عُرض الاسبوع الفائت في مهرجان برلين السينمائي (7 ــ 17 شباط) ضمن
المسابقة الرسمية، واحد من أصل ثلاثة أفلام آسيوية بُرمجت في مسابقة هذه
السنة، وطمحت إلى "الدب الذهبي". هذا الفيلم الذي يحمل عنوان "دروسٌ في
التناغم" وقّعه مخرج من قازاقستان اسمه أمير بايغازين، لم يكمل بعد
الثلاثين من عمره. أعجب بالشريط عدد كبير من النقاد ورواد المهرجان، بعدما
كانت هذه المسابقة نفسها محلاً للتململ لدى النقاد أنفسهم، بسبب ضحالة بعض
الأعمال التي اختارها ديتر كوسليك وفريقه. لكن لجنة التحكيم لم ترَ
بايغازين اهلاً لـ"الدبّ الذهبي"، فأعطت فيلمه جائزة ترضية "الدبّ الفضي"
لأفضل مساهمة فنية ذهبت الى المصوّر عزيز زمباكييف.
أمير بايغازين يسرد هنا، من خلال لوحات تأملية باردة وخالية من
المشاعر، السيستام الذي يدفع بصبي قازاقستاني (تيمور ايدربيكوف) الى العنف
والاحتقان والعزلة. على هذا الصبي أن يواجه مهانات اجتماعية عدة، بدءاً
بالقمع المدرسي وبلطجة التلامذة وعنف الشرطة. يأخذنا بايغازين الى ابعد من
الصراع المانوي بين الخير والشرّ. يقول ان فيلمه هذا يحكي "كيف تولد فكرة
قتل شخص آخر". من خلال امساكه بالفيلم كاملاً، من ايقاعه الى نصه الذكي
فمونتاجه الذي يحمل قدراً من التناغم برغم عدم ترابط الأفكار فيه، يفرض
بايغازين نفسه في المشهد السينمائي المعاصر، وخصوصاً انه تولى أبرز مراحل
صناعة الفيلم: الكتابة والاخراج والتوليف. هنا لقاء لـ"النهار" مع هذا
السينمائي الشاب الذي بدا مندهشاً بوجوده هنا في الـ"برليناليه" وسط كبار
الأسماء، وبدا منصتاً بعناية كبيرة الى ما يطرحه الصحافيون عليه من أسئلة
مطالبينه بتفسير هذا المشهد أو ذاك، مدركاً ان هناك الكثير ليتعلمه من
الجميع.
·
¶ كيف ولد الفيلم. هل يُمكن
القول انه يتضمن عناصر اوتوبيوغرافية؟
- ابتسم دائماً حين اسمع هذا السؤال، لأنه يصعب عليّ ايجاد جواب عنه.
فكرة هذا الفيلم انبثقت فيّ بشكل غريب ومفاجئ. كنتُ كتبتُ خمسة أسطر على
ورقة. وبقيتُ اراقب الورقة لمدة سنة ونصف السنة. في البداية، لم أكن اريد
فيلماً عن العنف. كنتُ اعبر فترة عصيبة من حياتي، اعتقدتُ فيها ان المضي في
انجاز شريط يتضمن هذا القدر من العنف الدفين سيجعل حالي أسوأ مما كانت
عليه. ثم، عندما جرى رفضت شركة انتاج سيناريواً لي، قلتُ لنفسي: "ربما يجب
العودة الى هذا الفيلم". وهذا ما فعلته. ما إن بدأنا بالتصوير، حتى رحتُ
اقول لفريق العمل: "اريد فيلماً عن العنف، لكني لا اريد فيلماً يبلور طاقة
العنف الموجودة في داخلنا. كنتُ ارغب بسينما تريحك عندما تخرج من الصالة،
وتشعر نفسك محرراً روحياً، الى حدّ ما.
·
¶ هذا ايضاً فيلم عن القمع الذي
يتعرض له ولد وهو لا يزال في مقتبل تجربته الانسانية...
- لكل مُشاهد تفسيره الخاص لهذا الفيلم. وأنا واحد من هؤلاء
المشاهدين. اليوم، استطيع أن اقول ان هذا الفيلم هو عن هذا الموضوع، وفي
يوم ثانٍ قد أقول إنه عن موضوع آخر. ما كان يهمني فعلاً ليس اظهار الصراع
الخارجي، بل الصراع الحاصل في قلب الانسان. اعني الصراع الذي في داخل كل
منّا، بين الوحش والكائن الآدمي القادر على الحبّ والتسامح. الشر والخير
كما الليل والنهار: متكاملان. حتى في عروقنا يجري نوعان من الدمّ: الكريات
البيض والكريات الحمر. أنا ضد العنف بشكل مطلق. في مرة من المرات، قال جون
لينون: كفّوا عن المحاربة، واعطوا السلام فرصة. يجب الأخذ بهذه النصيحة.
·
¶ يبدو لي انك تعرّي نظاماً
كاملاً: النظام الطبي والمدرسي والعائلي. هذا كله في أسلوب ميكانيكي وبارد.
هذا تعليق وليس سؤالاً. هل لديك ما تقوله في هذا الصدد؟
- كان ضرورياً لي أن أنجز فيلماً يبقى على مسافة من الأمور التي
يصورها. كنت أخشى تحويل العنف الى شيء شعبي. عندي شعور بأن هذا الفيلم ولد
في مختبر طبي. لذلك أرى عن كثب تفاصيل الحيوانات التي يعذّبها الصبي. لهذا
السبب ايضاً امتنعتُ عن إظهار الجريمتين الاولى والثانية. في المؤتمر
الصحافي، تسرعت عندما قلت ان كل انسان شريك في جريمة. قلت هذا لأن من 80
الى 90 في المئة من البشر يأكلون اللحم، ولكن 80 الى 90 في المئة منهم غير
قادرين ان يكونوا موجودين في مسلخ ليروا كيف تتم عملية ذبح المواشي. هناك
هذا الوحش المفترس داخل كل مناّ، والا كيف تفسر وجود حصص في الفنّ العسكري
داخل المدرسة حيث يعلمونك كيف تصيب هدفاً ما بالرصاص.
