تشترك الممثلة الأميركية روني مارا في بطولة فيلم جديد للمخرج ستيفن
سودربيرغ عنوانه «أعراض جانبية» يدور حول الطب والأدوية و... أعراضها
الجانبية كما يذكر العنوان. إنها هنا تحت إدارة مخرج تعامل سابقا مع مشكلة
وباء ناتج عن اللمس في فيلم «عدوى» بعدما التقطت وطاويط روث خنازير من
حظيرة في شرق آسيا ثم نشرت الوباء من تلك النقطة فإذا بها تصيب بعض
الأميركيين العائدين من زياراتهم وهؤلاء ينشرونها، دون قصد بالطبع، وسط
أميركيين.
الفيلم الجديد يتعامل مع موضوع طبي آخر. مع جانب مختلف من حياة كل يوم
وعلاقتها بالداء والدواء، وهو كيف يتداول الناس أدوية مرخصا بها لمعالجة
أمر ما، فإذا بالتأثيرات الجانبية تسطو على المتعاطين وتؤدي بهم إلى حالات
أكثر فتكا. والسؤال المطروح هنا هو: من المسؤول؟ المريض أم الطبيب؟ شركات
الدواء أم الحكومة ذاتها؟
هذا ثالث فيلم لروني مارا في غضون سنتين من بعد النسخة الأميركية من
«الفتاة ذات الوشم» والثاني «أليست هذه الأجساد ملائكية؟».
·
روني... هل كان من الصعب أن
تقومي بتمثيل شخصية تعيش أزمة نفسية وعاطفية قبل وبعد أن لجأت إلى العقاقير
الطبية؟
- كان صعبا جدا بالفعل. كممثلة أبحث عن الحقيقة دوما. أحاول أن أصدق
كل وضع يفرضه علي دور جديد. أصدق أنني الشخصية في تلك اللحظة وبالتالي أصدق
كل لحظة تمر بها، وأنها تمر بي أنا. لذلك بالتأكيد كان الأمر صعبا، خصوصا
لأنني في الفيلم أخدع الناس، والخديعة هي ما كان علي أن أفعله عن اقتناع
حقيقي. لكن لو لم أفعل لكان الدور مجرد عمل أؤديه كوظيفة، وهذا ما لا
أستطيع القيام به.
·
ما المساعدة التي قدمها إليك
ستيفن سودربيرغ؟
- كان جيدا في تعامله مع الممثل. لقد جمعنا كلنا ودرس معنا الشخصيات
ثم تركنا نؤدي الأدوار كما نعيشها. كان ذلك مهما عندي لأن تمثيل شخصية ما
والنجاح في تمثيلها عليه أن يبقى نجاحا شخصيا وأن يتبلور معي ككتلة واحدة
تصل إلى حد من التكامل لا يجب معه الاعتماد فيه على توجيه المخرج.
·
تعيشين الدور الذي تقومين به
أمام الكاميرا، لكن هل تتخلصين منه سريعا مع نهاية كل يوم عمل؟
- لا. لا أستطيع الخروج من الشخصية سريعا. أحملها معي إلى البيت وفي
العادة أول ما أقوم به حين انتهاء يوم تصوير هو تناول وجبة خفيفة ثم النوم.
·
هل تناولت عقاقير طبية كانت لها
تأثيرات جانبية كما تفعل الشخصية التي تؤدينها؟
- في الحقيقة كنت دائما حذرة من الأدوية الموصوفة. أحاول دوما أن لا
آخذ الأدوية كعلاج، لذلك لا أظن أن الفيلم غير طريقتي في الحياة بالنسبة
لهذا الموضوع، لكني أعتقد أنه سيؤثر في المشاهدين لأن الكثير من الناس كما
أتصور مدمنو أدوية. حين كنت صغيرة أخذت الكثير من عقاقير مضادة للجراثيم
واكتشفت أنها تؤثر في الجسم من حيث إنها تتدخل لإضعاف نظام المناعة. لذلك
توقفت منذ أعوام قليلة عن مداواة نفسي بالعقاقير قدر الإمكان. أنا أمرض
كثيرا لكني أتجنب قدر الإمكان الاعتماد على الأدوية الطبية لعلاج أزماتي
الصحية.
