أثبتت في فيلم »الفرح« أن نجاحها في »كباريه«
لم يكن بالصدفة، وأكدت في فيلميها الأخيرين عشقها للسينما،
هذا
العشق الذي يجعلها في رحلة دائمة بين القاهرة ودمشق، لكن وسط هذا النشاط المكثف
لا يخلو الأمر من الشائعات التي حرصت جومانا مراد أن ترد عليها
في هذا الحوار،
كما تحكي عن فوزها بلقب ملكة الجاذبية
بدأت حديثها عن تجربتها الأخيرة
في فيلم الفرح قائلة:
-
لا يوجد ممثل أو فنان يشارك في عمل كي يفشل،
وبالتأكيد خضنا كلنا تجربة الفرح ونحن أكثر ثقة بعد ما حققناه في »كباريه«
العام الماضي، ولكن بقدر هذه الثقة كان الرعب والإحساس بالمسئولية لدي فريق
العمل بالكامل.
وهنا لابد أن أشيد بالدور المميز الذي لعبه إسلام يوسف
استايلست الفيلم الذي استطاع مساعدتي أنا والزملاء خالد الصاوي وماجد
الكدواني
وياسر جلال.. ساعدنا جميعاً في وضع الملامح الخارجية للشخصيات وهي نصف المسافة
تقريباً.. أما الجزء الباقي من التحضير فقد تكفلت به الجلسات المطولة مع
مخرج
الفيلم سامح عبدالعزيز ومؤلفه أحمد عبدالله ومن خلالها استطعت
الإمساك
بالشخصية.
·
في معظم مشاهد الفيلم ظهرتي بدون
مكياج..
وبعيدة عن جمالك الذي
يعرفه جمهورك؟.
-
هذه المسألة قدمتها بوعي تام فأنا أريد أن أقول للناس
إنني ممثلة ولست موديلاً أو وجهاً جميلاً.. ولكي يصدقني المشاهد كان لابد
من
الفصل بين جومانا النجمة وجميلة الفتاة الشعبية البسيطة التي أقدمها في
العمل،
وكان من المهم جداً أن أقدم »لوك« مختلف عن الذي ظهرت به في »كباريه«
وكان لفتاة شعبية أيضاً..
أما بالنسبة لنهلة فكان مفتاح الشخصية هو إحساسها
الدائم بالتوتر فهي »مكتوب
كتابها« منذ سبع سنوات وتمنعها الظروف المادية
الصعبة من إتمام ارتباطها بعريسها.
·
هل ترين أن الشخصية هنا أصعب من
دورك في »كباريه«؟
-
هي بالفعل أصعب لأن مفتاحها كما قلت لك هو التوتر الدائم..
أما
شخصيتي في كباريه فكانت تعيش بوجهين بالفعل كانت أصعب، فقد لا تتخيل أنني كنت
يومياً مضطرة لتضفير شعري بشكل دقيق قبل أن أنام حتي
يبدو مجعداً أثناء التصوير
لأن شخصية جميلة شعرها مجعد وسمراء إلي حد ما وبسيطة في ملابسها بالإضافة
إلي
الظروف المحيطة بها، كما أن شخصية »جميلة« تمر بالعديد من الأزمات النفسية..
هي شخصية مليئة بالانفعالات الأنثوية التي تناقش واقع المرأة التي تتعرض
للقهر..
والفيلم استغرق تصويره عدة أشهر، ولكن أحداثه تدور في يوم واحد..
وكان من الصعب المحافظة علي الخط الدرامي والبقاء داخل نفس
الحالة كي يقتنع
الجمهور.. إنه أمر مرهق جداً لذلك اعتبر دور »جميلة«
من أصعب
أدواري.
·
كيف كانت انطباعاتك حول هذه
الشخصية بمجرد قراءتك للسيناريو؟
-
تعاطفت معها بشدة فالفقر هو السبب في كل ما حدث ولولا الفقر لتزوجت بشكل
طبيعي دون
كل هذه الأزمات التي تعرضت لها ولكنني شخصياً أرفض هروبها هي وزوجها من الواقع
وعدم قدرتهما علي مواجهة الأهل والمجتمع وهذا رأيي الشخصي في هذه القضية.
·
ألا
ترين أنه كانت هناك مبالغة في أداء الشخصية..
حيث كانت جرعة البكاء مبالغ
فيها؟
-
البكاء يكون وسيلة من وسائل الترويح عن النفس أحيانآً
خاصة
للفقراء الذين ليس لديهم حيلة أو مال يمكنهم من التخلص من مشاكلهم..