·
¶ عندي شعورٌ بأن الفيلم يتشكل
من هذا اللقاء بين النظام الشيوعي القديم والرأسمالية الآتية من بعيد...
- لم تكن السياسة في أي يوم من الأيام من اهتماماتي. السياسة ليست
حافزاً لعملي. اعتقد ايضاً ان على كل سينمائي ان ينظر الى الحياة خارج
الصمامات السياسية والقيم الاخلاقية المفروضة علينا فرضاً. في اول اجتماع
لي مع فريق العمل قلت لهم إن هذا الفيلم سيكون عن شؤون كونية. اياً يكن
المكان الذي تدور فيه الأحداث التي أسردها، فهذا لن يغير شيئاً في جوهر
الموضوع. كان يمكن هذا الفيلم أن يحصل في قرية روسية أو فافيلا برازيلية.
·
¶ استعملتَ اللغتين
القازاقستانية والروسية في الفيلم...
- هناك روس في قازاقستان وهم يتكلمون الروسية. أما القازاقستانيين
فيتكلمون لغتهم في طبيعة الحال. أردتُ ابقاء هذا العنصر الذي فرض نفسه
فرضاً، لأنني أميل الى اسلوب "طبيعي" في العمل. هؤلاء الأطباء الذين يأتون
لفحص الصبيان في المدرسة هم روس. سُئلت في المؤتمر الصحافي، وبطريقة غريبة،
عن رمزية المزج بين اللغتين. لا أرى اي رمزية. انه الواقع.
·
¶ ماذا عن خلفيتك الثقافية
والاجتماعية؟ لا نعرف عنك شيئاً.
- ولدتُ عام 1984 في قرية قازاقستانية تقليدية في غرب البلاد. عشتُ
هناك لخمس سنوات، قبل ان ننتقل الى مدينة أخرى وهي ثانية المدن من حيث
الحجم. هناك ذهبتُ الى المدرسة قبل ان ننتقل مرة أخرى الى مكان آخر. عملتُ
خلال صباي في المسرح لمدة سنتين، قبل أن التحق بمعهد السينما حيث تخرجت عام
2009. في طفولتي، كنت ابيع حليب البقر، وعندما كان بعضهم يسألني لماذا ابيع
الحليب، كنت اشرح لهم بأن مرتّب والديَّ المدرسي، كان يتأخر احياناً، فكنت
اضطر الى بيع الحليب. هكذا كنت امضي وقتي حين كنت مراهقاً. كانت طفولتي
جميلة.
·
¶ هذا انتاجٌ مشترك مع المانيا.
هل فُرضت عليك شروط؟
- معظم المصادر المالية جاءت من قازاقستان. لكن التمويل الأجنبي، اقله
بالنسبة إلى تجربتي، كان مفيداً في شيء أساسي وهو ان المنتجين يجعلونك تعي
ان هذا مشروع دولي ويجب افهام الجميع بما تتحدث. مساهمة المنتجين الأجانب
في هذا الفيلم اتت على هذا النحو، وأنا أقدّر كثيراً دعمهم لي.
·
¶ "دروسُ في التناغم" يُعدّ
سابقة في ثلاثة أشياء: أولاً، أنت اصغر المخرجين عمراً في المسابقة الرسمية
لمهرجان برلين هذه السنة. ثانياً، هذا اول فيلم قازاقستاني يشارك في
المسابقة. ثالثاً، هذا اول فيلم لك. ما رأيك؟
- اشعر بفخر كبير، نيابةً عني وعن فريق العمل. جيد ان نرى ان كل
الاحاديث التي جرت بين جميعنا، وموسيقى باخ التي سمعناها، كان لها تأثير
بالغ في الفيلم، وجعلت منه عملاً قابلاً لأن يستوعبه الجميع. اعتقد أنه من
الجيد أيضاً ان استثمارنا لم يذهب سدى، اذ استرددنا ما اعطيناه. هذه كانت
أول سجادة حمراء لي، وقد فُرشت في برلين. أشعر بالسعادة.
"برلين 63": سينما أوروبا الشرقية في مقدمة الجوائز
أفضل سيناريو ليس سيناريواً وافضل ممثل ليس ممثلاً!
برلين ــ هوفيك حبشيان
برلين جُرحت مراراً، لكن مهرجانها كان دائماً يعرف ان ينبعث من جديد
سواء في مرحلته "الامبريالية" أو زمن انفتاحه على الانتاجات السوفياتية.
صمد أمام المهانات وشاهد سقوط الجدران التي حاولت تضييق الخناق عليه. هذه
التظاهرة الثقافية التي تجذب نحواً من 350 الف مشاهد في كل دورة، وحّدت
مدينة كانت مقسومة شطرين عبر ذهابها لملاقاة جمهور محتمل في صالات شرق
برلين الخاوية. انه مهرجان يصارع كل شيء: بدءاً من الصقيع الذي يجعل من
برلين مدينة متجمدة تحت الثلوج، مروراَ بمنافسة مهرجان كانّ الذي لا يبتعد
عن الـ"برليناليه" الا ثلاثة اشهر، وصولاً الى معوقات ايديولوجية وسياسية
تمنع المهرجان من أن يكون ارضاً محايدة. فرياح التدليس السياسي ومعها
التعاطف المبالغ فيه والمنحى البطريركي كانت ولا تزال تهبّ على ساحة
بوتزدامر في منتصف كل شباط.
لم تكن خيارات وانغ كار واي وزملائه في لجنة تحكيم الدورة 63 لمهرجان
برلين صائبة ومشرفة للسينما. فلنبدأ من الأسوأ: فيلم بلا سيناريو نال جائزة
أفضل سيناريو. شريط بناهي، "برداية"، الذي ما كان ليصل الى مثل هذا المنبر
السينمائي لولا وجود مخرجه الايراني في اقامة جبرية وتعرضه للظلم على يد
دولته. هذا الفيلم، الثرثار والنرجسي والفارغ، خالٍ من أي قيمه فنية،
واسناد جائزة السيناريو اليه، اهانة لأفلام أخرى تنافست في المسابقة نفسها.
هذا التحيز الذي لا يخدم المهرجان منافٍ للمبادئ السينمائية.
