو أحد أول الإنتاجات فى
صناعة السينما الفلسطينية، وفريق عمل الفيلم فلسطينيون، ويتضمن بعض
الممثلين الذين اتيحت لهم الفرصة للقيام بادوار بطولة لأول مرة.
وصرح هانى ابوأسعد عن فيلمه فى حوار نشر على موقع المهرجان قائلا
«تمنح الحياة قصصا رائعة للكُتاب، وفيلم عمر ليس استثناء للقاعدة، حينما
كنت برام الله منذ بضع سنوات وجالسا مع أحد الأصدقاء الذى روى لى كيف أن
عميل مخابرات تابع للحكومة حاول استعمال المعلومات التى كانت بحوزته عنه من
أجل إجباره على العمل معه، وبمجرد سماعى لهذا، حاولت مباشرة معرفة المزيد
عن هذا الموضوع ودراسة التبعات لاستكشاف كيف يمكن ان تؤثر مثل هذه الظروف
والافعال فى علاقات الحب والصداقة والثقة».
وتحدث هانى عن مشاعره أثناء تصوير الفيلم قائلا «لم أعمل من قبل على
شىء جُمعت فيه كافة الميزات وأثرت فى بعمق، مثل هذا الفيلم، فأثناء التصوير
وعند نهاية كل مشهد وقبل أن أقول كلمة «ستوب»، كنت انظر إلى الأسفل لإخفاء
عيناى المليئة بالدموع، وبعد ذلك اكتشفت أن طاقم الفيلم كان يشعر بنفس
الإحساس بهذه اللحظة، لقد حبسنا جميعنا دموعنا. وهذا جعلنى أتساءل؟ لماذا
يحاول بعض الناس إخفاء أحاسيسهم واخرين لا يفعلون ذلك؟ لقد تأكدت أن
السينما قوية جدا، فالسينما من بين الأماكن التى يذهب إليها الناس لمشاركة
لحظات دون تحفظ او أحكام. إنه المكان الذى لا يكبح فيه الناس أفكارهم
وعواطفهم».
والفيلم يروى قصة ثلاثة أصدقاء طفولة وامراة شابة فى الأراضى
الفلسطينية المحتلة، فهناك عمر الذى يتسلق الجدار ويتفادى الرصاص
الاسرائيلى لزيارة حبه السرى نادية، ويصبح عمر مناضل من اجل الحرية ويجد
نفسه امام مواجهة خيارات مؤلمة عن الحياة والرجولة، فعندما يتم القبض عليه
بعد حركة قاتلة للمقاومة ومواجهة عنيفة مع عدد من جنود جيش الاحتلال يعرض
لخيانة الثقة التى وضعها فيه اصدقاء طفولته امجد وطارق شقيق نادية المتشدد،
فتثار حوله الشكوك من صديقيه، وهنا تتمزق مشاعر عمر ولكنه يؤمن ان كل ما
يفعله هو من اجل حبه لناديه.
وقد حاز الفيلم على اعجاب الصحفيين والنقاد، كما صفق له الجمهور
بحرارة عند عرضه يوم الاثنين الماضى،وقال ابوأسعد «السعادة تغمرنى واشعر
بالفخر لاختيار مهرجان كان فيلمى عمر ليعرض ضمن فعالياته».
ويشارك فى بطولة الفيلم ادم بكرى، ليم لوبانى، اياد حورانى، سمير
بيشارات، وتم تصوير الفيلم فى ثمانية اسابيع، بتكلفة انتاجية وصلت الى
مليون ونصف المليون دولار.
الشروق المصرية في
23/05/2013
السينما الهولندية تعود بعد 38 عامـًا فى محاولة لإظهار
الشر
رشا عبد الحميد
تضم المسابقة الرسمية لمهرجان كان هذا العام اول فيلم هولندى يشارك
فيها منذ عام 1975، وهو فيلم «بورجمان» للمخرج اليكس فان ورمردام، والذى
قدم ثمانية افلام روائية طويلة فقط خلال ثلاثين عاما فى مشواره الفنى.
