* مجيد عبد الرزاق هو منتج ومخرج وممثل وكاتب سيناريو في شخص واحد.
حقق من مطلع هذا القرن أربعة أفلام طويلة، اثنان منها مقتبسان عن الرواية
التي يعتقدها أفضل ما كتب من روايات، «الكونت دي مونت كريستو». يقول
لـ«الشرق الأوسط»: «لا تتصور مدى إعجابي بهذه الرواية. أعجبت بها إلى درجة
أنني صنعت منها فيلمين، أحدهما باللغة العربية والآخر بالهندية. وفي رأيي
أنها تحتوي على كل عناصر الفيلم الدرامي من حب وانتقام وتضحية وبذل في سبيل
المبدأ. قليلة هي الروايات التي تحتوي على كل هذه العناصر مجتمعة، والتي
تناسب مبادئنا وأخلاقياتنا فتبدو كما لو أنها عربية المنشأ أيضا».
عبد الرزاق، الذي يشترك في مهرجان الخليج السينمائي الحالي (انطلق منذ
الحادي عشر وينتهي في ليل السابع عشر من الشهر)، طوع رواية ألكسندر دوما
إلى البيئة المحلية في «العقاب» (2006) قبل أن يقوم بعد عامين بسرد حكاية
المكتشف البريطاني ولفرد ثيسجر الذي جاب الصحراء العربية في مطلع القرن
الماضي في فيلم بعنوان «رمال عربية». بعده عاد إلى رواية دوما وقدمها في
فيلم هندي.
كل هذه الأفلام تميزت بإنتاج مرفه وكبير وبمناظر خلابة، والأهم بقدرة
احترافية جيدة وإن لم تكن متكاملة. «العقاب» كان مثيرا في طريقة سرده حكاية
تتابعها كمغامرة متعددة الأطراف، والنسخة الهندية كفيلم بوليوودي مطعم
بعناصر الفيلم الهندي التجارية. «رمال عربية» كان عملا صعبا عانى من سيطرة
موسيقى طاغية ودوران جزء من الحكاية حول نفسها في عدة أماكن.
لكن عبد الرزاق لم يكن راضيا. يقول: «وضعت الكثير من المال في هذه
الأفلام وخسرته. لم تعد علي بأي أرباح، لذلك قررت أن يكون فيلمي الرابع
«بني آدم» فيلما تجاريا في الأساس».
* أسلوب ما قبل السينما
* للأسف، «بني آدم» ليس فيلما تجاريا هو أيضا. إذا كانت تلك الأفلام
أخفقت في العثور على مشاهديها فإن السبب ليس في أنها لم تكن موجهة إلى
الجمهور السائد، بل لأن قنوات العروض المحلية وقنوات بيع الأفلام وتوزيعها
خارج دولة الإمارات ثم خارج منطقة الخليج بأسرها شبه معدومة، لكن «بني آدم»
هو من الركاكة بحيث إنه لن يصل إلى ذلك الجمهور العريض المأمول حتى وإن وجد
توزيعا.
مهرجان الخليج السينمائي في دورته السادسة أحسن اختياره (خارج
المسابقة) لأنه كان لا بد له من تقديم بانوراما عريضة لكل ما هو جديد، كما
لحاجة بعضنا إلى التعجب حول كيف يمكن لمخرج فيلم أن يتقصد صنع فيلم على هذا
النحو.
المخرج هو بطل الفيلم الرئيس، سلطان. وبعد لقطات العناوين الأولى التي
يتمنى المرء أن لا تكون بدورها عنوانا لما سنراه، نتعرف عليه في قصره
الكبير ذي الثراء البالغ وهو يتقلب في نومه مع تعليق صوتي يقول لنا إن
سلطان ليس سعيدا في حياته رغم كل ثرائه. لقد افتقد النوم وراحة البال منذ
سنوات ولأسباب سيشرحها الفيلم بفيض من المواقف في نصفه الثاني (مدته ساعتان
وثلث الساعة). إلى أن يفعل ذلك فإن الفيلم يمشي على عكازين من الحوارات
السقيمة والمشاهد المفتعلة أداء وحسا ومن المشاهد المركبة كما لو كانت
مصنوعة في الثلاثينات أو الأربعينات. بعد الشرح المستفيض فإن حس
الميلودراما يزداد وترتفع من وسطه مواقف تراجيدية تحتوي على محاولة قتل شاب
اسمه سليم يحبه سلطان كما لو كان ابنه على يدي مساعد لسلطان اسمه خليل،
الذي ينظر إلى الكاميرا ويصرخ في وجهها ويتعمد إظهار بشاعة الشخصية التي
يؤديها بعيونه وملامحه كما لو أن أحدا من صانعي الفيلم لم يشاهد ممثلي
أدوار شر تجاوزوا بمواهبهم مثل هذا الأداء الفج منذ أن نطقت السينما في
الثلاثينات، بل - في الواقع - من قبل أن تنطق.
التراجيديا تضرب وتضرب بشدة، فإذا بسلطان يحاول الانتحار ويفشل وينتهي
مقعدا، لكن عدالة السماء تقتنص من خليل. ولا يمكن تفويت قصة حب مربعة
الأطراف: امرأتان في حب سليم. سليم في حب واحدة منهن، وهي من يضع سلطان
عينه عليها.
خلال العرض لم يستطع إلا القلة، في صالة امتلأت بالمشاهدين، إخفاء
ضحكه، وبوجود المخرج الذي اشتكى بعد ذلك من أن «الناس كانت تضحك على
لهجتي». الحقيقة أن لهجة عبد الرازق، كونه من أصل غير عربي، هي بعض السبب،
وهو ما كان يجب أن يمثل بها لادغا بأكثر من حرف فيها، لكن لو كان هذا هو
الخطأ الوحيد لتحمله المرء، لكنه لم يكن سوى عنصر دائم في عناصر دائمة تبدأ
مع اللقطة الأولى وتنتهي مع الأخيرة.
* بالإشارة
* الفيلم بقي مثار تعليقات متهكمة ليومين، وفي رأي البعض أنه سيكون
فيلم «Cult»،
وهي التسمية التي تعني طائفة من الأفلام (أو المعتقدات) التي من شدة
غرابتها تصبح نتوءا خارج المعتاد. لكنه ليس الفيلم الوحيد الذي يخفق في
تسديد أهدافه ولو أنه أكبرها.