منح جائزة "الدبّ الفضي" لأفضل مخرج الى ديفيد غوردن غرين عن فيلمه
العشوائي "أمير الانهيار"، هو الآخر مبادرة عبثية. فهذا الشريط المقتبس من
شريط إيسلندي، هو الكوميدي الوحيد في المسابقة، لكنه بلا طعم أو رائحة، بل
مبني على نصّ مملّ وشخصيات غير ظريفة. برغم انتماء الفيلم الى السينما
الأميركية المستقلة، يصعب على غرين أن يضع قدمه فيها. الشيء الوحيد الجيد
في الفيلم، ثقة المخرج العالية بنفسه وحرية النبرة التي تمسك بضلوع العمل.
لكن فيلماً كهذا، يتضمن هذا القدر من الخفة، لا ينبغي ان يكون له مكان في
مهرجان كهذا. ما الذي ينبغي أن نفهمه من الجائزة المعطاة لغرين؟
اما الجائزة التي قد تثير سجالاً فهي جائزة أفضل ممثل، وقد ذهبت الى
البوسني نظيف مودجيك، عن "دوره" في "فصل في حياة جامع حديد" لدانيس
تانوفيتش. المشكلة ان مودجيك ليس ممثلاً، بل اكتفى الى حدّ بعيد بأن يكون
نفسه أمام الكاميرا. فهو يفعل ما يفعله عادة، كون الفيلم ينقل حكايته
المأسوية في معالجة تترجح بين الروائي والوثائقي. مودجيك من غجر البوسنة
الذين يعانون الفقر والتهميش والظروف الاجتماعية الصعبة. منحه جائزة، يساعد
في إلقاء الضوء على معاناة انسانية وربما معالجتها. هل هذا يجعل من مودجيك
ممثلاً، وهل هو قادر على الاضطلاع بدور حقيقي؟
النكسة الرابعة في قائمة الجوائز هي التنويه الخاص الموجه الى "ليلى
فوري" لبيا ماريه. مرةً اخرى، قضية الاعراق والعنصرية اضطلعت بدور مهم في
الالتفات الى هذا الفيلم. جنوب أفريقيا: في جوّ من الترهيب والخوف والقلق
الدائم، أمّ عزباء تُتهم بالقتل وعليها أن تثبت براءتها في بيئة يسيطر
عليها الخوف من الآخر. واحد من أكثر الأفلام تسبباً للازعاج في هذه الدورة.
لحسن حظنا، لم تكن الأمور كلها على هذا المنوال: فاللجنة استطاعت
الاصغاء الى همسات الفيلم الروماني "موقف طفل"، الذي كانت معظم الآراء في
صدده ايجابية. نال كالين بيتر نيتزر (37 عاماً) جائزة "الدبّ الفضي" في
المهرجان (نال ايضاً جائزة النقاد). حكاية أمّ تدافع عن ابنها الذي قتل
طفلاً في حادث سيارة.
فيلم انساني يعبر الواقع السياسي لرومانيا المعاصرة بلا تحيز. أما
جائزة لجنة التحكيم الكبرى فذهبت الى "فصل في حياة جامع حديد" للبوسني
دانيس تانوفيتش. بغض النظر عن أحقية ممثله، أو عدمها، في نيل جائزة افضل
ممثل، فهذا فيلم جبار في كيفية التقاط لحظات الصعوبة والاذلال في حياة ناس
يتألمون بصمت. الفيلم بسيط في تركيبته الفيلمية، لكنه يبلغ القلب بلا
استئذان وبأقل قدر ممكن من الامكانات. لا طموح كبيراً للفيلم الا في قول
كلمته والمضي بعيداً من الانظار. هذا درسٌ في الحشمة والأخلاق، يسلك درب
الاخوين داردين. جائزتان تردّان الاعتبار الى أوروبا الشرقية!
تبقى جائزة افضل ممثلة التي كانت متوقعة منذ بدء المهرجان: باولينا
غارثيا عن دورها في "غلوريا" لسيباستيان ليليو. سيدة في اواخر الخمسينات من
عمرها، كانت مجهولة لدى الجمهور غير التشيلياني حتى الأمس القريب.
باولينا تحمل الدور المسنود اليها، دور غلوريا، على كتفيها النحيلتين،
من المشاهد الافتتاحية الأولى حتى اللقطة الأخيرة. فهي في الفيلم سيدة
مطلقة، لا تزال تبحث عن الحبّ والحنان في حضن الرجال.
hauvick.habechian@annahar.com.lb
النهار اللبنانية في
19/02/2013
طهران تحتج لدى مهرجان برلين بعد منح مخرج إيراني ممنوع من
العمل جائزة أحسن سيناريو
رويترز : احتجت إيران لدى منظمي مهرجان برلين السينمائي، بسبب منح
المخرج الإيراني جعفر بناهي جائزة عن فيلم أخرجه، رغم قرار السلطات
الإيرانية بمنعه من العمل فى السينما لمدة 20 عامًا.
واقتسم بناهي جائزة أحسن سيناريو في برلين يوم السبت مع المخرج
المشارك كامبوزيا بارتوي عن فيلم "ستارة مسدلة"، الذي أنتج سرا ويصور جوانب
من حياة بناهي رهن الإقامة الجبرية في إيران.
ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء أمس الإثنين عن جواد شمقدري
رئيس منظمة السينما الوطنية في إيران قوله "قدمنا احتجاجا إلى مهرجان برلين
السينمائي. يجب أن يعدل مسئولوه سلوكهم، لأن هذا غير سليم في التبادل
الثقافي والسينمائي".
ويروي الفيلم قصة شخصين هاربين من أجهزة الأمن ويرى النقاد أنه يوضح
كيف أن القيود المفروضة على عمل المخرج وتحركاته جعلته يعيش حالة من
الاكتئاب بل ويفكر أيضا في الانتحار.
كانت السلطات الإيرانية منعت بناهي في عام 2010 من العمل السينمائي
لمدة 20 عاما وحكمت عليه بالسجن لمدة ستة أعوام بتهمة نشر "دعاية مناهضة
للدولة" في اعقاب الانتخابات الرئاسية، التي أجريت عام 2009 ورفضت المعارضة
نتائجها.