لذلك فأنا
لا أري أن جرعة البكاء كان مبالغاً فيها،
فلو كنت مكان جميلة ستري ذلك كما أن
أحداث الفيلم تدور كلها في يوم واحد، والفتاة في مأزق خطير فمن وجهة نظر عبدالله
الذي قدمه ياسر جلال أنهما لم يفعلا شيئاً
خارج إطار الشرع والعرف فهي متزوجة
رسمياً منه منذ 7 أعوام لكنه ظل زواجاً مع وقف التنفيذ بسبب عدم اكتمال
منزل الزوجية، ومع مرر
كل هذا الوقت علي الارتباط تعاملاً
معاً معاملة
الأزواج مما أفقدها عذريتها وكان والدها يريد أن تكون دخلتهما علنية أو
»بلدي«
كما يقال عنها مما سيكشف أنهما تزوجا فعلياً
وليس علي الورق فقط كما سيجعلهما
كاذبين وبالتالي كانت تريد التخلص من فضيحتها أمام أهلها علي الرغم من أنها
متزوجة
رسمياً.
·
حدثيني عن أصعب مشاهدك في الفرح؟
كل المشاهد صعبة ومن أبرزها مشهد
العيادة عندما ذهبت جميلة إلي دكتور النساء لإجراء عملية جراحية لإعادة
غشاء
بكارتها، فحاول الدكتور التحرش بها،
كان مشهد صعب وجريء للغاية..
قمت
بالتحضير لهذا المشهد طويلاً وأرهقني جداً وتمت إعادته أكثر من مرة،
وللعلم
كان هذا أول مشهد أصوره في الفيلم.
فالفيلم إيقاعه سريع وصاخب بينما دوري
»يلعب«
علي مشاعر أنثوية عميقة.
·
جميلة هي ضحية مجموعة عادات
وتقاليد..
كيف يمكن لهذه الشخصية أن تقاوم ظروفها في ظل الفقر الشديد الذي تعيشه؟
-
لو
حاولت القيام بأي شيء مثل الاعتراف بهذا الخطأ سيجعلها ذلك تلحق العار
بأهلها،
كما أن الفتيات في هذه الأماكن لا يستطيعوا المقاومة إلا بأن تعيش كل منهن
الخيال أو تهرب من هذا الواقع إلي مكان آخر،
وفي كل الحالات ستلحق العار بأهلها،
فعلي الرغم من التقدم الشديد الذي نعيشه إلا أن الفتاة أحياناً لا يكون لها
حيلة
في عدد من الأمور التي لا يمكن أن نتغير فيها كعرب خاصة العادات والتقاليد
والأعراف.
·
وكيف كان تواصلك مع فريق العمل؟
-
هم ليسوا فريق عمل بل أسرتي
التي شاركتني أحلي نجاحاتي العام الماضي،
وبيني وبينهم جميعاً علاقات حب وصداقة
جميلة، فمثلاً ياسر جلال كانت بيننا كيمياء عالية لدرجة أن الذين شاهدوا
الفيلم
أكدوا أنه يجمعنا إحساس واحد،
وشعر الجميع أننا بالفعل متزوجان لشدة التواصل
بيننا، وأتوقع أن تكون هذه بداية لمزيد من الأعمال تجمعنا..
فهو ممثل عبقري
ومتميز وكان أداؤه طبيعياً وساعدني كثيراً علي التعايش مع الشخصية داخل
الفيلم، وبشكل عام سادت أجواء من الألفة بين فربق العمل ككل.
·
بعد بطولتين
جماعيتين في »كباريه«
و»الفرح«.. هل آن الأوان لنري جومانا بطلة مطلقة في
السينما؟
-
أمامي أكثر من عرض لتقديم أفلام بطولة مطلقة لكنني لست متعجلة
لهذه
الخطوة لأن السينما بالنسبة لي لا تقاس بحجم الدور ولا بكونه بطولة مطلقة
أو جماعية
ولكن تقاس بمضمون الفيلم ونجاحه وعموماً أنا مازلت في البدايات وكل ما قدمته لا
يتجاوز
٥
أفلام.
·
بمناسبة أفلامك الخمسة..
هل عوضك نجاح »كباريه«
و»الفرح« تجاربك السينمائية السابقة؟
-
فيلم »الشياطين«
لم يحقق
نجاحاً كبيراً في مصر بسبب قلة الدعاية لكني اعتز بمشاركتي فيه..
أما لحظات
أنوثة فقد كانت تجربة لها ظروفها، وقد فضلت الصمت وعدم الرد،
وأجمل ما في نجاح »كباريه«
و»الفرح« أنه رد علني علي كل من شكك في جومانا الممثلة.
·
وكيف
ترين موضة الأفلام التي تلعب علي وتر
»الشعبي«؟
-
المسألة ليست موضة بل
واقعنا الذي نعيشه والذي ينبغي علي السينما الالتفات له
وتقديمه ومن الطبيعي أن
تقدم السينما المصرية واقع الشعب والشارع المصري ولو نظرت للفرح مثلاً ستجد
أنه
ناقش عدة قضايا مهمة من خلال إطاره الشعبي مثل الواقع الاقتصادي والمشاكل
الاجتماعية الناجمة عنه وغيرها من القضايا.
أخبار النجوم المصرية في
30/07/2009 |