«رسائل من الكويت» هو فيلم وصف بأنه طليعي من المخرج كريم غوري ومن
إنتاج جامع بين الكويت والإمارات العربية المتحدة وفرنسا ولا يمكن سبر
غوره. يصدك إذا ما حاولت الإعجاب برغبة مخرجه في إنجاز عمل فني لا يعرف
التنازل. لقطات طويلة ثابتة وواعدة يبدأ بها، لكن بعد خمس دقائق أو نحو ذلك
يغلب الأسلوب المنطق والضرورة الدنيا لبث حرارة في الفيلم. قد تكون حرارة
درامية أو تسجيلية أو جمالية، لكنه لا يفعل، وما يطغى هو تعليق صوتي دائم
بالفرنسية باستثناء مشهد واحد باللغة العربية. ليست هناك شفاه تنطق وتتحرك،
فالتعليق الذي يتحدث عن محاولة «بطل» الفيلم وضع علاقته بأبيه تحت محك
البحث متذكرا هوانها، والذي يقرأ رسائل يبعث بها إلى ابنه قبل أن يختلط كل
شيء ليؤلف منهجا واضحا فقط في بال مبدعه، هذا التعليق يلغي الحاجة إلى
السينما، إلى لغة الصورة. ليس هناك تمثيل بين شخصين أو أكثر ولا حتى تمثيل
لفرد واحد في ذلك، هو تسجيل لخطاب مع صور تصاحبه.
أفضل منه فيلم سعودي مشترك في المسابقة للمخرج سمير عارف اسمه «صدى»،
لكنه أفضل منه لسبب معين: لديه موضوع اجتماعي جيد حول الصبي المولود لزوجين
لا يسمعان ولا يتكلمان ويتعاملان مع العالم الصامت حولهما بالإشارة. الصبي
يتحمل تبعات ذلك خجولا من الوضع ومستاء منه. في الوقت ذاته هناك مذيعة
عرجاء تكتشف أن إعجابها بمثقف استقبلته في برنامجها لم يكن في مكانه كون
المثقف امتنع عن إرسال الرسائل الهاتفية إليها حالما شاهدها تعرج. ثم هناك
الجارة التي تصرخ في وجهي زوجها وابنها في كل مشهد مع سعي للمقارنة بين
عائلة الصم والبكم مع تلك العائلة التي لا معيقات لها وتحبيذ تآلف الأولى
وانسجامها رغم عذاباتها.
هذا هو الموضوع، لكن هذه ليست القصة. بالأحرى، تمضي المواقف من دون
شعور المخرج بضرورة تطويرها والقبض على الخط الحكائي الضروري لكل فيلم
روائي. المشاعر بين الشخصيات حادة، لكن علاقة الفيلم بجمهوره باردة. وكما
الحال مع الفيلم التسجيلي السعودي «العرس الكبير» لفيصل العتيبي، حول
تقاليد الزواج لدى مواطني جزر القمر، فإن صنع الفيلم لحساب التلفزيون يحد
من قدراته التوجه إلى الجمهور السينمائي.
بالإضافة إلى ذلك، هناك الصبي الذي يؤدي الدور الرئيس وصبي آخر يؤدي
دور رفيقه، وهذا الرفيق هو أفضل تمثيلا من الممثل الذي تقع على عاتقه مهمة
حمل الفيلم فتنوء تعابيره بالمهمة. في معظم لقطاته هو إما من دون تعابير
وإما بتعابير غير صحيحة.
* بوليس
* «أصيل» (في المسابقة أيضا) من عمان لخالد الزدجالي هو أفضل من فيلم
روائي سابق قام بتحقيقه قبل نحو أربع سنوات. إنه عن العادات والتقاليد
وفيها، بدوره، حكاية صبي يرحل من البادية إلى المدينة مع مقارنات بيئية
واجتماعية والكثير من رصد التقاليد ورياضة سباق الجمال ومراسيمها. يصنع
المخرج فيلما جديرا بالمتابعة لهذه الخصائص لكنه لا يخلو أيضا من مشكلات
التعلم خلال العمل ومن كتابة كان يمكن لها أن تأتي أفضل وتمنح المخرج
أفكارا ومضامين وطرق تعبير أكثر ثراء مما قام به.
ليلى البياتي، وهي فنانة نصف عراقية - نصف فرنسية تحقق فيلما أولا لها
بعنوان «برلين تلغرام» تتابع فيه نفسها، إذ تخرج وتمثل، وهي تنتقل من
بروكسل إلى برلين ومن برلين إلى القاهرة في منوال لاكتشاف الذات يرتفع
وينخفض تبعا لإذا ما كان الفصل المعروض يحتوي على مضمون آخر سواها. وهو
عادة لا يفعل. صديقها، الذي لا نعرف عنه الكثير، تركها وقلبها مكسور نتيجة
ذلك. تحاول نسيانه عبر كتابة وغناء المزيد من الموسيقى تساعدها في ذلك
شقيقتها هنا (هناء البياتي)، لكن الفيلم يواصل كي الحكاية تكرارا من ناحية
وتقديم بطلته / مخرجته كما لو أن المأساة، حين رسمت، رسمت حولها استثناءا
عن العالم بأسره. لكن ليلى وفريقها التقني يسبر غور هذا الفيلم بنجاح يفوق
نجاحها كفنانة وكراوية درامية.
«ضابط مباحث» (قسم «أضواء») هو فيلم كويتي آخر من المخرج المداوم داود
شعيل. مثل أفلام سابقة له مثل «القناص» و«شرطي الفريج»، يبدو الفيلم الجديد
هذا كما لو كان جزءا تم فصله عن حكاية أو عن فيلم طويل. هناك ضابط يوكل
بالمهمة الأولى وهي نقل مجرم وتاجر مخدرات إلى النيابة العامة (وحده
وبسيارة أميركية قديمة!) والمجرم يفلت (أو بالأحرى يتبخر، إذ إنه لا يمكن
أن يكون ترك السيارة من دون ملاحظة الضابط الذي كان على بعد قدمين منه).
الآن الضابط يقبع في منزله لكنه يلبي نداء الواجب حين يصل إليه خبر بمكان
وجود المجرم الذي يقتل رجلي أمن آخرين قبل أن يصل بطل الفيلم ويجهز عليه.
الشرق الأوسط في
17/04/2013
شراكة بين "مهرجان الخليج السينمائى" و"مؤسسة روبرت بوش"
الألمانية
علا الشافعى
أعلن "مهرجان الخليج السينمائى"، التجمّع السنوى لروّاد السينما من
مختلف أنحاء منطقة الخليج، عن شراكة مع المؤسسة الألمانية الخيرية؛ "مؤسسة
روبرت بوش"، التى تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافى من خلال تمويل المشاريع
السينمائية فى ألمانيا والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، حيث تتيح الفرصة
أمام صناع السينما العرب الناشئين للوصول إلى جمهور أوسع، والمشاركة فى
برامج تدريبية بارزة من جهات تعاون متميزة فى أوروبا.