ورغم أن بناهي لا يزال رهن الاقامة الجبرية في منزله فقد سبق وأن وصف
نفسه بأنه ضحية للظلم وأصدرت منظمة العفو الدولية بيانا عند ادانته قال انه
ربما يجبر على الذهاب للسجن في أي وقت.
وقال شمقدري في التصريحات، التي نقلتها وكالة الطلبة للأنباء "الجميع
يعرف أن إنتاج أفلام في بلادنا وإرسالها للخارج يتطلب ترخيصا لكن هناك عددا
صغيرا من الاشخاص يصنعون أفلاما ويرسلونها للخارج بدون ترخيص. هذه جريمة..
لكن الجمهورية الإسلامية تتحلى بالصبر حتى الآن تجاه هذا السلوك".
ولم يتمكن بناهي من المشاركة في مهرجان برلين. وبناهي مخرج معروف في
الغرب بتجسيده لقضايا مثل حقوق المرأة ودعم المعارضة السياسية.
وخلال مؤتمر صحفي في برلين الاسبوع الماضي تجنب باتروي مناقشة القضايا
الحساسة المتعلقة بالفيلم واكتفى بقول "لم يحدث شيئا حتى الآن" لكنه لم يكن
يعرف ما يخبئه المستقبل.
وفيلم ستارة مسدلة هو ثاني فيلم يخرجه بناهي في تحد للحظر بعد فيلم
"هذا ليس فيلما" عام 2011. ولم يتضح ما اذا كان سيواجه المحاكمة عن انتهاك
الحظر المفروض عليه.
وجرى تصوير فيلم ستارة مسدلة في فيلا خالية في إيران يفترض أنها تطل
على بحر قزوين.
بوابه الأهرام في
19/02/2013
الدورة الثالثة والستون لمهرجان برلين السينمائي..
مشهد جديد لسينمات العالم
برلين / قيس قاسم
السينما العربية لها حصة وافرة في مهرجان برلين السينمائي الدولي، مثل
غيرها من سينمات العالم، فسعته وتنوع ما مقدم فيه تولد ذاك الاحساس عند
الجميع بأن فرصهم فيه كبيرة ولهم حظوة ليست أقل من تلك التي عند الآخرين
فالروس على سبيل المثال عندهم هذا العام كماً جيداً من الأفلام وكذا بقية
الدول التي استقالت من اتحادها السوفيتي السابق، مع أن امتداد السينما
الروسية في تلك الدول غير خاف، ويظل مرجعاً لكثير من سينمائييها من بينهم
الروسي بوريس خليبنيكوف وفيلمه "حياة طويلة وسعيدة" الذي يوصف نقدياً كفيلم
"أجواء" أكثر منه فيلماً تقليداً وفيه الكثير من روح المهرجان "الثورية"
في معناها التجديدي أي محاولة التغيير بأساليب مختلفة عن تلك الكلاسيكية
المعروفة وقد تتعارض معها بشدة وربما تسخر منها فبطل خليبنيكوف لم يعارض
استغلال الرأسماليين الجدد بثورة جماهيرية على غرار ثورة أكتوبر بل تُرك
لوحده يكمل خياره بمعارضة غير مجدية كرست وجوده كضحية، مرتين، وبنفس الروح
يمكننا فهم اشراك "البؤساء" الجديد، الأوبرالي الإسلوب، مع أنه تجاري ونزل
في صالات عرض عالمية لكن ما فيه يتوافق مع روح الدورة مع ثوريتها بإعتبار
رواية فكتور هيجو العظيمة "البؤساء" التي أقبس الفيلم عنها لأكثر من مرة،
قرأت تاريخ الثورة الفرنسية والظروف التي دفعت الجماهير للخروج على بطر
وترف ملوكهم واحتجاجاً على بؤسهم وشقائهم. ثمة رفض آخر مقارب وفي فرنسا
نفسها لتشدد كنيستها خلال القرنيين الثامن والتاسع عشر، قادته هذة المرة
صبية مراهقة عبر صدقها ورفضها المضي مع ضوابط الحياة الداخلية للكنيسة.
"الراهبة" قراءة غيوم نيكلو متمعنة للجور الممارس ضد كل معترض وصادق مع
ذاته في مواجهة مؤسسة مفسدة تنتج سلوكيات سيئة وقيماً ترتكن الى الكذب بإسم
الدين.
ثمة حضور للسينما العربية لا يمكن تجاهله بخاصة وأن جودة ما معروض منه
يبرر مشاركته في مهرجان كبير ومهم مثل برلين بل يسمح باعتباره رافعة حقيقية
في هذة الحالة وليس بغيرها للمُنتَج العربي وقتها لا يعد غيابها عن
المسابقة الرسمية له كبير أهمية كون بقية الخانات فيه لا تقل شأناً عن
المسابقة الرئيسية فالمهرجان في النهاية وحدة ابداعية وعلى هذا الأساس
يفسر أحياناً اختيار أفلام أقل مستوى بكثير في المسابقة عن أخرى مدرجة في "البانوارما"
التي يعرض فيها فيلم مهدي فليفل الوثائقي "عالم ليس لنا" أو أخرى في برنامج
"الفروم" التي أدرج بين أفلامها "لما شفتك" للفلسطينية آن ماري جاسر
و"الخروج للنهار" للمصرية هالة لطفي على سبيل المثال.
من بين وثائقيات الدورة ال63 فيلم "الدولة "194" للمخرج الاسرائيلي
دان سيتون والذي جاء أقرب الى بورتريه شخصي لرئيس الوزاء الفلسطيني سلام
فياض ودوره المهم في قبول عضوية فلسطين كدولة مراقب في الأمم المتحدة.
ينطلق "الدولة 194 " من اللحظة التي كسبت فيه اسرائيل موافقة أغلبية دول
العالم عام 1948 على اعتبارها دولة مستقلة جديدة، وكيف يعيد لتاريخ نفسه
بفارق أن الفلسطينيين يريدون انتزاع اعتراف العالم بدولتهم المطلوبة على
أرض هي أرضهم في حين كانت أغلبية دولة اسرائيل مكونة بشرياً من يهود جاءوا
اليها من خارج تراب تلك الدولة! بين اللحظتين تتجمع صورة الرجل المثابر
وصورة الدولة القادمة، الجديدة.