·
لكن هل تطلب هذا الدور منك بحثا
فعليا في حالات وقعت كان يمكن لها أن تمنحك المزيد من المعرفة للموضوع؟
- نعم. لقد أجريت مقابلات مع عدد من الأطباء حول هذا الموضوع. كما
تعلم لأنك شاهدت الفيلم يطرح «أعراض جانبية» مسألة مهمة عمن يكون الجاني في
جريمة قتل وقعت تحت تأثير جانبي للدواء الذي كانت القاتلة تتناوله. ومع
أنني لم أكن ملزمة بمعرفة الجواب عمليا لأنه خارج شخصيتي، إلا أنني رغبت في
ذلك وتناقشت مع عدد من الأطباء.
·
ماذا قالوا؟
- الحديث كان عن ظاهرة استخدام الدواء في معالجة أزمة نفسية مثل
اليأس، كما في الفيلم، وهم أخبروني بأن معظم ما هو مطروح في الأسواق قد
يكون فعالا في معالجة اليأس لكنه مضر في نواحٍ أخرى. ما فعلته هو أنني
برمجت هذه المعلومات لكي أمثل دوري باقتناع فعلي بحالة الشخصية التي أقوم
بها.
·
هل تجدين ديفيد فينشر مخرج
«الفتاة ذات الوشم التنين» وستيفن سودربيرغ مخرج هذا الفيلم سينمائيين
مختلفين كثيرا بعضهما عن بعض؟
- كثيرا جدا. إنهما يلتقيان في أنها ثريا الخيال، مثلا سودربيرغ قد
يكتفي بلقطة واحدة يطبعها. أحيانا ما يعيد تصوير اللقطة الواحدة. أما ديفيد
فهو معني بالتكامل في كل شيء. التصوير لفيلم يخرجه سودربيرغ يمر سريعا.
بالنسبة لفينشر يريد أن يضبط كل شيء لكي يتأكد من أن ما يريده سيصل.
·
أخيرا، ما الذي يحدث لفيلم
«الفتاة التي لعبت بالنار»، الجزء الثاني من «الفتاة ذات الوشم التنين»؟
- لا أعرف. هناك نية لإنجازه لكني لا أعرف شيئا عن التوقيت أو في أي
مرحلة يمر بها.
·
هل ستعودين إلى المسلسل حتى ولو
لم تتم الاستعانة بديفيد فينشر؟
- عندي عقد ينص على بطولتي لهذه السلسلة مع أو من دون ديفيد. أتمنى أن
يكون المخرج المختار للمهمة هو ديفيد فينشر، لكن لا قول لي في هذه الناحية.
هذا متوقف على المنتج.
الشرق الأوسط في
14/02/2013
رسالة مهرجان «برلين»
«روح ٤٥»: «كين لوش» يشن أعنف هجوم ضد «الخصخصة» و«العولمة»
بقلم
سمير فريد
يُعتبر فنان السينما البريطانى العالمى الكبير كين لوش (ولد ١٩٣٦) من
أعلام السياسة وليس فقط من أعلام السينما فى عالمنا، فهو لا يكتفى بالتعبير
عن رؤيته للواقع فى أفلامه، وهى رؤية اليسار الاشتراكى الذى يدافع عن
الفقراء والمعذبين فى الأرض، وإنما يمارس العمل السياسى مباشرة، ومن مواقفه
السياسية البارزة دفاعه عن حقوق الشعب الفلسطينى ضد الاحتلال الإسرائيلى.
وقد تجلى هذا الموقف فى السنوات الأخيرة فى رفضه الاشتراك فى المهرجانات
التى تحصل على دعم من جهات حكومية. وفى العام الماضى اشترك فى حملة رفض
شراء منتجات المستوطنات الإسرائيلية التى تباع فى بريطانيا، بل وفى حملة
مقاطعة حضور مسرحية شكسبير «تاجر البندقية» فى لندن لأنها من تمثيل فرقة
تابعة لإحدى المستوطنات.