وتقوم هذه الشراكة لإطلاق جائزة "روبرت بوش" السينمائية" أكبر مبادرة
لـ"مؤسسة روبرت بوش" فى العالم العربى حتى الآن، والتى تموّل حالياً مشاريع
الأفلام المشتركة بين ألمانيا والعالم العربى وأوروبا الشرقية.
وهذه هى المرة الثانية التى تقوم فيها "مؤسسة روبرت بوش" بإرسال وفد
من المنتجين الألمان لـ"مهرجان الخليج السينمائى" بهدف تطوير الإنتاج
الألمانى – العربى المشترك، وتوسيع الشبكات المهنية بين الطرفين. وتتمحور
الشراكة الجديدة حول تعزيز وتطوير صناعة السينما للناشئين وخلق شراكات
مثمرة بين أوروبا والعالم العربى.
من جانبها، قالت شيفانى بانديا، المدير الإدارى لـ"مهرجان الخليج
السينمائى": "تتيح الشراكة مع "مؤسسة روبرت بوش" لصنّاع السينما فى منطقة
دول مجلس التعاون الخليجى إمكانية الوصول إلى أسواق عالمية أوسع، للمزيد من
التعاون والتدريب والنشاط التجارى، إذ تعمل المؤسسة جنباً إلى جنب مع خبراء
السينما فى الأسواق الناشئة لخلق علاقات إبداعية دائمة، تتخطى الحدود
الجغرافية والثقافية. ويتيح لنا تسهيل التبادل المهنى والفنى وتوسيع
قاعدتنا الجماهيرية، وتصدير أفضل الإنتاجات الثقافية والفنية فى دول مجلس
التعاون الخليجى، وتبادل أفضل الممارسات مع المتخصصين فى هذا القطاع من
مختلف أنحاء العالم".
تمنح جائزة السينما من "مؤسسة روبرت بوش" للجهات الإنتاجية من ألمانيا
والعالم العربى ثلاث جوائز، تصل قيمتها إلى 60000 يورو، فى فئات أفلام
التحريك والوثائقية القصيرة، أو الأفلام القصيرة أو الطويلة، وتمنح الشباب
تجربة الجوانب الإبداعية والعملية لصناعة السينما فى الدولة الشريكة.
وتتمتع الفرق الفائزة بفرصة حضور مخيم برلين للمواهب، وهو أحد أبرز منصّات
التدريب فى العالم.
من جهته، قال فرانك ألبرز، مدير المشاريع فى "مؤسسة روبرت بوش": "لقد
حققنا سنةً ناجحة للغاية العام الماضى، حيث ركزنا على جائزة السينما
الجديدة فى العالم العربى، واحتفينا بأول الفائزين معنا فى سياق مخيم برلين
الأخير للمواهب. لقد أبرمنا شراكات قوية فى المنطقة مع "مهرجان الخليج
السينمائى" و"مهرجان دبى السينمائى الدولى"، ونحن نستعد لتحقيق المشروع
الثانى فى سياق هذه الشراكة، التى تعتبر المنصة الأفضل للمنتجين الألمان
لاكتساب نظرة معمقة على الفن السينمائى فى المنطقة، وبالتالى تحقيق مشاريع
مشتركة تتقدّم إلى جائزة السينما لعام 2014.
اليوم السابع المصرية في
17/04/2013
الميوعة العاطفية والسقوط في فخ الفجاجة
دبي / عدنان حسين أحمد
تضمنت المسابقة الرسمية للأفلام الخليجية الطويلة في الدورة السادسة
لمهرجان الخليج السينمائي ثلاثة عشر فلماً روائياً و وثائقياً طويلاً
أبرزها "وجدة" للسعودية هيفاء المنصور، و "مطر وشيك" للإيطالي من أصول
عراقية حيدر رشيد، و "الصرخة" لليمنية خديجة السلامي و "حب ملكي" للإماراتي
جمال سالم و "شيرين" للعراقي الكردي حسن علي موضوع بحثنا و دراستنا في هذا
المقال. لا بد من الإشارة إلى أن المخرج حسن علي قد فاز بجوائز مهمة عن
فلمه الموسوم "حي الفزّاعات" في مهرجاني الخليج و بيروت السينمائيين، كما
لفتت أفلامه القصيرة الأربعة السابقة اهتمام النقاد والسينمائيين على حد
سواء، و لكنه عاد ليتنكس تماماً في فلمه الروائي الطويل "شيرين"، و يبدو أن
أولى أسباب الانتكاس تكمن في ضعف السيناريو و هشاشته التي نسفت الفلم جملة
و تفصيلا. لقد أقدم حسن علي على كتابة القصة السينمائية بنفسه مستوحياً
إياها من أسطورة حب "فرهاد وشيرين"، و يبدو أن رؤيته القاصرة في الكتابة هي
التي أبقت هذه القصة في إطار ساذج جداً لم يتعدَ حدود الميوعة العاطفية
التي لا تثير في المتلقي سوى الشفقة على السينارست الذي لم يتقن صنعته في
هذا الفلم تحديداً، و كان عليه أن يُسند هذه المهمة "الصعبة" إلى كاتب
محترف يتقن أسرار هذه الصنعة الإبداعية و يتألق فيها. لا نريد أن نُدخل
القارئ في الأبعاد التاريخية لهذه القصة و هل أنها فارسية الأصل أم أرمنية
أم كردية، فالمهم فيها "أن برويز عرف بقصة حُب فرهاد لشيرين الذي أراد أن
يتزوجها، لكنه اشترط عليه أن يشق طريقاً في جبل "بيستون" الوعر بكردستان،
ووعده بأن يوافق على هذا الزواج حين ينهي المهمة التي أُسندت إليه، و حين
يشق فرهاد هذه الطريق الوعرة يُرسل إليه برويز منْ يُخبره كذباً بأن شيرين
قد فارقت الحياة!". لا شك في أن هذه الأسطورة تنطوي على بعض الجوانب
الترفيهية و الوعظية، كما أنها تهدف إلى تعميق الوعي لدى المتلقي الذي يقرأ
هذا النص بصفته الأسطورية، لكن ما الذي يستطيع أن يضيفه السينارست إلى بنية
النص الأسطوري؟ و كيف "يعصرن" هذه القصة بحيث تتلاءم مع الزمن الراهن الذي
نعيشه الآن من دون أن تفقد حرارتها أو وهجها الإبداعي الخالص؟ لا بد من
التنويه أيضاً إلى أن شوان عطوف الذي جسّد دور "فرهاد" هو فنان متمكن من
أدواته الفنية، و مطوِّر لها، لكنه أصبح ضحية للمخرج حسن علي، مثلما أصبحت
بيان عثمان التي أدّت دور "شيرين" ضحية ثانية على الرغم من امتلاكها للكثير
من عناصر النجاح في التمثيل التعبيري الذي يستجيب لتجسيد انفعالاتها
العاطفية على مدار الفلم. و لكي نحيط القارئ علماً بالقصة السينمائية على
وفق بنيتها السردية الجديدة لا بد لنا أن نوجزها لنحدد بنيتها الفنية إن
كانت تمتلك مثل هذه البنية.