وقال المخرج اليكس فان ورمردام الذى يعود الى المهرجان، بعد خمسة عشر
عاما عن فيلمه «أحاول دائما ألا أعطى معنى معينا لأفلامى، وأتمنى أن يقوم
المشاهدون بتشكيل آرائهم ورؤيتهم الشخصية، ووجدت ان البعض فسر فيلم «بورجمان
« على أنه نقد لمجتمعنا الغربى، ولكن لم يكن هذا ما اردته، بل رغبت فى
اظهار الشر من خلال التصرف غير العادى لأشخاص عاديين، أشخاص يمكن أن
نقابلهم فى الشارع»،
وأضاف «هناك ناس يصبحون مع تقدم العمر خفيفى الظل، أما أنا فأصبح
خبيثا ! ولا أعرف إن كان فيلمى قد بلغ فى الخبث مستوى عاليا ام لا وهو أول
فيلم أقوم فيه بتحريك مكان الكاميرا علما أن هذا الفعل يتناقض مع معتقداتى
الشخصية».
وتدور قصة الفيلم حول كاميل بورجمان الذى يصل احد الشوارع الهادئة
لضاحية ثرية، ويكون ذلك بداية لسلسلة من الاحداث المقلقة لزوجين واطفالهما
الثلاثة ومربيتهم بعد ان يدق شخص جرس بيتهم ويطلب منهم الدخول..،ويتساءل
الجميع من هو هذا الشخص ؟ هل هو حلم، شيطان، حكاية رمزية أم تجسيد واقعى
لمخاوفنا؟ وهو ما يترك للمشاهدين لاكتشافه.
حيوانات شهيرة على شاشة مهرجان «كان»
الشروق: يقام حاليا فى قصر المهرجانات وعلى هامش مهرجان كان السينمائى
فى دورته السادسة والستين، معرض للرسومات المتحركة للحيوانات الشهيرة مثل
الفأر والقطة والتى استعان بها فى بعض الأفلام السينمائية لكبار المخرجين
السينمائيين من أمثال «شارلى ــ شابلن» و«فللينى» و«سبيلبرج» و«تاراتينو»
والتى يقام عليها مزاد فى نهاية المعرض فى 26 مايو الجارى ويخصص دخله
لرسامى الرسوم المتحركة من أجل السلام.
ويضم المعرض حوالى مائة رسم من الرسوم التى ظهرت فى الصحف للفنان «ديلم»
من الجزائر و«فيليس» من تونس و«جيلوك» من بلجيكا و«مارجان» من إيران وبعض
الصور تشير إلى أن الإبداع السينمائى مهدد فى بعض الدول مثل الجزائر وإيران
والصين ومن بين الرسومات رسم «القطة» للرسام البلجيكى جولوك، والإيطالى
ألساندرو ــ جاتو والتى تلقى الضوء على الفن السابع
الشروق المصرية في
22/05/2013
مهرجان كان يحتفل بمئوية السينما الهندية
ويعرض أحدث إنتاجاتها "أحاديث بومباي"
كان : أحمد عاطف
يحتفي مهرجان كان في دورته هذا العام بالسينما الهندية بمناسبة عيدها
المئوي، ويعرض في هذه الاحتفالية أحدث إنتاجات السينما الهندية الفيلم
المسمي (أحاديث بومباي).. هذا الفيلم مكون من أفلام قصيرة لأربعة مخرجين
شباب هنود.
ويعد اختزال السينما الهندية في السينما التجارية الطاغية( بوليوود)
لهو خطأ كبير، وقد أثبت مهرجان كان أهمية السينما الهندية الأخري في
السنوات الأخيرة بعرض أفلام مثل أودان وميسٍ لافلي.
في الهند كما في أماكن أخرى، للسينما قوانينها وأنواعها الشهيرة التي
تتطور مع التكنولوجيا وجميع انواع السينما الهندية تظهر في الفيلم مع
أحاديث بومباي.
فنجد التقاليد المسرحية الشهيرة في بوليود في فيلم
Zoom Zoom Darling وهو فيلم قصير للمخرجة دارلينج زويا الذي يحكي عن
فيكي الصغير المولع بممثلة، ويقلد مشاهد رقص مثلت فيها المنزل. لهذا الغرض
يتزين بما يزعج ذلك والده كثيراً.