روح ٤٥
وفى إطار «عروض خاصة» فى مهرجان برلين عرض «كين لوش» أحدث أفلامه، وهو
الفيلم البريطانى التسجيلى الطويل «روح ٤٥» أى ١٩٤٥. وقد بدأ «لوش» مسيرته
السينمائية بإخراج الأفلام التسجيلية قبل الروائية، وظل لا يفرق بين إخراج
هذا الجنس أو ذاك من أجناس الفن السينمائى. والفيلم الجديد أول تسجيلى طويل
يخرجه منذ ١٩٩٨.
«روح ٤٥» حدث سينمائى بكل معنى الكلمة، ويذكِّر بفيلم ميخائيل روم
«فاشية عادية» الذى كان منذ نحو نصف قرن نقطة تحول فى تاريخ السينما
التسجيلية حيث قرأ لقطات الحرب العالمية الثانية التى صورت لأغراض مختلفة،
وأعاد استخدامها.
هنا يقرأ كين لوش الوثائق السينمائية منذ نهاية الحرب العالمية
الثانية عام ١٩٤٥ حتى العام الماضى الذى أنتج فيه الفيلم، ويعبر عن رؤيته
لتاريخ بلاده والعالم فى هذه الفترة. ومثل أى مبدع حقيقى يعود «لوش» إلى
الماضى ليتحدث عن الحاضر، ويساهم فى صنع المستقبل كما يراه. ولذلك يتحرك
الفيلم بين الوثائق وشهادات معاصرة لشخصيات سياسية ومؤرخين وخبراء وموظفين
صغار وكبار وشخصيات عادية مثل الممرضات والأطباء وعمال المناجم والقطارات.
والوثائق السينمائية فى الفيلم ليست فقط من الجرائد الإخبارية ونشرات
الأخبار التليفزيونية، وإنما تشمل مشاهد من أفلام روائية طويلة أو قصيرة
تخدم الأفكار التى يعبر عنها. والوسائل لا تقتصر على اللقطات، وإنما كتابة
المعلومات على الشاشة، وكتابة نصوص وقراءتها، ولكن من دون تعليقات «شارحة»،
فالشرح يتم عبر المونتاج.
«روح ٤٥»هى الروح التى سادت فى بريطانيا بعد الانتصار على النازى فى
الحرب العالمية الثانية حيث كان السؤال: أى عالم نريده بعد هذه الحرب التى
قتل فيها أكثر من ٥٠ مليون إنسان؟ وكانت الإجابة البريطانية نجاح حزب
العمال الاشتراكى لأول مرة فى الانتخابات التى أجريت فى صيف ١٩٤٥ وتولى
زعيم الحزب «كليمنت أتلى» رئاسة مجلس الوزراء.
وكانت المشكلة التى واجهها الحزب، كما جاء فى الفيلم، إعادة بناء ما
دمرته الحرب، والقضاء على الأحياء العشوائية التى انتشرت قبل الحرب. وفى
شهادة لأحد سكان تلك الأحياء يقول إنه كان ينام مع خمسة من إخوته فى فراش
واحد وسط الحشرات والفئران، ورغم أنه مواطن فى إمبراطورية تمتد من كندا إلى
جنوب أفريقيا، ومن الهند إلى الأرجنتين. وكان الحل الذى لجأت إليه حكومة
حزب العمال هو التأميم، من تأميم بنك إنجلترا إلى تأميم شركات القطارات
والبريد والكهرباء والمياه والمناجم والبترول، وإنشاء المدارس والمستشفيات
والمدارس الحكومية، ويقول أحد الذين حصلوا على مسكن «لم تكن المساكن للسكن
فقط، وإنما للسكن المريح».