ففرهاد يعود إلى قريته بكردستان العراق بعد غياب دام أربع سنوات تعلّم
فيه جانباً من اللغة الفرنسية، وهناك يلتقي مصادفة بشيرين، فتاة شابة حسناء
تفيض أنوثة و حيوية و جاذبية، فهي قادمة من المدينة، وتنتمي إلى أسرة غنية
مترفة، فيقع في حبها، و تبادله شيرين بحب أعنف بحيث تحرّضه على طلب يدها من
أهلها، لكن أمها المتعجرفة التي تخشى على ثروة زوجها كثيراً ترفض هذا الشاب
الذي عاد من باريس بلغة فرنسية متواضعة بحيث أن شيرين كانت تصحح له ألفاظ
بعض الكلمات، فيقرر العودة إلى باريس، بينما تظل شيرين يائشة تندب حظها
العاثر مُلقية اللوم على تشدد والدتها، الأمر الذي يحفزها على اللحاق
بفرهاد. و خشية من ألسنة الناس تجبرها والدتها على العودة إلى كردستان
وتعقد قرانها إلى أحمد، لكنها تهرب منه. و في أثناء المطاردة تنقلب عجلة
شيرين و تتدحرج من حافة الجبل ثم يستقر جسد شيرين في النهر. و في اللحظات
الأخيرة ينتشلها فرهاد من النهر و هي تترجح بين الحياة و الموت حيث تتداخل
المشاهد العاطفية الأولى و مشاهد الموت الأخيرة في لعبة استرجاعية جميلة،
لكنها ضعيفة من حيث المعالجة الفنية التي أشرنا إليها سلفاً. لم يحضر مخرج
الفلم و منتجه و لا أي من أبطاله الثلاثة الرئيسيين لأنهم يعرفون جميعاً،
على ما يبدو، بضعف فلمهم من الناحية الفنية، بل أن شوان عطوف و بيان عثمان
و حتى الشخصيات الأخرى المؤازرة التي تمتلك رصيداً فنياً جيداً قد أُحبطت
تماماً في هذا الفلم الذي سقط في فخ السذاجة و الفجاجة و اللامعقولية التي
لا نتوقعها من المخرج حسن علي، صاحب "حي الفزاعات" و "نغمة القلب"، و "قصة
الموت" و كان عليه أن يتأنى كثيراً قبل أن يذهب في هذه المغامرة إلى أقصاها
ليسجِّل فشلاً غير مسبوق في السينما الكردية العراقية التي باتت تقترب في
جودتها من السينما الإيرانية الجادة، و تحاذي السينما التركية المستقلة.
الجزيرة الوثائقية في
17/04/2013
السينما السعودية تحصد 5 جوائز من مهرجان الخليج السينمائي
دبي - رجا المطيري:
فاز الفيلم السعودي "وجدة" للمخرجة هيفاء المنصور بجائزة أفضل فيلم
طويل في مهرجان الخليج السينمائي الذي اختتمت فعالياته مساء اليوم في مدينة
دبي، وقد أُعلن عن فوز ثلاثة أفلام سعودية أخرى في الحفل الختامي الذي أقيم
برعاية سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم؛ حيث فاز فيلم "حرمة"
للمخرجة عهد كامل بالجائزة الثانية في مسابقة الفيلم القصير، فيما حل فيلم
"سكراب" للمخرج بدر الحمود ثالثاً. أما فيلم "مجرد صورة" للمخرج نواف
الحوشان فقد حاز على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مسابقة الطلبة، في حين
نالت الممثلة السعودية وعد محمد شهادة تقدير عن دورها في فيلم "وجدة".
وجاءت مجمل جوائز المهرجان على النحو التالي:
*
جائزة "أكاديمية نيويورك للأفلام أبوظبي"
-
فاطمة البلوشي
-
فاطمة عبدالله
*
المسابقة الرسمية: الأفلام الدولية القصيرة
-
شهادة تقدير خاصة: إيفان باغدانوف، موريتز مايرهوفير، أسباروه
بيتروف، فيلجكو بوبوفيك، روسيتسا راليفا، ديمتري ياغودين عن فيلم "أب" -
بلغاريا، كرواتيا، ألمانيا
-
أفضل مخرج: ناتاليا سوفرت عن فيلم "آنا" - مولدوفا
-
الجائزة الثانية: أندريا لانيتا عن فيلم "الله أكبر" - الهند
-
جائزة لجنة التحكيم الخاصة: كيكه ميسا عن فيلم "فوغا" -
إسبانيا
-
أفضل فيلم: ايفا بلنديو عن فيلم "تحوّل صانع النعش" - ألمانيا
*
المسابقة الرسمية: أفلام الطلبة القصيرة
-
شهادة تقدير خاصة: لطيفة الدرويش، سارة السعدي، ماريا أسامي عن
فيلم "بدر" - قطر
-
أفضل موهبة صاعدة: خالد البياتي عن فيلم "بالونات" - العراق
-
أفضل مخرج: إبراهيم ناجم الراسبي عن فيلم "لحظات" - الإمارات
العربية المتحدة
-
الجائزة الثالثة: حكمت البيضاني وحيدر جمعة عن فيلم "48 ساعة"
– العراق
-
الجائزة الثانية: عصام جعفر عن فيلم "نساء من طابوق" - العراق
-
جائزة لجنة التحكيم الخاصة: نواف الحوشان عن فيلم "مجرّد صورة"
- السعودية
-
أفضل فيلم: إبراهيم ناجم الراسبي عن فيلم "لحظات" - الإمارات
العربية المتحدة
*المسابقة الرسمية: الأفلام الخليجية القصيرة
-
أفضل سيناريو: عبدالله الجنيبي عن فيلم "الطريق" - الإمارات
العربية المتحدة
-
أفضل مخرج: لؤي فاضل عن فيلم "قطن" - الإمارات، العراق
-
الجائزة الثالثة: بدر الحمود عن فيلم "سكراب" - السعودية
-
الجائزة الثانية: جيرومي بيلتراتش عن فيلم "حرمة"؛ إخراج عهد -
فرنسا، السعودية
-
جائزة لجنة التحكيم الخاصة: كاميران بيتاسي عن فيلم "سيلويت" -
العراق
-
أفضل فيلم: كوبي فان ستينبيرغ، هندريك فيرثي عن "ميسي بغداد"؛
إخراج سهيم عمر خليفة - العراق، الإمارات، بلجيكا
*
المسابقة الرسمية: الأفلام الخليجية الطويلة
-
شهادة تقدير: للطفلين زمند طه وسروار فاضل عن دورهما في فيلم "بيكاس"
- السويد
-
شهادة تقدير: للطفلة وعد محمد عن دورها في فيلم "وجدة" -
ألمانيا، السعودية، الإمارات
-
أفضل مخرج: كرزان قادر عن فيلم "بيكاس" - السويد
-
الجائزة الثالثة: حيدر رشيد عن فيلم "مطر وشيك" - العراق،
إيطاليا، الكويت، الإمارات
-
الجائزة الثانية: وندي كوان و زو يان عن فيلم "فتاة عرضة
للخطأ" - المملكة المتحدة، الصين
-
جائزة لجنة التحكيم الخاصة: ساندرا هارمز عن "بيكاس"؛ إخراج
كرزان قادر - السويد
-
أفضل فيلم: رومان بول وغيرهارد ميكسنر عن فيلم "وجدة"؛ إخراج
هيفاء المنصور - ألمانيا، السعودية، الإمارات.