لا يأخذ التسلسل التاريخي حيزه في هذا الوثائقي بقدر ما للسيرة
وتدوينها ليوميات قائد آمن بفكرة إشتغل عليها بجهد وصبر ووعي بآليات اتخاذ
القرارات على المستوى الدولي والطريقة المناسبة لتوظيفها في صالحها. في هذا
السياق يظهر الفلسطيني ككائن واعي لمصالحه ويُجَير كفاءته لغايات وطنية
يعرف كيف يعرضها على عكس ما عرفه العالم عنهم عبر اعلام معاكس، ومسيطر
عليه، بل من مفارقات الصورة المعروضة ظهور قادة اسرائيل كرجال عديمي الحيلة
متطرفين في أفكارهم معتمدين على قوة اللوبي الخارجي اليهودي في توصيل ما
يريدونه للعالم، في حين بدا ضعف الحال الاقتصادي في المناطق الفلسطينية
والعمل على تحسينه في برنامج تنموي أشرف عليه وتابعه فياض مدعاة للإعجاب به
وبشعبه ولهذا فيلم "الدولة 194" ايجابي منصف لواقع لا يعرفه الكثيرون حتى
سلام فياض ظهر فيه كسياسي من نوع نادر قل مثيله في العالم الثالث. رجل عرف
ما يتطلبه استصدار قرار تاريخي ينقل القضية الفلسطينية الى موقع متقدم
ويؤسس لقيام دولة. واحدة من التوصيفات الحقيقية للشعب الفلسطيني بأنه شعب
متعلم. هذا التوصيف يشتغل عليه الوثائقي بروية حتى يتجسد بأدق تفاصيله. شعب
صغيره وكبيره يريد عرض قضيته وفرصة النجاح في اختبارات الدول المناحة صعبة
وتتطلب قوة عزيمة وعمل والظهور كقوى بشرية سلمية تريد العيش دون اعتداء على
أحد تلزم لغة واضحة يسمعها العالم ويفهما والأكثر يقتنع بها كل هذا جاء في
بورتريه جميل لقائد بسيط وضع نصب عينه هدف اشتغل عليه وحقق جزء منه وظل في
الظل ففي الصورة الأخيرة كان أبو مازن هو الزعيم الذي أعلن دولته للعالم
وبهذا العمل جسد الفلسطينيون ارادة عمل جماعية أرادت قوة متشددة التشويش
عليها لكن ما تحقق أجبر الجميع على التغني بمنج مهم على مستوى القضية
الفلسطينية وعلى مستوى مصداقية الوثائقي الذي حمل اسم "الدولة 194".
المدى العراقية في
20/02/2013
جوائز مهرجان برلين السينمائي الدولي 63
رومانيا تخطف الدب الذهبي والعرب يحصلون على جوائز جانبية!
عدنان حسين أحمد
انتزع فلم "وضعية طفل" للمخرج الروماني كالين بيتر نيتزر جائزة "الدب
الذهبي" في دورته الثالثة والستين، وهي أرفع جائزة يمنحها مهرجان برلين
السينمائي الدولي حيث سلّم رئيس لجنة التحكيم، المخرج الصيني المعروف وون
كار واي، الجائزة بنفسه لمخرج الفلم نيتزر ومنتجته آدا سولومون في حفل
توزيع الجوائز الذي تم في قصر البرينالي. وإثر تسلّمه الجائزة قال نيتزر:"
لا أزال تحت وقع الصدمة أنها مكافأة مهمة بالنسبة إليّ"، مُشيراً إلى أن
قصة فلمه: "يمكن أن تحدث في أي مكان من العالم". واعتبر أن هذه "الجائزة
تشجع المتلقين على الذهاب لمشاهدة العمل في السينما دولياً ومحليا". تتمحور
قصة الفلم حول شاب يُدعى باربو "بوغدان دوميتاغه" الذي يقتل عن غير عمد
شاباً آخر في حادث سير كان يقود فيه سيارته بسرعة فائقة متجاوزاً فيها الحد
المسموح به الذي يضعه تحت طائلة القانون.
لقد مات الشاب المدهوس بعد مدة قصيرة من وقوع الحادث المروّع، الأمر
الذي سيعرِّض الجاني إلى عقوبة سجن تتراوح بين ثلاث سنوات إلى خمس عشرة
سنة، لكن أمه كورنيليا "لومينيتا غورغيو" تبذل قصارى جهدها لإنقاذ ولدها
الوحيد من هذه العقوبة القانونية التي قد تدمِّر حياة ولدها من جهة،
وحياتها من جهة أخرى خصوصاً أنها تعيش في عائلة ممزقة اجتماعياً. تنتمي
عائلة كورنيليا إلى الطبقة العليا من المجتمع الروماني، وهي تزيِّن رفوف
مكتبتها بروايات غير مقروءة لهيرتا مولر، الروائية الرومانية الحائزة على
جائزة نوبل، كما أنها مولعة بإظهار بطاقات ائتمانها الكثيرة التي تحتشد بها
محفظة نقودها لتتباهى بها أمام الأصدقاء الذين قد لا ينتمون إلى هذه الطبقة
الاجتماعية المرفهة التي تسرق جهود الناس الفقراء وتعتاش عليهم، فتبدأ
بحملة واسعة النطاق بهدف إنقاد ابنها الكسول والمسترخي على الدوام من هذا
المأزق القانوني الذي وقع فيه، وتحاول بشتى الطرق، بما فيها دفع الرشاوى
إلى الشاهد الوحيد على الجريمة، وإلى الأبوين أيضا، في محاولة محمومة
لاسترضائهما والتخفيف من وقع الصدمة الكبيرة عليهما وتداعياتها النفسية
المريرة. الفلم يعيد بناء الأحداث في ليلة واحدة بشكل دقيق وموسوس
بالتفاصيل ليوم الحادث وللأيام التالية مقدماً نظرة ثاقبة للانحراف
الأخلاقي للبرجوازية الرومانية منتقداً دولة المؤسسات الاجتماعية بشكل قوي
وحاد مثل الشرطة والقضاء وما إلى ذلك. تحاول الأم البرجوازية كورنيليا
تعزية أم الشاب المدهوس في جلسة مؤلمة ومؤثرة جداً تنتهي بإقناع أم الضحية
بضرورة الصفح عن ابنها الوحيد. وعلى الرغم من أن الفلم يدور حول معاناة
الأمهات اللواتي يفقدن فلذات أكباهن، ويستغرقن في الحِداد الطويل، إلاّ أن
جانباً من القصة السينمائية تنتقد الفساد الإداري الذي يضرب في عمق المجتمع
الروماني في الوقت الحاضر. لم يكن "وضعية طفل" فلماً روائياً بالكامل، لأن
فيه لمسة شبه وثائقية أخرجت الفلم من إطار النمط الواحد، وأدخلته في إطار
الأنماط المتعددة الذي يكسر بالضرورة مناخ الرتابة، ويقدِّم لنا قراءات
مختلفة من زوايا نظر متعددة. جدير ذكره بأنّ كالين قد وُلد في بيتروسالي
برومانيا عام 1975. هاجر في سن الثامنة مع عائلته إلى ألمانيا، ثم عاد عام
1994 ليدرس الإخراج السينمائي في المعهد الوطني للمسرح والسينما في
بوخاريست. تخرّج في هذا المعهد عام 1999. وبعد إنجازه لسلسلة من الأفلام
القصيرة أخرج كالين فلمه الروائي الطويل الأول"ماريا" عام 2003. ثم أنجز
فلمه الروائي الطويل الثاني "ميدالية شرف" الذي عُرض أول مرة عام 2009 ونال
عنه جائزة غوبو أو "الأوسكار الرومانية" التي مُنحت لأحسن ممثل في الفلم
وهو فيكتور ريبنيوك وأفضل سيناريو لتيودور فويكال.