ومع نجاح حزب المحافظين فى انتخابات عام ١٩٧٩، وتولى مارجريت تاتشر
رئاسة مجلس الوزراء، قامت بانقلاب شامل طوال فترة حكمها التى استمرت حتى
عام ١٩٩٠، وذلك عندما «خصخصت» المؤسسات التى أُممت بعد ١٩٤٥. ويدين «كين
لوش» السياسات التاتشرية، وعنف الشرطة تجاه مظاهرات الاحتجاج على هذه
السياسات، ويدين «العولمة»، ويؤيد الحركات المناهضة لها من مظاهرات سياتل
إلى حركة «احتلوا وول ستريت»، ويدعو إلى إعادة روح ٤٥، ويتفاءل بإمكانية
تحقيق ذلك.
سينما خالصة
ويعبر «لوش» عن موقفه المتفائل بأسلوب سينمائى خالص، فالفيلم بالأبيض
والأسود لأن أغلب الوثائق بالأبيض والأسود، وتم تصوير شهادات المعاصرين
بالأبيض والأسود أيضاً، وتحويل الوثائق المصورة بالألوان لفوز «تاتشر» وما
تلاها من أحداث إلى الأبيض والأسود بدورها. ولم يكن ذلك ليتسق الفيلم فقط،
وإنما للتعبير عن موقفه المتفائل فى النهاية. فالفيلم يبدأ بوثائق استقبال
الجنود العائدين من الحرب بعد الانتصار وفرحة الناس فى الشوارع، وفى
النهاية يعيد عرض نفس الوثائق بالألوان. وهنا تبدو براعة خبير الألوان جريث
سبينسلى ضمن الفريق الفنى للفيلم.
الخصخصة والعولمة
وربما يؤخذ على الفيلم تجاهل حرب فوكلاند التى قامت فى عهد تاتشر
للمحافظة على هذه المستعمرة البريطانية فى الأرجنتين، وذلك من حيث دلالتها
على مدى حمق استمرار التفكير فى الإمبراطورية بعد أن صارت وهماً. ولكن «لوش»
أراد أن يكون الفيلم عن المجتمع البريطانى من داخله، دون التطرق إلى
العلاقة بين بريطانيا ومستعمراتها السابقة.
وطوال ٩٤ دقيقة، هى مدة عرض الفيلم، هناك نصف دقيقة لقطات لأثرياء
القوم وهم يقومون برحلة صيد ويرقصون فى إحدى الحفلات بينما الفقراء يتضورون
جوعاً، ولست أرى ما يبرر وجود هذه اللقطات لأن المشكلة ليست فى وجود
أثرياء، وإنما فى وجود فقراء، كما أننى لا أوافق على الدفاع المطلق عن
التأميم، والهجوم المطلق على الخصخصة، فكل عصر له ظروفه، وكل بلد له ظروفه،
و«العولمة» لا تُرفض على نحو مطلق بدورها، بل لم تعد اختياراً.
فى أحد مشاهد الفيلم أن حوادث القطارات زادت بعد الخصخصة، وإذا جاء
«كين لوش» إلى مصر وشاهد مذابح قطارات الحكومة، فربما يعيد النظر فى أحكامه
المطلقة. وكما أن المشكلة ليست فى وجود الأثرياء وإنما فى وجود الفقراء،
فالمشكلة ليست فى «الخصخصة»، وإنما فى أن تكون على حساب قوة الدولة، والتى
تتمثل فى التشريعات والقوانين التى تحكم القطاع الخاص والمجتمع بصفة عامة.
الناس تريد العمل معاً
وفى تصريحات خاصة لنشرة «سكرين إنترناشيونال» اليومية التى تصدر فى
مهرجان برلين عدد الاثنين الماضى قال «كين لوش»: «كان الشعب يملك ويدير
أغلب الاقتصاد، وكان ذلك إنجازاً كبيراً لبلادنا». وقال: «هذه الفترة تؤكد
أن الناس يريدون ويستطيعون العمل معاً، وليس أن يتنافسوا مع بعضهم البعض».