اما الفيلم القصير
Banerjee Dibakar
مستوحاة من قصة قصيرة لأحد كبار السينما الهندية ساتياجيت راي، حيث يروي
الفيلم قصة بوروندار، الممثل المنحط الذي فقد للتو والده، ويريد أن يلمع من
جديد أمام عيون ابنته.
اما فيلم
Dibakar Banerjee
فهو حاصد للجوائز في آسيا، ويصور الجوانب المجتمعية المستوحاة من القضايا
يُعنى بها الهنديون اليوم.
هناك كاران جوهار الذي يحظى بالاعتراف من قبل نظرائه و يصور قصص حب
دائما وهو موضوع تقليدي، ولكن القصة التي يسردها في
Ajleeb Daasran Hai Yeh لاتمت إلى الكلاسيكية بشيء.
مخرج "الجنة الآن":
"فيلمي الأخير كان مخاطرة كبيرة" ويدور حول مهمة "انتحارية"
في إسرائيل
الألمانية : استحوذ المخرج الفلسطيني هاني أبوأسعد على اهتمام ومشاعر
صناع السينما في عام 2005 بفيلمه "الجنة الآن" الفائز بإحدى الجوائز والذي
تدور قصته عن رجلين يستعدان لمهمة "انتحارية" في إسرائيل.
بعد ثماني سنوات عاد أبوأسعد ليكشف عن آفاق جديدة بفيلمه "عمر"، أول
فيلم روائي تموله صناعة السينما الفلسطينية الناشئة بالكامل.
ويدور جزء من الفيلم الذي تم تصويره في ظل جدار الفصل الإسرائيلي الذي
يمتد بشكل متعرج عبر الضفة الغربية عن قصة حب، والجزء الآخر يعد قصة سياسية
مثيرة.
وعرض الفيلم لأول مرة هذا الأسبوع في مهرجان كان السينمائي، حيث
استقبل بحفاوة بالغة وتصفيق حار.
وفي حين أن فيلم "الجنة الآن" تناول الأسباب التي تدفع الشباب
الفلسطيني إلى ارتداء أحزمة ناسفة فإن فيلم "عمر" يتناول الأسباب التي
تدفعهم للتعاون مع العدو.
وقال المخرج "51 عامًا"، الذي قضى عدة سنوات في هولندا، ويعيش الآن في
الناصرة، في إسرائيل لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) إنه استوحى فكرة
الفيلم من واقعة رواها له أحد أصدقائه.
وأضاف: "قال لي إن أجهزة الاستخبارات حاولت إجباره على التعاون؛ لأنهم
كانوا يعرفون سرًا عنه، وهو الأمر الذي من شأنه يتسبب في فضيحة لعائلته، لم
يعرف ماذا يفعل، ثم قال، إنك تعرف ماذا أفعل، سوف أدمر عائلتي، ولكن لن
أصبح متعاونًا مع العدو".
وتابع: "لقد كانت قصة جيدة وفكرت: ماذا سأفعل؟ لأنني أنا أيضا لدي
أسرار، كل شخص لديه أسرار، وبدأت أفكر في عمل قصة حول هذا الموضوع".
لكن أبوأسعد تردد، فعلى الرغم من نجاح "الجنة الآن"، فإن تصوير الفيلم
في الضفة الغربية - الذي كان محفوفًا بمخاطر تعرضهم لحوادث كادت تصيب طاقم
العمل مثل استهدافهم بصواريخ وألغام أرضية وأخطار أخرى، جعله خائفًا من
الأسلحة النارية وأصواتها.
واعترف أبو أسعد قائلا: "كنت حقًا متعبًا نفسيًا بعد الفيلم".
ولحسن الحظ، فقد كانت عملية تصوير فيلم "عمر"، الذي تم في الضفة
الغربية وإسرائيل، "مثالية".
ويروي الفيلم قصة خباز شاب يدعى عمر، متيم بفتاة فلسطينية على الجانب
الآخر من الجدار الفاصل.
ويسعى بشكل منتظم إلى تفادي الرصاصات التي يطلقها جنود من اجل تسلق
الجدار لرؤية الفتاة، ويتحدث الشاب والفتاة بحماس عن الزواج.