كما منحت لجنة التحكيم المخرج البوسني دانيس تانوفيتش جائزة أفضل ممثل
عن فيلمه الموسوم "حلقة من حياة جامع الحديد" التي أُسندت إلى الفنان نظيف
موشيش الذي صرّح بأنه يحضر أول مهرجان سينمائي في حياته. يتوفر هذا الفلم
معالجة إنسانية أيضاً مثل الفلم السابق. يتناول هذا الفلم قصة عائلة غجرية
تعيش بعيداً عن المناطق المأهولة في البوسنة والهرسك حيث يقوم الأب "نظيف"
بجمع الحديد من السيارات القديمة وبيعه إلى محلات السكراب. أما الأم سينادا
فهي تقوم بواجباتها المنزلية على أكمل وجه وتعتني بطفلتيها، لكنها تشعر في
أحد الأيام بألم حاد في بطنها. وفي العيادة الطبية يخبرونها بأن الجنين
الذي تحمله في رحمها ميت وهم يخشون من أن يتعفن في جوفها ولابد من إجراء
عملية جراحية حالاً، وحينما يكتشف مدير المستشفى بأنها لا تملك تأميناً
صحياً يرفض إجراء العملية لأن أسرتها الفقيرة غير قادرة على تأمين المبلغ
المطلوب، الأمر الذي يفضي بسينادا إلى الإحساس بفقدان الأمل خصوصاً وأنها
تجد نفسها في سباق مرير مع الزمن الحرج الذي يهدد حياتها أولاً وسوف ينعكس
على الأسرة برمتها. تعامل المخرج تانوفيتش مع ممثلين غير محترفين ليجسّدوا
قصة مستمدة من الواقع يسعى أبطالها لإنقاذ أمهم من موت مؤكد. أعرب تانوفيتش
عن سعادته بهذا الفوز قائلاً: "أريد متابعة صنع أفلام تنبع من إحساسي، وآمل
أن تساهم في صنع الحوار في بلدي حيث لم يعد أحد يعرف إلى أين نحن متجهون؟
وهذا رهيب بالنسبة للشعب، وخاصة الأكثر فقراً. أنا متشائم بشأن مستقبل
بلدي، لكنني آمل أن تغير السينما شيئا".? يعد تانوفيتش أفضل مخرج صربي
معاصر فقد حاز على العديد من الجوائز من بينها جائزة الأكاديمية لأفضل فلم
أجنبي عن فلم "الأرض الحرام". أما أبرز أفلامه الأخرى فهي "سيرك كولومبي"،
"صورة الفنان في الحرب"، "جحيم"، "فجر" و "يقظة".
مُنحت جائزة "الدب الفضي" التي تحمل اسم "ألفريد باور" وهي جائزة
الإبداع الخاصة التي تُسند لأفضل فلم يفتح آفاقاً جديدة وهو فلم "فيك وفلو
شاهدا دبا" للمخرج الكندي دينس كوتي الذي تدور أحداثه في منزل منعزل بغابة
كندية ويروي لنا قصة حب تتأجج بين امرأتين، الأولى "فيك" التي خرجت لتوها
من السجن حيث تستقبل حبيبتها "فلو" ثم تشرع معها في رحلة إلى أعماق الغابة.
يتميز دينس كوتي بنَفَسه التجريبي، وشخصياته غريبة الأطوار، وموضوعاته
اللافتة للانتباه، وطريقة إخراجه غير المألوفة التي يصنع بواسطتها عالمه
الخاص الذي يتداخل فيه الواقعي والمصطنع في آنٍ معا. أنجز دينس عدداً من
الأفلام المهمة بينها "حيواتنا الخاصة"، "ذلك كل ما تريده" و "خطوط العدو".
قال دينس في أثناء تسلمه الجائزة: "إنها طريقة لشكري على جرأتي وتجديدي،
وهذا سيساعدني على بيع الفيلم في عدد من البلدان".
حصل الأميركي ديفيد غوردون غرين على جائزة "الدب الفضي" لأفضل مخرج عن
فلمه المعنون "برينس آفالانش" الذي يتمحور حول شخصيتين وهما ألفِن "بول رود"
ولانس "أميل هريش" اللذين يقضيان صيف 1988 في غابة مهجورة دمّرتها النيران.