وقال عن حزب العمال: «لقد أصبح اليوم حزباً للمديرين وأصحاب رؤوس الأموال».
samirmfarid@hotmail.com
المصري اليوم في
14/02/2013
الـ«برليناله» الـ٦٣.. نساء قويات
نديم جرجورة
عرض «مهرجان برلين
السينمائي الدولي (برليناله)»، في إطار دورته الثالثة والستين
(7 ـ 16 شباط 2013)
فيلماً رومانياً جديداً بعنوان «موقف طفل» لكالين بيتر نيتزر: «يأتي العرض
الأول
لهذا الفيلم ضمن سلسلة أفلام وسط أوروبا، بهدف إنعاش صناعة السينما في
المنطقة»،
كما ذكر بيان صادر عن إدارة المهرجان، وزّعته «وكالة الأنباء
الألمانية (د. ب.
أ.)». تدور أحداثه حول أم تسعى إلى إبعاد ابنها عن السجن، بعد تورّطه في
قتل طفل في
حادث سير.
إلى ذلك، وتحت عنوان «نساء في السينما»، جاء في
تقرير الوكالة نفسها
أن أفلاماً عدّة تمحورت مواضيعها حول المرأة: «امرأة وحيدة في منتصف العمر
تبحث عن
سعادة، وراهبة في سنّ المراهقة في أحد الأديرة، ونحّاتة تُرسل إلى مستشفى
للأمراض
النفسية: هذه قصص نساء قويات يحاولن تغيير العالم حولهن. هذه
مواضيع قوية في
الـ«برليناله»، في دورتها الأخيرة». أضاف التقرير: «هذه سلسلة من أعمال
مخرجات
عُرضت في «برليناله»، كـ«غلوريا»، الذي يدور حول امرأة مطلقة في الستينيات
من
عمرها، تجسّد قصّة جيل كامل، غالباً ما يتعرّض للتجاهل في
العالم الحالي المهووس
بالشباب، وفقا لما يقوله مخرجه التشيلي سيبستيان ليلو، الذي أضاف أن «بلوغ
الستين
من العمر لا يعني الاختباء في المنزل. ما يعنيه هو أن فصلاً جديداً بدأ في
الحياة.
هناك نساء كثيرات على غرار غلوريا في
إيطاليا وفرنسا، وهناك أخريات في أنحاء
العالم. لكن عالم اليوم يركّز، بصورة مبالغة، على الشباب».
وقالت باولينا غارسيا،
التي مثّلت دور غلوريا (سيّدة تعثّرت علاقاتها العاطفية التعيسة)، انها
«اضطرّت إلى
النظر إلى الحياة بأسلوب لم تنظر به من قبل»، مشيرة إلى أن البطلة «تبحث عن
ضوء
ساطع».
هناك أفلام أخرى ترتكز على «شخصيات نسائية قوية»،
بينها أفلام تؤدّي
فيها أدوار البطولة الممثلات الفرنسيات الشهيرات جولييت بينوش وإيزابيل
أوبير
وكاترين دونوف. مثّلت أوبير، إلى جانب لويز بورجوا وبولين إتيان ومارتينا
جيدك، في
فيلم «الراهبة» لغيّوم نيكولو، المقتبس عن رواية المؤلف
الفرنسي داني ديدرو،
العائدة أحداثها إلى القرن الثامن عشر. قال نيكولو: «حاولت أن أكون أمينا
مع
الموضوع. لم أتخيّل الوضع الذي كانت عليه الأشياء آنذاك». لكنه أضاف أن
ابنته
البالغة من العمر خمسة عشر عاماً أخبرته، بعد قراءتها كتاب
ديدرو، أن «الطريقة التي
كان يُنظر بها إلى المرأة آنذاك أروع كثيراً مما هي عليه الحال في الوقت
الراهن».