الرياض السعودية في
17/04/2013
"وجدة"
يحصد جائزة أحسن فيلم بمهرجان الخليج السينمائي
كتب:
رانيا يوسف
اختتمت مساء اليوم الاربعاء فعاليات الدورة السادسة لـ"مهرجان الخليج
السينمائي"، وتم خلال حفل الاختتام تكريم الأفلام الروائية الطويلة
والقصيرة من منطقة الخليج، للمحترفين والطلبة، إلى جانب مجموعة من الأفلام
القصيرة من جميع أنحاء العالم.
وحصل الفيلم السعودي "وجدة" علي جائزة احسن فيلم خليجي طويل، و سلم
الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس "هيئة دبي للثقافة والفنون"
-الجهة المنظمة للمهرجان- المخرجة هيفاء المنصور الجائزة ، وكرم عبدالحميد
جمعة، رئيس "مهرجان الخليج السينمائي"، ومديره مسعود أمرالله آل علي،
الممثل الإماراتي القدير منصور الفيلي، تقديراً لإسهاماته في صناعة السينما
الإمارتية والخليجية التي قدمها طوال مسيرته الفنية التي تمتد لأكثر من
عقدين، خاصة وأنه حضر ممثلاً في سبعة أفلام إماراتية شاركت في الدورة
السادسة من المهرجان.
وعن جوائز الدورة السادسة ذهبت جائزة "أكاديمية نيويورك للأفلام
أبوظبي" الي فاطمة البلوشي و فاطمة عبدالله، اما جوائز المسابقة الرسمية
الأفلام الدولية القصيرة منحت لجنة التحكيم شهادة تقدير خاصة الي إيفان
باغدانوف، موريتز مايرهوفير، أسباروه بيتروف، فيلجكو بوبوفيك، روسيتسا
راليفا، ديمتري ياغودين عن فيلم "أب" - بلغاريا، كرواتيا، ألمانيا، وذهبت
جائزة أفضل مخرج الي ناتاليا سوفرت عن فيلم "آنا" - مولدوفا، والجائزة
الثانية الي أندريا لانيتا عن فيلم "الله أكبر" - الهند، وجائزة لجنة
التحكيم الخاصة الي كيكه ميسا عن فيلم "فوغا" - إسبانيا، وجائزة أفضل فيلم:
ايفا بلنديو عن فيلم "تحوّل صانع النعش" - ألمانيا.
اما افلام المسابقة الرسمية أفلام الطلبة القصيرة ذهبت شهادة تقدير
خاصة الي لطيفة الدرويش، سارة السعدي، ماريا أسامي عن فيلم "بدر" - قطر،
وجائزة أفضل موهبة صاعدة: خالد البياتي عن فيلم "بالونات" - العراق، و
أفضل مخرج: إبراهيم ناجم الراسبي عن فيلم "لحظات" - الإمارات العربية
المتحدة، و الجائزة الثالثة حصل عليها حكمت البيضاني وحيدر جمعة عن فيلم
"48 ساعة" – العراق ، والجائزة الثانية حصل عليها عصام جعفر عن فيلم "نساء
من طابوق" - العراق ، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة حصل عليها نواف الحوشان
عن فيلم "مجرّد صورة" - السعودية ، وأفضل فيلم: إبراهيم ناجم الراسبي عن
فيلم "لحظات" - الإمارات العربية المتحدة.
اما المسابقة الرسمية للافلام الخليجية القصيرة أفضل سيناريو ذهب الي
عبدالله الجنيبي عن فيلم "الطريق" - الإمارات العربية المتحدة، و أفضل مخرج
لؤي فاضل عن فيلم "قطن" - الإمارات، العراق، و الجائزة الثالثة حصل عليها
بدر الحمود عن فيلم "سكراب" - السعودية ، والجائزة الثانية حصل عليها
جيرومي بيلتراتش عن فيلم "حرمة"؛ إخراج عهد - فرنسا، السعودية ، وذهبت
جائزة لجنة التحكيم الخاصة الي كاميران بيتاسي عن فيلم "سيلويت" - العراق،
وذهبت جائزة أفضل فيلم الي كوبي فان ستينبيرغ، هندريك فيرثي عن "ميسي
بغداد"؛ إخراج سهيم عمر خليفة - العراق، الإمارات، بلجيكا .
اما جوائز المسابقة الرسمية الأفلام الخليجية الطويلة قدمت شهادة
تقدير الي الطفلين زمند طه وسروار فاضل عن دورهما في فيلم "بيكاس" - السويد
و شهادة تقدير للطفلة وعد محمد عن دورها في فيلم "وجدة" - ألمانيا،
السعودية، الإمارات ، وأفضل مخرج: كرزان قادر عن فيلم "بيكاس" - السويد ،
اما الجائزة الثالثة كانت من نصيب حيدر رشيد عن فيلم "مطر وشيك" - العراق،
إيطاليا، الكويت، الإمارات، و الجائزة الثانية الي وندي كوان و زو يان عن
فيلم "فتاة عرضة للخطأ" - المملكة المتحدة، الصين جائزة لجنة التحكيم
الخاصة ذهبت الي ساندرا هارمز عن "بيكاس"؛ إخراج كرزان قادر - السويد.
يذكر أن لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الخليجية الطويلة ضمت
كلاً من المخرج أسامة فوزي، إلى جانب كاتبة السيناريو والصحفية فايزة أمبا،
والمخرج الإماراتي سعيد سالمين المري. وترأست المخرجة والكاتبة الفرنسية
فريدريك دوفو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة الدولية ومسابقة الطلبة،
إلى جانب المخرج الإماراتي المعروف وليد الشحي، وريما مسمار الناقدة
السينمائية ومديرة البرامج في "الصندوق العربي للفنون والثقافة".