لكن خططهما تنحرف عن مسارها عقب اعتقاله بسبب تورطه في هجوم على الجيش
الإسرائيلي قتل فيه جندي.
يتعرض عمر للتعذيب في السجن من أجل الإدلاء بمعلومات، ثم يتم الضغط
عليه ليصبح مخبرًا.
يبدأ عمر في ممارسة لعبة القط والفأر مع الشخص الإسرائيلي الذي يحاول
تجنيده، في الوقت الذي يحاول إثبات أنه ليس "خائنًا"، بينما يشاع في الشارع
أنه كذلك.
ويعد فيلم "عمر" أقل حدة سياسيًا عند مقارنته بفيلم "الجنة الآن"،
الذي وجهت إليه تهم بشكل متنوع بأنه متعاطف جدًا مع الانتحاريين، أو منتقد
جدًا لهم.
ولكن نظرًا لحساسية الموضوع فإن الفيلم حتما سيؤدي إلى إثارة جدل، لا
سيما على الجانب الفلسطيني من الجدار.
وقال أبوأسعد أنه لا يخشى رد الفعل.
وأضاف: "المجتمع الفلسطيني منفتح جدًا، وأكثر انفتاحًا بكثير مما
تعتقد، نحن منفتحون جدًا على الانتقادات".
ويسود في كلا الفيلمين شعور بأن الشباب متخبطون، وليس لهم هدف في
الحياة.
ووفقًا لأبوأسعد، فإن المناخ العام في الضفة الغربية أصبح أكثر سوءًا
منذ "الجنة الآن".
فالرجل العادي مكتئب ويائس جدا.
ويحمل أبو أسعد كلا من القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية مسئولية هذا
الوضع.
وأوضح أبو أسعد: "الإسرائيليون لا يفقدون الأمل، فهم يواصلون بناء
الجدران والمستوطنات وإقامة نقاط التفتيش".
وفي الوقت نفسه، يترك قادة وزعماء فلسطينيون الشباب لقيادة "النضال"
الذي غالبا ما يكون له عواقب وخيمة.
وتابع أبوأسعد: "عندما تترك الشباب وحدهم لاتخاذ مثل هذه القرارات
الصعبة، فإنهم سيفشلون. يجب على من هم أكبر سنًا ونضجًا أن يعودوا لقيادة
النضال".
ويعتبر هذا هو فيلمه الأول الذي يصوره بالاستعانة بطاقم أغلبه
فلسطينيون ومعظمهم دخلوا عذا المجال حديثًا.
وأردف قائلا: "لقد كانت مخاطرة كبيرة. في بعض الأحيان قلت لنفسي، "يا
إلهي، ماذا أفعل؟" ولكن عندما أرى النتائج أصبح سعيدًا جدًا لأنني خاطرت".
بوابة الأهرام في
23/05/2013
عرض «باب شرقي» في سوق «كان»
ومخرجه: ردود الفعل أكثر من إيجابية
أحمد النجار
عرضت إدارة الدورة 66 لمهرجان «كان» السينمائي، الفيلم الوثائقي «باب
شرقي»، للمخرج المصري أحمد عاطف، على هامش عروض سوق المهرجان.
وعلق «عاطف» على عرض الفيلم قائلًا: «حصل الفيلم على إشادة جيدة، وحضر
العرض 30 مسؤولًا من عدة أماكن مختلفة، منهم أعضاء بالمهرجان، موزعون ونقاد
عالميون، التليفزيون الصيني، ومسؤولون من مهرجان (فينيسيا)، وكانت ردود
الفعل أكثر من إيجابية ومفعمة بالمشاعر».
وأوضح أن «فكرة الفيلم نتجت بعد مقابلة بيني وبين ممثلي المسرح
السوريين المعروفين أحمد ومحمد ملص، اللذين حضرا إلى مصر بعد لبنان إثر
تعرضهما للسجن والتعذيب في سوريا إثر اندلاع الاحتجاجات هناك».
شارك الأخوان «ملص» في وضع سيناريو «باب شرقي» مع أحمد عاطف، وتعود
أهميته إلى أنه الفيلم الروائي الأول الذي يتناول الثورة السورية.
المصري اليوم في
23/05/2013 |