في فيلم آخر بعنوان «في طريقي» للفرنسية
إيمانويل بيركو، أدّت دونوف دور امرأة في
الستين من عمرها، تتورّط في علاقة كارثية مع رجل متزوّج. بينما
مثّلت بينوش في «كاميل
كلوديل 1915» للفرنسي برونو دومين، إلى جانب جان ـ لوك فينست، دور نحّاتة
أرسلتها عائلتها إلى مستشفى للأمراض النفسية في جنوب فرنسا.
السفير اللبنانية في
14/02/2013
دونوف وجولييت بينوش فى "برلين"السينمائى
وتواجد قوى للسينما الفرنسية
كتبت - رانيا علوى
يواصل مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الثالثة والستين عروضه،
فى ظل تواجد قوى للسينما الفرنسية، وكبار النجمات الفرنسيات اللاتى يتمتعن
بشعبية هائلة حول العالم، ومن أبرزهن النجمة العالمية جولييت بينوش، ويعرض
فى المهرجان فيلمها الجديد
«Camille Claudel 1915»،
ويشارك جولييت بطولة الفيلم جون لوك فانسون، وإيمانويل كوفمان. والفيلم من
تأليف وإخراج برونو دومون، وقد وصلت ميزانية الفيلم إلى أكثر من 3 ملايين
يورو، ومن المقرر عرضه بدور العرض الفرنسية منتصف شهر مارس المقبل، حيث
يرصد الفيلم بعض تفاصيل حياة النحاتة الفرنسية الراحلة كاميل كلاودل التى
تجسد دورها جولييت بينوش، وتدور أحداث الفيلم فى شتاء 1915 حول كاميل
كلاودل التى تعيش فى جنوب فرنسا، وتنتظر زيارة أخيها بول كلودال لها، ومدة
عرض الفيلم 97 دقيقة.
كما يُعرض للنجمة الفرنسية وأيقونة السينما الدولية كاترين دونوف فيلم «Elle s'en va»
وهو من تأليف وإخراج إيمانويل بيركو الذى صرح لعدد من وسائل الإعلام بأنه
كتب دور «بيتى» خصيصا لكاترين دونوف التى استطاعت أن تجذب المشاهد، فتجسد
شخصية امرأة فى الستين من عمرها قررت أن تترك حياتها القديمة لتستبدل بها
حياة أخرى تأمل أن تكون أفضل، وتحديدا بعد أن تركها من تحب ليرتبط بامرأة
أخرى أصغر، كما تجلس «بيتى» لتستمع لرجل عجوز يروى لها قصة حبه المأساوية.
شارك كاترين دونوف عدد من النجوم، منهم نيمو شيفمان، وكاميل وكلود جينساك،
وفاليرى لاجرونج، ومن المقرر أن يعرض بشكل رسمى شهر مايو المقبل.
يذكر أن مهرجان برلين السينمائى الدولى بدأ فعاليته فى 7 فبراير،
ويستمر حتى 17 من الشهر نفسه، وحضر فاعليات المهرجان النجمة العالمية جين
فوندا، ومات دامون، جوس فان سانت، وجون كاراسنسكى، وإيميلى بلانت، وجوزيف
جوردون لوفيت.
اليوم السابع المصرية في
14/02/2013
ليلة «برلين»... سينما أوروبية بامتياز وفرنسية بتميز
بين الأفلام الدرامية الأوروبية الجادة، لم تغب الكوميديا حتى عن
المنافسة في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين، حيث احتفى أمس بعرض فيلم
الممثلة الفرنسية جوليت بينوش.
تجسد جوليت بينوش، الحائزة جائزة الاوسكار لأفضل ممثلة ثانوية على
دورها في فيلم «المريض الانكليزي»، في الفيلم الجديد للمخرج الفرنسي برونو
دومونت، شخصية النحاتة الفرنسية الراحلة كاميل كلاودل، وتبادلها الخطابات
مع شقيقها الكاتب باول كلاودل.
ويتتبع المخرج النحاتة المصابة بمرض نفسي في احدى المصحات في جنوب
فرنسا، حيث قررت عائلتها نقلها الى هذه المصحة، بسبب اعتقادها بأنها ملاحقة
من الحاسدين وعشيقها السابق.