كانت مهمتهما الرتيبة هي إعادة صبغ العلامات المرورية التي أتلفتها الحرائق
في طريق لا نهاية له في بلدهم. يكتشف لانس صعوبة المضي في عزلته في البرية
الموحشة بعيداً عن الحفلات الليلية والصديقات، بعكس ألفِن الجاد الذي يكتب
رسائل عاطفية ملتهبة إلى صديقته، الأخت الكبرى لـ "لانس" كلما وجد متسعاً
من الوقت. يجد ألفِن متعة كبيرة كلما غاص عميقاً في الغابة المحروقة بحثاً
عن الأشباح والمنازل المهجورة. يتجول ألفِن ولانس في الغابة بعربة صغيرة،
يتشاجران ثم يتصالحان، ويلتقيان ذات مرة بشخص واحد، سائق شاحنة غامض،
يقدِّم لهما شراباً محلي الصنع ثم يختفي بسرعة مثلما ظهر على حين بغتة. لقد
نجح غوردون في خلق دراما مقتضبة في جزء منها، وفلسفية في الجزء الآخر، كما
نجح في تقديم فلم طريق باثاً فيه قوة خطابه البصري مثل بقية أفلامه
المستقلة الأولى. أخرج غرين عدداً من الأفلام أبرزها "جورج واشنطن"،
"الطبيعة تنادي"، "الغابة المبتهجة" و "ملائكة الثلج".
رجّحت غالبية التوقعات فوز فلم "غلوريا" التشيلي بجائزة "الدب الذهبي"
إلا أن هذا الفلم لم يفز إلا بجائزة أفضل ممثلة التي أُسندت إلى الفنانة
بولينا غارسيا وشكرت المخرج سيباستيان ليليو الذي رسم خصائص الشخصية التي
تؤديها. تتمحور قصة الفلم على امرأة مطلّقة عمرها "58" عاماً، يغادر جميع
أطفالها المنزل وتبقى وحيدة، لكنها تتحدى العمر والوحدة وتقرر الذهاب إلى
حفلات العُزّاب لكي تروي ظمأها، لكنها كانت غالبا ما تُمنى بالخيبة
والفراغ. تقابل رودولفو، ضابط بحري متقاعد يكبرها بتسع سنوات وتشعر نحوه
بميل رومانسي جميل فتتخيل نفسها معه في علاقة دائمة، لكن الرياح تجري بما
لا تشتهي السفن. القصة لا تبتعد كثيراً عن التاريخ التشيلي المعاصر خلال
الأربعين سنة الماضية. أنجز ليليو عدداً من الأفلام أهمها "العائلة
المقدسة"، "مدينة العجائب" و "عيد الميلاد".
لم يخرج فلم "ستائر مسدلة" لجعفر بناهي خالي الوفاض من مهرجان برلين
فقد منحته لجنة التحكيم جائزة "الدب الفضي" لأفضل سيناريو وقد تسلّم
الجائزة شريكه في الإخراج كامبوزيا باتروفي الذي حضر فعاليات المهرجان فيما
ظل بناهي أسير الإقامة الجبرية في إيران. قال باتروفي: "السينما الإيرانية
وجدت مكانها في العالم ومهم أن نحصل على هذه الجائزة للسيناريو لأنه
الأساس، إنها محاورة للأفكار التي مرت في ذهن بناهي وهي الأفكار التي كوفئت
هنا في برلين". وفي معرض ردّه عن المعنى السياسي لسينما بناهي أجاب: "لا
حدود واضحة بين الفن والسياسة". يدور الفلم حول شخصيتين مُطاردَتين، الأول
رجل متهم بحيازة كلب غير نظيف على وفق التصورات الإسلامية، والثانية امرأة
تقيم حفلاً محظوراً على شواطئ بحر قزوين. يثير الفلم أسئلة متعددة منها: هل
نحن نتطلع إلى شخصيتين خارجتين عن القانون أم أن الرجل والمرأة هما مجرد
شبحين صنعهما خيال المخرج؟ ومهما تكن الإجابة فإن المخرج يلج المشهد، ويفتح
الستائر، وإذا كانت الحقيقة تستعيد نفسها فإن الخيال يغلِّفها ثانية.
مُنحت جائزة "الدب الذهبي" لأفضل مساهمة في التصوير لعزيز زامباكييف
لتصويره فلم "دروس هارمونية" للمخرج الكازاخستاني أمير بايغازين. يحكي
الفلم قصة أصلان ذي الثلاثة عشر عاماً الذي يتعرض لفحص طبي لأنه أُذَل أمام
جمع من أصدقائه الطلبة فيتحرر من الاضطراب المستتر لشخصيته، لكن الشكوك لا
تزال تراوده، فهو يصارع من أجل النظافة، ويسعى لتحقيق الكمال، ويريد أن
يسيطر على الأشياء المحيطة به، لكن بولات يقمعه، ويزدريه، ويبتزه، كما يبتز
الطلبة الآخرين. أنجز بايغازين عدداً من الأفلام أهمها "سعيد ومُنتهَك"،
"ذئب البراري" و "يوميات جان المُصوَّرة". أما الجائزة الأخيرة من جوائز
مهرجان برلين الأساسية فهي جائزة أفضل فلم أول ضمن تظاهرة "جنيريشن"، وهي
جائزة مالية قيمتها "50" ألف يورو أُسندت لفلم "ذي روكيت" للمخرج الأسترالي
كيم مورداونت الذي يحاول بطله "آهلو" أن يثبت أنه حسن الطالع، وليس مشؤوماً
ملعوناً. وفي هذا السياق نوّه المخرج وون كار واي بفلمين آخرين وهما "ليلى
فوري" للمخرجة بيا ماري من إفريقيا الجنوبية و"أرض موعودة" للأميركي ستيفن
سوذيربيرغ.
الأفلام العربية كانت لها حصة في الجوائز الجانبية فقط، فقد حصل
المخرج الفلسطيني مهدي فليفل على جائزة السلام عن فلمه "عالم ليس لنا"،
فيما نالت المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر على جائزة النيتباك التي تكافئ
الفلم الأسيوي من قِبل النقاد عند فلمها "لما شفتك" الذي تسجِّل فيه
إنطلاقة الكفاح المسلّح عام 1967، علماً بأن الفلمين قد شاركا في تظاهرتي "بانوراما"
و"فوروم". كما حصل فلم "انشالله" للمخرجة الكندية باربو لافاليت على جائزة
لجنة تحكيم النقاد الدوليين "فيبريسي" الذي تناولت فيه الشأن الفلسطيني
أيضا.