البديل المصرية في
17/04/2013
مخرجة فرنسية:
مستوى أفلام الطلبة في مسابقة "الخليج" فاجأنى
كتب:
رانيا يوسف
تشارك مخرجة الأفلام التجريبية وأستاذ السينما فى فرنسا فريدريك دوفو
فى عضوية لجنة تحكيم مسابقة أفلام الطلبة، التى تقام ضمن فعاليات الدورة
السادسة من مهرجان الخليج السينمائى.
تحدثت فريدريك لـ "البديل" عن رؤيتها للفيلم الخليجى حيث أكدت أنها
ليست المرة الأولى التى تشاهد فيها أفلامًا خليجية، وأنها تفاجأت أن مستوى
الأفلام متقدم جدًا من الناحية التقنية، وهناك مواضيع مهمة ومثيرة
للانتباه، وأفلام تتطرق إلى مواضيع اجتماعية وهذا يعنى أن المخرجين ملتزمون
بتقديم أفلام تعبر عن واقع مجتمعهم، أفلام منتمية إلى البيئة التى يعيش
فيها المخرجون.
وأشارت إلى أن الملاحظة الأساسية فيما يخص الفيلم الخليجى التى أثارت
انتباهها هى العمل على شريط الصوت من ضمن السلبيات التى شعرت بها فى معظم
الأفلام وهى مصاحبة الموسيقى التصويرية منذ بداية الفيلم إلى نهايته،
واختيار بعضها جاء غير مناسب لأحداث الفيلم، ولكن من ناحية أخرى أعجبت
بالتقطيع الديكوباج والمونتاج لعدد كبير من تلك الأفلام.
وعن الأفلام التى عرضت فى مسابقة أفلام الطلبة بالمهرجان أشارت
المخرجة الفرنسية فريدريك دوفو إلى أنه لا يجب مقارنة هذا الإنتاج بالأفلام
الأخرى، لأن معظم المخرجين فى بداية إنتاجهم يتأثرون بالنموذج الأمريكى
ويحاولون تطبيقه، وهذه المشكلة التى تواجهها هذه الأفلام هى مشكلة عالمية
يقع فيها معظم الطلبة فى بداية حياتهم، لذا توجد معايير معينة للحكم على
هذه الأفلام، ونظرة الأستاذ إلى مشاريعهم لابد أن تكون نظرة مختلفة.
بالإضافة إلى أنهم لا يعرفون تاريخ السينما ومعظمهم لم يتعلم السينما
فى معاهد متخصصة وهذا من الممكن أن يؤثر على المحتوى أو الأسلوب الذى
يقدمونه، ويفسر تأثرهم بالسينما الغربية وانعاكس أسلوبها فى أعمالهم الأولى.
وأوضحت أن عليهم أن يشاهدوا أفلامًا مختارة لينفتحوا أكثر على أسلوب
صناعة الفيلم.
وحول طبيعة إقامة مهرجان إقليمى فى منطقة الخليج قالت فريدريك إن
المهرجان يحمل سمة أساسية مهمة وهو التنظيم الذى يرقى بمستوى أى مهرجان.
وأكدت أن برمجة جدول عروض الأفلام ينتقى بعض الأفلام التى ترتبط فيما
بينها بصفة مشتركة، فيما يخص اختيار موضوعات الأفلام، وعن تطوير صناعة
السينما فى الخليج أكدت الناقدة الفرنسية وعضو لجنة تحكيم مهرجان الخليج
فريدريك دوفو أن الموضوع قد يكون معقدًا بعض الشىء، ولكن ربما الحل فى أن
يكون هناك نوع من التعايش بين مبادرات عرض الأفلام الخليجية بالخارج ووجود
مبادرات لإنتاج أفلام مستقلة كما يحدث فى إيران، فقد حدث تعايش بين الإنتاج
المحلى، كما وصلت السينما الإيرانية إلى مرحلة استطاعت من خلالها أن تصل
إلى العالمية من خلال الأفلام المستقلة، التى أنتجها عدد من المخرجين
بعيدًا عن سلطة الدولة.
"إنجاز"
تعلن عن الأفلام الخليجية الفائزة بتمويلها
كتب:
رانيا يوسف
أعلن "مهرجان الخليج السينمائي" عن أسماء الفائزين في الدورة الأولى
للتمويل الإنتاجي من برنامج "إنجاز للأفلام الخليجية القصيرة"، حيث وقع
الاختيار على ثلاثة نصوص من منطقة الخليج، وجاء هذا الإعلان خلال الدورة
السادسة من "مهرجان الخليج السينمائي"، الذي يستمر حتى 17 إبريل. في هذا
السياق أكدت شيفاني بانديا المدير الإداري لـ "مهرجان دبي السينمائي
الدولي"، و"مهرجان الخليج السينمائي"، على أهمية وجود صناديق تمويل ودعم
لصناع السينما في منطقة الخليج، وقالت "شهد إنتاج الأفلام القصيرة خلال
العقد الماضي تنامياً كبيراً من حيث الكمّ والجودة. وسيقدم برنامج "إنجاز
للأفلام الخليجية القصيرة" الدعم للمخرجين الخليجيين لإنتاج أفلامهم
القصيرة، آملين أن نشهد تزايداً في عدد الأفلام المُنجزة، وتوفير منصة
ملائمة لعرض أعمالهم. كما نسعى لتوفير الفرصة أمام المخرجين للاستفادة من
شراكاتنا حول العالم، والتي تمّ عقدها بغية دعم الأجيال القادمة من
المخرجين المبدعين الشباب". قام برنامج "إنجاز" باختيار سبعة نصوص من منطقة
الخليج، حيث تم اختيار الفيلم الروائي القصير "قطن"، وهو من إنتاج عراقي –
إماراتي، للمخرج لؤي فاضل؛ ليشارك في الدورة السادسة من "مهرجان الخليج
السينمائي"، في عرضه الأول عالميًّا. وفاز سيناريو فيلم "فرامل" للمخرج
أحمد المطوع عن قصة سائق سيارة أجرة كانت حياته تسير على ما يرام حتى أحد
أيام عام 1994، عندما يقوده حظه العاثر إلى استضافة ملك الموت كأحد زبائنه.
أما الصحفية السابقة فايزة أمبا فتحكي من خلال فيلم "مريم" قصة فتاة عربية
شابة تعيش في فرنسا في الفترة التي أثير فيها الجدل حول حظر ارتداء الحجاب
في المدارس. تشنّ صديقات مريم المحجبات حملة للحفاظ على حجابهن، لكن مريم
تتوه في غرامها بسامي. كما فاز المخرج الكردي رزكار حسين بقصة فيلمه "نسرين
قصة فرهاد"، وهو لص يتيم مراهق يعاني من مشكلة مع الغضب. تتغير حياة فرهاد
في خضم مطاردة من صاحب متجر غاضب، عندما يقابل فتاة لاجئة كردية سورية ذات
شخصية فريدة تماماً.