ويركز المخرج في الفيلم، الذي يغلب عليه لون شتاء عام 1915 البارد،
على الرسائل التي تبادلتها النحاتة مع شقيقها الكاتب باول كلاودل، والحالة
النفسية لكاميل، حيث الانتظار الدائم لاعتراف الناس بها وبأعمالها،
ولتفهمهم لحالتها النفسية.
وعرض هذا الفيلم في مهرجان برلين السينمائي بالمسابقة الرسمية للأفلام
الطويلة أمس الأول، واستخدم المخرج دومونت مجددا ممثلين غير محترفين لاسيما
ممثلين يعانون امراضا نفسية، وابحر في عالم نحاتة لا تقبع فقط خلف القضبان
بل ايضا خلف موهبتها.
فقر مدقع
وعرض أمس ايضا فيلمان جديدان للمخرجين البوسنى دانيس تانوفيتش
والأميركي ديفيد جوردون جرين، ضمن فعاليات المهرجان، ويدور الأول الذي يحمل
عنوان «ان إيبسود إن ذا لايف أوف ان إيرون بيكير» حول حالة الفقر المدقع
التي تعيشها أسرة غجرية فى أوروبا الحديثة، فى حين يقدم الثاني، والذي يحمل
اسم «برينس افالانشى» كوميديا موجزة.
ويدور الفيلم الأميركي حول الحياة الروتينية لاثنين من عمال الطرق عقب
يوم من العمل الممل فى الغابات المعزولة، ويقوم ببطولته الممثلان بول رود
وإميلي هيرسش، والفيلمان ضمن 91 فيلما تتنافس للفوز بجائزة الدب الذهبي
لأفضل فيلم.
فيلم وثائقي
كما واصل مهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله) فعالياته أمس بعرض
فيلم جديد للمخرج الدنماركي بيله أوجوست بعنوان «القطار الليلي إلى
لشبونة»، ويضم مجموعة من نجوم السينما الأوروبية، بينهم البريطاني جيرمي
أيرونز، والألمانية مارتينا جيديك، والألماني وأوجوست ديل، والسويسري برونو
جانتس والبريطانية تشارلوت رامبلينج.
ويدور الفيلم حول مدرس يقتفي أثر حياة شاعر برتغالي، ويكتشف خلال ذلك
ذاته بصورة أعمق، ويعرض خارج إطار المنافسة الرسمية في المهرجان، إضافة إلى
فيلم وثائقي للمخرج الفرنسي كلود لانزمان حول ضحايا محرقة النازية (هولوكوست)
بعنوان «شواه»، ومن المقرر تكريم لانزمان (78 عاما) اليوم بمنحه الجائزة
الشرفية للمهرجان عن مجمل أعماله.
السينما الفرنسية
ويعرض في المسابقة الرئيسية للدورة الحالية من المهرجان ثلاثة افلام
فرنسية، لتكون هذه السينما من اكثر سينمات العالم حضورا في المهرجان الدولي
الذي دخل مساء امس شوطه الثاني.
وذهب بعض نقاد الفن السابع الى القول ان «البرليناله» يحتفي بالسينما
الفرنسية اكثر من (كان) الفرنسي، الذي يعتبر الى جانب مهرجان البندقية
الايطالي منافسا شديدا لمهرجان برلين.
ولم تلفت انظار النقاد السينمائيين الافلام نفسها بقدر ما لفت
انتباههم مشاركة كبيرات السينما الفرنسية الراهنة في الدورة الـ63
للمهرجان، وهن ازابيل هوبير، اكبرهن سنا وبطلة فيلمي عازفة البيانو ومغامرة
فيوليت، وكاترين دينوف، الملقبة بسيدة السينما الفرنسية، وجوليت بينوش بطلة
الفيلمين الشهيرين (المريض الإنكليزي وشوكولا).
الجريدة الكويتية في
14/02/2013 |