الجزيرة الوثائقية في
20/02/2013
الفيلم الروماني «شايلد بوز» ينتزع جائزة «الدب الذهبي» في
الدورة الـ 63 لمهرجان برلين
برلين - أ. ف. ب: انتزع الفيلم الروماني «شايلد بوز» للمخرج كالين
بيتر نيتزر، جائزة «الدب الذهبي» أرفع جائزة في مهرجان برلين في ختام
الدورة الثالثة والستين لهذا المهرجان السينمائي الدولي، أول المهرجانات
الأوروبية لهذا العام. وسلم رئيس لجنة التحكيم المخرج الصيني وون كار واي
خلال حفل توزيع الجوائز الذي تم في قصر البرلينالي الجائزة بنفسه للمخرج
والمنتجة التي تكلمت باسم فريق الفيلم وحرصت على دعوة المسؤولين في رومانيا
إلى دعم الإنتاج السينمائي، مؤكدة صعوبة الإنتاج والطريق الطويلة التي
خاضها فريق الفيلم قبل تحقيقه.
تناول فيلم «شايلد بوز» ضمن معالجة إنسانية قصة شاب يقتل عن غير عمد
في حادث سير شابا آخر، مصورا معاناة الأمهات وصعوبة الفقدان والحداد.
وخلال الفيلم تحاول أم الشاب المسؤول عن الحادث تعزية أهل القتيل عبر
جلسة مؤلمة تدور بين أم الشاب الذي ارتكب الحادث وأم الشاب المقتول وتنتهي
الأولى بإقناع الثانية بضرورة الصفح عن ابنها الوحيد.
وأكدت رومانيا بهذا الفيلم الجديد قوة السينما التي ينتجها هذا البلد
الذي نجح قبل أعوام في انتزاع السعفة الذهبية في مهرجان «كان»، معززا حضوره
في محافل السينما العالمية. ومنحت جائزة لجنة التحكيم للمخرج البوسني دانيس
تانوفيتش عن فيلمه «فصل من حياة في ايرون بيكر» الذي حاز أيضا جائزة «أفضل
ممثل» لنظيف موشيش، الذي قال إنه يحضر أول مهرجان سينمائي في حياته.
ويتناول الفيلم سيرة عائلة من الغجر في البوسنة ويتعامل مع ممثلين غير
محترفين أدوا قصة مستمدة من الواقع تروي نضال عائلة للاستمرار ولإنقاذ الأم
التي تحتاج إلى عملية عاجلة.
ومنحت جائزة «الدب الفضي» لافضل فيلم يفتح آفاقا جديدة والتي تحمل اسم
الفريد بور مؤسس مهرجان برلين لفيلم «فيك وفلو شاهدا دبا» الكندي من إخراج
دنيس كوتي، ويتميز بان أحداثه تتم في مكان منعزل وتنقل بتميز قصة حب بين
امرأتين.
وحصل الأميركي ديفيد جوردون جرين على جائزة «الدب الفضي» لأفضل مخرج
عن فيلمه «برينس آفالانش»
وفي حين رجحت التوقعات فوز فيلم «جلوريا» التشيلي بجائزة «الدب
الذهبي» فان الفيلم حاز فقط جائزة أفضل ممثلة، وقد حملت بولينا جارسيا
جائزة «الدب الفضي» وشكرت المخرج سيباستيان ليليو الذي رسم خصائص الشخصية
التي تؤديها. ولم يخرج فيلم الإيراني جعفر بناهي «ستائر مغلقة» خالي الوفاض
بل منحته لجنة التحكيم جائزة «الدب الفضي» لأفضل سيناريو وقد تسلمها شريكه
في العمل المخرج كامبوزيا باتروفي الذي حضر المهرجان في وقت يمنع فيه بناهي
من السفر. ويصور الفيلم عزلة المخرج وإصراره على العمل رغم الإقامة الجبرية
المفروضة عليه.
وقال بارتوفي في المؤتمر الصحافي الذي أعقب تسلم الجوائز إن «السينما
الإيرانية وجدت مكانها في العالم، ومهم أن نحصل على هذه الجائزة للسيناريو
لانه الأساس، انها محاورة للافكار التي مرت في ذهن بناهي وهي الأفكار التي
كوفئت هنا في برلين.» وأكد ردا على اسئلة الصحافيين حول المعنى السياسي
لسينما بناهي ان «لا حدود واضحة بين الفن والسياسة».
كما منحت جائزة «الدب الفضي» لأفضل مساهمة في التصوير لعزيز زامباكييف
لتصويره فيلم «دروس هارمونية» للكازاخستاني امير بايجازين..
أما جائزة أفضل فيلم أول وهي جائزة مالية قيمتها خمسون ألف يورو،
فمنحت لفيلم «ذي روكيت» للمخرج كيم مورداونت، وحاز الفيلم أيضا جائزة «الدب
الفضي» في تظاهرة «جينيرايشن.»
وحرص وون كار واي على التنويه بفيلمين آخرين عند إعلانه جائزة «الدب
الذهبي» وهما فيلما «ليلى فوري» للمخرجة بيا ماري من أفريقيا الجنوبية
و«أرض موعودة» للاميركي ستيفن سوذيربيرج.
وفي الجوائز الجانبية حصل فيلم الفلسطيني مهدي فليفل «عالم ليس لنا»
على «جائزة السلام»، بينما حصل فيلم المخرجة آن ماري جاسر «لما شفتك» الذي
يسجل انطلاقة «الكفاح المسلح» العام 1967 على جائزة «نيتباك» التي تكافىء
الفيلم الاسيوي من قبل النقاد. وشارك الفيلمان في تظاهرتي «بانوراما» و«فوروم».
كما حصل فيلم «ان شاء الله» الذي تناولت مخرجته الكندية اناييس باربو
لافاليت الشأن الفلسطيني مشاركة في تظاهرة «بانوراما»، على جائزة لجنة
تحكيم النقاد الدوليين «فيبريسي».
النهار الكويتية في
20/02/2013 |