تجربة الفيلم السعودي والصدام بن الموروث والحداثي
كتب:
رانيا يوسف
أثارت الندوة المقامة ضمن فعاليات ليالي مهرجان الخليج السينمائي في
دورته السادسة حول أفاق الفيلم السعودي جدلاً كبيراً بين الحاضرين وبين
شباب مخرجي المملكة.اتفق بعضهم علي انه من الاسباب الاساسية التي تعوق عرض
تلك التجارب في المملكة هو عدم وجود دور عرض، بالاضافة الي عدم وجود انتاج
حقيقي بسبب عدم اقدام المستثمرين علي ضخ جزء من اموالهم لتمويل انتاج
الأفلام السينمائية،موضحين ان المجتمع السعودي يفضل الخروج الي المدن
الخليجية الأكثر انفتاحاً مثل دبي ليمارس حقه في المشاهدة.
في سياق آخر آشار المخرج السعودي الشاب بدر حمود انه قام بتجربة عرض
فيلم قصير صنعه مع بعض اصدقائه، ثم قام بطرحه علي موقع اليوتيوب ليتمكن
الشباب السعودي من مشاهدته، وقد حقق الفيلم نسب مشاهدة مرتفعة تجاوزت
المليون مشاهد في الاسبوع الاول من طرحه علي الموقع، بينما خرجت احدي
السعوديات الي السوق السينمائي العالمي بفيلمها الروائي الطويل الأول
"وجدة" والذي تم تصويره بالكامل في السعودية، وهي المخرجة هيفاء
المنصور،التي استطاعت ان تصنع فيلماً يجمع عددا كبيرا من المشاكل التي
تواجه المرأة في المجتمع السعودي وشاركت بالفيلم في كبري مهرجانات السينما
في العالم، وخرجت به من نطاق المحلية الي العالمية.
رغم ان الفيلم القصير في المملكة هو الأكثر انتاجاً من حيث العدد
مقارنة بالأفلام الطويلة المحدودة، الا أن تلك التجارب القصيرة لم تنضج بعد
ولم تعطي نفس الأثر الذي تعطية الأفلام الطويلة، فبعض التجارب القصيرة يميل
فيها حماس المخرجين الي جمع كل الأساليب الفنية والانواع الفيلمية بالاضافة
في عمل واحد و الي فتح اكثر من ملف في مدة زمنية محدودة التي تحكم مدة عرض
الفيلم القصير، هذا التشتت جعل بعض المخرجين يدخلون اكثر من فكرة في مدة
زمنية محددة متجاهلين أهم سمات الفيلم القصير وهو تحديد فكرة او مشكلة
واحدة واختزالها في مشاهد محسوبة عدداً وتأثيراً لتصل الرسالة الي
المتلقي،بينما نجد بعض الافلام الاخري تبرز في صورتها تأثير المخرج
بالسينما الامريكية او الاوربية، حيث يقوم بجمع كل الانواع الفيلمية في عمل
واحد، فتتداخل قصص الحب مع احداث العنف ومشاهد الرعب حتي يضيع المضمون
الاساسي للفيلم.
كما أنه يأتي المخرج بفكرة محلية هامة لكن اقحام اسلوب الفيلم
الامريكي او الاوربي عليها يفسدها،وقد يعود هذا التاثير الي سطوة السينما
الامريكية علي عقل المشاهد العربي والذي انعكس في اسلوب معالجتهم
لموضوعاتهم المحلية وقد يحدث هذا التنافر صدمة لدي المتلقي، كما شاهدنا في
الفيلم الروائي القصير "نصف دجاجة" الذي عرض ضمن مسابقة الافلام الخليجية
القصيرة هذا العام، استلهم المخرج اسلوب الافلام الصامتة وبالتحديد افلام
شارل شابلن ليعرض مشكلة البطالة داخل المجتمع السعودي، لكن الفيلم قدم صورة
مغايرة للفكرة عندما اختار المخرج نموذج للشاب الكسول وهو نموذج لا يصلح ان
يعمم علي المجتمع هذا النموذج اطاح بالفكرة الاساسية، المخرج قتل فكرته
مرتين، الأولي عندما استوحي الاسلوب الشابلني لعرض مشكلة محلية اطاحت بتأثر
المشاهد بالفيلم، والمرة الاخري عندما قدم حل للمشكلة وحول الشاب العاطل
الي سارق رغم اننا حتي لم نراه يهم بالبحث عن عمل.
المشكلتان الأكثر ملاحظة حول الفيلم الخليجي القصير هو تأثر
المخرجين الشباب بنوعية الأفلام الأمريكية وظهر هذا التاثر بشكل كبير في
مشاركات هذا العام ،تحديداً في الموسيقي التصويرية التي اصبحت ركن اساسي
لهذه الافلام عوضاً عن ان نوعية الموسيقي المستخدمة هي موسيقي غربية تم
تركيبها علي الموضوع المحلي،واستخدم المخرج لهذه الموسيقي منذ بداية الفيلم
وحتي النهاية اصاب المشاهد بالتشتت والانفصال عن المجتمع التي تدور فيه
الاحداث وبين ما يسمعه من موسيقي مصاحبة للمشاهد لم تتوقف حتي النهاية.
لا تتوقف العوائق التي تعوق عرض الفيلم السعودي داخل المملكة عند عدم
وجود عرض سينمائي ، فالعديد من الافلام القصيرة المستقلة في مصر لا تعرض
ايضا في دور العرض، لكن مخرجيها قاموا بالبحث عن سبل اخري لعرضها ، في
الساحات والمراكز الثقافية وبعد الاماكن الثقافية الخاصة البعيدة عن سلطة
الدولة، لكن الوضع في السعودية اكثير تعقيداً المشكلة لا تتوقف علي عدم
وجود دور عرض ولكن علي تصدي المتشددين لعرضها من الاساس، مما يجعل اي
مستثمر ينأي عن ضخ امواله في صناعة السينما، وقد يكون بعض الاسلاميين
المتشددين في المملكة لديهم تخوفات اذا ما انتشرت صناعة السينما بدعوي انها
من المحرمات، لكن اعتقد ان التخوف الأكبر المواري لهذا العنف المضاد
للسينما هو الدور التحريضي الذي قد تلعبه صناعة السينما والذي قد يثير بعض
القلق عند البعض، لكن السينما بكل ما تقدمه من اساليب فنيه تستطيع ايجاد
مخرج لها ان كانت تناقش مواضيع حساسة او تقدم افكار تتقدم الخطوط الحمراء،
وهذا ما اتسمت به الافلام الايرانية وخصوصا التي انتجت خارج سيطرة الدولة،
حيث اتجهت الي الرمزية المفرطة هرباً من مقص الرقابة بعد ان فتحت موضوعات
كثيرة تهاجم النظام والمجتمع الايراني، لكنها رغم ما تشهده من مضايقات
امنيه الي انها مازالت مستمرة ومازال انتاجها يبهر العالم.
وهذا وان كان المجتمع في الداخل يرفض عرض الافلام السعودية او غيرها
في دور العرض بالمقابل يفتح المخرجين السعوديين الشباب سبل اخري لانجاز
افلامهم وتكريس الامكانيات التكنولوجية الحديثة لعرضها علي اكبر عدد من
الجمهور وادراجها في مهرجانات السينما الدولية.
"فيلمي"
تشارك مهرجاني "الخليج ودبي" في دعم الأفلام الطويلة
كتب:
رانيا يوسف
أعلن مشروع "فيلمي" لدعم الأفلام اليوم الثلاثاء، عن شراكته مع كل من
مهرجان الخليج السينمائي ودبي السينمائي الدولي لدعم مشاريع الأفلام في
مرحلة الانتاج عبر مبادرة إنجاز للأفلام الإماراتية الطويلة.
ويهدف مشروع "فيلمي" الذي سيتم إطلاقه في شهر مايو من هذا العام، لدعم
المواهب السينمائية الإماراتية العاملة في مجال صناعة الإعلام والمخرجين
لتعزيز وتقوية الهوية الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويهدف
المشروع إلى دعم صناع الأفلام الإماراتيين، وقد خصص "فيلمي" صندوقاً لدعم
أربعة مشاريع من الأفلام الإماراتية على الأقل خلال العام القادم، وذلك
باختيار فيلمين روائيين في كل دورة من مبادرة "إنجاز" في يوليو وفبراير
2013.
البديل المصرية في
16/04/2013
"فيلمى"
تشارك بمهرجانى الخليج السينمائى ودبى الدولى
كتب على الكشوطى
أعلن مشروع "فيلمى" عن شراكته مع كل من مهرجان الخليج السينمائى
ومهرجان دبى السينمائى الدولى، لدعم مشاريع الأفلام فى مرحلة الإنتاج عبر
مبادرة إنجاز، بهدف تعزيز الهوية الإماراتية، ضمن المشهد السينمائى العالمى
وصولاً بها إلى مرحلة الازدهار.
ويهدف مشروع "فيلمى" الذى سيتم إطلاقه فى شهر مايو من هذا العام، لدعم
المواهب السينمائية الإماراتية العاملة فى مجال صناعة الإعلام والمخرجين
لتعزيز وتقوية الهوية الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتعريف
بأفضل الممارسات التى ترتقى بالانتماء الوطنى، وترسخ القيم والعادات
والتقاليد الإماراتية من خلال الأفلام، ويهدف المشروع فى المقام الأول إلى
دعم صنّاع الأفلام الإماراتيين، والدفع بأعمالهم السينمائية إلى المشاركة
فى المهرجانات الدولية لتعريف الجمهور الدولى بها.
وخصص "فيلمى" صندوقاً لدعم أربعة مشاريع من الأفلام الإماراتية على
الأقل خلال العام القادم، وذلك باختيار فيلمين روائيين فى كل دورة من
مبادرة "إنجاز" فى يوليو وفبراير 2013، وسيقدم هذا التمويل للإماراتيين من
أصحاب المواهب الجديدة والواعدة، الشغوفين بتقديم قصص تعكس التنوع الذى
يزخر به المجتمع الإماراتى للجمهور حول العالم.
من جهته، قال مدير مهرجان دبى السينمائى الدولى ومهرجان الخليج
السينمائى عبد الحميد جمعة: "إنه لمن دواعى سرورنا أن يقوم "فيلمى" بدعم
الأفلام التى اختيرت عبر مبادرة "إنجاز"، ففى كل عام، يقدم لنا السينمائيون
الإماراتيون مجموعة متنوعة من المشاريع الجريئة والفريدة، وتحتاج تلك
المشاريع إلى موارد لإخراجها إلى النور، وعبر هذه الشراكة بين "فيلمى"
و"إنجاز"، ستتاح الفرصة لأصحاب المواهب فى دولة الإمارات العربية المتحدة
بأن يقدموا لمبادرة "إنجاز" مشاريع أفلام روائية طويلة تتطلب دعماً مالياً
وإنتاجياً، إن التعاون القيم مع مؤسسات من هذا المستوى الرفيع تساعدنا على
زيادة مساهمتنا فى المشهد الثقافى الإماراتى".
عرض الفيلم السعودى "صدى" للمخرج سمير عارف بمهرجان الخليج
كتب على الكشوطى
عرض أمس فى الدورة السادسة لمهرجان الخليج السينمائى، الفيلم السعودى
"صدى" للمخرج سمير عارف، سيناريو أمل حسين، وبطولة مروة محمد وتركى سليمان،
بمشاركة سارا الجابر وخالد منقاح، والوجه الجديد الطفل ريان اللزام، وذلك
بحضور بطلة الفيلم مروة محمد والمخرج سمير عارف والفنان عبد المحسن النمر
الذى تربطة صداقة ببطلة ومخرج الفيلم.
تدور أحداث الفيلم، الذى يحث الناس على مساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة،
حول عائلة صماء وبكماء، تتكون من أب وأم يتعاملان بلغة الإشارة ولديهم طفل
يسمع ويتكلم.
على الرغم من إنها المرة الأولى لمروة محمد فى أداء شخصية "صماء
وبكماء" إلا أنها قدمته بطريقة محترفة، تجسد الفنانة مروة محمد بجدارة دور
"ليلى" الصماء، أم الطفل ريان الذى يصادف العديد من المضايقات من زميله "نايف"
فى المدرسة ومعايرته بوالديه، فيمر بحالة نفسية سيئة ويتعرض لحادث سير ينجو
منه بعد أن كان ينادى على والده فشعر به، فأحس بالأمان لأن والديه يشعران
به، رغم أنهما لا يسمعان ولا يتكلمان.
بعد عرض الفيلم تحدث المخرج سمير قائلاً: وفرت لنا جمعية الصم والبكم
أستاذاً جامعياً متخصصاً فى لغة الإشارة وحرص فريق العمل على الجلوس معه
بشكل يومى لتعلم لغة الإشارة، خاصة الفنانة مروة التى أشكرها على هذا
الأداء المتميز، فقد كانت تعيش المشهد والحس الدرامي، وتحفظ الحركات
الإشارية خاصة فى المشاهد الطويلة.. جميعنا كنا نتحدث مع بعضنا خارج
التصوير بلغة الإشارة.
اليوم السابع المصرية في
17/04/2013 |